
السياسة الدولية بين أيادي الإقتصاديّين ورجال الأعمال
فالولايات المتحدة كانت السبّاقة في هذا النهج الجديد، فنلاحظ إنماءً واسعاً للشركات التكنولوجية والمعلوماتية الدولية، مثل شركات: ميتا بلاتفورمز (Meta Platforms)، أمازون (Amazon)، مايكروسوفت (Microsoft)، آبل (Apple)، غوغل (Google) وغيرها، التي نمت بطريقة سريعة جداً، وتملك أهم الثروات والقوة في العالم وهي المعلوماتية والذكاء الإصطناعي.
فأصبحت كل الحكومات في العالم تتراكض نحو هذه الشركات العملاقة، لأنّ المعلوماتية والذكاء الإصطناعي هما الحاضر والمستقبل، ومَن يتملّكهما سيقود العالم.
هذه الشركات التي لا تشارك فقط في الإنماء والإستثمار والتمويل، لكن أيضاً وخصوصاً، أصبحت تشارك وتساهم وحتى تقود السياسات الداخلية والدولية، في البلدان وقارات العالم. وقد شقّ واتّبع هذه الطريق والنهج الجديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أحاط نفسه برجال وسيدات أعمال نافذين، وعيّنهم في أرفع المسؤوليات والمناصب العليا، وأبعَد السياسيِّين التقليديِّين، فأصبح رجال الأعمال والإقتصاديّون يقودون سياسة واقتصاد الولايات المتحدة وأيضاً العالم.
نرى كبار الشخصيات مثل إيلون ماسك، رئيس مجلس إدارة «تسلا» (Tesla)، جيف بيزوس، رئيس مجلس إدارة «أمازون»، لورانس د. فينك رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة «بلاك روك» وغيرهم. هؤلاء اليوم قد دخلوا السياسة ويرسمون استراتيجية العالم الجديد.
أمّا بالنسبة إلى الشرق الأوسط، فقد عُيِّن السفير توم برّاك، كمبعوث أساسي للمنطقة، وهو أيضاً رجل أعمال بارز كان على رأس شركة «كولوني كابيتال» البارزة في مجال التمويل الدولي.
إنّ الفارق بين رجال السياسة ورجال الأعمال هو أنّ الرياديِّين والمبتكرين يتخذون قرارات سريعة جداً، أكانت قرارات إيجابية أو سلبية، ويذهبون إلى إبرام صفقات سريعة ويتفاوضون ويتواصلون ويتخذون قرارات سريعة وحاسمة، وهذا ما نشهده اليوم، في الولايات المتحدة، وأيضاً في السياسة الدولية الجديدة: مفاوضات، تواصل، قرارات سريعة، تنفيذ تكتيك واستراتيجيات صارمة.
في المحصّلة، إنّ السياسة الدولية الجديدة ستكون بأيادي رجال وسيدات الأعمال البارزين، في الولايات المتحدة، وأيضاً حيال الشركات التي تملك المعلومات والذكاء الإصطناعي، وهؤلاء هم الذين سيرسمون خارطة العالم الجديد والإقتصاد المتجدّد، فنشهد نهاية السياسة التقليدية ونعيش نهج السياسة الإقتصادية والإنمائية والتمويلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 6 دقائق
- النهار
تراجع إدارة ترامب عن ربط تمويل للولايات بموقفها من مقاطعة إسرائيل
أظهر بيان أميركي تراجع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن موقفها بشأن مطالبة المدن والولايات الأميركية بعدم مقاطعة الشركات الإسرائيلية، حتى تكون مؤهلة للحصول على التمويل الخاص بالتأهب للكوارث، حيث تم حذف السياسة السابقة من موقعها الإلكتروني. وحذفت وزارة الأمن الداخلي بيانها الذي كان ينص على أن الولايات يجب أن تقر بأنها لن تقطع "العلاقات التجارية مع الشركات الإسرائيلية على وجه التحديد" كي تكون مؤهلة للحصول على التمويل. وكان الشرط المذكور ينطبق على 1.9 مليار دولار على الأقل تعتمد عليها الولايات في تغطية تكاليف معدات البحث والإنقاذ ورواتب مديري الطوارئ وأنظمة الطاقة الاحتياطية ونفقات أخرى، وذلك وفقا لما ورد في 11 إشعارا بشأن المنح. ويمثل حذف الشرط تحولا بالنسبة لإدارة ترامب، التي حاولت في السابق معاقبة المؤسسات التي لا تتبع وجهات نظرها حيال إسرائيل أو معاداة السامية. وكان الاشتراط يستهدف حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها، وهي حملة هدفها ممارسة ضغوط اقتصادية على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. وعلت أصوات مؤيدي الحملة في عام 2023 بعدما ردّت إسرائيل على هجوم حركة حماس عليها يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر بشن حملة عسكرية على قطاع غزة. وقالت تريشا مكلوكلين المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي في بيان صدر في وقت لاحق الاثنين: "تظل منح الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ محكومة بالقانون والسياسة الحالية وليس باختبارات سياسية حاسمة". كانت الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ، التي تشرف عليها وزارة الأمن الداخلي، قد ذكرت في إشعارات المنح التي نُشرت يوم الجمعة أن على الولايات اتباع "شروطها وأحكامها" حتى تكون مؤهلة للحصول على تمويل الاستعداد للكوارث. وكانت هذه الشروط تتطلب الامتناع عن ما وصفته الوكالة "بالمقاطعة التمييزية المحظورة"، وهو مصطلح يعرَّف بأنه رفض التعامل مع "الشركات التي تنفذ أنشطة في إسرائيل أو تتعامل معها". ولا تتضمن الشروط الجديدة، التي نُشرت في وقت لاحق الاثنين، الإشارة إلى سياسات المقاطعة.


ليبانون 24
منذ 18 دقائق
- ليبانون 24
تم حذف البيان.. الادارة الاميركية تتراجع عن ربط تمويل للولايات بموقفها من إسرائيل
أظهر بيان أميركي تراجع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن موقفها بشأن مطالبة المدن والولايات الأميركية بعدم مقاطعة الشركات الإسرائيلية ، حتى تكون مؤهلة للحصول على التمويل الخاص بالتأهب للكوارث، حيث تم حذف السياسة السابقة من موقعها الإلكتروني. وحذفت وزارة الأمن الداخلي بيانها الذي كان ينص على أن الولايات يجب أن تقر بأنها لن تقطع "العلاقات التجارية مع الشركات الإسرائيلية على وجه التحديد" كي تكون مؤهلة للحصول على التمويل. وكان الشرط المذكور ينطبق على 1.9 مليار دولار على الأقل تعتمد عليها الولايات في تغطية تكاليف معدات البحث والإنقاذ ورواتب مديري الطوارئ وأنظمة الطاقة الاحتياطية ونفقات أخرى، وذلك وفقا لما ورد في 11 إشعارا بشأن المنح. ويمثل حذف الشرط تحولا بالنسبة لإدارة ترامب ، التي حاولت في السابق معاقبة المؤسسات التي لا تتبع وجهات نظرها حيال إسرائيل أو معاداة السامية.


IM Lebanon
منذ 36 دقائق
- IM Lebanon
إدارة ترامب تتراجع عن ربط تمويل للولايات بموقفها من إسرائيل
أظهر بيان تراجع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن موقفها بشأن مطالبة المدن والولايات الأميركية بعدم مقاطعة الشركات الإسرائيلية حتى تكون مؤهلة للحصول على التمويل الخاص بالتأهب للكوارث، فيما تم حذف السياسة السابقة من موقعها الإلكتروني. وحذفت وزارة الأمن الداخلي بيانها الذي كان ينص على أن الولايات يجب أن تقر بأنها لن تقطع 'العلاقات التجارية مع الشركات الإسرائيلية على وجه التحديد' كي تكون مؤهلة للحصول على التمويل. وأفادت 'رويترز' في وقت سابق من يوم الإثنين بأن هذا الشرط ينطبق على 1.9 مليار دولار على الأقل تعتمد عليها الولايات في تغطية تكاليف معدات البحث والإنقاذ ورواتب مديري الطوارئ وأنظمة الطاقة الاحتياطية ونفقات أخرى، وذلك وفقا لما ورد في 11 إشعارا بشأن المنح. ويمثل هذا تحولا بالنسبة لإدارة ترامب، التي حاولت في السابق معاقبة المؤسسات التي لا تتبع وجهات نظرها حيال إسرائيل أو معاداة السامية. وكان الاشتراط يستهدف حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها، وهي حملة هدفها ممارسة ضغوط اقتصادية على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.