logo
أسير إسرائيلي جائع يحفر قبره.. المقاومة تزلزل العالم

أسير إسرائيلي جائع يحفر قبره.. المقاومة تزلزل العالم

الجزيرةمنذ 2 أيام
لا مجال بعد اليوم أمام حكومة بنيامين نتنياهو لإنكار وجود مجاعة في غزة بعد الفيديو الذي بثته المقاومة الفلسطينية ليُظهر آثار جوع شديد على أسير إسرائيلي في القطاع، وهو يقول لهذه الحكومة بصوت خفيض: "أموت جوعا، أدخلوا الطعام".
قبل أيام خرج نتيناهو ليقول: "لا أحد في غزة يتضور جوعا"، وينفي أن يكون التجويع سياسة لحكومته، ويزعم أن الجيش الإسرائيلي يسمح بدخول المساعدات الإنسانية طوال فترة الحرب، ثم يبني حجة، تبدو واهية بالطبع؛ مفادها أن وجود غزيين أحياء، حتى الآن، هو دليل على عدم وجود مجاعة.
بنت إسرائيل، منذ شهور، سرديتها الراهنة في الرد على اتهامها بإحداث مجاعة- هي حقيقة دامغة ظاهرة عيانا بيانا- على خمس ذرائع، هي:
1 ـ استدعاء التصور الذي أشاعته إسرائيل، على مدار عقود من الزمن، بأن جيشها هو "الأكثر أخلاقية في العالم"، ولم يكن هذا أمرا حقيقيا بالطبع، لكنّ كثيرين في العالم لم يعنِهم التدقيق فيه، ولا تكذيبه، بل إن هناك من روج له في الإعلام الغربي، وبعض الأدبيات العسكرية والسياسية هناك.
لكن هذا الاستدعاء لا يبدو نافعا هذه المرة، بعد ارتكاب هذا الجيش "إبادة جماعية"، وقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، وتدمير بيوت المدنيين في قطاع غزة.
2 ـ الادعاء أن حركة "حماس" تسرق المساعدات التي تدخل القطاع، وتعيد بيعها بأضعاف ثمنها، وهو أمر كذبته الأمم المتحدة في نفيها أن يكون نهب المساعدات ممنهجا، وقولها إنه يتضاءل، بل يتوقف تماما، حال السماح بدخول مساعدات كافية، كما كذبته تصريحات بعض المسؤولين في الغرب، وشهود عيان، ثم ثبت أن هناك مجموعات عميلة لإسرائيل هي التي تستولي على المساعدات الشحيحة التي تدخل القطاع بشق الأنفس، حتى لا تصل إلى مستحقيها.
3 ـ اتهام حركة حماس بأنها تمارس دعاية ضد إسرائيل من خلال المبالغة في الحديث عن نقص الطعام والدواء في غزة، بغية جلب تعاطف إنساني معها، وأملا في ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل كي توقف الحرب.
لكن هذا الاتهام تكذبه أوضاع على الأرض، ترصدها وسائل الإعلام، وتقرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، التي وصفت المجاعة في غزة بأنها "من صنع الإنسان بالكامل."، قاصدة بهذا قوات الاحتلال الإسرائيلي.
4 ـ محاولة التنصل من الالتزامات التي تقرها القوانين الدولية على أي قوة محتلة حيال الشعب الواقع تحت الاحتلال. فغزة، وإن كانت إسرائيل قد انسحبت منها قبل نحو عشرين عاما مضطرة، فإنها لم تتحول إلى دولة أو كيان سياسي أو شخصية اعتبارية مستقلة، وحتى لو صارت وفق اتفاقية أوسلو 1993 ضمن منطقة الحكم الذاتي الفلسطيني مع الضفة الغربية، فإن هذا بقي أمرا نظريا، أما في الواقع فلم توقف إسرائيل تصرفها، طوال الوقت، كقوة احتلال للفلسطينيين.
وفيما يخص حالة المجاعة حاولت إسرائيل أن تلقي بالمسؤولية على عاتق من يدير القطاع، قاصدة بهذا حركة حماس تحديدا، تارة، أو أطرافا إقليمية- لا سيما مصر- تارة أخرى، مع أن إسرائيل احتلت الجانب الآخر من معبر رفح بين مصر وغزة، ولن تسمح بدخول مساعدات منه، في انتهاك واضح لاتفاقية المعابر التي وقعت 2005.
وهنا لم يعد الحديث عن "التزام المحتل" محض افتراض، لا سيما بعد أن بدأت تل أبيب عملية عسكرية أطلقت عليها "عربات جدعون"، تتضمن خططا لاحتلال القطاع بالكامل.
5 ـ الاختباء خلف "مؤسسة غزة الإنسانية" التي أنشأتها إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، والادعاء بأنها معنية بتوفير الغذاء لأهل القطاع مع أنها، وبشهادة مايكل فخري مسؤول الغذاء بالأمم المتحدة، لا تعدو كونها محض خطة عسكرية وسياسية وليست إنسانية على الإطلاق، حيث يستخدم الغذاء سلاحا؛ بغية التضييق على المقاومة أولا، ثم جعل العيش مستحيلا على سكان غزة المدنيين، حيث تهاجم القوات الإسرائيلية باستمرار مناطق توزيع الغذاء، وتطلق النار الحي على الجائعين الذين يأتون إليها، وكأنهم مجرد "حيوانات"، حسب وصف فخري، في ممارسة لـ "تطهير عرقي" فاضح، يمثل خرقا وانتهاكا كاملين للقانون الدولي.
وقد أيدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" هذه الرواية حين اتهمت القوات الإسرائيلية "بأنها قد أقامت نظاما عسكريا معيبا لتوزيع المساعدات في غزة، وحولت هذه العملية إلى "حمام دم، ومصيدة للموت".
وهناك اختباء آخر لإسرائيل خلف دعايات تصاحب السماح بدخول بعض المساعدات عبر البر أو الإنزال الجوي، كما جرى في الأيام الأخيرة، مع أن هذا يوصف في تقارير الأمم المتحدة نفسها بأنه "قطرة في محيط"، حيث ترفض إسرائيل السماح بدخول معونات مكدسة في مدينة العريش المصرية تكفي سكان القطاع لثلاثة أشهر، حسب تقدير الأونروا، التي قدرت أن غزة تحتاج، لتجاوز المجاعة، دخول ألف شاحنة يوميا على الأقل.
لم تنصت إسرائيل إلى بيان أصدرته ثلاث وعشرون دولة إلى جانب مسؤولين رفيعي المستوى في الاتحاد الأوروبي، يطالبها بالسماح الفوري باستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وصمّت أذنيها، وأغلقت عينيها، عن بيان آخر لقادة فرنسا، وبريطانيا، وكندا يطالبها بوقف "الإبادة الجماعية" لأهل القطاع، بعد أن وصل "مستوى المعاناة الإنسانية في غزة إلى حد لا يطاق"، كما أهملت نتائج تقرير صدر عن برنامج الأغذية العالمي، رأى أن وضع الأمن الغذائي في قطاع غزة غاية في الحرج، وأن العالم يجب أن يكون في سباق مع الزمن من أجل تفادي آثار المجاعة.
أمام هذا الإنكار الإسرائيلي لم يكن أمام المقاومة من سبيل سوى تقديم رد عملي دامغ بنشر مقطع فيديو لأسير إسرائيلي لديها، كان من المقرر الإفراج عنه في صفقة تتعثر لتعنت نتنياهو، وقد نحل جسده، وبرزت عظامه من فرط الجوع، صحبته عبارة دالة تقول: "قررت حكومة الاحتلال تجويعهم". وأخرى تقول: "يأكلون مما نأكل، ويشربون مما نشرب". ومعها لقطات تبين الحالة المزرية التي عليها أطفال غزة الرضع، وتصريحات لوزير الأمن القومي الإسرائيلي المتشدد إيتمار بن غفير يقول فيها إن ما يجب إرساله إلى غزة في المرحلة المقبلة هو القنابل، بالإضافة إلى تصريحات لنتنياهو جاء فيها: "إتاحة الحد الأدنى من المساعدات".
أحدث هذا الفيديو ردَ فعلٍ قويا داخل إسرائيل، فزعيم المعارضة يائير لبيد تساءل عما إذا كان بوسع أعضاء الحكومة أن يناموا مستريحي الضمائر بعد أن رأوا الحالة المزرية التي عليها الأسير. وتحدث البعض عن أن صورة الأسير، وكذلك صور جوعى غزة، تذكر بما كان عليه اليهود المتحتجزون في معسكرات النازي.
ورفعت عائلات الأسرى الإسرائيليين شعارا يقول: أوقفوا هذا الجنون، ووقعوا اتفاقا شاملا لإعادة جميع المختطفين". بل إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه الذي كان قد اكتفى بالقول عن أطفال غزة: "يبدو أنهم جائعون جدا"، عاد ليقول: "أعمل على خطة لتوفير الطعام لأهل غزة." ثم أرسل مبعوثه ويتكوف ليصحب سفير أميركا لدى إسرائيل في زيارة لغزة يقدم فيها تقريرا لترامب عن أوضاع الغذاء هناك.
ربما تفلح هذه الضغوط في وضع حد للمجاعة في غزة، أو التخفيف منها، وربما يلجأ نتنياهو إلى إجراءات تجميلية اعتاد عليها، لتفادي آثار جريمة التجويع على صورة إسرائيل، ومنها ما تسمى "هدنا إنسانية يومية" لعشر ساعات في مناطق مكتظة بالسكان، للالتفاف على المطلب الفلسطيني بالعودة الكاملة إلى نظام توزيع المساعدات الذي تقوده الأمم المتحدة، والذي كان قائما طوال الحرب. وربما ينتهي الأمر بالاكتفاء باقتراح ترامب بـ "إنشاء مراكز للطعام، بدون أسوار أو حدود لتسهيل الوصول إليها".
لكن هذه الإجراءات الجزئية لا يمكنها إنهاء المجاعة المتفاقمة، حتى لو حافظت إسرائيل على معدل دخول 146 شاحنة فقط يوميا إلى القطاع، حسب تقديرات جيشها، بينما المطلوب هو دخول ما بين 500 و600 شاحنة على الأقل، وهذا لن يحدث إلا إذا توقفت الحرب، وتخلت إسرائيل عن توظيف الغذاء كسلاح من أجل جعل الحياة في القطاع مستحيلة، وبالتالي إجبار أهله على الهجرة القسرية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"فلنبق إنسانيين".. فعاليات وحراك طلابي بإيطاليا رفضا لتجويع غزة
"فلنبق إنسانيين".. فعاليات وحراك طلابي بإيطاليا رفضا لتجويع غزة

الجزيرة

timeمنذ 35 دقائق

  • الجزيرة

"فلنبق إنسانيين".. فعاليات وحراك طلابي بإيطاليا رفضا لتجويع غزة

تورينو/ميلانو- تتواصل الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني في إيطاليا ، بشكل إبداعي ولافت، للرفع من الوعي الجماعي والضغط على حكومة اليمين الإيطالية، لوضع حد لحرب التجويع التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. إيطاليون متعودون على الأسفار، لم تمنعهم عطلهم السنوية، من برمجة جزء من وقتهم لتنظيم وحضور أنشطة تضامنية مع المجوّعين في غزة، بل أصبغ كثيرون منهم على إجازاتهم الصيفية طابع الالتزام بالقضية الفلسطينية في أنشطتهم، والتعبئة لها، كحال طلبة كثر بمدينة تورينو. تقول فيتّوريا، طالبة عشرينية، من داخل خيمة تشبه غرفة عمليات بساحة "بياتسا كاستيلّو" في مدينة تورينو، "نحاول جعل الناس يشعرون بالألم والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، فحين يتعرض الناس باستمرار لما يشبه قصفاً معلوماتياً، يصبح ضروريا تحرك أصحاب الضمائر الحية لتصحيح المعلومات". مخيم اعتصام وتوعية فيتّوريا واحدة من الشبات القيادية، قررت رفقة مجموعة من الطلبة، إقامة مخيم اعتصامي تضامني مستمر منذ بداية الصيف مع غزة، بهدف توعية وإخبار المواطنين بالمعلومات بحقيقة الوضع هناك، انطلاقا من وسط تورينو، لرمزية المكان الذي وحّد الإيطاليين أواسط القرن الـ19، أملا في توحد الرأي العام الإيطالي على كلمة "رجل واحد: يجب وقف تجويع الفلسطينيين بغزة"، تضيف فيتّوريا. ويثير الشباب المعتصمون انتباه المارة بتنظيم أنشطة توعوية وإخبارية، عبر مكتبة فلسطين المفتوحة لعشاق المطالعة بساحة كاستيلّو، إضافة لنقاشات ثنائية وجماعية تعرف بالقضية الفلسطينية، وورشات فنية مفتوحة في الهواء الطلق. ويخيط المعتصمون العلم الفلسطيني بأيديهم، فيتحلَّق حولهم الناس، لتتدفق الأسئلة، فتروي فيتّوريا وأصدقاؤها ظمأ المواطنين بمعلومات معينة وتاريخية عن فلسطين نهلوها من الكتب، أو قناة الجزيرة الإنجليزية. مريم، إيطالية مغربية، ذات البشرة السمراء، والشعر المجعد، ككثير من الشباب الذين يمرّون يوميًا من ساحة كاستيلّو، استوقفتها الخيام ذات يوم وحلقات الشباب وهم يتداولون الحديث عن القضية الفلسطينية. وتقول العشرينية: "توقفت بدافع الفضول لأستمع لما كانوا يقولونه، ولأفهم ماذا يحدث. وأثناء وقوفي هناك، شدني الخطاب، فتطوعت وساعدت بإلصاق بعض الأوراق على الأرض، ليكتب فيها الناس رسائل موجهة للفلسطينيين وللحكومة الإيطالية، ثم وجدت نفسي، يوما بعد آخر دون أن أدرك، أمضي معهم كامل فترة ما بعد الظهر". رغم المضايقات أما كاطلين، وهو شاب إيطالي، فقد فتح له المخيم فرصة التقرب مما يحدث في غزة فأصبح متطوعا، ويقول: "بدأت أدعم هذه القضية، لأنني أدركت أن هناك فعلا أطفالا وأشخاصا أقل حظا بكثير ممن نراهم حولنا". وأضاف "أعتقد أننا نُساهم بتوعية الناس، كثير منهم يتوقف ليتحدث معنا، أو يقرأ المعلومات ويشاهد الصور، وهذا يخلق نوعًا من الوعي، ومن ذلك بدأ الناس فعلا بتقديم الدعم والمساعدة للشعب الغزّي". وكذلك تُوراي، وهو طالب حديث العهد بإيطاليا، قادم من غانا ومشهور بين المعتصمين بقفشاته وحضوره اليومي، يقول -بابتسامة الممتن- للجزيرة نت، "الطلبة هنا معبؤون لخدمة القضية الفلسطينية، بتوفير المعلومات اللازمة عمّا يحدث في غزة، رغم المضايقات والضغوطات من بعضهم، إلا أنهم لا يزالون صامدين، اليوم هو اليوم الخامس على التوالي، إنه أمر رائع". سيرينا، شابة إيطالية أخرى، من المعتصمات اللواتي التقتهن الجزيرة نت، تؤكد أن الوقت الذي تقضيه بساحة كاستيلّو، له أهمية كبيرة، لأن "من يريد أن يتثقف أو يطّلع على ما يجري، غالباً ما يكتفي بما يصله من معلومات بشكل عابر عبر إنستغرام وغيره، دون أن يتعمق في البحث أو يعود إلى المصادر الحقيقية، وهكذا يخاطرون بالوقوع في نوع من التخدير الاجتماعي، ودورنا هنا: تمحيص وتناول المعلومات ذات المصداقية". برنامج أغسطس ويمتد دعم المجتمع الإيطالي، أفرادا وجماعات، لوقف سياسة تجويع الفلسطينيين في غزة، على كامل شبه الجزيرة الإيطالية، ومن أبرز ما يُرتقب تنظيمه، لقاءٌ بعنوان "الصهيونية في بيتنا" الاثنين في مدينة ريجو إميليا، ويناقش الربط بين الاحتلال الإسرائيلي والتعاونيات المحلية بإيطاليا، بمشاركة صحفيين وناشطين في حركة المقاطعة " بي دي إس". وبعده، وفي يوم 8 أغسطس/آب الجاري، تحتضن مدينة ألغيرو في سردينيا تظاهرة شعارها "ما بعد الصمت"، تتخللها حفلة فنية لدعم فلسطين، ومداخلات قانونية. وفي 20 أغسطس/آب، سيُعقد لقاء هام في معبد فالديزي بمدينة توري بيليتشي بعنوان "الزمن هو الآن.. نظرات على فلسطين"، بمشاركة شخصيات بارزة كالنائبة السابقة بالبرلمان الأوروبي ورئيسة جمعية أسّوباتشي فلسطين، كـلويزا مورغانتيني، والبروفيسور من كلية اللاهوت في روما ، إيريك نوفكي، وستُفتتح الأمسية بحفل موسيقي لجوقة أصدقاء جو للغوسبيل والسبيرتشوالز. وتحتضن روما في 6 أغسطس/آب وقفة للسيدات بعنوان نسويات من أجل غزة، بينما تنظَّم في تورينو يوم 10 سبتمبر/أيلول تظاهرة في ساحة عمومية من طرف مجموعة فلسطين حرة تورينو، وتُختتم الفعاليات في 15 الشهر القادم بـمعرض صور ومداخلات في مدينة كالياري تنظمه جمعيات طلابية وثقافية. ويستمر الزخم مع مجموعة من الأمسية السينمائية، في الهواء الطلق، الخاصة بعرض أفلام عن قطاع غزة تليها نقاشات، منها تلك التي ستنظم في بولونيا، الاثنين، تحت إشراف يا باستا بولونيا، ثم وقفات ومسيرات احتجاجية بعدة مدن إيطالية كبرى، مثل روما وميلانو وتورينو، تنظمها جمعيات وتنسيقيات من المجتمع المدني المحلي. انفصال وهذه المبادرات من طرف المجتمع المدني الإيطالي لوقف تجويع غزة، تستدعي الفهم والتحليل بالنظر إلى ارتباط الإيطاليين بتراث المقاومة والدفاع عن كرامتهم حينما حاصرتهم الفاشية ، حتى أصبحت أغنية "بلا تشاو"، الإيطالية مرادفا للمقاومة. وفي السياق، يوضح الأكاديمي بجامعة كافوسكاري بالبندقية، فرانشيسكوا فاكيانو، للجزيرة نت، "كما تعلم، إيطاليا بلد يتمتع بمجتمع مدني قوي، ونشط، ومنظم، لكنه بعيد جدًا عن البرلمان. فالمجتمع المدني الإيطالي، منذ سنوات، لا يجد تمثيلًا حقيقيًا داخل البرلمان بسبب آليات سياسية معقدة، هناك انفصال واضح بين السياسة الرسمية وما يمارسه المواطنون على الأرض عبر التنظيمات القاعدية". ويؤكد فاكيانو -وهو مختص في أنثربولوجيا (دراسة علم الإنسان) الكرامة والحركات الاحتجاجية، بأن "رد فعل المجتمع المدني الإيطالي تجاه ما يحدث في فلسطين ليس جديدًا، بل هو استمرارية لدعم إنساني طويل الأمد، حتى وإن هُمشت أصوات الفاعلين الجمعويين، خاصة في العامين الأخيرين، فإنه لم تختفِ قط، حتى قبل 7 أكتوبر". وردا على سؤال عن مدى تأثير الفعاليات التضامنية مع فلسطين على خيارات حكومة جورجا ميلوني ؟ أجاب فاكيانو بالنفي، لأن "الحكومة والبرلمان بعيدان عن هذا المجتمع المدني، فهما منتخبان من أغلبية من الإيطاليين: الذين في الواقع، لا ينتمون لهذا المجتمع المدني، الذي هو امتداد لليسار، غير أنه ليس له تمثيل برلماني". وعن مدى أثر الحركات الاحتجاجية المتميز بتوجيه الانتباه للقضية الفلسطينية، أكد الأكاديمي فاكيانو، أنه لا ينتظر شيئًا من حكومة ميلوني، ويقول: "ما أنتظره، أن يصبح صوت المجتمع المدني أعلى وأقوى، وأن يُسمع أكثر، بالرغم من وسائل الإعلام المُسيطر عليها من رأس المال والحكومة". الفطرة والإنسانية من جهته، أرجع الناشط المدني محمد شاهين، أحد أبرز المنظمين للوقفات والمسيرات الداعمة لغزة بإيطاليا، التميز والإبداع المستمر للفعاليات التضامنية مع فلسطين بإيطاليا، إلى "الفطرة السليمة التي ترى الظلم، وتتحرك لنصرة المظلوم، لأنها تدرك أن السكوت عن الظالم يجعله يتمادى ويؤذي غيره، لذا فإن وقوف الإيطاليين المتظاهرين بوجه الظلم هو دفاع عن المظلومين وعن أنفسهم أيضًا". كما يعتبر شاهين التظاهرات إنسانية خالصة، مستشهدا في حديثه للجزيرة نت، بأحد شعاراتها المميزة: "ريستيامو أوماني" ويعني "فلنبق إنسانيين".

الاحتلال يفرج عن 9 أسرى فلسطينيين من غزة
الاحتلال يفرج عن 9 أسرى فلسطينيين من غزة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الاحتلال يفرج عن 9 أسرى فلسطينيين من غزة

أعلن مكتب إعلام الأسرى في غزة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت اليوم الاثنين عن 9 أسرى كانوا محتجزين لديها. وقال المكتب إن الأسرى التسعة وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى عبر بوابة كيسوفيم شرق دير البلح في وسط قطاع غزة. وفيما يلي أسماء الأسرى الذين تم الإفراج عنهم: أمجد عاطف إبراهيم محسن (31 عاما) من سكان مدينة رفح. محمد عليان رمضان شباري (56 عاما) من سكان بلدة بيت حانون. محمد عطا الله حسن النجار (38 عاما) من سكان جباليا. محمد محمد رمضان أبو بنات (40 عاما) من سكان بلدة بيت لاهيا. علي يوسف مصطفى جابر (33 عاما) من سكان بلدة بيت لاهيا. محمد محمود سعيد يوسف (42 عاما) من سكان مدينة رفح. رامي جهاد محمد الحناوي (31 عاما) من سكان جباليا. نافذ نافذ محمد العجلة (61 عاما) من سكان حي الشجاعية. وسام جميل محمد أبو عرار (23 عاما) من سكان مدينة رفح. وتصنف سلطات الاحتلال نحو 1747 أسيرا من غزة كـ"مقاتلين غير شرعيين"، وهو توصيف خطير يُستخدم لتجريدهم من الحماية القانونية الدولية، ويُتيح احتجازهم في معسكرات عسكرية مغلقة لا تخضع لأي رقابة. وتؤكد إفادات الأسرى المحررين وجود انتهاكات جسيمة، تشمل التعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الطبي المتعمد والحبس الانفرادي والحرمان من الغذاء والرعاية الصحية، في إطار سياسة عقابية ممنهجة تشرف عليها جهات عليا في حكومة الاحتلال، وفي مقدمتها وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير. وتعد هذه الممارسات، حسب خبراء في القانون الدولي، انتهاكات صريحة لمعاهدة جنيف الرابعة، وقد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في ظل صمت دولي مطبق وتواطؤ غربي واضح. وأمس الأحد، أظهر تقرير فلسطيني أن إجمالي عدد الأسرى بسجون إسرائيل حتى بداية يوليو/تموز الماضي بلغ نحو 10 آلاف و800، منهم 49 سيدة، و450 طفلا، وهو العدد الأعلى منذ انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) عام 2000. إعلان

13 نائبا ديمقراطيا يحثون ترامب على الاعتراف بدولة فلسطينية
13 نائبا ديمقراطيا يحثون ترامب على الاعتراف بدولة فلسطينية

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

13 نائبا ديمقراطيا يحثون ترامب على الاعتراف بدولة فلسطينية

حث 13 عضوا ديمقراطيا بمجلس النواب الأميركي في رسالة الرئيس دونالد ترامب على الاعتراف بدولة فلسطينية، وفق ما نقل موقع أكسيوس اليوم الاثنين. وذكر الموقع أن واحدا من النواب على الأقل يعتزم تقديم مشروع قرار يؤيد إقامة الدولة. وجاء في الرسالة الموجهة لترامب أن هذه اللحظة المأساوية تعكس الحاجة للاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير. ونقل الموقع عن النائب الديمقراطي رو خانا قوله إن 147 دولة اعترفت بدولة فلسطينية، "ولا يمكننا البقاء بمعزل عن العالم الحر". ووفق إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية أواخر يونيو/حزيران الماضي، فإن 10 دول آخرها فرنسا قررت الاعتراف بدولة فلسطين بعد بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وفي عام 2024، أعلنت 4 دول من منطقة البحر الكاريبي (جزر البهاما وبربادوس وجامايكا وترينيداد وتوباغو) و5 دول أوروبية (أرمينيا وإسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا) الاعتراف بدولة فلسطين. وبرز تيار شعبي ورسمي في العالم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة مناهض للاحتلال وداعم للقطاع، تمثل في إعراب حكومات عدة عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، وفي مظاهرات طلابية وشعبية في دول كثيرة. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري ، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية، بدعم أميركي، أكثر من 203 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store