
حققت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قفزة نوعية بصعودها 79 مركزاً لتحتل المرتبة 101 عالمياً. ويتماشى هذا التقدم مع رؤية 2030، التي تستهدف وضع جامعتين سعوديتين على الأقل ضمن أفضل 100 جامعة في العالمجامعات المملكة العربية السعودية تحقق خطوات تاريخية في تقدمها نحو قائمة أفضل 100 جامعة عالمية في تصنيفات 2025
سيؤدي تطوير رأس المال البشري في دول مجلس التعاون الخليجي إلى تعزيز جودة التعليم والبحث، ومواءمة المناهج الجامعية مع الاحتياجات الديناميكية لسوق العمل.
كشفت آرثر دي ليتل، شركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم، في تقرير جديد لها تحليلاً للعوامل التي تُساهم في تطور التعليم العالي. ويُوضح التقرير الذي يحمل عنوان "تعزيز تصنيف الجامعات لدعم تنمية رأس المال البشري" كيف تستطيع المملكة العربية السعودية الاستفادة من إصلاحات التعليم وتمويل الأبحاث والتعاون الدولي للارتقاء بجامعاتها. وقد حققت الجامعات في المملكة العربية السعودية خطوات تاريخية وتقدماً ملحوظاً في التصنيفات العالمية، بحسب أحدث تصنيفات كواكواريلي سيموندز Quacquarelli Symonds للجامعات العالمية 2025، وهو ما يعكس الاستثمارات الاستراتيجية في التعليم والبحث، ويتماشى مع رؤية 2030، التي تستهدف وضع جامعتين سعوديتين على الأقل ضمن أفضل 100 جامعة في العالم.
تؤثر تصنيفات الجامعات بشكل كبير على قرارات الطلاب عند اختيار مؤسسات التعليم العالي. وتُعتبر مؤشرات مثل تصنيفات QS World University Rankings كمعايير عالمية لصناع القرار والمسؤولين الحكوميين، حيث تُساعدهم في اتخاذ قرارات بشأن تخصيص الموارد، والسياسات والبرامج التعليمية، والتمويل.
ويحدد التقرير أربعة ركائز أساسية تؤثر في تصنيف الجامعات تتمثل في: (1) جودة التدريس، (2) تأثير الأبحاث، (3) الانفتاح الدولي، و(4) المشاركة في القطاع. وقد حققت المملكة العربية السعودية تقدماً ملحوظاً في السنوات القليلة الماضية لتعزيز تصنيف جامعاتها على مستوى العالم، بما يتماشى مع استراتيجياتها الوطنية.
في ظل الأهداف الطموحة لتنمية القدرات البشرية في دول الخليج، يمكن للدول الاستفادة من التقدم الحالي لتعزيز تصنيف الجامعات من خلال التركيز على (1) جودة التدريس، (2) تأثير الأبحاث، (3) الانفتاح الدولي، و(4) المشاركة في القطاع
تقف المملكة العربية السعودية على أعتاب دخول قائمة أفضل 100 جامعة على مستوى العالم، حيث حققت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قفزة نوعية بصعودها 79 مركزاً لتحتل المرتبة 101 عالمياً. ويتماشى هذا التقدم مع رؤية 2030، التي تستهدف وضع جامعتين سعوديتين على الأقل ضمن أفضل 100 جامعة في العالم. كما تعمل المملكة العربية السعودية على تعزيز جهودها في استقطاب أعضاء هيئة التدريس المتميزين، وتوسيع نطاق البحث، وبناء شراكات بين القطاعين الأكاديمي والصناعي من خلال برامج مثل برنامج تنمية القدرات البشرية، مما يُرسخ مكانة مؤسساتها كمراكز عالمية للمعرفة. وبفضل الاستثمار المستدام والإصلاح، أصبحت المملكة في مكانة جيدة لتأمين أول تصنيف لها ضمن أفضل 100 جامعة في المستقبل القريب.
وفي معرض حديثه عن نتائج التقرير صرح يغيت ساف، مدير لدى شركة آرثر دي ليتل الشرق الأوسط قائلاَ: "تؤكد تصنيفات هذا العام ما كنا نتوقعه منذ مدة طويلة، حيث تكتسب الجامعات في المملكة العربية السعودية تقديراً عالمياً متزايداً بفضل الاستثمار المستدام في التعليم والبحث والشراكات الدولية. إن اهتمام المنطقة بتطوير مؤسسات تعليمية عالمية المستوى لا يقتصر على تحسين التصنيفات فحسب، بل يرمي أيضاً إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة وقادر على المنافسة عالمياً".
للحفاظ على التقدم الإيجابي في تصنيفات الجامعات، والذي يُعد مؤشراً على جودة التعليم في دول المملكة العربية السعودية، يجب التركيز على أربعة جوانب رئيسية: جودة التدريس، وتأثير الأبحث، والانفتاح الدولي، والمشاركة في القطاع. تستطيع الجامعات تحسين جودة التدريس من خلال تطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس وتحديث المناهج الدراسية لضمان حصول الطلاب على المهارات ذات الصلة. كما أن توسيع نطاق البحوث ذات التأثير العالي يبقى من الأولويات، حيث ينبغي للمؤسسات تطوير البحوث والمنشورات متعددة التخصصات لتعزيز تأثيرها على الصعيد العالمي. وتستطيع المملكة العربية السعودية أيضاً توسيع حضورها الدولي من خلال استقطاب أعضاء هيئة تدريس متميزين، ودعم برامج التبادل الطلابي، وبناء شراكات أكاديمية لزيادة التكامل العالمي. ويمكن أن يكون إشراك الصناعة محركاً حيوياً آخر أيضاً، حيث تُساهم الجامعات في تعزيز التعاون مع الشركات، وتطوير براءات الاختراع، وإطلاق مبادرات بحثية مُوجهة نحو تلبية احتياجات السوق، مما يُحسّن من فرص توظيف الخريجين ويُساهم في النمو الاقتصادي الوطني.
وبدوره صرح عمرو كاظمي، مدير أول لدى شركة آرثر دي ليتل الشرق الأوسط قائلاً: "للحفاظ على هذا التقدم، يتعين على مؤسسات التعليم العالي تحديد نقاط القوة والضعف لديها في الجوانب الاستراتيجية الأربعة، وتصميم استراتيجيات مخصصة لتعزيز جودة التعليم في بلدانها وسد الفجوات بين التعليم العالي واحتياجات سوق العمل. إن الاستثمار في أعضاء هيئة التدريس من الطراز العالمي وتعزيز الابتكار متعدد التخصصات سيكون أمراً بالغ الأهمية لضمان صعود جامعات المملكة العربية السعودية في التصنيفات وضمان تحويلها لتصبح مراكز معرفية معترف بها عالمياً".
وبالنظر إلى نماذج النجاح العالمية، تُعد جامعة آي إي IE في إسبانيا مثالاً قوياً، حيث نجحت في تعزيز مكانتها العالمية من خلال إنشاء هيئة طلابية وأعضاء هيئة تدريس متنوعة دولياً، بدعم من المنح الدراسية الحكومية وتسهيلات في إجراءات التأشيرة. وفيما يتعلق بالتعاون مع قطاع الصناعة، أسفرت شراكة جامعة بيردو مع رولز رويس عن إعادة هيكلة المناهج الهندسية لتلبية احتياجات سوق العمل بشكل مباشر، تقوية العلاقات بين الجامعات وقطاع الصناعة. وعلى نحو مماثل، أنشأت جامعة سنغافورة الوطنية مركز الخريجين المستعدين للمستقبل، والذي يساعد الطلاب على تحديد مساراتهم المهنية من خلال التعاون مع الشركات وبرامج التدريب الداخلي والمشاركة المباشرة مع قطاع الصناعة.
تُظهر الجامعات التي تُركز على البحث أيضاً قيمة التعاون متعدد التخصصات والتأثير العالمي. وقد نجحت استراتيجية البحث التي يتبناها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في ترسيخ مكانته كمؤسسة رائدة في مجال البحث، مع التأكيد على دور المنشورات عالية التأثير ومراكز الابتكار القائمة على التكنولوجيا. ومن خلال تبني نهج مماثل ودمج مبادرات البحث المدعومة من قطاع الصناعة، تستطيع الجامعات السعودية أن تواصل التقدم في التصنيفات العالمية مع تعزيز دورها كمحرك للابتكار الإقليمي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 4 أيام
- Independent عربية
الرياض تتقدم رقميا... طموح تقني يواجه حرارة الصحراء وقيود اللغة
شهدت العاصمة السعودية الرياض الثلاثاء الماضي محطة محورية في مسار التحولات الرقمية، وذلك خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث عقد منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي بمشاركة رفيعة من قادة شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، من بينها "إنفيديا" و"أمازون" و"تسلا" و"أوبن أي آي" إلى جانب ممثلين عن شركات ناشئة وشركات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. أسفرت لقاءات الشركات التقنية الأميركية مع القيادة السعودية عن اتفاقات استراتيجية استثمارية وتقنية، أرست شراكة رقمية طويلة الأمد، وشكلت نقطة تحول في تموضع السعودية جيواستراتيجياً ضمن خريطة الذكاء الاصطناعي العالمية. وتقوم النهضة الرقمية التي تشهدها السعودية على أربعة مرتكزات رئيسة: وفرة الطاقة، وتطوير رأس المال البشري، وبيئة تنظيمية مرنة، إضافة إلى الوصول لأحدث التقنيات وتوطينها. وقد استطاعت السعودية أن توفر هذه العوامل مجتمعة في توقيت استراتيجي، مما يعزز من قدرتها على أن تكون مركزاً عالمياً لصناعة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، ويؤهلها لقيادة مشهد رقمي متجدد من قلب المنطقة. ويجمع الخبراء على أن وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي تجاوزت التوقعات التقليدية، مما يفرض على الدول سرعة التبني والمشاركة في هذه التحولات، أما من يتأخر فسيواجه عزلة متزايدة وتحديات اقتصادية ومالية قد تهدد استقراره ومكانته. دعم غير مسبوق وفي السياق ذاته، تبرز السعودية كحال فريدة من نوعها في العالم العربي، حيث اجتمعت فيها مقومات النجاح لهذه الصناعة الحيوية، فالدعم السياسي والقيادي غير المسبوق، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أسهم في إطلاق استثمارات استراتيجية في البنية التحتية والتقنيات المتقدمة، ترافقت مع شراكات دولية مرنة وداعمة، وتوجه متسارع نحو تمكين الكفاءات السعودية وتعزيز التعليم المتخصص في هذا المجال. وتضاف إلى هذه المعادلة المتميزة الميزة الجغرافية للمملكة، التي تتوسط ثلاث قارات كبرى، مما يجعل منها محوراً مثالياً لسلاسل الإمداد والبنية التحتية الرقمية العابرة للقارات. كل ذلك ضمن بيئة تنظيمية تضع في اعتبارها الخصوصية الثقافية والقيم الدينية والمعايير الأخلاقية. وفي هذا السياق، يوضح الشريك في شركة "آرثر دي ليتل"، رياض المراكشي، أن "السعودية تمتلك قدرة مالية كبيرة، مدعومة بصناديق ثروة سيادية مثل صندوق الاستثمارات العامة، تمكنها من الاستثمار الواسع في منظومة الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع رؤيتها الوطنية في هذا المجال"، ويضيف أن "موقع السعودية الجغرافي، الذي يتوسط آسيا وأفريقيا وأوروبا، يعزز من قدرتها على أداء دور محوري في مستقبل الاقتصاد الرقمي". صعود مدروس المشهد الحالي لصعود السعودية في قطاع الذكاء الاصطناعي يستند إلى مسار مدروس بدأ قبل أعوام، مع تأسيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) عام 2019 لتقود جهود الدولة في هذا المجال، وتشرف على المركز الوطني للذكاء الاصطناعي، وعام 2020 أطلقت الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، مستهدفة تدريب 20 ألف مختص، وتمكين 300 شركة ناشئة، واستقطاب استثمارات تقدر بـ20 مليار دولار بحلول 2030. وتظهر بيانات وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، أن نحو 50 في المئة من الشركات الناشئة في مجال التقنية العميقة في السعودية تركز على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، بدعم حكومي بلغ نحو 987 مليون دولار. عام 2024 عززت السعودية حضورها الدولي في هذا المجال باستضافة النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي (GAIN)، التي جذبت أكثر من 48 ألف زائر، وشهدت نقاشات معيارية ذات طابع حضاري متعدد الثقافات. ومن المبادرات البارزة أيضاً تطوير نموذج "علام"، أول نموذج لغوي عربي بالتعاون بين "سدايا" و"IBM"، بهدف تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية وتطبيقاته المتقدمة في الرؤية الحاسوبية وتعلم الآلة. توجت هذه الجهود بإطلاق شركة "HUMAIN" بدعم من صندوق الاستثمارات العامة، لتكون الذراع الاستثمارية الرئيسة للمملكة في قطاع الذكاء الاصطناعي، وذلك عبر شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات العالمية مثل Nvidia وAMD وAWS، واستثمارات تتجاوز 100 مليار دولار. ويعلق رياض المراكشي بأن هذه الخطوة تعكس النهج الاستباقي للسعودية في بناء بيئة تنظيمية متقدمة، وإقامة شراكات نوعية مع عمالقة التقنية مثل Google، بما يسهم في تطوير منظومة متكاملة لاحتضان المواهب وتنمية المهارات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي. الذكاء الاصطناعي... محرك رؤية 2030 منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 بات الذكاء الاصطناعي أحد أعمدتها الرئيسة، إذ تظهر الأرقام أن 66 هدفاً من أصل 96 في الرؤية ترتبط مباشرة بالبيانات والذكاء الاصطناعي، مما يعكس مركزية هذه التقنيات في مسار التحول الوطني. ويؤكد رياض المراكشي أن الاستراتيجية الوطنية للتحول تولي أولوية للتقنيات الناشئة، على رأسها الذكاء الاصطناعي، إلى جانب البنى التحتية مثل مراكز البيانات والحوسبة السحابية. اقتصادياً، تشير تقديرات "أونكتاد" إلى أن السوق العالمية للذكاء الاصطناعي قد تبلغ 4.8 تريليون دولار بحلول 2033، أي ما يعادل حجم اقتصاد ألمانيا اليوم. وتتوزع العوائد إلى غير مباشرة تظهر سريعاً في فرص التوظيف والتشغيل، ومباشرة تأتي لاحقاً من تحسين كفاءة قطاعات مثل التعليم والصحة والبنوك والصناعة، من خلال خفض الكلف وتعزيز تجربة العملاء وابتكار آليات جديدة للإنتاج والإدارة. تسليع الذكاء الاصطناعي على حساب الإنسانية يتجه العالم اليوم نحو تسليع الذكاء الاصطناعي، في ظل تصاعد الضغوط لتحقيق عوائد مالية فورية، مما قد يحرم هذه التقنية من فرصة النضوج الكامل والوصول إلى مستويات متقدمة من الأداء والابتكار. هذا التوجه السائد يهدد بتقويض إمكانات الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل، إلا أن الرياض تسلك مساراً مغايراً، يستند إلى استثمار بعيد المدى يتيح للتقنية النمو العضوي في بيئة مستقرة ومحفزة، بعيدة من اعتبارات الربح السريع، مما يؤسس لمنظومة أكثر نضجاً واستدامة. ويشير المراكشي إلى أن "تخصيص موارد ضخمة للبحث والتطوير، إلى جانب إنشاء ما يعرف بـ'مصانع الذكاء الاصطناعي'، يمنح السعودية قدرة على تسريع الابتكار وتوسيع التطبيقات، لا سيما في القطاعات المحورية ضمن رؤية 2030 مثل النقل والمدن الذكية". ويضيف، "بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي والبنية التحتية الرقمية المتطورة، باتت البلاد مؤهلة لتكون مركزاً إقليمياً لقيادة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مع إمكان نقل الأثر الإيجابي إلى دول الجوار والأسواق المجاورة، كذلك فإن البرامج الوطنية الهادفة إلى تطوير المهارات تستقطب كفاءات محلية وعالمية، مما يعزز وفرة الكفاءات المؤهلة". ويرى المراكشي أن الرياض تمتلك بيئة مثالية لتكون حاضنة لحلول الذكاء الاصطناعي الواسعة النطاق، خصوصاً في مشروعات نوعية مثل "نيوم" والمدن الذكية الأخرى، إذ تتيح هذه المشاريع بيئة اختبار وتطبيق فعلي تسهم في تسريع وتيرة التبني وتحقيق الأثر بصورة ملموسة. ريادة محفوفة بالتحديات في ظل طموح الرياض نحو الريادة في الذكاء الاصطناعي، يشير المراكشي إلى أن تطوير الكفاءات المحلية واحتضان البحث والابتكار يمثلان عنصرين محوريين يتطلبان حذراً وتخطيطاً طويل الأمد، ويشدد على ضرورة إعطاء النظام التعليمي أولوية لمجالات STEM، واستقطاب مؤسسات أكاديمية وشركات تقنية عالمية، ويضيف أن "تحقيق العائد من الاستثمار لا يتم عبر مبادرات وقتية أو إعلانات قصيرة النظر، بل عبر التزام طويل الأمد يدار باحترافية، فبناء بنية تحتية تقنية متكاملة يتطلب أعواماً". في سياق موازٍ، يبرز الخطر المتنامي لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية، ويؤكد خبير الأمن السيبراني، مؤسس شركة Deeptempo، إيفان باول، أن "المهاجمين باتوا قادرين على تجاوز أنظمة الدفاع التقليدية، مما يفرض سباقاً مستمراً لتحديث القواعد والأنظمة". لكن باول يرى في استثمارات السعودية فرصة لبناء نماذج دفاعية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التنبئي، قادرة على مراقبة وتحييد التهديدات قبل وقوعها، بل وحتى تنفيذ دفاعات هجومية لتعطيل المهاجمين، على رغم القيود القانونية في بعض الدول. حرارة وصحراء ولغة تمثل البيئة الصحراوية ودرجات الحرارة المرتفعة تحدياً لتشغيل الروبوتات التي لا تحتمل عادة حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية، لكن السعودية، بحسب المراكشي، قادرة على تحويل هذا التحدي إلى فرصة لتطوير مكونات إلكترونية أو حلول تبريد مبتكرة تمكن من استخدام الروبوتات في أقسى البيئات، مما يفتح الباب لتطبيقات صناعية ولوجيستية غير مسبوقة. كما توفر المناطق غير المأهولة فرصة لاستخدام تقنيات مثل الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية (ستارلينك)، لتفعيل مشاريع زراعية وخدمية متقدمة من دون الحاجة إلى بنى تحتية تقليدية، وهو ما قد يعيد رسم الخريطة الاقتصادية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أما على المستوى الثقافي فإن ضعف المحتوى العربي الرقمي يمثل عائقاً أمام تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، لكنه في الوقت ذاته فرصة لدفع رقمنة التراث والمحتوى العربي، بما يحمله من منظومة أخلاقية ومعرفية قد تسهم في تشكيل الإطار القيمي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي مستقبلاً، وسط غياب عالمي لتشريعات أخلاقية واضحة. إطار أخلاقي وقانوني لتحقيق الريادة وفي هذا السياق، يؤكد رياض المراكشي أن تحقيق التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي لا يكتمل من دون منظومة قانونية وأخلاقية واضحة، مشدداً على ضرورة ضمان خصوصية الأفراد وتوفير بيانات عالية الجودة تستخدم ضمن أطر مسؤولة، بما يحقق التوازن بين التطوير التقني وصون الحقوق الأساسية. وتسعى السعودية، التي تتصدر دول المنطقة في هذا المجال، إلى ترسيخ موقعها كقوة عظمى في الذكاء الاصطناعي، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز"، مشيرة إلى أن الرياض أسست في فبراير (شباط) 2024 شركة "آلات" المتخصصة في التكنولوجيا المتقدمة، والمملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، بهدف دعم البنية التحتية التقنية وتطوير حلول رائدة على المستوى العالمي. وتضيف الصحيفة الأميركية أن السعوديين يعتزمون استثمار ما يقارب من 100 مليار دولار في قطاع التكنولوجيا المتقدمة بحلول عام 2030، مع التركيز على التقنيات الأكثر حداثة مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والحد من الانبعاثات والروبوتات والمدن الذكية. وتأكيداً لوجهة نظر الصحيفة الأميركية، أعلنت شركة "وايدبوت" للذكاء الاصطناعي الرائدة في مجال تطوير حلول ومنتجات ونماذج الذكاء الاصطناعي المبتكرة، عن إنجاز غير مسبوق في المنطقة العربية، بعد استضافة نموذجها المتطور للذكاء الاصطناعي "عقل" على خوادم سحابية محلية داخل السعودية. وستكون هناك حاجة إلى سياسات واضحة لحوكمة البيانات، نظراً إلى أن الريادة في الذكاء الاصطناعي تتطلب حوكمة بيانات موثوقة وحماية الخصوصية وأطراً أخلاقية تتماشى مع المعايير الدولية، يجب على السعودية تمهيد الطريق نحو منظومة تركز على الخصوصية وتضمن الوصول إلى البيانات وجودتها من أجل تطوير الذكاء الاصطناعي ضمن أطر قانونية وأخلاقية.


شبكة عيون
منذ 4 أيام
- شبكة عيون
"كيمانول": إنهاء عقد عمل الرئيس التنفيذي.. وتكليف فارس العباد للقيام بمهامه
"كيمانول": إنهاء عقد عمل الرئيس التنفيذي.. وتكليف فارس العباد للقيام بمهامه ★ ★ ★ ★ ★ الرياض - مباشر: أعلنت شركة كيمائيات الميثانول " كيمانول " ، عن إنهاء عقد عمل الرئيس التنفيذي صبري عبدالله الغامدي؛ وذلك اعتباراً من يوم الخميس الموافق 15 مايو/ أيار 2025، وبناءً عليه ستتغير صفة عضويته في مجلس الإدارة من عضو تنفيذي إلى غير تنفيذيوأضافت الشركة، في بيان لها اليوم الأحد على "تداول"، أنه تم تكليف فارس أحمد العباد والذي يشغل حالياً منصب نائب الرئيس للتصنيع بمهام الرئيس التنفيذي حتى مباشرة الرئيس التنفيذي الجديد والذي من المتوقع أن يكون خلال شهر يوليو القادم . وأشارت إلى أن العباد يحمل درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية التطبيقية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ويتمتع بخبرة مهنية تزيد عن 27 عاماً في قطاع الصناعات البتروكيماوية وتطوير المشاريع قضى منها 26 سنة في شركة سابك وشركة بتروكيميا ( إحدى الشركات التابعة لسابك ) حيث تدرج في العمل في مجال التشغيل وهندسة العمليات من مهندس إنتاج حتى وصل لمنصب مدير أعلى، كما عمل ضمن فريق عمل مشاريع تحويل النفط لبتروكيماويات، وحاصل على براءتي اختراع في نفس المجال . وأضافت أنه حضر العشرات من الدورات التدريبية في مجال صناعة البتروكيماويات وفن الإدارة والقيادة داخل وخارج المملكة . وأشارت إلى أنه سيتم الإعلان عن أي مستجدات في حينه. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية .. اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام ترشيحات : صندوق الاستثمارات العامة يعلن تعيينات جديدة بمناصب إدارية المملكة تحقق قفزات في مجالات الاقتصاد الرقمي ضمن مستهدفات رؤية 2030 وضع حجر الأساس لإنشاء مصنع "هيونداي" بالسعودية والإنتاج يبدأ أواخر 2026 مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه السعودية اقتصاد

سعورس
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- سعورس
رؤيةٌ واثقةُ الخطوةِ
سبقَ أن كتبتُ مقالاً بجريدة الرياض أُرِّخ ب 19 ربيع الأول 1446ه الموافق 22 سبتمبر 2024م، عُنوِنَ "برؤيتنا تَتحققُ الأحلام"، جاء فيه "سيكتب التاريخ اليوم الذي انطلقت فيه الرؤية، يوم الاثنين 18 رجب 1437ه الموافق 25 أبريل 2016م بالذهب وقلم الذهب، ولِمَ لا؟! فتلكم الرؤية تَعِد المجتمع السعوديّ بآفاقٍ جديدة، وبآمالٍ، وطموحاتٍ، وأحلام"، واليوم نقول إنّ لا حاجة لتأكيدِ المُؤكّد، فالرؤية الوطنيّة 2030 تمشي واثقة الخُطَى تسير إلى الأمام، وتنظر برؤى مُشرَئِبة نحوَ الآفاق، فبعد تبني هذه الرؤية المُبارَكة من عرّابها صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله-؛ تمت مُصادَقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-؛ وهذه الرؤية ترتكزُ على مرتكزاتٍ ثلاثة، هُنَّ أركانها التي من خلالهن تتفرّع وتنمو وتزدهر ويكثرُ نماؤها، وهي خيراتُ الأرض وقوّة الاستثمار والعمق العربيّ والإسلاميّ، مع موقع المملكة العربية السعودية الاستراتيجيّ المتفرّد. ومن هذا انطلقت محاوِرها الثلاثة: مُجتمعٌ حيويّ، واقتصادٌ مُزدهر؛ مرتكزتان على وطنٍ طموح راسيَ الكيان كرسوِ جبل طويق وجبالنا الراسيات، ومن ذلك أصبح تقدمٌ لافت في تلكم المرتكزات والمحاوِر؛ حيثُ تحققَ الازدهار في المجالاتِ كافة، وتقدمٌ في الكفاءات والمسؤوليات؛ وِفقَ حوكمةٍ إلكترونيّة مبنيّة على الأرقام وأصبحت الفرق العاملة في مسابقاتٍ فاعلة، وأصبح الجميع في تنافسٍ مُستمر، وانهالت الاستثمارات الخارجية؛ وذلك لتَوفُّر الأرضية الخصبة لنموِ الاستثمارات. ولقد أصبحَ الكثير من تلكم الرؤية أفعالاً ماضية؛ حيثُ تمّ تنفيذ الكثير من محاورها، وسبقت برنامجها المجدولِ، وأصبحت واقعًا مُعاشًا ملموسًا مُشاهدًا، وحاضرًا يُتعايش معه، وما بقيَ مما جُدوِلَ يسيرُ وِفقَ خُطى ثابتة، وفي سباقٍ مع الزمن، وقد يسبقُ تاريخهُ مثله مثل ما سبقه من إنجازات؛ حيثُ تحققت ثمانية مستهدفات رئيسة قبل موعدها، واكتملت 674 مبادرة، وتم توفير أكثر من 1800 فرصة استثمارية جديدة، وتجاوزت نسبة توطين الصناعات العسكرية مستهدفها المرحلي لتصل إلى 19.35 %، وانخفض معدل البطالة بين السعوديين إلى 7 %، وهو أدنى مستوى تاريخيّ، متفوقًا على مستهدف الرؤية، وارتفعت نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل إلى 36 %، متجاوزة الهدف الأصلي (30 %)، وتم رفع المستهدف الجديد إلى 40 % بحلول 2030، وتم تصنيف 4 جامعات سعودية ضمن أفضل 500 جامعة في العالم، وأصبحت جامعاتنا تنافس الجامعات العالمية؛ بل تسبقها في كثيرٍ من المجالات، وما جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود من تلكم الجامعات ببعيد؛ فقد حصدن الكثير من الجوائز؛ لاسيما في البحوث العلمية والاكتشافات والدراسات. وحينما نقول هذا فإن ذلك إشادةٌ بمنجزات وطن على أيدٍ وطنيّة ومن فكرِ أبناء الوطن المخلصين لدينهم ووطنهم وولاةِ أمرهم، وفي مقدمةِ أولئك عرّابُ تلكم الرؤية صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، رئيس لجان الرؤية؛ الذي يقول عن ذلك: "إنّ المملكة تفخر بما حققه أبناؤها وبناتها في العام التاسع من إطلاق رؤية السعودية 2030، وأن الطموحات الوطنية تجاوزت التحديات، وأثبت المواطن السعودي أنه قادر على تحويل الطموح إلى إنجاز". فالجميع يعمل في مجاله وتخصصه وما أُسنِدَ إليه من عملٍ؛ يتبارونَ ويتنافسونَ ويتفاخرونَ بإنجازاتهم، فالجميعُ أشبه ما يكونوا بساحةِ مباراة، يُراقبهم الجمهور، يصفقونَ لكلِّ مُنجَز ويهتفونَ لكلِّ هدفٍ أصابَ قلب الحقيقة، ويدعونَ بالتسديدِ للجميع، وألا يضيّع الله تعبَ مُجِد، فأهداف الرؤية 2030 تصبُّ لمصلحة الوطن والمواطن والمقيم بل العالم أجمع. وبمناسبة مرور 9 سنوات على إطلاق رؤية 2030، أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله- "أنه يحقّ للمملكة أن تفخر بما تحقق من منجزات نوعية، وضعتها في مصاف الدول المتقدمة، ورفعت رايتها عالية بين الأمم"، نعم، فتلكم الرؤية الوطنيّة 2030 تسيرُ بخُطى واثقة، وتمشي وِفقَ ما هوَ مرسومٌ ومُجدولٌ، وما العام الثلاثون عنّا ببعيد؛ حيثُ يكونُ ذلك اليوم -بإذن الله- تتويجًا لكلِ محاورها ومرتكزاتها، وواقعًا مُعاشًا، ونسأل الله تعالى أن يُسدد الخُطى ويحقق الآمال، محتفلينَ بإنجازات وطن، مُنطلقين إلى آفاقٍ أُخر.