
حوار.. حمودي: 'توازن الألم' هو شعار المواجهة بين إسرائيل وإيران
بعد مواجهة دامت 12 يوما، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ فجر الثلاثاء 24 يونيو الجاري، بعد سلسلة أخيرة من الغارات والضربات الصاروخية المتبادلة البلدين.
لتسليط الضوء على حرب الـ 12 يوما غير المتوقعة ونهايتها المفاجئة، أجرت 'الأيام 24″ حوارا مع إسماعيل حمودي أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، تطرق فيه لأهم نتائج وآثار هذه الحرب سواء بالنسبة لإسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة الشرق الأوسط عموما.
وكشف حمودي، خلال هذا الحوار عن هوية المنتصر في هذه الحرب، وكيف تمكنت إيران من تحقيق ما وصفه بـ'توازن الألم' رغم أن هذه الحرب كانت مفاجئة لها، مشيرا إلى توقعاته بخصوص آثار هذه الحرب بالنسبة لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
وخلص حمودي، إلى أن هذه الحرب كانت محسوبة الضربات ومتحكم فيها إلى أن تم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، مبينا أن نتائج مفاوضات ما بعد الحرب هي التي ستُبين النتائج السياسية لهذه المواجهة.
وفي ما يلي نص الحوار كاملا:
1 – ما هي أهم نتائج وآثار الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة؟
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على إيران صبيحة يوم 13 يونيو الجاري، كان الهجوم قويا ومثَّل صفعة قوية للنظام الإيراني، ولاشك أنها أربكته في الساعات الأولى من الهجوم، ولكنه سرعان ما استعاد توازنه حيث ظهر هذا الأمر من خلال تعيين قادة جدد خلفا لمن قتلتهم إسرائيل ثم الشروع في الهجوم المضاد.
فإذا كان هدف إسرائيل من تلك الضربات المفاجئة والغادرة هي إرباك النظام بل إسقاطه، فهذا الهدف لم يتحقق لأن النظام الإيراني استطاع أن يستجمع قواه بسرعة خلال أقل من 24 ساعة وانطلق الهجوم والهجوم المضاد.
كما أن المواجهة بين إسرائيل وإيران كانت ثنائية، أي أنه لم يتدخل فيها أي طرف ثالث سواء الأطراف الموالية لإيران من قبيل حزب الله وغيره، ولا من القوى الموالية لإسرائيل أو الحليفة لها أقصد أمريكا والغرب، وبالتالي من الجمعة إلى الجمعة ظلت المواجهة ثنائية وضمن حدود معينة حيث ظلت مواجهة جوية بين طائرات إسرائيل وصواريخ إيران ولم تتحول إلى حرب برية أو بحرية.
وعموما، استطاعت إيران، خلال الأسبوع الأول لهذه المواجهة الثنائية، أن تؤذي إسرائيل في حيفا وتل أبيب وبئر السبع، كما أبانت الصواريخ الإيرانية عن قوة تدميرية إذ استهدفت مطارات وميناء حيفا ومراكز البحث والابتكار التابعة للبرنامج النووي الإسرائيلي.
وبالتالي، استطاعت إيران أن تحقق مع إسرائيل ما يسمى بـ'توازن الألم'، رغم أنها في موقف أضعف من حيث القوة العسكرية والتكنولوجيا العسكرية التي تمتلكها إسرائيل المتفوقة في هذا الجانب، لكنها استطاعت أن تفرض نوعا من التوازن من خلال إيذاء إسرائيل.
وبعد ذلك، ظهر أن هذه المواجهة الثنائية بين البلدين ستدخل طورا ثانيا جراء هذا الإيذاء الذي ألحقته إيران بإسرائيل، وهو ما تجلى في التدخل الأمريكي الذي كان الغرض منه هو ردع إيران وفي نفس الوقت منحها فرصة للخروج من هذه الورطة.
وهذا الذي حصل، إذ كانت الضربة الأمريكية محدودة، كما أن هناك شكوك على قدرتها على تدمير البرنامج النووي الإيراني، فربما تكون نجحت في تدمير المناطق الثلاث التي يوجد فيها البرنامج وهي فوردو ونطنز وأصفهان، لكن إيران لديها 21 موقعا معلنا، وربما مواقع أخرى سرية غير معلنة، حيث إنها حتى بداية يونيو الجاري أعلنت عن 3 مواقع جديدة لم تكن تعلم عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي شيء، كما أن الحديث عن تهريب اليورانيوم المخصب، لا تدري الوكالة إلى أين تم ترحيله وعليه يبدو أن هناك مواقع غير معلنة.
وبالتالي فإن الضربة الأمريكية كانت فرصة من أجل إنهاء الحرب، على اعتبار أن الرد الإيراني يبدو أنه كان متفقا عليه، إذ أن إيران كان لابد لها أن ترد حِفظا لكرامتها وماء وجهها كنظام سياسي إزاء شعبه، لكن هذا الرد احتضنته دولة رابعة هي قطر.
ويبدو أن الرد الإيراني كان منسقا ومتفقا عليه لأن إيران كانت سترد في جميع الأحوال لحفظ هيبة نظامها أمام شعبه، وتطوعت قطر لاحتضان الضربة الإيرانية المتفق عليها، وهكذا ساهم التدخل القطري في المعركة أدى إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي يبدو أنه كان غالبا بتأييد قوي من دول الخليج وبموافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي التقط الفرصة بدوره من أجل الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب وهذا الذي وقع.
2- بناء على مقولة 'توازن الألم' ألا يمكن تحديد من هو الذي انتصر في هذه المواجهة؟
من أجل الحكم على نتائج الحرب وتحديد المنتصر فيها ينبغي الاستناد إلى معيار أهدافها، فمن حيث القوة التدميرية لاشك أن إيران تلقت ضربات مؤلمة، ولكن في نفس الوقت تعرضت إسرائيل أيضا لضربات مؤلمة، ولذا أُفضل أن أصف الوضع في الأسبوع الأول قبل التدخل الأمريكي بأن المواجهة الثنائية بدأت في التصعيد التدريجي إلى غاية الوصول إلى 'توازن الألم'، إذ في البداية كان الألم أقوى عند الإيرانيين ولكن بعد ذلك وقع 'توازن للألم' الذي أفضى إلى التدخل الأمريكي ليس بغية تعميق الأزمة ولكن من أجل حلها والوصول إلى اتفاق وهو الذي حصل.
لأن البديل عما وقع كان يتجه للأسوأ أي إلى حرب شاملة قد تتحول من حرب جوية إلى حرب برية وبحرية، خاصة أن إيران تتميز بجغرافيتها الكبيرة وكتلتها السكانية الكبيرة أيضا، إضافة إلى أن القوى الشيعية منتشرة في الشرق الأوسط كله، وهذا كان سيؤدي إلى حرب لن تنتهي خلال سنوات، وقد تُحوِل الشرق الأوسط كله إلى ساحة حرب، وعليه فإن الخيار الأفضل هو تحويل الضربة الأمريكية إلى فرصة لوقف الحرب والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فرضه ترامب على إسرائيل وعلى إيران، لكن بتوافق جميع الأطراف التي كان لها رغبة في إيقاف الحرب لأن أمريكا وإسرائيل وإيران ودول المنطقة عموما تدرك أنه إذا أصبحت الحرب شاملة ستكون الأمور سيئة.
فهذه الحرب كانت محسوبة الضربات ومتحكم فيها إلى أن تم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، والآن سيتجهون إلى المفاوضات مرة ثانية، ونتائج هذه المفاوضات هي التي ستعكس النتائج السياسية لهذه الحرب، وفي انتظار ذلك يبقى كل شيء متوقعا أيضا، إذ قد تفشل المفاوضات ونعود إلى الحرب من جديد، خصوصا إذا تبين للأمريكيين والإسرائيليين أن البرنامج النووي الإيراني لم يتضرر .
وبالتالي فإن النتائج السياسية لهذه الحرب ستظهر مع الوقت، كما أن الجميع سيعيد حساباته سواء الإسرائيليين والإيرانيين، حيث إن الإيرانيين أدركوا أن الإستراتيجية العسكرية لا تحميهم بالشكل الكافي، إذن سيضطرون لإعادة النظر في العديد من الوسائل والأهداف، وكذلك الإسرائيليين الذين سيعيدون التفكير في أهدافهم والوسائل اللازمة لتحقيقها خاصة أن لديهم قوة عسكرية كبيرة لكنها لم تستطع حمايتهم من الصواريخ الإيرانية المتطورة، إضافة لدروس أخرى ينبغي لدول منطقة الشرق الأوسط الانتباه إليها، وبالتالي فإن دروس هذه الحرب ستختلف حسب كل دولة وحسب توازن القوى الجديد الذي كشفت عنه الحرب.
3- ما هو توازن القوى الجديد التي كشفت عنه هذه الحرب؟
توازن القوى الجديد هو الذي ستعكسه نتائج المفاوضات، أظن إن إسرائيل لم تنتصر انتصارا حاسما وساحقا على إسرائيل، كما أن إيران ربما لم تنهزم ولكن تلقت ضربات قاصمة ستدفعها لإعادة التفكير في العديد من الأمور في عقيدتها السياسية وإستراتيجيتها العسكرية.
وأظن أن الخلاصة الرئيسية بالنسبة للدول العربية هي كيفية تقوية دورهم كقوة عربية تمنع العودة إلى الحرب في المنطقة مرة أخرى، فهم بحاجة إلى التصرف كتكتل قادر على إحداث التوازن، لأنه في غياب دور عربي فاعل سنعود إلى الحرب بين إسرائيل وإيران مرة أخرى.
وعليه، فإن الدول العربية أمام فرصة لخلق توازن في المنطقة، عبر تكتل قوة عربية سنية فاعلة، مؤثرة وموجهة لا تخضع للنفوذ الإيراني ولا للنفوذ الإسرائيلي، وبالتالي فإن التوازن في المنطقة سيبقى هشا بدون قوة عربية أساسية في المنطقة، لأنه بدون هذه القوة العربية لن يكن هناك سلام في المنطقة بل سنعود إلى الحرب مجددا في أي لحظة وكلما اعتقد طرف ما أنه مهدد من الطرف الثاني.
هل يمكن أن يكون لوقف إطلاق النار آثار إيجابية على حرب الإبادة الإسرائيلية بغزة؟
هناك احتمال كبير أن ينعكس اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بشكل إيجابي على الوضع في غزة خاصة أنه تحول إلى حرب عبثية بدون أهداف بالنسبة لإسرائيل التي لم يعد لها ما تحققه من هدف سياسي سوى قتل المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وتجويع شعب كامل، وبالتالي لم يعد لإسرائيل أهداف سياسية في غزة، بل تورطت في إبادة جماعية ولا تزال وهذا قد يدفع ترامب مع بعض الدول العربية خصوصا قطر ومصر إلى الضغط على إسرائيل من أجل إيقاف العدوان على غزة، وهذا مرجح لأن الحرب في غزة لم يعد لها هدف سياسي بل تحولت إلى بؤرة لحرب عبثية تقوم خلالها الآلة الإسرائيلية بارتكاب جرائم حرب غير مسبوقة، ولذا من المرجح أن ينعكس وقف المواجهة بين إيران وإسرائيل على الوضع بغزة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 2 ساعات
- هبة بريس
الصين تؤكد التوصل لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية
هبة بريس – وكالات أكدت الصين، اليوم الجمعة، تفاصيل اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن واشنطن ستلغي 'الإجراءات التقييدية'، بينما ستقوم بكين 'بالمراجعة والموافقة' على المواد الخاضعة لضوابط التصدير. ونقل بيان عن متحدث باسم وزارة التجارة قوله بأن الصين والولايات المتحدة أكدتا تفاصيل بشأن إطار تنفيذ توافقات محادثات جنيف التجارية، معربا عن أمله في أن 'تلتقي الولايات المتحدة والصين في منتصف الطريق'، حسبما ذكرت وكالة 'شينخوا'. جاء ذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، أن الولايات المتحدة وقعت اتفاقية تجارية مع الصين، وتتوقع توقيع اتفاقية أخرى قريبا مع الهند. وقال ترامب، خلال فعالية في البيت الأبيض: 'وقعنا للتو اتفاقية مع الصين أمس، أليس كذلك؟ وقعنا للتو اتفاقية مع الصين'.


المغرب اليوم
منذ 2 ساعات
- المغرب اليوم
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير آلاف أجهزة الطرد المركزي الإيرانية وإلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت النووية الثلاث في إيران خلال عملية الأسد
قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنه دمر الآلاف من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية خلال العملية العسكرية - المسماة "الأسد الصاعد"- التي نفذها ضد إيران واستمرت 12 يوما. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان ختامي لعملياته في إيران ، نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على "إكس"، أن المنشآت النووية الثلاث الرئيسية في إيران لحقت بها أضرار جسيمة. وشنت الولايات المتحدة هجمات على المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية، فجر يوم الأحد الماضي، مستخدمة قاذفات تحمل أكثر من 12 قنبلة خارقة للتحصينات، لكن تقارير إعلامية أميركية نقلت عن تقييم مبدئي جرى تسريبه من وكالة استخبارات الدفاع أن الهجمات ربما عرقلت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، إلا أنها لم تدمّره بالكامل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه دمر مراكز بحث وتطوير مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وقضى على 11 عالما نوويا بارزا مرتبطين ببرنامج طهران النووي. وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه دمر نحو 50% من مخزون المنصات الصاروخية الإيرانية خلال العمليات، بالإضافة إلى تدمير 15 طائرة واستهداف ستة مطارات. وأعلنت إيران النصر في الحرب التي استمرت 12 يوما، وذلك بعد أن تسببت صواريخها في مقتل العشرات في إسرائيل. وأكد البيت الأبيض، أمس الخميس، أن الضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية كانت ناجحة، مهاجما وسائل الإعلام لتشكيكها في نتائج العملية. وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث للصحافيين في البنتاغون: "لقد هيأ الرئيس ترامب الظروف لإنهاء الحرب" التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران، و"القضاء على القدرات النووية لإيران أو إزالتها أو تدميرها، اختاروا ما شئتم من كلمة". ووصف ترامب الضربات بأنها "نجاح عسكري باهر"، وقال مرارا إنها "دمرت" المواقع النووية. ترامب يدعو لفصل صحافيين بسبب نووي إيران.. وإدارته تؤكد نجاح الضربات أميركا نووي إيرانترامب يدعو لفصل صحافيين بسبب نووي إيران.. وإدارته تؤكد نجاح الضربات الديمقراطيون يشككون: لا نعرف بعد حجم الضرر بمنشآت إيران النووية أميركا نووي إيرانالديمقراطيون يشككون: لا نعرف بعد حجم الضرر بمنشآت إيران النووية مسؤولون أميركيون: المعلومات التي جمعت حتى الآن بشأن ضربات إيران "متضاربة" إيران نووي إيرانمسؤولون أميركيون: المعلومات التي جمعت حتى الآن بشأن ضربات إيران "متضاربة" وأكد الرئيس الأميركي، الخميس، أن إيران لم تتمكن من نقل المواد النووية، بما في ذلك اليورانيوم المخصب، من المواقع قبل الضربات الأميركية. وقال ترامب في منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشال": "لم يتم إخراج شيء من المنشأة، إذ إن ذلك كان سيستغرق وقتا طويلا، وسيكون خطيرا جدا، و(المواد) ثقيلة جدا ويصعب نقلها". وأمضى ترامب أسابيع في انتهاج مسار دبلوماسي لاستبدال الاتفاق النووي مع طهران الذي سحب منه بلاده خلال ولايته الأولى عام 2018، لكنه قرر في النهاية اتخاذ إجراء عسكري. وكانت العملية الأميركية ضخمة، إذ شاركت فيها أكثر من 125 طائرة، من بينها قاذفات شبح ومقاتلات وطائرات تزود بالوقود جوا، فضلا عن غواصة صواريخ موجهة. وشنّت إسرائيل حملة جوية غير مسبوقة استهدفت مواقع نووية إيرانية وعلماء وقادة عسكريين في 13 يونيو (حزيران) في محاولة لإنهاء البرنامج النووي الذي تقول طهران إنه لأغراض مدنية فقط، لكن واشنطن وقوى أخرى تقول إن هدفه تطوير أسلحة ذرية. وبعد عقود من حروب الظل، كان النزاع المواجهة الأعنف بين إيران وإسرائيل، والذي انتهى بإعلان وقف إطلاق النار بين الطرفين. وأدت الضربات الإسرائيلية على إيران إلى مقتل 627 مدنيا على الأقل، بحسب وزارة الصحة في طهران. وأما الهجمات الإيرانية على إسرائيل فأودت بحياة 28 شخصا، بحسب الأرقام الرسمية. قد يهمك أيضــــــــــــــا


المغرب اليوم
منذ 3 ساعات
- المغرب اليوم
واشنطن تؤكد تدمير القدرات النووية الإيرانية وهيغسيث يستشهد بتقرير استخباراتي مسرّب
قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إن واشنطن "دمرت" القدرات النووية الإيرانية، فيما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إيران لم تنقل أي يورانيوم عالي التخصيب من منشآة فوردو قبل قصفها.واستشهد هيغسيث بتقرير استخباراتي مُسرّب، قائلاً إنه كان تقييماً "أولياً"، وإن وسائل الإعلام كانت لديها "أجندة" لجعل الضربات تبدو أقل نجاحاً. ينتقد هيغسيث التغطية "المتملقة" للتقرير الأولي، مشيراً إلى وجود ثغرات فيه، وأنه لم يتم تنسيقه مع أجهزة الاستخبارات الأوسع. ثم يستشهد هيغسيث بأقوال وكالات مختلفة حول الأضرار التي سببتها الضربات الأمريكية. ويقول إن الوكالة الذرية الإسرائيلية صرّحت بأن الهجوم الأمريكي "عطّل منشآت التخصيب [الإيرانية]". وينقل هيغزيث عن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قوله إن "أضراراً جسيمةً" لحقت بالبرنامج النووي الإيراني. ويضيف أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تعتبر أن البرنامج النووي الإيراني "تضرر بشدة". ويختتم حديثه باتهام وسائل الإعلام الإيرانية بتحريف المعلومات حول الضربات لتبدو وكأنها غير ناجحة. ويقول: "إنه تصرف غير مسؤول"، مشيدًا بالمشاركين في المهمة "المعقدة". ويتساءل: "ما رأيكم في الاحتفال بهذا؟". "لقد كان هذا هجوماً ناجحاً تاريخياً، وعلينا أن نحتفل به كأمريكيين". وعقب المؤتمر الصحفي لوزير الدفاع، كتب الرئيس ترامب على قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس، إنه "لم يتم نقل أي شيء من منشآت إيران النووية قبل ضرباتنا"، في إشارة إلى الضربات التي استهدفت منشآت إيران النووية، الأحد الماضي، في فوردو وأصفهان ونطنز. وكتب الرئيس ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": "كان واحدًا من أعظم المؤتمرات الصحفية وأكثرها احترافية وتأكيداً رأيتها في حياتي! على "الأخبار الكاذبة" طرد كل من شارك في هذه الحملة الشرسة، والاعتذار لمحاربينا العظماء، وللجميع!". وعن حقيقة نقل إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب من منشآة فوردو قبل ضربها، أضاف ترامب: "كانت السيارات والشاحنات الصغيرة في الموقع تابعة لعمال الخرسانة الذين يحاولون تغطية قمم الأعمدة. لم يُخرج أي شيء من المنشأة. سيستغرق نقلها وقتًا طويلاً، وخطيرًا للغاية، وثقيلًا جدًا ويصعب نقله!". وأكد البيت الأبيض، يوم الأربعاء، أن إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب قبل الضربة العسكرية التي وجّهتها الولايات المتحدة لثلاث منشآت نووية إيرانية. وألقى آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، في وقت سابق اليوم الخميس، كلمةً عبر الفيديو، في أول رسالة له منذ إعلان الولايات المتحدة وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. تأتي هذه الرسالة قبل ساعات من مؤتمر صحفي مُقرر أن يعقده وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، حيث سيُقدّم تحديثاً حول تأثير الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال خامنئي إن الولايات المتحدة "دخلت حرباً مباشرة لأنها شعرت أنه إن لم تفعل، فسيُدمَّر النظام الصهيوني تماماً". ويضيف خامنئي أن الولايات المتحدة "لم تحقق أي إنجازات من هذه الحرب"، مضيفاً أن إيران استطاعت الخروج "منتصرة" و"وجّهت صفعة قوية لأمريكا". في بيانه، قال آية الله خامنئي إن الولايات المتحدة "فشلت في تحقيق أي إنجاز يُذكر" بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدّم روايةً "مبالَغاً فيها بشكل غير معتاد" لما حدث. وأضاف خامنئي أنه كان من الواضح أنه كان بحاجة إلى القيام بذلك، مضيفاً أن أي شخص يستمع سيدرك أن الولايات المتحدة تُبالغ في الأمر لتشويه الحقيقة. وقال: "هاجمنا إحدى القواعد الأمريكية الرئيسية في المنطقة، وهنا حاولوا التقليل من شأنها". يواصل آية الله خامنئي حديثه قائلاً إن الشعب الإيراني أظهر وحدته، مُرسلاً رسالة مفادها أن "شعبنا صوت واحد". ويقول إن ترامب دعا إيران إلى "الاستسلام"، لكن تصريحاته كانت "أكبر من أن يتحملها رئيس الولايات المتحدة". ويضيف خامنئي: "بالنسبة لدولة عظيمة وأمة عظيمة كإيران، يُعدّ مجرد ذكر الاستسلام إهانة". ويضيف أن دونالد ترامب كشف عن غير قصد حقيقةً مفادها أن الأمريكيين يعارضون الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ البداية. وكتب خامنئي على حسابه عبر منصة إكس، قبل ظهوره في خطاب: "أهنئكم على النصر على النظام الصهيوني الكاذب". قال المرشد الأعلى الإيراني إن العمل العسكري الأمريكي لم يكن يوماً يتعلق بالقضايا النووية أو تخصيب اليورانيوم، بل بـ"الاستسلام". يقول إنه تارة يتعلق بحقوق الإنسان، وتارة بحقوق المرأة، ثم بالقضية النووية، ثم بالصواريخ - مشيراً إلى الضربات الأمريكية. لكنه يضيف أن جوهر الأمر كان دائماً يتعلق بشيء واحد: "رغبة (الولايات المتحدة وإسرائيل) في استسلام إيران". لم يظهر المرشد الأعلى لإيران للجمهور منذ أكثر من أسبوع، وأفادت التقارير أن أقوى شخصية في إيران، ترك مقر إقامته المعتاد في وسط طهران، ويختبئ الآن في مخبأ محصن، يبث منه رسائل فيديو إلى وسائل الإعلام الرسمية. لكن السلطات الإيرانية لم تؤكد ذلك بعد. وعلى الرغم من أن هذا الخطاب الأخير الذي ألقاه لم يحدد موقعه، إلا أنه استخدم نفس الخلفية التي استخدمها في الخطاب السابق، حيث حمل علم الجمهورية الإيرانية وصورة مؤسسها، روح الله الخميني. وظهر خامنئي متعباً في رسالة الفيديو التي بثتها وسائل الإعلام، وكان يتحدث ببطء، مع أن هذه الحقيقة لا يمكن التأكد منها، لكن تم معالجة الفيديو وعمل مونتاج له من خلال عدة وقفات، ومع هذا تم معالجة مشكلة صدى الصوت التي ظهرت في رسالته المسجلة السابقة. هناك تكهنات بأن خامنئي سينتهج نفس أسلوب زعيم حزب الله السابق، حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل، ويكتفي ببث رسائل مسجلة مسبقاً. كان آخر ظهور للمرشد الإيراني على التلفزيون الرسمي في 18 يونيو/حزيران، من خلال رسالة مسجلة مسبقاً، رفض فيها دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "استسلام غير المشروط لإيران." ولم يظهر خامنئي علناً منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران، وبعدها بث رسالة مسجلة للشعب الإيراني بعد الهجوم، وكانت أخر صور له في مكان عام في 11 يونيو/حزيران، خلال اجتماع مع أعضاء البرلمان الإيراني. ومن جانبها قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إيران تنوي تشكيل جهاز أمني جديد مهمته ضبط الجواسيس والقضاء عليهم. ونقلت تقارير إخبارية تتحدث عن أن طهران تنوي التعاون مع أجهزة الاستخبارات الصينية والروسية للكشف عن كامل تفاصيل شبكة التجسس الإيرانية الداخلية التي اخترقت ايران قبل وبعد الحرب مع إسرائيل، كما أنها بدأت بإعدام جواسيس. وذكر التقرير أنه سيتم هنا "تشكيل جهاز أمني جديد في ايران مهمته اصطياد الجواسيس والقضاء عليهم تماماً، وإلحاقهم بسلطات الجهاز القضائي ومراكز الاستجواب والسجون، حيث توجد شكوك ببنية لوجستية كاملة من المحليين والأجانب، تمكنت من تشكيل حاضنة لأنشطة التجسس والحرب ضد ايران". ولم تتوفر معلومات عن الجهاز الأمني الجديد، ولا عن إمكانية اختراقه مرة أخرى، لكن المعلومات تشير إلى تدريب 4000 رجل أمن واستخبارات من بين عناصر تم اختيارهم بعناية شديدة وبإشراف خامنئي ومكتبه. من جانب آخر، اتخذت محكمة إيرانية قراراً سريعاً بإعدام اربعة جواسيس الاثنين، وعلى ما يبدو ستعدم طهران عدداً كبيراً من الجواسيس قد تصل إلى "لاعبين أساسيين" في شبكة التجسس. وعلى صعيد متصل أصدرت وزارة الأمن الإيرانية بياناً أعلنت فيه اكتشاف وتحديد هوية واستهداف وتدمير ما وصفتهم بـ"جواسيس وعملاء ومرتزقة مهمين تابعين لأجهزة تجسس أجنبية، وخاصة ضباط المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي والمخابرات البريطانية." وأضافت الوزارة في بيان، "نخوض معركة شرسة مع الأعداء في الطبقات الخفية من جبهة القتال على المستوى الوطني والإقليمي والدولي"، بحسب وكالة مهر الإيرانية. وأوضحت الوزارة أنها ستعلن عن بعض تقاريرها في الأيام المقبلة حسب الظروف، وأنها أعدت تقديرات بناء على "سلوك ترامب" وبرنامج المفاوضات النووية غير المباشرة وتحركات استخبارات العدو، وتقديم التقديرات للمسؤولين رفيعي المستوى المعنيين. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :