
مجددًا.. ترامب يحض رئيس الفيدرالي على خفض الفائدة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
شدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الخميس، ضغوطه على رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) جيروم باول لخفض أسعار الفائدة، وفق بيان أصدره البيت الأبيض عقب لقاء هو الأول بين الرجلين منذ عودة الملياردير الجمهوري إلى سدة الرئاسة.
وجاء في تصريح للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن ترامب قال 'إنه يعتقد أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي يرتكب خطأ بعدم خفض أسعار الفائدة، ما قد يضعنا في موقف اقتصادي غير مؤات أمام الصين وغيرها من الدول'.
جاء ذلك بعدما أعلن باول أنه دافع في لقاء مع ترامب أن القرارات اتّخذت بعيدًا من كل الاعتبارات السياسية.
وجاء في بيان لباول أن ترامب استدعاه إلى البيت الأبيض الخميس.
وأوضح باول أنه قدّم للرئيس شرحا مفصّلا لـ'توقعاته في ما يتّصل بالسياسة النقدية، فقط بهدف التأكيد أن مسارها يعتمد حصرا على البيانات الاقتصادية القادمة وتداعياتها' على المستقبل.
وأشار باول إلى أنه تم التشديد على أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي ومعاونيه 'سيحّددون السياسة النقدية، وفق ما يلحظه القانون' بهدف القضاء على البطالة وإرساء استقرار الأسعار 'وهم سيفعلون ذلك بالاستناد حصرا إلى تحليل متأن وموضوعي وغير مسيّس'.
جاء ذلك، بعدما كشف مسؤول رفيع في الاحتياطي الفيدرالي الخميس أن الهيئة قد تخفّض أسعار الفائدة إذا ما تم تخفيض الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 33 دقائق
- النهار
"الأفضل عدو الجيد"... نهج ترامب في غزة مختبر للمساعدات الدولية المستقبلية
عمد دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض إلى خفض المساعدة الأميركية وإعادة توجيهها، لكن مبادرته المثيرة للجدل لتوفير مواد غذائية في قطاع غزة قد تعطي مؤشرات إلى مستقبل المساعدات في العالم، وسط تحذير المنظمات الإنسانية من نموذج "غير لائق" و"خطير". وتقوم "مؤسسة غزة الإنسانية" التي يديرها عناصر أمن أميركيون متعاقدون مع انتشار قوات من الجيش الإسرائيلي في محيط مراكزها، بتوزيع مواد غذائية في عدد من النقاط من القطاع المحاصر والمدمر بفعل 20 شهرا من الحرب بين الدولة العبرية وحركة "حماس". وباشرت المؤسسة الخاصة الغامضة التمويل، تسليم مساعدات غذائية الإثنين بعدما أطبقت إسرائيل حصارها على القطاع لأكثر من شهرين، وسط أزمة جوع متفاقمة. وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أنّ جميع سكان قطاع غزة معرّضون لخطر المجاعة. وترفض الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التعامل مع "مؤسسة غزة الانسانية"، معتبرة أن خطة عملها لا تراعي "المبادئ الأساسية" للمساعدة الإنسانية وهي "عدم الانحياز والحياد والاستقلالية"، وأنها تبدو مصممة لتلبية الأهداف العسكرية الإسرائيلية. وقال نائب رئيس البرامج الدولية في لجنة الإغاثة الدولية كيران دونيلي: "ما شهدناه فوضوي، مأساوي. نرى مئات آلاف الأشخاص يجهدون في ظروف غير لائقة وغير آمنة للوصول إلى كمية ضئيلة من المساعدات". دعا إلى العمل بالتعاون مع المدارس أو المستوصفات لتوزيع المساعدة حيث يحتاج الناس إليها، وليس في مراكز خاضعة لتدابير عسكرية. وقال: "إن كنا نريد حقا توزيع المساعدة بصورة شفافة ومسؤولة وفاعلة، يجب استخدام خبرة المنظمات الإنسانية التي تقوم بذلك منذ عقود وبنيتها التحتية". وبينما تؤكد المنظمات الانسانية منذ أشهر أن كميات هائلة من المساعدات تبقى عالقة خارج القطاع، لفت دونيلي الى أن لجنة الإغاثة الدولية وحدها لديها 27 طنا من المساعدات تمنع إسرائيل دخولها إلى القطاع المحاصر. "الخط الأحمر الأخطر" من جانبه، قال يان إيغلاند رئيس المجلس النروجي للاجئين إن منظمته توقفت عن العمل في غزة عام 2015 عندما اقتحم عناصر من "حماس" مركزها. وقال: "لماذا ندع الجيش الإسرائيلي يقرر كيف وإين ولمن نعطي مساعدتنا في إطار إستراتيجيته العسكرية الرامية إلى تشريد الناس في غزة؟". وتابع إيغلاند الذي كان مسؤولا عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة: "هذا انتهاك لكل ما ندافع عنه، إنه الخط الأحمر الأخطر الذي لا يمكننا تخطيه". وشابت الفوضى أولى عمليات توزيع المواد الغذائية التي قامت بها "مؤسسة غزة الإنسانية"، إذ افادت الأمم المتحدة عن إصابة 47 شخصا بجروح معظمهم برصاص القوات الإسرائيلية الثلاثاء حين هرعت حشود يائسة وجائعة إلى المركز، فيما أكد مصدر طبي سقوط قتيل على الأقل. وينفي الجيش الإسرائيلي أن يكون أطلق النار. كما تنفي المنظمة وقوع إصابات، وهي تؤكد أنها وزعت 2,1 مليون وجبة غذائية منذ الإثنين. ورأى العضو في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي جون هانا الذي قاد دراسة حددت المبادئ التي قامت عليها "مؤسسة غزة الإنسانية"، أن على الأمم المتحدة أن تعي ضرورة اعتماد نهج جديد للمساعدات بعدما أقامت "حماس" ما ووصفه بـ"مملكة من الرعب" في غزة. وسبق لإسرائيل أن فرضت قيودا هائلة على عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، متهمة عددا من العاملين معها بالضلوع في هجوم "حماس" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي أطلق شرارة الحرب في غزة. "الأفضل عدو الجيد" وقال هانا، وهو مسؤول أميركي سابق: "أخشى أن يكون الناس على وشك أن يدعوا الأفضل يكون عدو الجيد بدل أن يروا كيف يمكنهم المشاركة في هذا المجهود وتحسينه وجعله أفضل وتعزيزه". ودافع هانا عن استخدام متعاقدين من القطاع الخاص، مؤكدا أن العديد منهم شاركوا في "الحرب على الإرهاب" التي قادتها الولايات المتحدة في المنطقة. وأضاف: "كنا نتمنى لو كان هناك متطوعون من قوات وطنية موثوقة وقادرة (أخرى)... لكن الواقع أن لا أحد يتطوع". وقال إنه يفضل أن يتم تنسيق المساعدات مع إسرائيل بدل "حماس"، موضحا: "على أي مجهود إنساني في منطقة حرب أن يقوم ببعض المساومات مع السلطات الحاكمة التي تحمل السلاح". وكانت الدراسة التي أجراها العام الماضي نصحت بعدم تولي إسرائيل دورا كبيرا في المساعدة الإنسانية في غزة، داعيا إلى ضلوع الدول العربية لإعطاء العملية المزيد من الشرعية. لكن فيما تواصل إسرائيل هجومها العسكري على غزة، أبدى عدد من الشركاء العرب لواشنطن، كما قسم كبير من الأسرة الدولية، انتقادات لمبادرات طرحها ترامب بشأن غزة، خصوصا دعوته الى سيطرة الولايات المتحدة على القطاع ونقل سكانه الى دول أخرى وجعله "ريفييرا الشرق الأوسط".


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
ترامب يقيل مديرة المتحف الوطني للبورتريه زاعمًا أنها متحيزة حزبيًا بشدة
أقال دونالد ترامب مديرة المعرض الوطني للبورتريه، زاعمًا أنها متحيزة حزبيًا بشدة، في وقت يدفع فيه الرئيس الأميركي بخطته لإعادة هيكلة المؤسسات الثقافية في البلاد. وتعد إقالة مديرة المعرض أحدث خطوة هجومية من قبل الجمهوريين في عالم الفنون الذي يرونه معاديًا لهم ومعقلًا لخصومهم من الحزب الديموقراطي.


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
سوريا والتطبيع: 'الثورة' بربطة عنق أميركية
اسراء الفاس 'هذه الجماعات التكفيرية هي تقاتل خدمة للمشروع الأميركي – الإسرائيلي، علمت أو لم تعلم، قياداتهم يعرفون ذلك، 'المعترين' هم المقاتلون الذين أخذتهم الشعارات الكذابة والبراقة'. الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله في كلمة متلفزة بُثَّت في ٢٨ آب/اغسطس ٢٠١٧ نحو عقد مر، واستحال كلام السيد الشهيد واقعاً توثقه الكاميرات ببثٍّ حي، وأخباراً وتصريحات يومية، تتصدر العناوين. تبدلت الأسماء والمواقف، وخرجت الوقائع شاهدة على بصيرة سبقت عصرها إلى ما بعده. بين ليلة وضحاها غدا 'أبو محمد الجولاني' أحمد الشرع، واستُبدلت العِمّة ببدلة رسمية وربطة عنق، وشعارات الفتح والتحرير كما الأشكال شُذبت وهذبت لأن المرحلة تقتضي التعاطي بواقعية سياسية، والحكام العرب الذي وصفهم الجولاني ذات يوم بأنهم 'يدفعون الجزية لأمريكا لكي يبقوا على كراسيهم وعلى عروشهم'، بات واحداً منهم… لتخرج صورته منحنياً بخجل أمام ترامب كلقطة كانت تعلن دخول سوريا العصر الأميركي. لقاءات مباشرة مع اسرائيليين لقاءات مباشرة وجهاً لوجه انعقدت بين مسؤولين سوريين واسرائيليين، الخبر نقلته 'رويترز'. وفي تأكيد أرادته لصحة المنشور قالت الوكالة انها استقته من مصادر خمس اثنان منها سوريان، وآخران غربيان، والخامس مصدر مخابراتي مطلع على حد وصف الوكالة. وفيما تناول الاعلام العربي الخبر بكثافة، كان الموقف الوحيد الذي صدر عن الجانب السوري نفياً جاء على لسان المسؤول الامني أحمد الدالاتي، الذي أوردت اسمه 'رويترز'. نفى الدالاتي مشاركته في أي مفاوضات مباشرة، دون أن ينفي وقوع المفاوضات نفسها. ما لم تفلح الضغوطات والعقوبات إلى جانب الحرب والحصار تحقيقه في سوريا لعقود، قدمته الادارة الانتقالية الجديدة خلال أشهر قليلة. ومقابل 33 دقيقة منحها ترامب من وقته للقاء حضر فيه الجولاني، بنسخته المنقحة: أحمد الشرع. كان الأخير قد وافق مسبقاً على شروط أعلنتها المتحدثة باسم البيت الابيض في بيان صريح وواضح، والتفاصيل هذه نشرتها صحيفة 'الشرق الأوسط' السعودية. في بيانها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الابيض، كارولين ليفيت، أن ترامب حدّد 5 شروط للقاء الجولاني، والأخير قبل بها، والشروط تقضي بالتزام سوريا بـ : التوقيع على اتفاقيات التطبيع مع 'اسرائيل'. مطالبة جميع المقاتلين الأجانب بمغادرة سوريا.3. ترحيل عناصر المنظمات الفلسطينية المسلحة. مساعدة الولايات المتحدة على منع عودة «داعش». تحمل مسؤولية مراكز احتجاز «داعش» في شمال شرقي سوريا. قبل لقائه بترامب، كان أحمد الشرع قد أعلن من باريس أن بلاده تخوض محادثات غير مباشرة مع 'إسرائيل' عبر وسطاء. تقارير إعلامية تحدثت في حينه عن دور تلعبه الإمارات في إنشاء قناة خلفية للتواصل بين الجانبين: السوري والإسرائيلي، وأن المباحثات تتناول قضايا أمنية واستخباراتية لبناء الثقة. وسرعان ما أخذت تتكشف مفاعيل الوساطة الإماراتية. فنشرت 'تايمز اوف اسرائيل' بتاريخ 15 أيار/مايو أن اجتماعات مباشرة استضافتها أذربيجان، ضمّت مسؤولين إسرائيليين وسوريين وأتراك،وناقشت انضمام سوريا الى اتفاقيات التطبيع مع 'اسرائيل'. ولاحقاً، أطل مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن متحدثاً عن أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى بشكل مباشر بمسؤولين اسرائيليين، وأن لقاءاً آخراً جمع ضباطاً كبار اً في وزارة الدفاع السورية مع مسؤولين اسرائيليين في أواخر شهر نيسان/أبريل الماضي. وأخبار اللقاءات تزامنت مع أكثر من موقف صدرت عن الجانب السوري. سواء محافظ دمشق ماهر مروان الذي سبق الكل للتأكيد بأن مشكلة دمشق الجولاني ليست مع تل أبيب، وأن القيادة السورية الجديدة تريد السلام. بعدها توالت سلسلة من المواقف، الا ان اللافت كان إطلالة مدير وزارة الاعلام السورية علي الرفاعي عبر قناة 'كان' العبرية مصرحاً بأن سوريا تسعى للسلام مع الجميع، من دون استثناء، في رد على أسئلة تعمدت القناة الاسرائيلية التأكيد عليها تتعلق بالموقف من كيان العدو تحديداً دون غيره. تطبيع وتمثيل دبلوماسي نهاية 2026 اللقاءات والتصريحات كما التعهدات التي خرجت الى العلن، بدت متقاطعة مع معلومات كشف عنها الدبلوماسي البريطاني السابق كريغ موراي في مقال نشره على موقعه. موراي قال إنه علم من مصادر دبلوماسية بريطانية أن الرئيس السوري الانتقالي أكد للمملكة المتحدة أن بلاده ستطبع العلاقات مع 'إسرائيل'، وستعترف بها كدولة وتتبادل معها السفراء نهاية عام 2026، كـ 'جزء من صفقة مقابل دعم مالي غربي كبير ورفع العقوبات عن سوريا'. وأضاف موراي: 'سألتُ (المصدر) عما إذا كان انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من سوريا جزءًا من الاتفاق، والمثير للدهشة أن أيًّا من الطرفين لم يُثر هذا الموضوع. تعتبر المملكة المتحدة الأمر مسألةً ثنائيةً بين سوريا وإسرائيل، ولا يبدو أن الجولاني يُعطي أولويةً لانسحاب 'إسرائيل''. كريغ موراي الذي شغل سابقاً منصب سفير في كازاخستان، كشف في مقاله الذي نشره في منتصف نيسان/ أبريل الماضي أن الجولاني يحظى بدعم جهاز المخابرات البريطاني (MI6) والقوات الخاصة البريطانية . وأن الدعم الذي يتلقاه يأتي لدرء أي 'تمرد محتمل من قِبل مسلحيه الذين شقوا طريقهم من إدلب. اذ يشعر المسلحون الشيشان والأوزبك والأويغور بسعادة بالغة الآن بغنائم النصر، لكنهم قد لا يرحبون بفكرة الاعتراف بإسرائيل'. واللافت أن كلام الدبلوماسي البريطاني أتى قبل ايام من الفيديو الذي انتشر للسفير الأميركي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، وهو يتحدث عن دور واشنطن ولندن في إعداد أحمد الشرع، مستعرضاً ما أداه في عملية تأهيل الرجل بعد تلقيه طلب من 'مؤسسة بريطانية غير حكومية، تعنى بحلّ الصراعات، للمساعدة في إخراج هذا الشاب من عالم الإرهاب وإدخاله في السياسة'، بحسب تعبير فورد. ولم يكن فورد بوارد اجراء مكاشفة عن ادوار خفية لواشنطن ولندن، الكلام عن تدريب ابو محمد الجولاني واخضاعه لعملية تأهيل للعبور من ضفة الارهاب إلى عالم السياسة، كان بمثابة رسالة تقول إننا نتعاطى مع اليوم أحمد الشرع صنيعتنا، مع رجل آخر تماماً غير الذي عرفناه في سوريا والعراق. وبالعودة إلى التطبيع، وفي مقابلة صرّح السفير الإسرائيلي في واشنطن يحيئيل لايتر قبل أيام أن التطبيع مع سوريا ولبنان قد يسبق اعلان تطبيع كامل العلاقات مع السعودية. السفير الاسرائيلي كان يتحدث بنشوة عن نجاح كيانه بتغيير المشهد في المنطقة وتحديداً في سوريا ولبنان. 'لا يوجد سبب الآن يمنعنا من الانتقال إلى تسوية مع سوريا ولبنان. لقد غيّرنا النموذج هناك بشكل جذري. أنا متفائل للغاية بشأن إمكانية إبرام اتفاق إبراهيم مع سوريا ولبنان، وقد يسبق ذلك المملكة العربية السعودية'. وأضاف أن 'اسرائيل' تنتظر من أحمد الشرع أن يتحرك باتجاه تحقيق جملة أهداف، تتقاطع مع شروط ترامب الخمسة، على رأسها افراغ الحدود من المسلحين، وحظر الفصائل الفلسطينية والمقاومة مثل حماس وحزب الله. تحدي الداخل مساعي ادارة الجولاني نحو التطبيع لا تتوقف على اللقاءات والتصريحات، فثمة تحديات داخلية تتمثل في الموقف الشعبي والتمكن من أخذه إلى ضفة يتصالح فيها مع الوجود 'الاسرائيلي' كواقع مرحب به في زمن الإبادة التي ينفذها الاحتلال في غزة. الى جانب تحد يشكل العقبة الأكبر ويتمثل في موقف المسلحين قاتلوا إلى جانب الجولاني، من أجل اسقاط سوريا الأسد ، التي كان يأخذ عليها هؤلاء أنها لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه 'اسرائيل'. كيف تتعاطى سوريا مع هذه التحديات؟ على الصعيد الاعلامي تنشط المنصات الرقمية ومراكز بحثية، تدعي استقلاليتها، للتسويق إلى التطبيع ومبرراته بعنوان الواقعية السياسية، ولتصوير الأمر بأنه يحظى بمقبولية شعبية يعززها التعاطي الاعلامي الجديد مع ملفات المنطقة وأحداثها. المركز السوري لدراسات الرأي العام (مدى)، نموذج عما نتحدث عنه. يعرّف المركز عن نفسه كمؤسسة بحثية مستقلة، وهي مؤسسة يديرها حسام السعد، شخصية أكاديمية برزت بعد 2011 من ضمن الوجوه الداعمة للثورة. أقام السعد في اسطنبول، وشارك في المؤتمرات التي كانت تقيمها المعارضة السورية، كما حل ضيفاً دائما على شاشة تلفزيون سوريا المعارض الذي كان يبث من اسطنبول. ولاتزال كتاباته منشورة في مركز حرمون للدراسات المعاصرة الذي يتلقى التمويل والدعم من قطر وتركيا. في نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي أصدر مركز الدراسات السوري (مدى) نتائج استطلاع للرأي قال إنه أجراه على عينة من 2550 سورياً من عموم المحافظات حول قضية التطبيع. وجاء في النتائج أن 46.35 في المئة من العينة المستطلَعة لا يؤيدون توقيع اتفاق سلام مع 'اسرائيل'، مقابل 39.88 في المئة أيدوا ذلك، ليتوقف المركز عند هذا الرقم كمؤشر. وبحسب ما نُشر، فقد ربط غالبية السوريين بين الاستقرار والازدهار الاقتصادي في سوريا والتطبيع، 'حيث رأى أكثر من 70 بالمئة أن التطبيع سوف يعمل على قدوم الاستثمارات العربية والدولية إلى سوريا، وبالتالي تحسّن الوضع الاقتصادي'، إلا أن الاحصاء نفسه بيَّن أن 62% من السوريين رؤوا أن التطبيع سيؤدي إلى أن احتلال مزيد من الأراضي السورية. وقال المركز:'رغم التوجه الكبير والتحول في آراء السوريين تجاه إسرائيل والموافقة على عقد اتفاقية سلام، اعتبروها الدولة الأكثر خطرًا… وهذا يفسر أن قرار الاتجاه نحو تأييد السلام معها يأتي من باب درء المخاطر، لا سيما وأنها على تماس مباشر مع سوريا بشكل عام، وبعض المحافظات السورية الحدودية على وجه الخصوص'. وبمعزل عن حقيقة مزاج السوريين ودقّة ما يتم تسويقه، التحدي الأخطر للحكم الجديد لا يتمثل بموقف الشارع، بقدر ما هو يتعلق موقف المسلحين الذي قاتلوا بعناوين اسلامية حضرت فيها مفردات الفتح والتحرير وبيت المقدس واستعداء اليهود وغيرهم، تماماً كما كان عنوان العداء لـ 'اسرائيل' حاضر كأمر واقع لا مفر منه يوظف تحشيداً، وتغيّبه أولويات المعارك التي يرسمها صنّاعها. في تقرير نشرته 'بي بي سي' يوم أمس طرحت الاذاعة البريطانية سؤالاً: 'هل تقبل العناصر المسلحة، ذات الخلفية الإسلامية المتشددة التي قادها الشرع في حملة الإطاحة بنظام الأسد، باتفاق سلام مع إسرائيل أو حتى تفاهمات أمنية؟' ليخلص التقرير نفسه على ضوء الاجابات السورية إلى أن 'التفاهمات المستقبلية المحتملة قد تشمل محاربة التيارات المتطرفة وإبعاد الجماعات الراديكالية عن الحدود مع 'إسرائيل''. يُذكر أن إبعاد المسلحين عن الحدود مطلب اسرائيلي بالدرجة الأولى، تناوله السفير الاسرائيلي في واشنطن في مقابلته، بشكل واضح لا لُبس فيه، قائلاً: 'لا يمكننا السماح للجهاديين بالتواجد على حدودنا، لقد تعلمنا ذلك منذ ٧ تشرين الأول/اكتوبر. نود أن نرى الشرع يتحرك باتجاه حل المجموعات الجهادية'. وبالعودة إلى كلام كريغ موراي وتعليقاً على هذه النقطة تحديداً، يقول الرجل: 'لأكون واضحًا، وهذا الجزء لم يأتِ من مصدري الدبلوماسي. لكنني أميل الى الاعتقاد بشدة في أن يعمل الجولاني ونظامه المؤيد للصهيونية، والذي تم تنصيبه بدعم غربي، على تقوية قواته حتى يحين وقت 'ليلة السكاكين الطويلة'، حيث سيتم التخلص من أكثر أنصاره تطرفًا… لا أرى كيف يمكنه التوفيق بين دور الأصولي الإسلامي ودور الدمية الأميركية- الإسرائيلية.. لكن اللعبة لم تنتهِ بعد'. المصدر: موقع المنار