logo
أوروبا ومطرقة ترامب

أوروبا ومطرقة ترامب

الغد١٧-٠٢-٢٠٢٥

حاولت أوروبا وعلى مدى عقود طويلة أن تستجمع قواها العسكرية والاقتصادية في بوتقة واحدة، لمواجهة التحديات التي تطرأ على العالم، واستطاعت أن تنصهر محاولاتها في جسم يعبر عن اتجاهاتها وأفكارها ومواقفها والتي في معظمها انبثقت في خمسينيات القرن الماضي وسميت آنذاك بالجماعة الأوروبية، أمام كل ما يستجد من تطورات وأحداث على الساحة العالمية، وكان الاتحاد الأوروبي الذي نشأ في العام 1992. فأوروبا تواجهها العديد من المنعطفات الخطيرة وأشدها خطورة مواجهة قوة الدب الروسي، الذي استنفر كل الجهود الأوروبية وأقض مضاجعها في الآونة الأخيرة، خاصة بعد النزاع الذي اندلع بين روسيا بوتين وأوكرانيا زيلينسكي، فمن المعلوم أن أوكرانيا كانت جزءًا أصيلاً من الاتحاد السوڤيتي ( روسيا الآن)، ولم تكن الخلافات قد ظهرت على السطح بين الطرفين، بصورة تصل إلى صراع مسلح واصطفاف أوروبا إلى جانب أوكرانيا وعيناها على الموارد الطبيعية لأوكرانيا، وأوكرانيا من أكبر مصدري الحبوب، ويستورد الاتحاد الأوروبي ما نسبته 40 ٪ من تلك الموارد الأوكرانية. واشتعل النزاع خاصة بعد تولي فلاديمير زيلينسكي الممثل الساخر (أوكراني يهودي)، والذي عزز المخاوف الأوروبية وأججها بحديثه عن نوايا روسية لاجتياح أوروبا والسيطرة عليها، حتى أطلق عليه لقب (نتنياهو أوروبا).
اضافة اعلان
بالطبع لم تكن الولايات المتحدة الأميركية بمنأى عن الواقع الأوكراني حيث تلقت دعماً قوياً منها في ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، ومع صعود قوة الاتحاد الأوروبي وتهافت الدول الأوروبية على الانضمام إليه، حظي بتعاون أميركي جيد تجاري وعسكري من منطلق القيم المشتركة بينهما، ولكن ما لبثت أن أصبحت تلك العلاقات على المحك، بعد أن وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذياً بفرض رسوم جمركية ما نسبته 25 ٪ على واردات الصلب والالمنيوم، واستهجن الاتحاد الأوروبي قرار ترامب، وعقبت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين « أن الاتحاد الأوروبي سيواجهها بإجراءات مضادة حازمة ومتكافئة»، وتصاعد حدة الخطاب الأوروبي نوعاً ما، عندما هاتف الرئيس الأميركي ترامب الرئيس الروسي بوتين، للاتفاق على حل سلمي للنزاع الروسي الأوكراني، ولم يكن ترامب ليمرر ذلك الاتفاق (صفقة) من غير مكسب، فطالب أوكرانيا بمعادن ثمينة بقيمة نصف تريليون دولار، نظير الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة الأميركية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا وهذا بالطبع في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
من الواضح أن ترامب يعشق الصفقات وغير معني في تمويل أي حرب، لأنها تعني له إنفاق المزيد من أموال الخزانة الأميركية وهذا ما لا يسمح به، لا يخطو خطوة إلا ويحسب حسابها، فهو رجل أعمال عقليته عقلية تاجر يريد الربح واستجلاب منافع لأميركا، ليظهر بمظهر الرئيس الذي ينفذ ما وعد به ناخبيه بتوفير فرص عمل ورفع مستوى المعيشة، حتى أن المتحدثة باسم البيت الأبيض أدلت اثناء الموجز اليومي بأن الخزانة الأميركية تدقق بكل فاتورة تصل إليها، واستطاعت توفير مليون دولار، وماذا تعني المليون دولار بالمقارنة مع الموازنة الأميركية السنوية؟! وستثير تصريحاته وأفكاره الغريبة للبعض ضجة تلو ضجة، وجوهر غايته التوفير ثم التوفير على الخزانة الأميركية وتقليص النفقات الخارجية والداخلية قدر المستطاع، أي على جميع شركاء الولايات المتحدة وحلفائها أن يشدوا الحزام، وألا يحلموا بأن أميركا خاصة في عهد ترامب سيحصلون على الدعم إلا وفق المقياس (الترامبي)، وأول من اكتوى بنار قرارات ترامب الاتحاد الأوروبي، فعلى أوروبا أن تودع الأوقات التي كانت فيها أميركا المتبرع السخي، والسؤال هل سيكون التوجه الجديد في التضييق على صادرات أوروبا لأميركا فقط في عهد ترامب، أم سينسحب على من سيأتي بعده من الرؤساء؟! هذا هو السؤال الأهم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

3 دول أوروبية تطالب إيران بالعودة فوراً إلى المفاوضات
3 دول أوروبية تطالب إيران بالعودة فوراً إلى المفاوضات

خبرني

timeمنذ 35 دقائق

  • خبرني

3 دول أوروبية تطالب إيران بالعودة فوراً إلى المفاوضات

خبرني - طالب وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا إيران بـ"العودة بأسرع ما يمكن، ودون شروط مسبقة إلى طاولة المفاوضات" حول برنامجها النووي، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي. وأوضح المصدر أن جان نويل بارو وديفيد لامي ويوهان فاديبول، الذين أجروا مباحثات، مساء الإثنين، مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، "دعوا إيران إلى الإحجام عن أي هروب إلى الأمام بما يتعارض مع المصالح الغربية، وأي توسع إقليمي وأي تصعيد نووي"، على غرار وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو الخروج من معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية، أو تخطي نسب التخصيب المسموح بها. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أفادت، ليل الإثنين الثلاثاء، بحصول اتصال بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي يقود المفاوضات عن بلاده، ونظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني وكايا كالاس. واعتبر عراقجي، أن الهجوم الإسرائيلي على إيران هو بمثابة "ضربة" للدبلوماسية. وقال، إن "العدوان الإسرائيلي على إيران في وسط المفاوضات (مع الولايات المتحدة حول الملف النووي) يسدد ضربة للدبلوماسية". والدول الثلاث أطراف إلى جانب الصين وروسيا في الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي أبرم في 2015 وانسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصورة أحادية خلال ولايته الأولى. وبدأت الولايات المتحدة في مطلع العام مفاوضات غير مباشرة مع إيران تعثرت عند مسألة تخصيب اليورانيوم. وكان من المقرر عقد جلسة مفاوضات جديدة في نهاية الأسبوع الماضي في عمان، ألغيت في نهاية المطاف في ظل الهجوم الذي باشرته إسرائيل على إيران.

بعد عقود من التحديات... خامنئي أمام اختباره الأصعب
بعد عقود من التحديات... خامنئي أمام اختباره الأصعب

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

بعد عقود من التحديات... خامنئي أمام اختباره الأصعب

تجاوز المرشد الإيراني علي خامنئي خلال العقود الثلاثة الأخيرة سلسلةً من التحديات، إلا أن الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة قد تكون أكثر هذه الأزمات خطورة على استمرار النظام الإيراني وعلى سلامته الشخصية. اضافة اعلان منذ أن خلف المرشد الأول(الخميني) بعد وفاته عام 1989، قاد خامنئي، إيران، عبر عقوبات شديدة وتوتر شبه متواصل مع العالم، كما واجه احتجاجات قُوبلت بقمع شديد، وكان آخرها الحراك «امرأة، حياة، حرية» في 2022 - 2023. وكانت مسألة خلافة خامنئي البالغ (86 عاماً) مطروحة بالأساس في إيران، غير أن القرارات التي سيتخذها الآن في ظل الظروف الصعبة الراهنة سيكون لها تأثير حاسم على مستقبل السلطة التي كان من ركائزها منذ الثورة التي أطاحت بالشاه في 1979. وقد تكون سلامته الشخصية على المحك الآن، وقد كشف مسؤول أميركي كبير، الأحد، أن الرئيس دونالد ترمب عارض خطة إسرائيلية لاغتياله، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الاثنين، أن اغتيال المرشد الإيراني من شأنه أن «يضع حداً للنزاع». كما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الاثنين، «سنضرب الديكتاتور الإيراني أينما كان». «معضلة افتعلها بنفسه» أظهر نجاح إسرائيل في قتل شخصيات إيرانية أساسية، لا سيما رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة وقائد الحرس الثوري، قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على تتبع القادة الإيرانيين، وطرح تساؤلات حول ما إذا كان من الممكن أن يوجه نتنياهو فعلاً الأمر بقتل خامنئي. وتحيط تدابير أمنية مشددة وسرية كاملة بتحركات المرشد الإيراني الذي لم يغادر إيران منذ تولى مهامه، وتعود آخر رحلة قام بها إلى الخارج إلى عام 1989 حين زار كوريا الشمالية في وقت كان رئيساً لإيران. ورأى كريم سجادبور، الباحث في معهد «كارنيغي» للسلام الدولي، أن خامنئي يواجه «معضلة افتعلها بنفسه»، وهو بات يفتقر إلى «البصيرة الجسدية والمعرفية لقيادة إيران في حرب تكنولوجية متطورة». ولفت النظر إلى أن «الرد على إسرائيل إذا كان ضعيفاً فسيمعن في تقويض سلطته، وإذا كان قوياً فقد يعرض استمراريته واستمرارية نظامه لمزيد من الخطر». «خطأ في الحسابات» وفيما حافظ خامنئي على خطاب المواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، واصل دعم أذرع إيران ووكلائها في المنطقة مثل «حزب الله» في لبنان، مبقياً إيران بمنأى عن أي مواجهة مباشرة مع أعدائها. غير أن المنحى الذي تتخذه التطورات الأخيرة يشير إلى أن هذه الاستراتيجية وصلت إلى نهايتها. وقال جايسون برودسكي مدير السياسات في منظمة «متحدون ضد إيران نووية»، ومقرها في الولايات المتحدة، إن خامنئي «اعتد بإبقاء النزاعات بعيداً عن حدود إيران منذ توليه القيادة العليا عام 1989»، مضيفاً: «إذا فإن خامنئي أخطأ بشكل فادح في حساباته». ورأى برودسكي أن أقرب تشبيه ممكن للوضع الحالي هو الاضطرابات التي شهدتها إيران في أوائل الثمانينات، ونسبتها إلى فصائل معارضة، حين وقعت هجمات على عدد من القادة أسفرت عن قتل الرئيس وإصابة خامنئي نفسه في محاولة اغتيال في 1981. وقال برودسكي، لوكالة الصحافة الفرنسية: «ستكون هذه تجربة يسترشد بها خامنئي حتماً في الأوضاع الحالية». لكنه لفت النظر إلى أن «ما نشهده اليوم هو بحجم مختلف تماماً، ويحصل بوتيرة تهدد بتخطي قدرة طهران تماماً». باغت حجم الهجمات الإسرائيلية، ليل الخميس الجمعة، القيادة الإيرانية، لا سيما وأنها وقعت قبل يوم من جولة جديدة مقررة من المحادثات الإيرانية الأميركية حول برنامج طهران النووي، وذلك في وقت كانت تترصد أي احتجاجات جديدة وسط الأوضاع الاقتصادية المتردية. «نفعل ما علينا» وألمح نتنياهو، في مقابلة أجرتها معه شبكة «فوكس نيوز» إلى أن الضربات الإسرائيلية قد تؤدي إلى «تغيير النظام»، مشدداً في الوقت نفسه على أن الشعب الإيراني هو الذي ينبغي أن يفعل ذلك. وأضاف: «قد تكون هذه النتيجة بالتأكيد، لأن النظام الإيراني ضعيف جداً»، معتبراً أن «80 بالمائة من الشعب سيطردون (الأوغاد)». وسئل عما إذا كان هناك فعلاً خطة إسرائيلية لقتل خامنئي عارضتها واشنطن، فأجاب: «نفعل ما علينا أن نفعل، وسنفعل ما علينا أن نفعل وأعتقد أن الولايات المتحدة تعلم أن هذا جيد للولايات المتحدة». غير أنه لم ترد حتى الآن أي أنباء عن احتجاجات حاشدة، ولو أن بعض قنوات التلفزيون الناطقة بالفارسية خارج إيران بثت مشاهد لمجموعات تهتف شعارات معادية لخامنئي. وقالت هولي داغريس الباحثة في معهد واشنطن: «الواقع أن الضربات أججت توترات قائمة، وكان العديد من الإيرانيين يريدون زوال النظام. لكن معظمهم لا يريدون أن يكون ثمن تحقيق ذلك إراقة الدماء والحرب، وهذه نقطة أساسية».-(وكالات)

أسعار النفط تواصل الارتفاع مع تنامي المخاوف بشأن الإمدادات
أسعار النفط تواصل الارتفاع مع تنامي المخاوف بشأن الإمدادات

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ ساعة واحدة

  • سواليف احمد الزعبي

أسعار النفط تواصل الارتفاع مع تنامي المخاوف بشأن الإمدادات

#سواليف ارتفعت #أسعار_النفط بأكثر من 2% يوم الثلاثاء مع تصاعد #التوتر بين #إيران و #إسرائيل وحث الرئيس الأميركي دونالد #ترامب 'الجميع' على إخلاء طهران، مما زاد من احتمالية تفاقم #الاضطرابات في المنطقة وتعطل #إمدادات_النفط. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.17 دولار بما يعادل 1.6% إلى 74.4 دولار للبرميل بحلول الساعة 00:05 بتوقيت غرينتش، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.34 دولار أو 1.87% إلى 73.11 دولار. وكان كلاهما قد ارتفع بأكثر من 2% في وقت سابق من الجلسة، وفقًا لـ 'رويترز'. وأغلق كلا العقدين على انخفاض بأكثر من 1% يوم الاثنين وسط آمال في تخفيف التوتر الجيوسياسي بعد تقارير إعلامية عن سعي إيران إلى إنهاء القتال. غير أن الصراع تفاقم في يومه الخامس، إذ أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع انفجارات وإطلاق نار كثيف من الدفاعات الجوية في العاصمة طهران. وفي إسرائيل، دوت صفارات الإنذار في تل أبيب ردا على صواريخ إيرانية. وإيران هي ثالث أكبر منتج للنفط بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وقد تؤدي أعمال القتال إلى تعطيل إمداداتها من النفط، وبالتالي ارتفاع الأسعار. ويوم الاثنين، استهدفت غارة إسرائيلية هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية، كما أشار رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى أضرار جسيمة لحقت بأكبر محطة لتخصيب اليورانيوم في إيران. وقال ترامب إنه كان ينبغي على إيران توقيع اتفاق نووي مع الولايات المتحدة قبل بدء الغارات الإسرائيلية، وأنه يعتقد أن إيران تريد الآن التوصل إلى اتفاق. ومن شأن تخفيف العقوبات الأميركية في إطار أي اتفاق مع إيران بتصدير المزيد من النفط، مما سيؤثر سلبا على أسعار النفط العالمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store