
هي إبادة يا سيادة الرئيس
استضافت المحطة الفرنسية الأولى في 13 مايو، وعلى مدار أكثر من ثلاث ساعات، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي لم يبق على ولايته كرئيس للجمهورية الفرنسية إلا عامان، في حوار تم التطرق فيه إلى الأوضاع الداخلية في فرنسا، والأوضاع الأوروبية والدولية أيضاً.
وليسمح لنا القارئ الكريم أن نضع جانباً الأوضاع الداخلية الفرنسية، والتي لا تهمه مباشرة، إلا أننا نريد أن نشير إلى نقطتين هامتين: اللجوء إلى الاستفتاء كوسيلة ديموقراطية يمكن من خلالها استمزاج رأي الشعب في القضايا الهامة والحساسة والحيوية، ومن دون المرور بالبرلمان، وهو ما تم الاستفسار عنه، ولم يستبعد الرئيس الفرنسي الدعوة إلى استفتاء الشعب الفرنسي فيما يتعلق ببعض القضايا.
والنقطة الثانية خاصة بمشروع قانون يناقشه البرلمان الفرنسي حالياً بخصوص الإمكانية المتاحة للمريض الميؤوس من شفائه بطلب المساعدة لوضع حد لحياته أو ما يُعرف بقانون نهاية الحياة.
وأوضح الرئيس الفرنسي أنه يمكن اللجوء إلى الاستفتاء إذا لم ينجح البرلمان الفرنسي في اعتماد قانون بخصوص هذا القانون.
وبالمناسبة سبق أن تطرقت في إحدى دراساتي إلى موضوع المريض الميؤوس من شفائه، بشرح قضية عرضت على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وتتعلق بالحق في الحياة، واستعرضت آراء بعض الفقهاء المسلمين فيما يتعلق بهذا الموضوع أيضاً.
ولكن المهم أن نشير إلى الموقف الذي لا يرقى إلى ما كنا نتمنى أن نسمعه من الرئيس الفرنسي بخصوص ما يحدث في قطاع غزة.
صحيح أن الرئيس اعتبر أن ما يحدث في غزة هو «مأساة إنسانية غير مقبولة»، وأن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية غير مقبول، وأن ما يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي هو «عار»، إلا أن قوله إنه يجب أن نترك للتاريخ وللمؤرخين الحسم فيما إذا كان ما يحدث في غزة جريمة إبادة لم يكن على مستوى مواقفه الأخرى الداعمة للشعب الفلسطيني، وهو الذي صرح في 11 أبريل المنصرم، وكان يقف غير بعيد عن حدود قطاع غزة، بأن هناك احتمالاً بأن تعترف فرنسا بالدولة الفلسطينية، فكيف يشكك وهو المطلع بشكل جيد على ما يحدث في هذا القطاع وما يحل بسكانه من قتل وتدمير وتجويع، ويريد الآن أن يترك للتاريخ وللمؤرخين أن يقولوا كلمتهم في الوقت الذي ننتظر فيه قرار محكمة العدل الدولية في القضية المرفوعة من قبل جنوب إفريقيا ودول أخرى ضد إسرائيل وما طلبته هذه المحكمة، ومنذ قرابة عام ونصف العام، من تدابير احترازية من طرف إسرائيل، من بينها اتخاذ كل الإجراءات التي بحوزتها لمنع ومعاقبة التشجيع المباشر والعلني للقيام بالإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ويعزز موقف المحكمة ما يتم نشره على صفحات الجرائد الفرنسية بين الحين والآخر من مواقف لكبار القانونيين والمتخصصين، وسبق أن أشرنا إلى ذلك على صفحات هذه الجريدة، بخصوص الأعمال التي تُرتكب في قطاع غزة وتنطبق عليها كل عناصر جريمة العدوان.
لعل ضيق الوقت وكثرة المشاغل والأعباء حالت بين الرئيس الفرنسي ومتابعة افتتاح مهرجان كان لهذا العام في دورته الـ78، فقد صادف الافتتاح عشية المقابلة التلفزيونية، ولكننا نظن أنه على علم بالرسالة التي وقعها 380 فناناً من المعروفين عالمياً، والتي نُشرت على صفحات صحيفة ليبراسيون الفرنسية في 13 مايو، عشية افتتاح هذا المهرجان، والتي تدين الصمت فيما يتعلق بالإبادة الجماعية التي تحدث في قطاع غزة.
* أكاديمي وكاتب سوري مقيم بفرنسا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة الكويتية
منذ 3 أيام
- الجريدة الكويتية
هي إبادة يا سيادة الرئيس
استضافت المحطة الفرنسية الأولى في 13 مايو، وعلى مدار أكثر من ثلاث ساعات، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي لم يبق على ولايته كرئيس للجمهورية الفرنسية إلا عامان، في حوار تم التطرق فيه إلى الأوضاع الداخلية في فرنسا، والأوضاع الأوروبية والدولية أيضاً. وليسمح لنا القارئ الكريم أن نضع جانباً الأوضاع الداخلية الفرنسية، والتي لا تهمه مباشرة، إلا أننا نريد أن نشير إلى نقطتين هامتين: اللجوء إلى الاستفتاء كوسيلة ديموقراطية يمكن من خلالها استمزاج رأي الشعب في القضايا الهامة والحساسة والحيوية، ومن دون المرور بالبرلمان، وهو ما تم الاستفسار عنه، ولم يستبعد الرئيس الفرنسي الدعوة إلى استفتاء الشعب الفرنسي فيما يتعلق ببعض القضايا. والنقطة الثانية خاصة بمشروع قانون يناقشه البرلمان الفرنسي حالياً بخصوص الإمكانية المتاحة للمريض الميؤوس من شفائه بطلب المساعدة لوضع حد لحياته أو ما يُعرف بقانون نهاية الحياة. وأوضح الرئيس الفرنسي أنه يمكن اللجوء إلى الاستفتاء إذا لم ينجح البرلمان الفرنسي في اعتماد قانون بخصوص هذا القانون. وبالمناسبة سبق أن تطرقت في إحدى دراساتي إلى موضوع المريض الميؤوس من شفائه، بشرح قضية عرضت على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وتتعلق بالحق في الحياة، واستعرضت آراء بعض الفقهاء المسلمين فيما يتعلق بهذا الموضوع أيضاً. ولكن المهم أن نشير إلى الموقف الذي لا يرقى إلى ما كنا نتمنى أن نسمعه من الرئيس الفرنسي بخصوص ما يحدث في قطاع غزة. صحيح أن الرئيس اعتبر أن ما يحدث في غزة هو «مأساة إنسانية غير مقبولة»، وأن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية غير مقبول، وأن ما يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي هو «عار»، إلا أن قوله إنه يجب أن نترك للتاريخ وللمؤرخين الحسم فيما إذا كان ما يحدث في غزة جريمة إبادة لم يكن على مستوى مواقفه الأخرى الداعمة للشعب الفلسطيني، وهو الذي صرح في 11 أبريل المنصرم، وكان يقف غير بعيد عن حدود قطاع غزة، بأن هناك احتمالاً بأن تعترف فرنسا بالدولة الفلسطينية، فكيف يشكك وهو المطلع بشكل جيد على ما يحدث في هذا القطاع وما يحل بسكانه من قتل وتدمير وتجويع، ويريد الآن أن يترك للتاريخ وللمؤرخين أن يقولوا كلمتهم في الوقت الذي ننتظر فيه قرار محكمة العدل الدولية في القضية المرفوعة من قبل جنوب إفريقيا ودول أخرى ضد إسرائيل وما طلبته هذه المحكمة، ومنذ قرابة عام ونصف العام، من تدابير احترازية من طرف إسرائيل، من بينها اتخاذ كل الإجراءات التي بحوزتها لمنع ومعاقبة التشجيع المباشر والعلني للقيام بالإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ويعزز موقف المحكمة ما يتم نشره على صفحات الجرائد الفرنسية بين الحين والآخر من مواقف لكبار القانونيين والمتخصصين، وسبق أن أشرنا إلى ذلك على صفحات هذه الجريدة، بخصوص الأعمال التي تُرتكب في قطاع غزة وتنطبق عليها كل عناصر جريمة العدوان. لعل ضيق الوقت وكثرة المشاغل والأعباء حالت بين الرئيس الفرنسي ومتابعة افتتاح مهرجان كان لهذا العام في دورته الـ78، فقد صادف الافتتاح عشية المقابلة التلفزيونية، ولكننا نظن أنه على علم بالرسالة التي وقعها 380 فناناً من المعروفين عالمياً، والتي نُشرت على صفحات صحيفة ليبراسيون الفرنسية في 13 مايو، عشية افتتاح هذا المهرجان، والتي تدين الصمت فيما يتعلق بالإبادة الجماعية التي تحدث في قطاع غزة. * أكاديمي وكاتب سوري مقيم بفرنسا


الجريدة الكويتية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- الجريدة الكويتية
مهرجان «كان» يدعم أوكرانيا في حفل الافتتاح
يعبِّر مهرجان كان السينمائي عن دعمه لأوكرانيا من خلال برنامج خاص يتضمن عروضاً لـ3 أفلام وثائقية يوم الافتتاح المقرر 13 الجاري. ويشمل برنامج «يوم أوكرانيا»، الذي يُقام بالتعاون مع مجموعة «فرانس تلفزيون» ووسيلة الإعلام الفرنسية «بروت» وبلدية كان (جنوب شرق فرنسا)، عرض 3 أفلام مخصصة للحرب بقصر المهرجانات، أحدهما عن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، والثاني تقرير عن الجبهة صوَّره المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي، وفيلم ثالث عن الحرب.


الوطن الخليجية
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- الوطن الخليجية
الدعم السريع يستهدف مطار بورتسودان شرق السودان بالطائرات المسيرة
تعرض مطار بورتسودان، فجر الثلاثاء، لهجوم جوي جديد شنته طائرات مسيّرة تابعة لقوات 'الدعم السريع'، وذلك في ثالث استهداف من نوعه خلال أقل من 72 ساعة، ما أثار حالة من الذعر بين المسافرين وأدى إلى تعليق حركة الطيران مجددًا، بعد أن كانت قد استؤنفت لساعات أعقبت الهجوم السابق يوم الإثنين. ووفقًا لمصادر ميدانية، تسبب الهجوم في دمار جزئي داخل المطار وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان، في وقت لم تصدر فيه حتى اللحظة بيانات رسمية حول الخسائر البشرية أو المادية بدقة. وسبق هذا الهجوم، انفجارات عنيفة هزت مستودعات الوقود التابعة للمؤسسة السودانية للنفط في المدينة الساحلية، حيث اشتعلت النيران في عدد من الخزانات شرقي المدينة، ما فاقم من حالة التوتر الأمني. هذه التطورات دفعت بعدد من الدول والمنظمات الإقليمية إلى إصدار بيانات إدانة، إذ شجبت السعودية وقطر وتركيا، إلى جانب الاتحاد الأفريقي، الهجمات على منشآت مدنية في بورتسودان وكسلا. المواجهة تتجاوز 'الدعم السريع' وفي تعليق على التصعيد، قال اللواء معتصم عبد القادر، الباحث في الشؤون العسكرية، إن الهجمات الأخيرة تُظهر بوضوح دخول قوى إقليمية في خط المواجهة بشكل مباشر، معتبرًا أن دور 'الدعم السريع' قد تراجع منذ استعادة الجيش للسيطرة على العاصمة الخرطوم في 26 مارس الماضي. وأشار عبد القادر إلى أن استخدام الطائرات المسيرة يعكس تحولًا نوعيًا في شكل الحرب، لافتًا إلى أن جبهات جديدة قد تنفتح على الحدود مع ليبيا وتشاد جنوبًا، أو عبر البحر الأحمر، وهو ما يتطلب استعدادًا عسكريًا شاملًا من قبل الجيش السوداني. واعتبر عبد القادر أن الحرب الحالية باتت 'وجودية' بالنسبة للسودان، مستهدفة موارده الحيوية واستقراره الداخلي، وهو ما يفسر استهداف المنشآت المدنية والعسكرية ذات الأهمية الاستراتيجية. خالد الاعيسر ، الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية : زرت قبل قليل مستودعات الوقود بالميناء الجنوبي في مدينة #بورتسودان، والتي تعرضت صباح اليوم لاعتداء إجرامي وإرهابي باستخدام الطائرات المسيّرة التي توفرها دولة الإمارات لوكيلها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية. أؤكد لشعبنا… — Sudan News (@Sudan_tweet) May 6, 2025 تصاعد في استخدام المسيرات الانتحارية من جهته، رأى الرائد المتقاعد محمد مقلد، عضو القيادة المركزية العليا لـ'تضامن' (تحالف الضباط المتقاعدين)، أن إدخال 'الدعم السريع' لطائرات مسيّرة هجومية عالية التقنية غيّر مسار الحرب على الأرض، حيث باتت المنشآت الحساسة – بما في ذلك المطارات والقواعد العسكرية ومخازن الوقود – أهدافًا سهلة في ظل ضعف أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش. وأوضح مقلد أن الهجمات المتكررة تسعى لإضعاف البنية التحتية للجيش والدولة، وإلحاق ضرر نفسي ومعنوي بالسكان، في ظل غياب الحماية الجوية الفاعلة. أزمة قانونية ودبلوماسية مع الإمارات في تطور قضائي مهم، قررت محكمة العدل الدولية شطب الدعوى المقدمة من السودان ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، لعدم اختصاصها بالنظر في القضية، مستندة إلى تحفظ أبوظبي على المادة التاسعة من اتفاقية منع الإبادة الجماعية. ورغم الإعراب عن 'قلق بالغ' إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان، وخاصة في إقليم دارفور، إلا أن المحكمة رفضت طلب الخرطوم بإصدار تدابير مؤقتة، معتبرة أن المسألة تخرج عن نطاق اختصاصها القضائي. في المقابل، أكد وزير الإعلام السوداني خالد الأعيسر أن حكومته ستواصل تحركاتها القانونية، مشددًا على أن قرار المحكمة يستند إلى أسباب إجرائية لا تمس جوهر القضية. وأوضح أن السودان سيتوجه إلى محاكم دولية أخرى تقبل النظر في مثل هذه القضايا، لمحاسبة المسؤولين عن دعم قوات 'الدعم السريع' وارتكاب جرائم ضد المدنيين. وقال الأعيسر في بيان رسمي: 'لن تتوقف جهودنا عند محكمة العدل الدولية، بل سنطرق كل باب قانوني دولي يتيح لنا الاقتصاص من الجناة'، مضيفًا أن 'الشعب السوداني دفع ثمنًا باهظًا بسبب الجرائم التي ارتُكبت بدعم إماراتي مباشر لقوات الدعم السريع'.