
سكان شمال غزة.. الموت جوعًا أو المخاطرة للحصول على المساعدات – DW – 2025/6/5
يواجه سكان شمال غزة نقصا حادا في الطعام، فالحصول على وجبة واحدة في اليوم بات أمرا صعبا في ظل عدم وصول المساعدات إلى الشمال. وقد يخاطرون بحياتهم للوصول إلى مراكز توزيع المساعدات في مناطق القطاع الأخرى.
قبل اندلاع الحرب، كان الطالب الغزاوي خالد لبد يدرس ويعمل في أحد مطاعم القطاع ليعيل نفسه.
لكن خلال الأشهر التسعة عشر الماضية، انقلب حاله رأسا على عقب، وأصبح شغله الشاغل هو الاختباء مع عائلته وذويه في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة.
وقد أمر الجيش الإسرائيلي العديد من الأحياء المجاورة مثل بيت لاهيا وجباليا بالإخلاء والتحرك جنوبا.
ويقول السكان إن المنطقة تتعرض لقصف مستمر، ويكافحون باستمرار للعثور على بعض الطعام يسد رمقهم، وفي الوقت نفسه يضطرون إلى التنقل، مما يعرضهم للخطر.
وفي مقطع مصور من غزة *، قال خالد لبد، البالغ من العمر 21 عاما: "نأكل أي شيء متاح، وجبة واحدة في اليوم، من الصباح حتى وقت متأخر من الليل. أحيانا تكون وجبتنا عدسا وأحيانا معكرونة".
وأضاف أن الطعام ما زال شحيحا منذ بدء الحرب. ورغم تدفق بعض الطعام إلى غزة بعد حصار دام 11 أسبوعا فرضته الحكومة الإسرائيلية، إلا أن السكان يقولون إن هذه المساعدات لم تصل إلى شمال القطاع.
وأغلقت إسرائيل المعابر وأوقفت جميع عمليات تسليم المساعدات إلى غزة في الثاني من مارس/أذار الماضي، بينما صرح مسؤولون إسرائيليون بأن حماس تسرق المساعدات وتستخدمها لتزويد مقاتليها، دون تقديم أدلة تدعم هذا الادعاء. وتنفي حماس ذلك.
يشار إلى أن حركة حماس هي جماعة إسلامية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
شرعت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة، في توزيع مساعدات غذائية داخل قطاع غزة صورة من: AFP/Getty Images
البحث عن الغذاء في ظروف خطرة
قال خالد لبد إنه "لم يكن هناك دقيق لمدة شهر ونصف إلى شهرين. يبلغ سعر كيلو الدقيق في السوق السوداء ما بين 80 و100 شيكل (حوالي 20 إلى 24 يورو أو 22 إلى 28 دولارا)، والوضع الذي نعيشه لا يسمح لنا بشرائه".
وأضاف أنه لم يعد لديهم أي دخل منتظم بسبب الحرب، مشيرا إلى أنه وأفراد أسرته يقومون بإنشاء محطات لشحن الهواتف تعمل بالطاقة الشمسية، حيث يمكن للناس إعادة شحن هواتفهم، مقابل مبلغ مالي.
وقال: "بدون هذه الأموال، لن يكون لدينا أي دخل. هذا الدخل لا يعني أنه بإمكاننا شراء الكثير من الأسواق، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير".
ويقول سكان غزة إن بعض المساعدات التي دخلت مؤخرا قد تعرضت للنهب من قبل بعض السكان اليائسين والجائعين، بينما يبيع آخرون الطعام بأسعار مرتفعة.
واتهمت الأمم المتحدة الجمعة (30 مايو/أيار 2025) "أفرادا مسلحين" في غزة بنهب كميات كبيرة من المعدات الطبية والأغذية .
وفي الوقت نفسه، يراقب سكان شمال غزة بقلق الأنباء شبه اليومية التي تفيد بسقوط قتلى خلال محاولات الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات الغذائية في جنوب غزة، التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي شركة أمريكية-إسرائيلية خاصة، ويؤمن الجيش الإسرائيلي هذه المواقع.
يشار إلى أن الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى رفضت آلية توزيع المساعدات الغذائية الجديدة، بحجة أنها لن تلبي احتياجات سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ووبأنها تسمح لإسرائيل باستخدام الغذاء كوسيلة للسيطرة على السكان.
وفي شمال غزة، لا توجد مواقع لتوزيع المساعدات، ويضطر الكثير من السكان إلى قطع مسافات طويلة وسط أجواء خطرة للوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، وهي تقع قرب مناطق عسكرية إسرائيلية.
وصرحت الأمم المتحدة بأنه يُسمح بإدخال عدد محدود من الشاحنات المحملة بالدقيق، الذي لا تسمح إسرائيل بتوزيعه إلا على المخابز، بالإضافة إلى بعض الإمدادات الأخرى مثل المواد الطبية وأغذية الأطفال.
"حرمان متعمد"
في منتصف أبريل/نيسان الماضي، حذر القائم بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، جوناثان ويتال، من أن سكان غزة يتعرضون "للتجويع والقصف والحرمان المتعمد من الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة".
وأضاف أن "هذا المخطط الجديد يرتكز على الرقابة ويضفي طابعا شرعيا على سياسة تقوم على الحرمان المتعمد والمقصود. وهو يأتي في وقت يواجه فيه الناس في غزة، ونصفهم من الأطفال، أزمة على صعيد البقاء على قيد الحياة".
ويئن قطاع غزة حاليا تحت وطأة نقص واسع النطاق في الغذاء والمياه النظيفة وغاز الطهي، مما يدفع بعض السكان إلى حرق القمامة أو استخدام قطع الخشب من تحت انقاض المباني المدمرة، لطهي الطعام.
وأفادت وسائل إعلام الثلاثاء (الرابع من يونيو/حزيران 2025) بمقتل 27 شخصا في جنوب غزة بعدما أطلق جنود إسرائيليون النار قرب مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية مدعوم من الولايات المتحدة، في واقعة أعلن الجيش الإسرائيلي أنه فتح تحقيقا بشأنها.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في حادثة الثلاثاء التي أطلقت خلالها قواته "عيارات نارية تحذيرية" باتجاه سكان في غزة قرب مركز لتوزيع المساعدات. وقال المتحدث باسم الجيش، إيفي ديفرين، في بيان متلفز: "في وقت سابق اليوم، أطلقت القوات عيارات نارية تحذيرية على بعد نحو نصف كيلومتر من منطقة توزيع المساعدات، باتجاه مشتبه بهم كانوا يقتربون بشكل عرض سلامة الجنود للخطر. يجري التحقيق في الحادثة، وسنكشف الحقيقة".
من جهته، أعلن البيت الأبيض أنه "ينظر في مدى صحة" المعلومات التي تحدثت عن إطلاق نار وسقوط قتلى قرب مركز المساعدات.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مستشفاها الميداني في رفح استقبل "صباح اليوم تدفقا من الإصابات الجماعية بلغ عددها 184 حالة". وأضاف البيان أن "غالبية الإصابات كانت ناجمة عن طلقات نارية".
ماذا يحدث عند مراكز توزيع الغذاء؟
تحدثت DW الأسبوع الماضي مع شاب نزح إلى جنوب غزة، حيث تمكن من الحصول على صندوقين من المساعدات الغذائية التي تقدمها "مؤسسة غزة الإنسانية".
وقال الشاب ويدعى محمد قشطة عبر الهاتف* إن "بإمكان أي شخص أن يحمل قدر استطاعته. لا توجد تعليمات بشأن ما يمكن الحصول عليه من مساعدات".
وأضاف أن "الصناديق تحتوي على أرز وسكر ودقيق وحلاوة طحينية وزيت وبسكويت ومعكرونة. وبسبب عدم وجود تعليمات واضحة بشأن الشوارع التي يجب السير فيها سواء للدخول أو الخروج من المنطقة، دخل بعض الأشخاص إلى شوارع لم يعرفوا أنها محظور دخولها. وكان هناك إطلاق نار. ركضت بسرعة ولم أر شيئا، لكنني سمعت صوت إطلاق نار".
وفي حي الشيخ رضوان شمال غزة، لا يزال حازم لبد وأقاربه قابعين في أماكنهم، رافضين المغادرة لسبب واحد يتمثل في أن "الوضع في كل مكان سيئ. كل مكان خطير".
وقال حازم إن عائلته اضطرت في الوقت الراهن إلى طحن المعكرونة والعدس لصنع الخبز بسبب ندرة الطحين.
وفي هذا السياق، قال: "نصنع القليل من الخبز ونقسمها على 13 شخصا، بمعنى أن كل شخص يحصل على قطعة أو قطعتين يوميا. هذا يسد رمقنا حتى نجد طعاما آخر".
وأشار إلى نفاد "الأطعمة المعلبة التي كانوا يخزنونها عندما كانت متوفرة. الأمر بات قاسيا على الأطفال، فوجبة واحدة يوميا لا تكفي، لكن لا يوجد طعام يكفي لأكثر من وجبة واحدة".
* يشار إلى أن إسرائيل لا تسمح للصحفيين الأجانب بدخول قطاع غزة منذ أن شنت الحرب في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر عام 2023. وعلى هذا الأساس، تضطر DW إلى الاعتماد على التواصل مع سكان غزة عبر الهاتف.
ساهم في أعداد التقرير حازم بعلوشة
أعده للعربية: محمد فرحان (تحرير. ع.ج.م)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 2 أيام
- DW
سكان شمال غزة.. الموت جوعًا أو المخاطرة للحصول على المساعدات – DW – 2025/6/5
يواجه سكان شمال غزة نقصا حادا في الطعام، فالحصول على وجبة واحدة في اليوم بات أمرا صعبا في ظل عدم وصول المساعدات إلى الشمال. وقد يخاطرون بحياتهم للوصول إلى مراكز توزيع المساعدات في مناطق القطاع الأخرى. قبل اندلاع الحرب، كان الطالب الغزاوي خالد لبد يدرس ويعمل في أحد مطاعم القطاع ليعيل نفسه. لكن خلال الأشهر التسعة عشر الماضية، انقلب حاله رأسا على عقب، وأصبح شغله الشاغل هو الاختباء مع عائلته وذويه في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة. وقد أمر الجيش الإسرائيلي العديد من الأحياء المجاورة مثل بيت لاهيا وجباليا بالإخلاء والتحرك جنوبا. ويقول السكان إن المنطقة تتعرض لقصف مستمر، ويكافحون باستمرار للعثور على بعض الطعام يسد رمقهم، وفي الوقت نفسه يضطرون إلى التنقل، مما يعرضهم للخطر. وفي مقطع مصور من غزة *، قال خالد لبد، البالغ من العمر 21 عاما: "نأكل أي شيء متاح، وجبة واحدة في اليوم، من الصباح حتى وقت متأخر من الليل. أحيانا تكون وجبتنا عدسا وأحيانا معكرونة". وأضاف أن الطعام ما زال شحيحا منذ بدء الحرب. ورغم تدفق بعض الطعام إلى غزة بعد حصار دام 11 أسبوعا فرضته الحكومة الإسرائيلية، إلا أن السكان يقولون إن هذه المساعدات لم تصل إلى شمال القطاع. وأغلقت إسرائيل المعابر وأوقفت جميع عمليات تسليم المساعدات إلى غزة في الثاني من مارس/أذار الماضي، بينما صرح مسؤولون إسرائيليون بأن حماس تسرق المساعدات وتستخدمها لتزويد مقاتليها، دون تقديم أدلة تدعم هذا الادعاء. وتنفي حماس ذلك. يشار إلى أن حركة حماس هي جماعة إسلامية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. شرعت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة، في توزيع مساعدات غذائية داخل قطاع غزة صورة من: AFP/Getty Images البحث عن الغذاء في ظروف خطرة قال خالد لبد إنه "لم يكن هناك دقيق لمدة شهر ونصف إلى شهرين. يبلغ سعر كيلو الدقيق في السوق السوداء ما بين 80 و100 شيكل (حوالي 20 إلى 24 يورو أو 22 إلى 28 دولارا)، والوضع الذي نعيشه لا يسمح لنا بشرائه". وأضاف أنه لم يعد لديهم أي دخل منتظم بسبب الحرب، مشيرا إلى أنه وأفراد أسرته يقومون بإنشاء محطات لشحن الهواتف تعمل بالطاقة الشمسية، حيث يمكن للناس إعادة شحن هواتفهم، مقابل مبلغ مالي. وقال: "بدون هذه الأموال، لن يكون لدينا أي دخل. هذا الدخل لا يعني أنه بإمكاننا شراء الكثير من الأسواق، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير". ويقول سكان غزة إن بعض المساعدات التي دخلت مؤخرا قد تعرضت للنهب من قبل بعض السكان اليائسين والجائعين، بينما يبيع آخرون الطعام بأسعار مرتفعة. واتهمت الأمم المتحدة الجمعة (30 مايو/أيار 2025) "أفرادا مسلحين" في غزة بنهب كميات كبيرة من المعدات الطبية والأغذية . وفي الوقت نفسه، يراقب سكان شمال غزة بقلق الأنباء شبه اليومية التي تفيد بسقوط قتلى خلال محاولات الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات الغذائية في جنوب غزة، التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي شركة أمريكية-إسرائيلية خاصة، ويؤمن الجيش الإسرائيلي هذه المواقع. يشار إلى أن الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى رفضت آلية توزيع المساعدات الغذائية الجديدة، بحجة أنها لن تلبي احتياجات سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ووبأنها تسمح لإسرائيل باستخدام الغذاء كوسيلة للسيطرة على السكان. وفي شمال غزة، لا توجد مواقع لتوزيع المساعدات، ويضطر الكثير من السكان إلى قطع مسافات طويلة وسط أجواء خطرة للوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، وهي تقع قرب مناطق عسكرية إسرائيلية. وصرحت الأمم المتحدة بأنه يُسمح بإدخال عدد محدود من الشاحنات المحملة بالدقيق، الذي لا تسمح إسرائيل بتوزيعه إلا على المخابز، بالإضافة إلى بعض الإمدادات الأخرى مثل المواد الطبية وأغذية الأطفال. "حرمان متعمد" في منتصف أبريل/نيسان الماضي، حذر القائم بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، جوناثان ويتال، من أن سكان غزة يتعرضون "للتجويع والقصف والحرمان المتعمد من الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة". وأضاف أن "هذا المخطط الجديد يرتكز على الرقابة ويضفي طابعا شرعيا على سياسة تقوم على الحرمان المتعمد والمقصود. وهو يأتي في وقت يواجه فيه الناس في غزة، ونصفهم من الأطفال، أزمة على صعيد البقاء على قيد الحياة". ويئن قطاع غزة حاليا تحت وطأة نقص واسع النطاق في الغذاء والمياه النظيفة وغاز الطهي، مما يدفع بعض السكان إلى حرق القمامة أو استخدام قطع الخشب من تحت انقاض المباني المدمرة، لطهي الطعام. وأفادت وسائل إعلام الثلاثاء (الرابع من يونيو/حزيران 2025) بمقتل 27 شخصا في جنوب غزة بعدما أطلق جنود إسرائيليون النار قرب مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية مدعوم من الولايات المتحدة، في واقعة أعلن الجيش الإسرائيلي أنه فتح تحقيقا بشأنها. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في حادثة الثلاثاء التي أطلقت خلالها قواته "عيارات نارية تحذيرية" باتجاه سكان في غزة قرب مركز لتوزيع المساعدات. وقال المتحدث باسم الجيش، إيفي ديفرين، في بيان متلفز: "في وقت سابق اليوم، أطلقت القوات عيارات نارية تحذيرية على بعد نحو نصف كيلومتر من منطقة توزيع المساعدات، باتجاه مشتبه بهم كانوا يقتربون بشكل عرض سلامة الجنود للخطر. يجري التحقيق في الحادثة، وسنكشف الحقيقة". من جهته، أعلن البيت الأبيض أنه "ينظر في مدى صحة" المعلومات التي تحدثت عن إطلاق نار وسقوط قتلى قرب مركز المساعدات. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مستشفاها الميداني في رفح استقبل "صباح اليوم تدفقا من الإصابات الجماعية بلغ عددها 184 حالة". وأضاف البيان أن "غالبية الإصابات كانت ناجمة عن طلقات نارية". ماذا يحدث عند مراكز توزيع الغذاء؟ تحدثت DW الأسبوع الماضي مع شاب نزح إلى جنوب غزة، حيث تمكن من الحصول على صندوقين من المساعدات الغذائية التي تقدمها "مؤسسة غزة الإنسانية". وقال الشاب ويدعى محمد قشطة عبر الهاتف* إن "بإمكان أي شخص أن يحمل قدر استطاعته. لا توجد تعليمات بشأن ما يمكن الحصول عليه من مساعدات". وأضاف أن "الصناديق تحتوي على أرز وسكر ودقيق وحلاوة طحينية وزيت وبسكويت ومعكرونة. وبسبب عدم وجود تعليمات واضحة بشأن الشوارع التي يجب السير فيها سواء للدخول أو الخروج من المنطقة، دخل بعض الأشخاص إلى شوارع لم يعرفوا أنها محظور دخولها. وكان هناك إطلاق نار. ركضت بسرعة ولم أر شيئا، لكنني سمعت صوت إطلاق نار". وفي حي الشيخ رضوان شمال غزة، لا يزال حازم لبد وأقاربه قابعين في أماكنهم، رافضين المغادرة لسبب واحد يتمثل في أن "الوضع في كل مكان سيئ. كل مكان خطير". وقال حازم إن عائلته اضطرت في الوقت الراهن إلى طحن المعكرونة والعدس لصنع الخبز بسبب ندرة الطحين. وفي هذا السياق، قال: "نصنع القليل من الخبز ونقسمها على 13 شخصا، بمعنى أن كل شخص يحصل على قطعة أو قطعتين يوميا. هذا يسد رمقنا حتى نجد طعاما آخر". وأشار إلى نفاد "الأطعمة المعلبة التي كانوا يخزنونها عندما كانت متوفرة. الأمر بات قاسيا على الأطفال، فوجبة واحدة يوميا لا تكفي، لكن لا يوجد طعام يكفي لأكثر من وجبة واحدة". * يشار إلى أن إسرائيل لا تسمح للصحفيين الأجانب بدخول قطاع غزة منذ أن شنت الحرب في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر عام 2023. وعلى هذا الأساس، تضطر DW إلى الاعتماد على التواصل مع سكان غزة عبر الهاتف. ساهم في أعداد التقرير حازم بعلوشة أعده للعربية: محمد فرحان (تحرير. ع.ج.م)


DW
منذ 3 أيام
- DW
تغير المناخ يرفع خطر إصابة النساء بالسرطان في العالم العربي – DW – 2025/6/3
مع تفاقم أزمة المناخ وارتفاع درجات الحرارة في العالم العربي، يحذّر العلماء من أن صحة النساء أصبحت في دائرة الخطر، إذ تشير دراسات حديثة إلى ارتباط مباشر بين الحرارة الشديدة وزيادة معدلات الإصابة بسرطانات قاتلة. في تحذير علمي جديد يعكس حجم الخطر الذي يشكّلهتغير المناخ على صحة النساء، كشفت دراسة حديثة أن ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مرتبط بشكل مباشر بزيادة في معدلات الإصابة والوفاة بأربعة أنواع من السرطان لدى النساء، وهي سرطان الثدي،والمبيض، والرحم، وعنق الرحم. وتحذر الأمم المتحدة من ارتفاعات قياسية فيدرجات الحرارة، ما يعزز المخاوف بشأن التأثيرات الصحية المتزايدة لتغير المناخ في المنطقة. ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات الإصابة بالسرطان فيدراسة، نُشرت في مجلة "فرونتيرز إن بابليك هيلث" (Frontiers in Public Health) وأعدّها باحثون من الجامعة الأمريكية في القاهرة، تناولت بيانات من 17 دولة عربية وإسلامية بين عامي 1998 و2019، أظهرت أن كل ارتفاع بمقدار درجة مئوية واحدة في الحرارة يقابله ازدياد يتراوح بين 173 و280 حالة إصابة جديدة، إلى جانب ارتفاع في الوفيات يتراوح بين 171 و332 وفاة لكل مائة ألف امرأة، مع تسجيل أعلى المعدلات في حالات سرطان المبيض. وأكد الباحثون أن هذه الزيادات لا يمكن تفسيرها بتحسّن أدوات التشخيص أو بارتفاع معدلات البقاء على قيد الحياة، ما يُرجّح وجود علاقة سببية بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات الإصابة بالسرطان. سرطان الثدي: الاخطار والعوامل الوراثية To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وقالت الدكتورة وفاء أبو الخير مطرية، الباحثة الرئيسية في الدراسة: "مع ارتفاع درجات الحرارة،تزداد أيضًا وفيات السرطان بين النساء، ولا سيما في حالتي سرطان المبيض والثدي. التأثيرات تبدو طفيفة من حيث النسبة، لكنها بالغة الخطورة من حيث حجمها التراكمي". درجات الحرارة وزيادة تركيز الملوثات المسرطِنة في الهواء كما أشار الدكتور سونغسو تشون، المشارك في الدراسة، إلى أن النساء يُعانين من هشاشة أكبر تجاه تأثيرات التغير المناخي، ولا سيّما خلال فترات الحمل. وأوضح أن النساء المهمَّشات تحديدًا يواجهن مخاطر مضاعفة بسبب ضعف إمكانية الوصول إلى الفحص المبكر والعلاج، مما يُفاقم احتمال الوفاة. ولم تُسجَّل الزيادة في جميع الدول المشاركة، إذ اقتصر الارتفاع الأكبر في معدلات الإصابة والوفاة على ست دول، من بينها قطر والسعودية والأردن، ما يُشير إلى وجود عوامل بيئية ومحلية إضافية، مثل تلوث الهواء أو ضعف البنية التحتية الصحية. كما أشار الباحثون إلى أن ارتفاع درجات الحرارة قد يكون مرتبطًا بزيادة تركيز الملوثات المسرطِنة في الهواء، إضافةً إلى تأثيره السلبي على البنية التحتية الصحية وتعطيل إمكانية الوصول إلى العلاج. ودعوا إلى تعزيز أنظمة الرعاية الصحية وتوسيع نطاق الفحص المبكر للكشف عن السرطان، مؤكدين أنه في حال عدم التحرك الآن، سيستمر العبء المرتبط بالسرطان في التفاقم.


DW
منذ 5 أيام
- DW
دواء "فعال" ضد فيروس الإيدز.. هل حسمت المعركة؟ – DW – 2025/6/2
طور باحثون عقاراً يوفر حماية شبه كاملة ضد عدوى فيروس نقص المناعة البشرية. ما أهم ما يتميز به العقار؟ وهل هو في متناول اليد لذوي الدخل المحدود؟ احتفت مجلة "ساينس" العلمية Science بفعالية دواء ليناكابافيرLenacapavir في علاج فيروس نقص المناعة المكتسبة كأهم إنجاز علمي في عام 2024. وفر الدواء حماية كاملة للنساء في أوغندا وجنوب إفريقيا من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية. وفي شق آخر من الدراسة أجري في أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية، بلغت نسبة الفعالية 99.9% لدى الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال. ما يميزه، وعلى عكس الأدوية المضادة للفيروسات الأخرى، لا يتطلب ليناكابافير تناوله يوميا على شكل أقراص، بل يكفي حقنتان منه سنويا. ويرى الخبراء بأن ليناكابافير Lenacapavir سيخفض معدلات الإصابة والعدوى بشكل كبير. يؤخذ ليناكابافير مرتين سنويا، ويشترك في خصائص مهمة مع لقاح مثالي لفيروس نقص المناعة البشرية صورة من: Clarens Siffroy/AFP/Getty Images حل لتحد عالمي قد يساعد هذا الدواء على الوصول بشكل أسرع لهدف برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز (UNAIDS)، الذي يهدف إلى خفض معدل الإصابة العالمي إلى أقل من 200,000 بحلول عام 2030. في عام 2023، كانت عدد الإصابات قد وصلت لـ 1.3 مليون إصابة سنويا، ويتعايش ما يناهز 40 مليون شخص حول العالم مع فيروس نقص المناعة البشرية، ويحصل 77% منهم على أدوية مضادة للفيروسات. وقد كتبت مجموعة من الخبراء من جنوب أفريقيا وزيمبابوي والولايات المتحدة الأمريكية في عدد نيسان/أبريل من مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين" New England Journal of Medicine أن الفعالية الملحوظة في الدراسات، تُضاهي فعالية العديد من اللقاحات التقليدية (ضد مسببات الأمراض الأخرى). وأضافوا: "يؤخذ ليناكابافير مرتين سنويا، وهو آمن وفعال للغاية في الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية. كما لا يتطلب نقله وتخزينه درجات حرارة معينة". ويرى مختصون أن عقار ليناكابافير جيد، لكنه باهظ الثمن وغير متاح بعد في بلدان فقيرة ينتشر فيها فيروس نقص المناعة البشرية بشكل كبير. ويبقى السؤال: هل نشهد قريباً لقاحاً رخيص الثمن ويوفر حماية مدى الحياة من الفيروس القاتل؟ تحرير: خ.س