
طبول مواجهة كبرى جديدة تُقرع.. فهل تقع؟
الراي الكويتية
هل دشّنتْ إسرائيل بـ «الغارة – الاغتيال» لمعاون «مسؤول الملف الفلسطيني» في «حزب الله» حسن بدير في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت مرحلةً شبيهةً بالتي «أسّس» لها استهدافُ القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري (كانون الثاني 2024) وصولاً إلى اندلاع «حرب لبنان الثالثة» في 23 أيلول الماضي؟ وهل تنزلق «بلاد الأرز» مرة ثانية إلى فوهة بركانٍ يُراد أن يكون انفجارُه الجديد مدخلاً لاستيلاد تسويةٍ مستدامة باتت «أَطُرُها الناظمة» مرسَّمة، تقنياً عبر مندرجات اتفاق وقف النار (27 تشرين الثاني) وجوهرُها سحب سلاح «حزب الله»، وسياسياً من خلال طرح واشنطن إطلاق مجموعات عمل دبلوماسية ثلاثية بين بيروت وتل أبيب لبتّ الملفات الخلافية ونزْع الذرائع من أمام حلّ قد يرسو على ما هو أقلّ من سلام وأكثر من هدنة 1949؟
هذان السؤالان طَبَعا المشهدَ في لبنان الذي اهتزّ فجر أمس مع الغارة على الضاحية الجنوبية (أدت إلى مصرع بدير و3 أشخاص آخَرين بينهم نجله وامرأة وشقيقها وجرح 7) والتي جاءتْ مدجَّجةً بأبعاد فوق عادية تجعلها «خارج السياق» الذي حَكَمَ كل الخروق الإسرائيلية لاتفاق وقف النار وتُعَزِّز الخشيةَ من أن تكون شرارةَ موجة عاتية آتية من اغتيالاتٍ جديدة للهيكل القيادي، السياسي والعسكري، لـ «حزب الله» في «استنساخٍ» لِما أعقب اغتيال العاروري، وتَبَلْوَرَ خصوصاً منذ يوليو الماضي بـ:
– الاستهداف المزدوج والمتوازي لـ فؤاد شكر واسماعيل هنية في الضاحية الجنوبية لبيروت وطهران (30 حزيران).
– وصولاً إلى «سبتمبر الأسوأ» على الحزب الذي خسر بالاغتيال وفي قلب الضاحية قيادة الصف الأول لقوة «الرضوان» وبعدها قادة بارزين في وحداتٍ ميدانية، إلى أن كانت الضربة الكبرى في 27 أيلول التي سقط فيها السيد حسن نصر الله وبعدها خليفته هاشم صفي الدين (3 تشرين الأول) وبينها مجزرتا «البيجر» واللاسلكي، قبل «الحملة الجوية» ثم البرية.
وأبرز هذه الأبعاد:
– أن اغتيال بدير، الذي انتشرتْ صورة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب قائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني، ومسؤول الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس، على متن طائرة، أتى من خارج معادلة «بيروت مقابل الجليل» التي وضعتْها 'سرائيل و«طبّقتها» يوم الجمعة حين استهدفت للمرة الأولى منذ 27 تشرين الثاني الضاحية الجنوبية رداً على رشقة صاروخية كانت الثانية من جنوب لبنان ضد مستوطنات الشمال (بعد رشقة 22 آذار).
وجاءت الرواية الاسرائيلية عن «حيثيات» الاغتيال، لتؤكد أن تل أبيب قامت بـ«تفعيلِ»معادلة جديدة تحت سقف تفسيرها لـ«حرية الحركة» لإزالة أي «تهديد وشيك» أو في طور التشكّل والذي مارسته طوال الأشهر الأربعة الماضية، وطوّرتْه فجر أمس على قاعدة أنه بات مباحاً «في كل زمان ومكان» بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي وقت ذكرت القناة 14 «أن أجهزة الأمن تلقت معلومات أن المستهدَف كان يخطط لعملية ضد طائرة إسرائيلية في قبرص»، أعلن الجيش الاسرائيلي «أن طائرات حربية هاجمت بتوجيه من الشاباك وفي منطقة الضاحية الجنوبية المدعو حسن علي محمود بدير احد عناصر الوحدة 3900 في حزب الله وفيلق القدس»، زاعماً أن بدير «عمل خلال الفترة الأخيرة بتعاون مع حماس وقام بتوجيه عناصر في حماس وساعدهم على تنفيذ مخطط إرهابي خطير ضد مواطنين إسرائيليين على المدى الزمني الوشيك»، ولافتاً إلى أنه «هذه العملية الإرهابية كانت لتستهدف مدنيين إسرائيليين وتم استهداف بدير بشكل فوري بغية إزالة هذا التهديد».
وإذ أشار الجيش إلى «أن مثل هذه النشاطات التي يقوم بها حزب الله تشكل خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان وتهديداً لدولة إسرائيل ومواطنيها»، أكد انه «سيواصل والشاباك والموساد العمل لاحباط أي تهديد لمواطني إسرائيل داخل إسرائيل وخارجها».
– أن كسْرَ خط أحمر جديد في التصعيد الإسرائيلي، واستعادة مناخاتٍ شبيهة بالتي سادت قبل انفجار الحرب الضارية وإن هذه المرة من جانب واحد باعتبار أن «حزب الله» يؤكد التزامه بوقف النار«حتى إشعار آخر»ويتبرأ من الصواريخ اللقيطة ويعلن الوقوف خلف الدولة«بصفة مراقب»لكيفية تفعيلها الخيار «الردع الدبلوماسي» بـ«عضلات» المجتمع الدولي ولجنة الرقابة على تنفيذ اتفاق 27 تشرين الثاني، يعكس أن الحزب بات أكثر وأكثر في وضع صعب وعالقٍ «بين نارين»:
تَجَرُّع سم الضربات المتوالية في الضاحية وعلى دفعات والتي ستكون بمثابة وضع «سكين في الجراح» التي تثخنه بحال لم يردّ وكرّر سيناريو ضبط النفس بعد اغتيال العاروري، والاندفاعة إلى ردّ لن يؤدي سوى إلى استدراج «التنين الهائج» الاسرائيلي ليكمل «مرة واحدة ونهائية»المهمة التي لم ينجزها بين سبتمبر ونوفمبر الماضييْن، وذلك تحت عنوانٍ صريح هو أن يتخلى «حزب الله» عن سلاحه جنوب الليطاني وشماله.
– أن «الدينامية» العسكرية العدوانية الجديدة من شأنها أن تزيد إرباكَ لبنان الرسمي الذي رفع «على الورق» عنوان حصر السلاح بيد الدولة واحتكار قرار الحرب والسلم، في الوقت الذي يتردّد في إطلاق أي ترجماتٍ، أقلّه عبر وضع جدول زمني لإنهاء وضعية سلاح الحزب خارج الشرعية، وسط ترسُّخ الاقتناع بأنه بات في مفاضلةٍ قاسية بين نزاعٍ داخلي يستجرّ ويلاتٍ «لا شفاء منها» بحال اختار سحب السلاح من خارج توافق – شبه مستحيل – مع الحزب، وبين أن يدفع ثمن حرب جديدة تشنّها إسرائيل تحت هذا العنوان.
ولم يكن عابراً في هذا الإطار إعلان وزارة الخارجية الأميركية أن «إسرائيل تدافع عن نفسها ضد هجمات صاروخية انطلقت من لبنان، وإن واشنطن تحمل الإرهابيين مسؤولية استئناف الأعمال القتالية».
وقال ناطق باسم الخارجية لـ «رويترز» عبر البريد الإلكتروني «استؤنفت الأعمال القتالية لأن الإرهابيين أطلقوا صواريخ على إسرائيل من لبنان»، مضيفاً أن«واشنطن تدعم ردا إسرائيليا».
وكانت واشنطن التي تستعدّ موفدتها مورغان اورتاغوس لزيارة لبنان في الأيام القليلة المقبلة، حمّلت لبنان وجيشه «مسؤولية» نزع سلاح الحزب مؤكدة دعمها لإسرائيل بعد قصفها للضاحية الجنوبية لبيروت (الجمعة).
وقالت الناطقة باسم الخارجية تامي بروس حينها «في إطار اتفاق وقف الأعمال الحربية، فإن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن نزع سلاح حزب الله، ونتوقع من القوات المسلحة اللبنانية أن تنزع سلاح هؤلاء الإرهابيين بهدف الحؤول دون استمرار الأعمال الحربية».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 27 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
معركة صيدا: الاختبار الأخير للشارع السنّي قبل الانتخابات النيابيّة 2026
رغم الإعلان الواضح والصريح للرئيس سعد الحريري بأنه وتيار المستقبل والحزبيين في حزبه انهم لم يخوضوا الانتخابات البلدية والاختيارية ترشيحًا واقتراعًا مع ترك حرية القرار للناخبين المقربين، فان المعطيات والوقائع أكدت على الارض ان ماكينات المستقبل في بيروت وصيدا، خاضت "معركة شرسة"، لإسقاط واضعاف خصوم الرئيس سعد الحريري ومحاولة وراثته على بعد سنة وبضعة اشهر عن انتخابات ربيع 2026 النيابية. وتؤكد اوساط سنية متابعة لما جرى في بيروت لـ "الديار"، ان القوى السنية ذات توجه المشاريع الخيرية الاسلامية (الاحباش)، حصلت على 6 مخاتير ومقعدين في البلدية. والجماعة الاسلامية حافظت على وجودها السني البيروتي عبر 4 مقاعد اختيارية. اما النائب فؤاد مخزومي، فتقول الاوساط نفسها ان مخزومي فشل مرة جديدة كما في العام 2018 والعام 2022 في تقديم نفسه كمرجعية سنية بيروتية تقرر وتشكل اللوائح وتربح الاستحقاقات الانتخابية، اكان في النيابة في العام 2022 ، حيث كان يمني مخزومي نفسه بحاصل نيابي ثان، اتت النتائج ليفوز وحيداً وبشق النفس. اما في انتخابات بيروت الاخيرة، فإنه "اقنع" الجميع بأنه سيشكل الثقل السني للائحة، فأتت النتائج مخيبة للامال بعدما تبين انه "اقتنص" رئاسة البلدية بالفي صوت جيرها للائحة مقابل 10 الاف كان وعد بها حلفاؤه السنة على لائحة " بيروت تجمعنا". اما في صيدا والتي تخاض فيها اليوم معركة شرسة بين 4 لوائح مكتملة واخرى غير مكتملة، يتردد في صيدا ووفق معلومات لـ "الديار"، ان مخزومي يدعم "تحت الطاولة" لائحة "صيدا بدا ونحنا قدا" برئاسة الصيدلي عمر محمد مرجان، والمدعومة من عائلات والمجتمع المدني ويدعمها النائب عبد الرحمن البزري. في المقابل، تنفي اوساط بيروتية سنية ان يكون لمخزومي القدرة على دعم لائحة البزري- مرجان وان ليس لديه اصواتا سنية في صيدا. وبين التأكيد والنفي، تلفت الاوساط السنية والمعنية بالبيت السني الى ان على خصوم الحريري والمحاولين "وراثته"، ان يراجعوا حساباتهم وان يعيدوا ترتيب اوراقهم. فلا يعني ضعف "المستقبل" وتراجعه شعبيا بابتعاده عن السلطة والحكومة والبرلمان وبالتالي انعدام قدرته على تقديم خدمات ومنافع لجمهوره من "كيس مؤسسات الدولة" بعد خروجه من "جنة السلطة"، انتهاءه وانعدام وجوده في الشارع السني في صيدا وبيروت، ولا سيما انه لا يزال ممسكًا بمفاتيح شعبية واختيارية ومناطقية، وهذا طبيعي في ظل وجوده في السلطة عبر الحريري الاب منذ العام 1992. وترى الاوساط ان احد الطامحين الكبار لوراثة الحريري، هو المخزومي نفسه الذي لم يستطع تسويق نفسه كمرجع سني بيروتي، لا شعبيا ولا عند السعودية، ولا حتى عند الاميركيين. كما لم ينجح في تسويق نفسه كمرشح "للممانعة" حيث كان يرى حزب الله في سعد الحريري المرشح السني الطبيعي والوسطي الذي يمكن التفاهم معه. علي ضاحي -الديار انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 27 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
خلصوا من الكبتاغون.. عقبال عنا
قال صحافي عراقي إن سقوط نظام بشار الأسد أدى في نتائجه المباشرة إلى إنهاء معاناة اقتصادية للعراقيين مع توقف تهريب الدولار من بلاده إلى سوريا (لتمويل حرب المحور الممانع)، ودخول المخدرات والكبتاغون إليها (أيضاً لتمويل المحور الممانع). فقد أوضح الصحافي خلال لقاءٍ بمشاركتي عبر إذاعة ألمانية، أن تغيير النظام السوري قطع جسر التواصل بين الميليشيات العراقية وبين "حزب الله"، كما أن جهود الدولة لضبط مطار بيروت بفعل التشدد الدولي في مراقبته، أدى إلى هذه النتيجة الإيجابية. واستبشر الزميل بالمرحلة المقبلة مع غياب تحكُّم "حزب الله" بالشؤون العراقية، موضحاً أنه كان يتدخل في تشكيل الحكومات. وهذا الدور انحسر مع تراجع دور إيران، مشيراً إلى أن سقوط النظام الأسدي أفقد الخطاب الديني الإيراني فعاليته، ولم تعد تنفع المطالبة بحماية مقام السيدة زينب، مثلاً، تلقى صداها، وسوف يستمر التراجع مع الضغط الأميركي المتواصل، مشيراً إلى أن الجيل الثالث لمرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين لا يؤمن بولاية الفقيه وتكليفاته الشرعية، ما يمهد لتغيير هادئ منتظر. كلام الزميل العراقي يعيدنا إلى بيروت، فليس اكتشافاً أن المعاناة ذاتها يعيشها اللبنانيون، ربما ضعفت بعض الشيء، لكنها لم تنته. المسيرة لا تزال طويلة ووعرة، وإن كان لا يمكن تجاهل الإشارات الإيجابية. فالمطار ينضبط يوماً بعد يوم على الرغم من محاولات الخرق لكسر الحصار على تمويل "الحزب" إن عبر تهريب الذهب والدولار، أو التهريب المعاكس للكبتاغون الذي بدأ يكسد في مخازنه على ما يبدو. ولعل هذه الإشارات هي ما يدفع الممانعين إلى الاستنفار وشحذ أقلامهم وألسنتهم ضد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبنان، ووصفه بالعاجز والمستسلم لإرادة الشيطان الأكبر والشياطين الأصغر، واعتبار طرحه مع المسؤولين اللبنانيين مصير السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، إنما هو تمهيد للتوطين، وليس لاتخاذ القرار اللازم لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية بدأ بنزع السلاح الفلسطيني. وطبيعي أن يستنفر الممانعون، فهم لا يريدون إلا المحافظة على كل سلاح غير شرعي، إن استطاعوا، وتحديداً ذلك المستخدم تحت إمرة المحور الإيراني، لأن هدفه حماية مخططات هذا المحور، مع استدعاء حقوق الفلسطينيين واضطهاد الدولة اللبنانية لهم منذ ما قبل اتفاق القاهرة. ويتجاهل هؤلاء ما تبين بالأدلة الملموسة من أن وظيفة هذا السلاح كما غيره، شن الحروب الخاسرة للاستثمار فيها، واختراع تنظيمات فلسطينية إسلامية متطرفة وتمويلها لتخويف باقي اللبنانيين، وذلك فقط لمصادرة أذرع المحور سيادة الدولة اللبنانية خدمة لمشاريع مشغلها ومصالحه على حساب المصلحة الوطنية. وليس واضحاً إذا ما كان استخدام الورقة الفلسطينية سينفع الممانعين ورأس محورهم، إلا أن الواضح هو وحدة العناوين بين بغداد وبيروت. وهي تؤكد دخول المنطقة حقبة جديدة، يشيد بها العراقيون لأنهم خلصوا من الكبتاغون.. وعقبال عنا.. سناء الجاك - نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 27 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
3 مراحل لضبط السلاح الفلسطيني بدعم مصري تركي قطري؟
لا تقتصر مفاعيل التزام الرئيس محمود عباس بالتخلي عن السلاح في مخيمات لبنان، على الساحة الفلسطينية. حين يتحدث عن معارضته 'أي سلاح' خارح الشرعية، كما جاء في خطاب منحه جائزة صناع السلام من 'أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام'، فلهذا وقعه على سلاح حزب الله، لا سيما بعد سرعة تحديد جدول للتنفيذ بدءاً من منتصف حزيران المقبل، لمباشرة التنفيذ انطلاقا من مخيمات بيروت. عمّم عباس تأكيده لوحدانية الشرعية والجيش والسلاح، على الدول العربية كافة، في زمن الضغط الدولي لإنهاء أدوار التنظيمات الخارجة عن الدولة NON STATE ACTORS)). هذه الوحدانية مطلوب من 'حماس' أن تسلم بها في غزة. التعميم يشمل بالاستنتاج، اليمن والعراق وسوريا، حيث لإيران أدوار. والأرجح أنه لهذا السبب، اتكلت الشرعيتان اللبنانية والفلسطينية على اتصالات أجرتها وستجريها كل من قطر وتركيا ومصر مع 'حماس' لتسهيل تنفيذ ما اتفق عليه عباس مع الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، حسب قول مصادر رسمية ل'أساس'. حققت اللجنة المشتركة الفلسطينية اللبنانية التي أُعلن عنها في اليوم الأول من زيارة الرئيس الفلسطيني اختراقاً مهماً حين أسرعت أمس في وضع خطة لنزع السلاح الفلسطيني من المخيمات تبدأ بالأكثر سهولة انتهاءً بالمخيم الذي يختزن تعقيدات جراء عوامل سياسية وأمنية، أي مخيم عين الحلوة. البدء بالأسهل انتهاءً بعين الحلوة مراحل الخطة عدة تتدرج كالآتي: البدء في 15 حزيران المقبل، بجمع السلاح في مخيمات بيروت الثلاثة: صبرا وشاتيلا، مار الياس، وبرج البراجنة. في الأول من تموزالمقبل: نزع سلاح مخيم الجليل عند مدخل مدينة بعلبك في البقاع، ومخيم البداوي عند أطراف مدينة طرابلس في الشمال. المرحلة الثالثة تقضي بالانتقال إلى نزع السلاح من مخيمات الجنوب، أي عين الحلوة المخيم الأكبر، في مدينة صيدا ثم مخيمات البص، الرشيدية والبرج الشمالي الواقعة بين صيدا وصور. يقضي الجدول الزمني بأن يتم جمع السلاح الثقيل والمتوسط في شكل رئيسي، (القذائف الصاروخية وقنابل الهاون وما شابه) في هذه المخيمات، على أن يحدد المسؤولون الأمنيون من الجانبين، التوجه المفترض حيال السلاح الخفيف والفردي ومستودعاته. والجانب اللبناني يضم المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، ومدير المخابرات الجيش العميد طوني قهوجي، اللذين يعرفان ملف المخيمات جيداً. وسيتم تحديد طريقة التعاطي مع المخيمات وحاجاتها في خطوات تُتخذ لاحقاً. أنقرة والقاهرة والدوحة وبيروت وإجراءات التضييق ترتكز سرعة الاتفاق على تطبيق الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيسان عباس وعون في البيان المشترك الذي صدر الأربعاء الماضي، إضافة إلى حماس السلطةالفلسطينية والدولة اللبنانية إلى الدعم السياسي الذي يحظى به تنفيذه من كل من القاهرة، أنقرة والدوحة، التي لكل منها صلاتها مع حركة 'حماس'. إذ أنه بمجرد إعلان عباس عن التزام السلطةالفلسطينية قرار الدولة اللبنانية حصر السلاح بها، طُرح السؤال عن مدى تجاوب الحركة و'الجهاد الإسلامي' وبعض الفصائل الصغرى التي لهما مونة أو تأثير عليها. في هذا الصدد أوضح مصدر حكومي أن قناعة اللجنة اللبنانية الفلسطينية المشتركة والقيادتين السياسيتين تقوم على عنصرين: طالما أن منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية قررت المضي بنزع السلاح، فلا مبرر للفصائل والمجموعات غير المنضوية تحت لواء المنظمة والسلطة أن تحتفظ بسلاحها. وجرى ترتيب الجدول الزمني وتحديد المراحل وفقاً لنفوذ حركة 'فتح' الكاسح في المخيمات التي سيتم تطبيق الاتفاق فيها. أن اتصالات كلٍ من القاهرة والدوحة وأنقرة مع 'حماس' كانت ضاغطة عليها للتجاوب. وإذا حاولت التهرب من فإن إجراءات تضييق وتصاعد في الضغوط ستتخذ في حقها. والجانب اللبناني بدوره سيأخذ إجراءات من هذا النوع. هاجس التجارب السابقة الفاشلة في 2006 مع الأثر السياسي الإيجابي لزيارة محمود عباس بيروت، والتزام السلطة الفلسطينية حصرية السلاح في يد الدولة، بقي السؤال عن استعدادات 'الممانعين' للانسجام مع المرحلة الجديدة. فموقف يلزم حركة 'فتح' وبعض الفصائل المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير، لا 'حماس' و'الجهاد الإسلامي' وسائر الفصائل الصغرى التي كانت ترعاها استخبارات النظام السوري البائد، ومن بعده 'حرس الثورة' الإيرانية والحزب. إفشال بشار الأسد، ومعه حزب الله قرار 'مؤتمر الحوار الوطني' عام 2006 بنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، و'تنظيمه' داخلها، أرخى بثقله على مسألة السلاح الفلسطيني طوال الـ19 سنة الماضية. الوظيفة الإقليمية لرعاية محور 'الممانعة' للسلاح الفلسطيني، استوجبت تفريخ ودعم مجموعات مسلحة إسلامية، بعضها تكفيري والآخر استخباري غب الطلب. بعضها يدور في فلك 'حماس' والآخر لتغذية الصراع على مرجعية المخيمات… الكيمياء اللبنانية الفلسطينية وخريطة الطريق اختصر عباس معاناة الـ19سنة الماضية بقوله إن 'وجود سلاح المخيمات خارج إطار الدولة إضعافٌ للبنان، ويتسبب بالضرر للقضية الفلسطينية'. عدّلت الحرب بعد 'طوفان الأقصى' موقع رافضي نزع السلاح، في ميزان القوى بالداخل والخارج. وبات على السلطة اللبنانية الجديدة خطوات وعد بها خطاب القسم للرئيس جوزيف عون، وحكومة الرئيس نواف سلام. طبيعي أن يعلن عباس 'أننا مع لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية'. فهو أيضاً عليه التزامات عربية ودولية، بالإصلاحات، ودور السلطة في الداخل والشتات والأجهزة الأمنية… شكل البيان المشترك اللبناني الفلسطيني بعد اجتماع عون وعباس خريطة طريق نحو 'إنهاء أي مظاهر خارجة عن منطق الدولة اللبنانية'. ومباشرة اللجنة المشتركة اللبنانية الفلسطينية لأوضاع المخيمات، إجراءاتها أمس، اعتبره سفير غربي تحدث إليه 'أساس' دليل جدية وتقدم في المسار، حيال 'انتهاء زمن السلاح الخارج عن سلطة الدولة اللبنانية'. إلا أنه لا بد من تسجيل الأبعاد التي ستأتي لصالح الجانبين اللبناني والفلسطيني من وراء تسريع خطوات نزع سلاح المخيمات. فالخطوة تخفف عن كاهلي رام الله وبيروت الضغوط الأميركية المتواصلة، على كل منهما جراء الانحياز الكامل لإسرائيل، ولو لفترة من الزمن. وليد شقير - اساس انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News