
الجيش الإسرائيلي ينفذ غارات مكثفة على المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية في طهران
نفذ الجيش الإسرائيلي، ليلة الثلاثاء–الأربعاء، غارات جوية واسعة النطاق على أهداف عسكرية إيرانية في منطقة طهران، استهدفت مواقع استراتيجية في إطار حملة قالت تل أبيب إنها تهدف إلى تقويض البرنامج النووي الإيراني وتدمير البنية التحتية لتصنيع الأسلحة.
وجاء في بيان رسمي أن أكثر من 50 طائرة مقاتلة شاركت في العملية، التي تمت بتنسيق استخباراتي دقيق من فرع الاستخبارات العسكرية، واستهدفت منشآت لإنتاج أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى مصانع لإنتاج الأسلحة التقليدية والصواريخ.
وأوضح البيان أن الضربات ركزت على 'تعطيل جهود إيران لتوسيع نطاق ووتيرة تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية'، لافتًا إلى أن مستوى التخصيب الذي وصلت إليه طهران يتجاوز بكثير ما هو مطلوب لأي نشاط نووي مدني.
وشملت الهجمات مواقع لإنتاج المواد الخام والمكونات الخاصة بصواريخ أرض–أرض التي أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل، ومرافق لتجميع أنظمة الدفاع الجوي الموجهة ضد الطائرات، في ما وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه 'جزء من استراتيجية لإلحاق أضرار بالغة بقدرات النظام الإيراني الهجومية والدفاعية'.
في سياق متصل، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن اشتباك أمني في مدينة ري جنوب طهران، بين قوات الأمن وخلية يُشتبه بصلتها بالاستخبارات الإسرائيلية، كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في مناطق مكتظة بالسكان بالعاصمة، وتمكنت السلطات من إحباط مخططاتها.
من جهة أخرى، نفى مكتب الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد أنباء اغتياله التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها «كذبة كاملة»، وذلك بعد تداول تقارير إعلامية عن مقتله في شوارع طهران.
صاروخ 'فتاح' الإيراني يدخل المواجهة: رسالة تفوق سرعة الصوت تهز أمن إسرائيل
في خضم التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، كشفت طهران رسميًا عن امتلاكها صاروخًا هايبرسونيًا جديدًا يحمل اسم 'فتاح'، في خطوة اعتُبرت رسالة ردع استراتيجية موجّهة إلى تل أبيب وواشنطن على حد سواء.
ويعد 'فتاح' أول صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت تُنتجه إيران، حيث تصل سرعته إلى ما بين 13 و15 ماخ (أي أكثر من 15 ضعف سرعة الصوت)، مع مدى يبلغ 1400 كيلومتر، وقدرة على إصابة أهدافه خلال أقل من 6 دقائق فقط. ويستطيع الصاروخ تغيير مساره أثناء التحليق، ما يصعّب اعتراضه حتى من قبل أنظمة دفاعية متطورة مثل 'القبة الحديدية' و'مقلاع داوود'.
ويُعتبر عرض الصاروخ في هذا التوقيت تصعيدًا استراتيجيًا لافتًا من قبل إيران، في ظل الهجمات الإسرائيلية المتزايدة على منشآت الحرس الثوري ومواقع تخصيب اليورانيوم، إذ ترى طهران في الكشف عن 'فتاح' رسالة ردع مباشرة مفادها أن أي هجوم واسع النطاق على أراضيها قد يقابل برد سريع وعالي الدقة، من النوع الذي تتعذر مواجهته بالوسائل التقليدية.
ويقول خبراء عسكريون إن إدخال هذا النوع من الأسلحة إلى المعادلة الإقليمية ينذر بتحول خطير في طبيعة الصراع، من حرب استنزاف محدودة إلى مواجهة تكنولوجية عالية الخطورة، يصبح فيها التفوق في السرعة والاختراق والتخفي هو العنصر الحاسم.
إيران تعلن تصديها لهجمات سيبرانية واسعة استهدفت بنيتها التحتية الرقمية
أفادت وسائل إعلام إيرانية، نقلاً عن هيئة الأمن السيبراني في البلاد، بأن هجمات سيبرانية عنيفة نفذها الكيان الإسرائيلي استهدفت خلال الساعات الماضية البنى التحتية الرقمية الحيوية وأنظمة الخدمات العامة والمنصات الحكومية الإيرانية.
وقالت الهيئة في بيان رسمي الثلاثاء إن فرقها الفنية نجحت في التصدي لعدد كبير من هذه الهجمات، التي هدفت إلى تعطيل الخدمات الإلكترونية على نطاق واسع، مؤكدة أن الهجمات لم تحقق أهدافها الأساسية وأن البنية التحتية الرقمية الإيرانية لا تزال تحت السيطرة.
وأضاف البيان أن الجهات المختصة تعمل حالياً على استعادة الخدمات المتضررة وضمان استقرار الأنظمة التقنية، مشيراً إلى أن هذه الهجمات الإلكترونية المنظمة بدأت منذ ساعات.
وزير دفاع إسرائيلي سابق يؤكد إضعاف برنامج إيران النووي ويدعو ترامب لاغتنام الفرصة
قال يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، في مقابلة مع شبكة CNN، إن العمليات الأخيرة أعادت برنامج إيران النووي سنوات إلى الوراء، مؤكداً أن الفرصة الآن متاحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتغيير مسار الشرق الأوسط.
وأوضح غالانت أن إيران تقترب بسرعة من إنتاج أسلحة نووية، حيث تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، مشيراً إلى خطورة اقترابها من مستوى 90% المطلوب لصنع قنبلة نووية. وأضاف: 'تخيلوا أن بعض الصواريخ الباليستية التي أُطلقت على إسرائيل قد تكون مجهزة برؤوس نووية'، معتبراً أن انتشار مثل هذا السلاح في يد نظام غير مسؤول يشكل تهديداً ليس فقط لإسرائيل، بل للمنطقة والعالم.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة، وعلى رأسها ترامب، ملزمة بضمان استقرار المنطقة ومنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، واصفاً ذلك بأنه 'فرصة لتغيير الشرق الأوسط وإحداث تأثير عالمي'. ودعا غالانت البيت الأبيض إلى تقديم المزيد من الدعم في الحرب الإسرائيلية ضد إيران لتحقيق هذا الهدف.
السفارة الإيرانية في لبنان ترد على تهديدات ترامب للمرشد الأعلى خامنئي
أصدرت السفارة الإيرانية في لبنان بياناً مقتضباً مساء الثلاثاء عبر منصة 'X'، رفضت فيه بشكل قاطع التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وقالت السفارة في بيانها: 'تهديدات ترامب لقائد الجمهورية الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي هي حماقة ما بعدها حماقة'، مضيفة أن 'هذا القائد المقدام الذي لا ترعبه تهديدات الجبناء، خلفه أمة لا تعرف الخنوع ولا الهوان'.
واختتم البيان بالدعاء لحفظ المرشد الأعلى ورد كيد أعداء إيران، قائلاً: 'حفظه الله من مكائد الطغاة، ورد كيدهم في نحورهم'.
يأتي هذا الرد بعد أن صرح ترامب في منشور على منصة 'تروث سوشيال' بأن الولايات المتحدة تعرف بالتحديد مكان المرشد الأعلى خامنئي، واصفاً إياه بأنه 'هدف سهل'، لكنه 'آمن هناك'، معتبراً أن الولايات المتحدة 'لن تقضي عليه، على الأقل ليس في الوقت الحالي'.
وفي سياق متصل، أعلن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أن ترامب قد يتخذ خطوات إضافية لوقف تخصيب اليورانيوم في إيران، مشيراً إلى أن طهران كان بإمكانها الحصول على طاقة نووية مدنية دون الحاجة إلى تخصيب اليورانيوم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
«الدولية للطاقة الذرية»: «إسرائيل» دمرت مبنيين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي قرب طهران
زعمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء أن الضربات الإسرائيلية أدّت إلى «تدمير» مبنيَين واقعَين في كرج قرب طهران، حيث «كان يجرى تصنيع مكوّنات لأجهزة طرد مركزية». وجاء في منشور للوكالة الأممية على منصة «إكس»، أنّ الضربات الإسرائيلية طالت أيضا «مبنى تابعا لمركز طهران للأبحاث» يُنتج أجزاء لهذه المعدّات المستخدمة في تخصيب اليورانيوم. وادعى الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنّه ضرب مواقع نووية جديدة ومصانع أسلحة في إيران، وفق وكالة «فرانس برس». ودخلت الحرب الإسرائيلية الإيرانية يومها السادس، التي بدأتها تل أبيب بشن ضربات على منشآت طهران العسكرية والنووية، فيما ترد الأخيرة بسلسلة من الرشقات الصاروخية. وتزعم «إسرائيل» إنها يستهدف مواقع إيرانية استراتيجية بهدف معلن، وهو منع طهران من امتلاك قنبلة نووية. وأسفر تبادل الضربات وإطلاق الصواريخ عن مقتل 224 شخصا في إيران، و24 شخصا من جانب الاحتلال، وفقا لأحدث حصيلة صدرت من طهران وتل أبيب.


الوسط
منذ 3 ساعات
- الوسط
سودانيون في إيران: أنهكتنا الحروب في الوطن وفي دولة النزوح
Getty Images هجوم إسرائيلي على مستودع النفط في شهران بتاريخ 15 يونيو 2025 في طهران، إيران بينما تشتد حدة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، يجد عدد من السودانيين المقيمين في مدن إيران أنفسهم محاصرين بتداعيات نزاع متصاعد، تختلط فيه مشاعر الغربة والقلق على المستقبل، مع واقع الحرب الذي يطاردهم في وطنهم المضطرب، وزحف وراءهم إلى دولة لجوئهم للدراسة أو العمل. في مدينة أصفهان وسط إيران، إحدى المدن التي استُهدفت مؤخراً بسلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية، يعيش الطالب السوداني سليم محمود حالةً من القلق المتزايد. يروي سليم محمود، وهو اسم مستعار للطالب الذي فضّل عدم ذكر اسمه خوفاً من أن يصاب بأذى، لبي بي سي كيف تحوّل ليل المدينة، الذي اعتاد أن يكون هادئاً طوال خمس سنوات، إلى سماء مضطربة يعكر صفوها أزيز الطائرات المسيرة، والانفجارات التي تُسمع بين فينةٍ وأخرى. يقول محمود إن الهجوم الأول على أصفهان لم يثر ذعره كثيراً، لكن تسارع وتيرة الأحداث غيَّر حساباته. فمع كل قصف جديد كان الخوف يتصاعد ومعه خيار الخروج من المدينة، حسب الطالب السوداني الذي يوضح: "أصبحت أحمل همين، وطني السودان الذي أنهكته الحرب، وإيران التي احتضنتني والتي كذلك أصبحت ساحة حرب جديدة". ويضيف الطالب السوداني الذي يدرس الهندسة الميكانيكية، أنه كان شاهداً على الانفجار الأول، "دوّى صوته في أرجاء المدينة، وعرفنا لاحقاً أن ضربة استهدفت موقعاً استراتيجياً". في اليوم الثاني من الهجمات، قرر محمود الانتقال مؤقتاً إلى مدينة كاشان، التي تبعد نحو 210 كيلومترات عن أصفهان، هرباً من احتمالات التصعيد والاضطراب. أما الآن، فيقول إنه يدرس خياراً أكثر جذرية يتمثل في مغادرة إيران كلياً إلى ماليزيا لمواصلة دراسته، ويرى أن العودة إلى السودان في ظل الحرب الحالية "ليست خياراً مطروحاً". وفي وقت سابق، أعلنت السفارة السودانية في طهران عن فتح باب الإجلاء للراغبين من أفراد الجالية السودانية، إذ صرّح السفير السوداني لدى إيران، عبد العزيز صالح، أن أول فوج في عملية الإجلاء سيشمل نحو 25 شخصاً من أصل قرابة 200 سوداني مسجلين لدى السفارة في عموم إيران، بينما يُعتقد أن عدد السودانيين في إيران أضعاف ذلك. وتعرضت محافظة أصفهان لهجمات جوية متفرقة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي منذ الجمعة 13 يونيو/حزيران، الذي استهدف مواقع عسكرية ومرافق نووية من بينها منشآت لتحويل اليورانيوم ومنصات لإطلاق صواريخ باليستية. ورغم قوة الهجمات، لم تعلن السلطات الإيرانية عن عمليات إخلاء جماعية، لكن تم تسجيل نزوح واضح من بعض المناطق القريبة من المنشآت العسكرية نحو مدن أكثر هدوءاً، مثل كاشان ويزد. وأدانت الحكومة السودانية المُشكَّلة من قبل مجلس السيادة الانتقالي - وقامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل قبل نحو خمس سنوات - الهجوم الإسرائيلي ضد الأراضي الإيرانية، مؤكدةً على أن موقفها ثابت في دعم سيادة الدول ورفض الاعتداءات العسكرية على أي دولة. Getty Images غارة إسرائيلية على العاصمة الإيرانية طهران زاوية أخرى.. بين التهويل والطمأنينة وكانت العاصمة طهران الأقل تأثراً بالضربات، بحسب شهادات سودانيين مقيمين في المدينة، إذ يقول علي نور - وهو سوداني مقيم في طهران استخدمنا له أيضاً اسماً مستعاراً - لبي بي سي نيوز عربي إن الهجمات الإسرائيلية تركزت على مناطق محددة، ولم تشمل كل أرجاء العاصمة. ويضيف أن ما ينقل عن الوضع الأمني في إيران فيه قدر عالٍ من التهويل، مؤكداً أنه "لا يفكر حالياً في مغادرة البلاد". ويشير إلى أنه رغم قلة عدد الجالية السودانية إلا أنهم منتشرون في مختلف المدن الإيرانية، وليس فقط في طهران. وأشار إلى أنه يحاول فقط البقاء حياً إلى حين أن يتمكن من تدبير أموره في أحد دول الجوار، مختتماً حديثه بقوله: لا معنى للخروج من إيران والعودة للسودان الذي كذلك يعاني من فظائع الحرب". Getty Images المنظر من غرفة معيشة في مبنى سكني دُمر خلال هجوم إسرائيلي في 13 يونيو 2025 بطهران، إيران السودانيون بين حربين بالنسبة لكثير من السودانيين في إيران، فإنهم عالقون بين حربين؛ واحدة في وطنهم الذي فروا منه بسبب الصراع الدائر منذ أكثر من عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأخرى تندلع نيرانها أمام أعينهم في البلد المضيف. وبينما تنفتح التكهنات بشأن مسار الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط، لا يبدو أن خيارات السودانيين العالقين بين الخرطوم وأصفهان ستكون سهلة، في ظل القيود السياسية والظروف الاقتصادية والتحديات التعليمية. يقول الشاب السوداني، أنور عبده، الذي يقيم في إيران منذ ثلاث سنوات، ويعمل في مجال الترجمة والتعليم للوافدين في طهران: "كل شيء تغير في الأسبوع الماضي، لم نعد نسمع في طهران إلا صفارات الإنذار، ونداءات التحذير، بجانب أصوات الانفجارات المتتالية". ويضيف عبده: "لم أكن أتوقع أن أعيش لحظة اضطر فيها إلى الهروب داخل بلد لجأت إليه أصلاً بحثاً عن الاستقرار". وذكر أنه بعد ثلاثة أيام من اندلاع الحرب كان موجوداً في حي نارمك شرقي طهران حين سمع دوي غارات جوية تبعتها انفجارات عنيفة، ثم انتشرت أنباء عن استهداف منشآت تابعة للحرس الثوري. واسترسل في حديثه: "خلال الساعات التالية، بدأت الأخبار تتحدث عن موجة ثانية من القصف الإسرائيلي، وردود إيرانية بالصواريخ في اتجاهات مختلفة. أما بالنسبة لنا كأجانب، أصبح الوضع أكثر تعقيداً. الاتصالات كانت مقطوعة أحياناً، وهنالك ازدحام مروري خانق". في اليوم التالي، قرر أنور أن يغادر إلى مدينة كرج التي تبعد حوالي 50 كيلومتراً غرب طهران، وهي مدينة آمنة نسبياً، ولا تحتوي على قواعد عسكرية ولا مقرات أمنية. ويواصل: "استأجرتُ شقة صغيرة مؤقتة لدى عائلة إيرانية أعرفها من قبل، وكانوا متعاونين ومرحبين بي جداً. ورغم استقراري الحالي إلا أن الحياة هنا لا تخلو من التوتر، لكن على الأقل لا صافرات إنذار ولا طائرات مسيرة". وأفاد بأن الوضع الإنساني في طهران كان صعباً عند خروجه، موضحاً أن خدمات الاتصالات غير مستقرة، والمستشفيات مكتظة، والمواصلات العامة تعمل بشكل متقطع. تُقدر أعداد السودانيين المقيمين في إيران بحوالي ألف شخص، بحسب ما أفاد به الباحث والكاتب الصحفي عاطف حسن لبي بي سي. ويقول حسن إن الغالبية يقيمون في مدينة قم التي تعد مركزاً دينياً وثقافياً شيعياً بارزاً. ويتابع: "معظمهم يدرسون في جامعة المصطفى العالمية، ويتخصصون في مجالات إنسانية ودينية، بجانب علوم دينية شيعية". وتعرف مدينة قم بأنها من أبرز معاقل التعليم الديني في إيران، وتستقطب طلاباً من مختلف الجنسيات، خاصةً من أفريقيا وآسيا، لدراسة الفقه، والفكر الإسلامي الشيعي واللغة الفارسية. وكانت العلاقات بين السودان وإيران قد شهدت تقارباً ملحوظاً في تسعينيات القرن الماضي، خاصة في عهد الرئيس السابق عمر البشير، حيث قويت الروابط الدبلوماسية والعسكرية، وافتتحت طهران مركزاً ثقافياً في الخرطوم، ونشطت برامج التبادل الطلابي والديني، ولا سيما مع مؤسسات شيعية في مدن مثل قم وطهران. وفي عام 2016، قطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع إيران على إثر إحراق السفارة السعودية في طهران، ما أدى إلى إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية وتقليص التمثيل الدبلوماسي. لكن رغم ذلك، لا يزال يقيم عدد من السودانيين في إيران لأسباب دراسية أو عقدية. وأشارت تقارير صحفية عدة إلى أن طهران زودت الخرطوم بطائرات مسيّرة استخدمتها في معارك ضد قوات الدعم السريع. ورغم نفي الجيش السوداني ذلك، تؤكد تقارير غربية أن هذا الدعم غيّر ميزان القوة ميدانياً. ولم تكن إيران تاريخياً وجهة مفضلة للطلاب السودانيين، لكن بعد التقارب بين البلدين في عهد البشير قُبل كثير من الطلاب في منح دراسية بالجامعات الإيرانية، خاصة العلوم الشرعية والعلوم التطبيقية.


عين ليبيا
منذ 4 ساعات
- عين ليبيا
الجيش الإسرائيلي ينفذ غارات مكثفة على المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية في طهران
نفذ الجيش الإسرائيلي، ليلة الثلاثاء–الأربعاء، غارات جوية واسعة النطاق على أهداف عسكرية إيرانية في منطقة طهران، استهدفت مواقع استراتيجية في إطار حملة قالت تل أبيب إنها تهدف إلى تقويض البرنامج النووي الإيراني وتدمير البنية التحتية لتصنيع الأسلحة. وجاء في بيان رسمي أن أكثر من 50 طائرة مقاتلة شاركت في العملية، التي تمت بتنسيق استخباراتي دقيق من فرع الاستخبارات العسكرية، واستهدفت منشآت لإنتاج أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى مصانع لإنتاج الأسلحة التقليدية والصواريخ. وأوضح البيان أن الضربات ركزت على 'تعطيل جهود إيران لتوسيع نطاق ووتيرة تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية'، لافتًا إلى أن مستوى التخصيب الذي وصلت إليه طهران يتجاوز بكثير ما هو مطلوب لأي نشاط نووي مدني. وشملت الهجمات مواقع لإنتاج المواد الخام والمكونات الخاصة بصواريخ أرض–أرض التي أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل، ومرافق لتجميع أنظمة الدفاع الجوي الموجهة ضد الطائرات، في ما وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه 'جزء من استراتيجية لإلحاق أضرار بالغة بقدرات النظام الإيراني الهجومية والدفاعية'. في سياق متصل، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن اشتباك أمني في مدينة ري جنوب طهران، بين قوات الأمن وخلية يُشتبه بصلتها بالاستخبارات الإسرائيلية، كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في مناطق مكتظة بالسكان بالعاصمة، وتمكنت السلطات من إحباط مخططاتها. من جهة أخرى، نفى مكتب الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد أنباء اغتياله التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها «كذبة كاملة»، وذلك بعد تداول تقارير إعلامية عن مقتله في شوارع طهران. صاروخ 'فتاح' الإيراني يدخل المواجهة: رسالة تفوق سرعة الصوت تهز أمن إسرائيل في خضم التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، كشفت طهران رسميًا عن امتلاكها صاروخًا هايبرسونيًا جديدًا يحمل اسم 'فتاح'، في خطوة اعتُبرت رسالة ردع استراتيجية موجّهة إلى تل أبيب وواشنطن على حد سواء. ويعد 'فتاح' أول صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت تُنتجه إيران، حيث تصل سرعته إلى ما بين 13 و15 ماخ (أي أكثر من 15 ضعف سرعة الصوت)، مع مدى يبلغ 1400 كيلومتر، وقدرة على إصابة أهدافه خلال أقل من 6 دقائق فقط. ويستطيع الصاروخ تغيير مساره أثناء التحليق، ما يصعّب اعتراضه حتى من قبل أنظمة دفاعية متطورة مثل 'القبة الحديدية' و'مقلاع داوود'. ويُعتبر عرض الصاروخ في هذا التوقيت تصعيدًا استراتيجيًا لافتًا من قبل إيران، في ظل الهجمات الإسرائيلية المتزايدة على منشآت الحرس الثوري ومواقع تخصيب اليورانيوم، إذ ترى طهران في الكشف عن 'فتاح' رسالة ردع مباشرة مفادها أن أي هجوم واسع النطاق على أراضيها قد يقابل برد سريع وعالي الدقة، من النوع الذي تتعذر مواجهته بالوسائل التقليدية. ويقول خبراء عسكريون إن إدخال هذا النوع من الأسلحة إلى المعادلة الإقليمية ينذر بتحول خطير في طبيعة الصراع، من حرب استنزاف محدودة إلى مواجهة تكنولوجية عالية الخطورة، يصبح فيها التفوق في السرعة والاختراق والتخفي هو العنصر الحاسم. إيران تعلن تصديها لهجمات سيبرانية واسعة استهدفت بنيتها التحتية الرقمية أفادت وسائل إعلام إيرانية، نقلاً عن هيئة الأمن السيبراني في البلاد، بأن هجمات سيبرانية عنيفة نفذها الكيان الإسرائيلي استهدفت خلال الساعات الماضية البنى التحتية الرقمية الحيوية وأنظمة الخدمات العامة والمنصات الحكومية الإيرانية. وقالت الهيئة في بيان رسمي الثلاثاء إن فرقها الفنية نجحت في التصدي لعدد كبير من هذه الهجمات، التي هدفت إلى تعطيل الخدمات الإلكترونية على نطاق واسع، مؤكدة أن الهجمات لم تحقق أهدافها الأساسية وأن البنية التحتية الرقمية الإيرانية لا تزال تحت السيطرة. وأضاف البيان أن الجهات المختصة تعمل حالياً على استعادة الخدمات المتضررة وضمان استقرار الأنظمة التقنية، مشيراً إلى أن هذه الهجمات الإلكترونية المنظمة بدأت منذ ساعات. وزير دفاع إسرائيلي سابق يؤكد إضعاف برنامج إيران النووي ويدعو ترامب لاغتنام الفرصة قال يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، في مقابلة مع شبكة CNN، إن العمليات الأخيرة أعادت برنامج إيران النووي سنوات إلى الوراء، مؤكداً أن الفرصة الآن متاحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتغيير مسار الشرق الأوسط. وأوضح غالانت أن إيران تقترب بسرعة من إنتاج أسلحة نووية، حيث تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، مشيراً إلى خطورة اقترابها من مستوى 90% المطلوب لصنع قنبلة نووية. وأضاف: 'تخيلوا أن بعض الصواريخ الباليستية التي أُطلقت على إسرائيل قد تكون مجهزة برؤوس نووية'، معتبراً أن انتشار مثل هذا السلاح في يد نظام غير مسؤول يشكل تهديداً ليس فقط لإسرائيل، بل للمنطقة والعالم. وأشار إلى أن الولايات المتحدة، وعلى رأسها ترامب، ملزمة بضمان استقرار المنطقة ومنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، واصفاً ذلك بأنه 'فرصة لتغيير الشرق الأوسط وإحداث تأثير عالمي'. ودعا غالانت البيت الأبيض إلى تقديم المزيد من الدعم في الحرب الإسرائيلية ضد إيران لتحقيق هذا الهدف. السفارة الإيرانية في لبنان ترد على تهديدات ترامب للمرشد الأعلى خامنئي أصدرت السفارة الإيرانية في لبنان بياناً مقتضباً مساء الثلاثاء عبر منصة 'X'، رفضت فيه بشكل قاطع التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي. وقالت السفارة في بيانها: 'تهديدات ترامب لقائد الجمهورية الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي هي حماقة ما بعدها حماقة'، مضيفة أن 'هذا القائد المقدام الذي لا ترعبه تهديدات الجبناء، خلفه أمة لا تعرف الخنوع ولا الهوان'. واختتم البيان بالدعاء لحفظ المرشد الأعلى ورد كيد أعداء إيران، قائلاً: 'حفظه الله من مكائد الطغاة، ورد كيدهم في نحورهم'. يأتي هذا الرد بعد أن صرح ترامب في منشور على منصة 'تروث سوشيال' بأن الولايات المتحدة تعرف بالتحديد مكان المرشد الأعلى خامنئي، واصفاً إياه بأنه 'هدف سهل'، لكنه 'آمن هناك'، معتبراً أن الولايات المتحدة 'لن تقضي عليه، على الأقل ليس في الوقت الحالي'. وفي سياق متصل، أعلن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أن ترامب قد يتخذ خطوات إضافية لوقف تخصيب اليورانيوم في إيران، مشيراً إلى أن طهران كان بإمكانها الحصول على طاقة نووية مدنية دون الحاجة إلى تخصيب اليورانيوم.