
حرب لبنان و"تخصيب الحروب"
نصف قرن ليس العمر الحقيقي لـ "حرب لبنان" التي بدأت رسمياً في الـ 13 من أبريل (نيسان) 1975، وعملياً قبل أحداث عام 1958 التي كانت التمرين الأول على الحرب بعد الاستقلال، ولا حرب في لبنان منذ القرن الـ 19 إلى اليوم، بل كانت حرب اللبنانيين وحدهم أو حرب الآخرين وحدهم، وهي كانت ولا تزال صراعاً محلياً على السلطة يدار بقوى تتصارع خارجياً، ولعبة أهداف خارجية تدور في الداخل بالرصاص، نهاية الإمارة الشهابية كانت في حرب إبراهيم باشا الداعم للأمير بشير ومعهما دول أوروبية ضد السلطنة العثمانية المدعومة من دول أوروبية.
تسوية "القائمقاميتين" المارونية والدرزية هندسها مستشار النمسا كليمنس مترنيخ، والمتصرفية بعد حرب 1860 التي امتدت نيرانها ومجازرها إلى دمشق ولدت على أيدي الدول السبع الكبرى في تلك الأيام، وحرب عام 1958 التي بدأت لأسباب سياسية محلية وإقليمية ودولية عبر الصراع بين "حلف بغداد" و"التيار القومي العربي" بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر انتهت باتفاق أميركي - مصري مُهد له في بيروت والقاهرة روبرت مورفي، مستشار الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور.
وحرب لبنان التي هي سلسلة حروب كانت في وقت واحد حرب تغيير النظام أو الحفاظ عليه، وحرب الاستخدام الفلسطيني للبنان في القيام بعمليات عسكرية فدائية ضد إسرائيل، وهي لم تنتهِ وإن توقفت لأن الأسباب التي قادت إليها لا تزال بلا معالجة، وأخطرها تحميل الموزاييك اللبناني في الوطن الصغير أحمال القضية الفلسطينية وأثقال الصراعات والطموحات السورية والإسرائيلية والإيرانية، في ظل صراع بين واشنطن وموسكو واندفاعات عربية وإقليمية.
قاد الدور الفلسطيني، بطبائع الأمور، إلى دور عسكري إسرائيلي ودور عسكري سوري، حيث تولت أميركا ترتيب اتفاق "الخطوط الحمر" بين سوريا وإسرائيل، ولا دور أميركياً من دون أن يقابله دور سوفياتي قبل أن يعود روسياً وتتحرك على هامشه أدوات أدوار أوروبية وعربية وإقليمية، وما إن اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1982 وأخرجت "منظمة التحرير" منه حتى أسست إيران "حزب الله" وسلّحته وموّلته وأعطته دوراً إقليمياً فوق هيمنته على بيروت، ذلك أن من الوهم قراءة حرب لبنان على المسرح اللبناني فقط، كما في إطار مرحلة واحدة فقط، فلا نحن خارج تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي على مدى 100عام، من الحروب إلى وقف النار و"معاهدة كامب ديفيد" و"سلام وادي عربة" و"اتفاق أوسلو"، وصولاً إلى عملية "طوفان الأقصى" وحرب غزة و"حرب الإسناد" على يد "حزب الله" ثم سقوط النظام السوري.
ولا كان تأثير الثورة الإسلامية في إيران على لبنان مسألة قليلة التعقيد والخطورة، لجهة الدخول في النسيج الاجتماعي و"عسكرة" طرف مذهبي أيديولوجي واحد، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التلاعب السوري بلبنان الذي جعلته دمشق بحيرة صيد خاصة بها مع رخصة لإيران عبر "حزب الله"، وأمسكت بكل مفاصله وفعلت كل ما تريد، باستثناء ضمه رسمياً إليها لئلّا تتحمل المسؤولية عنه.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما اللاعب الإسرائيلي فإنه لم يتوقف بعد الاجتياح والانسحاب تحت ضغط المقاومة عام 2000، بل استمر عبر حربين مع "حزب الله" والتلويح بحرب أخرى تكمل الحرب الأخيرة، وأما العصا الغليظة فإنها اليوم في يد الرئيس دونالد ترمب الداعم لبنيامين نتنياهو والمصرّ على تغيير الشرق الأوسط من دون تسوية سياسية على أساس "حل الدولتين"، وأقل ما كشفته ثورات ما سمي بـ "الربيع العربي" هو أن حرب لبنان كانت المدرسة التي تعلمت فيها بلدان عدة داخل المنطقة تعميق الصراعات الطائفية، حيث تفوق التلاميذ على الأساتذة في فن الحروب الأهلية المدارة بصراعات وقوى داخلية وخارجية، وأبسط ما قاد إليه الغزو الأميركي للعراق هو ضرب فكرة الدولة والحداثة الوطنية، وما كان ريتشارد هيلمز الذي عمل في الماضي مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ثم سفيراً لدى طهران أيام الشاه في حال هلوسة حين قال، "انسوا كل الهراء حول السياسة في الشرق الأوسط، وانتبهوا إلى أشياء عمرها قرون: المذاهب، الأعراق، العشائر، والقبائل".
صحيح "أن حرباً تصنع الدولة والدولة تصنع الحرب"، كما قال المؤرخ تشارلز نيكي، لكن الواقع في المنطقة أن الحروب لم تصنع دولاً بل هدمت الحجر الأساس للدول ووضعت المصير في أيدي الميليشيات، والميليشيات هي البنية التحتية للحرب الأهلية" بحسب المسؤول الأميركي سابقاً من أصل أفغاني زالماي خليل زاد، وأية نظرة إلى المشهد في لبنان والشرق الأوسط بعد نصف قرن وأكثر على حرب لبنان والحروب التي كانت هي القابلة القانونية لولادتها تؤكد أن ظهور "القاعدة" و"داعش" أقرب للقاعدة منه إلى الاستثناء، فالعلاقات الداخلية في أكثر من بلد، بين من هم نظرياً شركاء في الوطن، متأثرة كثيراً بنوع من تخصيب الحقد والكراهية والعنف والحروب، والكلام على التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية حتى في التفاصيل صار عادياً ومألوفاً، لا بل إن بطاقات الدعوة إلى التدخل الخارجي باتت على الموضة.
يقول مايكل مان في كتابه "عن الحروب" إن "من الصعب أن تجد وترى مقاصد عقلانية للحروب، وإن الطبيعة الإنسانية لا تدفع البلدان إلى حروب، فالحروب تصنعها خيارات القادة"، لكن خيارات القادة ليست دائماً خيارات تفرضها الظروف، سواء كانت عقلانية أو غير عقلانية، وليس لحرب لبنان سيناريو واحد ولا مؤلف واحد ولا مخرج واحد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 34 دقائق
- Independent عربية
"حزب الله" يواجه دعوات نزع سلاحه بتعزيز نفوذه عبر الانتخابات
وسط أنقاض خلفها القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان، تحث ملصقات دعائية الناخبين على التصويت لجماعة "حزب الله" في الانتخابات البلدية غداً السبت، وسط مساعي الجماعة إلى إظهار أنها لا تزال تتمتع بنفوذ سياسي على رغم الضربات الموجعة التي تلقتها العام الماضي في الحرب مع إسرائيل. والانتخابات البلدية بالنسبة إلى "حزب الله" أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ تتزامن مع تزايد الدعوات إلى نزع سلاح الجماعة واستمرار الضربات الجوية الإسرائيلية، وفي وقت لا يزال فيه كثير من قاعدتها الانتخابية من الشيعة يئنون تحت وطأة تداعيات الصراع. ومضت بالفعل ثلاث جولات انتخابية أجريت هذا الشهر بصورة جيدة بالنسبة إلى الجماعة المدعومة من إيران. وفي الجنوب لن تكون هناك منافسة في كثير من الدوائر، مما يمنح "حزب الله" وحلفاءه انتصارات مبكرة. وقال علي طباجة البالغ من العمر 21 سنة "بالدم نريد أن ننتخب"، في إشارة إلى ولائه لـ"حزب الله"، وسيدلي طباجة بصوته في مدينة النبطية بدلاً من قريته العديسة بسبب ما لحق بها من دمار، وأضاف "العديسة صارت صحراء، راحت كلها، لم يعد فيها شيء". ويعكس مشهد الأنقاض في الجنوب التداعيات المدمرة للحرب التي بدأت مع قصف جماعة "حزب الله" لإسرائيل "إسناداً" لحركة "حماس" مع اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتطور الأمر إلى أن بلغ ذروته بهجوم إسرائيلي واسع النطاق. وباتت الجماعة أضعف مما كانت عليه في السابق بعد مقتل قيادتها وآلاف من مقاتليها وتضاؤل نفوذها على الدولة اللبنانية بصورة كبيرة وتزايد نفوذ خصومها في البلاد. وفي مؤشر إلى مدى انقلاب الموازين، أعلنت الحكومة الجديدة أنها تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة مما يعني ضرورة نزع سلاح "حزب الله" كما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل الذي توسطت فيه الولايات المتحدة. وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث، إن نتائج الانتخابات تشير بناء على ذلك إلى أن "الحرب لم تحقق هدفها المتمثل في خفض شعبية 'حزب الله'... بل على العكس، يشعر كثير من الشيعة الآن بأن مصيرهم مرتبط بمصير الحزب"، وأضاف "هذا (الأداء الذي يظهره 'حزب الله' في الانتخابات) مهم فعلاً... فهو يُظهر أنهم لا يزالون يمثلون الغالبية العظمى من الشيعة ويؤكد حقيقة أن أية محاولة من أطراف لبنانية أخرى لنزع سلاحهم بالقوة قد تُعد خطوة ضد مجتمع (الشيعة)، مما قد يهدد السلم الأهلي". وكثيراً ما كان سلاح الجماعة مصدر انقسام في لبنان مما أشعل فتيل اقتتال قصير عام 2008، ويقول منتقدون إن "حزب الله" جر لبنان إلى صراعات على نطاق أوسع في الشرق الأوسط. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى إجراء حوار مع "حزب الله" في شأن إستراتيجية للدفاع الوطني، وهو ما يعني مناقشة سلاح الجماعة، لكن المحادثات لم تبدأ بعد. وقال وزير الخارجية يوسف راجي، وهو معارض لـ"حزب الله"، إن لبنان أُبلغ بأنه لن تكون هناك مساعدات من المانحين الأجانب لإعادة الإعمار لحين حصر السلاح بيد الدولة. من ناحيته، ألقى "حزب الله" بعبء إعادة الإعمار على عاتق الحكومة، واتهمها بالتقصير في اتخاذ خطوات تجاه هذا الأمر على رغم وعود الحكومة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنه بينما تشارك واشنطن في دعم إعادة الإعمار المستدامة في لبنان "فإن هذا لا يمكن أن يحدث من دون تخلي 'حزب الله' عن سلاحه". وأضاف رداً على سؤال من "رويترز"، "لقد أوضحنا أيضاً أن الشفافية والإصلاح الاقتصادي هما السبيل الوحيد لزيادة الاستثمار والتعافي الاقتصادي للبلاد". شروط نزع السلاح تقول الجماعة إنه لا يوجد أي سلاح لها حالياً في الجنوب، لكنها تربط أي نقاش عما تبقى من ترسانة أسلحتها بانسحاب إسرائيل من خمسة مواقع لا تزال تسيطر عليها وبوقف الهجمات الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إن "حزب الله" لا يزال يمتلك بنية تحتية قتالية في الجنوب تضم منصات إطلاق صواريخ، ووصفت ذلك بأنه "انتهاك صارخ للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان". وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن إعادة الإعمار لن تتحقق إذا استمرت إسرائيل في القصف وإذا لم تتحرك الحكومة اللبنانية بالسرعة الكافية لنزع السلاح، ويريد المانحون أيضاً أن يقوم لبنان بإصلاحات اقتصادية. وقال رئيس مجلس الجنوب، هاشم حيدر، إن الدولة ليس لديها الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، لكنه أشار إلى أن هناك تقدماً في رفع الأنقاض. ووفقاً لتقديرات البنك الدولي، يحتاج لبنان إلى 11 مليار دولار لإعادة الإعمار والتعافي. وتشير كومة من الأنقاض في النبطية إلى مكان متجر خليل ترحيني (71 سنة) الذي كان بين عشرات المتاجر التي دمرها القصف الإسرائيلي في سوق النبطية. ولم يحصل ترحيني على أي تعويض، ولا يرى جدوى من التصويت، وقال "الدولة لم تقف إلى جانبنا"، في تعبير عن شعوره بالخذلان. لكن الوضع كان مختلفاً تماماً بعد حرب سابقة بين "حزب الله" وإسرائيل عام 2006 حين تدفقت المساعدات من إيران ودول الخليج العربية. وقال "حزب الله" إنه ساعد 400 ألف شخص ودفع كلف الإيجار والأثاث وترميم الأضرار، لكن المستفيدين يقولون إن الأموال المتاحة له تبدو أقل بكثير من عام 2006. واتهم "حزب الله" السلطات الحكومية بعرقلة وصول الأموال القادمة من إيران على رغم أن طهران تعاني أيضاً ضائقة مالية أكبر مما كانت عليه قبل عقدين، بسبب تشديد الولايات المتحدة العقوبات التي تفرضها عليها وعودتها من جديد لسياسة ممارسة "أقصى الضغوط". أما دول الخليج فقد توقفت مساعداتها للبنان مع انخراط "حزب الله" في صراعات إقليمية وتصنيفها له منظمة إرهابية عام 2016، وأيدت السعودية موقف الحكومة اللبنانية بأن تكون المتحكم الوحيد في السلاح. وقال النائب البرلماني عن "حزب الله"، حسن فضل الله، إن توفير تمويل لإعادة الإعمار يقع على عاتق الحكومة، واتهمها بالتقصير في اتخاذ "أية تحركات فعالة في هذا السياق". وحذر من أن هذه المسألة قد تفاقم الانقسامات في لبنان إذا لم تُعالج، وتساءل "هل يمكن أن يستقر جزء من الوطن وجزء آخر يتألم؟ هذا لا يستقيم" في إشارة إلى الشيعة في الجنوب ومناطق أخرى، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت التي يُهيمن عليها "حزب الله"، وتضررت بشدة من قصف إسرائيل.


العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
محمود عباس في بيروت... الدولة والسلاح
في زمن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نجح الفلسطينيون واللبنانيون في إعادة تعريف العلاقة التاريخية بينهما. عملوا على تجاوز ما شابها من سلبيات قبل الحرب الأهلية وما بعدها، واتفقوا على تطوير الإيجابيات والتعامل من دولة إلى دولة، في علاقة عنوانها السيادة وعدم التدخّل في الشأن الداخلي لكل منهما. وقد كانت السيادة وتعريفاتها بالنسبة للرئيس عباس واضحة، بما يخص لبنان، هي سيادة الدولة اللبنانية فوق جميع أراضيها، بما فيها المخيمات الفلسطينية. وبهذا الموقف، سبق عباس المنظومة اللبنانية الحاكمة سابقاً، التي كانت تتلكأ وتحاول الالتفاف على كل المبادرات التي أعلنتها السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير تجاه لبنان. مبكراً، وفي زياراته السابقة، ألزم الرئيس عباس ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بالحياد الإيجابي. ورفض أن يُزَجّ سلاح المخيمات في اقتتال لبناني - لبناني أو في محاور خارجية، أو أن يُعاد تصويبه نحو أي طرف لبناني. فكان حازماً حين اعتبر أن السلاح الفلسطيني داخل المخيمات مضر بفلسطين، وخارجها مضر بلبنان، وأن دور الفلسطينيين في لبنان يجب ألّا يكون مضراً بالبلدين. لبنان، بالنسبة للقيادة الفلسطينية الرسمية، ممر، لا مستقرّ للاجئين، وهذا يعني أنهم ضيوف أعزاء ملتزمون بشروط الضيافة، تحت سلطة الدولة اللبنانية وقوانينها. وهذا ما ورد في البيان اللبناني - الفلسطيني المشترك يوم الأربعاء الماضي، بعد لقاء الرئيسين اللبناني جوزيف عون والفلسطيني محمود عباس؛ حيث أكّد البيان على «العلاقات الأخوية بين الشعبين، اللبناني والفلسطيني، والتزامهما بتوفير الظروف اللازمة بما يضمن لللإخوة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حياة كريمة من دون المساس بحقهم في العودة أو التأثير على هويتهم الوطنية». وبحسب رئاسة الجمهورية اللبنانية، فإنّ الجانب الفلسطيني أكّد التزامه بعدم استخدام الأراضي اللبنانية منطلقاً لأي عمليات عسكرية. في مسيرة الرئيس محمود عباس، يمكن أن نختلف في الرأي، لكن لا يمكن إنكار الثوابت التي التزم بها في أخطر المراحل، فيما يخص القضية الفلسطينية في الداخل والخارج، وعمله على نقل النضال من الميدان العسكري إلى ساحة السياسة. فتمسك بمؤسسات الدولة وحماها، رغم ضغوط الاحتلال، وواجه الضغوط الخارجية حين رفض أي حل خارج إطار حل الدولتين، متمسكاً بثوابت الشعب الفلسطيني: القدس، واللاجئين والحدود. دعا إلى وحدة الصف الفلسطيني، ورفض الانقسام والانقلابات، واعتبر أن المقاومة الحقيقية تبدأ بالحفاظ على القرار الوطني المستقل، لا بالارتهان للمحاور. وفي كلمته التي ألقاها أثناء تسلُّمه جائزة هاني فحص لصنّاع السلام في بيروت، قال إن «مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هي تحت سيادة الدولة والجيش اللبناني، ونؤكد على موقفنا السابق بأن سلاح المخيمات خارج إطار الدولة هو إضعاف للبنان ويتسبب بضرر للقضية الفلسطينية أيضاً، وإننا مع لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية والحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته». وعليه، وبوضوح، تبنّى عباس في لبنان نهجاً مسؤولاً: احترام السيادة اللبنانية، ورفض تحويل المخيمات إلى ساحات للصراع أوراق ضغط. لقد حرص على أن يكون الوجود الفلسطيني في لبنان عنصر استقرار، لا عنصر توتير، وسعى لتحصين مجتمع اللاجئين، لا توريطه في صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل.


حضرموت نت
منذ 4 ساعات
- حضرموت نت
مشاهد جديدة لعشرات المنازل المدمرة جراء انفجارات مخازن أسلحة حوثية بصنعاء
أدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بأشد العبارات الجريمة المروعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي التابعة لإيران، جراء تخزينها أسلحة داخل أحد المنازل في حي سكني مكتظ بمنطقة صرف، مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء. وأسفرت هذه الجريمة، وفق حصيلة أولية، عن استشهاد 40 مواطناً وإصابة المئات، بالإضافة إلى تدمير عشرات المنازل، وسط تعتيم إعلامي تفرضه المليشيا. وقال الإرياني إن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها خلال الساعات الماضية، حيث وقعت جريمة مماثلة بعد انفجار صاروخ فشلت المليشيا في إطلاقه من محيط مطار صنعاء. وأكد أن ذلك يعكس إصرار الحوثيين على عسكرة المدن وتحويل الأحياء السكنية والمرافق المدنية إلى مخازن أسلحة ومنصات لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، في سلوك يشبه ما تمارسه ميليشيا حزب الله في لبنان، مما يعرض حياة المدنيين ومقدرات الدولة لخطر دائم. وأرفق الإرياني، تصريحاته على منصة إكس، بمشاهد جديدة توثق جانبا من الأضرار الناجمة عن الانفجارات داعيًا المواطنين في مناطق سيطرة المليشيا إلى رفض تحويل أحيائهم إلى مخازن أسلحة، وحث كل من يعلم بوجود مستودع أسلحة في منطقته على التحرك فوراً مع جيرانه لإزالته، تفادياً لتكرار مثل هذه المآسي التي شهدتها منطقة صرف. وأكد أن ما حدث ليس مجرد انفجار عرضي، بل جريمة حرب مكتملة الأركان ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق المدنيين. وكانت مصادر مطلعة قد كشفت لـ'المشهد اليمني' عن وقوع ثلاثة انفجارات متتالية في منطقة صرف والمناطق المجاورة عند الساعة التاسعة صباح الخميس، بالتزامن مع تواجد مسافرين في مطار صنعاء قبيل إقلاع رحلة لطيران اليمنية إلى العاصمة الأردنية عمّان. ووثّق المسافرون الانفجارات، معتقدين في البداية أنها قصف جوي. وأوضحت المصادر أن الانفجارات وقعت في هناجر مخصصة لتخزين الأسلحة والذخائر، بما في ذلك قذائف الهاون والرشاشات والقنابل، إضافة إلى انفجار في بدروم عمارة سكنية تقطنها عدة أسر. وأشارت المصادر إلى وفاة حوالي ثلاث أسر بالكامل، وتم نقل الضحايا إلى المستشفى الجمهوري ومستشفى الشرطة، إضافة إلى إصابة أعداد كبيرة لم تُحدد بدقة. وكان المستشفى الجمهوري قد أصدر بياناً صباح الخميس بشأن ضحايا الانفجارات، قبل أن يتم حذف البيان من صفحته على فيسبوك بعد تأكد الجهات المختصة من عدم وقوع غارات جوية. وأكدت المصادر أن مليشيا الحوثي قامت بعزل المنطقة بالكامل، وشرعت في تفتيش الداخلين والخارجين منها لمنع تسرب المعلومات عن الحادث. ولم تعلق المليشيات عن الكارثة حتى هذه اللحظة.