
10 مفاهيم لأرسطو صالحة للقرن 21
قال أرسطو إن «الكائن يقال بمعان عديدة»، فالجوهر، والكمية، والكيفية، والإضافة، والمكان، والزمان، والوضع، والملك، والفعل، والانفعال، هذه المفاهيم العشرة المختلفة التي يمكن للكائن أن يُعرف انطلاقاً منها، جاءت في كتاب «المقولات»، الذي يمثل أحد أجزاء مجموعة النصوص المنطقية، التي تم جمعها باسم «الأورغانون»، ومن خلالها استطاع أرسطو أن ينتشل الفكر اليوناني من التناقض بين أنصار مبدأ سكون الكائن وأبديته، واتباع مبدأ الحركة، وهو التناقض نفسه الذي اصطدم به أفلاطون من قبله.
في الواقع، وكما يشير الفيلسوف المشائي أيضاً: «ما من لفظ من هذه الألفاظ يثبت أو ينفي شيئاً من ذاته أو بذاته، فقط بارتباط هذه الألفاظ فيما بينها يتم الإثبات والنفي»، وعلى مدى عشرين قرناً قامت هذه المقولات بإملاء القواعد الأساسية للتفكير الفلسفي، فماذا تبقى منها اليوم؟ هل ينبغي التخلي عنها؟ هل يجب أن نعيد التفكير فيها بصيغ جديدة؟
يضم هذا الكتاب وعنوانه «أي فلسفة للقرن الحادي والعشرين؟»، (ترجمة أنطوان سيف)، عشرة أبحاث لعشرة مفكرين معاصرين، يعالج كل واحد منهم مقولة واحدة من مقولات أرسطو العشر، مع ذلك، فهو ليس تأليفاً مشتركاً إلا في الموضوع الجامع، الذي تمت مقاربة أجزائه، بأبحاث قام كل مؤلف بوضع أحدها بمعزل عن المؤلف الآخر.
هذه القراءات المعاصرة والمتعددة للمقولات الأرسطية، كانت موضوع مؤتمر دولي نظمه مركز جورج بومبيدو بالتعاون مع دار نشر غاليمار في باريس يومي 25 و26 فبراير عام 2000، بمناسبة الولوج إلى ألفية جديدة.
نجح أرسطو بفرض هذه المجموعة من المقولات بمصطلحاتها، وأكثرها اقتبسه من اللغة اليونانية الشائعة آنذاك، ومن الأدب الفلسفي الذي بلغ ذروته في زمانه مع معلمه أفلاطون، كقاعدة أساسية للتفكير في جوهر الكائنات وأثر تاريخ الفلسفة من بعده، وشارك في صياغته على مدى قرون فلاسفة كثر من ثقافات أخرى، إلا أن هذه الهيمنة لتلك المقولات بحسب تصور أرسطو لها، لم تحل من دون تنوع المواقف منها؛ إذ إن شروحها العديدة لم تكن دوماً متطابقة؛ بل تباعدت عن بعضها حتى عند المشائين القدامى أنفسهم، الإغريق أولاً والهيلنيين لاحقاً، وعند تابعيهم أيضاً الذين عرفوها في الأغلب من خلال هذه الشروح، عن طريق الترجمات بخاصة إلى اللغات اللاتينية والفارسية والسيريانية والعربية، وصولاً إلى الترجمات الحديثة.
*شك
لقد تلازم تاريخ الفلسفة مع تاريخ هذه الأفكار والمقولات الأرسطية، إما بتبنيها وشرحها وتأويلها، أو بنقدها وتعديلها، وفي كل الأحوال ظلت متداولة عبر العصور بمصطلحاتها، وبحسب غايتها المعرفية، وصولاً إلى زمننا الراهن.
يشير الكتاب إلى أن مؤلفين قدامى نسبوا إلى أرسطو عدداً كبيراً من المؤلفات، في موضوعات شتى على مدى القرون الأولى عقب وفاته، لكن الدارسون المدققون شككوا في صحة نسبة كثير منها إليه، وهناك مؤلفات كتبها أشار إليها القدماء، لكنها فقدت، ولم يصلنا من هذه المؤلفات غير 47 كتاباً، وهذه المؤلفات مع ذلك ليست كاملة؛ بل أصابها التحريف، إما بكاملها، وإما من حيث مضمونها، الذي لا ينسجم مع مواقف أرسطو العلمية والفلسفية المعروفة، أو بعض أجزاء أو مقاطع منها، أقحمت في النص الأرسطي الأصلي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة العربية للأخبار التقنية
منذ 16 ساعات
- البوابة العربية للأخبار التقنية
مواجهة جديدة مع ماسك.. سام ألتمان ينافس Neuralink في مجال التكنولوجيا العصبية
أفاد تقرير جديد لصحيفة 'فايننشال تايمز' بأن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، يستعد لتأسيس شركة ناشئة جديدة تحمل اسم Merge Labs، بهدف منافسة شركة Neuralink التي أسسها إيلون ماسك، إلى جانب شركات أخرى ناشئة في مجال التكنولوجيا العصبية وتطوير واجهات ربط الدماغ بالحاسوب مثل Precision Neuroscience و Synchron. وستعتمد الشركة الجديدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير واجهات متقدمة لربط الدماغ البشري بالحاسوب، في خطوة من شأنها تصعيد المنافسة بين ألتمان وماسك، وهي منافسة تعود جذورها إلى عام 2018 عندما غادر ماسك مجلس إدارة OpenAI. ويأتي اسم Merge Labs مستوحى من مصطلح 'الاندماج' الذي طرحه ألتمان عام 2017، ويصف لحظة تلاقي القدرات البشرية مع الحواسيب. ومن المقرر أن تحصل الشركة على تمويل أساسي من فريق استثمارات OpenAI، مما قد يرفع قيمتها السوقية إلى نحو 850 مليون دولار، وسوف يتشارك ألتمان في تأسيسها مع أليكس بلانيا، المؤسس المشارك لشركة World المتخصصة في مسح قزحية العين والمدعومة أيضًا من OpenAI. ووفقًا للمصادر، فإن ألتمان لن يضخ أموالًا شخصية في المشروع. وتوقع ألتمان، الذي أبدى اهتمامًا طويل الأمد بتقنيات واجهات الدماغ، في مقال سابق إمكانية تحقق هذا 'الاندماج' في أقرب وقت بحلول 2025، لكن ذلك لم يحدث. وفي تصريحات حديثة، أشار ألتمان إلى أن التطورات التقنية الأخيرة قد تمكّن من تطوير 'واجهة دماغ حاسوبية عالية النطاق' قريبًا. وتأتي هذه الخطوة في ظل تقدم لافت تحققه Neuralink، التي بدأت أولى تجاربها البشرية في يناير 2024 على مريض مصاب بالشلل الرباعي يُدعى نولاند آربو، قبل أن تزرع تقنيتها في مريض ثانٍ يُعرف باسم 'أليكس'، الذي تمكن من لعب ألعاب الفيديو وتصميم مجسمات ثلاثية الأبعاد، مع تسجيل مشكلات وآثار جانبية أقل مقارنةً بالمريض الأول.


البوابة العربية للأخبار التقنية
منذ 19 ساعات
- البوابة العربية للأخبار التقنية
الإمارات تستعد لعصر الحوسبة الكمّية من خلال أبحاث متقدمة في معهد الابتكار التكنولوجي
في خطوة مهمة تعكس التزام أبوظبي بترسيخ مكانتها كمركز عالمي في مجال العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، أبرم معهد الابتكار التكنولوجي، الذراع البحثية التطبيقية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، اتفاقية إستراتيجية مع شركة كوانتينوم (Quantinuum)، الرائدة عالميًا في مجال الحوسبة الكمّية. وتهدف هذه الشراكة إلى تسريع وتيرة تطوير واختبار خوارزميات الجيل الجديد للحوسبة الكمّية، مما يمهد الطريق لاستخدامها على نطاق أوسع في التطبيقات المستقبلية، ويعزز من مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كقوة مؤثرة في هذا المجال الحيوي. الوصول إلى التقنيات الكمّية المتقدمة: تمنح هذه الاتفاقية باحثي معهد الابتكار التكنولوجي وصولًا مباشرًا إلى أنظمة الحوسبة الكمّية المتقدمة، التي تطورها شركة كوانتينوم، ومن أبرز هذه الأنظمة، النظام القادم (Helios)، الذي يتوقع أن يحقق تحسينات كبيرة في كفاءة البوابات الكمّية (Gate Fidelity)، وتواصل وحدات الكيوبت (Qubit Connectivity). كما تُعدّ هذه الاتفاقية إضافة قوية للمنظومة التقنية المتنوعة التي يعتمدها معهد الابتكار التكنولوجي، والتي تشمل رقاقات كمّية فائقة التوصيل طُورت داخليًا، ومعالجات أيونية محتجزة من شركة (IonQ)، بالإضافة إلى تقنيات شركات QUERA، و Rigetti، و IQM عبر منصة (AWS Braket). ويضمن هذا التنوع للباحثين استخدام أفضل المنصات المتاحة في مجال الحوسبة الكمّية لتسريع أبحاثهم. مجالات البحث الأساسية: تركز هذه الشراكة في توسيع نطاق تطبيقات الحوسبة الكمّية في مجالات حيوية، تشمل: الكيمياء وعلوم المواد: استخدام الحوسبة الكمّية لتقدير خصائص الأنظمة الكمّية – مثل: طاقة الحالة الأرضية (Ground-State Energy)، وهي أدنى طاقة يمكن أن يوجد عليها النظام، وفهمها يتيح للباحثين تصميم مواد جديدة بخصائص فريدة – إلى جانب محاكاة الأنظمة الكمّية المعقدة المتعدّدة الجسيمات، مثل: الموصلات الفائقة (Superconductors). استخدام الحوسبة الكمّية لتقدير خصائص الأنظمة الكمّية – مثل: طاقة الحالة الأرضية (Ground-State Energy)، وهي أدنى طاقة يمكن أن يوجد عليها النظام، وفهمها يتيح للباحثين تصميم مواد جديدة بخصائص فريدة – إلى جانب محاكاة الأنظمة الكمّية المعقدة المتعدّدة الجسيمات، مثل: الموصلات الفائقة (Superconductors). تكامل البيانات التقليدية مع النظم الكمّية: استكشاف طرق فعالة لتشفير البيانات التقليدية داخل الحالات الكمّية، لاستخدامها في تطبيقات معالجة الصور وتحسين كفاءة نقل البيانات. استكشاف طرق فعالة لتشفير البيانات التقليدية داخل الحالات الكمّية، لاستخدامها في تطبيقات معالجة الصور وتحسين كفاءة نقل البيانات. حلّ المشكلات المعقدة في التحسينات الرياضية: الاستفادة من دقة أنظمة (كوانتينوم) المتقدمة وتقنيات معهد الابتكار التكنولوجي لتطوير حلول متقدمة لمعالجة المسائل المعقدة في تحسين التوليفات (Combinatorial Optimization)، حتى عند استخدام عدد محدود من الكيوبتات. الأثر الإستراتيجي وتنمية الكوادر: تمثل هذه الشراكة محطة محورية في جهود معهد الابتكار التكنولوجي لإعداد الجيل القادم من مطوري خوارزميات الحوسبة الكمّية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وذلك بهدف تمكينهم من الاستفادة بفعالية من التقنيات الكمّية الناشئة وتوظيفها لخدمة متطلبات التنمية والتقدم التكنولوجي. وفي هذا الصدد، أكد الدكتور لياندرو أوليتا، كبير الباحثين في مركز بحوث الكوانتوم في معهد الابتكار التكنولوجي، أن الوصول إلى أنظمة متطورة مثل (Helios) يضع الإمارات في طليعة الابتكار والبحث العلمي عالميًا. ومن ثم؛ تؤكد أبوظبي من خلال هذه الشراكة مجددًا مكانتها كمركز عالمي رائد للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة، إذ تسهم في دعم وتطوير تطبيقات الحوسبة الكمّية في قطاعات إستراتيجية متعددة.


صحيفة الخليج
منذ 21 ساعات
- صحيفة الخليج
براءة اختراع مصرية في مجال البروتينات العلاجية المهندسة وراثياً
القاهرة: «الخليج» حصل علماء مصريون في معهد تيودور بلهارس للأبحاث على براءة اختراع في مجال إنتاج بروتينات علاجية مهندسة وراثياً باستخدام التكنولوجيا الحيوية وذلك في إنجاز علمي جديد. وأعلن المعهد أن الجهاز المصري للملكية الفكرية، صادق على براءة الاختراع. وقال المعهد: إن خلف الاختراع جهود د.إيهاب الضبع، الباحث الرئيسي في المشروع ووكيل شعبة الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية والكيمياء العلاجية، والمشرف على مركز التميز للبروتينات العلاجية المهندسة وراثياً ود.محمد علي صابر، أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية بالمعهد. وأوضح المعهد أن الاختراع يرتكز على إنتاج بروتينات علاجية مهندسة وراثياً من خلال استخدام التكنولوجيا الحيوية، مشيراً إلى أن الاختراع موَّلته هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار. واعتبر معهد تيودور بلهارس أن هذا الإنجاز يُعد تأكيداً على تميز الكفاءات العلمية والبحثية ودعم توجه الدولة المصرية نحو تسخير التكنولوجيا الحيوية في خدمة القطاع الطبي والعلاجي. ولفت د.أحمد عبد العزيز، القائم بأعمال مدير المعهد، إلى أن الإنجاز يجسد ما يبذله المعهد من جهود حثيثة لدعم البحث العلمي التطبيقي ويعكس مكانته الرائدة كمؤسسة وطنية تسهم بفعالية في إيجاد حلول علمية للتحديات الصحية. وأضاف أن المعهد يضع على رأس أولوياته تهيئة بيئة بحثية محفزة تشجع على التميز والإبداع وتعزز من دور الباحثين في تقديم حلول طبية مبتكرة تواكب التقدم العالمي وأكَّد أن هذا الإنجاز يمثل خطوة جديدة نحو ترسيخ مكانة المعهد على خارطة التميز البحثي. وأكد د.أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن دعم منظومة الابتكار والبحث العلمي التطبيقي يأتي في صدارة أولويات الوزارة، انطلاقاً من حرصها على تحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد قائم على المعرفة. وأشار إلى أن الجامعات والمراكز البحثية المصرية تزخر بكفاءات علمية قادرة على تحقيق إنجازات نوعية تسهم في التصدي للتحديات الوطنية وتعزيز تنافسية البحث العلمي المصري إقليمياً ودولياً.