logo
سوريا ولا لثنائية: نحنُ وهم

سوريا ولا لثنائية: نحنُ وهم

الشرق الأوسطمنذ 2 أيام
في بيانٍ صدر عن رابطة الكُتّاب السوريين، بمناسبة «الفتنة» المؤسفة الجارية في السويداء السورية اليوم، وردت بعض المطالب والتنبيهات حول بعض المسائل الجوهرية التي لا يجوز الغفلة عنها.
النُخب الثقافية والإبداعية، يُفترض في كل مجتمع أنّها تجسيدٌ للضمير العام، وحافظة لرسالة وهويّة المجتمع والدولة، لذلك حريٌّ بنا في غمرة هذه الأوضاع القاتمة، الإصغاء إلى مثل هذا البيان، حتى لا نضيع عن جوهر الأمر، وغاية الرحلة.
جاء في البيان رفض الدور الإسرائيلي، والاعتداء على سيادة الدولة السورية، وكرامة السوريين، ووجوب الاتحاد حول راية الوطن السوري، كما جاء فيه الدعوة إلى:
«حوار وطني جاد ومسؤول، لا يقوم على الإملاءات والانتقام، بل على الاعتراف المتبادل بحق الجميع في الكرامة والحياة السياسية الحرة».
كما طالب البيان بالابتعاد عن الخطاب التعبوي، والتسعير للنعرات، وتسويق ثنائية «نحن» و«هم»، فهو ليس إلا طريقاً معبّداً نحو هاوية لا عودة منه.
من أفضل وأنبل ما جاء في البيان، وأعمقه، التذكير بأنّ «الحرب الأهلية ليست قدَراً مكتوباً، بل خيار سياسي ومصلحي لقوى لا ترى في سوريا وطناً، بل ساحة صراع ونفوذ».
المطلوب سبيلٌ سورية جامعة: «تضع أُسس المصالحة المجتمعية، لا التعايش القسري تحت فوهات البنادق».
وأكّد البيان أن معركة المثقفين السوريين ليست مع طائفة، ولا مع جماعة، بل «مع الظلم، أياً تكن يدُه. وإنّ من يُشعل نار الحرب الأهلية، تحت أي شعار، لا ينتمي إلى المستقبل، بل إلى كهوف الحقد والتدمير الذاتي».
هذا هو السبيل الراشد والمنهج الهادي إلى المستقبل السوري الطيّب، ونحن - كما قال المسرحي والكاتب السوري الكبير، الراحل سعد الله ونّوس - محكومون بالأمل.
ما جرى في السويداء، منذ بعض الوقت وليس من الآن، وقبله ما جرى في الساحل السوري، أو في شرق الفرات، أو داخل المدن السورية نفسها، مثلما هو أزمة ومحنة، قد يكون فرصة للتصالح والتصارح بين السوريين أنفسهم، والبناء على أُسسٍ متينة مُستدامة.
فرصة للحكومة السورية، التي تحظى بدعمٍ عربي وإقليمي ودولي كبير، كمَا هو فرصة للجماعات السورية المتنوعة، دينياً وطائفياً وإثنياً وثقافياً واجتماعياً، أن ترتقي هذه الجماعات، إلى معراجِ الوطن السَّامي، وترتفع عن النزعات والنزغات الانفصالية.
يعلم السوريون، كل السوريين، أنّه لا وطنَ لهم إلا سوريا، ولا دارَ لهم إلا الدار الجامعة للجميع... تلك هي الرسالة الكُبرى والعِظة العُظمى ممّا جرى ويجري.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أمير القصيم يدشّن مشاريع تنموية وبلدية في محافظة البكيرية بتكلفة تجاوزت 200 مليون ريال
أمير القصيم يدشّن مشاريع تنموية وبلدية في محافظة البكيرية بتكلفة تجاوزت 200 مليون ريال

صحيفة عاجل

timeمنذ دقيقة واحدة

  • صحيفة عاجل

أمير القصيم يدشّن مشاريع تنموية وبلدية في محافظة البكيرية بتكلفة تجاوزت 200 مليون ريال

وأضاف أن محافظة البكيرية كغيرها من محافظات المنطقة تحظى باهتمام ومتابعة مستمرة لتكون جزءًا فاعلًا في مسيرة التنمية الشاملة، مؤكدًا أن المشاريع التي دُشّنت اليوم ستعزز من الجهود المبذولة في مجالات التنمية الصحية والخيرية والبلدية، بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة -أيدها الله- في بناء مستقبل مزدهر ينعم فيه أبناء هذا الوطن بجميع مقومات التنمية والازدهار. وأعرب أمير القصيم عن شكره لجميع الجهات الحكومية والأهلية التي أسهمت في تنفيذ هذه المشاريع، داعيًا الله أن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها ورخاءها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.

أمير القصيم يدشّن مشاريع تنموية وبلدية في محافظة البكيرية بتكلفة تجاوزت 200 مليون ريال
أمير القصيم يدشّن مشاريع تنموية وبلدية في محافظة البكيرية بتكلفة تجاوزت 200 مليون ريال

رواتب السعودية

timeمنذ دقيقة واحدة

  • رواتب السعودية

أمير القصيم يدشّن مشاريع تنموية وبلدية في محافظة البكيرية بتكلفة تجاوزت 200 مليون ريال

نشر في: 22 يوليو، 2025 - بواسطة: خالد العلي أكد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، خلال زيارته اليوم، لمحافظة البكيرية وتدشينه حزمة من المشاريع التنموية والصحية والخيرية والبلدية والطاقة التي تجاوزت تكلفتها الإجمالية 200 مليون ريال، أن هذه المشاريع تمثل ترجمة لما توليه القيادة الرشيدة ..أيدها الله.. من دعم غير محدود لتعزيز برامج التنمية، ورفع جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في تنمية الإنسان والمكان. وأشار سموه إلى أن تنوع هذه المشاريع وشموليتها بين الصحية والتنموية والخدمية والخيرية يعكس حرص الدولة ..رعاها الله.. على تلبية احتياجات المواطنين وتحسين جودة الحياة، من خلال تطوير البنى التحتية وتعزيز الخدمات الصحية والاجتماعية، إلى جانب دعم المشروعات البلدية التي تسهم في تحسين المشهد الحضري وتوفير بيئة معيشية متكاملة وآمنة. وأضاف أن محافظة البكيرية كغيرها من محافظات المنطقة تحظى باهتمام ومتابعة مستمرة لتكون جزءًا فاعلًا في مسيرة التنمية الشاملة، مؤكدًا أن المشاريع التي دُشّنت اليوم ستعزز من الجهود المبذولة في مجالات التنمية الصحية والخيرية والبلدية، بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة ..أيدها الله.. في بناء مستقبل مزدهر ينعم فيه أبناء هذا الوطن بجميع مقومات التنمية والازدهار. وأعرب أمير القصيم عن شكره لجميع الجهات الحكومية والأهلية التي أسهمت في تنفيذ هذه المشاريع، داعيًا الله أن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها ورخاءها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين ..حفظهما الله… المصدر: عاجل

هوس نتنياهو وخيارات المنطقة
هوس نتنياهو وخيارات المنطقة

الشرق الأوسط

timeمنذ دقيقة واحدة

  • الشرق الأوسط

هوس نتنياهو وخيارات المنطقة

مفهومُ الدَّولة في ميثاق الأممِ المتحدة ينطوي على الاعتراف بحدودٍ واضحةٍ وبسيادةٍ للدولة، وكانت ولادةُ المفهومِ في أوروبا بعد حرب الثلاثين عاماً الدينية؛ ولكيلا يتقاتل الأمراءُ آنذاك اتَّفقوا على قيامِ إماراتٍ بحدودٍ ثابتةٍ، وعلى المقيمينَ فيها من ديانات متنازعة الخضوعُ لأمير الإمارة، ومن لا يريد يغادر إلى سلطة أميرٍ آخر يحمل معتقدَه. هكذا خرجت أوروبا من دائرة الاقتتال والتنازع إلى الاستقرار والأمان. أمَّا في عالمنا العربي فلا تزال للأسف فكرة مفهوم الدَّولة غير مستقرة، ولا تزال آيديولوجية المعتقد، أو القبيلة، سائدةً، ومعه تغدو الحدودُ مطاطيةً قابلةً للتَّمدّدِ أو الانكماش؛ طراوة المفهوم تحوَّلت صنارةً تصطادُ بها دولٌ ذاتُ أطماع أقلياتٍ دينية وعرقية لتحقيقِ مصالحها الخارجية على حساب السيادة والحدود. لذلك شدَّدَ ميثاقُ الأمم المتحدة على أنَّ الحدودَ مقدسة، وأنَّ التَّدخلَ في الشؤون الداخلية للدول انتهاكٌ سافر، وبقيت نصوصُه بالممارسة حبراً على ورق. التَّدخلُ الإسرائيلي الأخير في السويداء وقصف قوى الأمن السورية، وكذلك العاصمة، والتهديدُ للحكومة السورية الوليدة بإسقاطها، يؤشر إلى رغبة بانتهاك الميثاق وبالذَّات قدسية الحدود، وعدم التدخل في الأمور الداخلية للدول. بهذا يكرّس نتنياهو أنَّ أي دولةٍ لها الحق بأن تفرضَ منطقَها على أخرى بحجة حماية أقلية، أو تحصين أمنِها القومي. لكنَّه في حمأةِ فائضِ القوة، وتمكنه من الإفلات من العقاب في غزة، نسي أنَّ هذه المنطقة رمالُها متحركة، وتعقيداتها أكثر مما يتصورها، ومنها أن الدروز ليسوا كتلة متراصة إزاء مشاريعه، والعرب لا يرغبون في سلام متفجر معه، وتركيا لن ترضى بتوسعه على حساب أمنها في سوريا. فالعرب من باب البراغماتية، بعد قضم ميليشيات إيران لسيادة دولهم، وبعد الربيع العربي وتبعاته، مالوا للمصالحة من باب الواقعية مع إسرائيل ليتفاجأوا أنها أصبحت أكثر تغولاً على مفهوم الدولة. فإيران تسترت دائماً بقناع الميليشيات، بينما إسرائيل تجاهر بقصف قصر رئيس عربي، وتدمر هيئة الأركان لدولة خرجت للتو من هيمنة التدخل الإيراني، كانت إسرائيل تتذرع أنه تهديد لها؛ فإذا هي بعد كل التنازلات التي قدمها الرئيس السوري الجديد من سكوت على احتلال للجولان والتوسع باتجاه مدينة دمشق، وتسليم متعلقات تعود للجاسوس كوهين، وقبول سلام متدرج شرط استعادة الأراضي السورية المحتلة، وقبول حل عادل للقضية الفلسطينية، يجد نفسه مهدداً بالموت من طائراتها، وموصوفاً بالتطرف، رغم اعتراف كل الدول به. إنَّ مصير الدول مرتبط عادة بسيكولوجيا قادتها، ونتنياهو، بعد عشرين عاماً في السلطة، يريد أن يكون صانع معجزات لشعب إسرائيل، وقاهراً لكل أعدائها، ولن يرضى بسلام إنَّما فقط باستسلام؛ لذلك طلب من الرئيس الشرع أن ينسى الجولان ومساحات احتلها مؤخراً من جبل الشيخ، وألا يمارسَ سيادة الدولة في السويداء؛ وغداً سيمنعه من شراء طائرات أو منظومات دفاعية بحجة أنها ستهدد أمنه. وبجانب هذه النزعة القيادية التاريخية يعاني نتنياهو من عقدة خطيرة: هوس الخوف. هذا الهوس المرضي يسبب مشكلة أكبر لمن يحيطون به لأنَّهم سيتخوفون منه أكثر، وسيضطرون إلى الاستعداد بكل ما لديهم لمواجهته، وبهذا تصبح المعركة حتميةً ودمويةً وعصيةً على الحل. نتنياهو المهووس هو مشكلة أيضاً للولايات المتحدة وأوروبا اللتين تدعمانه؛ وقد نشر موقع «المونيتر» الإخباري عن مسؤولين أميركيين قولهم لنتنياهو: «لا يمكنك أن تدخل حرباً جديدةً كل بضعة أيام. نحن نحاول إطفاء اللهب، وتخفيض الحروب وأنت تزيدهما»؛ وأوروبا كذلك بدأت تخجل من إسرائيل، التي كانت تتباهى بأنَّها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة. لقد تعدَّت تجاوزات نتنياهو ما يُسمى في علم الاقتصاد «الإشباع الحدي»، بمعنى أنَّه وصل قمة الإشباع، بالتالي سيبدأ حتماً رحلة العد التنازلي، ولأسباب أهمها أنه أثبت للجميع أنَّ السلام يتحقق فقط بتوازن القوى وإلا أصبح استسلاماً، وبرهن للولايات المتحدة على أنَّه عقبة أمام رؤية ترمب للسلام في المنطقة؛ وثبت لأوروبا أنَّه لطخة عارٍ على الديمقراطية والإنسانية؛ ودفع تركيا الأطلسية إلى التكشير عن أنيابها حمايةً لمصالحها، والتقرب أكثر من العرب. كما دفع الشرع للتهديد المبطن أنَّ القتال حرفته، ولا يخاف مواجهته لحماية وحدة بلاده. وما رأيناه مؤخراً من تحرك للقبائل والعنف المتبادل أيقظ المعنيين بضرورة دعم الدولة السورية، وإلا فالعنف سيجر عنفاً، ويعود الأمر إلى ما كانت عليه سوريا في السابق على حساب أمن المنطقة وأميركا نفسها وأيضاً إسرائيل. ثمة خياران لا غير: أن يتوقف نتنياهو عن هوسه، وعن فكرة الزعيم التاريخي، ويرضخ للمطالب المحقّة في المنطقة، ويصبح مثل غيره، يحترم مفهومَ الدولة، وسيادتها، ويقبل بالتعايش مع الحق الفلسطيني، أو يرفس هذه المصطلحات كلها لإقامة إسرائيل الكبرى، والكوارث التي سيجنيها من جرَّاء ذلك. إنْ اختار الأول عاش بسلام، وإلا سيدرك بعد فوات الأوان أنَّ مُشعلَ النار لا يستطيع إطفاءَها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store