
لم يصدر اي بلاغ بخصوص إعفاء الاول او تعيين الثاني . سر إحياء وتعيين جنرالات الجزائر لرجل 'ميت' رئيسا للاستخبارات
المغربية المستقلة : بقلم الصحافي حسن الخباز
شبهت مجلة 'لوبوان' الجنرال الجزائري عبد القادر آيت أببو عرابي بالنقيب 'هيو گلاص' بطل فيلم 'العائد' لكاتبه مايكل بانك الذي اقتبسه من روايته الشهيرة ، والذي جسده الممثل العالمي ليوناردو ديكابريو وحصل من خلاله على جائزة احسن ممثل في الاوسكار .
وجاء في تقرير المجلة الفرنسية الشهيرة والذي حرره الصحافي الجزائري فريد اعليلات أن الجنرال 'حسان'، عاد من بين الأموات بعدما كان في الحضيض، معتقلا في زنزانة بسجن البليدة العسكري بأمر من الجنرال أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش آنذاك. .
جدير بالذكر انه أدين بتهمة 'إتلاف وثائق' و'مخالفة التعليمات العسكرية'، في قضية تعتبر من 'أسرار الدفاع'. الجزائري ، وهي خط احمر لا يمكن الاقتراب منه ، لذلك حكم عليه على ذمة القضية بالسجن لمدة خمس سنوات، قضاها كاملة .
عاد بعدها لشقته المتواضعة بالحي عسكري في أعالي العاصمة الجزائرية، عانى حينها من اكتئاب حاد ، وظل شغله الشاغل هو التفكير المستمر في هذا الحكم المُهين ، الذي لم يستسغه ولم يتقبله حيث صار عقدة ابدية تلازمه اينما حل وارتحل .
ما لم يستسغه الجنرال بوعرابي انه خدم بلاده نصف قرن من الزمان ، و اخلص لها من خلال عمله في المخابرات وبالضبط في محاربة الإرهاب ، لذلك لم يتقبل هذه النهاية الحزينة لمسيرته الحافلة .
عودته للسلطة تعد بمثابة فرصة جديدة لعائد من القبر إلى الحياة من جديد بعد توليه الإدارة العامة
للامن الداخلي (الاستخبارات الداخلية) بعدما خلف سابقه عبد القادر حداد، المعروف باسم 'ناصر الجن'.
تم تعيينه إذن في استمرار لمسيرة الغموض التي تعرف بها جارتنا الشرقية ، حيث لم يصدر لا بلاغ عن إقالة السابق ولا حتى إشارة عن تعيين اللاحق ، وهو تجسيد للغموض الذي يلف الأسباب الحقيقية لهذا التغيير المفاجئ ، 'خاصة وأن 'الجن' معروف بسمعته السيئة في مكافحة الجماعات الإسلامية المسلحة. وتضيف أن 'الجن'، وهو رفيق سابق للجنرال حسان في ميادين مكافحة الإرهاب، غادر إلى إسبانيا في 2015 'ليمارس الأعمال'، أو بالأحرى ليبتعد عن أنظار السلطة الجديدة بعد سقوط نظام بوتفليقة وصعود نجم أحمد قايد صالح، الذي أقسم على تصفية الضباط المقربين من عدوه اللدود الجنرال 'توفيق' واسمه الحقيقي محمد مدين ' حسب ما أوردت مجلة 'لوبوان' .
مالذي يحصل في الجزائر ، وماذا ينتظر الإسلاميين بعد عودته ، لماذا اعاده الجنرالات بعدما تم استبعاده ونفيه في غياهب السجون ، ماذا تخطط له الجزائر بعد إحياء هذا الجنرال الميت …
تقرير ناري شامل خصصته المجلة الفرنسية بقلم احد أهم الصحافيين الجزائريين لمحاولة تحليل أسباب الاستعانة بخبرة رئيس المخابرات السابق وإعادته لمراكز القرار من جديد .
من المعلوم ان سمعة 'ناصر الجن' سيئة في تعامله مع الجماعات الإسلامية المسلحة ، وقد حارب الإرهاب جنبا إلى جنب مع الجنرال حسان وقد رحل إلى إسبانيا بعد رحيل عبد العزيز بوتفليقة واشتغل في مجال المال والأعمال .
هل اصبحت الجزائر حقل تجارب للمخبرين ، هل ينجح آيت أبو عرابي في مهمته القديمة الجديدة ، هل سيعمر في ولايته الثانية على غرار ولايته الأولى التي دامت خمسين عاما …
الشعب الجزائري يبحث عن أجوبة عاجلة لهذه الأسئلة وغيرها ، والنظام متكتم ولا يسرب أي معلومة بهذا الخصوص ، والجنرالات يعتبرون الشعب قاصرا ويجب الحجر عليه في مثل هذا النوع من القضايا ، والجزائر على صفيح ساخن بل وتقبع تحت بركان قد ينفجر في أي لحظة .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ 16 ساعات
- الأيام
إعلام فرنسي: هكذا عاد حسان 'من بين الأموات' ليرأس الاستخبارات الجزائرية
قالت مجلة 'لوبوان' الفرنسية، إنه على غرار النقيب 'هيو غلاس'، بطل رواية مايكل بانك التي تم اقتباسها في فيلم 'العائد' السينمائي الذي منح ليوناردو دي كابريو جائزة الأوسكار لأفضل ممثل، فإن الجنرال الجزائري عبد القادر آيت وعرابي، المعروف باسم 'حسان'، عاد من بين الأموات. وكشف كاتب التقرير الصحافي الجزائري فريد عليلات كيف كان الجنرال حسان يوم الخميس 27 غشت سنة 2015، في الحضيض، في زنزانة بسجن البليدة العسكري، حيث أُودع بأمر من الجنرال أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش آنذاك. وأضاف الكاتب ذاته، أنه تمت ملاحقة الجنرال حسان في قضية تتعلق بـ'إتلاف وثائق' و'مخالفة التعليمات العسكرية'، وهي قضية ما تزال تصنف ضمن 'أسرار الدفاع'، ثم حُكم عليه بالسجن خمس سنوات، قضاها كاملة حتى 28 نونبر 2020، قبل أن يعود إلى شقته المتواضعة في حي عسكري في أعالي العاصمة الجزائرية، حيث قضى وقتا طويلا في التفكير في هذا الحكم المُهين. وتابع أن '50 سنة من الخدمة المخلصة في الاستخبارات ومكافحة الإرهاب انتهت خلف القضبان، نهاية حزينة لمسيرة لم يكن يتوقعها. واليوم، بعد نحو عشر سنوات من أول ليلة له في السجن، يعود القدر ليمنحه فرصة جديدة تشبه أسطورة العنقاء التي تولد من رمادها'، مشيرا إلى أن تولي الجنرال حسان يوم الأربعاء 21 ماي الجاري لمنصبه الجديد كمدير عام للمديرية العامة للأمن الداخلي (الاستخبارات الداخلية) خلفا لعبد القادر حداد، المعروف باسم 'ناصر الجن'. 'فمن العار إلى مجد الجمهورية، من زنزانة السجن إلى المكتب الفاخر لمقر المديرية الجديد على بعد 32 كم جنوب غرب الجزائر العاصمة، في موقع عسكري واسع كان قد سُجن فيه سرا الرئيس الراحل أحمد بن بلة لمدة خمسة عشر عاما – هكذا يمكن تلخيص المسيرة غير المتوقعة للجنرال حسان. باختصار، إنه العائد من الموت'، تؤكد 'لوبوان'. وأشارت المجلة الفرنسية، إلى أنه لم تصدر أي بيانات رسمية بخصوص إقالة 'ناصر الجن' أو تعيين الجنرال حسان، في تجسيد للغموض الذي يلف الأسباب الحقيقية لهذا التغيير، خاصة وأن 'الجن' معروف بسمعته السيئة في مكافحة الجماعات الإسلامية المسلحة. وأضافت أن 'الجن'، وهو رفيق سابق للجنرال حسان في ميادين مكافحة الإرهاب، غادر إلى إسبانيا في 2015 'ليمارس الأعمال'، أو بالأحرى ليبتعد عن أنظار السلطة الجديدة بعد سقوط نظام بوتفليقة وصعود نجم أحمد قايد صالح، الذي أقسم على تصفية الضباط المقربين من عدوه اللدود الجنرال 'توفيق' واسمه الحقيقي محمد مدين (الرئيس الأسبق للاستخبارات لمدة 25 عاما). واعتبرت 'لوبوان'، أنه بوفاة قايد صالح في دجنبر 2019 إثر أزمة قلبية، وانتخاب عبد المجيد تبون، ثم تولي الفريق سعيد شنقريحة رئاسة الأركان، تغيرت موازين القوى داخل الجيش والاستخبارات، ما سمح بعودة 'المنفيين'، وبالتالي عاد 'الجن' إلى الخدمة في عام 2022 كمدير لمركز العمليات الرئيسي ببن عكنون، قبل أن يلمّح له تبون أثناء صلاة العيد في أبريل 2024 قائلا: 'وجد روحك (حضر نفسك)'. وتضيف المجلة أنه بعد أربعة أشهر، تولى رئاسة الأمن الداخلي، لكنه لم يمكث طويلا. فمثل أسلافه الأربعة، أطاحت به هذه المؤسسة التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى شرطة سياسية بكل ما للكلمة من معنى، وفق المجلة الفرنسية، التي نقلت عن أحد المقربين منه قوله: 'كان يعلم أن نهايته تقترب'، وعن أحد مستشاري الرئيس قوله خلال جلسة قهوة خاصة: 'سيتم إبعاده في يوليوز'، لكنه أُبعد قبل ذلك. ووصفت 'لوبوان'، المديرية العامة للأمن الداخلي، كما قصر المرادية، بأنها بيوت أسرار وألغاز، لذلك يصعب تحديد الأسباب الدقيقة لسقوط 'الجن'، مستدركة: لكن، وفقا لمصادر تحدثت للمجلة، فإنه سلم للرئيس ملفات حساسة تتعلق بشبهات فساد تخص شخصيات مقربة من السلطة. وتساءلت: هل اقترب أكثر من اللازم من 'الخط الأحمر'؟، لتردف أنه 'في كل الأحوال، تمت تنحيته بهدوء'. وبحسب المجلة ففي دوائر الاستخبارات الجزائرية، يُعتبر الجنرال حسان أسطورة حية، ومغامرا، جريئا، ولكنه عقلاني. وُلد عام 1947، وبدأ مسيرته في البحرية في الستينيات، وتخرج من مدارس عسكرية مرموقة، وعمل في 'مديرية أمن الجيش' قبل أن ينضم إلى الحرب ضد الإرهاب في 1992. ويروي التقرير كيف كلفه الجنرال 'توفيق' بمهمة سرية لاستعادة أسلحة، بينها صواريخ مضادة للطيران بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا، كانت ستصل إلى جماعة إرهابية بقيادة الجزائري مختار بلمختار. فاخترق رجاله الجماعة، وشاركوا في الصفقة، ورفعوا السعر، واشتروا الأسلحة، ثم قضوا على المجموعة واستعادوا المال، في عملية استخباراتية بامتياز. وأردفت أن قايد صالح، الذي لم يكن على علم بالعملية، شعر بالإهانة، وقرر الانتقام في 2015، حيث تمت إحالة حسان إلى المحاكمة، رغم دفاع الجنرال توفيق عنه برسالة وصفت العملية بأنها عمل وطني بامتياز. لكن القضاة لم يتأثروا. وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات. لتتم تبرئته (مثل الجنرال توفيق الذي سجنه قايد صالح أيضا) في عام 2021، مع ردّ الاعتبار واسترجاع ممتلكاته.


المغربية المستقلة
منذ يوم واحد
- المغربية المستقلة
لم يصدر اي بلاغ بخصوص إعفاء الاول او تعيين الثاني . سر إحياء وتعيين جنرالات الجزائر لرجل 'ميت' رئيسا للاستخبارات
المغربية المستقلة : بقلم الصحافي حسن الخباز شبهت مجلة 'لوبوان' الجنرال الجزائري عبد القادر آيت أببو عرابي بالنقيب 'هيو گلاص' بطل فيلم 'العائد' لكاتبه مايكل بانك الذي اقتبسه من روايته الشهيرة ، والذي جسده الممثل العالمي ليوناردو ديكابريو وحصل من خلاله على جائزة احسن ممثل في الاوسكار . وجاء في تقرير المجلة الفرنسية الشهيرة والذي حرره الصحافي الجزائري فريد اعليلات أن الجنرال 'حسان'، عاد من بين الأموات بعدما كان في الحضيض، معتقلا في زنزانة بسجن البليدة العسكري بأمر من الجنرال أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش آنذاك. . جدير بالذكر انه أدين بتهمة 'إتلاف وثائق' و'مخالفة التعليمات العسكرية'، في قضية تعتبر من 'أسرار الدفاع'. الجزائري ، وهي خط احمر لا يمكن الاقتراب منه ، لذلك حكم عليه على ذمة القضية بالسجن لمدة خمس سنوات، قضاها كاملة . عاد بعدها لشقته المتواضعة بالحي عسكري في أعالي العاصمة الجزائرية، عانى حينها من اكتئاب حاد ، وظل شغله الشاغل هو التفكير المستمر في هذا الحكم المُهين ، الذي لم يستسغه ولم يتقبله حيث صار عقدة ابدية تلازمه اينما حل وارتحل . ما لم يستسغه الجنرال بوعرابي انه خدم بلاده نصف قرن من الزمان ، و اخلص لها من خلال عمله في المخابرات وبالضبط في محاربة الإرهاب ، لذلك لم يتقبل هذه النهاية الحزينة لمسيرته الحافلة . عودته للسلطة تعد بمثابة فرصة جديدة لعائد من القبر إلى الحياة من جديد بعد توليه الإدارة العامة للامن الداخلي (الاستخبارات الداخلية) بعدما خلف سابقه عبد القادر حداد، المعروف باسم 'ناصر الجن'. تم تعيينه إذن في استمرار لمسيرة الغموض التي تعرف بها جارتنا الشرقية ، حيث لم يصدر لا بلاغ عن إقالة السابق ولا حتى إشارة عن تعيين اللاحق ، وهو تجسيد للغموض الذي يلف الأسباب الحقيقية لهذا التغيير المفاجئ ، 'خاصة وأن 'الجن' معروف بسمعته السيئة في مكافحة الجماعات الإسلامية المسلحة. وتضيف أن 'الجن'، وهو رفيق سابق للجنرال حسان في ميادين مكافحة الإرهاب، غادر إلى إسبانيا في 2015 'ليمارس الأعمال'، أو بالأحرى ليبتعد عن أنظار السلطة الجديدة بعد سقوط نظام بوتفليقة وصعود نجم أحمد قايد صالح، الذي أقسم على تصفية الضباط المقربين من عدوه اللدود الجنرال 'توفيق' واسمه الحقيقي محمد مدين ' حسب ما أوردت مجلة 'لوبوان' . مالذي يحصل في الجزائر ، وماذا ينتظر الإسلاميين بعد عودته ، لماذا اعاده الجنرالات بعدما تم استبعاده ونفيه في غياهب السجون ، ماذا تخطط له الجزائر بعد إحياء هذا الجنرال الميت … تقرير ناري شامل خصصته المجلة الفرنسية بقلم احد أهم الصحافيين الجزائريين لمحاولة تحليل أسباب الاستعانة بخبرة رئيس المخابرات السابق وإعادته لمراكز القرار من جديد . من المعلوم ان سمعة 'ناصر الجن' سيئة في تعامله مع الجماعات الإسلامية المسلحة ، وقد حارب الإرهاب جنبا إلى جنب مع الجنرال حسان وقد رحل إلى إسبانيا بعد رحيل عبد العزيز بوتفليقة واشتغل في مجال المال والأعمال . هل اصبحت الجزائر حقل تجارب للمخبرين ، هل ينجح آيت أبو عرابي في مهمته القديمة الجديدة ، هل سيعمر في ولايته الثانية على غرار ولايته الأولى التي دامت خمسين عاما … الشعب الجزائري يبحث عن أجوبة عاجلة لهذه الأسئلة وغيرها ، والنظام متكتم ولا يسرب أي معلومة بهذا الخصوص ، والجنرالات يعتبرون الشعب قاصرا ويجب الحجر عليه في مثل هذا النوع من القضايا ، والجزائر على صفيح ساخن بل وتقبع تحت بركان قد ينفجر في أي لحظة .


هبة بريس
منذ 2 أيام
- هبة بريس
ارتكب جرائم بشعة ضد الجزائريين.. النظام العسكري يعين جنرالا على رأس الاستخبارات
هبة بريس في مشهد يعكس تخبط الأجهزة الأمنية الجزائرية، أقدم النظام العسكري يوم الأربعاء 21 ماي على إعفاء اللواء عبد القادر حداد، الملقب بـ'ناصر الجن'، من منصبه على رأس المديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI)، بعد أقل من عام على تنصيبه، ليحلّ مكانه اللواء عبد القادر آيت وعرابي المعروف بـ'حسان'، الذراع الأيمن للجنرال المتقاعد والمثير للجدل محمد مدين، الملقب بـ'توفيق'. فضائح أمنية المثير في الأمر أن 'حسان' نفسه سُجن سابقًا على خلفية فضائح أمنية، ليعاد اليوم إلى المشهد وكأن شيئًا لم يكن. كعادته، لم يجرؤ النظام على إعلان القرار بشكل رسمي مباشر، بل اختار الأسلوب المفضل لديه: تسريبات 'موجهة' على وسائل التواصل، تليها تأكيدات باهتة بعد انتشار الخبر، خاصة حين يتعلق الأمر بإقالات تطال جنرالات من الصف الأول. القطاع الاستخباراتي في الجزائر يعيش منذ خمس سنوات فوضى حقيقية، بعدما تعاقب ما يقارب 15 جنرالًا على قيادة ثلاث مديريات أمنية أساسية (DGSI، DGDSE، DCSA)، وكأن الدولة تدير أجهزتها الحساسة بطريقة التجريب والخطأ، في غياب أي استقرار أو رؤية واضحة. رموز العشرية السوداء 'ناصر الجن' و'حسان' ليسا سوى بقايا من رموز العشرية السوداء، خدموا تحت إمرة الجنرال توفيق في جهاز DRS، الذي سيطر على البلاد بقبضة من حديد لأكثر من ربع قرن. واليوم، يبدو أن 'توفيق' لا يزال يحرك خيوط اللعبة من خلف الستار، من خلال رجاله الذين يُعاد تدويرهم داخل هرم السلطة، مثل عودة 'حسان' التي بدأت تتبلور منذ ظهوره المريب في اجتماع المجلس الأعلى للأمن في يناير 2022، إلى جانب رجلي توفيق الآخرين: 'جبار مهنا' و'ناصر الجن'. العودة المفاجئة لما يُعرف بـ'شبكة توفيق' تؤكد أن النظام العسكري الجزائري، رغم ما يدّعيه من إصلاح، لم يتحرر من قبضة جنرالات الماضي. هذه الشبكة كانت قد تفككت نظريًا بين 2015 و2019، بفعل تدخل الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة والفريق الراحل أحمد قايد صالح، لكن الواقع يُثبت اليوم أنها أعيد تركيبها بحذافيرها. ومن المفارقات السوداء في المشهد أن 'حسان'، الذي يقود الآن جهازًا أمنيًا، سبق أن قاد عملية كارثية لتحرير رهائن منشأة عين أميناس عام 2013، انتهت بمجزرة راح ضحيتها عشرات الأبرياء، بينهم أجانب. العملية وصفتها تقارير دولية بـ'غير المهنية والدموية'، وفضحت ارتجال الأجهزة الجزائرية، لتنهار صورة 'الجيش المحترف' أمام المجتمع الدولي. نقل أسلحة إلى جماعات إرهابية وبدل المحاسبة الجادة، اكتفى النظام وقتها بسجن 'حسان' لخمس سنوات، بتهم تتعلق بنقل أسلحة إلى جماعات إرهابية في مالي وتسريب وثائق عسكرية، قبل أن يُطلَق سراحه لاحقًا، ويُعاد اليوم إلى قيادة جهاز أمني حساس، وكأن شيئًا لم يحدث. الجنرال توفيق خرج بدوره عن صمته في 2015 مدافعًا عن 'حسان'، واصفًا الحكم عليه بـ'الخطأ الجسيم'، في رسالة كانت بمثابة إنذار مبكر بأن الجنرالات المطرودين حينها لم يغادروا المشهد فعليًا، بل كانوا يتحينون فرصة العودة. وفي 2019، جمع السجن العسكري بالبليدة بين 'توفيق' و'حسان' في زنزانة واحدة، إلى أن خرجا بعد وفاة قايد صالح، ثم بعد الإطاحة المدوية باللواء واسيني بوعزة، الذي شغل DGSI قبل أن يُدان ويسجن ويُجرد من رتبته. هذه الإطاحة فتحت الباب أمام حملة تطهير واسعة، شملت عشرات الجنرالات، كثير منهم من رؤساء الاستخبارات، الذين أُقيلوا ثم أودعوا السجن، فيما استمر النظام في تدوير نفس الوجوه، دون تغيير فعلي أو إصلاح حقيقي.