
باريس تُندد بهجمات المخابرات العسكرية الروسية ضد مؤسساتها
يوماً بعد يوم، تنزلق العلاقات الفرنسية - الروسية إلى مزيد من التصعيد والتدهور، ليس فقط بسبب المواقف الفرنسية بالغة التشدد بالنسبة لملف أوكرانيا، وكون باريس تقود، إلى جانب بريطانيا، «تحالف الراغبين» للدول الأوروبية وغير الأوروبية العازمة على إرسال قوات إلى أوكرانيا لضمان مستقبل اتفاق سلام بين موسكو وروسيا في حال التوصل إليه، أو لأنها تواجه، إلى حد ما، السياسة الأميركية التي تراها متساهلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل أيضاً لأنها تحمل أجهزة المخابرات الروسية مسؤولية القيام بهجمات سيبرانية ضد المؤسسات الفرنسية، سواء أكانت الحكومية والعامة أم الشركات الخاصة.
وليست المرة الأولى التي توجه فيها باريس اتهامات مثل هذه، لكن الجديد أنها صدرت، الثلاثاء، بشكل رسمي من خلال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية يتهم جهاز المخابرات العسكرية الروسية المعروف بـ«GRU» بأنه قام منذ عام 2021 بعمليات اختراق على الأقل لعشرة كيانات فرنسية، عن طريق استخدام أساليب الهجوم المعروفة تحت رمز «APT28»، والمعروفة بأسماء أخرى مثل «فانسي بير» أو «سوفاسي» أو أيضاً «سيدنيت».
وجاء في بيان «الخارجية» أن الكيانات المخترقة متنوعة الهويات والقطاعات، ولكنها كلها «جهات فاعلة في حياة الفرنسيين، مثل الخدمات العامة والشركات الخاصة، بالإضافة إلى منظمة رياضية مرتبطة بتنظيم دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2024».
ويضيف البيان أن الاستخبارات الروسية العسكرية عمدت إلى «تخريب القناة التلفزيونية للإعلام الخارجي (TV5) في عام 2015، وكذلك في محاولة زعزعة استقرار العملية الانتخابية الفرنسية في عام 2017».
وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو مغادراً قصر الإليزيه بعد اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي (أ.ف.ب)
وإذ تدين باريس بـ«أشد العبارات» الانتهاكات الروسية واستهدافها المصالح الفرنسية، فإنها تشير أيضاً إلى أن هذه الممارسات مستخدمة «لممارسة ضغوط متصاعدة على البنى التحتية الأوكرانية» ولاستهداف شركاء أوروبيين آخرين في السنوات الأخيرة، مذكرةً بأن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على أشخاص وكيانات يعدّها مسؤولة عن الهجمات المشار إليها.
ويضيف البيان أن «هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار غير مقبولة، ولا تليق بعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كما أنها تتعارض مع معايير الأمم المتحدة للسلوك المسؤول من قبل الدول في الفضاء الإلكتروني، التي وقّعت عليها روسيا».
ويخلص البيان إلى أن فرنسا وشركاءها عازمون على استخدام جميع الوسائل المتاحة لهم لاستباق السلوك الروسي الخبيث في الفضاء الإلكتروني، وتثبيطه والرد عليه إذا لزم الأمر. وفي السياق نفسه، فإن «الوكالة الوطنية لأمن أنظمة المعلومات» نشرت الثلاثاء تقريراً يحذر من التهديد الذي تُشكله منصة «APT28»، بهدف منع الهجمات المستقبلية.
وتُفيد مصادر متخصصة في المعلوماتية أن مجموعة «APT» قامت بمجموعة واسعة من عمليات التجسس، وتمكنت من اختراق كيانات حكومية وعسكرية وسياسية. وتشتهر هذه المجموعة باستخدامها أدوات وبرمجيات متقدمة للغاية من أجل اختراق الأجهزة الأمنية، واستخراج المعلومات الحساسة، وسبلها إلى ذلك استخدام «التصيد الاحتيالي» أو نشر برمجيات خبيثة، واستخدام واستغلال الثغرات الأمنية وغيرها من الأساليب التي أصبحت معروفة إلى حد بعيد في العالم السيبراني.
وتقيم الدوائر الحكومية والشركات الخاصة دورات تجريبية دورية لموظفيها، من أجل تنبيههم وإطلاعهم على أساليب الهجمات الإلكترونية التي، إلى جانب عمليات التجسس، تستهدف فرض عمولات باهظة على الشركات والمؤسسات، مقابل تمكينها من إعادة تشغيل خوادمها الإلكترونية. وأصبحت هذه العمليات رائجة في السنوات الأخيرة على الصعيدين الأوروبي والعالمي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 32 دقائق
- الرياض
وحدات الدفاع الجوي الروسي تصد 3 مسيرات فوق موسكو
أفاد رئيس بلدية موسكو في وقت مبكر من اليوم الخميس بأن وحدات الدفاع الجوي الروسية أسقطت ثلاث طائرات مسيرة أوكرانية كانت تستهدف المدينة. وكتب سيرجي سوبيانين عبر تيليجرام أن إحدى الطائرات المسيرة أصابت مسكنا على طريق رئيسي في جنوب المدينة، لكنها لم تسفر عن خسائر بشرية أو أضرار جسيمة. وأعلن الجيش الروسي إسقاط ما يقرب من 300 طائرة مسيرة في عدة مناطق روسية مساء الثلاثاء. وأشار سوبيانين إلى التصدي لأكثر من عشرين طائرة مسيرة وهي في طريقها إلى موسكو.


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
لافروف: "نأمل أن يدعم كل من يهتم فعليا بنجاح عملية السلام، لا بالكلام فقط، جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول"
تعهد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الأربعاء، بمساعدة أوكرانيا على تطوير أنظمة صواريخ بعيدة المدى خاصة بها، تكون خالية من أي قيود يفرضها الغرب على استخدامها أو على أهدافها، وذلك في إطار دعم الحكومة الأوكرانية في تصديها لروسيا. وتخضع بعض أنظمة الأسلحة المتطورة التي قدمتها الدول الحليفة لأوكرانيا خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات لقيود تتعلق بالمدى والأهداف، في قضية سياسية حساسة تعود إلى مخاوف من أن يؤدي ضرب العمق الروسي إلى رد مباشر من جانب موسكو ضد الدولة المزودة بالسلاح، وهو ما قد يدخل حلف الناتو في أتون أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني الزائر فولوديمير زيلينسكي، قال ميرتس إن بلاده، بموجب اتفاق تعاون معزز، "ستسعى إلى تزويد الجيش الأوكراني بكافة القدرات التي تمكنه فعليا من الدفاع الناجح عن بلاده"، بما في ذلك دعم تطوير الإنتاج المحلي المتقدم للصواريخ. وتعد ألمانيا، بعد الولايات المتحدة، ثاني أكبر مزود منفرد للمساعدات العسكرية إلى أوكرانيا. وقال ميرتس: "ستتمكن أوكرانيا من الدفاع الكامل عن نفسها، بما في ذلك ضد أهداف عسكرية خارج أراضيها، عبر صواريخها الخاصة". وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أوكرانيا إلى إجراء محادثات سلام مباشرة مع موسكو في إسطنبول في 2 يونيو (حزيران). وفي بيان مصور، أعلن لافروف أن روسيا ستقدّم خلال الاجتماع مذكرة تتضمّن موقف موسكو بشأن "معالجة الأسباب الجذرية للأزمة بشكل موثوق". وأضاف أن الوفد الروسي سيقوده مجدداً مساعد الرئيس فلاديمير ميدينسكي. وقال لافروف: "نأمل أن يدعم كل من يهتم فعليا بنجاح عملية السلام، لا بالكلام فقط، جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول". وقد أبدت أوكرانيا، في وقت لاحق من الأربعاء، استعدادها لإجراء جولة جديدة من المفاوضات المباشرة مع روسيا، ولكنّها طالبت بأن تقدّم موسكو شروطها للسلام مسبقا لضمان أن يسفر اللقاء عن نتائج. وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف في منشور على منصة "إكس" عقب العرض الروسي بعقد لقاء في إسطنبول في الثاني من يونيو (حزيران): "نحن لا نعارض عقد اجتماعات أخرى مع الروس، وننتظر مذكرتهم"، مضيفا "أمام الجانب الروسي أربعة أيام على الأقل.. لتزويدنا بوثيقته لمراجعتها".


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
رولان غاروس: أنس جابر تنتقد عدم إقامة مباريات مسائية للسيدات
اتهمت التونسية أنس جابر، اليوم (الثلاثاء)، منظمي بطولة فرنسا المفتوحة للتنس و«أمازون برايم» بتهميش منافسات السيدات واستبعادها من الحصة المسائية التي تحظى بمتابعة مكثفة، إذ تغيب مباريات السيدات عن الفترة الليلية بالبطولة الكبرى المقامة على ملاعب رملية منذ قرابة عامين. كانت آخر مباراة لفردي السيدات تقام تحت الأضواء الكاشفة في ملعب فيليب شاترييه هي مباراة الدور الرابع بين أرينا سابالينكا وسلون ستيفنز في 4 يونيو (حزيران) 2023. وتُقام مباراة مسائية واحدة في بطولة فرنسا المفتوحة هذا العام، ولا تبدأ قبل الساعة 20:15 بالتوقيت المحلي (18:15 بتوقيت غرينيتش)، وتبثّ حصرياً عبر منصة «أمازون برايم». وقالت اللاعبة التونسية بعد خسارة مباراتها في الدور الأول لـ«رولان غاروس»: «في أوروبا، من المؤسف أن يحدث هذا بالنسبة للرياضة النسائية بشكل عام. ليس التنس على وجه الخصوص، ولكن بشكل عام». وأضافت: «أتمنى أن يسمع المسؤولون بغضّ النظر عن متخذ القرار هذا الطلب. لا أعتقد أن لديهم بنات، لأنني لا أعتقد أنهم يريدون معاملة بناتهم بهذه الطريقة». وتابعت: «الأمر مثير للسخرية بعض الشيء. إنهم لا يعرضون الرياضة النسائية، ولا يعرضون التنس النسائي، ثم يقولون إن المشاهدين في الغالب يتابعون الرجال. بالطبع يشاهدون الرجال أكثر، لأنك تعرض الرجال أكثر. كل شيء يسير بالتزامن». ودافع رئيس الاتحاد الفرنسي جيل موريتون عن اختيارات البطولة، قائلاً، أمس (الاثنين)، إن «أفضل مباراة» تم تحديد موعدها ليلاً. وقال موريتون، في مؤتمر صحافي: «في بعض الأحيان... بالنسبة للفترة المسائية، نحتاج إلى اختيار المباراة الأفضل من أجل المشاهدين». وأضاف: «ربما سيكون لدينا عدد قليل، ليس لديّ أي فكرة، بعض المباريات النسائية في الفترة المسائية. سنرى. يعتمد ذلك على الجدول، ومن ستلعب ضد من، وما هي أفضل مباراة». وطلبت «رويترز» من «أمازون برايم» التعليق. وكان من المقرر أن تشهد الفترة المسائية، غداً (الأربعاء)، مباراة الفرنسي هوجو جاستون ضد بن شيلتون، قبل أن ينسحب الأميركي من لقاء الدور الثاني. وقام المنظمون بمراجعة الجدول، وستقام المباراة الليلية الآن بين المصنف العاشر هولجر رونه، والأميركي إميليو نافا.