
ثورة تشخيص «الفصام».. هل تكون العين مفتاح العلاج ؟
تابعوا عكاظ على
في خطوة قد تمثل ثورة في مجال الطب النفسي، كشف باحثون من جامعة زيورخ ومستشفى الطب النفسي الجامعي التابع لها اكتشافاً مذهلاً يربط بين سمك الشبكية في العين وخطر الإصابة بالفصام (انفصام الشخصية).
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يحملون استعدادًا جينيًا للإصابة بهذا الاضطراب النفسي يمتلكون شبكية أرق من الأفراد غير المعرضين، ما يفتح آفاقًا جديدة للتشخيص المبكر لهذا المرض المعقد.
الفصام، وهو اضطراب نفسي مزمن يصيب نحو 1% من سكان العالم، يتميز بأعراض مثل الهلاوس، الأوهام، واضطرابات التفكير، وتكمن التحديات الأساسية في تشخيصه مبكرًا، حيث تظهر الأعراض عادةً في مراحل متقدمة، مما يعقد العلاج ويؤثر على جودة حياة المرضى.
ومع هذا الاكتشاف يقترب العلماء من إيجاد طريقة غير جراحية وبسيطة لتحديد الأفراد المعرضين للخطر قبل ظهور الأعراض السريرية.
نُشرت الدراسة في مجلة Biological Psychiatry، وشملت تحليل بيانات من مئات الأفراد، بما في ذلك أشخاص يحملون طفرات جينية مرتبطة بالفصام ومجموعة ضابطة من الأصحاء.
استخدم الباحثون تقنية التصوير المقطعي للشبكية (OCT)، وهي تقنية غير جراحية تُستخدم عادة في طب العيون، لقياس سمك طبقات الشبكية، وأظهرت النتائج أن الأفراد المعرضين جينيًا للفصام لديهم شبكية أرق بشكل ملحوظ، خصوصا في الطبقات العصبية الداخلية، ما يعكس تغيرات محتملة في الجهاز العصبي المركزي.
يُعتقد أن هذا التغيير في الشبكية قد يكون مؤشرًا مبكرًا للتغيرات العصبية المرتبطة بالفصام، حيث تُعد الشبكية امتدادًا مباشرًا للدماغ وتعكس حالته الصحية، وأوضح الباحثون أن هذا الاكتشاف قد يساعد في تحديد الأفراد المعرضين للخطر في وقت مبكر، مما يتيح التدخل العلاجي قبل تفاقم الحالة.
أخبار ذات صلة
يأمل الباحثون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تطوير فحوصات روتينية باستخدام تقنية OCT في عيادات الطب النفسي، مما يجعل تشخيص الفصام أكثر سهولة ودقة.
كما يمكن أن تمتد هذه الطريقة لتشمل اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب، حيث تشير دراسات أولية إلى وجود تغيرات مشابهة في الشبكية.
في تصريح للدكتور فلوريان هيلبراند، الباحث الرئيسي في الدراسة، قال: «هذا الاكتشاف يمثل خطوة كبيرة نحو فهم الفصام وتحسين استراتيجيات الوقاية والعلاج، والشبكية قد تكون نافذتنا إلى الدماغ، مما يتيح لنا رؤية التغيرات قبل أن تصبح مدمرة»، مضيفًا أن الفريق يعمل حاليًا على توسيع نطاق الدراسة لتشمل عينات أكبر واضطرابات نفسية أخرى.
على الرغم من التفاؤل، أشار الباحثون إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد النتائج وتحديد مدى دقة هذه العلامة في التنبؤ بالفصام، كما أن هناك حاجة إلى توحيد معايير قياس الشبكية لضمان الاستخدام السريري الفعال.
يُعد هذا الاكتشاف بمثابة أمل جديد لملايين الأشخاص المعرضين للفصام، حيث يمكن أن يقلل من وصمة المرض من خلال تشخيص مبكر وعلاج فعال، كما أنه يعزز الجهود العالمية لتحسين الصحة النفسية، خصوصا في ظل تزايد الإصابات بالاضطرابات النفسية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 15 ساعات
- عكاظ
وجبة دهنية في عطلة نهاية الأسبوع قد تدمر أمعاءك!
تابعوا عكاظ على كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Immunity في 13 مايو 2025، بقيادة الباحث سيريل سيليت من معهد والتر وإليزا هول للأبحاث الطبية، أن تناول وجبات غنية بالدهون لمدة أيام قليلة فقط، كما يحدث في عطلة نهاية الأسبوع، قد يتسبب في أضرار جسيمة لصحة الأمعاء. وتتحدى هذه النتائج الاعتقاد السائد بأن تأثيرات النظام الغذائي السيئ تحتاج إلى شهور أو سنوات لتظهر، مؤكدة أن الضرر قد يبدأ في غضون أيام. ووفقا لموقع « hindustantimes »، أجريت الدراسة على فئران تم تقسيمها إلى مجموعات، حيث تناولت بعضها طعاما عاديا، بينما تناولت أخرى وجبات تحتوي على 36% أو 60% من الدهون. ولاحظ الباحثون أن الفئران التي تناولت الوجبات عالية الدهون أظهرت علامات تلف في صحة الأمعاء بعد أيام قليلة فقط. وأوضح سيريل سيليت في تصريح له: «كلما زاد استهلاكنا للدهون المشبعة زادت الالتهابات في الجسم، وأن هذه الالتهابات تبقى صامتة في البداية، لكنها قد تتحول لاحقا إلى التهابات مزمنة بعد سنوات». وكشفت الدراسة أن النظام الغذائي الغني بالدهون يثبط عمل الخلايا المناعية المتخصصة المعروفة باسم ILC3s ، والتي تُنتج مادة حيوية تُسمى إنترلوكين-22. وتلعب هذه المادة دورا رئيسيا في الحفاظ على حاجز الأمعاء من خلال إنتاج الببتيدات المضادة للميكروبات، المخاط، والبروتينات التي تحافظ على تماسك الخلايا. أخبار ذات صلة وعندما يتم تثبيط إنتاج إنترلوكين-22 بسبب الدهون العالية، تصبح الأمعاء أكثر نفاذية، مما يؤدي إلى حالة تُعرف بـ«الأمعاء المتسربة»، حيث تتسرب البكتيريا الضارة والسموم إلى مجرى الدم. وتفسر الدراسة سبب شعور العديد من الأشخاص بعدم الراحة الهضمية بعد تناول وجبة غنية بالدهون، مثل تلك التي تحتوي على الأطعمة المقلية أو الوجبات السريعة. كما تُبرز أهمية الأنظمة الغذائية مثل النظام المتوسطي، الغني بزيت الزيتون والدهون غير المشبعة، التي تُعزز صحة الأمعاء وتقلل الالتهابات على المدى الطويل، مع توفير راحة فورية للجهاز الهضمي. وحذر الباحثون من الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، خاصة خلال المناسبات أو عطلات نهاية الأسبوع، ودعوا إلى اعتماد نظام غذائي متوازن يعتمد على الدهون الصحية مثل تلك الموجودة في الأفوكادو، المكسرات، وزيت الزيتون. وأكد سيليت أن هذه النتائج تُظهر أن تأثيرات النظام الغذائي على الأمعاء يمكن أن تظهر بسرعة، مما يستدعي وعيا أكبر باختياراتنا الغذائية. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}


عكاظ
منذ يوم واحد
- عكاظ
150 مادة مسرطنة في مستحضرات تجميل شهيرة
تابعوا عكاظ على كشف تقرير حديث وجود 150 مادة كيميائية مسرطنة في ستة من منتجات التجميل الشهيرة، ما يثير قلقاً واسعاً حول سلامة هذه المنتجات المستخدمة يومياً. تشمل هذه المواد مركبات مثل: الفورمالديهايد، البارابين، الفثالات، والمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق، التي تم ربطها بمخاطر صحية خطيرة مثل السرطان واضطرابات الغدد الصماء. ووفقاً لدراسة نشرتها دورية Environmental Science &Technology Letters، فإن أكثر من نصف النساء المشاركات في الدراسة، استخدمن منتجات تحتوي على مواد مسرطنة معروفة، بما في ذلك الشامبو، الكريمات، ومثبتات الشعر. كما أظهرت دراسة أخرى أن 65% من منتجات العناية الشخصية التي تم تحليلها تحتوي على مواد كيميائية مرتبطة بالسرطان أو اضطرابات هرمونية. تُستخدم هذه المواد في مستحضرات التجميل كمثبتات أو مواد حافظة، ولكنها قد تتراكم في الجسم مع مرور الوقت، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة. وعلى رغم وجود بعض القوانين التي تحظر استخدام هذه المواد في بعض الدول، إلا أن العديد منها لا يزال يُستخدم في الأسواق العالمية. ينصح الخبراء المستهلكين بقراءة مكونات المنتجات بعناية، وتجنب تلك التي تحتوي على مواد مشبوهة، واختيار المنتجات الطبيعية والخالية من العطور الصناعية. كما يُشددون على أهمية تعزيز الرقابة والتشريعات لحماية المستهلكين من التعرض لمثل هذه المواد الضارة. أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ يوم واحد
- عكاظ
فوائد عصير الباشن:
تابعوا عكاظ على غني بمضادات الأكسدة يدعم صحة القلب ويخفض ضغط الدم يعزز المناعة ويحسّن الهضم أخبار ذات صلة