
الحرب إلى الذروة ولبنان ليس بمنأى
رتركّز التقارير على أنّ الضربة القاضية للمشروع النووي الإيراني، والتي لا يمكن سوى للجيش الأميركي وحده أن يسدّدها، ستكون عبر تدمير منشأة «فوردو» المتحصنة في أعماق الجبال الإيرانية. وتدمير هذه المنشأة التي تمثل قلب المشروع النووي الإيراني، يحتاج لقنابل لا يمتلكها سوى الجيش الأميركي، والتي لا قدرة سوى لقاذفات الـ B 2 على حملها. وهذه القاذفات أصبحت منذ فترة غير بعيدة ترابض في قاعدة دييغو غارسيا الواقعة في المحيط الهندي، في انتظار أوامر التحرّك. وخلال الأيام الماضية، ومع تدرّج مواقف ترامب من البقاء جانباً وصولاً إلى القرار بالمشاركة في العمليات الجارية، نشطت الحركة العسكرية للقوات الأميركية بما يتناسب مع وضعية الحرب. فسُجّل عبور 17 طائرة نقل جوي من القواعد الأميركية في أوروبا إلى القواعد القريبة من إيران. كذلك سُجّل عبور 31 طائرة شحن عسكري من الأراضي الأميركية إلى منطقة الشرق الأوسط وفق مصادر متخصصة. وشرحت هذه المصادر، أنّ المعدات والأسلحة الجاري شحنها تهدف بالدرجة الأولى لتأمين الحماية للقوات الأميركية المنتشرة في المنطقة وتعزيز قدراتها القتالية. وبذلك تصبح التعزيزات العسكرية متجانسة مع مواقف ترامب من طهران. في الوقت نفسه كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، أنّ واشنطن أرسلت إلى أوروبا نحو 30 طائرة للتزويد بالوقود في الجو، لاستخدامها لمساعدة الطائرات المقاتلة على حماية القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، وعلى توسيع مدى القاذفات المشاركة في أي ضربة محتملة للمنشآت النووية.
في المقابل، تعمل إيران على تجهيز صواريخها الفتّاكة، إضافة إلى المعدات العسكرية الملائمة، لشن ضربات على القواعد الأميركية في المنطقة في حال انضمّت واشنطن إلى الحرب الجوية. ولذلك استقدمت البحرية الأميركية طرادات تحمل صواريخ مخصصة للدفاع الجوي إلى مقربة من الساحل الشرقي للمتوسط، وكذلك إلى بحر الخليج حيث حاملات الطائرات الأميركية.
وخلال الأيام الماضية، كان واضحاً «التقنين» المدروس للصواريخ الإيرانية على إسرائيل. واعتبر بعض المراقبين أنّ السبب يعود للإقتصاد في المخزون الصاروخي قياساً مع احتمال أن تطول مدة الحرب الجوية. أما البعض الآخر فردّ ذلك إلى نجاح الطائرات الإسرائيلية بتدمير زهاء 40% من قواعد إطلاق الصواريخ كما قالت إسرائيل. أما البعض الثالث فرأى أنّ طهران تعمل على ترك صواريخها الفتّاكة لاستخدامها ضدّ القواعد العسكرية الأميركية عندما ستدخل الحرب. وهذه النقطة بالذات تقلق كثيراً دول الخليج العربي والتي توجد القواعد الأميركية على أراضيها. ذلك أنّ إسرائيل، والتي تُصنّف في الوقت الراهن بأنّها أكثر دولة في العالم تحظى بأنظمة الحماية الجوية، نالت قسطاً وافراً من الصواريخ الإيرانية الفتاكة والتي نجحت في اختراق متكرّر للأجواء الإسرائيلية، وألحقت دماراً هائلاً، قيل إنّ تل أبيب بحاجة لخمس سنوات لإعادة إعمار ما تهدّم.
وفي وقت تأمل واشنطن بإنهاء حربها الجوية وتحقيق أهدافها ونقل إيران إلى حقبة جديدة، مع محاذرة دفعها إلى الفوضى الشاملة، بدا أنّ الإختراق الأمني الواسع الذي حققته إسرائيل داخل إيران شكّل صدمة كبيرة للمراقبين. فهذا ما مكّنها من تصفية قادة كبار ومستشاري المرشد من ذوي الحلقة الضيّقة جداً، وذلك بالتزامن مع بدء الهجوم الجوي. فبدت التركيبة الحاكمة وكأنّها مكشوفة بكاملها وبكل تفاصيلها أمام الطائرات الإسرائيلية.
وكان صادماً أن تضبط قوات الأمن الإيرانية ورشتين لصناعة المسيّرات ولتصنيع المتفجرات واختبارها في مدينتي أصفهان وكرج. وكذلك الحديث عن مواجهات مسلحة بين قوى الأمن ومجموعات تنتمي إلى «مجاهدي خلق» في طهران. فلقد بدا أنّ «الباسيج» كان غائباً كلياً عن مكافحة التجسس والشبكات المعادية والاكتفاء بمطاردة المعارضين السياسيين.
وعلى رغم من نجاح السلطات الإيرانية في استيعاب «صدمة» الضربة الأولى وقيامها لاحقاً بكشف جواسيس واعتقالهم وإعدامهم واكتشاف ورش تصنيع المسيّرات والمتفجرات، إلّا أنّ مسلسل الاغتيالات استمر، وهو ما يُظهر أنّ الموساد نجح في بناء شبكات كثيرة داخل إيران. وإلّا فكيف يمكن تفسير عملية اغتيال رئيس الأركان الجديد، والذي لم يمرّ على تعيينه ثلاثة أيام فقط؟ وقد أعطى ذلك انطباعاً بأنّ إسرائيل تريد منع القيادة العسكرية من التعافي، خصوصاً أنّ المصير نفسه طاول مسؤولين آخرين تمّ تعيينهم بعد اغتيال أسلافهم. مع العلم أنّ الاغتيالات الأمنية التي كان الموساد نفّذها سابقاً وفي طليعتها اغتيال زعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية في قلب طهران وفي حضن الحرس الثوري وفي مناسبة رسمية رفيعة، كان يجب أن تدفع الأجهزة المختصة إلى إجراء تقييم كامل وشامل، وهو ما لم يحصل بالطبع، ما أهدى الفرصة الذهبية لإسرائيل.
ومن الواضح أن تردّد واشنطن في مجاراة إسرائيل حربها على إيران سببه خشيتها من انفلات الأمور ودفع إيران في اتجاه فوضى عارمة. ذلك أنّ واشنطن تعتبر طهران بلداً غنياً وأساسياً وموقعها جغرافي إستثنائي، وفي الوقت نفسه يمتاز شعبه بمستوى ثقافي عالٍ والأهم غربي الهوى. ووفق أوساط ديبلوماسية مطلعة، فإنّ النقطة الأساس والتي تمّت مناقشتها من كل جوانبها تمحورت حول الخشية من خروج مسار الحرب عن السيطرة، ما قد يدفع المنطقة كاملها إلى بركان. كما أنّ إطالة أمد الحرب خلافاً للحسابات والتوقعات، سيفتح الباب أمام الفوضى الإقليمية ودخول مجموعات متطرّفة على الخط، وهو ما سيؤدي حكماً إلى خلط الحابل بالنابل مجدداً.
لكن إعلان ترامب أنّ السبيل الوحيد المتبقي أمام خامنئي هو الإستسلام الكامل وغير المشروط، أظهر أنّ القرار اتُخذ. فكيف يمكن لأي كان القبول بهذا الشرط؟ وألحق ترامب شرطه بالدعاء لخامنئي، من باب السخرية طبعاً.
لكن من الخطأ وضع الأمور ضمن سياق سهل. ذلك أنّ خامنئي المحشور جداً، والذي بات يقف داخلياً من دون الفريق الذي اعتاد عليه، غير قادر بالتأكيد على الرضوخ لشروط واشنطن. فعندها ماذا عساه يقول لحركة «حماس» والفلسطينيين، بعدما كانت إيران تضغط لعدم ذهابهم إلى اتفاق لوقف النار «كيف ما كان»، رغم أنّ غزة كانت تحترق تحت النار؟ وماذا عساه يقول أيضاً لـ«حزب الله»، بعدما أرسل وزير خارجيته إلى بيروت في عزّ الحرب ليطلب من الرئيس نبيه بري رفض التسوية التي كان حملها وزير الخارجية الفرنسي قبل أيام معدودة؟ وتالياً، فهو سيفضّل السقوط العسكري على السقوط السياسي.
لكن من الخطأ الجسيم الإعتقاد بأنّ أوراق إيران العسكرية قد نفدت، لا بل على العكس فهي تمتلك أوراقاً مؤذية قد يكون وقعها أشدّ في حال الذهاب إلى مواجهة إنتحارية. فالصواريخ الإيرانية النوعية قادرة على تهديد القواعد الأميركية في الخليج، وهو ما قد يعرّض أمن هذه الدول، وكانت طهران لوّحت به أكثر من مرّة خلال مراحل النزاع المكشوف بين إيران ودول الخليج العربي.
كذلك، فإنّ صدور قرار الإعدام للمنشآت النووية وتحديداً منشأة «فوردو» سيدفع الحوثيين إلى استخدام كل مخزونهم الصاروخي في اتجاه إسرائيل والبحر والقواعد الأميركية. وسيعمد الحوثيون لإقفال باب المندب والممرات البحرية لحركة التجارة العالمية، ما سيدفع بالنفط إلى أسعار جنونية.
أما في لبنان، فسيتحرك «حزب الله» من خلال إطلاق صواريخه الدقيقة والبالستية إلى إسرائيل. ذلك أنّ إيران والتي تمسك بهذه الصواريخ عبر ضباط للحرس الثوري موجودين في لبنان، تعلم أنّ إسرائيل وحالما تنتهي من إيران ستنتقل في اتجاه لبنان. فإما تسليم السلاح الثقيل والصواريخ لدى «حزب الله»، أو تحقيق ذلك من خلال حملة عسكرية جوية جديدة.
ووفق هذه الحسابات لا تبدو الأمور سهلة كما يجري تصويرها في وسائل الدعاية. إلّا إذا حصلت «حركة تصحيحية» داخل الفريق الحاكم في إيران، ويشكّل ضماناً للقيادة الحالية ويفتح صفحة جديدة مع واشنطن.
صحيح أنّ ترامب حدّد الأسبوع المقبل توقيتاً حاسماً للحرب الدائرة على إيران، إلّا أنّ الحروب تكون عادة حبلى بالمفاجآت غير المتوقعة، إلّا إذا كان ترامب «ينام» على مفاجآته التي تخوله تحقيق أهدافه بسرعة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 30 دقائق
- صدى البلد
غموض ترامب بشأن الانخراط بالحرب على إيران يواصل دعم أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط قليلاً بعد جلسة تداول اتسمت بالتقلب، في وقت أجّج فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التكهنات بشأن احتمال انضمام الولايات المتحدة إلى النزاع في الشرق الأوسط. وصعد خام "برنت" 0.3% ليستقر عند 76.7 دولار للبرميل، كما ارتفع "غرب تكساس" الوسيط بنسبة 0.4% ليغلق فوق 75 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ يناير. وتذبذبت الأسواق بين المكاسب والخسائر في نطاق ثلاثة دولارات، وسط ردود فعل حادة على تطورات الصراع بين إسرائيل وإيران. وقالت ريبيكا بابين، كبيرة المتعاملين في قطاع الطاقة لدى "سي آي بي سي برايفت ويلث غروب"، إن "التقلبات الضمنية تواصل ارتفاعها، ما يشير إلى أن القلق الكامن في السوق لا يزال مرتفعاً، حتى وإن لم يكن ذلك ظاهراً بالكامل في حركة الأسعار". ترامب: لا أحد يعلم ما سأفعله قال ترامب إن إيران أهدرت فرصة التوصل إلى اتفاق بشأن تخصيبها النووي، لكنه رفض الإفصاح عمّا إذا كانت أمريكا تعتزم الانضمام إلى الهجوم الإسرائيلي الهادف إلى تدمير البرنامج النووي لطهران. وقال للصحفيين في البيت الأبيض، الأربعاء، عندما سُئل عما إذا كان يقترب من قصف إيران: "قد أفعل، وقد لا أفعل ذلك. أعني، لا أحد يعلم ما الذي سأفعله". في وقت سابق، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن بلاده لن تستسلم لإسرائيل، وذلك بعدما طالب ترمب باستسلام غير مشروط من إيران في اليوم الخامس من النزاع. وكان ترمب قد طالب، في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي الثلاثاء، بـ"الاستسلام غير المشروط" من إيران، محذّراً من ضربة محتملة تستهدف زعيمها. كما تتحرك الولايات المتحدة لنشر مزيد من الأصول العسكرية في المنطقة، بما في ذلك مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز"، التي تبحر نحو المنطقة قبل الموعد المقرر. مخاوف بشأن الإمدادات تتمثل أبرز مخاوف سوق النفط في الإمدادات الإيرانية، والتهديد لحركة السفن عبر "مضيق هرمز"، الذي تمر عبره نحو ربع شحنات النفط العالمية. وتُظهر بيانات أولية من "تانكر تراكرز دوت كوم" أن إيران زادت صادراتها بشكل ملحوظ منذ بدء الهجمات، ولم يسجل أي تعطيل كبير في حركة المرور عبر المضيق. وامتدت المخاطر لتؤثر في سوق مشتقات النفط. إذ أصبحت خيارات الشراء الصعودية تسجل أعلى علاوة لها منذ أكثر من عقد، فيما قفزت التقلبات إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاث سنوات. كما ارتفعت تكلفة شحن النفط من الشرق الأوسط إلى الصين بأكثر من 50% منذ بداية الهجمات. توجه نحو الأصول الآمنة في الوقت ذاته، أزعجت هذه التوترات الأسواق الأوسع، حيث اتجه المستثمرون إلى الأصول الآمنة مثل الذهب. وكانت إسرائيل قد شنّت الأسبوع الماضي ضربات جوية مفاجئة على مواقع نووية في إيران، لكن يُنظر إلى الأسلحة الأميركية على أنها ضرورية لضمان تدمير للبرنامج النووي لطهران، نظراً إلى أن الأسلحة الموجودة لدى تل أبيب لا يمكنها القيام بهذه المهمة منفردة.


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
تضارب مواقف ترامب يُربك إسرائيل… هل تعود المفاوضات سرّاً؟!
كشفت مصادر مقرّبة من دوائر القرار في واشنطن أن التباين المتصاعد في مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه الأمني بات يشكّل عائقاً حقيقياً أمام اتخاذ قرار واضح بشأن التصعيد العسكري ضد إيران، ما أعاد طرح خيار المفاوضات غير المباشرة على الطاولة، ولو بشكل موضعي ومشروط. وبحسب هذه المصادر، فإن الساعات الأخيرة شهدت نقاشات داخلية حادّة في البيت الأبيض ووزارة الدفاع، حول جدوى الدخول في مواجهة مفتوحة في هذا التوقيت، في ظل تقديرات استخبارية تشير إلى أن الرد الإيراني قد يتجاوز حدود المسرح الإسرائيلي، بما يُهدد بانفجار إقليمي واسع يصعب احتواؤه. وتؤكد المعلومات أن التضارب الظاهر في مواقف ترامب ليس مجرّد مناورة سياسية، بل يعكس انقساماً فعلياً داخل دائرته الضيقة، حيث يدفع بعض مستشاريه باتجاه توجيه ضربة محدودة تحفظ الهيبة الأميركية، في حين يُحذّر آخرون من الانجرار إلى مسار استنزاف طويل قد يُخرج الوضع عن السيطرة. وتضيف المصادر أن ما وصفته بـ 'الارتباك السياسي' في إدارة الملف لا يُقرأ كضعف، بقدر ما يعكس ضغوطاً متشابكة داخل واشنطن، سيّما من مراكز التأثير الاقتصادي التي تُبدي قلقاً متزايداً من تداعيات حرب مفتوحة على الاستقرار الداخلي والأسواق. وفي هذا السياق، تؤكد المصادر أن قنوات تواصل غير مباشرة فُتحت خلال الساعات الماضية، عبر وسطاء خليجيين وأوروبيين، بهدف استكشاف إمكانيات خفض التصعيد، وتفادي أي تصعيد ميداني قد يفرض على واشنطن دخولاً مباشراً غير محسوب. وتلفت المصادر الى أنّ المشهد داخل الإدارة الأميركية لا يوحي باتجاه حاسم حتى اللحظة، وأنّ الخيار العسكري لا يزال مطروحاً من دون غطاء سياسي موحّد. وبين مشهد سياسي متوتر، ومخاوف أمنية واقتصادية متشابكة، تبدو خيارات واشنطن على الطاولة أكثر هشاشة من أي وقت مضى. وإذا استمر هذا التردد، فإنه على الأرجح، وفق مصادر مطّلعة على مسار الاتصالات الجارية أن يُنتج الميدان هدنة بلا إعلان، ومفاوضات بلا صورة.


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
إدارة ترامب تدقق في حسابات طالبي التأشيرات للدراسة في أميركا
أمرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، باستئناف إصدار تأشيرات للطلاب الأجانب، لكنها أشارت إلى أنها "ستشدد بشكل كبير من تدقيقها على وسائل التواصل الاجتماعي"، وذلك في محاولة لرصد من يحتمل أنهم معادون للولايات المتحدة، وفقاً لبرقية داخلية لوزارة الخارجية الأميركية، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز". وجاء في البرقية التي أُرسلت إلى البعثات الأميركية أمس الأربعاء، أنّ مسؤولي القنصليات الأميركية مطالبون الآن بإجراء "تدقيق شامل ودقيق" لجميع المتقدمين من الطلاب والزائرين لبرامج التبادل لتحديد أولئك الذين "يحملون مواقف عدائية تجاه مواطنينا أو ثقافتنا أو حكومتنا أو مؤسساتنا أو مبادئنا التأسيسية". ووجهت البرقية المسؤولين إلى "البحث عن طالبي التأشيرات الذين لديهم تاريخ من النشاط السياسي، خاصة عندما يرتبط بالعنف أو بالآراء والأنشطة الموضحة أعلاه"، مشيرةً إلى أنه "يجب أن تضعوا في الاعتبار احتمال استمرارهم في مثل هذا النشاط في الولايات المتحدة". كما منحت البرقية موظفي القنصليات السلطة لأن يطلبوا من المتقدمين "جعل جميع حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي مفتوحة". وتأتي هذه الخطوة في أعقاب إجراءات تدقيق صارمة اتخذتها إدارة ترامب الثانية الشهر الماضي مع طالبي التأشيرات الذين يريدون الذهاب إلى جامعة "هارفارد" لأي غرض. وجاء في برقية منفصلة لوزارة الخارجية الأميركية أنّ هذه الأمر بمثابة "برنامج تجريبي لتدقيق أوسع نطاقاً". وذكرت أن ّعملية التدقيق الجديدة يجب أن تشمل "مراجعة التواجد الكامل لمقدم الطلب على الإنترنت، وليس فقط نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي". كما حثّت المسؤولين على استخدام أي "محركات بحث مناسبة أو غيرها من الموارد على الإنترنت". 29 أيار 28 أيار وخلال عملية التدقيق، تطلب التوجيهات من المسؤولين "البحث عن أي معلومات يحتمل أن تؤخذ ضد مقدم الطلب". تقول البرقية "على سبيل المثال، أثناء البحث على الإنترنت قد تكتشفون على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ مقدم الطلب يؤيد حماس أو أنشطتها"، مضيفةً أنّ ذلك "قد يكون سبباً لرفض طلب الحصول على التأشيرة". ويذكر أنه في 27 أيار/مايو الماضي، أمرت إدارة ترامب بعثاتها في الخارج بالتوقف عن تحديد مواعيد جديدة لطالبي تأشيرات الطلاب وبرامج التبادل، قائلةً "إنّ وزارة الخارجية ستوسع نطاق التدقيق في وسائل التواصل الاجتماعي للطلاب الأجانب". وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إنه "سيتم إصدار توجيهات محدّثة بمجرد الانتهاء من المراجعة". وأضاف روبيو إنه "ألغى تأشيرات المئات وربما الآلاف بمن فيهم طلاب لأنهم شاركوا في أنشطة" وصفها بأنها "تتعارض مع أولويات السياسة الخارجية الأميركية". وتشمل هذه الأنشطة، دعم الفلسطينيين، وانتقاد أفعال "إسرائيل" في الحرب على غزة. ومن جهتهم يقول منتقدو إدارة ترامب إنّ "تصرفات الإدارة الأميركية تمثل هجوماً على حق حرية التعبير المكفول بموجب التعديل الأول للدستور الأميركي". وكانت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، قد كشفت في وقت سابق، أنّ إدارة ترامب، "تسعى لإلغاء جميع العقود الفيدرالية المتبقية مع جامعة هارفرد"، والتي تقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار، في أحدث تصعيد لمعركتها ضد المؤسسة. وكان ترامب قد أصدر قراراً، بإلغاء صلاحية جامعة "هارفرد" في قبول الطلاب الدوليين.