
إحياء ذئب "لعبة العروش" المنقرض... ماذا يقول الخبراء؟
حمل غلاف مجلة "تايم" أمس صورة ذئب مهيب، أبيض كالثلج، مرفقاً بعنوان يُعلن عن عودة الذئب الضخم.
هذا النوع، المنقرض حالياً، ربما يُعرف أكثر بدوره الخيالي في مسلسل "صراع العروش"، لكنه كان موجواً بالفعل قبل أكثر من 10 آلاف عام، عندما كان يجوب أرجاء القارتين الأميركيتين.
الشركة التي تقف وراء هذه العناوين هي "كولوسال بيوساينسز"، والتي أعلنت أنها استخدمت "هندسة وراثية ماهرة وحمضاً نووياً قديماً" لاستيلاد ثلاثة جراء من الذئب الضخم، بهدف "إحياء" هذا النوع المنقرض.
لكن، رغم أن الذئاب الصغيرة – رومولوس، ريموس، وكاليسي – تمثل إنجازاً تقنياً مذهلاً، يقول خبراء مستقلون إنها ليست فعلياً من سلالة الذئب الضخم الأصلية.
وأوضح عالم الحيوانات فيليب سيدون من جامعة أتاغو في نيوزيلندا أنّ هذه الحيوانات هي "ذئاب رمادية معدّلة وراثياً".
وكشفت شركة كولوسال عن جهود لاستخدام تقنيات وراثية مماثلة بهدف استعادة حيوانات انقرضت مثل الماموث والنمر التسماني.
وبالتزامن، أشار علماء إلى الاختلاف البيولوجي المهم بين الذئب المصوّر على غلاف مجلة "تايم" والذئب الضخم الذي عاش واصطاد خلال العصر الجليدي.
وشرح عالم الوراثة القديمة من جامعة أوتاغو أيضاً، نيك راولنس، أنّ الحمض النووي القديم – المستخرج من بقايا متحجرة – متضرّر وتالف لدرجة يصعب معها نسخه أو استنساخه.
وقال نيك رولنس لبي بي سي إنّ "الحمض النووي القديم يعني كأنك وضعت حمضاً نووياً جديداً في الفرن على حرارة 500 درجة مئوية طوال الليل. فهو يخرج أجزاءً مثل الشظايا والغبار".
"يمكنك إعادة بناؤه، لكنه ليس جيداً بما يكفي لاستخدامه في شيء آخر".
وأضاف قائلاً إنّ فريق مكافحة الانقراض استخدم تكنولوجيا جديدة في علم الإحياء الاصطناعي – باستخدام الحمض النووي القديم بهدف تحديد أجزاء رئيسية من الشفرة (الكود الجيني) التي يمكن تغييرها في المخطط البيولوجي لحيوان حيّ، أي الذئب الرمادي في هذه الحالة.
وقال إنّ "ما أنتجته (شركة) كولوسال هو الذئب الرمادي، لكنه يملك بعض خصائص الذئب الضخم المنقرض، مثل جمجمة أكبر حجماً وفراء أبيض. إنه هجين".
بينما قالت عالمة الإحياء بيث شابيرو من شركة "كولوسال بيوساينسز" إنّ هذا الإنجاز يمثل فعلاً استعادة الأنواع المنقرضة، ووصفته بأنه إعادة خلق حيوانات تحمل ذات الخصائص.
"الذئب الرمادي هو أقرب كائن حيّ من عائلة الذئب الضخم (المنقرض) – هما متشابهان جينياً بالفعل – لذلك استهدفنا تسلسلات الحمض النووي التي تؤدي إلى سمات الذئب القديم ثم قمنا بتعديل خلايا الذب الرمادي...وبعدها استنسخنا هذه الخلايا وخلقنا ذئبنا الضخم".
وبحسب الدكتور رولنس، الذئاب الضخمة المنقرضة انفصلت جينياً عن الذئاب الرمادية في مرحلة ما، ما بين 2.5 مليون إلى ستة ملايين سنة.
وقال "إنه (الذئب المنقرض) ينتمي إلى جنس مختلف تماماً عن الذئاب الرمادية. شركة كولوسال قارنت جينومات الذئب الرمادي والذئب الضخم (الأبيض)، ومن بين جينات يبلغ عددها 19 ألفاً، حددوا 20 متغيراً في 14 جيناً يمنحهم الذئب الرمادي".
زُرعت الأجنّة المعدّلة في إناث كلاب أليفة. وبحسب مقال مجلة "تايم"، ولدت الذئاب الثلاثة بعملية جراحية قيصرية خُطط لها بهدف تقليل خطر حدوث مضاعفات.
وتحتفظ شركة كولوسال بالذئاب في منشأة خاصة تبلغ مساحتها ألفي فدّان داخل موقع خفي في شمال الولايات المتحدة.
لا شك أنّ الجراء الثلاث تبدو مثل صورة الذئب الأبيض الضخم كما علقت في أذهان الكثيرين، وقد حظيت هذه القصة باهتمام عالمي. فما أهمية هذا التمييز العلمي؟
قال دكتور رولنس لبي بي سي "لأن الانقراض مستمر. إن لم يكن موجوداً، كيف سنتعلّم من أخطائنا؟".
وتابع قائلاً "هل الرسالة الآن هي أنه يمكننا تدمير البيئة وان تنقرض الحيوانات، لكننا نستطيع إعادتها؟".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- شفق نيوز
إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذه من الانقراض
اكتشف العلماء أن سمندل الماء أكسولوتل المكسيكي الغريب، ذو الابتسامة الدائمة، والذي يُعدّ أحد أكثر البرمائيات المهددة بالانقراض في العالم، قد ازدهر بعد إطلاقه في أراض رطبة اصطناعية. وفي دراسة تُبشّر بمستقبل طويل الأمد لكائن كان على وشك الانقراض، أطلق العلماء 18 سمندل أكسولوتل، كانت مُرباة في معامل خاصة، في أراض رطبة اصطناعية بالقرب من مدينة مكسيكو. وزود الباحثون الحيوانات بأجهزة تتبّع لاسلكية، ووجدوا أنها "نجت وبحثت عن الطعام بنجاح في كلا الموقعين" - حتى أن وزنها زاد. وقالت المشرفة الرئيسية على البحث، الدكتورة أليخاندرا راموس من جامعة باجا كاليفورنيا المستقلة إن هذه "نتيجة مذهلة". ونُشرت النتائج في مجلة بي إل إو أس وان PLoS One، االتي تصدرها المكتبة العامة للعلوم" وهي منظمة غير ربحية تنشر مجلات مفتوحة المصدر في مجالات العلوم والتكنولوجيا والطب، وتشير كما يقول الباحثون، إلى إمكانية إعادة سمندل الماء إلى موطنه الأصلي. وكانت مياه زوتشيميلكو - التي تشكلت بفعل ممارسات الزراعة التقليدية، وتتدفق منها مياه الينابيع من الجبال - تعج بهذا النوع من البرمائيات. ولكن مع نمو مدينة مكسيكو، دفع التحضر والتلوث وضغوط أخرى سمندل الماء إلى حافة الانقراض، حيث تشير بعض التقديرات إلى أنه لم يتبقَ منه سوى 50 سمندلا على قيد الحياة في البرية. وقال الباحث المشارك، الدكتور لويس زامبرانو، من الجامعة الوطنية المكسيكية "إذا فقدنا هذا النوع من السمندل المائي، فسنفقد جزءا من هويتنا المكسيكية". وليس من المبالغة وصف سمندل الماء بأنه رمز. إذ تقول أسطورة الأزتك إنه إله في هيئة سلمندر - إله النار والبرق الأزتكي، زولوتل، متنكرا في هيئة سلمندر. وأضاف الدكتور، إذا استطعنا استعادة موطنه - الأراضي الرطبة - واستعادة أعداد سمندل الأكسولوتل في مدينة يزيد عدد سكانها عن 20 مليون نسمة، فأنا "أشعر أن لدينا أملا للبشرية." وللتمهيد لإطلاق سراح الحيوانات، عمل الباحثون مع مزارعين محليين وفريق من المتطوعين لإنشاء "ملاجئ" في الأراضي الرطبة لسمندل الأكسولوتل. وركبوا أنظمة ترشيح طبيعية لتنقية المياه. ثم أطلق العلماء الحيوانات، التي رُبّيت في معامل خاصة، إلى موقعين - أحدهما في زوتشيميلكو والآخر في محجر مهجور تحوّل على مدى عقود إلى ما أسموه "أرضا رطبة اصطناعية". ووُضعت على كل حيوان جهاز تتبّع لاسلكي. وقالت الدكتورة أليخاندرا لبي بي سي "الخبر المذهل هو أنها جميعا نجت. ليس هذا فحسب، بل إن تلك التي أعدنا أخذها بعد إطلاقها بفترة اكتسبت وزنا – ما يعني أنها بدأت في الاصطياد وممارسة حياتها البرية." كما كشفت المراقبة عن رؤى مثيرة للاهتمام حول سلوك سمندل الأكسولوتل. وتضيف الدكتورة أليخاندرا "وجدنا أن بعضها يقضي معظم وقته مع فرد آخر، كما لو كانوا يكوّنون صداقات صغيرة". ومن المفارقات أن هذه السمندلات الجذابة تُوجد بمئات الآلاف في مختبرات العالم وأحواض الحيوانات الأليفة. وهذا النوع مثير للاهتمام من الناحية البيولوجية، إذ يتمتع بقدرة مذهلة على إعادة نمو أي جزء تالف أو مفقود من جسمه. لذا، تُجرى أبحاث لفهم إمكانية تسخير هذه القدرة طبيا. ولكن في الأراضي الرطبة الموحلة في مدينة مكسيكو، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتنظيف واستعادة هذه الموائل، ولمنح سمندل الأكسولوتل البري فرصة للتعافي. تقول الدكتورة أليخاندرا "تفقد العديد من الحيوانات موطنها حول العالم. ومشاريع الترميم ليست سهلة، ولكنها ممكنة - إنها تحتاج فقط إلى الكثير من الناس. وليس بالضرورة أن تكون عالما للمشاركة في هذه المشاريع - يمكن للجميع في العالم المساعدة".


موقع كتابات
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- موقع كتابات
مقامة ألأستيلاد
تتداول الأخبار نبأ عن نجاح شركة )) كولوسال بيوساينسز)) ألأميركية بأستنساخ الذئب الأبيض الضخم المنقرض منذ 10 آلاف عام , وذلك بأستخدام هندسة وراثية ماهرة وحمضاً نووياً قديماً , لاستيلاد ثلاثة جراء من الذئب الضخم , بهدف إحياء هذا النوع المنقرض , كما كشفت هذه الشركة عن جهود لاستخدام تقنيات وراثية مماثلة , بهدف استعادة حيوانات انقرضت مثل الماموث والنمر التسماني , مما يثير التساؤل لماذا هذا الهوس بإحياء الماضي؟ هل لأنه المساحة الوحيدة الخارجة عن سيطرة التجسيد والتمثيل في عالم اليوم؟ كلنا مدرك ان الماضي حُرٌّ من أغلال التظهير التكنولوجي , فكل شيء مباح اليوم , وكل منطقة غامضة هي هدف للكشف : أي جزيرة , أي غابة , أي جبل , أي شعب , أي بحر, أي نهر, أي حجر, أي بشر, يجب نزع رداء الغموض عنه , وإتاحته لأنياب الكشف الشرِهة. يعتبر أعلان الشركة أعلاه خطوة جريئة وغير مسبوقة ورائدة في مجال التقنيات الحيوية عن تحقيق إنجاز علمي مذهل: استيلاد ثلاثة جراء من الذئب الضخم (Canis dirus) , وهو نوع منقرض من الكلبيات عاش في العصر الحديث الأقرب (البليستوسين) وانقرض قبل حوالي 10,000 عام , وقد تم تحقيق هذا الإنجاز المثير للجدل باستخدام تقنيات (هندسة وراثية ماهرة ) وتحليل ( حمض نووي قديم ) تم استخراجه من بقايا محفوظة للذئب الضخم , ويهدف هذا المشروع الطموح , كما صرحت الشركة , إلى ( إحياء ) هذا النوع المهيب من الحيوانات وإعادته إلى بيئته الطبيعية , في محاولة لترميم جزء من التنوع البيولوجي المفقود , وقد أثار هذا الإعلان موجة واسعة من ردود الفعل في الأوساط العلمية والعامة , بين الإثارة والدهشة والتساؤلات الأخلاقية والقانونية. تعتبر عملية استيلاد كائن منقرض تحديًا علميًا هائلاً , فالأحماض النووية القديمة غالبًا ما تكون مجزأة ومتدهورة , مما يجعل تجميع الجينوم الكامل أمرًا بالغ الصعوبة , ومع ذلك , يبدو أن الشركة قد تمكنت من التغلب على هذه العقبات من خلال تطوير تقنيات متقدمة في تحليل الحمض النووي القديم وتحديد التسلسل الجيني للذئب الضخم بدقة غير مسبوقة , بعد ذلك , استخدم الباحثون تقنيات ( الهندسة الوراثية الماهرة ) التي يُرجح أنها تعتمد على تقنية كريسبر (CRISPR) أو غيرها من أدوات تعديل الجينات لأدخال الجينات المستخلصة من الذئب الضخم إلى خلايا جنينية لحيوان حي ذي صلة , ربما يكون الذئب الرمادي الحديث , وقد أدت هذه العملية المعقدة إلى ولادة ثلاثة جراء تحمل الصفات الوراثية للذئب الضخم المنقرض. يمثل إعلان هذه الشركة إنجازًا علميًا رائدًا يفتح آفاقًا جديدة في مجال التقنيات الحيوية وعلم الأحياء القديمة , إنه يجسد إمكانية استخدام العلم لإعادة كتابة تاريخ الحياة على الأرض , ومع ذلك , فإنه يحمل في طياته أيضًا مسؤولية جسيمة وتحديات معقدة , و يثير إحياء نوع منقرض تساؤلات أخلاقية وقانونية عميقة , هل لدينا الحق في إعادة كائن انقرض بشكل طبيعي؟ ما هي الآثار المحتملة على الأنواع الحية الأخرى والنظام البيئي الحالي؟ من سيتحمل مسؤولية رعاية هذه الحيوانات وإدارتها؟ وما هي القوانين التي ستنظم وجودها؟ تتطلب هذه التساؤلات نقاشًا واسعًا ومستفيضًا , يشارك فيه العلماء وعلماء الأخلاق وصناع السياسات والجمهور, قبل اتخاذ أي خطوات إضافية في هذا المجال المثير للجدل , وبين الأمل في استعادة جزء من التنوع البيولوجي المفقود , والحذر من العواقب غير المتوقعة , يبقى مشروع ( إحياء ) الذئب الضخم مثالًا حيًا على التقدم العلمي المذهل الذي يدعونا إلى التفكير بعمق في علاقتنا بالطبيعة ومستقبل الحياة على كوكبنا , إن نجاح أو فشل هذه التجربة سيشكل بلا شك علامة فارقة في تاريخ العلوم وسيثير نقاشات مستمرة حول حدود الممكن والمقبول في سعي الإنسان للمعرفة والتدخل في مسار الطبيعة. هناك من يقول : (( دعوا الماضي للماضي , ولا تعبثوا بجينات الزمان وخصائص التاريخ )) , فمن قال إن إحياء الماضي يحمل الخير دوماً ؟ ألم تكن سلسلة ( جوارسيك بارك ) عن إحياء الديناصورات المنقرضة , وصفاً لكارثية العبث بالماضي وإقحامه في الحاضر؟ الذئاب العملاقة والديناصورات الرهيبة , ليست محصورة في صورة هذه الحيوانات العجيبة , بل تأخذ أشكالاً معنوية أخرى , مثل إحياء لقب الخليفة , أو السلطان , أو صاحب الزمان , أو باشا مصر, وعزيزها. يمكن استعراض مواقف الأديان المختلفة بشكل عام تجاه التدخل البشري في الطبيعة والتلاعب بالخلق , مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المواقف ليست دائمًا موحدة داخل كل دين وقد تختلف التفسيرات بين العلماء والفقهاء , ففي الإسلام , هناك فكرة التسخيروالأستخلاف حيث ينظر إلى الكون والطبيعة على أنها مخلوقة من قبل الله ومسخرة لخدمة الإنسان , و الإنسان هو خليفة الله في الأرض ومسؤول عن رعايتها والحفاظ عليها , ويحث الإسلام على الاعتدال في التعامل مع الموارد الطبيعية وتجنب الإسراف والتدمير , وهناك تأكيد على أهمية التوازن البيئي وعدم إحداث خلل فيه , كما انه يشجع على طلب العلم والمعرفة واستخدام العقل في فهم الكون وقوانينه, ويمكن أن يُنظر إلى البحث العلمي في مجال الهندسة الوراثية على أنه وسيلة لفهم خلق الله بشكل أعمق , وعند النظر في أي تقنية جديدة مثل الهندسة الوراثية , يتم تقييمها بناءً على ميزان الضرر والمصلحة , إذا كانت الفوائد المحتملة كبيرة ولا يترتب عليها ضرر كبير أو مخالفة للقيم الإسلامية الأساسية , فقد تكون مقبولة , أما إذا كان الضرر محتملًا أو أكيدًا , أو كانت هناك مخالفات شرعية , فيمكن أن يكون هناك تحفظ أو رفض , وفيما يتعلق بإحياء الأنواع المنقرضة , قد يرى البعض فيه محاولة لاستعادة جزء من خلق الله والحفاظ على التنوع البيولوجي , بينما قد يرى آخرون فيه تجاوزًا لحدود قدرة الإنسان أو تدخلاً في مشيئة الله إذا كان الانقراض طبيعيًا , تحتاج هذه المسألة إلى دراسة فقهية معمقة تأخذ في الاعتبار جميع الجوانب. تدعو المسيحية لمبدأ السيادة على الخليقة , حيث يرى الكتاب المقدس أن الله خلق الإنسان ومنحه السيادة على المخلوقات الحية (سفر التكوين) , ويُفهم هذا غالبًا على أنه مسؤولية عن رعايتها وحمايتها , وتحذرمن ( لعب دور الله ) , فقد يثير التدخل العميق في الطبيعة , مثل إحياء الأنواع المنقرضة , مخاوف لدى بعض المسيحيين بشأن محاولة الإنسان ( لعب دور الله) أو تجاوز الحدود التي وضعها الخالق , وتركز العديد من الكنائس المسيحية على أهمية الحياة الحاضرة والخلاص الروحي , وقد لا يكون لديها موقف محدد بشكل مباشر تجاه قضايا مثل الهندسة الوراثية وإحياء الأنواع المنقرضة , الا انه يجب الأعتراف بوجود وجهات نظر متنوعة بين المسيحيين حول دور العلم والتكنولوجيا , يرى البعض أنها أدوات يمكن استخدامها لخير البشرية ورعاية الخليقة , بينما يحذر آخرون من إساءة استخدامها. تعتبر اليهودية فكرة ( إصلاح العالم ) مبدأئا هامًا , ويمكن أن يُنظر إلى الجهود المبذولة للحفاظ على التنوع البيولوجي واستعادة الأنواع المنقرضة على أنها جزء من هذا الإصلاح , وكما في المسيحية , هناك تركيز على المسؤولية الممنوحة للإنسان في التعامل مع الخليقة, فهي توجب استخدام السلطة بحكمة ومسؤولية , وتخضع أي تقنية جديدة للتقييم بناءً على مبادئ القانون والأخلاق اليهودية , ويجب التأكد من أنها لا تنتهك أيًا من هذه المبادئ , وتوجد أيضًا وجهات نظر مختلفة داخل اليهودية حول مدى التدخل المسموح به في الطبيعة , حيث يرى البعض أن البحث العلمي والتطوير التكنولوجي مبرر طالما أنه يخدم مصلحة الإنسان والعالم , بينما يفضل آخرون نهجًا أكثر تحفظًا. تشدد كلتا الديانتين البوذية والهندوسية على مبدأ اللاعنف واحترام جميع أشكال الحياة , وقد يُنظر إلى إحياء نوع منقرض على أنه عمل إيجابي يساهم في زيادة الحياة والتنوع , وتؤكد كلتا الديانتين على أهمية التوازن والانسجام في الكون , فقد يُنظر إلى محاولة استعادة نوع انقرض بسبب خلل في النظام البيئي على أنها محاولة لاستعادة هذا التوازن, وفي البوذية بشكل خاص , هناك تركيز على طبيعة التغير وعدم الثبات في كل شيء , قد يُنظر إلى الانقراض على أنه جزء طبيعي من دورة الحياة والموت , ومع ذلك , فإن التدخل لإصلاح الضرر الناجم عن فعل الإنسان قد يكون له ما يبرره. تبدو المعلوماتية شيئاً مستحباً بالفعل , لكن هل كلما زاد تدفقها كان الأمر أكثر منفعة للبشر أم العكس؟ يذهب البعض إلى أن التدفق الحر للمعلومات يتناسب طردياً مع رفاهية البشرية , غير أن نفراً آخر يرى أن السيطرة على كنوز المعلومات تقود حكماً إلى التوتاليتارية والشمولية , وحكم الفرد, وهو ما يمكن أن تفعله شبكات المعلومات والذكاءات الأصطناعية التي تتطور بسرعة مخيفة من عالم الـAI إلى سياقات الـSAI وصولاً إلى الـAGI…


شفق نيوز
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- شفق نيوز
إحياء ذئب "لعبة العروش" المنقرض... ماذا يقول الخبراء؟
حمل غلاف مجلة "تايم" أمس صورة ذئب مهيب، أبيض كالثلج، مرفقاً بعنوان يُعلن عن عودة الذئب الضخم. هذا النوع، المنقرض حالياً، ربما يُعرف أكثر بدوره الخيالي في مسلسل "صراع العروش"، لكنه كان موجواً بالفعل قبل أكثر من 10 آلاف عام، عندما كان يجوب أرجاء القارتين الأميركيتين. الشركة التي تقف وراء هذه العناوين هي "كولوسال بيوساينسز"، والتي أعلنت أنها استخدمت "هندسة وراثية ماهرة وحمضاً نووياً قديماً" لاستيلاد ثلاثة جراء من الذئب الضخم، بهدف "إحياء" هذا النوع المنقرض. لكن، رغم أن الذئاب الصغيرة – رومولوس، ريموس، وكاليسي – تمثل إنجازاً تقنياً مذهلاً، يقول خبراء مستقلون إنها ليست فعلياً من سلالة الذئب الضخم الأصلية. وأوضح عالم الحيوانات فيليب سيدون من جامعة أتاغو في نيوزيلندا أنّ هذه الحيوانات هي "ذئاب رمادية معدّلة وراثياً". وكشفت شركة كولوسال عن جهود لاستخدام تقنيات وراثية مماثلة بهدف استعادة حيوانات انقرضت مثل الماموث والنمر التسماني. وبالتزامن، أشار علماء إلى الاختلاف البيولوجي المهم بين الذئب المصوّر على غلاف مجلة "تايم" والذئب الضخم الذي عاش واصطاد خلال العصر الجليدي. وشرح عالم الوراثة القديمة من جامعة أوتاغو أيضاً، نيك راولنس، أنّ الحمض النووي القديم – المستخرج من بقايا متحجرة – متضرّر وتالف لدرجة يصعب معها نسخه أو استنساخه. وقال نيك رولنس لبي بي سي إنّ "الحمض النووي القديم يعني كأنك وضعت حمضاً نووياً جديداً في الفرن على حرارة 500 درجة مئوية طوال الليل. فهو يخرج أجزاءً مثل الشظايا والغبار". "يمكنك إعادة بناؤه، لكنه ليس جيداً بما يكفي لاستخدامه في شيء آخر". وأضاف قائلاً إنّ فريق مكافحة الانقراض استخدم تكنولوجيا جديدة في علم الإحياء الاصطناعي – باستخدام الحمض النووي القديم بهدف تحديد أجزاء رئيسية من الشفرة (الكود الجيني) التي يمكن تغييرها في المخطط البيولوجي لحيوان حيّ، أي الذئب الرمادي في هذه الحالة. وقال إنّ "ما أنتجته (شركة) كولوسال هو الذئب الرمادي، لكنه يملك بعض خصائص الذئب الضخم المنقرض، مثل جمجمة أكبر حجماً وفراء أبيض. إنه هجين". بينما قالت عالمة الإحياء بيث شابيرو من شركة "كولوسال بيوساينسز" إنّ هذا الإنجاز يمثل فعلاً استعادة الأنواع المنقرضة، ووصفته بأنه إعادة خلق حيوانات تحمل ذات الخصائص. "الذئب الرمادي هو أقرب كائن حيّ من عائلة الذئب الضخم (المنقرض) – هما متشابهان جينياً بالفعل – لذلك استهدفنا تسلسلات الحمض النووي التي تؤدي إلى سمات الذئب القديم ثم قمنا بتعديل خلايا الذب الرمادي...وبعدها استنسخنا هذه الخلايا وخلقنا ذئبنا الضخم". وبحسب الدكتور رولنس، الذئاب الضخمة المنقرضة انفصلت جينياً عن الذئاب الرمادية في مرحلة ما، ما بين 2.5 مليون إلى ستة ملايين سنة. وقال "إنه (الذئب المنقرض) ينتمي إلى جنس مختلف تماماً عن الذئاب الرمادية. شركة كولوسال قارنت جينومات الذئب الرمادي والذئب الضخم (الأبيض)، ومن بين جينات يبلغ عددها 19 ألفاً، حددوا 20 متغيراً في 14 جيناً يمنحهم الذئب الرمادي". زُرعت الأجنّة المعدّلة في إناث كلاب أليفة. وبحسب مقال مجلة "تايم"، ولدت الذئاب الثلاثة بعملية جراحية قيصرية خُطط لها بهدف تقليل خطر حدوث مضاعفات. وتحتفظ شركة كولوسال بالذئاب في منشأة خاصة تبلغ مساحتها ألفي فدّان داخل موقع خفي في شمال الولايات المتحدة. لا شك أنّ الجراء الثلاث تبدو مثل صورة الذئب الأبيض الضخم كما علقت في أذهان الكثيرين، وقد حظيت هذه القصة باهتمام عالمي. فما أهمية هذا التمييز العلمي؟ قال دكتور رولنس لبي بي سي "لأن الانقراض مستمر. إن لم يكن موجوداً، كيف سنتعلّم من أخطائنا؟". وتابع قائلاً "هل الرسالة الآن هي أنه يمكننا تدمير البيئة وان تنقرض الحيوانات، لكننا نستطيع إعادتها؟".