logo
هل تشن الولايات المتحدة ضربة عسكرية ضد منشآت إيران النووية؟

هل تشن الولايات المتحدة ضربة عسكرية ضد منشآت إيران النووية؟

دفاع العربمنذ 7 ساعات

تتجه الأنظار نحو تطورات متسارعة في الشرق الأوسط، حيث تقترب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتخاذ قرار حاسم بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية. يتسم المشهد الراهن بالتعقيد الشديد، في ظل تصاعد غير مسبوق للتوترات بين طهران وتل أبيب، وتنامي الحشود العسكرية الأمريكية في المنطقة، ما يفتح الباب أمام جميع السيناريوهات المحتملة.
حشد عسكري أمريكي غير مسبوق في المنطقة
بينما يترقب الجميع قرار البيت الأبيض، تشهد منطقة الشرق الأوسط تسارعًا في التحركات العسكرية الأمريكية. تشير تقارير متعددة إلى نشر عشرات الطائرات المقاتلة من طرازات F-16 وF-22 وF-35، بالإضافة إلى إرسال أكثر من 30 طائرة للتزود بالوقود. هذه التعزيزات، التي تُوصف رسميًا بأنها 'دفاعية'، تعكس في توقيتها وطبيعتها استعدادًا لعملية هجومية محتملة.
تزامن ذلك مع تحرك حاملة الطائرات الأمريكية 'نيمتز' من بحر الصين الجنوبي باتجاه المنطقة، ما يؤكد أن القرار التنفيذي بات وشيكًا، بانتظار لحظة الحسم النهائية في البيت الأبيض.
البيت الأبيض: بين التكتم وخطاب التصعيد
أشار مراسل سكاي نيوز عربية في واشنطن، مجدي يازجي، إلى تضارب المعلومات حول اجتماع مجلس الأمن القومي الأمريكي؛ فبينما تؤكد بعض المصادر بدء الاجتماع، تنفي أخرى انعقاده، في ظل تكتم البيت الأبيض على التفاصيل. الأهم أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين وتغيّر نبرة الإعلام المحلي تشير إلى أن الضربات العسكرية أصبحت خيارًا مطروحًا بجدية.
يؤكد يازجي أن نائب الرئيس الأمريكي بدأ تحركات داخلية بلقاء أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، في محاولة لحشد الدعم لأي عمل عسكري محتمل، خاصة وأن ترامب يواجه انتقادات من قاعدته الشعبية المناهضة للحروب.
ترامب: تناقض بين الوعود الانتخابية ولغة الحرب
أطلق الرئيس الأمريكي تصريحات نارية، مطالبًا إيران بـ'الاستسلام' الكامل، ومستخدمًا مصطلح 'نحن' للإشارة إلى القوة والسيطرة. يمثل هذا تناقضًا صارخًا مع تعهداته الانتخابية بعدم الانخراط في حروب جديدة. لكنه في الوقت ذاته، يراهن على فكرة الحسم والهيبة الأمريكية في ملف بالغ الحساسية داخليًا ودوليًا.
الأهداف الإسرائيلية: تدمير البرنامج النووي لا إسقاط النظام
أوضح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن هدف إسرائيل ليس إسقاط النظام الإيراني، بل تدمير برنامجه النووي والصاروخي. تنسجم تصريحات ساعر مع موقف وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، الذي أكد أن تغيير النظام الإيراني من مسؤولية الشعب الإيراني.
في المقابل، شدد وزير الدفاع الحالي يسرائيل كاتس أن بلاده ستستهدف مواقع استراتيجية إيرانية إذا اقتضى الأمر، مع تركيز خاص على منشأة 'فوردو' النووية، التي تُعتبر هدفًا رئيسيًا لإسرائيل.
المواجهة الميدانية: ارتباك إيراني وتركيز إسرائيلي
نقل بشار صغير، مراسل سكاي نيوز عربية، تفاصيل عسكرية ميدانية دقيقة، مشيرًا إلى أن إسرائيل ركزت عملياتها على غرب إيران، حيث تقع منصات إطلاق الصواريخ، خصوصًا في كرمانشاه والأهواز. وقد أدى تحييد هذه المنصات إلى انسحاب القوات الإيرانية شرقًا نحو طهران وأصفهان.
أوضح صغير أن الضربات الجوية الإسرائيلية خلقت حالة من الارتباك داخل الجيش الإيراني، الذي يفتقر للوقت والقدرة على إعادة تنظيم نفسه، ما أدى إلى تراجع كبير في عدد الصواريخ المطلقة على إسرائيل. كما تحدث عن الحملة النفسية الإيرانية التي تهدف إلى ترهيب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مع اعتماد آليات جديدة للتحذير من الهجمات الصاروخية، تمنح السكان 10 دقائق للاحتماء في الملاجئ.
الشرق الأوسط: على حافة الانفجار الشامل
ينذر المشهد الحالي بانفجار قد يغير معادلات القوة في الشرق الأوسط، في حال مضت الولايات المتحدة وإسرائيل في خيار الضربة العسكرية. فبينما تصر طهران على الصمود، تبدو واشنطن وتل أبيب على وشك اتخاذ قرار استراتيجي كبير. المفارقة أن هذا القرار يأتي في ظل انتخابات أمريكية مرتقبة، ما يجعل الملف الإيراني جزءًا من الحسابات الداخلية للرئيس ترامب الذي يواجه انتقادات حول توجهه نحو حرب جديدة.
من جهة أخرى، تتباين المواقف الدولية، بين دعم أوروبي باهت، ومواقف خليجية تدعو للتهدئة، في حين تراهن إسرائيل على قدرة الردع الكاملة، مدعومة بالتفوق الجوي والتقني. لكن تبقى الحقيقة الأوضح، أن المنطقة كلها أمام لحظة فارقة: إما العودة إلى طاولة المفاوضات، أو الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة ستطال الجميع، ولن يكون فيها منتصر فعلي سوى الخراب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفكك داخلي وارتباك استراتيجي.. كيان الاحتلال تحت الضغط الإيراني الشامل
تفكك داخلي وارتباك استراتيجي.. كيان الاحتلال تحت الضغط الإيراني الشامل

المنار

timeمنذ 10 دقائق

  • المنار

تفكك داخلي وارتباك استراتيجي.. كيان الاحتلال تحت الضغط الإيراني الشامل

بينما تواصل إيران ضرباتها الدقيقة التي أربكت حسابات كيان الاحتلال على المستويين الأمني والسياسي، يحاول الإعلام الصهيوني منذ يومين التخفيف من وطأة الواقع المتدهور، عبر التهوين من أهمية الرد الإيراني، والتقليل من تصريحات القيادة الإيرانية. لكن الواقع الميداني، كما يعيشه المستوطنون، يناقض كل تلك الادعاءات. فالصواريخ الإيرانية، بحسب شهادات محلية وتقارير إعلامية عبرية، باتت تُحكم السيطرة على مناطق عدة داخل فلسطين المحتلة، بما في ذلك تل أبيب، حيفا، ومحيط المستوطنات. وتشير أصوات من الداخل الإسرائيلي إلى عجز المنظومات الدفاعية عن اعتراض جميع المقذوفات، مما خلق حالة هلع حقيقية لدى المستوطنين. إلى جانب ذلك، تصاعدت تساؤلات حول قرارات حظر سفر 'الإسرائيليين' إلى الخارج، في حين سُمح للأجانب بالمغادرة، مما فجّر موجة غضب اتُّهمت فيها الحكومة بممارسة التمييز. وفي مظهر إضافي لحالة الارتباك، تداولت الصحف العبرية، وعلى رأسها 'يديعوت أحرونوت'، صورة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تحت عنوان: 'سيد الرئيس، أعطِ الأمر بالحرب على إيران'. هذا التوسّل العلني للتدخل الأميركي عكس حالة عجز عن التعامل مع الرد الإيراني، في ظل فشل القبة الحديدية ومنظومات 'حيتس' في اعتراض الضربات المتكررة. اقتصاديًا، يعيش الكيان حالة شلل شبه كاملة. إذ تشير تقارير عبرية إلى أن الخسائر اليومية في الذخائر الدفاعية تتجاوز مليوني دولار، وسط تقليص واضح في الاحتياطات. آلاف المؤسسات أغلقت أبوابها، ملايين العمال أصبحوا بلا وظائف، ولا مؤشرات حتى الآن على نية الحكومة تقديم تعويضات. حتى الآن، تم تقديم أكثر من 22 ألف طلب تعويض رسمي، دون أي رد. في السياق ذاته، لا تزال الجبهة الداخلية تعيش ارتباكًا تنظيميًا، رغم إعلان 'تخفيف' القيود. فتوجيهات ما يسمى بالجبهة الداخلية طالبت بالعودة إلى العمل 'ضمن مناطق محمية قرب الملاجئ'، مما يعني بقاء المخاطر ذاتها، في محاولة واضحة لتجميل المشهد أمام الرأي العام. وعسكريًا، يُخشى من فقدان السيطرة في حال طال أمد الحرب. فمئات آلاف الجنود الصهاينة لا يزالون منتشرين على أكثر من جبهة، في غزة والضفة وعلى حدود لبنان وسوريا، مما عمّق حالة الاستنزاف. وتشير تقديرات محلية إلى أن كيان الاحتلال لن يتمكن من الصمود أكثر من شهر إذا استمرت وتيرة الضربات الإيرانية الحالية. في موازاة ذلك، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مساعٍ سرية من قبل جهاز 'الموساد' لإيجاد قناة تواصل غير معلنة مع طهران، وسط إدراك متزايد أن الرهان على إحداث فوضى داخل إيران قد فشل. فعلى عكس ما كانت تأمله تل أبيب، أظهرت الأزمة تلاحمًا شعبيًا واسعًا حول القيادة الإيرانية. ميدانيًا، لم تستخدم إيران بعد كامل أوراقها. فالرد حتى الآن يقتصر على سلاح الجو وبعض الوحدات الصاروخية، بينما لا تزال البحرية والحرس الثوري بكامل قدراته خارج دائرة الاشتباك الفعلي، ما يعكس رسالة واضحة مفادها: ما زال في جعبة إيران الكثير. في المحصلة، تؤكد الأحداث أن كيان الاحتلال دخل مواجهة أكبر من طاقته العسكرية والسياسية والاقتصادية، وأن محاولاته الالتفاف على الهزيمة بالاستقواء بالدعم الأميركي باتت مفضوحة. فالصواريخ تتساقط على المستوطنات، والاقتصاد يترنّح، والمجتمع الصهيوني يتفكك تحت ضغط الواقع. المصدر: موقع المنار

غروسي: لا يمكن التحقق من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لأن الهجوم الإسرائيلي يعوق عمل المفتشين
غروسي: لا يمكن التحقق من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لأن الهجوم الإسرائيلي يعوق عمل المفتشين

النشرة

timeمنذ 20 دقائق

  • النشرة

غروسي: لا يمكن التحقق من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لأن الهجوم الإسرائيلي يعوق عمل المفتشين

أوضح مدير ​ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ​ رفائيل غروسي، في تصريح لوكالة "بلومبرغ"، أنّه "لا يمكن التحقق من مخزون ​ إيران ​ من اليورانيوم المخصب لأن الهجوم الإسرائيلي يعوق عمل المفتشين". ويأتي ذلك في وقت تستمر فيه الهجمات ال​​إسرائيل​​ية على مناطق في ​​إيران​​ وترقّب احتمالية إعلان أميركا الانضمام إلى الحرب، في حين يقوم الحرس الثوري الإيراني بالردّ على إسرائيل عبر موجات من الصواريخ الباليستية منذ يوم الجمعة. وأمس، ذكرت شبكة "سي بي إس" (CBS) الأميركيّة، أنّ "مشرّعين من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس يسعون إلى الحدّ من قدرة الرّئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ على إصدار أمر بتوجيه ضربات أميركيّة على إيران، وسط حربها المستمرّة مع إسرائيل، مؤكّدين أنّ الكونغرس وحده لديه سلطة إعلان الحرب بموجب الدّستور".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store