logo
حكام ثلاث ولايات جمهورية يرسلون قوات لدعم خطة ترمب بواشنطن

حكام ثلاث ولايات جمهورية يرسلون قوات لدعم خطة ترمب بواشنطن

الوئاممنذ 15 ساعات
أعلن حكام ولايات ويست فرجينيا وساوث كارولينا وأوهايو الجمهوريون إرسال مئات من أفراد الحرس الوطني إلى العاصمة واشنطن، استجابة لطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي أمر بزيادة قوات الأمن لمواجهة ما وصفه بارتفاع معدلات الجريمة والاضطرابات العامة.
وقال حاكم ويست فرجينيا باتريك موريسي إن ولايته ستوفد ما بين 300 و400 جندي للمساعدة في استعادة 'النظافة والسلامة'، فيما أكد حاكم ساوث كارولينا هنري ماكماستر عبر منصة 'إكس' موافقته على إرسال 200 فرد 'لدعم الرئيس ترمب في مهمته لاستعادة القانون والنظام'.
اقرأ أيضًا: العراق يكشف عن رفات ضحايا داعش في أكبر مقبرة جماعية جنوب نينوى
من جانبه أعلن حاكم أوهايو مايك ديواين عن السماح بنشر 150 جنديًا 'للقيام بدوريات أمنية وتوفير دعم إضافي'.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن وصول 800 عنصر من الحرس الوطني سابقًا، ليصل العدد مع التعزيزات الجديدة إلى أكثر من ألف جندي.
وأفادت صحيفة 'وول ستريت جورنال' أن الوحدات المنتشرة قد تحمل أسلحة على عكس الدوريات السابقة غير المسلحة، فيما أكد الجيش أن عناصر الحرس الوطني مجهزون بدروع واقية ومعدات حماية شخصية، بينما تُخزن الأسلحة لحين الحاجة.
ويثير القرار جدلًا واسعًا، إذ يرى منتقدو ترمب أن نشر القوات يهدف بالأساس إلى إظهار القوة وسط ضغوط سياسية داخلية، خاصة بعدما أصدر مرسومًا مثيرًا للجدل وضع شرطة واشنطن تحت القيادة الاتحادية خلال حالة الطوارئ استنادًا إلى قانون الحكم الذاتي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب وبوتين: التاريخ والاستراتيجية والمصالح
ترمب وبوتين: التاريخ والاستراتيجية والمصالح

الشرق الأوسط

timeمنذ 20 دقائق

  • الشرق الأوسط

ترمب وبوتين: التاريخ والاستراتيجية والمصالح

ثمةَ قناعة أنَّ ترمب يكنُّ الودَّ لبوتين ويجدُ له دائماً الأعذار، بدليل تكذيبه مخابراتِ بلده بأنَّ روسيا تدخَّلت في الانتخابات الرئاسية، وتصديقه بوتين، وتراجعه عن عقوبات كانَ سيفرضها بعد خمسين يوماً وتخفيضها لعشرة أيام، ثم مكافأة بوتين بقمة في ألاسكا، علاوة على كلمات الإطراء، والتعظيم، والأهم تهزّؤُه بزيلينسكي الشهير في البيت الأبيض. ويجهد ترمب لتخليد اسمه في التاريخ بتكراره دائماً استحقاقه جائزة نوبل للسلام، لكونه أوقفَ ست حروب في أفريقيا وآسيا، ولم يبقَ إلا أوكرانيا. ويرى المتتبع لسلوك ترمب قناعتَه المطلقة أنَّه صانعُ الصفقات، ولا مشكلة إلا وحلُّها عنده، وبالتالي يُسخِّر إمكانات أعظم دولة في العالم لحل النزاع الأوكراني دونما اعتبار لمصالح حلفائه وأمنهم، ولا يجرؤ أحد في إدارته على الاعتراض مخافة الطرد. بالمقابل يرفع بوتين، المهووس بالتاريخ وبعظمة روسيا وبرصيد كبيرٍ من العمل المخابراتي وخبرة واسعة في العلاقات الدولية، شعار المظلومية؛ لقناعته الجازمة أنَّ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 كان «أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين»؛ ولإصلاح الخلل بدأ بالشيشان فاحتلّه، وانتقل لجورجيا وضمَّ أجزاء منها، ثم وصل للعاصمة كييف قبل أن يبدأ التراجع تحت نيران المقاومة الأوكرانية وأسلحة حلف الناتو. بوتين، مهما تكن الصعاب، ماضٍ في التحدي، ومثالُه المحتذى بطرس الأكبر باني إمبراطورية روسيا، وستالين مؤسس الاتحاد السوفياتي، ولا يرى نفسَه أقلَّ منهما رتبةً ولا عزماً. هذه الخلفية السابق ذكرها تُحدد أُطر تفكير ترمب وبوتين، ونظرتيهما للتاريخ، واستراتيجيتيهما: بوتين نذَرَ نفسه لتوسيع حدود روسيا، ولن يتوقف في حربه الأوكرانية إلا بمعاهدةٍ تُعيدها قسراً لحضن روسيا الأم؛ فخلال سِنِي حُكمه الطويلة بنى قوة عسكرية، وجدَّد أسلحة الدمار الشامل، ونفّذ استراتيجية «الجوار القريب» الهادفة إلى حماية قلب روسيا بدول تابعة تدور في فلكها. كما وضع روسيا مجدداً على خريطة العلاقات الدولية، فتدخّل في نزاعات أفريقيا والشرق الأوسط، ورمّم صداقاته مع دول أميركا الجنوبية المناوئة لأميركا. ولكونه يملك أسلحة نووية، ومُخاطِراً في قراراته، لم يجرؤ جورج بوش على نقل أسلحة لحكومة جورجيا، مخافة أن يُسقطها بوتين وتنشب حرب عالمية، وطلب الرئيس أوباما من الرئيس ميدفيديف آنذاك أن ينقل لبوتين أنه سيكون أكثر ليونةً معه عند انتخابه ثانية. والآن، يعيش بوتين عصره الذهبي مع ترمب القوي داخلياً، والكاره للرئيس زيلينسكي؛ لرفض الأخير مساعدته في توفير أدلة تُدين نجل منافسه الرئيس بايدن. وقد قال لزيلينسكي موبّخاً: «ليس لديك أوراق»، وعليك أن تعقد صفقة مع بوتين قبل أن تخسر دعمنا. ترمب يريد صفقة، ولو غير عادلة، لإغلاق ملف أوكرانيا، ونَيل جائزة نوبل، وسحب روسيا استراتيجياً من فلك الصين المهدِّدة لهيمنة أميركا؛ ويدرك أن اليمين الأميركي المتشدد يتماهى مع روسيا دينياً وحضارياً، ويعرف رغبة رجال الأعمال الأميركان بالاستثمار في روسيا الغنية بالموارد الطبيعية، وبالذات المعادن النادرة التي تحتاج إليها الصناعات الأميركية. فترمب عندما يفكر لا يرى إلا المصالح الآنيّة، ولا يعطي بتحالفاته أهمية للتاريخ، ويرى العالم بمنظار علاقات ثنائية لا مكانَ فيها للقيم الديمقراطية ونشرها، وشعاره: ماذا أكسب، وماذا أخسر. هذه النزعة يركز عليها بوتين ويُسخِّرها استراتيجياً لدقّ إسفين بين أوروبا وأميركا؛ لذلك ركز، في كلمته في أعقاب القمة في ألاسكا، على العلاقات التاريخية مع أميركا، والفرص الاستثمارية، واحترامه لترمب، وخوفه أن تُخرِّب أوروبا ما اتفقا عليه في القمة. ويدرك بوتين قوة رباط أميركا بأوروبا، لكنه لا ييأس، وبأقل الحالات يكسب الوقت، رغم معرفته كراهية ترمب للمماطلة؛ لهذا كالَ المديح لترمب وقدراته التفاوضية وصبره. حفَرَ بوتين، خلال سنوات حكمه، اسمه في تاريخ روسيا، بينما لا يزال ترمب يحلم بجائرة نوبل للسلام. الفارق بينهما أن ترمب يفكر بنفسه ويقدمها على سُمعة أميركا ومصالح حلفائها، بينما يهتم بوتين بدوره في تسطير تاريخ بلاده؛ ترمب تهمُّه الجائزة، وبوتين ارتقاء روسيا. ما يخشاه بوتين تقلّب ترمب، ومزاجيته، وإدراكه حنكة أوروبا وقدراتها. ويدرك ترمب أن أوروبا عَقبة أمام الجائزة، ويدرك بوتين أنها عقبة أمام كسْبه ترمب؛ لأن أوروبا ترى الانتصار الروسي بأوكرانيا خطراً كبيراً على أمنها، وعلى سُمعتها كاتحاد أوروبي؛ وما دامت قادرة على الرفض بدبلوماسية لبقة، وعلى بناء قدراتها العسكرية، سيبقى بوتين دبلوماسياً مرناً مع ترمب، ومنصتاً له، ليبقى التناوش مع أوروبا، ويتمكن من احتلال أراض أوسع في أوكرانيا. أظهرت قمة ألاسكا أن ترمب يحب بوتين، ويريد حلاً سريعاً لأزمة وكرانيا التي أخذت حيزاً كبيراً من اهتماماته، وعليها تتوقف سُمعته كصانعٍ للسلام، وأظهرت أنه لا تسوية دون أوروبا، وأن النقاش كله حول المصالح والمغانم؛ وأثبتت لمن يتعظ أن القوة والتحالفات ضمانة وليس القانون الدولي.

ألاسكا: مخاوف الإقليم على حالها
ألاسكا: مخاوف الإقليم على حالها

الشرق الأوسط

timeمنذ 20 دقائق

  • الشرق الأوسط

ألاسكا: مخاوف الإقليم على حالها

انتهت القمة الأميركية الروسية في ألاسكا، التي عُقدت يوم الجمعة الفائت دون الإعلان عن أي اتفاق بشأن أي قضية، بالتالي من منظور الشرق الأوسط لم تحمل ألاسكا جديداً يُعول عليه. ظاهرياً بوتين فاز بالصورة على السجادة الحمراء والمصافحة الودية مع دونالد ترمب، واخترق العزل الغربي، وواقعياً جاء اقتطاع المؤتمر الصحافي دون أسئلة ليضيف غموضاً على الآمال والمخاوف، بانتظار ما سيلي هذه القمة، وهذا هو الأهم. صحيح أن القمة هدفها الحرب الدائرة في أوكرانيا، الأمر الذي من شأنه تغييب بقية المشكلات والنزاعات. تقييم ترمب للقمة بقي مبهماً بلهجة إيجابية. كما التصريح المبهم ستبقى النتائج غامضةً بالنسبة لبقية النزاعات كون ترمب قد تكون له استراتيجية قابلة للنقاش، إنما العقبة منهجيته المتقلبة وغير المنسقة التي تفتقر إلى نهج منظم لصنع السلام. قبل القمة بيومين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول خلال مقابلة تلفزيونية: «إنني في مهمة تاريخية وروحانية ومرتبط عاطفياً برؤية إسرائيل الكبرى»، وذلك بعد تصميمه على احتلال غزة، ويصر على رفض كل المبادرات لتسوية تعطي السلطة الفلسطينية أي دور في القطاع. وهو ما يدفعه لعرقلة أي مبادرة تتضمن قوات عربية في غزة، لأن العرب يشترطون مشاركة السلطة في أي مشروع لإدارة غزة. لأن أي دور للسلطة الفلسطينية يعني الطريق لحل الدولتين المرفوض حتى التفكير فيه لدى المجموعة الحاكمة في إسرائيل. اللامفكر فيه هذا يؤدي إلى بذل كل الجهود ليس لمنع هذا الحل فحسب، بل لطرد سكان غزة، وهو ما يحصل أمام عيون العالم عبر القصف والمجاعة بهدف الاستيلاء عليها، وضم الضفة الغربية بعد تيئيس سكانها وترويضهم. المحصلة دولة فصل عنصري تتحول تدريجياً إلى سجن للفلسطينيين في الضفة وتهجير سكان غزة. أصدق تعبير عما سبق إعلان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش العزم على إنشاء 3000 وحدة سكنية في الضفة الغربية من شأنها تقطيع أوصالها، وبحسبه أنها تدفن مشروع الدولة الفلسطينية نهائياً. في السياق لا ينبغي تجاهل محاولات جدية أميركية وإسرائيلية لإقناع عدد من الدول القبول بانتقال فلسطينيين من غزة إلى بلادهم. إزاء هذه الخطط والممارسات من يصدق ما صدر عن مسؤولين إسرائيليين من مجموعة مبادئ حول دور عربي في حكم القطاع بعد انتهاء الوجود الإسرائيلي؟ هذا السيناريو الإلغائي، إذا قُدر له أن يتحقق، فإنه يطرح إشكالية مستقبل إسرائيل من دون حل الدولتين، ولها أعداء في كل مكان من الأقربين إلى الأبعدين، وما هو مستقبل علاقاتها مع الدول العربية التي سعت لتمتين علاقاتها معها وتوسيعها مع غيرها؟ وكما أن إسرائيل مصرة على أن حظوظ الدولة الفلسطينية هي صفر، كذلك مصرة على صفر تخصيب لليورانيوم في إيران، ومعها الولايات المتحدة، ما يشي قبل بدء المفاوضات المقبلة والمنتظرة بنتائجها السلبية، بخاصة إذا استمر عناد الطرفين وتمسكهما بمواقفهم. إيران لن تتراجع عن الحق بالتخصيب وتعدّه أمراً سيادياً التنازل عنه يعني إخلالاً بسيادتها ما يعرض النظام للمزيد من الضغوط الداخلية، مضافةً إلى ما يعانيه بعد حربه مع إسرائيل والولايات المتحدة ونتائجها وهزائم الحلفاء في المشرق. نتيجة ذلك في أحسن الأحوال استمرار الحرب المتقطعة بين تل أبيب وطهران، وعقوبات جديدة قاسية ستفرضها واشنطن، وبالمقابل إيران سوف ترد عبر محاولات حثيثة بكل الوسائل المتاحة لإعادة ترميم نفوذها في المشرق، بخاصة لبنان، وبصعوبة في سوريا، بافتعال كل ما من شأنه إضعاف السلطة الجديدة. أسوأ الأحوال هي اندلاع حرب جديدة بين إيران وإسرائيل على الرغم من معارضة واشنطن. إلا إذا تغيرت الحكومة الإسرائيلية ما يفتح الباب على مرحلة جديدة في المنطقة تبقى غير مرجحة في المستقبل القريب. لا بد للبنان أن يتأثر بشكل أو بآخر بنتائج المفاوضات الأميركية الإيرانية، والمرجح أن يستمر بالسير على حبل مشدود بين قرارات حكومية صعبة التنفيذ، ومواقف متشددة من فريق مسلح يمسك بطائفة، مصراً على البقاء خارج الدولة بإيران التي أرسلت رئيس مجلس الأمن القومي ومستشار المرشد لمده بالأكسجين. وتظهّرت نتائج الزيارة في الخطاب العنيف والمتشدد لأمين عام الحزب في اليوم التالي. متغير قد يحرك الجمود في لبنان هو توصّل طهران وواشنطن إلى تفاهمات من ضمنها صيغة ما لقضية سلاح «حزب الله» بما لا يهدد أمن إسرائيل. المهم والملح بالنسبة للأميركيين مقابل دور سياسي وضمانات للحزب ومن دون التعرض لعلاقته العضوية مع إيران ولحفظ ماء الوجه في آن معاً. هذه الصيغة ليست بعيدةً كلياً عما يدور لدى البعض في إدارة ترمب، ولا يزعج الإسرائيليين إذا ضمن أمنهم. هذه الصيغة ليست حلاً لعلاقة لبنان بـ«حزب الله» الذي إذا تمكن من أدوار سياسية وضمانات بصفته يختصر الطائفة الشيعية، نكون بمواجهة حالة أشد خطراً على هوية لبنان السياسية والاجتماعية والثقافية من الحال الراهنة رغم السلاح وتفلته. لأن اختصار الشيعة بالحزب هو مقتل للشيعة وللبنان كما عرفناه، ودوماً يتبين أن ما يلائم الخارج ليس بالضرورة فيه مصلحة لبنان ومستقبله ودوره في المنطقة.

ألاسكا... قمة صانع الصفقات ورجل المخابرات
ألاسكا... قمة صانع الصفقات ورجل المخابرات

الشرق الأوسط

timeمنذ 20 دقائق

  • الشرق الأوسط

ألاسكا... قمة صانع الصفقات ورجل المخابرات

لكلٍّ سمةٌ مميزةٌ، ومع ذلك فهناك تقاطعاتٌ ومشتركاتٌ كثيرة. الرئيس ترمب يفضل لقبَ صانع الصفقات. لا يهم كيف تكون الصفقة ومن الطرف الآخر، المهم أن تكون في صالح مجد بلاده، ورصيداً شخصياً يدعم رغبة دفينة لنيل لقب صانع السلام. الرئيس بوتين؛ الأصل رجل مخابرات، والامتداد رئيس روسيا؛ انتشلها من أصعب الأوقات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وصعد بها قليلاً وأعاد تموضعها العالمي، وأكسبها قدراً من الاحترام لدى كثير من الدول، وقدراً من العداء لدى الغرب المتوجس من روسيا دائماً. ولكنه يعاني وبلاده كثيراً من عواقب العملية العسكرية في أوكرانيا، التي لا يعرف أحد كيف ومتى تنتهي. قمة ألاسكا وصفت خطوةً من أجل البحث عن حل لتلك المعضلة في صيغة صفقة بين رجلين أحدهما يرغب في أن يحقق حلمه الأكبر؛ جائزة نوبل للسلام. والثاني يبحث عن مخرج من حرب مفتوحة وعقوبات قاسية وعزلة دولية، ولكن دون أن يتخلى عن المكاسب الإقليمية التي حققها في الأراضى الأوكرانية، فضلاً عن ضمانات أخرى مكتوبة وموثقة بوقف تمدد «الناتو» صوب حدود بلده، والمهم أيضاً تخفيف العقوبات الاقتصادية ولو تدريجياً، ووصولاً إلى رفعها كلياً. الرمزيات في قمة ألاسكا كانت كثيرة، وعبرت عن الأسلوب الذي أراد كل طرف أن يوثقه رسالةً عملية. ترمب من جانبه عبر عن قوة أميركا العسكرية؛ طائرات الشبح تحوم لحظة استقبال الضيف، وخلفية اللقطة الرئيسية الأولى عدد كبير من الطائرات المقاتلة حديثة الصنع. ألاسكا نفسها رمزية تاريخية عن قطعة من الأرض تم التنازل عنها بمقابل مادي، فلمَ لا تتنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها مقابل ضمانات أمنية مثلاً!؟ بوتين من جانبه قال: «صباح الخير يا جاري»، الجيرة هنا رسالة بأن يتواصل الطرفان إلى حل ما بينهما من مشكلات، لا أن يتعاركا أو يعاقب طرف الطرف الآخر. قيام بوتين بزيارة ضريح الطيارين السوفيات الذين شاركوا في عملية أميركية - سوفياتية قبل ثمانية عقود لمواجهة عدو مشترك (ألمانيا النازية)، لا يخلو من معنى كبير ركز عليه بوتين في كلمته الأخيرة أمام الصحافيين، فثمة إرث مشترك بين البلدين مُعبد بالدماء المشتركة، فلمَ لا نعيد البناء عليه، وننظر للمستقبل برؤية غير تلك السائدة الآن؟ أمام الصحافيين، الذين استفاضوا قبل القمة في وضع تصورات، عن المدة الزمنية الممتدة للمباحثات، وعن قدرة ترمب في انتزاع موافقة بوتين على إعلان وقف إطلاق النار، كما دعا إلى ذلك قادة أوروبا حلفاء الرئيس زيلينسكي، وهؤلاء الذين أفاضوا في المغريات الاقتصادية التي قد يقدمها ترمب لبوتين، لم يجدوا أياً من تلك الأمنيات في كلمة بوتين، أو تعليق ترمب الأخير. المؤكد هنا أن خيبة الأمل كانت كبيرة، ما دفع كثيرين إلى تصوير الأمر على أنه فشل لترمب وانتصار معنوي لبوتين. وكلا الأمرين بعيد تماماً عما حملته كلمات الرئيسين من أمور تم التباحث حولها. صحيح لم تصل إلى اتفاق كامل، ولكن الطرفين لمّحا إلى نقاط اتُفق عليها، وبقيت أخرى تحتاج إلى قرارات من قبل أصحابها؛ زيلينسكي والأوروبيين. وهو ما أكده لاحقاً ترمب في حواره التلفزيوني مع قناة «فوكس». الاستنتاج هنا بسيط ولكنه جوهري. فثمة أمور اتفق عليها ترمب وبوتين، بعضها يتعلق بأوكرانيا، و«الناتو»، والضمانات التي ستقدم لأوكرانيا بعد قبول مطالب روسيا المتعلقة بأمنها القومي غير القابلة للتصرف، ولو في خطوط عريضة. والأكثر يتعلق بالعلاقات الثنائية، والتي بدورها سوف تشهد لقاءات بين مسؤولين من الجانبين، تمهد لتطبيع العلاقات، وبحث آفاق الاستثمارات المتبادلة، ورفع العقوبات تدريجياً، وكذلك معاهدة «نيو ستارت» الخاصة بالقدرات النووية للبلدين التي تعد أحد أعمدة الأمن العالمي. كلمة الرئيس بوتين تؤكد هذا الاستنتاج، والذي تدعمه الدعوة العابرة حول إمكانية عقد لقاء ثانٍ قريب بين الرئيسيْن في موسكو، والتي استقبلها ترمب باحتمال الحدوث رغم ما قد يتعرض له من انتقادات. ستشهد الأيام المقبلة كيف سيتحرك الأوروبيون ورئيس أوكرانيا في ضوء المعلومات التي قدمها لهم الرئيس ترمب، والذي نصح أيضاً زيلينسكي بأن يعقد صفقة عن طيب خاطر توفر على بلاده كثيراً من المعاناة؛ اقتصادياً وإنسانياً وأمنياً، مع إشارة واضحة في لقاء قناة «فوكس»، إلى إعداد لقاء ثلاثي يجمع بوتين وزيلينسكي وترمب، فضلاً عن دعوة قادة أوروبا و«الناتو»، لبحث ملامح الصفقة المحتملة لوقف الحرب بأسس مستدامة. إشارات الرئيس بوتين بشأن الأصول المشتركة للشعبين الروسي والأوكراني، تفسر جزئياً اقتناع الرئيس ترمب بأن نظيره الروسي قادر على التوصل إلى اتفاق شامل، وليس مجرد وقف إطلاق النار، يوفر الأمن لبلاده ولكل القارة الأوروبية. وعلى الرغم من تضارب التقييمات، فقمة ألاسكا تُعد بداية نحو نمط أقل عدوانية، يسعى لتفكيك أعقد المشكلات بين قوتين، وإن اختلفتا في القدرات الاقتصادية والنفوذ السياسي العالمي، فإن كونهما الأكبر من حيث امتلاك الرؤوس النووية والقدرات الصاروخية المدمرة، يجعل لتلك البداية قيمة تاريخية كبرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store