
المؤسسات الخيرية المناخية الأمريكية في مهب عاصفة ترامب
كينزا بريان - ديفيد بايلنغ - أماندا تشو
تخشى المؤسسات الخيرية الأمريكية والمنظمات غير الربحية المعنية بتغير المناخ من أن فقدان وضعها كمؤسسات معفية من الضرائب في ظل إدارة ترامب قد يعرض برامجها للخطر.
وتزايدت المخاوف من أن إدارة ترامب بصدد إعداد أمر تنفيذي عشية «يوم الأرض» الأسبوع الجاري، بإنهاء إعفاء هذه المنظمات من الضرائب. وتعد هذا خطوة منطقية تالية للأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب في يناير الماضي ويستهدف البرامج الحكومية «للعدالة البيئية» ومصروفاتها.
كما يأتي ذلك عقب تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إضافة إلى مجموعة كبيرة من أنشطة الحكومة الفيدرالية ذات الصلة بالتعامل مع التغير المناخي.
وأفاد كثير من موظفي المؤسسات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها وكذلك المنظمات غير الربحية، بأنهم يتوقعون إنهاء إدارة ترامب للإعفاءات الضريبية التي يتمتعون بها في المشروعات المرتبطة بالإنفاق في الخارج أو تلك التي تركز على العدالة المناخية أو العرقية.
وتزايدت احتمالات هذا الأمر منذ هدد الرئيس دونالد ترامب، في الأسبوع الماضي، بإلغاء الإعفاء الضريبي الذي تتمتع به جامعة هارفارد.
وتستفيد المؤسسات والجمعيات الخيرية الخاصة، بما في ذلك كثير من الجامعات والكنائس، من وضع «501 سي 3» في النظام الضريبي الأمريكي، الذي يعفيها من سداد بعض الضرائب وتسمح للمانحين بالحصول على تخفيض ضريبي نظير مساهماتهم، لكنه مع ذلك يحد من أنشطتهم السياسية.
وقال بعضهم إنهم بدأوا في تعديل صياغة اللغة المستخدمة على مواقعهم الإلكترونية، لاعتقادهم أن المسؤولين الحكوميين كانوا يفحصون محتواها بحثاً عن أي إشارة إلى التغير المناخي.
وأوضح موظف في إحدى المجموعات الخيرية الأمريكية الكبرى أن المنظمة حاولت منذ شهر يناير الماضي إعادة صياغة كافة الكتابات المتعلقة بالأعمال المرتبطة بالمناخ بحيث تكون من زاوية تتعلق بالأمن الغذائي، والصحة العامة، والنمو الاقتصادي.
وأضاف: «هناك مجموعة أشخاص في الكونغرس لا يعتبرون المناخ تهديداً، لذلك، بالتالي فإنهم لا يرون جدوى في إنفاق الأموال الخيرية المعفاة من الضرائب عليه».
وتعد مؤسسة «فورد»، ومؤسسة «جيتس»، ومؤسسة «روكفيلر»، وصندوق «بيزوس إيرث»، من المنظمات الأمريكية التي إما تتمتع بوضع «501 سي 3» أو تتلقى تبرعات من جهات تحظى بهذا الوضع ولديها برامج مرتبطة بالتغير المناخي، بحسب آخر الإقرارات التي تقدمت بها هذه الجهات.
وقال راجيف شاه، رئيس مؤسسة «روكفيلر» ولديها وقف تبلغ قيمته نحو 6 مليارات دولار، في بيان، إن التحدي الذي تواجهه المؤسسة يتمثل في كيفية «العودة إلى الأساسيات».
وفي مارس الماضي، أعلنت مجموعة «بريكثرو إنرجي» التي يمولها بيل جيتس تخفيض أعداد الموظفين والميزانيات المرتبطة بالسياسة العامة بشأن التغير المناخي، إلا أنها أفصحت عن أنها ما زالت ملتزمة بدعم الابتكار في مجال الطاقة المراعية للبيئة. وكانت مؤسسة «بريكثرو إنرجي» قد حصلت على وضع الإعفاء الضريبي عام 2021.
وفي الشهر الماضي، تقدّم دون جيبس باستقالته من مؤسسة «سكول»، التي تزيد أصولها على 800 مليون دولار، وكتب في منشور كتبه على منصة «لينكد إن» أن هناك «عالم جديد تماماً، حيث تغيرت العديد من الأمور التي بنينا نحن وغيرنا من العاملين في مجال العمل الخيري استراتيجياتنا حولها بشكل جذري».
ونوّه شخص على اطلاع بتفكيره، بأن جيبس شعر بالغضب من قرار جيف سكول، المؤسس، «بتخفيف» أعمال المؤسسة المتعلقة بالتغير المناخي، رغم أنه صرح بأن «هناك محاولات حثيثة لحماية العمل المناخي». من ناحيته، أغلق سكول في العام الماضي «بارتيسيبانت ميديا»، وهي شركة إنتاج أفلام تابعة له، ركزت على القضايا التقدمية وإحداث تغيير اجتماعي.
أما سكول، المانح السابق للحزب الديمقراطي، فقد حضر حفل تنصيب ترامب. ودعم في منشور على منصة «إكس» في فبراير الماضي، إخضاع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لإشراف وزارة الخارجية. وبالنسبة لجيبس، الذي لم يرد على محاولات الاتصال به، فبيّن في منشوره أنه بحاجة إلى «وقت لاستكشاف محاور استراتيجية» لمساعدة المؤسسات الخيرية، مثل «سكول»، على «تجاوز هذه المرحلة».
وتأتي الضغوطات على المنظمات غير الهادفة للربح لتدقيق محتوى الاتصال بدقة، رغم مواجهتها طلبات متزايدة للمساعدة عقب التخفيضات بالغة الأثر لموازنة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وأفاد شخص على صلة وثيقة بمؤسسة خيرية أمريكية: «ليس بإمكاننا ملء الفراغ حتى وإن قمنا بتصفية جميع أصولنا».
وأشار بول باز إي مينيو، المدير المساعد لدى «أمازون واتش»، وهي مجموعة لحماية الغابات المطيرة وتتخذ من ولاية كاليفورنيا مقراً لها وتأسست في عام 1996: «سيكون الأمر مرعباً للغاية».
وأضاف: «لن يكون بإمكاننا تنظيم أنفسنا من دون الوضع غير الربحي، ودون القدرة على جمع التمويل والموارد». واستطرد أن أي قرارات لإلغاء وضع الإعفاء من الضرائب سيكون جزءاً من «نهج متعدد الاتجاهات لإحباط المعارضة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 18 دقائق
- صحيفة الخليج
روسيا وأوكرانيا تتبادلان 307 أسرى حرب من كل جانب
«الخليج»: وكالات أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن روسيا وأوكرانيا تبادلتا 307 أسرى حرب من كل جانب السبت، في اليوم الثاني من أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات. وأوضحت الوزارة في بيان: «أعيد 307 عسكريين روس من الأراضي الواقعة تحت سيطرة نظام كييف. في المقابل، تم تسليم 307 أسرى حرب أوكرانيين». وجاءت عملية التبادل على الرغم من هجوم روسي بالمسيرات والصواريخ استهدف كييف صباح السبت. وبدأ البلدان الجمعة، تبادلاً قياسياً للأسرى ينبغي أن يشمل «ألف أسير» من كل جانب على ثلاثة أيام. وهذا التبادل هو النتيجة الملموسة الوحيدة التي أفضت إليها المباحثات بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول في منتصف مايو/أيار الجاري. وشملت المرحلة الأولى من عملية التبادل الجمعة، 270 عسكرياً، و120 مدنياً من كل جانب. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عملية التبادل هذه، مؤكداً أنه يريد دفع الطرفين المتحاربين إلى التفاوض لوقف «إراقة الدماء» في أسرع وقت ممكن. وكتب ترامب عبر شبكته «تورث سوشال»: «تهانينا إلى الجانبين. هل يؤدي ذلك إلى شيء ضخم». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة، إن موسكو تعمل على وثيقة تعرض «شروط اتفاق مستدام وشامل وطويل الأمد لتسوية النزاع ستنقل إلى أوكرانيا ما أن تنجز عملية تبادل الأسرى. في المقابل ستعرض كييف شروطها أيضاً لإنهاء النزاع».


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
بعد منع هارفرد من قبولهم.. هونغ كونغ تفتح جامعاتها أمام «الطلاب الأجانب»
هونغ كونغ- أ ف ب أعلنت هونغ كونغ، أنها ستفتح جامعاتها لمزيد من الطلاب الأجانب خاصة ممن تأثروا بقرار الحكومة الأمريكية منع جامعة هارفرد العريقة من قبول أجانب. وأتى التصعيد الكبير في المواجهة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، والجامعة العريقة فيما التوتر على أشده أيضاً بين واشنطن وبكين بشأن التجارة ومسائل أخرى. وأدخل قرار ترامب الخميس، الذي علقته مؤقتاً قاضية، بعد شكوى تقدمت بها هارفرد، آلاف الطلاب الأجانب في المجهول. والجمعة، دعت وزيرة التربية في هونغ كونغ كريستين شوي الجامعات في المدينة الصينية إلى استقبال «عدد كبير من الطلاب من أرجاء العالم». وقالت في بيان: «بالنسبة للطلاب الأجانب الذي تأثروا بسياسة قبول الطلاب في الولايات المتحدة، فإن مكتب التربية وجه نداء إلى الجامعات في هونغ كونغ لاعتماد تدابير تسهيلية للطلاب الذين تتوافر فيهم الشروط». ودعت جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا الجمعة، الطلاب الأجانب المسجلين في هارفرد إلى مواصلة دراستهم في صفوفها، واعدة بـ«تدابير قبول مبسطة، ودعم أكاديمي لتسهيل العملية الانتقالية للمهتمين». وتحتل هارفرد المرتبة الأولى في تصنيف «يو أس نيوز أند وورلد ريبورت» لأفضل الجامعات، في حين تأتي جامعة هونغ كونغ للعلوم في المرتبة 105 من أفضل أكثر من 2000 جامعة.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
دمشق:قرار أميركا برفع جزئي للعقوبات مقدمة لإعادة بناء الدولة
وكانت الخارجية الأميركية أكدت أن هذا القرار يمهد لتحقيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبناء علاقة جديدة بين واشنطن ودمشق. وكانت إدارة ترامب أوفت، دون تأخر بتعهدها حيال سوريا ، ورفعت عن كاهلها جزءا مهما العقوبات، فقد أصدرت الخزانة الأميركية ، الترخيص العام رقم 25، والذي يسهل نشاط جميع القطاعات في الاقتصاد السوري. قرار الرفع الجزئي للعقوبات لم يشمل أي إعفاءات لمنظمات إرهابية أو مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان، وجرائم الحرب، ومهربي المخدرات، ونظام الأسد السابق. وضمن الشخصيات المشمولة بقرار الرفع الجزئي للعقوبات، الرئيس السوري أحمد الشرع ، ووزير داخليته، أنس خطاب. يسمح الترخيص بإجراء جميع المعاملات مع الحكومة السورية شرط عدم توفيرها ملاذا آمنا لمنظمات إرهابية، وضمانها الأمن للأقليات الدينية والإثنية. كما لا يسمح بإجراء أي معاملات تعود بالنفع على روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية. بالتوازي أصدرت واشنطن، إعفاء لمدة 180 يوما، من العقوبات المفروضة على سوريا بموجب ما يعرف بـ" قانون قيصر". وكان هذا التدبير يتيح فرض عقوبات على كل من يوفِّر دعماً مالياً أو تقنياً مهماً للحكومة السورية من الشركات والأشخاص والدول، مما يعني عمليا أن رفعه مؤقتا سيمكن جهات عدة من المساهمة بشكل أكبر في إطلاق الإمكانات الاقتصادية لسوريا. اعتبرت دمشق التحرك الأميركي، خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، لرفع المعاناة الإنسانية والاقتصادية عن سوريا. وأكد البيان أن سوريا تمد يدها لكل من يرغب في التعاون على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. كما أعربت دمشق عن تقديرها لجميع الدول والمؤسسات والشعوب التي وقفت إلى جانبها في الطريق نحو بناء سوريا جديدة، وأكدت أن المرحلة المقبلة ستكون للبناء واستعادة مكانة سوريا الطبيعية في محيطها الإقليمي والعالم.