logo
لبنان أمام 'ساعة الحقيقة'

لبنان أمام 'ساعة الحقيقة'

التحري٠٦-٠٧-٢٠٢٥
جاء في 'الراي الكويتية':
… غداً لناظره قريب. إنه الاثنين الذي تَحوّل ربع الساعة الأخير الفاصل عنه أشبه بـ «عَدّادٍ» تَنازُلي وصولاً إلى «ساعة الحقيقة»، فإما تَنازُلات من «حزب الله» لمصلحةِ الدولة وحصرية السلاح عبر التَراجُع عن «اللعب على الوقت» عبر الاستحضارالمتجدّد لعنوان الحوار الداخلي والإستراتيجية الدفاعية كناظِم لبناني وحيد لملف السلاح، وإما مراجعةٌ أميركية – دولية لـ «الفرصة» الممنوحة لـ «بلاد الأرز» لتكون جزءاً من الشرق الجديد أو «التخلف عن هذا الركب».
وهذه المعادلة البسيطة والبالغة الخطورة ارتسمت بوضوح عشية عودة السفير الأميركي لدى تركيا ومبعوثها إلى سوريا توماس برّاك إلى بيروت غداً، ليَسمع من لبنان الجواب على الورقة التي كان سلّمها إلى مسؤوليه قبل أقلّ من 3 أسابيع وتتمحور حول «سيبة ثلاثية» لإنزال الوطن الصغير عن فوهة البركان الذي زُج في فمه منذ «طوفان الأقصى»، وذلك على قاعدة جوهرها:
– أن يُقرّ حَصرُ السلاح بيد الدولة مع إسباغ طابع تنفيذي له عبر مجلس الوزراء وضمن جدولٍ زمني لا يتجاوز 5 أشهر كحد أقصى.
– مقابل أن تضمن واشنطن انسحاب إسرائيل من التلال الخمس التي مازالت تحتلها جنوباً، في إطار مسار من «الخطوة مقابل خطوة» يبدأ من ترجمة حصْر السلاح على مراحل، عبر استكماله جنوب نهر الليطاني، ثم شموله المنطقة الواقعة بين الليطاني ونهر الأولي، فبيروت وجبل لبنان، والبقاع الغربي ثم بعلبك الهرمل، على أن يشتمل ذلك على استعادة الأسرى اللبنانيين لدى تل أبيب وترتيبات تتصل بوقف الاعتداءات ارتكازاً على عملية متكاملة من مندرجاتها تثبيت الحدود مع إسرائيل ثم ترسيمها مع سوريا بما يَطوي صفحة الالتباس حول هوية مزارع شبعا المحتلة التي استُخدمت «لبنانيّتها غير الموثّقة» (رفض النظام البائد في دمشق منْح بيروت ما يثبت أنها لبنانية) ذريعةً لتبرير إبقاء حزب الله على سلاحه بعد انسحاب العام 2000.
ولم يكن عابراً في غمرة انهماك لبنان الرسمي بوضع اللمسات الأخيرة على الردّ الذي سيسلّمه إلى براك والذي سيتبلور في صيغته النهائية بعد اجتماعٍ أُعلن أنه سيُعقد بين رؤساء الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام والبرلمان نبيه بري، أن تَبرز ملامح انزلاق «بلاد الأرز» نحو محظورٍ يشكّله عدم القدرة الرسمية على تبني الورقة الأميركية «كما هي» ومحاولة اعتماد «نعم ولكن» بإزائها، في مقابل تَمَسُّك واشنطن بأن «الساعةَ تدقّ» مع قرع جرس الإنذار من تضييع الفرصة، وبينهما خروج «حزب الله» من دائرة المواقف «الرمادية» والحمّالة أوجه إلى مقاربةٍ على طريقة «الجواب يُقرأ من عنوانه» وفحواها «لا نقاش حول السلاح» بالتوقيت الأميركي وفي الإطار الذي تحدده الولايات المتحدة ولا وفق أولوياتها وصولاً لقرعه طبول «للمواجهة جاهزون».
وفي هذا السياق توقفت أوساط سياسية عند التطورات الآتية:
«يستيقظ أمل لبنان»
– حرص براك، الذي حطّ في باريس قبل يومين، على الإطلالة عبر منصة «اكس» حيث كتب «يستيقظ أمل لبنان! الفرصة سانحة الآن. إنها لحظة تاريخية لتجاوز الطائفية التي طبعت الماضي، وتحقيق وعد لبنان الحقيقي بأمل بلد واحد، شعب واحد، جيش واحد. وكما دأب رئيس الولايات المتحدة على مشاركة العالم: لبنان مكان عظيم، بشعب عظيم. فلنجعل لبنان عظيماً من جديد».
– تظهير «حزب الله» مواقف بدت مُحْرِجة للبنان الرسمي في أي مقاربة سيعتمدها بإزاء الورقة الأميركية التي يحاذر رَفْضها ويسعى للظهور بموقع المتبنّي لجوهرها (حصر السلاح بيد الدولة) باعتباره التزاماً منصوصاً عنه في خاطب القسَم والبيان الوزاري واتفاق الطائف، ومع دعوة إسرائيل للالتزام بموجبات اتفاق وقف الأعمال العدائية (27 تشرين الثاني) خصوصاً الانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى.
وكان بارزاً إطلاق الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر قناة «الميادين» موقفاً أكد خلاله أنّ «الإسرائيلي والأميركي لن يحققا أهدافهما مهما كان الضغط»، مضيفاً «إذا كان الإسرائيلي يعتقد ومن خلفه الأميركي أنّه بزيادة الضغط علينا سيُحقّقان أهدافهما، فلن يحقّقا الأهداف مهما كان الضغط. لدينا قرار بالمواجهة، وثمة خياران لا ثلاثة (…) نحن نرمّم أنفسنا، ونتعافى وجاهزون للمواجهة».
وأكد نائب «حزب الله» إيهاب حمادة أنّ «النقاش حول سلاح المقاومة ليس مطروحاً على الطاولة، ولن يكون»، مشدداً على أنّ «ما يُطرح في الداخل هو فقط «الاستراتيجية الدفاعية»، وهي شأن لبناني داخلي بامتياز، لا يحق لأي جهة خارجية، عربية كانت أم إسلامية، أن تتدخل فيه حتى تحت عنوان النصيحة»، لافتاً إلى أن «أي بحث في إستراتيجية دفاعية يجب أن يحظى بإجماع وطني لبناني كامل، لا أن يُفرض من الخارج أو يُناقش تحت الضغط».
– في موازاة موقف «حزب الله» الذي عاود إحالة ملف السلاح على حوار داخلي ونقاش «بعد أن تنسحب إسرائيل و…»، وهو ما يعني نسفاً للمقترَح الأميركي الذي يُعدّ «ناظراً» رديفاً ومكمّلاً لاتفاق 27 تشرين الثاني وللجدولة الزمنية التي تَشترط واشنطن اعتمادها كآلية تنفيذية لتسليم السلاح وبعيداً من تجارب الحواراتِ التي تستجرّ منذ 2006، تقاطعت معلومات عند أن الحزب سلّم إلى بري رده على الورقة الأميركية «ليُبنى على ذلك» في آخر اجتماعات اللجنة التي تمثل الرؤساء الثلاثة.
وأوردت قناة «الجديد» أن «لا تسليم جزئياً ولا كاملاً لسلاح حزب الله، والنقاش في التنازلات الجزئية يأتي بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان ويوضع ضمن إطار عملي وزمني لبناني»، وأن الحزب «أكد تمسكه بتطبيق قرار وقف النار بكامل مندرجاته»، مشدداً على أن «لا حاجة لاتفاق جديد يعيد النظر بما تم الاتفاق عليه سابقاً والحزب طالب إسرائيل بتطبيق هذا القرار بشكل كامل».
ووفق المعلومات فإن «حزب الله في رده قال إنه مستعد لمناقشة ملف سلاحه ضمن إطار إستراتيجية دفاعية أو من خلال حوار داخلي ونقاش بناء»، ناقلة عن مصادر رسمية أن «اجتماع اللجنة الرئاسية المشتركة الذي عُقد أمس كان سيضع اللمسات الأخيرة على رد لبنان الرسمي على ورقة برّاك، وهو الرد الذي سيشمل تمسكاً لبنانياً رسمياً بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها، من دون الإشارة إلى إجراء حوار داخلي في شأن هذا الملف. كما سيشدد الرد على تمسك لبنان بتنفيذ قرار وقف النار كاملاً من إسرائيل».
وسبقت ذلك تقارير (قناة العربية – الحدث) تحدثت عن أن «الحزب سلم رده من دون الإشارة صراحة إلى التخلي عن السلاح»، كاشفة عن أنه وصف ورقة المبعوث الأميركي بـ «الاستسلامية»، وناقلة «أن الرئاسات الـ 3 متفقة على أن زمن السلاح خارج الدولة انتهى، وأنها توافقت على عدم السماح لأي جهة بجر لبنان إلى الدمار» وأن «عون طالب حزب الله بتسليم صواريخه للجيش منذ شهر، لكن الأخير لم يردّ حتى الآن».
– إنهاء الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان زيارته التي استمرت لأيام بيروت، في ظلّ معطياتٍ عن أن الرياض كما باريس تحضّان لبنان على التقاط فرصةِ وجود البلاد على أعلى «رادارات» الاهتمام الخارجي والتماهي مع المصلحة الوطنية ومقتضياتها كما مع الدعوات الدولية لتنفيذ مضامين الالتزامات الرسمية في ما خص حصْر السلاح والإصلاحات وتَفادي تمديد فترة إقامة البلاد في «حلقات النار» و«غرف العناية».
عراضات مسلّحة… ورسائل
وفي وقت مضت إسرائيل في تصعيد استهدافاتها بسلسلة غارات – اغتيالات بينها عمليتان في بنت جبيل وشبعا وشقرا، لم تمرّ بهدوء «العراضة المسلحة التي قام بها مناصرون لـ«حزب الله»في قلب بيروت (زقاق البلاط) خلال مسيرة عاشورائية، وهو ما قوبل باستياء عارم رسمي وسياسي وشعبي، وصولاً إلى تحرك الأجهزة الأمنية لتحديد هوية المشاركين في التحرك بسلاحهم وطلب توقيفهم.
وأكد سلام أن «الاستعراضات المسلحة التي شهدتها بيروت غير مقبولة بأي شكل وتحت أي مبرر»، وأضاف «اتصلت بوزيري الداخلية والعدل وطلبت منهما اتخاذ كل الإجراءات اللازمة إنفاذاً للقوانين المرعية الإجراء ولتوقيف الفاعلين وإحالتهم على التحقيق».
وفيما تم التعاطي مع هذا التطور على أنه «عرض عضلات» برسْم الداخل حيال أي تمادٍ في ملف سلاحه، وعلى قاعدة أن لا تمييز بين الإستراتيجي منه و«الداخلي»، في تأثيرهما سواء على إسرائيل كما الداخل، انشغل لبنان بـ:
بطاريات مفخخة!
– ما تم تداوله عن وثيقة صادرة عن الدائرة الأمنية في الأمن العام حول وجود معلومات عن دخول بطاريات سيارات مفخخة إلى لبنان.
وذكرت الوثيقة«أن هناك معلومات توافرت عن نية جماعات إرهابية إرسال بطاريات سيارات مفخخة عبر الحدود البرية الشمالية والشرقية مع لبنان لاستخدامها في أعمال إرهابية».
وبحسب المستنَد، يظهر أن الوثيقة صادرة يوم الجمعة في 4 يوليو 2025، وقد جرى تعميمها على الجهات المختصة لاتخاذ التدابير اللازمة والاستعلام.
مبادلة الجولان بـ… طرابلس لبنان!
– ما تناولته قناة i24 الإسرائيلية نقلاً عما وصفته بمصدر سوري قريب من الشرع حول وجود سيناريوهين «مطروحين حالياً للتسوية السياسية المقبولة بين إسرائيل وسوريا ومحورهما مصير هضبة الجولان المحتل، وأحدهما ان تحتفظ إسرائيل بثلثي الجولان، وتُسلم الثلث المتبقي إلى سوريا، مع إمكان تأجيره. ووفقاً لهذا السيناريو، سيتم تسليم مدينة طرابلس اللبنانية، القريبة من الحدود اللبنانية – السورية، وربما مناطق لبنانية أخرى في شمال لبنان وسهل البقاع، إلى سوريا».
وبحسب المصدر «تسعى سوريا إلى استعادة السيادة على طرابلس، وهي واحدة من خمس مناطق اقتُطعت من سوريا لتأسيس دولة لبنانية خلال الانتداب الفرنسي. ويجب أيضاً أن تشمل التسوية تسليم طرابلس ومناطق لبنانية أخرى ذات غالبية سنية إلى سوريا، بشرط السماح لإسرائيل بتمديد خط أنابيب لنقل المياه من الفرات إلى إسرائيل، وذلك في إطار اتفاق مائي يشمل تركيا وسوريا وإسرائيل».
وقال نائب طرابلس أشرف ريفي في بيان، إن «الرواية التي يتم تداولها والإتجار بها عن اتفاقٍ بين سوريا وإسرائيل يتم بموجبه التعويض عن الجولان أو جزءٍ منه بضمّ طرابلس لسورية، تفتقر للصدقية ومنفصلة عن الواقع، ونعرف من وراءها من الأبواق التي تروّج لها»، مؤكداً أنّ «سوريا لا تتخلى عن الجولان ولا مقايضة، ولا من يقايضون… الفيحاء لبنانية، لبنانية، لبنانية».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

LBC: خلاصة الرد الاميركي يكمن في وجوب التزام لبنان بمهل زمنية محددة لحصر سلاح حزب الله على أن لا تتعدى نهاية العام
LBC: خلاصة الرد الاميركي يكمن في وجوب التزام لبنان بمهل زمنية محددة لحصر سلاح حزب الله على أن لا تتعدى نهاية العام

النشرة

timeمنذ 3 ساعات

  • النشرة

LBC: خلاصة الرد الاميركي يكمن في وجوب التزام لبنان بمهل زمنية محددة لحصر سلاح حزب الله على أن لا تتعدى نهاية العام

اشارت معلومات لـ "LBCI" الى ان ​ لبنان ​ الرسميّ تبلغ ردًا عبر السفارة الاميركية على الورقة التي قدمها للمبعوث الاميركيّ توم باراك وهو منكب على دراستها وخلاصة الرد يكمن في وجوب التزام لبنان بمهل زمنية محددة لحصر سلاح "حزب الله" في يد الدولة على أن لا تتعدى المهلة نهاية العام الحاليّ.

رفع مُستوى الجهوزيّة الأمنيّة خوفاً من الفوضى السوريّة «عوكر» تبلّغ بعبدا جدولاً زمنياً لا يتعدّى نهاية العام مناقشات صريحة للنواب في جلسة مساءلة الحكومة اليوم
رفع مُستوى الجهوزيّة الأمنيّة خوفاً من الفوضى السوريّة «عوكر» تبلّغ بعبدا جدولاً زمنياً لا يتعدّى نهاية العام مناقشات صريحة للنواب في جلسة مساءلة الحكومة اليوم

الديار

timeمنذ 5 ساعات

  • الديار

رفع مُستوى الجهوزيّة الأمنيّة خوفاً من الفوضى السوريّة «عوكر» تبلّغ بعبدا جدولاً زمنياً لا يتعدّى نهاية العام مناقشات صريحة للنواب في جلسة مساءلة الحكومة اليوم

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب عادت الفوضى في سورية لتفرض نفسها على المشهد اللبناني، في ظل المواجهات الدموية في السويداء بين ابناء الطائفة الدرزية، ومجموعات مسلحة تابعة للامن العام السوري مدعومة من اباء العشائر. هذه التطورات التي انعكست انقساما في المواقف السياسية الدرزية في لبنان، وتوترا مكبوتا لدى ابناء الطائفة الذين يشعرون بانهم مستهدفون كاقلية، بعد استهداف العلويين والمسيحيين. هذه الاجواء المتفجرة التي جاءت بعد ايام قليلة من تصريحات المبعوث الاميركي توم براك المهددة للكيان اللبناني، احيت كل الهواجس لدى معظم اللبنانيين القلقين على مستقبلهم، في ظل تلزيم الملف لديبلوماسي اميركي لا يدرك الحقائق التاريخية والجغرافية، ويستخدم سياسة «العصا والجزرة» باسلوب خبيث، يكشف عن حقيقة الاستراتيجية الاميركية التي تمنح حزب الله دفعا جديا، للتمسك بمقاربته حول ملف السلاح الذي يتحول الى حاجة اكثر من اي وقت مضى. رد اميركي على «الورقة» اللبنانية وفيما كشفت مصادر مطلعة عن حَراك للسفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون، خلال الساعات القليلة الماضية تجاه رئاسة الجمهورية، وابلغت دوائر بعبدا برد اميركي اولي على «ورقة» الرد اللبنانية، وفيها تجديد المطالبة بوضع جدول زمني لسحب السلاح في مهلة لا تتعدى نهاية العام، رفعت الاجهزة الامنية جهوزيتها لمواجهة مخاطر المجموعات التكفيرية، فيما تشهد «ساحة النجمة» اليوم سوق «عكاظ» قديم – جديد، حيث سيستفيد النواب من نقل جلسة مساءلة الحكومة على الهواء مباشرة، لخوض حفلة من المزايدات ، مع تركيز خصوم حزب الله كـ «القوات اللبنانية» على ملف السلاح. علما انه لم تسمع اصواتهم في الرد على استباحة براك للسيادة اللبنانية، فيما ستكون التعيينات الاخيرة تحت المجهرايضا، في مقابل تركيز «التيار الوطني الحر» على ملف النازحين السوريين. اما حزب الله وحلفاؤه فيعاودون شرح المخاطر المحيطة بالبلاد، وضرورة وقف الاعتداءات «الاسرائيلية»، وسيركزون على الاداء السيىء لوزير الخارجية. رد عون وبري على براك وفي اول رد رسمي على كلام براك، اكد رئيس الجمهورية جوزاف عون امام وفدين، سياحي وإسكاني، ان «وحدة الأراضي اللبنانية ثابتة وطنيّة، كرّسها الدستور، ويحميها الجيش اللبناني، وتحصّنها إرادة اللبنانيين الذين قدّموا التضحيات على مرّ السنين للمحافظة عليها». وقال: «لقد أقسمت اليمين، بعد انتخابي رئيسًا للجمهورية، على الحفاظ على «استقلال الوطن وسلامة أراضيه»، ويُخطئ من يظن أن من أقسم مرّتين على الدفاع عن لبنان الواحد الموحّد، يمكن أن ينكث بقَسَمه لأي سبب كان، أو أن يقبل أي طروحات مماثلة. وفي السياق نفسه، اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان «لبنان سيبقى لبنان، وسورية ستبقى سورية». المخاوف اللبنانية وتعززت المخاوف اللبنانية من خطورة المرحلة المقبلة، بعد معلومات ديبلوماسية غربية نقلت عن مستشارين مقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تفيد بان «الهوة» تتسع أكثر بينه وبين رئيس الحكومة «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، بالرغم من كل الادعاءات الإعلامية بعكس ذلك. وخلافا لما يعلن، يبدو أن نتنياهو لم يمنح ترامب ما يريده في ملفات المنطقة، ولم يضغط عليه كفاية للحصول على ما يريده، خصوصا بشأن ألملف الإيراني. ونقلت مصادر اعلامية عن شخصية مقربة من ترامب إشارة الأخير الى شعوره بان نتنياهو «يتلاعب ويراوغ» . مخاطر «اسرائيلية» والمقلق، أن الرئيس ترامب اختار عدم الدخول في مواجهة مع نتنياهو ، لان الأخير يحظى بإسناد قوي من مجموعة ضغط مؤثرة جدا في أقرب دوائر ترامب، وهذا يمنحه فرصة كبيرة لتوسيع النفوذ «الإسرائيلي» الذي يعيق التصور الذي يدعمه ترامب في ترتيب ملفات المنطقة. وفي هذا السياق، فان دوائر النفوذ في «البنتاغون» تؤيد وجهة نظر نتانياهو، بعدم الوقوف عند الحدود التي يقترحها الآن ترامب بعنوان التفاوض والضغط السياسي ووقف حالات النزاع. ونتنياهو يستثمر جيدا وبمهارة في تلك المساحات والثُغر بين مراكز القوة الاميركية. نتانياهو وتوسع «اسرائيل» وتقدم جملة مسربة واحدة قالها نتنياهو خلال زيارته الى واشنطن، دلالة واضحة على خطورة الموقف، عندما اشار الى ان «هناك فرصة تاريخية امام إسرائيل للتوسع»، وهي جملة مسربة التقطها «ميكروفون» مفتوح، خلال احد لقاءاته مع احد المسؤولين الاميركيين. جلسة نيابية «حامية» بانتظار عودة الموفد الاميركي توم برّاك الى بيروت، المرتقبة بين نهاية تموز وأوائل آب، تَمثل حكومة الرئيس نواف سلام اليوم امام المجلس النيابي في اول جلسة مساءلة نيابية، تتناول انجازاتها واخفاقاتها منذ نشأتها قبل 6 أشهر، وستشهد جردة حساب لناحية ما تحقق حتى الساعة، وما لم يتحقق بعد، والخطط المطروحة لمقاربة الملفات الشائكة... ومن أهم النقاشات التي ستدور تحت قبة البرلمان، بحسب أجواء الكتل النيابية، سلاح حزب الله، وورقة الموفد الأميركي حوله والردّ الرئاسي عليها، من دون المرور في مجلس الوزراء، خاصة من قبل نواب «القوات اللبنانية». وستأخذ تصريحات براك حول وقوع لبنان وعودته الى بلاد الشام حيزًا من المناقشة العامة. كما سيتطرق البحث الى سبل وقف الاعتداءات «الاسرائيلية « وإعادة الإعمار، اضافة الى مواضيع داخلية اخرى مثل كيفية حصول التعيينات الادارية والملاحظات عليها، ومصير باقي الملفات الاصلاحية المالية والاقتصادية والادارية ومواضيع خدماتية... سلام ونيات «القوات» يتوقع أن تتحول جلسة مناقشة الحكومة في مجلس النواب، وهي الاولى من نوعها منذ فترة طويلة، إلى جلسة سجالات سياسية تعكس الأجواء المشدودة في البلاد، دون ان يؤدي ذلك الى طرح الثقة بالحكومة، على الرغم من ان «القوات» تحضر الارضية للاستقالة، لكن التوقيت سيكون متناسبًا مع موعد الانتخابات النيابية المقبلة، لتحصيل الاستفادة المطلقة في صناديق الاقتراع، وهو امر بات يدركه رئيس الحكومة نواف سلام، الذي يبدو منزعجا من محاولة «معراب» فرض وصايتها على العمل الحكومي. وبات يدرك جيدا ان النيات مبيتة لتحويل الحكومة الى حكومة تصريف اعمال قبل اشهر قليلة من موعد الانتخابات. الخلية المشبوهة امنيا، تحدثت مصادر مطلعة عن استنفار امني عالي المستوى لدى الاجهزة الامنية، لمواجهة تهديدات ارهابية محتملة داخل البلاد، في ظل حالة الفوضى السائدة في سورية، مع الاخذ بعين الاعتبار وجود نحو مليوني نازح سوري على الارضي اللبنانية. وفي غياب معلومات محددة، تحذر تقارير اوروبية من محاولات لاستغلال بعض هؤلاء، في محاولات لهز الاستقرار الداخلي، بينما تبقى «العين» على الحدود الشرقية والشمالية خوفا من انتقال الفوضى الى لبنان. وفي هذا السياق، جاء التحرك السريع في بلدة تيبيات المتنية، حيث تم تفكيك خلية مسلحة من 10 اشخاص، 8 منهم لبنانيون واردني وسوري. واذا كانت التحقيقات لم تصل بعد الى وجود ارتباطات واضحة بمجموعات ارهابية، الا ان كمية الاسلحة المصادرة كانت لافتة، وكذلك نوعيتها والتي تشمل قناصة، وقنابل يدوية، واسلحة متوسطة، ونواظير ليلية، والاخطر تعليمات حول خطط تدريب وتحركات امنية. تفكيك معمل «كبتاغون» وفي سياق، متصل، أعلن الجيش امس تفكيك «أحد أضخم معامل» تصنيع الكبتاغون على الحدود الشرقية مع سورية. وقال الجيش في بيان «بعد توافر معلومات لدى مديرية المخابرات حول معمل رئيسي لحبوب الكبتاغون في بلدة اليمونة – بعلبك، نفذت دورية من المديرية تؤازرها وحدة من الجيش عملية دهم للمعمل، وتبين أنه أحد أضخم المعامل التي ضُبطت حتى تاريخه». وأضاف «عمل عناصر الجيش على تفكيك المعدات والآلات المستخدَمة في المعمل، ويبلغ وزنها نحو 10 أطنان، وعمدوا إلى تدمير قسم منها، بالإضافة إلى ضبط كمية ضخمة من حبوب الكبتاغون ومادة الكريستال والمواد المخدرة المختلفة. وقد تم ردم نفق بطول 300 متر كان يُستخدم للدخول إلى المعمل والخروج منه وتخزين جزء من معداته»، مضيفا «أن التحقيق بدأ بإشراف القضاء المختص، وتجري المتابعة لتوقيف المتورطين». استهداف دروز سوريا؟ في سورية، اكد وجهاء السويداء ان ما يجري استهداف للمكون الدرزي، حيث تتواصل الاشتباكات الدموية في محافظة السويداء بين مجموعات من الامن العام السوري مدعومة من عشائر البدو، ومسلّحين دروز من أبناء السويداء، وقد تدخّلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة السورية الجديدة ونفّذت عمليات اقتحام، في الجهة الغربية من المحافظة. وقد دخلت «اسرائيل» على خط الفتنة، حيث أعلن الجيش «الإسرائيلي» أنه نفذ هجومًا استهدف عددا من الدبابات في اكثر من موقع بمحافظة السويداء جنوبي سورية. واكد مسؤول أمني «إسرائيلي» أنه «لا نستطيع التدخل بما يحدث في السويداء»، موضحا ان «إسرائيل» دعت حكومة الشرع لحماية الدروز. واضاف: «نحن نراقب عن كثب ما يحدث، وإذا رأينا ان الحكومة لا تقوم بما يجب فسيكون لنا كلام آخر». جنبلاط «القلق» في «عين التينة» وفي هذا السياق، جاءت زيارة الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» الوزير السابق وليد جنبلاط الى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، حيث تم البحث في آخر تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية. وقد لفتت مصادر مطلعة الى ان جنبلاط ابدى قلقه من الاحداث في سورية والدخول «الاسرائيلي» على الخط، وهو يشعر «ان الامور قد تخرج عن السيطرة اذا لم تضبط الامور»، وعبر عن حرصه على «عدم انتقال التوتر الى لبنان»، حيث يبذل جهودا حثيثة لتهدئة الامور في الجبل. وبعد اللقاء قال جنبلاط: «ملفات عديدة نوقشت مع الرئيس بري، في ما يتعلق بالمفاوضات في الجنوب. ملف الجنوب في أيد أمينة مع الرئيس بري ومع الرؤساء الثلاثة، ولن أتدخل فيه، وليس هذا الشأن من صلاحياتي، هو شأن الرؤساء ومجلس الوزراء.» اضاف : «في ما يتعلق بالتهديدات «الإسرائيلية»، طبعا هي سيف مصلت في كل لحظة ، لكن لا يجوز الاستمرار في هذا الأمر ، إما هناك وقف إطلاق نار أو ليس هناك وقف إطلاق نار، يعني الأمور تسير ولست متشائما هذا التشاؤم الكبير». وردا على سؤال حول أحداث السويداء والرسالة التي يوجهها لابناء السويداء ، قال جنبلاط: «نحن مع عودة الأمن وبناء مصالحة في السويداء برعاية الدولة السورية، وكنت أول شخص بعد الإطاحة بالنظام السابق، أول شخص عربي ودولي ذهب إلى دمشق، لأقول إن سورية كانت وستبقى موحدة وهي رسالة للبعض، البعض في السويداء لم يفهمني ونادى ولا يزال ينادي بالحماية الدولية وطبعا «الإسرائيلية» ، أقول السويداء مثل جرمانا مثل حمص مثل حماة مثل كل مكان في سورية هي بحماية الدولة السورية. استثمار كويتي؟ سياسيا، دخول كويتي على المشهد اللبناني، مع زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، الذي جال على كبار المسؤولين، مؤكدا دعم لبنان ومواجهة كل ما يؤدي الى عدم الاستقرار. وفيما يستكمل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون برنامج زياراته الخارجية - يزور خلال الشهر الجاري - البحرين والجزائر، استقبل امس الوزير الكويتي الذي أكد بعد اللقاء أن «الكويت بحاجة الى لبنان والعكس صحيح، ولن تنسى يوما اعتراف لبنان بدولة الكويت أيام الغزو العراقي». ومن عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري، اكد ان «لبنان سيبقى لبنان وسورية ستبقى سورية». ثم انتقل الوزير الكويتي الى السراي الحكومي، حيث عقدت محادثات لبنانية- كويتية مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام. وبعد زيارته وزير الداخلية احمد الحجار قال الوزير للبنانيين ان «هناك خبر ايجابي ستسمعونه من رئيسكم قريبًا وليس مني». وقد رجحت مصادر مطلعة ان تتولى الكويت بناء الاهراءات في مرفأ بيروت، اضافة الى استثمارات كويتية في لبنان؟!

"اللقاء التشاوري للنخب في المحافظات": تصريحات باراك تشكّل تهديدًا فعليًا لكلّ المكوّنات اللبنانيّة
"اللقاء التشاوري للنخب في المحافظات": تصريحات باراك تشكّل تهديدًا فعليًا لكلّ المكوّنات اللبنانيّة

الديار

timeمنذ 5 ساعات

  • الديار

"اللقاء التشاوري للنخب في المحافظات": تصريحات باراك تشكّل تهديدًا فعليًا لكلّ المكوّنات اللبنانيّة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اصدر "اللقاء التشاوري للنخب في المحافظات" بيانا جاء فيه: "أثارت تصريحات المبعوث الأميركي توم باراك إلى لبنان، الكثير من التساؤلات حول قراءته لمستقبل لبنان، بين سيطرة "اسرائيل" عليه أو أن يصبح جزءا من بلاد الشام، أي "سورية الجديدة" المرتكزة على ايديولوجيا دينية اسلامية". واشار البيان الى "أن المبعوث باراك يشيد بإنجازات الرئيس السوري أحمد الشرع، ولا يلتفت إلى ما يجري في السويداء من صراعات طائفية، ولا إلى هدم الكنائس وتهجير المسيحيين والعلويين". واعتبر "ان الموقف الصائب هو في مساندة الجواب الردّ الذي أعطاه الرؤساء الثلاثة للمبعوث الأميركي، وليس تحميل الدولة اللبنانية المسؤولية، كما نلحظ في الاعتراضات المختلفة التي تأتي من جهات سياسية متعارضة في مواقفها". واكد "وحدة الموقف وراء فخامة الرئيس العماد جوزاف عون، وأيضا دعم الجيش اللبناني، واستمرار المطالبة بوقف النار، والانسحاب "الاسرائيلي" من النقاط الخمس المحتلة، وإدراك المخاطر التي يمثلها انتشار جماعات التطرف الديني من بلوش وتركمان وغيرهم على الحدود اللبنانية – السورية، وأيضا توفير شبكة أمان للوحدة الداخلية من نفاذ الحالة "الاسرائيلية" إلى لداخل اللبناني". وختم البيان ان "كل ذلك يشكل ضمانة، سواء في حوار فخامة الرئيس مع واشنطن، أو في حواره مع حزب الله. فالإشارات التي تضمنتها تصريحات المبعوث الأميركي باراك، تشكّل تهديدا فعليا لكل المكونات اللبنانية على اختلافها رغم "انتمائه" اللبناني في الأصل".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store