
غزة تباد بالحصار والتجويع.. مشاهد إنسانية صادمة تربك الحسابات السياسية والاقتصادية
حذرت تقارير أممية ودولية، اليوم الأربعاء، من انهيار كلي للنظام العام داخل غزة المحاصرة، معززة تلك التحذيرات بصور دامية حول نقاط توزيع الإغاثة، في مشهد يؤكد أن الأزمة في غزة لم تعد مجرد قضية إنسانية، بل باتت عنواناً لانهيار أخلاقي عالمي يُقوّض الاستقرار الإقليمي والدولي، ويصم الأنظمة العربية والإسلامية الصامتة بعار الخذلان والهوان.
وفيما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وفاة 101 شخص، بينهم 80 طفلاً، بسبب الجوع خلال الأيام الأخيرة، كشفت مفوضية الأمم المتحدة أن أكثر من 1050 فلسطينياً، بينهم 766 شخصاً سقطوا منذ مايو الماضي برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينما كان بالقرب من مراكز إغاثة أمريكية، أثناء محاولاتهم الوصول إلى الطعام.
من جانبها أدانت منظمة العفو الدولية، مواصلة إسرائيل استخدام التجويع كوسيلة حرب وأداة لارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحتل، داعية دول العالم إلى الكف عن صمتها وأن تتحرك بشكل عاجل لضمان امتثال إسرائيل الكامل للقانون الدولي.
وقالت المنظمة- في تدوينة على حسابها الرسمي بمنصة إكس رصدها وترجمها موقع 'يمن إيكو'-: 'إن المعاناة المؤلمة التي يعيشها الفلسطينيون الجائعون في غزة، بمن فيهم زملاؤنا، ساعة بساعة، تتفاقم بسبب نظام 'توزيع المساعدات' الإسرائيلي القاسي والمدمر، العسكري وغير المحايد'، مؤكدة مقتل أكثر من 800 شخص وهم يحاولون الحصول على المساعدات. مشددةً على أن هذا 'يجب أن يتوقف الآن'.
وأضافت منظمة العفو الدولية، أنه يجب أن تنتهي الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة الآن، وعلى إسرائيل رفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات فوراً، وإعادة العمل بنظام الأمم المتحدة لتوزيع المساعدات، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بدون قيود وبشكل آمن وكريم إلى جميع أنحاء غزة فوراً، داعية دول العالم إلى الكف عن صمتها وأن تتحرك بشكل عاجل لضمان امتثال إسرائيل الكامل للقانون الدولي.
ومع مشاهد موت الفلسطينيين في قطاع غزة وهم في طوابير طويلة بوجوه شاحبة وأجساد نحيلة اتسعت رقعة الاحتجاجات الجماهيرية في عدة عواصم ومدن عالمية، تنديداً بالمجازر التي تُرتكب في قطاع غزة، حيث أدانت 28 دولة غربية، بينها فرنسا وبريطانيا، في بيان مشترك، نموذج توزيع المساعدات الإسرائيلي، واعتبرته 'خطراً يغذي الفوضى ويُمعن في إذلال الفلسطينيين بحرمانهم من الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية'.
وفي مشهد موصول بالغضب العالمي، أجبرت احتجاجات شعبية في جزيرة سيروس اليونانية، سفينة سياحية إسرائيلية على متنها 1600 سائح، على تغيير مسارها والاتجاه إلى مرفأ آخر في قبرص، بعدما مُنعت من الرسو في الجزيرة بسبب تظاهرة حاشدة نظّمها نشطاء يونانيون تنديداً بحرب الإبادة الدائرة في غزة.
ووفقاً لما نشرته صحيفة 'الغارديان' البريطانية، ورصده وترجمه موقع 'يمن إيكو'، فإن أكثر من 300 متظاهر في ميناء الجزيرة اليونانية خرجوا رافعين لافتات كُتب عليها 'أوقفوا الإبادة الجماعية'، وأعلاماً فلسطينية، ما دفع بالسلطات المحلية إلى منع الركاب الإسرائيليين من النزول لدواعٍ أمنية، حسب تعبيرها.
وتأتي هذه الحادثة، بالتزامن مع تصاعد الغضب الشعبي الأوروبي من المجازر في غزة، والامعان في قتل الأطفال والنساء بالتجويع والحصار، حيث شهدت لندن وباريس ونيويورك، حشوداً جماهيرية أمام مقار حكومية، للمطالبة بالضغط على إسرائيل بوقف العدوان ورفع الحصار فوراً، كما شهدت برلين وبروكسل فعاليات تضامنية واسعة مع الشعب الفلسطيني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصحوة
منذ ساعة واحدة
- الصحوة
على غرار اسرائيل.. مليشيا الحوثي تمنع دخول الماء إلى مدينة تعز
وقال سائقون ومصادر ميدانية لـ"الصحوة نت" إن المليشيات احتجزت الوايتات في المنفذ الشرقي منذ الصباح، وسمحت لاحقا بالعبور مشترطة على السائقين عدم تكرار الدخول. وكانت الميلشيات سمحت قبل أسبوع بدخول وايتات الماء إلى المدينة التي تشهد أزمة مياه غير مسبوقة، قبل أن تقوم اليوم بمنعها بهدف تعميق الأزمة المائية، ومحاصرة السكان واستخدام الماء كسلاح ضد المواطنين. وتشهد مدينة تعز أزمة حادة في مياه الشرب، عقب انقطاع شبه كلي للمياه عن معظم أحياء المدينة، ما ضاعف معاناة الأهالي في ظل أوضاع معيشية صعبة مستمرة منذ سنوات، وغياب أي حلول من قبل السلطة المحلية. وكانت منظمة هيومن رايتس أكدت أن الحوثيين يستخدمون الماء كسلاح من خلال منع المياه في الحوضين الخاضعين لسيطرتهم من التدفق إلى المدينة، رغم معرفتهم التامة بأن سكان مدينة تعز يعتمدون على المياه من هذين الحوضين. ووثّقت هيومن رايتس ووتش وجود أربعة من أصل خمسة أحواض مياه في تعز تقع تحت سيطرة الحوثيين أو على الخطوط الأمامية للنزاع، ما يجعل الوصول إليها في نهاية المطاف غير ممكن لسكان المدينة. وفي حين تسيطر الجماعة - بحسب المنظمة - على اثنين من الأحواض، أوقفت تدفق المياه إلى المدينة التي تسيطر عليها الحكومة، كجزء من حصارهم على مدينة تعز، مما يعوق دخول شاحنات المياه، التي يعتمد عليها السكان. وأكدت المنظمة أنه ودون رفع الحصار الذي يفرضه الحوثيون على المدنيين في تعز، فإن ادعاءات الحوثيين بإظهار موقفهم الأخلاقي ضد الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة، والذي يعرض المدنيين الفلسطينيين لخطر جسيم ويشكل جريمة حرب، ادعاءات جوفاء. ونبه التقرير إلى أن اليمن واحد من أكثر البلدان التي تعاني من ندرة المياه في العالم، حيث وجدت الأمم المتحدة أن 15.3 مليون يمني، أي أكثر من نصف السكان، لا يحصلون على مياه كافية وآمنة ومقبولة، بما في ذلك لأغراض الشرب والطهي والصرف الصحي.


وكالة الصحافة اليمنية
منذ ساعة واحدة
- وكالة الصحافة اليمنية
توماس بورتس: تحرير فلسطين كاملة أمر لا مفر منه ولا شيء سيوقفه
متابعات/وكالة الصحافة اليمنية// أكد النائب الفرنسي توماس بورتس 'أن تحرير فلسطين كاملة أمر لا مفر منه، موضحا أنه لا شيء سيوقف ذلك، لا إسرائيل ولا غيرها'. وكتب النائب الفرنسي توماس بورتس، في منشور على صفحته بمنصة 'إكس'، اليوم السبت: 'تحرير فلسطين كاملة أمر لا مفر منه، ولن يوقفه شيء، لا إسرائيل ولا غيرها'. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أعلن في وقت سابق، أن باريس ستعترف بدولة فلسطينية مستقلة، مؤكدا الحاجة الملحة لوقف الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين. ويأتي قرار الرئيس الفرنسي في ظل الغضب الدولي إزاء القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة.


يمن مونيتور
منذ 4 ساعات
- يمن مونيتور
غوتيريش: موظفو الأمم المتحدة في غزة يتضورون جوعا
يمن مونيتور/قسم الأخبار قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم السبت، إن موظفين تابعين للمنظمة الدولية يتضورون جوعا في قطاع غزة. وأضاف غوتيريش، في بيان له، عبر حسابه بمنصة 'إكس' أن 'ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية بل أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي'. وشدد الأمين العام على أن ' الأمم المتحدة سترفع الصوت عند كل فرصة لكن الكلمات لا تطعم الأطفال الجائعين'، على حد تعبيره. وأكد أن 'الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد للاستفادة القصوى من وقف إطلاق النار لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل كبير'. في غضون ذلك، قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية 'أوتشا'، يوم الجمعة، إن الظروف الكارثية بالفعل في غزة تتدهور بسرعة مع تفاقم أزمة الجوع المميتة وسط عمليات عسكرية تجلب الموت والدمار. وأفاد في السياق بأن 'عمال الإغاثة يواجهون خطرا مستمرا، والمعابر غير موثوقة، والعناصر الحيوية يتم حظرها بشكل روتيني'. وبين أنه 'إذا فتحت إسرائيل المعابر وسمحت بدخول الوقود والمعدات، وسمحت للموظفين الإنسانيين بالعمل بأمان، فإن الأمم المتحدة ستسرع في تقديم المساعدات الغذائية، والخدمات الصحية، والمياه النظيفة، وإدارة النفايات، وإمدادات التغذية، ومواد المأوى. ولفت المكتب إلى أن القيود المختلفة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على إيصال المساعدات لا تزال تعرقل قدرة العاملين في المجال الإنساني على الاستجابة. وأعلن في بيانه أنه من بين 15 محاولة لتنسيق التحركات الإنسانية داخل غزة يوم الخميس مع استمرار قيود الوصول، تم رفض أربع محاولات بشكل مباشر بينما تم إعاقة ثلاث محاولات أخرى. المصدر: RT مقالات ذات صلة