
نواب إيرانيون يحذرون بزشكيان من «تشجيع التصعيد الأميركي»
ونفى بزشكيان، في حديث للمذيع الأميركي المحافظ تاكر كارلسون، بث الاثنين الماضي، بأن تكون الفتاوى التي صدرت مؤخراً من مراجع إيرانية، بأنها تجيز قتل الرئيس الأميركي.وقال بزشكيان: «الفتوى المنشورة لا تستهدف أي شخص بعينه، بل ترفض الإساءة للدين والشخصيات الدينية من منظور عقائدي. وهي لا تدعو للقتل أو التهديد، ولا تمثل موقفاً رسمياً للحكومة أو القيادة، بل هي رأي علمي لعلماء دين». وقال بزشكيان إن «شعار (الموت لأميركا) يعبر عن رفض السياسات العدوانية، وليس موجهاً للشعب الأميركي. هل سمعتم يوماً عن إيراني قام بعملية اغتيال في أميركا؟».
وأثارت تصريحات بزشكيان انقساماً في الأوساط المحافظة، فيما دافع عنها التيار المؤيد لحكومة بزشكيان.ودخل مكتب المرشد الإيراني على خط الجدل الدائر، الأربعاء، وكتب مسؤول شؤون الإعلام في مكتبه، مهدي فضائلي، على منصة «إكس» مساء الأربعاء، إن «إضعاف السياسات العامة للنظام والمطالبة بحصص جماعية من جهة، والإساءة إلى الرئيس المحترم من جهة أخرى، يهدد أحد أهم عوامل الانتصار وهو التماسك الوطني».
وانتقد النائب المتشدد مرتضى آقا طهراني، تصريحات بزشكيان عن شعار «الموت لأميركا» قائلاً إنه «لا ينبغي لنا أبداً أن نتحدث بلين».وأضاف: «يجب أن نواجه بقوة ومقاومة». ووصف الشعب الأميركي بأنهم «فاسدون» هاجروا من أوروبا إلى أميركا، وقال: «لدينا مشكلة مع الحكومة الأميركية».في الأثناء، هاجمت صحيفة «جوان» التابعة لـ«الحرس الثوري»، النائب المحافظ حميد رسائي بشدة، ووصفته بـ«البلطجي السياسي». وكذلك عضو مجلس بلدية مدينة رشت الذي دعا إسرائيل لاغتيال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وأعلن المدعي العام في محافظة جيلان الشمالية عن تقدم شكوى جنائية ضد عضو مجلس بلدية رشت رضا عاشري بتهمة «تشويش الرأي العام». وقال عاشري إن منشوره كان «مزحة».وقالت الصحيفة: «أولئك المرجفون السياسيون، الذين لم يجدوا فرصة للظهور أثناء أيام الحرب واستشهاد مئات المواطنين، توجهوا فور انتهاء القتال إلى مهاجمة خصومهم السياسيين، طمعاً في مكاسب تافهة من وراء بث الفرقة».وأشارت تحديداً إلى النائب رسائي، وهو رجل دين متشدد محسوب على كتلة «بايداري». وقالت الصحيفة إن «هؤلاء تصرفوا بأسلوب لا يليق إلا بعصابات السياسة. من الذي منح أمثال هؤلاء عديمي الهوية الجرأة على السخرية من رئيس الجمهورية وإهانته في أدق لحظات السنوات الأخيرة؟ وأي مكسب تافه يجنونه من هذه المهاترات؟».
وأضافت الصحيفة: «لقد منحتنا الحرب رأس مال اجتماعياً عظيماً. لكن هذا الرصيد الوطني بات مهدداً اليوم برياح ونزغات غير متناغمة تُفرح العدو. بعضهم سقط من طرف الاستسلام المعتاد، وأخذوا يُملون على الحكومة وصفات الخضوع لأميركا، فيما البعض الآخر من الجهة المقابلة يسهم في شحذ مقص العدو».ومع ذلك، واصلت صحيفة «كيهان» المقربة من مكتب المرشد الإيراني انتقاداتها للرئيس الإيراني، بسبب مواقف حكومته من التفاوض. وقالت الصحيفة في عددها الصادر الخميس: «أليست كل هذه الخيانات والجرائم كافية ليوقن البعض أن الولايات المتحدة ليست شريكاً موثوقاً، وأن كل تفاوض أو اتفاق معها مصيره الفشل كما حدث في السابق؟! أيُلدغ المؤمن من الجحر نفسه مراراً، ويُخدع مرة تلو الأخرى، وتُرتكب في حقه الخيانة بلا توقف؟!».
وأضافت: «هل من المنطقي التفاوض مع عدو هو مصدر كل العداوات والاعتداءات، ويجاهر بسعيه لإخضاع البلاد؟! أليس من السذاجة الجلوس مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات مع من يهدد وجود الوطن نفسه في مواجهة عدو غادر، ناقض للعهود، متعطش للدماء، أين تكمُن الكرامة الوطنية والغيرة على السيادة في هذه المعادلة المختلة؟». وقال النائب الإيراني كامران غضنفري: «متى ما وقعت يدنا على ترمب، سنقضي عليه»، مضيفاً أن «حكم قتل دونالد ترمب صدر استناداً إلى فتوى من المراجع الدينية».
وأضاف غضنفري، في تصريحات صحافية، أن «المرشد (علي خامنئي) أكد مرتين على الأقل ضرورة معاقبة ترمب»، مضيفاً أن «ترمب أصدر شخصياً أمر اغتيال قاسم سليماني، وبالتالي يجب أن يُحاسب مع كل من شارك في تنفيذ العملية».وهاجم غضنفري زميله السابق في البرلمان، والرئيس الحالي مسعود بزشكيان، واصفاً إياه بأنه «ساذج وسريع التصديق»، مشيراً إلى أن «مستشاريه يزودونه بمعلومات مغلوطة تقوده إلى مواقف خاطئة، كما حصل في قضية الفتوى المتعلقة بمحاربة ترمب».
وأضاف: «لو كلف بزشكيان نفسه بالبحث لبضع دقائق في تصريحات قائد الثورة، لاكتشف أن (سماحته) أكد مرتين على ضرورة معاقبة ترمب، ولم يكن ليدلي بتصريحات مناقضة خلال لقائه مع الإعلام الأميركي»، حسبما أورد موقع «إيران أوبزرفر».ولفت غضنفري إلى أن «الوضع الحالي بين إيران وإسرائيل لا يُعد وقفاً لإطلاق النار بالمعنى الحقيقي، بل هو توقف مؤقت للقتال دون اتفاق رسمي»، موضحاً أن «الجانبين لم يوقعا أي وثيقة أو اتفاق يُلزم الطرفين بوقف دائم للأعمال القتالية». وأضاف: «التفاهم الحاصل شفهي وقابل للخرق في أي لحظة، وعلى القوات المسلحة الإيرانية أن تبقى في أقصى درجات الجاهزية».
من جانبه، حذر النائب المحافظ علي يزدي خواه، الولايات المتحدة من شن ضربات جديدة. وقال: «نحن بانتظار إرسال آلاف التوابيت التي تحوي جثثاً للجنود الأميركيين إلى واشنطن». وأضاف: «ليعلم الأميركيون أن أي ضربة صغيرة يوجهونها في هذه المرحلة ستُقابل برد إيراني مدمر».وقال ترمب، الاثنين، إنه يأمل في «ألا نضطر إلى شن ضربة أخرى على إيران»، مشيراً إلى أن مسؤولين إيرانيين تواصلوا مع الولايات المتحدة لتحديد موعد لمحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مراكش الآن
منذ 43 دقائق
- مراكش الآن
بعمر 92 عاما.. أقدم رئيس دولة في العالم يرشح نفسه لولاية ثامنة
أعلن أقدم رئيس دولة في العالم حاليا، رئيس الكاميرون بول بيا صاحب 92 عاما، ترشحه لولاية ثامنة. وقال بيا في منشور على منصة 'إكس': 'أنا مرشح لانتخابات الرئاسة التي ستجري في 12 أكتوبر 2025. كونوا على ثقة أن تصميمي على خدمتكم يتناسب مع التحديات الجادة التي نواجهها'. يتولى بيا السلطة منذ عام 1982، وشغل سابقا منصب رئيس الوزراء منذ عام 1975، ويقضي هو وزوجته معظم وقتهما في سويسرا. وفي العام الماضي، تم حظر التكهنات بشأن صحته رسميا في الكاميرون، الذي يسكنه نحو 30 مليون نسمة. والكاميرون ديمقراطية متعددة الأحزاب رسميا، لكن أحزاب المعارضة والمجتمع المدني وحرية الصحافة تواجه قيودا.


الأيام
منذ 6 ساعات
- الأيام
وزير الخارجية الإيراني: كل عالم نووي اغتالته إسرائيل خرّج 100 تلميذ
قال عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني السابق، إن اغتيال 12 أكاديميا إيرانيا على يد من وصفهم بـ'مرتزقة' إسرائيل لم يُوقف التقدم النووي الإيراني، بل أدى إلى 'تخريج أكثر من مئة تلميذ كفؤ من كل واحد منهم، سيُظهرون لنتنياهو ما هم قادرون عليه'. وأضاف عراقجي في منشور عبر منصة 'إكس'، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 'كان يحلم بمحو أكثر من أربعين عاما من الإنجازات النووية السلمية لإيران، لكنّ النتيجة كانت فشله الذريع على هذا الصعيد'. وتابع: 'نتنياهو تعهّد قبل عامين بتحقيق نصر في غزة، لكنه اليوم يواجه مأزقا عسكريا، وأوامر اعتقال دولية بتهم ارتكاب جرائم حرب، فيما تضاعفت قوة حماس إلى أكثر من 200 ألف مقاتل'. وأشار عراقجي إلى أن نتنياهو 'لم يحقق أيا من أهدافه في حربه ضد إيران، واضطر إلى الاستنجاد بالولايات المتحدة بعدما دمرت الصواريخ الإيرانية مواقع سرية يراقبها بنفسه'، على حد قوله. وختم عراقجي منشوره بتساؤل ساخر: 'بصرف النظر عن مهزلة أن إيران قد تستمع لمجرم حرب مطلوب، السؤال هو: ما الذي يدخنه نتنياهو؟ وإن لم يكن هناك شيء… فماذا يملك الموساد على البيت الأبيض؟'. وكالات


24 طنجة
منذ 12 ساعات
- 24 طنجة
تصاعد مقلق في خطاب الكراهية بإسبانيا.. المغاربة في مرمى عنف اليمين المتطرف
تشهد إسبانيا تصعيدا مقلقا في خطاب الكراهية ضد الأجانب، خاصة المغاربة، في سياق حملة تحريضية واسعة يشنها اليمين المتطرف عبر منصات التواصل الاجتماعي، ترجمت إلى اعتداءات فعلية ودعوات صريحة للعنف. وشهدت وقفة تضامنية نظمها أحد المجالس المحلية في الأيام الماضية تحولا إلى مواجهات مباشرة، حيث تبادل المشاركون هتافات عنصرية وتم تسجيل اعتداءات جسدية على شبان مغاربة واستهداف ممتلكاتهم، في مؤشر على انتقال الكراهية من الخطاب إلى الفعل. وتداول مستخدمو موقع 'إكس' مقاطع مصورة تظهر اعتداءات عنيفة أو تحرض على استهداف المغاربة بشكل علني، في وقت يُتهم فيه الجهاز الأمني الإسباني بالتقاعس وعدم اتخاذ إجراءات رادعة لحماية الفئات المستهدفة، ما يطرح تساؤلات حول نجاعة المقاربة الرسمية في مواجهة هذه السلوكيات الإجرامية. وتزامنا مع تصاعد هذه الاعتداءات، انتشرت مقاطع فيديو لناشطين من اليمين المتطرف يدعون إلى شن 'حرب دموية' ضد المغاربة اعتبارا من 19 يوليوز الجاري، وهو ما أعاد إلى الواجهة المخاوف من انفلاتات أمنية أوسع. وأكدت مصادر محلية أن مركزا إسلاميا في بلدة ببييرا ضواحي برشلونة تعرض لهجوم ليلي اندلع على إثره حريق مهول، في حادثة يُرجح أن تكون ذات طابع انتقامي وتحمل بصمات التحريض المتداول. وتأتي هذه التطورات بعد سنوات من تنامي حوادث مماثلة، بينها مقتل المهاجر المغربي يونس بلال في مورسيا سنة 2021 برصاص مهاجم صاح قبل الجريمة بشعارات عنصرية، إضافة إلى حوادث سابقة مثل وضع رأس خنزير أمام أحد المساجد. وفي خضم هذا التصعيد، دعا الاتحاد الإسباني للهيئات الدينية الإسلامية إلى التحرك العاجل لوقف موجة الكراهية، مطالبا السلطات بتوفير الحماية للمراكز الإسلامية وملاحقة المحرضين والمتورطين في الاعتداءات.