انقسام إسرائيلي حول الخطوة التالية: حرب غزّة أمام أفق مسدود
ووفق المصدر نفسه، فإن إحدى هذه الخطط تقضي بـ«توسيع نطاق العمليات العسكرية لتشمل احتلال مناطق إضافية في قطاع غزة، كالنصيرات، ودير البلح، والبريج، وتشديد الحصار على مخيمات وسط القطاع، وعلى مدينة غزة ومنطقة المواصي». إلا أن هذا التوسيع، وفق المستوى الأمني الإسرائيلي، لا يخلو من مخاطر، أبرزها «فقدان الشرعية الدولية»، وتعريض حياة الأسرى للخطر، وسط غياب أي بدائل سياسية واضحة. كما أشار مصدر أمني آخر، في حديث إلى القناة نفسها، إلى أن «الجيش سيعرض خطة للسيطرة على نحو 90 إلى 100% من مساحة غزة»، معتبراً أن «الوقت قد حان لحسم الأهداف الميدانية بعد فشل العملية السابقة».
في المقابل، كشفت «هيئة البث الرسمية» أن مسؤولاً إسرائيلياً وصف الوضع في غزة، بأنه «الأسوأ حتى الآن»، لافتاً إلى «جمود المفاوضات، وركود الجيش في الميدان، واستمرار مقتل الجنود من دون تحقيق مكاسب»، فيما لا تزال حركة «حماس» تتصرّف بـ«ثقة ولا تشعر بأي ضغط فعلي». وجاءت هذه التقديرات في وقت كشفت فيه تقارير عبرية استمرار الاتصالات اليومية بين الجهات الأمنية الإسرائيلية والوسطاء في قطر ومصر، على الرغم من توقّف المحادثات الرسمية.
وفي حين جدّد مصدر أمني إسرائيلي التأكيد أن «الخيار الوحيد لإنقاذ صفقة تبادل الأسرى هو الضغط الأميركي المتزايد على قطر لتكثيف الضغط على حماس»، أفيد عن أن وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، سيزور واشنطن هذا الأسبوع للقاء المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، ومناقشة الوضع في غزة والملف الإيراني معه.
على خطّ مواز، أكّدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة جاءت «بهدف التخفيف من التدهور الحادّ في صورة إسرائيل عالمياً، بعد أن تفوّقت رواية حماس الإعلامية، حتى لدى حلفاء إسرائيل الغربيين». وذكرت الصحيفة أن «الفكرة المثيرة للجدل» المتعلّقة بإقامة «مدينة إنسانية» في رفح للفلسطينيين قد «تراجعت»، لغياب القرار السياسي، وعدم وجود خطة بديلة، فضلاً عن تعليق المسار التفاوضي الذي كان مقرّراً أن يترافق مع انسحابات إسرائيلية جزئية من جنوب القطاع.
وانطلاقاً من ذلك، يرتفع منسوب التوتر داخل الائتلاف الحكومي بين نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب «الصهيونية الدينية»، الذي هدّد بسحب وزراء حزبه من الحكومة ما لم يحصل على «ضمانات واضحة بالقضاء على حماس». ووفق صحيفة «جيروزاليم بوست»، فإن العلاقة بين الطرفين باتت «معقّدة للغاية». وفي محاولة لتثبيت الائتلاف، كشفت صحيفة «هآرتس» عن نية نتنياهو «عرض خطة لضم مناطق في القطاع، لإبقاء سموتريتش ضمن الحكومة».
أما المعارضة، فقد أطلق زعيمها يائير لابيد تحذيراً قال إنه مبنيّ على «معلومات استخباراتية وعملياتية»، مؤكّداً أن الحكومة «فشلت في الحرب»، وأن الاستراتيجية الراهنة لتحرير الأسرى «أثبتت عجزها». ودعا لابيد إلى «إنهاء الحرب، وإتمام صفقة شاملة، مع سحب الجيش إلى حدود القطاع، وترك إدارة غزة لتحالف عربي معتدل بقيادة مصر»، معتبراً أن «مواصلة الحرب بلا هدف واضح تهدد أرواح الجنود ولا تخدم استعادة الأسرى».
وعلى المقلب الأميركي، يستمرّ الرئيس دونالد ترامب في إطلاق التصريحات والمواقف المتناقضة، حيث دعا أمس إلى «وقف فوري لإطلاق النار في غزة»، كاشفاً عن تواصله مع نتنياهو والعمل على «خطط متعددة للإفراج عن الرهائن». وأكّد ترامب أن «نسق القتال يجب أن يتغيّر» من دون أن يوضح ماهية «التغيير» المطلوب، وأن «إسرائيل مسؤولة عن تحسين الوضع الإنساني»، محذّراً من أن «مواصلة العمليات قد تودي بحياة الرهائن، الذين تعرف واشنطن أماكن وجود بعضهم، لكنها ترفض الاقتراب من تلك المواقع خشية قتلهم».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 38 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
إسرائيل ترسل تعديلاتها على رد حماس.. وحديث عن "ضغط أميركي"
قال مسؤول إسرائيلي رفيع، الأربعاء، إن بلاده سلمت وثيقة تتضمن تعديلات على رد حماس، الذي قُدم خلال وجود الوفد الإسرائيلي في قطر، وذلك عبر الوسطاء المشاركين في جهود الوساطة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الضغوط من قبل عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تصاعدت، حيث دعوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إعلان استعداده العلني لتوقيع اتفاق شامل يعيد جميع المحتجزين وينهي الحرب، وذلك ردا على مقطع فيديو مسجل أرسله نتنياهو للعائلات، نُقل إليهم من قبل منسق شؤون الأسرى والمفقودين، غال هيرش. وفي الفيديو، قال نتنياهو: "منذ عودة الوفد من قطر، لم نتوقف عن المحاولة". وأضاف أن العائق أمام التوصل إلى اتفاق هو تعنت حماس، مشددا على التزامه بإعادة المحتجزين "بطريقة أو بأخرى". غير أن العائلات ردت ببيان قالت فيه: "سئمنا من الاجتماعات والاستراتيجيات الفاشلة. نطالبك علنا بإعلان استعدادك للتفاوض على اتفاق شامل، يُنهي الكابوس ويعيد جميع الأسرى والأسيرة. لقد انتهى زمن الصفقات الجزئية والتمييز الوحشي". وتشهد المفاوضات حالة جمود حاليا، وسط تحذيرات من الوسطاء بأن الفشل في تجديد الحوار قد يؤدي إلى تدهور خطير في الوضع داخل قطاع غزة. ورغم ذلك، حاول الوسطاء الحفاظ على مناخ إيجابي، مشيرين إلى تحقيق "بعض التقدم" في محادثات الدوحة. وأشار مطلعون على محادثات الدوحة إلى أن الأجواء إيجابية، لكن لا تزال هناك فجوات كبيرة تحتاج إلى تقليص، وأن رد حماس على التعديلات سيحدد مسار المرحلة المقبلة. "ضغط أميركي" كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، الأربعاء، أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيسافر في وقت لاحق اليوم إلى إسرائيل لبحث الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين مطلعين على الموضوع قولهما إن ويتكوف قد يسافر أيضا إلى قطاع غزة ويزور مراكز المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية. هذا وقالت القناة الإسرائيلية 12، الأربعاء نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير، إن السبب الحقيقي وراء ويتكوف إلى إسرائيل هو "ممارسة الضغط لإبرام صفقة". ومن المتوقع أن يلتقي ويتكوف الخميس مع نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار آخرين لمناقشة الوضع الإنساني في غزة والحلول الممكنة. قبل ذلك، سيعقد رئيس الوزراء اجتماعا أمنيا محدودا مساء الأربعاء، لمناقشة محادثات إعادة المختطفين والحملة في غزة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
الشرع ونتنياهو يلتقيان في لبنان؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب غريب أن تتفوق الشاشات والصحف المحلية على الشاشات والصحف الأميركية و "الاسرائيلية" في عدائها لحزب الله، ولما يدعى "البيئة الحاضنة"، دون أي اعتبار حتى للمفهوم الكلاسيكي ـ لا العاطفي ـ للوطن وللمواطنة. هنا الدعوة للجثو بين يدي بنيامين نتنياهو، وهناك الدعوة للجثو بين يدي أحمد الشرع. هكذا الاختيار بين جهنم وجهنم ... الاثنان، وكما قيل لنا، يلتقيان على الأرض اللبنانية. لكأن العلة الأساسية ليست في الذين تعاقبوا على السلطة، ودون أن تقوم غالبيتهم باقامة الأسوار حول الدولة، من خلال بلورة معايير فلسفية خلاقة للتفاعل بين الطوائف، لا تكريس الفديرالية غير المعلنة ان بالميثاق الوطني، أو بوثيقة الطائف، لنكون أمام دولة طوائفية، مثلما فتحت أبواب الجنوب لياسر عرفات (وما أدراك ما ياسر عرفات) أو لأرييل شارون (وما أدراك ما آرييل شارون). تفتحه لأي نوع آخر من الغزاة. لا دولة للتاريخ، ولا دولة للحياة. لم نكن أمام غياب الدولة فقط، بل أمام غيبوبة الدولة. الدولة ـ المغارة التي أثارت ذهول خبراء صندوق النقد الدولي بكمية الفساد التي تتكدس، حتى في وجوه أركان المنظومة الحاكمة. الفذ الذي نفتقده، مثلما نفتقد أرواحنا، زياد الرحباني سأل "هاي بلد ؟ لا مش بلد .. هاي أورطة عالم مجموعين .. لا مضروبين .. لا مقسومين.. قوم فوت نام وصير حلام"، على وقع العتابا والميجانا أم على وقع أرداف هيفاء وهبي ؟ في ظل الأكاذيب التي نعيشها الآن، هل حقاً أن دونالد ترامب، بالقدم التي في "وول ستريت"، وبالقدم الأخرى التي في لاس فيغاس، معني بقيام دولة لبنانية ذات سيادة (وأي سيادة على امتداد الكرة الأرضية بوجود الاله الأميركي). دولة تقوم على الشفافية، وعلى الحوكمة، وعلى نظافة اليد، وهو الحامي للدول الأكثر توتاليتارية والأكثر فساداً في العالم؟ يريد في لبنان الدولة ما تريده "اسرائيل". الدولة ـ الجثة التي تدور كما غيرها من الدول العربية حول الهيكل. لا بأس أن يصل بنا ترامب الى أبواب جهنم، وقد دفعتنا الى ذلك الطبقة السياسية، ولا نزال هناك. ماذا يمكن أن يتغير ؟ ها أن الرئيس الأميركي يرفع صولجان "يهوه" الذي ـ ونكرر ـ كان يرشق من كهفه السابلة بالحجارة ، كما تقول الميثولوجيا العبرية .. الآن بدل الحجارة القنابل. لبنان ليس وحده الدولة ـ الجثة. سوريا أيضاً، مهما حاول رجب طيب اردوغان المضي في تلك "الصفقة السوداء"، بشق الطريق، الطريق المستحيل، بين دمشق (يا لبهاء دمشق !) وأورشليم. ليس غريباً ولا مستغرباً في هذا المناخ الطوائفي المروع، أن يلتقي الشرع وفصائله، ونتنياهو وجحافله، على هدف واحد: تصفية حزب الله، بالتنسيق العملاني بين من يحملون السواطير ومن يمتطون القاذفات. في كل الأحوال، أيها الرئيس الشرع، لا نستطيع أن ننظر الى السوريين، لا الى الأيغور والأوزبك والشيشان، الا الأشقاء في الدم وفي الروح وفي القلب، كما في التاريخ. كم تظاهرنا، وكم حلمنا أن يكون لبنان وسوريا، بل وكل الدول العربية، دولة واحدة، تعرف كيف تدخل في ثقافة القرن، لا أن نبقى الدمى بين لعبة الأمم ولعبة القبائل. ولكن ليس بذلك النوع من الاسلام الذي يترعرع بين الكهوف وفي الأقبية، وبتلك التكشيرة الايديولوجية المجنونة لكننا ندرك، والكل يدرك ذلك، ما وضع الرئيس السوري، وأي نوع من الأيدي الغليظة تمسك بكتفيه، وتحدد خطواته داخل القصر أو خارجه. ونعلم ما وضع السوريين حين يكونون في قبضة تلك الفصائل التي قطعت رأس أبي العلاء المعري، وكادت تهدم مقام محيي الدين بن عربي . "اسرائيل"، أيها الرئيس الشرع، لن تقبل بسوريا المؤثرة، ان بالدور الجيوسياسي أو بالدور الجيوستراتيجي، وهو الدور التاريخي، وحتى بالدولة الصناعية بعدما توقعت "الفايننشال تايمز" أن تغدو "نمر الغرب الآسيوي"، على شاكلة نمور الشرق الآسيوي. لكن الضربة الأميركية ـ "الاسرائيلية"، وباليد التركية، جاءت على الرأس، دون أن يعني ذلك رفض التغيير، بعدما بلغت الهلهلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ذروتها، بوجود لوردات الفساد،، وبأجهزة الاستخبارات الرثة البعيدة كلياً عن مهمتها في حماية الأمن القومي للبلاد. ما كان يجمعنا بالنظام موقفه من "اسرائيل"، وهو من دفع ثمن ذلك طائرة روسية أقلته من قصر الشعب في دمشق الى المنفى في موسكو. الآن رجل آخر في القصر وبمهمة مختلفة، أن يوقع صك الاستسلام، ليبقى بربطات العنق الزاهية وبالأطباق الفاخرة على رأس السلطة. واذا كان البعض، بمن فيهم ديبلوماسيون أميركيون، يوحون له بوضع اليد على لبنان من خلال التنسيق بين حملة السواطير وحملة القنابل، عليه أن يعلم أن سوريا مثل لبنان، ستكون في القبضة "الاسرائيلية"، بعدما بدا واضحاً كيف أن ترامب أطلق العنان لنتنياهو، ليمضي في جنونه الى تغيير الشرق الأوسط، تبعاً لما أوضحه السفير الأميركي في "اسرائيل" مايكل هاكابي بـ "أبعاد توراتية". هل المشكلة في جنون رئيس الحكومة "الاسرائيلية" فقط؟ أم في في بعض الرؤوس اللبنانية التي تذهب في رهانها على ازالة حزب الله بدفع خارجي معروف، الى الحد الذي يفضي تلقائياً الى زوال لبنان؟ نعلم أن الغيوم السوداء تحيط بنا من كل حدب وصوب. لكن التهويل والتهديد بالمغول الجدد، لن يؤثر في الحزب، الذي يدرك تماماً ما تداعيات أي خطوة الى الوراء ...


ليبانون ديبايت
منذ ساعة واحدة
- ليبانون ديبايت
من الضحية إلى القامع: إسرائيل تستبدل ذاكرة المحرقة بالملاحم التوراتية
في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حربها المفتوحة على قطاع غزة، تشهد سرديتها السياسية والدبلوماسية تحوّلاً جوهريًا، يُعدّ من بين الأعمق منذ تأسيس الدولة عام 1948. فبينما كانت "ذاكرة الهولوكوست" تشكل لسنوات حجر الزاوية في شرعيتها الأخلاقية، تتجه الحكومة الإسرائيلية، تحت قيادة بنيامين نتنياهو، نحو استبدال هذه الذاكرة بملاحم توراتية تبرّر من خلالها سياسات التوسع والحصار والتجويع، بعيدًا عن الالتزامات الأخلاقية والدولية. ففي متحف "ياد فاشيم" في القدس، تُعرض صور ضحايا المحرقة وتُروى مآسي أوشفيتز وتريبلينكا، كجزء من سردية "الضحية المطلقة". لكن في غزة، حيث يموت الأطفال جوعًا، يرى مراقبون أنّ هذه السردية لم تعد تنسجم مع الواقع، بل باتت تُستخدم كقناع سياسي يُخفي ممارسات عنيفة في حق المدنيين. هذا التبدّل في الخطاب لم يأتِ من فراغ. مع تآكل فعالية "بطاقة الضحية" دوليًا، بدأت إسرائيل في تبني خطاب ديني تلمودي يُحيي سردية "أرض الميعاد"، سواء في المحافل الدولية أو عبر رمزية العمليات العسكرية التي تستلهم نصوصًا توراتية. وفيما أطلقت على عملياتها في غزة أسماء من العهد القديم، مثل "عربات جدعون"، بات التبرير الديني بديلاً عن السردية الأخلاقية. ويحذّر محللون إسرائيليون من هذا التحول. فقد وصف ألوف بن في صحيفة "هآرتس" توظيف الهولوكوست في السياسة بـ"الكليشيه الخطير"، لأنه يسمح بتجاهل البعد الأخلاقي. فيما كتب يوآف ليمور في "يديعوت أحرونوت": "عندما نستخدم الجوع كسلاح، لا نفقد الأخلاق فقط، بل نفقد هويتنا كضحية". التحول الإسرائيلي نحو خطاب توراتي لا يقتصر على الداخل، بل يستهدف دعمًا مسيحيًا صهيونيًا في الغرب، ما يخلق تحالفًا دينيًا-سياسيًا يوفّر الحماية من الضغوط الدولية والمساءلة أمام القانون الدولي، خاصة في ما يتعلق بالاستيطان والحصار. لكن هذا النهج، وفقًا لمحللين فلسطينيين ودوليين، قد يؤسس لعزلة أخلاقية متزايدة، ويكشف أزمة هوية في قلب المشروع الصهيوني: من دولة تأسست على رماد المأساة، إلى سلطة تنكر على الآخرين إنسانيتهم. ومع تزايد المقارنات على المنصات الرقمية بين معاناة غزة والفظائع التاريخية، وتقدّم الفلسطينيين في ساحات القانون والرأي العام العالمي، يبدو أن الرواية الأخلاقية الإسرائيلية لم تعد تحظى بالحصانة التي طالما تمتعت بها.