logo
مكالمة بوتين وترامب.. هل تمهد لملامح مواجهة كبرى؟

مكالمة بوتين وترامب.. هل تمهد لملامح مواجهة كبرى؟

ترامب ، المعروف بتصريحاته المباشرة والمربكة، لمّح إلى أن "الرد الروسي على أوكرانيا قادم"، ما اعتبره كثيرون إشارة إلى تصعيد محتمل، في توقيت بالغ التعقيد.
فقد كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاصيل مكالمة هاتفية قال إنه أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، دون أن يحدد توقيتها أو السياق الكامل لها. ترامب قال بصيغة توحي بالتحذير: " بوتين كان واضحا.. الرد الروسي على هجوم أوكرانيا قادم، وقد يكون أسرع مما يظن البعض".
هذا التصريح، وإن بدا في ظاهره تعليقا عابرا، حمل في طياته دلالات جيوسياسية كبرى، خاصة أنه جاء بعد أيام من تقارير عن تحركات روسية غير تقليدية على الجبهات الشرقية، وتكثيف الضربات بعيدة المدى داخل العمق الأوكراني.
البيت الأبيض رفض التعليق، فيما تجاهل الكرملين الرد رسميا، إلا أن محللين ربطوا بين حديث ترامب والتغييرات في نمط العمليات الروسية، معتبرين أن الرئيس الأميركي يحاول استباق حدث ميداني كبير أو حتى توظيفه انتخابيا.
وقدّم عماد أبو الرب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار خلال حديثه إلى "سكاي نيوز عربية" ضمن برنامج "التاسعة"، قراءة معمقة لما كشفه ترامب، محذرا من أن "الرئيس الأميركي السابق يوظف الورقة الروسية لمصالح داخلية، لكنه في الوقت ذاته يكشف توجهًا روسيا قد لا يكون مجرد تهديد لفظي".
وقال أبو الرب: "ما قاله ترامب لا يأتي من فراغ، فهو لا يزال يمتلك قنوات مفتوحة مع الكرملين، وربما وصلته إشارات تنذر بتحول عسكري روسي واسع النطاق"، مضيفا أن مثل هذا التصعيد "سيضع أوكرانيا في موقع دفاعي غير مسبوق، خاصة إذا ترافق مع تغيرات في الموقف الأميركي أو الأوروبي".
وتابع: "لا يجب أن نغفل أن ترامب يحاول توجيه رسائل مزدوجة: للداخل الأميركي بأنه قادر على احتواء بوتين، وللعالم بأن روسيا تتحرك بتنسيق أو تواطؤ مع ضعف الغرب".
أبو الرب شدد على أن توقيت هذا التصريح مقلق للغاية، مشيرا إلى أن الأيام القادمة قد تكشف ما إذا كانت تصريحات ترامب "جاءت عن علم بخطة عسكرية روسية أم أنها مجرد ورقة دعائية ضمن حملته الانتخابية".
القراءة بين سطور مكالمة ترامب بوتين تقود إلى فرضية أكثر تعقيدا، مفادها أن روسيا ربما اختارت إيصال رسائلها الاستراتيجية عبر قناة غير رسمية، لكن فعالة، مثل ترامب، الذي لا يزال يتمتع بثقل سياسي وإعلامي كبير داخل أميركا وخارجها.
وفي هذا السياق، يرى أبو الرب أن بوتين "يعرف أن صوت ترامب يصل بسرعة إلى عواصم القرار، ويثير قلقا لدى خصومه"، ما يجعله –بحسب رأيه– "أداة مثالية لبث الرعب أو لتهيئة الأرضية لصدمات كبرى".
كما أشار إلى أن بوتين "يتقن اللعب في الفجوات السياسية داخل الغرب، ويدرك هشاشة التماسك الأطلسي في ظل الحملات الانتخابية الأميركية والضغوط الاقتصادية الأوروبية".
انقسامات غربية.. بين الحذر والتورط
تصريحات ترامب أثارت ردود فعل متباينة داخل الأوساط الغربية. فبينما التزمت بعض الحكومات الأوروبية الصمت، سُجّلت تحركات داخل الناتو تدعو إلى رفع درجة الجاهزية وتعزيز الدفاعات في دول البلطيق ، وسط حديث عن احتمالية شن روسيا عمليات هجومية واسعة على مناطق جديدة من شرق أوكرانيا.
من جانبه، يرى أبو الرب أن "هذا التصعيد الروسي المحتمل لن يكون تقليديا"، بل قد يتضمن "ضربات نوعية أو استخدام أسلحة جديدة لإرباك القيادة الأوكرانية، وربما أيضًا لاستعراض القوة أمام الإدارة الأميركية".
وسط كل هذه التفاعلات، تجد كييف نفسها في موقع بالغ الخطورة. تصريحات ترامب تضغط على القيادة الأوكرانية من جهة، وتحفز روسيا على خطوات تصعيدية من جهة أخرى.
ومع تراجع زخم الدعم الغربي جزئيًا، تخشى كييف من أن تكون مقدمة لـ"صفقة كبرى" تُعقد خلف الكواليس بين واشنطن وموسكو، أو أن تستغل روسيا اللحظة لفرض شروطها بالقوة.
واختتم أبو الرب مداخلته بتحذير لافت: " روسيا تقرأ اللحظة جيدًا، وتتحرك بناء على نوافذ الفراغ السياسي.. لكن أوكرانيا لن تتنازل، حتى لو تركت وحيدة في الميدان".
مع كل إشارة تصدر من ترامب أو بوتين، يزداد قلق العالم من انزلاق الصراع الأوكراني إلى مرحلة أكثر دموية وتعقيدا. وما بين المكالمات الغامضة والتصريحات النارية، تظل الحقيقة الكبرى أن أوكرانيا لا تزال في عين العاصفة، وأن أي رد روسي محتمل لن يبقى محصورا في جغرافيا المعركة، بل قد يعيد رسم خرائط التوازنات الدولية لعقود قادمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

روسيا تكشف مصير الأميركي المحتجز في مستشفى للأمراض النفسية
روسيا تكشف مصير الأميركي المحتجز في مستشفى للأمراض النفسية

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

روسيا تكشف مصير الأميركي المحتجز في مستشفى للأمراض النفسية

وفي أغسطس 2024، ألقي القبض على تيتر (46 عاما) في موسكو بتهمة إساءة معاملة موظفي فندق، والاعتداء لاحقا على ضابط شرطة. وفي أبريل الماضي، قضت محكمة بأنه غير مؤهل للمحاكمة، وأحالته إلى "إجراءات قسرية ذات طابع طبي"، في إشارة إلى العلاج النفسي الإجباري. لكن قبل صدور الحكم، نقلت السلطات الروسية تيتر من مركز احتجاز إلى جناح للأمراض النفسية، بعد أن أفادت لجنة طبية بأنه أظهر "توترا واندفاعا وأفكارا ومواقف وهمية"، وفقا لما ذكرته "تاس" آنذاك. وكانت وكالات أنباء روسية رسمية أوردت أن تيتر أعرب خلال جلسة استماع في سبتمبر، عن رغبته في التخلي عن جنسيته الأميركية، قائلا إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) تلاحقه. والجمعة، أفادت "تاس" أن تيتر أطلق سراحه وغادر البلاد. كما نقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن جهات إنفاذ القانون، أن "المواطن الأميركي تيتر الذي كان محتجزا في مستشفى للأمراض النفسية بناء على أمر قضائي، سمح له بالخروج من عيادة في موسكو وغادر أراضي الاتحاد الروسي". واعتقلت روسيا عددا من المواطنين الأميركيين في السنوات الأخيرة، بتهم تتراوح بين التجسس وانتقاد الجيش الروسي والسرقة والنزاعات العائلية، مما أثار اتهامات من واشنطن بسعي موسكو لـ"احتجاز رهائن" واستخدامهم في عمليات تبادل. وفي أبريل الماضي، أُطلق سراح كزينيا كاريلينا التي تحمل الجنسيتين الأميركية والروسية، بعد الحكم عليها بالسجن 12 عاما في معسكر اعتقال لتبرعها بنحو 50 دولارا لجمعية خيرية مؤيدة لأوكرانيا. في المقابل، أفرجت واشنطن عن آرثر بيتروف، وهو مواطن ألماني روسي متهم بتصدير إلكترونيات أميركية الصنع بشكل غير قانوني إلى شركات تتعامل مع الجيش الروسي.

خلاف ترامب وماسك.. الملياردير يريد التواصل والرئيس ليس مهتما
خلاف ترامب وماسك.. الملياردير يريد التواصل والرئيس ليس مهتما

العين الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العين الإخبارية

خلاف ترامب وماسك.. الملياردير يريد التواصل والرئيس ليس مهتما

خيم الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحليفه السابق الملياردير إيلون ماسك، على كواليس السياسة في واشنطن. وأفاد مسؤولون لـ"فرانس برس" بأن ماسك طلب الاتصال بترامب، لكن الرئيس "غير مهتم بذلك". ويشير ذلك إلى أن الرئيس وحليفه السابق قد لا يحلان خلافهما بشأن مشروع قانون شامل لخفض الضرائب في وقت قريب. وقال مسؤول في البيت الأبيض طلب عدم ذكر اسمه لـ"رويترز": "ليس هناك خطط لإجراء اتصال الجمعة بين الطرفين"، وذلك بعد أن قال مسؤول آخر في وقت سابق إن "ترامب وماسك سيتحدثان" الجمعة. وفي مقابلات مع عدد من وسائل الإعلام الأمريكية، قال ترامب إنه يركز على أمور أخرى. وأضاف ترامب لشبكة "سي إن إن" الجمعة "أنا لا أفكر حتى في إيلون. لديه مشكلة، المسكين لديه مشكلة". جذور الخلاف وواصل ماسك انتقاده لمشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي طرحه الجمهوريون ويتضمن أغلب بنود أجندة ترامب الداخلية. ورد ماسك بالقول "بالضبط" على منشور على "إكس" قال فيه أحد المستخدمين إن ماسك انتقد الكونغرس وترامب رد بانتقاد ماسك بشكل شخصي. وقال أشخاص تحدثوا إلى ماسك إن غضبه بدأ في الانحسار ويعتقدون أنه سيريد إصلاح علاقته مع ترامب. وتصاعد الخلاف بين ترامب وماسك الخميس عبر وسائل التواصل الاجتماعي في إشارة على انهيار التحالف الوثيق بين الرجلين. وألمح ترامب إلى أنه سينهي العقود الحكومية مع شركات ماسك، والتي تشمل شركة "سبيس إكس" ووحدتها الفضائية "ستارلينك". وارتفع سهم تسلا الجمعة، وعوضت الشركة بعض الخسائر الفادحة التي تكبدتها في الجلسة السابقة عندما انخفضت 14 بالمئة وخسرت 150 مليار دولار من قيمتها، وهو أكبر انخفاض يومي في تاريخ الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية. صمت الحلفاء والتزم حلفاء ماسك البارزون الصمت إلى حد كبير خلال الخلاف. لكن أحدهم، وهو المستثمر جيمس فيشباك، دعا ماسك إلى الاعتذار. وقال فيشباك في بيان "أظهر الرئيس ترامب لطفا وصبرا في وقت كان فيه سلوك إيلون مخيبا للآمال ومقلقا للغاية". ومول ماسك جزءا كبيرا من حملة ترامب الانتخابية الرئاسية، ثم جرت الاستعانة به كأحد أبرز مستشاري الرئيس الأمريكي بعد ذلك، وقاد جهودا واسعة ومثيرة للجدل في الوقت نفسه لتقليص حجم القوى العاملة الاتحادية وخفض الإنفاق. وبدأت الخلافات بينهما قبل أيام عندما انتقد ماسك مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الذي طرحه ترامب. وغادر ماسك إدارة الكفاءة الحكومية قبل أسبوع. وندد ماسك بمشروع القانون، الذي يضم معظم أولويات ترامب الداخلية، ووصفه بأنه "شر مقيت" من شأنه أن يضيف الكثير إلى ديون البلاد البالغة 36.2 تريليون دولار. خيبة أمل والتزم ترامب الصمت في البداية بينما كان ماسك يحاول نسف مشروع القانون، لكنه خرج عن صمته الخميس، قائلا للصحفيين إنه "يشعر بخيبة أمل شديدة" تجاه ماسك. وأضاف ترامب "أنا وإيلون ربطتنا علاقة رائعة. لا أعرف ما إذا كنا سنظل كذلك بعد الآن". وتبادل الرئيس وحليفه السابق الانتقادات اللاذعة على منصتيهما للتواصل الاجتماعي منصة "تروث سوشيال" التابعة لترامب، و"إكس" التابعة لماسك. وكتب ماسك الذي أنفق ما يقرب من 300 مليون دولار لدعم ترامب وجمهوريين آخرين في انتخابات العام الماضي "لولاي لخسر ترامب الانتخابات". غضب ماسك وثار غضب ماسك عندما رفض ترامب مطلع الأسبوع ترشيحه لحليفه جاريد أيزاكمان لتولي إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا". وقال مصدران مطلعان إن سيرجيو جور رئيس مكتب شؤون الموظفين في البيت الأبيض هو الذي ساهم في تحريض ترامب ضد أيزاكمان بتسليط الضوء على تبرعاته السابقة لديمقراطيين. وأضاف المصدران أن ماسك وجور على طرفي نقيض منذ أن وجه ماسك انتقادا لجور بسبب وتيرته في التعيينات في اجتماع للوزراء في مارس/آذار الماضي. ووفقا لـ"رويترز"، يمكن أن يزيد خلاف يطول أمده من صعوبة احتفاظ الجمهوريين بالسيطرة على الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، إذا امتنع ماسك عن تقديم الدعم المالي أو نأى كبار قادة الأعمال في وادي السيليكون بأنفسهم عن ترامب. احتوء ترامب غير أن "فرانس برس"، قالت إن ماسك بذل جهودا لاحتواء التصعيد، بعدما لوح بسحب المركبة الفضائية "دراغون" من الخدمة، علما بأنها تعد ذات أهمية حيوية لنقل الرواد التابعين لناسا إلى محطة الفضاء الدولية، بعد تهديد ترامب بإمكان إلغاء عقود حكومية ممنوحة لرجل الأعمال. لكن لم يتّضح بعد كيف يمكن إصلاح العلاقة بين الرجلين. حزب جديد وزاد من خلاف الحليفين السابقين، تصريحات ماسك بأن أمريكا في حاجة إلى حزب سياسي جديد. جاء ذلك بعد يوم من سؤاله في استطلاع رأي لمتابعيه على موقع "إكس" عما إذا كانت هناك حاجة لحزب يمثل "80 بالمئة في الوسط". وإطلاق ماسك استطلاعات للرأي لمعرفة إن كان عليه تشكيل حزب سياسي جديد يشكل تهديدا كبيرا من جانب رجل قال إنه مستعد لاستخدام ثروته لإطاحة مشرعين جمهوريين يعارضون رأيه. aXA6IDgyLjI3LjIxOC44NCA= جزيرة ام اند امز LV

ترامب يؤكد مجددا: لن يُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم
ترامب يؤكد مجددا: لن يُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

ترامب يؤكد مجددا: لن يُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأكيده على أن إيران "لن يُسمح لها بتخصيب اليورانيوم"، رغم تقارير تفيد أن الاتفاق الذي اقترحته واشنطن سيسمح لطهران بذلك بمستويات منخفضة ولفترة مؤقتة. وقال ترامب للصحفيين، الجمعة: "لن يخصبوا. إذا خصبوا اليورانيوم فسنضطر إلى اللجوء لطريقة أخرى"، في تلميح إلى ضربة عسكرية ضد المواقع النووية الإيرانية في حال فشل الاتفاق. وفي الوقت نفسه، أكد الرئيس الأميركي أن الاتفاق الدبلوماسي هو خياره المفضل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store