
شعبية ترامب تتراجع.. استطلاع جديد يكشف أدنى مستويات التأييد خلال ولايته
الاستطلاع، الذي استمر ستة أيام وأُغلق الإثنين، جاء متزامناً مع بروز مؤشرات اقتصادية سلبية أظهرت ضعف سوق العمل الأميركي، ومع تصعيد إدارة ترامب حملتها الواسعة ضد المهاجرين، إلى جانب انخراطه في جهود دبلوماسية لإنهاء صراعات خارجية.
ورغم أن نسبة التأييد الحالية لم تختلف عن نتائج استطلاع أواخر يوليو/تموز الماضي، فإنها تعكس تراجعاً بسبع نقاط مئوية مقارنة ببدايات العام حين بلغت 47 بالمئة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
الأكثر لفتاً في نتائج الاستطلاع هو تآكل قاعدة ترامب بين الأميركيين من أصول لاتينية، الذين شكّلوا شريحة مهمة من داعميه في الانتخابات الماضية. إذ أبدى 32 بالمئة فقط منهم رضاهم عن أدائه، في أدنى مستوى يسجله هذا العام داخل هذه الفئة.
وشمل الاستطلاع عينة مكونة من 4446 أميركياً بالغاً في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة عبر الإنترنت، مع هامش خطأ يقارب نقطتين مئويتين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 6 ساعات
- الشروق
"خطة الاستيلاء على غزة".. عائلات الأسرى تقف ضد "عربات جدعون الثانية"
أبدت 'عائلات الأسرى الإسرائيليين' معارضتها الشديدة لخطط حكومة نتنياهو المتعلقة بالاستيلاء على غزة، من خلال عملية عسكرية تحمل اسم 'عربات جدعون الثانية'. وقالت إذاعة جيش الاحتلال، مساء الثلاثاء، إن وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أمر 60 ألف جندي بالاستعداد لتنفيذ خطة الاستيلاء على غزة بعد مصادقته عليها. وبحسب التقارير الإخبارية الواردة في هذا الشان، فإن وزير الدفاع كاتس ورئيس الأركان إيال زامير صدَّقا على خطط احتلال مدينة غزة بناء على القرار الأخير للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، وبعد مباحثات أجرياها في مقر قيادة وزارة الدفاع الكرياه بتل أبيب. وقالت القناة الـ12 إن اجتماع كاتس وزامير ضم كبار المسؤولين في القيادة الجنوبية وهيئة الأركان العامة، منهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس شعبة العمليات وممثلو جهاز الشاباك. وأضافت نقلا عن مصادر إن 'الجيش الإسرائيلي قرر تبكير موعد استدعاء 60 ألف جندي من الاحتياط، وتمديد خدمة 20 ألف جندي احتياط 40 يوما إضافية'، لافتة إلى أن العملية العسكرية ستحمل اسم 'عربات جدعون الثانية'. وتُعد هذه العملية امتدادًا لخطة 'عربات جدعون' التي أطلقها الاحتلال سابقًا لتوسيع نفوذه الأمني والعسكري في غزة، غير أن النسخة الثانية من الخطة تأتي هذه المرة برؤية أكثر جرأة، تستهدف السيطرة الكاملة بدلًا من الاكتفاء بعمليات محدودة. عائلات الأسرى تتوعد بإفشال خطة نتنياهو اتهمت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتقديم مطالب تعجيزية، مؤكدة أنها لن تسمح له بإفشال الصفقة كي لا يموت أبناؤها في ما وصفته بفخاخ الموت. وتوعدت العائلات بمواصلة التظاهر حتى إبرام صفقة تبادل شاملة، ووجهت رسالة لنتنياهو قالت فيها إن 'الإسرائيليين يريدون عودة الـ50 أسيرا لا مزيدا من أخبار مقتل الجنود'. وطالبت بضرورة التوصل لصفقة شاملة، مشيرة إلى أن ما كان يجب المصادقة عليه أمس هو إعادة آخر أسير، في إشارة إلى إعلان مصادقة كاتس وزامير على خطط احتلال مدينة غزة. واعتبرت عائلات الأسرى أن بحث خطط احتلال غزة وإفشال الصفقة الموجودة على طاولة رئيس الوزراء طعنة في القلب. تفاصيل خطة الاستيلاء على غزة والخلاف بشأنها وفي وقت سابق، نقلت صحيفة 'معاريف' عن مصادر عسكرية أن القيادة السياسية تحث الجيش على تحرك سريع وقوي باستخدام نيران كثيفة وقوات كبيرة بقطاع غزة، وذلك بعد التصديق على خطة لاجتياح القطاع الفلسطيني بالكامل. وأضافت أن الجدول الزمني للجيش بشأن خطة العمليات في غزة لا يلبي توقعات القيادة السياسية، موضحة أن التقديرات تشير إلى أنه من المتوقع أن يتلقى آلاف جنود الاحتياط أوامر استدعاء طارئة خلال الأيام المقبلة. والأربعاء 13 أوت الجاري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، موافقة رئيس الأركان إيال زامير على الأفكار الرئيسية المتعلقة بخطة الاستيلاء على غزة التي كان على خلاف كبير بسببها مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر بجيش العدو الصهيوني قوله إن 'رئيس الأركان صادق خلال اجتماع هيئة الأركان على خطة عمليات الجيش في غزة'، مضيفا أنه 'بحث خطوات المرحلة التالية في القطاع'. وذكر المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي إن المصادقة جاءت خلال اجتماع ضم قيادات من هيئة الأركان العامة وجهاز الشاباك وقادة آخرين، وقال إن الاجتماع استعرض ما سماه 'إنجازات' قواته، بما في ذلك العدوان المستمر على حي الزيتون. وأضاف أدرعي أن رئيس الأركان وجه برفع جاهزية القوات والاستعداد لاستدعاء قوات الاحتياط، إلى جانب تنفيذ تدريبات ميدانية ومنح فترة استراحة قصيرة للقوات، استعداداً لمواصلة الهجمات. وواجهت خطة احتلال غزة التي يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتنفيذها معارضة داخلية شديدة، حيث أشارت صحف عبرية في وقت سابق إلى أن العلاقة بين القيادتين السياسية والعسكرية متوترة بشكل غير مسبوق. وأشارت تقارير إخبارية إلى أن الضغوط السياسية من الحكومة وخاصة من رئيس الوزراء وخليته أدت في النهاية إلى حصول خطة شاملة تعبّر عن تصعيد كبير، ورغم تحفظات زامير، إلا أنه وافق رسميًا على الإطار العام للعملية العسكرية. وقال وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير إن 'رئيس الأركان يعمل وفق نهج الاستسلام وإذا لم يغير محيطه اليساري المتطرف فسأدعو إلى استبداله فورا'، كما دعا إلى عزله ما لم يطرد مقربين منه وصفهم بـ'خلية المؤامرة'، قائلًا عبر منصة 'إكس': 'إذا لم يطرد رئيس الأركان خلية المؤامرة، فيجب طرده'. وفي وقت سابق ذكرت صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل' أن 'رئيس أركان الجيش إيال زامير أبلغ ضباطا كبار ومسؤولين خارج الجيش أن عائلة نتنياهو ومساعديه يسعون لإقالته'. وأوضحت أن 'زامير أدلى بهذا التصريح خلال مشاورات أُجريت مؤخرا مع هيئة الأركان العامة وشخصيات من خارج الجيش، بينهم رئيس الأركان السابق غابي أشكنازي'. وتابعت أن زامير أخبرهم بأن 'عائلة رئيس الوزراء سلطت عليَّ الضوء وتستهدفني بسبب معارضتي لعملية مدينة غزة، وترغب بعزلي'. فيما نقلت صحيفة 'هآرتس' العبرية عن مصدر مطلع على المشاورات الأخيرة لم تسمه القول إن 'رئيس الأركان يدرك تماما ما يحدث، ولا ينوي تسليم الجيش لنتنياهو و (وزير الدفاع يسرائيل) كاتس'. وأضاف أن نتنياهو عامل رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي بالطريقة نفسها عندما عارض تحركاته. ورأى أن 'هذا بالضبط ما فعلوه بهاليفي ليحولوه إلى بطة عرجاء في الجيش' قبل أن يستقيل في جانفي الماضي. وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دمرت تل أبيب أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.


إيطاليا تلغراف
منذ 8 ساعات
- إيطاليا تلغراف
ما يجب أن يحذر منه البرهان بشدة
إيطاليا تلغراف الصادق الرزيقي كاتب وصحفي سوداني أيا كانت المذاهب الشتى التي ذهب إليها الناس في تحليلاتهم لما تم في زيورخ السويسرية الأسبوع الماضي، من زيارة خاطفة لرئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ولقائه مع مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووفده، إلا أنه، ودون الخوض في تفاصيل ما جرى، فقد اجتمعت الآراء حول أهمية تلك الخطوة، وأنها ستكون فاصلا مهما للأحداث في السودان، على مظنة أن ما قبل اللقاء كان شيئا، وما بعده يترتب عليه مواقف جديدة وتقديرات لها انعكاسات على مسار الحرب وهي تتجاوز عامها الثالث. وبعيدا عن الدوافع التي اعتمد عليها البرهان في موافقته على اللقاء وسفره غير المعلن، تبرز تساؤلات حول خلفيات هذا الحدث الذي لم يكن منبتا، وهل سبقته اتصالات وتحضيرات أدت إلى انعطاف الموقف الأميركي المحاذر من التدخل المباشر والحاسم في الملف السوداني…؟ اللافت أنه بعد مجيء إدارة الرئيس ترامب، لم يكن ملف السودان على الطاولة في البيت الأبيض. فقد ورثت الإدارة الحالية وضعية غير منتجة لهذا الملف الذي ظل يُدار عبر دائرة صغيرة بوزارة الخارجية الأميركية، هي التي تتحكم في تعاطي واشنطن مع القضية السودانية وتحدد مساراتها ومعالجتها. لم تأبه الإدارة الحالية كثيرا خلال الفترة الماضية بما يدور في السودان، إلا بضع محاولات قام بها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تحت تأثير الإدارات المختصة في وزارته، بجانب تصريحات ونشاط محدود لبعض أعضاء الكونغرس وجماعات الضغط، ولم تكن كلها لتحقق مرادات هذه الأطراف، ومنها اجتماع اللجنة الرباعية الذي حُدد له موعد ثم أُلغي نهاية الشهر الماضي. لذلك ظل الملف السوداني لسنوات طويلة حكرا على الخارجية الأميركية التي لم تكن تحفل في المنظور الإستراتيجي بما يمثله السودان من أهمية جيوستراتيجية وسياسية، ولم تجنح إلى الحوار مع السودان لإرساء دعائم تفاهمات تقود إلى ما يضمن علاقة مستقرة وبيئة ينتج عنها سلام مستدام في السودان والإقليم، خاصة أن واشنطن ظلت باستمرار طرفا أصيلا في تعقيد مشكلات هذا البلد المنكوب. بالرغم من فرض واشنطن عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان في 16 يناير/كانون الثاني الماضي قبيل مغادرة الديمقراطيين السلطة، على خلفية مزاعم وأباطيل باستخدام الجيش السوداني أسلحة كيماوية في الحرب الدائرة ضد تمرد مليشيا الدعم السريع في ولاية الخرطوم، فإن الإدارة الجمهورية الحالية تجاوزت هذه القضية ومسألة العقوبات، وفضلت التعامل المباشر مع البرهان؛ لاعتقادها أن التواصل المباشر معه يتساوى مع قدر الأهمية البالغة التي توليها للسودان في راهنه الحالي ومستقبل علاقته مع واشنطن، وتأثير ما يجري فيه على الإقليم. في هذا السياق وجدت مؤسسات أميركية نافذة مثل المخابرات المركزية الأميركية (CIA) والبنتاغون، الفرصة سانحة للتحرك، وهي من أهم أدوات صناعة القرار وتنفيذه في الولايات المتحدة، وتحركت عبر واجهات مختلفة، واستمزجت الكثير من الآراء وجمعت الكثير من المعلومات حول ما يجري في السودان وتداعياته. وتم إرسال وفد من المخابرات قبل أسابيع إلى بورتسودان، والتقى بمدير المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، وجرى في هذا الاجتماع مناقشة القضايا والملفات الرئيسية التي تمثل شواغل واشنطن في السودان، وهي: وضع الحرب وتداعياتها على الإقليم، كيفية استئناف التعاون السوداني في ملف محاربة الإرهاب، منظومة الأمن الإقليمي في شرق ووسط وغرب أفريقيا وأمن البحر الأحمر. وطرحت خلال الاجتماع آراء بناءة بعد الحوار الصريح بين الجانبين. في ذات الوقت، كانت هناك عناصر موفدة من مراكز بحثية أميركية تتبع لهاتين المؤسستين الأميركيتين: المخابرات المركزية والبنتاغون، تجوب المنطقة وتجلس إلى عدد من السودانيين في القاهرة، والدوحة، ونيروبي، ودبي، وتركيا، وأوغندا، وجنوب السودان. واستمعت هذه العناصر لوجهات نظر مختلفة تمثل كل الأطياف السياسية والاجتماعية السودانية ومواقفها من الحرب الدائرة وكيفية معالجتها والدور الأميركي المنتظر. واستأنست الإدارة الأميركية ومبعوثوها بآراء دول عربية في المنطقة: مصر، وقطر، والسعودية، ودول أفريقية، بالإضافة إلى تركيا وبعض الأطراف الغربية. ما يهم إدارة الرئيس ترامب، هو ما يسعى إليه الرئيس الأميركي المنشغل بطي التوترات والحروب الساخنة في العالم محاولا الظهور بمظهر رسول السلام، ثم خدمة المصالح الحقيقية للولايات المتحدة، وبناء إستراتيجيات جديدة تراعي هذه المصالح. بالنسبة للسودان اعتمد ترامب وإدارته على تقارير الجهات ذات الصلة، وهي: المخابرات، ووزارة الدفاع؛ لتقييم الوضع في السودان، وتم بعدها تحديد شواغل البيت الأبيض، وهي: التعاون المشترك مع السودان في علاقة ثنائية مباشرة. الحفاظ على منظومة الأمن الإقليمي في القرن الأفريقي وجوار السودان. تسوية نزاعات السودان ومنع تمددها. استئناف ومواصلة التعاون السابق في مجال مكافحة الإرهاب، إذ للسودان دور بارز لم يتسنَ لأي دولة أخرى أن ساهمت فيه بالقدر الذي تعاونت فيه المخابرات السودانية مع الطرف الأميركي سابقا. تعزيز الوجود داخل هذا البلد والاستفادة من موارده، وخاصة في مجالات التعدين والطاقة والمعادن النادرة. على ضوء هذه المعطيات، توفرت لدى الجانب الأميركي حقائق ومعلومات، دعت إلى التقاط اللحظة المناسبة. وليس خافيا أن تقارير دبلوماسية سودانية وأخرى لدول صديقة للسودان ظلت تتحدث منذ فترة طويلة عن حوار داخل مؤسسات القرار الأميركي، مؤداه أن السودان بلد مهم، يتعين على واشنطن أن تخرج من حالة الحياد وتحسم توجهاتها حول الحرب الدائرة وقراءتها وفق المصالح وبما يخدم أهداف السياسة الأميركية، واعتماد التقارب مع قيادة الجيش ورئاسة الدولة والعمل معها سبيلا أمثل للتوصل إلى تفاهم وإنهاء حالة الحرب. بغض الطرف عما دار في لقاء زيورخ، فإن القليل الذي رشح هو اهتمام الأميركيين في اللقاء بمستقبل الحكم وهندسة الحياة السياسية بالسودان، بما في ذلك تجاوز بعض العقبات وعدم التمسك بدعم طرف واحد ضئيل الحجم يتحدث باسم القوى المدنية. وينظر الطرف الأميركي إلى أن مستقبل السودان السياسي لا يتباعد عن النماذج الموجودة في المنطقة وفي جواره، حيث الجيش سيظل لفترة قادمة أهم أطراف المعادلة السياسية. لكن الموقف الأميركي الذي ينبغي أن يكون البرهان واضحا وصلبا فيه هو محاولة الأميركيين إثارة مخاوفه من الإسلاميين. والبرهان يعلم أن الإسلاميين هم التيار الأكثر حضورا في المشهد السياسي، وهو متجذر داخل المجتمع ومؤسساته، وينخرط هذا التيار بالكامل في المعركة ضد التمرد، ولديه امتدادات في الإقليم وعلاقات واسعة في العالم سُخرت من أجل هذه المعركة. ولا يمكن مقارنة هذا التيار بغيره من القوى السياسية، فجميع التحالفات وحملات التعبئة التي تمت والمقاومة الشعبية وتشكيل الرأي العام المساند للقوات المسلحة شارك فيها الإسلاميون بفاعلية جعلتهم أهم تيار وطني يعمل مع الآخرين للحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها وسيادتها. شواهد التاريخ تقول إن الأميركيين لم يكونوا صادقين مع كل حلفائهم، ومن الخطأ الاعتقاد أن أوراق اللعبة بيد الأميركيين، فيتوجب الحذر في التعامل مع واشنطن؛ لتجنب خداعهم وخذلانهم كما فعلوا مع النميري، وحسني مبارك، وشاه إيران وغيرهم من الحلفاء الذين تخلوا عنهم فسقطوا كأوراق الخريف. فليس للولايات المتحدة صديق. فالرهان على واشنطن وحدها لن يجعل السودان يضمد جراحه وينطلق، فإذا أراد الأميركيون علاقات متكافئة فيها مراعاة لأمن السودان واستقراره وسلامة أراضيه، فإن التفاهمات الحالية يمكن أن تقود إلى نقطة البداية الصحيحة. في الوقت نفسه، يمكن للبرهان أن يجنب البلاد شرور المواقف الأميركية الحادة إذا نجح في حواره مع الجانب الأميركي، وكان واضحا ومتمسكا بالثوابت الوطنية، ورافضا تدخلهم السافر في الشأن الداخلي. كما أن التفاهم معهم حول المنافع المشتركة والتعاون الثنائي الذي يخدم مصالح البلدين، إلى جانب التنسيق في الملفات الإقليمية والحفاظ على الأمن والسلم في الفضاء الأفريقي والعربي، يمنحه فرصة واسعة لتحقيق ذلك. ريثما تحدد الإدارة الأميركية تصورها للتعامل مع ملف الحرب في السودان، سواء كانت ستطرح رؤية للتسوية أو تعمل مع السلطة الشرعية القائمة على إنهاء التمرد كما طالب البرهان، ينبغي على رئيس مجلس السيادة عدم ترجيح كفة القوى الخارجية على القوى الداخلية، العامل الأهم في المعادلة، ودورها هو الأبرز في الحفاظ على البلاد وتماسكها. فالقوى الخارجية مهما كانت سطوتها تنظر إلى تفاعلات الداخل، ولا يمكنها فرض شيء على السودان إذا كانت قواه الداخلية مستيقظة وحية ومتماسكة وقوية. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف


الشروق
منذ 9 ساعات
- الشروق
نوبل لا تكفي.. ترامب يريد تأشيرة إلى الجنة أيضا!
في مشهد اختلط فيه الدين بالسياسة، والجدّ بالهزل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يسعى هذه المرة لما هو أبعد من البيت الأبيض، وأعلى من جائزة نوبل للسلام.. إنه يريد 'تأشيرة إلى الجنة'! وفي مقابلة مع قناة 'فوكس نيوز'، أبدى 'المؤمن الجديد' رغبة كبيرة في تحقق السلام في أوكرانيا على يديه، ليكون هو السبيل لنيل الخلاص الأخروي، مضيفا بابتسامة تطبعها بعض الجدية: 'أسمع أنني لست في وضع جيد، وأنني فعلاً في أسفل السلم! لكن إذا تمكنت من دخول الجنة، فسيكون هذا أحد الأسباب'. وقال ترامب البالغ من العمر 79 عاما في وقت سابق إنه يريد إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا كجزء من مساعيه للفوز بجائزة نوبل للسلام، لكنه استدرك، مساء الثلاثاء، وأعرب عن آماله في الفوز بالجنة إذا كان بإمكانه إنقاذ 7000 شخص أسبوعيًا من الموت، وذلك أثناء استضافته في برنامج 'فوكس آند فريندز' الصباحي. قد تكون السماء بعيدة، وقد تكون نوبل أقرب، لكن ترامب، كما يبدو، لا يتوقف عن المفاجآت. من برجه الذهبي إلى منبر الإنجيل، ومن شعاره 'أميركا أولاً' إلى 'الجنة إن أمكن'، يبدو أن الرئيس الأميركي يعيش أطول حملة انتخابية… وأعمقها روحانية. وبحسب ما أفادت تقارير إخبارية فإن نبرة ترامب تغيرت بشكل واضح، بعد نجاته من محاولة اغتيال العام الماضي، حيث بدأ يُكثر من الإشارات الدينية، ويستحضر دور 'الإرادة الإلهية' في بقائه حيًا، بل وصرّح خلال حفل تنصيبه الثاني قائلا: 'الرب أنقذني لأعيد لأميركا عظمتها'. Donald Trump Says He Will Go to Heaven If He Brokers Peace Between Russia and Ukraine — TMZ (@TMZ) August 19, 2025 ومنذ ولايته الأولى، لم يُخفِ ترامب رغبته في نيل جائزة نوبل للسلام، وقد أعرب مرارًا عن شعوره بالغبن لعدم حصوله عليها، رغم ما يعتبره إنجازات عالمية، كالتطبيع بين دول عربية والكيان الصهيوني، أو لقائه التاريخي مع زعيم كوريا الشمالية. لكن الجديد هذه المرة، أن طموحاته تجاوزت الجوائز الدنيوية، ولم تعد نوبل كافية له، فصار يبحث عن إنجاز يضمن له مقعدًا في الجنة، واللافت أن تصريحاته تزامنت مع تحركات دبلوماسية فعلية، إذ استضاف مؤخرًا قمة جمعت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع قادة أوروبيين في واشنطن. وبينما يرى البعض فيها محاولة جادة لإنهاء الحرب، يرى آخرون أن البعد 'الروحي' الذي أضفاه ترامب على القضية ليس إلا تكتيكًا انتخابيًا جديدًا لكسب تعاطف اليمين الديني الأميركي، الذي يشكل ركيزة أساسية في قاعدته الشعبية. وقد علّقت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بأن الرئيس 'كان جادًا' في تصريحه، مضيفة بروح إيمانية أنها 'تؤدي صلوات قبل كل مؤتمر صحفي'. من جانبها، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن ترامب الذي تزوج 3 مرات وواجه في الكونغرس إجراءين لعزله هو أبعد ما يكون عن القداسة إذ إنه تورط على مر السنين بفضائح عديدة. كما أنه وفقا لذات المصدر دخل التاريخ كأول رئيس أميركي يدان جنائيا بسبب عدم إفصاحه عن أموال دفعها لنجمة أفلام إباحية لشراء صمتها. في ذات السياق، أعرب نشطاء عن تعجبهم من بحث ترامب عن الخلاص ومحاولة الوصول إلى الجنة من خلال التوسط لإحلال السلام في أوكرانيا، في حين تقوم إدراته بتمويل الكيان الصهيوني لإبادة سكان غزة. WHAT A CROCK: ''I Want to Try and Get to Heaven.' On Fox News President Trump cast his effort to broker peace in Ukraine in terms of his eternal salvation, while he arms and finances the slaughter in Gaza. — Michael Hoffman (@HoffmanMichaelA) August 19, 2025