
تباطؤ صادرات اليابان مع تصاعد الرسوم الأمريكية وتفاقم خطر الركود
تباطأ نمو الصادرات اليابانية مع تصعيد الولايات المتحدة لإجراءاتها الجمركية، مما يسلّط الضوء على المخاطر التي تواجهها البلاد، بعد أن انكمش اقتصادها بالفعل قبل أن تبدأ الرسوم في التأثير الفعلي.
ووفقاً لبيانات وزارة المالية الصادرة يوم الأربعاء، فقد ارتفعت الصادرات، من حيث القيمة، بنسبة 2% في أبريل مقارنةً بالعام الماضي، متراجعة من نسبة 4% في مارس، وذلك بسبب تراجع شحنات السيارات والصلب. وجاءت الصادرات دون متوسط تقديرات المحللين، بينما انخفضت الواردات بنسبة 2.2% بقيادة الفحم والنفط الخام.
وتحوّل الميزان التجاري لليابان إلى عجز بقيمة 115.8 مليار ين (797 مليون دولار) بعد شهرين من الفائض.
يضيف تباطؤ الصادرات مزيداً من الغموض حول مستقبل الاقتصاد الياباني، في وقت تسعى السلطات لتحقيق دورة اقتصادية إيجابية مدفوعة بارتفاع الأسعار والأجور.
وبعد انكماش الاقتصاد في الربع الماضي، تزيد حملة الرسوم الجمركية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب من خطر دخول اليابان في ركود تقني إذا استمر تراجع التجارة مع ضعف الاستهلاك المحلي.
تأثير الرسوم الجمركية
قال يويتشي كوداما، كبير الاقتصاديين في معهد أبحاث "ميجي ياسودا": "نحن نشهد بالفعل تأثير الرسوم الجمركية، وأعتقد أن تأثيرها سيزداد وضوحاً في المستقبل، وأن الضغوط السلبية على التجارة ستشتد".
وعلى مستوى المناطق، تراجعت صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة بنسبة 1.8%، بقيادة السيارات والآلات الإنشائية، بينما انخفضت الصادرات إلى الصين بنسبة 0.6%، وإلى أوروبا بنسبة 5.2%. وبلغ متوسط سعر صرف الين مقابل الدولار الأميركي 147.7 ين في أبريل، أقوى بنسبة 2.6% مقارنةً بالعام السابق، وهو ما أثّر على قيمة الصادرات والواردات المُقوّمة بالين، وفقاً لوزارة المالية.
أطلق ترمب حملة الرسوم الجمركية في مارس بفرض تعريفات بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، ثم وسّع الإجراءات في أبريل لتشمل السيارات بنفس النسبة، وأقرّ ضريبة أساسية بنسبة 10% على جميع السلع اليابانية الأخرى، سترتفع إلى 24% هذا الصيف ما لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري.
وانخفضت صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة، والتي تشكل نحو 29% من إجمالي الصادرات، بنسبة 4.8% الشهر الماضي.
أما صادرات الصلب، التي تمثل 1% من الإجمالي، فقد هوت بنسبة 29%. وتشكّل الضربة التي تلقاها قطاع السيارات تهديداً كبيراً لليابان، في وقت تتوقع فيه شركات مثل "تويوتا" و"هوندا" خسائر بمليارات الدولارات، مما يُضعف قدرتهما على الاستمرار في رفع الأجور محلياً، في وقت يعتبر فيه "بنك اليابان" أن زخم الأجور القوي شرط أساسي لإنهاء سياسته النقدية التحفيزية.
مفاوضات بطيئة
يُعدّ سعر صرف الين، الذي ارتفع بنسبة 9.1% مقابل الدولار منذ بداية العام، عاملاً أساسياً في تأثير التجارة على الاقتصاد الياباني، إذ يؤدي ارتفاع العملة إلى تباطؤ التضخم من خلال تقليل كلفة الواردات، ويقلّص من قيمة أرباح الصادرات عند تحويلها إلى الين داخل اليابان.
ويخطط وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو لمناقشة قضايا العملات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت خلال اجتماعات مجموعة السبع هذا الأسبوع في كندا.
وبلغ فائض اليابان التجاري مع الولايات المتحدة 780.6 مليار ين في أبريل، منخفضاً من 846.9 مليار ين في مارس.
ركز ترمب على الفائض المستمر مع اليابان في حملته لإعادة التوازن للتجارة الأميركية، إلا أن رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا أشار إلى أن اليابان ليست في عجلة من أمرها للتوصل إلى اتفاق، إذا كان ذلك سيضر بمصالحها الوطنية. كما صرّح وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك أن المفاوضات التجارية مع اليابان ستستغرق وقتاً.
إعفاء شامل من الرسوم
بعد جولة من المحادثات الفنية هذا الأسبوع، من المقرر أن يتوجه كبير مفاوضي التجارة الياباني ريوسِيه أكازاوا إلى واشنطن مجدداً لإجراء محادثات إضافية في نهاية الأسبوع، وفقاً لتقارير إعلامية محلية.
ويواصل إيشيبا السعي للحصول على إعفاء شامل من جميع الرسوم الأميركية الإضافية، وأكّد أنه لن يضحّي بالقطاع الزراعي الياباني لحماية صناعة السيارات.
ومن المتوقع أن تكون قضية الرسوم محوراً أساسياً في الانتخابات الوطنية المقررة في أوائل الصيف، والتي ستقام بعد عودة ما يسمى بالرسوم المتبادلة إلى نسبة 24% في أوائل يوليو.
وقال كوداما من "ميجي ياسودا": "سيكون من المثالي لو تمكن الطلب المحلي من تعويض تراجع الطلب الخارجي، لكن ذلك سيكون صعباً لأن الأجور الحقيقية تواصل الانخفاض، مما يُبقي الاستهلاك تحت الضغط". وأضاف: "هناك احتمال أن يدخل الاقتصاد في ركود تقني".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 41 دقائق
- عكاظ
G7 تبحث فرض رسوم جمركية على بعض المنتجات الصينية
تابعوا عكاظ على أعلن وزير المالية الكندي فرانسوا فيليب شامبين أن دول مجموعة السبع (G7) بدأت مناقشات حول فرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية التي تُباع بأسعار منخفضة وتغرق الأسواق بكميات كبيرة. وقال في مؤتمر صحفي لافتتاح اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع أمس (الثلاثاء): «إن جدول الأعمال سيتضمن مناقشات حول معالجة الدول للقضايا المتعلقة بزيادة الطاقة الإنتاجية والممارسات التي لا تستند إلى قواعد السوق الحرة». وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض رسوم ثابتة على الطرود الصغيرة المستوردة، وتسعى فرنسا إلى إضافة رسوم على هذه الطرود، كما تدرس المملكة المتحدة واليابان اتخاذ خطوات مماثلة. واتهمت الدول منصات البيع بالتجزئة الصينية عبر الإنترنت، بإغراق أسواقها بسلع منخفضة القيمة، واستهدف الرئيس الأمريكي «دونالد ترمب» هذه السلع بإلغاء الإعفاء الجمركي السابق، وتُعدّ الولايات المتحدة أكبر سوق لهذه الطرود الصغيرة. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} المناقشات تختص بأسعار المنتجات المنخفضة وتباع بكميات كبرى. (متداولة)


مباشر
منذ ساعة واحدة
- مباشر
تباين أسواق الأسهم العالمية مع احتمال مهاجمة إسرائيل لإيران
مباشر- تباين أداء الأسهم العالمية اليوم الأربعاء بينما قفزت أسعار النفط بأكثر من 1% بعد تقرير لشبكة CNN ذكر أن إسرائيل ربما تخطط لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. نقل تقرير لشبكة CNN عن مسؤولين استخباراتيين لم تُسمَّهم قولهم إن إسرائيل ربما تُجهِّز لهجوم على منشآت نووية إيرانية. وتميل أسعار النفط إلى الارتفاع مع نشوب صراعات قد تُعطِّل إمدادات النفط، وقد قفزت في وقت مبكر من يوم الأربعاء، لكنها فقدت بعض مكاسبها بحلول منتصف النهار. وارتفع سعر برميل النفط الخام الأميركي القياسي 93 سنتا إلى 62.96 دولار، في حين ارتفع سعر برميل النفط الخام العالمي برنت 90 سنتا إلى 66.27 دولار. في المحادثات المتعلقة بالقضية النووية، حذّر المسؤولون الإيرانيون من إمكانية سعيهم لامتلاك سلاح نووي باستخدام مخزونهم من اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من مستويات الأسلحة. وهدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارًا بشن غارات جوية تستهدف البرنامج النووي الإيراني إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. في التعاملات الأوروبية المبكرة، انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.3% ليصل إلى 23,967.81 نقطة، بينما انخفض مؤشر كاك 40 في باريس بنسبة 0.7% ليصل إلى 7,891.05 نقطة. ولم يشهد مؤشر فوتسي 100 البريطاني أي تغيير يُذكر، مسجلاً 8,780.46 نقطة. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.6%. في آسيا، انخفض مؤشر نيكاي 225 القياسي في بورصة طوكيو بنسبة 0.6% ليصل إلى 37,298.98 نقطة. وقد حدّ من المكاسب استمرار المخاوف بشأن الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها ترامب على العديد من شركاء الولايات المتحدة التجاريين منذ توليه منصبه. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صرّح مسؤولون يابانيون بإصرارهم على إلغاء جميع الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها ترامب على الواردات من اليابان في إطار المحادثات مع واشنطن. أفادت الحكومة اليابانية يوم الأربعاء بتباطؤ صادراتها بسبب الرسوم الجمركية. وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة، أكبر شريك تجاري منفرد لليابان، بنحو 2% على أساس سنوي في أبريل، وتباطأ معدل النمو السنوي لصادراتها العالمية من 4% في مارس، وفقًا لبيانات الجمارك الأولية. وفي خطوة من شأنها إضعاف إدارة رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا المتعثرة، استقال وزير الزراعة تاكو إيتو بعد احتجاجات على تصريحات أدلى بها حول عدم اضطراره لشراء الأرز، بل الحصول عليه مجانا، في وقت دفعت فيه النقص في الإمدادات أسعار الحبوب الأساسية إلى الارتفاع بشكل حاد. وفي هونج كونج، ارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0.6% إلى 23,827.78 نقطة، في حين ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.2% إلى 3,387.57 نقطة. وارتفع مؤشر S&P/ASX 200 الأسترالي بنسبة 0.5% إلى 8,386.00، في حين ارتفع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 0.9% إلى 2,625.58. وارتفع مؤشر تايكس التايواني بنسبة 1.3%، كما ارتفع مؤشر سينسكس الهندي بنسبة 0.5%. يوم الثلاثاء، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4%، مسجلاً أول انخفاض له منذ سبعة أيام. وانخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0.3%، ومؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.4%. ظلت عوائد سندات الخزانة وقيمة الدولار الأميركي مستقرة نسبيا بعد هزة قصيرة صباح الاثنين بعدما قالت وكالة موديز للتصنيف الائتماني إن الحكومة الأميركية لم تعد تستحق تصنيفا ائتمانيا من الدرجة الأولى بسبب المخاوف بشأن ديونها المتصاعدة.


مباشر
منذ ساعة واحدة
- مباشر
نيكي الياباني يتراجع مع جني الأرباح وسهم ميزوهو يقفز
مباشر- انخفض المؤشر نيكي الياباني اليوم الأربعاء مع جني المستثمرين للأرباح في الآونة الأخيرة وارتفاع الين الذي أضعف الطلب على الصادرات. وتراجع سهم طوكيو مارين هولدنجز 2.6% وتسبب في انخفاض المؤشر الفرعي لشركات التأمين بعد توقع الشركة هبوط الأرباح السنوية 12%. وصعد سهم ميزوهو 2.7% وقاد مؤشر البنوك للارتفاع بعد الإعلان عن خطة للتخلي عن حصص الملكية المتبادلة. وقال واتارو أكيياما الخبير الاقتصادي في نومورا سيكيورتيز "كانت الأسهم تصعد، لكن الآن مع نهاية (الإعلان) عن الأرباح، أعتقد أن هناك نقصا طفيفا للعوامل المحفزة في السوق". وأظهرت بيانات اليوم الأربعاء أن الصادرات اليابانية زادت للشهر السابع على التوالي في أبريل نيسان، لكن الشحنات إلى الولايات المتحدة تراجعت، مما يلقي الضوء على تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب. وواصل نيكي خسائره في جلسة المساء وأغلق منخفضا 0.6%. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.2%. وصعد 121 سهما مقابل تراجع 102 على المؤشر نيكي الذي انخفض بنحو 6.5% منذ بداية العام.