logo
تقارير: وقود للصواريخ الباليستية وراء انفجار بندر عباس في إيران

تقارير: وقود للصواريخ الباليستية وراء انفجار بندر عباس في إيران

سرايا - قالت شركة أمنية بريطانية، تعمل في مجال إدارة المخاطر البحرية، الأحد، إن شحنة من الوقود الصلب معدة للاستخدام في الصواريخ الباليستية قد تكون وراء الانفجار الضخم الذي شهدته ميناء بندر عباس في إيران، وأسفر عن سقوط وإصابة المئات.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن 25 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم وأصيب أكثر من ألف آخرين، السبت، في انفجار ضخم ناجم عن سوء تخزين مواد كيماوية على ما يبدو في ميناء بندر عباس، أكبر موانئ إيران.
أعلن وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني، خلال تفقده مكان الانفجار في ميناء رجائي ببندر عباس ارتفاع عدد المصابين إلى 750 شخصاً، وتسجيل 8 حالات وفاة.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن شركة "أمبري" الأمنية المتخصصة، ويقع مقرها الرئيسي في المملكة المتحدة، قولها إن الميناء استقبل شحنة من مادة الوقود الصاروخي الكيماوية في مارس من الصين.
وأشارت إلى أن الوقود جزء من شحنة بيركلورات الصوديوم القادمة من الصين بواسطة سفينتين إلى إيران، إذ تستخدم المادة الكيميائية في صنع الوقود الصلب للصواريخ الباليستية.
وقالت أمبري أن التقارير تفيد بأن الحريق كان نتيجة التعامل غير السليم مع شحنة من الوقود الصلب معدة للاستخدام في الصواريخ الباليستية الإيرانية".
ووضعت بيانات تتبع السفن، التي حللتها وكالة أسوشيتد برس، إحدى السفن، التي يعتقد أنها تحمل المادة الكيميائية، في المنطقة المجاورة في مارس، ما يعزز رواية أمبري.
بحسب الوكالة، من غير الواضح لماذا لم تنقل إيران المواد الكيميائية من الميناء، خاصة بعد انفجار ميناء بيروت في عام 2020، الذي نجم عن اشتعال مئات الأطنان من نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، وتسبب بسقوط أكثر من 200 شخص وإصابة آلاف آخرين.
وكانت مجلة "نيوزويك" الأميركية نقلت عن موقع "ماريتايم إكزكيوتف" المتخصص في الشؤون البحرية، بتاريخ 30 مارس، أن السفينة التجارية "جيران"، الخاضعة للعقوبات الأميركية، أبحرت من الصين ورست في بندر عباس، ويُشتبه في أنها كانت تحمل مواد كيميائية تُستخدم في تصنيع وقود الصواريخ ذات الوقود الصلب.
ووفقاً لهذا التقرير، فقد كانت شحنة السفينة تتضمن مادة بيركلورات الصوديوم، التي تُستخدم بشكل مباشر في إنتاج وقود الصواريخ.
كما كشفت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، آنذاك، أن سفينتي "جيران" و"غلبن" نقلتا أكثر من ألف طن من بيركلورات الصوديوم من الصين إلى إيران، وأنها شحنة كان من المفترض أن تُسلم إلى الحرس الثوري الإيراني، بحسب الصحيفة.
وتُستخدم مادة بيركلورات الصوديوم لإنتاج مادة أمونيوم بيركلورات، وهي المكون الرئيس للوقود الصلب للصواريخ.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، بعد غارات 26 أكتوبر على أهداف داخل إيران، أنه دمّر مصانع لإنتاج وقود الصواريخ الصلب، بالقرب من طهران وغرب إيران.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين رسميين- لم تكشف عن هوياتهم- أن هذه الكمية من بيركلورات الصوديوم يمكن أن تُنتج نحو 960 طناً من أمونيوم بيركلورات؛ وهي مادة تشكل 70% من وقود الصواريخ الصلب، وأوضحوا أن هذه الكمية تكفي لتزويد 260 صاروخاً إيرانياً متوسط المدى، مثل صواريخ "خيبر شكن" أو "حاج قاسم"، بالوقود.
وذكرت "إيران إنترناشيونال أن بيانات موقع تتبع السفن "مارين ترافيك"، تظهر أن السفينة "غلبن" رست لعدة أيام قرب جزيرة "دايشان"، ثم غادرت إلى بندر عباس، بينما شوهدت السفينة "جيران" صباح الأربعاء 22 يناير، على بُعد 75 كيلومتراً جنوب "دايشان"، بالقرب من مدينة نينغبو في إقليم جيجيانغ الصيني.
وشهدت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي لانفجار الشهيد رجائي في إيران دخاناً بلون أحمر يتصاعد من الحريق قبل التفجير مباشرة، ما يشير إلى وجود مركب كيميائي في الانفجار.
وأظهرت لقطة جوية نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية بعد الانفجار حرائق مشتعلة في مواقع متعددة بالميناء، وحذرت السلطات لاحقاً من تلوث الهواء من مواد كيميائية مثل الأمونيا وثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين في الهواء.
كما تم إغلاق المدارس والمكاتب في بندر عباس، الأحد.
وألقت طائرات الهليكوبتر المياه من الجو على الحريق المستعر طوال الليل حتى صباح الأحد في ميناء شهيد رجائي.
إيران والمواد الكيماوية
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" إن إدارة الجمارك الإيرانية ألقت باللوم على "مخزون من البضائع الخطرة والمواد الكيماوية المخزنة في منطقة الميناء" في الانفجار دون الخوض في تفاصيل.
وقال المتحدث باسم إدارة الأزمات في إيران حسين ظفري إن الانفجار نجم على ما يبدو عن سوء تخزين مواد كيماوية في حاويات بقطاع الشهيد رجائي.
وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء العمال الإيرانية أن "سبب الانفجار يعود إلى المواد الكيماوية الموجودة داخل الحاويات".
وتابع قائلاً: "كان المدير العام لإدارة الأزمات قد وجه تحذيرات إلى هذا الميناء خلال زياراته وأشار إلى احتمال وجود خطر".
في الوقت نفسه، قال متحدث باسم الحكومة الإيرانية إن المواد الكيماوية قد تكون السبب وراء الانفجار ولكن لم يتسن بعد تحديد السبب بشكل دقيق.
وأمر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بإجراء تحقيق في الواقعة، وأرسل وزير الداخلية الذي قال إن الجهود لا تزال جارية لإخماد الحريق ومنع انتشاره إلى مناطق أخرى.
وبثت قنوات إخبارية رسمية إيرانية لقطات لسحابة ضخمة من الدخان الأسود والبرتقالي تتصاعد فوق الميناء في أعقاب الانفجار، وظهر في اللقطات مبنى إداري وقد تحطمت أبوابه وتناثرت الأوراق والحطام في أرجائه.
ويقع قطاع الشهيد رجائي، وهو أكبر مركز للحاويات في إيران، في محافظة هرمزغان على بعد حوالي 1050 كيلومتراً (650 ميلاً) جنوب شرق العاصمة الإيرانية طهران، على مضيق هرمز الاستراتيجي، المصب الضيق للخليج العربي الذي يمر عبره 20٪ من إجمالي النفط المتداول.
وتقول وسائل إعلام رسمية إنه يتعامل مع معظم السلع المنقولة في حاويات.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الانفجار حطم النوافذ في دائرة نصف قطرها عدة كيلومترات وسُمع دويه في جزيرة قشم على بعد 26 كيلومتراً جنوبي الميناء.
ونشرت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء لقطات لرجال مصابين ممددين على الطريق يتلقون العلاج وسط مشاهد تعمها الفوضى.
وأفاد التلفزيون الرسمي في وقت سابق بأن التقصير في التعامل مع المواد القابلة للاشتعال كان "عاملا مساهما" في الانفجار.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مواجهة محتدمة بين ترمب ورئيس جنوب أفريقيا حول قتل مزارعين بيض
مواجهة محتدمة بين ترمب ورئيس جنوب أفريقيا حول قتل مزارعين بيض

خبرني

timeمنذ 18 ساعات

  • خبرني

مواجهة محتدمة بين ترمب ورئيس جنوب أفريقيا حول قتل مزارعين بيض

خبرني - استغل الرئيس الأميركي دونالد ترمب اجتماعه برئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا في البيت الأبيض، الأربعاء، ليتهم جنوب أفريقيا بالفشل فى مواجهة قتل المزارعين البيض. وقال ترمب: "إن الأشخاص يفرون من جنوب أفريقيا حفاظا على سلامتهم "، وخفض أضواء المكتب البيضاوي ليشغل مقطعا مصورا لسياسي شيوعي يذيع أغنية مناهضة للفصل العنصري ومثيرة للجدل تتضمن كلمات عن قتل مزارع. وأضاف ترمب: "أراضي البيض تُصادر، ويتم قتلهم في كثير من الحالات". ورفض رامافوسا اتهامات ترامب. وحاول الرئيس الجنوب أفريقي توضيح الأمور وإنقاذ علاقة بلاده بالولايات المتحدة. واحتدمت المحادثات المطولة بين ترامب ورامافوسا بعد عرض ترامب للمقطع الذي أظهر عمليات قتل مسيسة في جنوب أفريقيا. وأشار ترمب إلى أن المقطع يعني أنه يتم استهداف المزارعين البيض، لكنه ذكر مرارا أنه "لم يقرر" ما إذا كانت عمليات القتل تمثل إبادة عرقية. وبعد الاجتماع ، من المقرر أن يتحدث رامافوسا وترامب على انفراد ويتناولان الغذاء. وتم قتل بعض المزارعين البيض في اقتحامات عنيفة للمنازل، لكن حكومة جنوب أفريقيا تشير إلى أن إدارة ترامب لا تدرك السبب. وأوضحت الحكومة أن عمليات القتل هذه تأتي في إطار مشكلة خطيرة مع الجريمة، وأن قتل البيض ليس مدفوعا بمسألة العرق، وأشارت إلى أنه تم أيضا قتل مزارعين من أصحاب البشرة السمراء. وأكدت الحكومة أن مزاعم ترامب مبنية على معلومات مضللة. وقال وزير الزراعة الجنوب أفريقي جون ستينهاوزن، وهو أبيض وعضو بحزب سياسي غير الذي ينتمي إليه رامافوسا، في تصريح لوكالة أنباء "أسوشيتد برس" أنه لم تتم مصادرة أراض من مزارعين وأن مزاعم الإبادة العرقية خاطئة. كانت حكومة ترامب قد قررت تجميد المساعدات إلى جنوب أفريقيا وأرجعت قرارها إلى قانون جديد يسمح بمصادرة الأراضي، في بعض الحالات، إذا كان هذا من أجل مصلحة عامة. كما طردت الولايات المتحدة في شهر مارس (آذار) السفير الجنوب أفريقي من أراضيها بسبب قوله أثناء نقاش عبر الإنترنت إن سياسة ترامب و حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" كانت نتيجة لـ "غريزة الإيمان بتفوق العرق (الأبيض)" جزئيا. وكانت جنوب أفريقيا اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة عرقية في غزة أمام محكمة العدل الدولية. ومن ناحيته، قال رامافوسا إنه "يشعر بسرور حقيقي" أن يكون في البيت الأبيض، ويرغب في استغلال الفرصة "لإعادة ضبط " العلاقات بين الدولتين. وأشار إلى أنه يأمل في المزيد من التبادل التجاري مع الاقتصاد الأميركي الذي يفوق اقتصاد بلاده بشوط واسع. وعلق رامافوسا: "نحن هنا في الأساس لإعادة بناء العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا".

طائرة تحلق آلياً 10 دقائق بعد إغماء مساعد الطيار
طائرة تحلق آلياً 10 دقائق بعد إغماء مساعد الطيار

timeمنذ 2 أيام

طائرة تحلق آلياً 10 دقائق بعد إغماء مساعد الطيار

عمون- كشفت الهيئة الإسبانية للتحقيق في الحوادث الجوية (CIAIAC) عن تفاصيل حادثة غير اعتيادية شهدتها رحلة تابعة لشركة لوفتهانزا الألمانية، حين حلّقت الطائرة من دون وجود طيار في قمرة القيادة لمدة 10 دقائق، بعد إصابة مساعد الطيار بحالة إغماء مفاجئة أثناء الرحلة. ووقعت الحادثة في 17 فبراير 2024، أثناء رحلة من فرانكفورت في ألمانيا إلى إشبيلية في إسبانيا، عندما غادر قائد الطائرة قمرة القيادة لاستخدام المرحاض، فيما كان مساعده وحده، قبل أن يُصاب بـ"عجز مفاجئ وشديد"، وفقًا للتقرير الصادر عن الهيئة الإسبانية. 199 راكبًا على متن الرحلة الطائرة، من طراز إيرباص A321، كانت تقل 199 راكبًا و6 من أفراد الطاقم. وبالرغم من فقدان مساعد الطيار وعيه، استمرت الطائرة بالتحليق على مسارها بشكل مستقر، بفضل تفعيل نظام الطيار الآلي، على الرغم من تشغيل المساعد لأجهزة التحكم عن غير قصد قبل فقدانه الوعي. وبحسب تسجيلات الطائرة، حاول مراقب الحركة الجوية التواصل مع قمرة القيادة 3 مرات دون رد. بعدها، عاد قائد الطائرة وحاول فتح باب القمرة باستخدام الرمز العادي، دون جدوى. وبعد خمس محاولات فاشلة، واستخدام وسيلة تواصل داخلي من أحد أفراد الطاقم، اضطر لاستخدام رمز الطوارئ لفتح الباب واستعادة السيطرة. تحويل المسار والهبوط في مدريد تلقى مساعد الطيار إسعافات أولية من الطاقم وطبيب كان من بين الركاب، واستعاد وعيه لاحقًا، وأفاد بأنه يتذكر لحظة تلقي العلاج. وبسبب الحادث، قرر قائد الطائرة تحويل مسار الرحلة إلى مطار مدريد الدولي (أدولفو سواريز مدريد-باراخاس) حيث هبطت الطائرة بعد 20 دقيقة من وقوع الحادث، وتم نقل المساعد إلى المستشفى وبقي هناك لساعات. حالة صحية لم تُكتشف سابقًا وبحسب التحقيق، فإن حالة الإغماء التي أصابت مساعد الطيار تعود إلى اضطراب عصبي لم يكن على علم به، ولم يُكتشف أثناء الفحص الطبي الدوري للطيران. وقد تم تعليق الشهادة الطبية الخاصة به منذ وقوع الحادث. من جهتها، أكدت شركة "لوفتهانزا" أنها على علم بنتائج التحقيق، مشيرة إلى أن إدارة سلامة الطيران التابعة لها أجرت تحقيقًا داخليًا لكنها لم تنشر نتائجه، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس". حوادث نادرة لكنها واردة وصفت الهيئة الإسبانية الحادث بأنه "ظرف استثنائي"، مشيرة إلى أن الطيارين مدربون للتعامل مع مواقف مماثلة. وأشارت إلى أنها رصدت 287 حالة عجز طيارين عن استكمال الطيران في أوروبا خلال الفترة من 2019 إلى 2024، بما في ذلك حالات الوفاة المفاجئة أثناء الرحلات، رغم ندرتها.

أبرز محطات الخلاف بين ترامب و"النتن ياهو"
أبرز محطات الخلاف بين ترامب و"النتن ياهو"

جفرا نيوز

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • جفرا نيوز

أبرز محطات الخلاف بين ترامب و"النتن ياهو"

جفرا نيوز - يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، "تهميش" رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في قضايا كبرى، مثل النووي الإيراني، وإدارة مستقبل سوريا، والعلاقات مع الحوثيين في اليمن، فضلاً عن القضية التي تمسّ إسرائيل مباشرة، وهي الحرب على غزة. ومنذ شهر مارس/ آذار الماضي، بدأت المؤشرات على التباعد بين ترامب ونتنياهو، ليس في الكواليس فحسب، عندما كانت إدارة الرئيس الأمريكي تفاوض حركة حماس في الدوحة، بل أيضاً في البيت الأبيض وأمام وسائل الإعلام، عندما أعلن ترامب بجوار نتنياهو أنه سيبدأ مفاوضات مع طهران، ليدير الأخير بصره بعيداً، وتبدو عليه الدهشة. وبعد شهرين من سياسة "التهميش"، ترى صحيفة "هآرتس" أن حملة ترامب على ستؤدي إلى تراجع نفوذ رئيس الوزراء داخلياً وخارجياً، معتبرة أنه سينتهي "معزولاً" بشكل متزايد على الساحة العالمية، لكنها تحذر من أن إسرائيل بقيادة نتنياهو مهددة بفقدان "جاذبيتها" في أروقة صنع القرار في الولايات المتحدة وأوروبا، أما الأخطر فهو تردد دول في الشرق الوسط من التطبيع معها. أدرك ترامب منذ أيامه الأولى في ولايته الثانية أنه أمام رجل حرب، لا يكتفي فقط بـ "تسخين" جبهات المنطقة، بل يريد إشعالها بقصف النووي الإيراني، وجرّ سوريا الجديدة إلى حرب عبر مواصلة التوغل في أراضيها الجنوبية، ثم ينتهك وقف إطلاق النار في غزة ويجدد الحرب التي تسبّبت بإرجاع الصراع عقوداً طويلة إلى الوراء. في المقابل، يقدّم ترامب نفسه رجل سلام، وكان برنامجه الانتخابي قائماً على إطفاء الحرائق في العالم، من أوكرانيا إلى غزة، وبعد أيام قليلة من اندلاع صراع مقلق بين الهند وباكستان، التزم الطرفان "النوويان" لوساطة البيت الأبيض وأنهيا تصادمًا كان ينذر بحرب طويلة. لكن أمام طموح ترامب الكبير بالحصول على "نوبل السلام" يصطدم برجل الحرب الذي يريد لها أن تطول من أجل "نصر رمزي"، كما تقول "هآرتس" التي ترى أن عملية اغتيال القائد البارز في حماس، محمد السنوار، هدفها تأجيج الحرب، وهي رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي. "سيسقط إلى الأرض بعدما حلّق عاليًا"، هكذا كتبت وكالة "أسوشيتد برس"، قبل أشهر عن نتنياهو، واليوم مع حملة الرئيس الأمريكي ضده، فإن مشكلات رئيس الوزاء الإسرائيلي تتعاظم في الداخل، وقد تفضي إلى أن يكون وحيدًا في يوم الانتخابات، كما تتوقع "هآرتس". وبسقوط نتنياهو "المفترض"، فإن التغيير "الإيجابي" لن يقتصر على إسرائيل، بل سيتمد إلى الشرق الأوسط، بحسب مراقبين، خصوصًا أنه باستمراره في حرب غزة وإصراره على رفض أي نقاش في عملية سلام تؤدي إلى دولة فلسطينية، يعطّل كثيرًا من فرص التقارب بين دول المنطقة وتل أبيب. ولا يبتعد المحلل، تسفي برائيل، المقرب من دوائر المخابرات الإسرائيلية، عن هذا الطرح، معتبرًا أن نتنياهو "العقبة الرئيسة" أمام ترامب في محاولته لتشكيل شرق أوسط جديد. وفي مقاله بصحيفة "هآرتس" قال برائيل إن 33 دقيقة قضاها ترامب، يوم الأربعاء، مع الرئيس السوري أحمد الشرع بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الفيديو كونفرانس، رسمت ملامح المحور الجديد الذي يتشكل تدريجيًّا برعاية الرئيس الأمريكي. وعبّر ترامب عن يأسه من نتنياهو، بأن تجاهل "فرض" التطبيع على سوريا مقابل رفع العقوبات، وهو ما يعني بحسب برائيل، أن الرئيس الأمريكي ماض في تصوّره للشرق الأوسط الجديد بخريطة "واقعية واحترافية" بعيدًا عن نتنياهو وأزماته. ومرة جديدة، أظهر ترامب تجاهلًا آخر لنتنياهو، عندما تجاوز معارضة تل أبيب لرفع العقوبات عن دمشق؛ ما يعني بحسب برائيل، أن القضية السورية كانت المحور السياسي الرئيس لزيارة ترامب للمنطقة. وبينما ينشغل ترامب بإعادة سوريا إلى المجتمع الدولي، والتفاهم السلمي مع طهران، وإعادة بناء غزة عمرانيًّا وسياسيًّا، يتصرف نتنياهو بـ "عدم استيعاب" يشير إليه المحلل الإسرائيلي بانشغاله بـ "أنشطة تكتيكية"، مثل: اغتيال محمد السنوار، وقصف الموانئ في اليمن للحفاظ على ائتلافه، وهذا يؤكد أن هذه "العقبة" يجب إزالتها من طريق الشرق الأوسط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store