
بوتين وشي أكبر المستفيدين من فوضى ترامب
AFP
فلاديمير بوتين (يمين) ونظيره الصيني شي جين بينغ
نبدأ جولتنا من صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، ومقال بعنوان "بوتين وشي أكبر المستفيدين من فوضى ترامب"، كتبه ألكسندر غابوييف.
يتناول الكاتب التقارب بين روسيا والصين في ظل الفترة الثانية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي شهدت قرارات سريعة ومثيرة للجدل على المسرح الدولي.
يستهل الكاتب بالإشارة إلى زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى موسكو التي تبدأ الأربعاء وتستمر لأربعة أيام، للمشاركة في الاحتفالات بذكرى النصر على الألمان في الحرب العالمية الثانية.
يستذكر الكاتب تصريحاً للرئيس الصيني قاله أثناء توديعه بوتين في الكرملين، خلال زيارة سابقة في مارس/آذار 2023: "هناك تغييرات تحدث، لم نشهد مثلها منذ 100 عام. ونحن من نقود هذه التغييرات معاً".
يرى الكاتب أنه مع انطلاق قمة بوتين وشي، الأربعاء في موسكو، يُمكنهما الاطمئنان إلى أن هذه التغييرات قد تحققت بالفعل، حتى لو كان ذلك مدفوعاً جزئياً برئاسة ترامب "المُزعزِعة للاستقرار"، حسب وصفه.
وكتب: "يمر العالم بمنعطف حاسم، وبكين وموسكو على وشك أن تكونا المستفيدتين الرئيسيتين من الضربة التي وجهتها أمريكا بنفسها إلى مكانتها العالمية. الآن، لا يحتاج بوتين وشي إلا إلى وضع استراتيجيات حول كيفية الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية، وضمان أن يكون زوال الهيمنة الأمريكية لا رجعة فيه".
يشير الكاتب إلى زيارة الرئيس الصيني السابقة إلى روسيا قبل عامين، التي شهدت "إعلانه عدم التخلي عن بوتين"، وبدلاً من ذلك "اختار دعم روسيا سراً في حربها ضد أوكرانيا"، على الرغم من أن هذا الاختيار بدا رهاناً محفوفاً بالمخاطر آنذاك، وفق الكاتب.
ونتيجة لتلك الزيارة أطلقت الصين سلعاً إلى روسيا مثل الرقائق المتطورة والأدوات الآلية المتقدمة، التي ساعدت في إصلاح المجمع الصناعي العسكري الروسي المتضرر، بل وتعزيز آلته العسكرية، كما أتاحت الصين مساحة إضافية للسلع الروسية في أسواقها العملاقة، ما سمح لموسكو بتحقيق عائدات تصدير هي في أمسّ الحاجة إليها، ووضع الاقتصاد الروسي على أهبة الاستعداد للحرب، وفق رأيه.
"في غضون ذلك، استطاعت الصين الوصول بشكل أيسر إلى الوقود الهيدروكربوني والمعادن والأسمدة والسلع الزراعية الرخيصة، والأسلحة الروسية المتطورة التي تم اختبارها في المعارك، والمواهب التقنية الروسية التي طُردت من المختبرات الغربية".
يقول الكاتب إن هذا الاستثمار - الناجم عن الحرب - في العلاقات بين البلدين قد أتى ثماره بدرجة كبيرة، حتى لو اضطرت موسكو إلى قبول اعتماد أكبر على جارتها، واضطرت بكين إلى تحمل تدهور علاقاتها مع أوروبا.
"ولكن الآن، يمكن لشي وبوتين جني أرباح أكبر. ومع قيام ترامب بتحطيم بقايا النظام (الدولي) الذي تقوده الولايات المتحدة، فمن غير المرجح أن يظلا متفرجين".
لقد تعلمت روسيا والصين كيفية تحصين نفسيهما، ضد استغلال واشنطن لهيمنتها التكنولوجية والمالية على العالم، وفق الكاتب، الذي يرى أن قدرة روسيا على شن حرب مكلفة بدعم من الصين، على الرغم من موجة العقوبات الغربية، هي "أفضل دليل على أساليب الصين في حماية نفسها من أمريكا، سواء بالاعتماد على اليوان (العملة الصينية) في المدفوعات والمدخرات، أو باحتضان التكنولوجيا الصينية".
ويرجح الكاتب أن تسوق موسكو وبكين لهذه الأدوات والأساليب بقوة في دول الجنوب العالمي، بما في ذلك من خلال مجموعة البريكس، "ومع حرب التعريفات الجمركية العالمية التي يشنها ترامب، أصبح مروجاً لها دون قصد".
ثم يتطرق الكاتب إلى ما اعتبره رأي بوتين وشي في الديمقراطية الغربية باعتبارها "بعيدة كل البعد عن الكمال. وما خير دليل على ذلك من إعادة انتخاب ترامب؟"
يضيف الكاتب أن بكين تجوب العالم في الوقت الحالي العالم بحثاً عن مشاريع تخلت عنها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية – بقرار من ترامب - بهدف تعزيز القوة الناعمة للصين حول العالم، وتحاول استمالة أصدقاء أمريكا السابقين إلى صفقات تجارية واستثمارية جديدة.
واختتم: "في مستقبل بديل أكثر قتامة، قد يرى شي وبوتين السنوات القادمة فرصةً لترسيخ إرثهما، من خلال اتخاذ قراراتٍ قد تُخلّدهما في التاريخ، بما في ذلك إعادة رسم خريطة العالم بشكل أكبر الآن بعد زوال النظام (الدولي) القديم وانشغال أمريكا بحل فوضاها".
"إسرائيل تخنق الحوثيين"
Getty Images
تضررت طائرات يمنية إثر القصف الإسرائيلي لمطار صنعاء الدولي يوم الثلاثاء 6 مايو/ أيار 2025
ننتقل إلى صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، ومقال يناقش "سبب التحذير المسبق قبل الهجوم الإسرائيلي على اليمن"، كتبه رون بن يشاي.
يستهل الكاتب مقاله بالتذكير بالصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون وسقط قرب مطار بن غوريون، وتهديدهم بفرض حصار جوي على إسرائيل ، في أعقاب تعطيل الجماعة السابق لحركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
ويرى الكاتب أن الرد الإسرائيلي بشن غارات جوية، خلال يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، على ميناء الحديدة اليمني ومطار صنعاء الدولي جعل إسرائيل قد باتت الآن "تفرض فعلياً حصارها الجوي والبحري على الحوثيين".
وكتب: "مطار صنعاء هو المطار الدولي الوحيد الخاضع لسيطرة الحوثيين، كما أنه قناة رئيسية لنقل البضائع الإيرانية. إن قصف ميناء الحديدة يوم الاثنين وهجوم يوم الثلاثاء على المطار - إذا كان بالفعل خارج الخدمة - يحرم الحوثيين من أي قدرة حقيقية على نقل البضائع أو الركاب الدوليين. وهذا من شأنه أن يجعلهم معتمدين بشكل شبه كامل على ميناء ومطار عدن، وكلاهما يخضع لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والمعادية للحوثيين".
ومع ذلك يرى الكاتب أن هذا الحصار لن يكون كاملاً، إذ من المرجح أن تتمكن الطائرات الخفيفة وسفن الشحن الصغيرة من الوصول إلى نقاط إرساء معينة. لكن من المرجح أن حركة الوقود والصواريخ الباليستية قد توقفت، وفق رأيه.
وأشار الكاتب إلى أن الهجمات جاءت بعد تحذير إسرائيلي مسبق للمواطنين اليمنيين بضرورة إخلاء المطار، وذلك للمرة الأولى، مرجعاً سبب ذلك التحذير غير المعتاد أنه يأتي بعد الضربة الإسرائيلية السابقة على المطار في ديسمبر/كانون الأول 2024، والتي تزامنت مع وجود مدير منظمة الصحة العالمية هناك، والذي أعرب لاحقاً عن غضبه لعدم وجود إشعار مُسبق.
واختتم: "في ذلك الوقت، صرّح المدير العام لمنظمة الصحة الدولية ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، أيضاً، بأن مطار صنعاء هو نقطة دخول وخروج جميع العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية الدوليين العاملين في شمال اليمن".
من يريد الفوضى في الشرق الأوسط؟
Getty Images
وأخيراً نختم جولتنا من صحيفة "ديلي صباح" التركية، ومقال بعنوان "من يريد الفوضى في الشرق الأوسط؟"، بقلم محي الدين أتامان.
يرى الكاتب أنه "بالنظر إلى الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، يتضح للجميع أن إسرائيل وداعميها العالميين، الحكومات الغربية الرائدة، يريدون الفوضى ويخلقونها في الشرق الأوسط".
ويشكك الكاتب في الرواية الإسرائيلية والغربية، التي تعتبر "أن أولوية الدول الغربية في الشرق الأوسط هي الأمن القومي الإسرائيلي"، معتبراً هذا بمثابة "كذبة كبيرة وتضليل". وإنما "الهدف الرئيسي من الدعم الغربي هو تمهيد الطريق لمشروع إسرائيل الكبرى".
ويرى الكاتب أنه لا توجد دولة في المنطقة تُشكل تهديداً لإسرائيل، كما مُنيَ أشدّ خصوم إسرائيل، إيران ووكلاؤها، بخسارة فادحة في النفوذ.
ويدعو إلى "وضع حد للهجمات الإسرائيلية السافرة على دول المنطقة. ولتحقيق هذه الغاية، يجب على الدول الغربية التي منحت إسرائيل شيكاً مفتوحاً أن تسحب هذا الشيك".
وانتقد الكاتب ما وصفه بـ"مواصلة الحكومة الإسرائيلية استغلال وجود أقليات عرقية ودينية، مثل الدروز، ضد الحكومة الجديدة في سوريا".
ويرى أنه في ظل التراجع السياسي للعالم العربي، وغياب التحالف الإقليمي الإيراني، بدأت إسرائيل في تحدي الوجود التركي في سوريا.
وكتب محذراً: "تركيا، التي تدعم المعارضة السورية منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، عازمة على مواصلة دعمها للحكومة السورية الجديدة. لذلك، سيكون من الصعب على الغرب رؤية صراع محتمل بين تركيا وسوريا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 16 ساعات
- الوسط
"حلفاء رئيسيون لإسرائيل يهددون بالتحرك بشأن كارثة غزة، فلماذا لا تتحرك واشنطن؟"
Getty Images في جولة الصحافة اليوم، نستعرض ثلاثة مقالات من صحف عالمية تناولت الحرب في غزة، واقتصاد سوريا في مرحلتها الانتقالية، والمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب بوساطة أمريكية. نبدأ جولتنا الصحفية من صحيفة الغارديان البريطانية، ومقال للكاتب جوزيف جيديون الذي يبدأه مستنكراً عدم تحرك واشنطن إزاء إعلان إسرائيل شن "هجوم غير مسبوق" على خان يونس جنوبي قطاع غزة، في حين تهدد كندا ودولٌ أوروبية باتخاذ "إجراءات ملموسة" إذا لم تخفف إسرائيل من هجومها. ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة تواصل دعم إسرائيل علناً، رغم كل الضغوط التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب لإدخال المساعدات إلى القطاع. ويقول الكاتب إن "المعارضة الأمريكية خافتة إلى حد كبير إزاء وعود إسرائيل بتدمير غزة، في وقتٍ تواجه الأراضي المحتلة واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم"، مستنداً إلى بيانات منظمة الصحة العالمية بهذا الشأن. في المقابل، يُدرج كاتب المقال موقفاً آخر للأمريكيين من خلال مؤشرات استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب في مارس/آذار الماضي، تُظهر أن التعاطف مع الفلسطينيين ارتفع إلى 33 في المئة، وهو "مستوى قياسي"، مقارنة بالأرقام السابقة. وفي هذا الإطار، يستعرض الكاتب مواقف مشرعين تقدُّميين قال إنهم يعارضون الخطاب العام في واشنطن، من بينهم النائبتان ديليا راميريز، التي اعتبرت ترامب ونتنياهو "ثنائياً متطرفاً وغير مسؤول"، وإلهان عمر، التي رأت أن الفصل الأخير من حرب غزة "وصمة عار أخلاقية أخرى غير مقبولة"، بحسب تصريحات أدلت بها النائبتان. ويرى الكاتب أن قرارات الكونغرس لا تعدو كونها إشارات رمزية تهدف إلى التعبير عن الرأي العام، لكنها تفتقر لأي قوة قانونية فعلية. وفي هذا السياق، يقول الكاتب إن ثأثير المشرّعين على مسار السياسات يبقى محدوداً، وهو ما يعكس الهوّة المتزايدة بين النخب السياسية والرأي العام الأمريكي. ويقول: "خفوت الحركة الشعبية الداعمة لحقوق الفلسطينيين - نتيجة الحملة القمعية التي شنّتها إدارة ترامب على الجامعات بعد احتجاجات العام الماضي - قد خفف من الضغط الشعبي الذي كان من الممكن أن يُرغِم السياسيين على التحرك". وعلى الجانب الإسرائيلي، يستعرض الكاتب محاولة من نتنياهو لتخفيف الضغط الدولي بإعلانه استئناف إدخال كميات "محدودة" من المساعدات لغزة - وهي الخطوة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها لا تتجاوز "قطرة في محيط" المأساة الإنسانية. ويختتم الكاتب بالسؤال: هل ستتحول الأصوات الأمريكية المطالِبة بتغيير السياسة وإنهاء الحرب إلى واقع فعليّ؟ هل نحتاج معجزة اقتصادية في سوريا؟ Getty Images يرى الكاتب عصام شحادات أن سوريا، بعد سقوط حكم بشار الأسد قبل خمسة أشهر، تقف أمام تحدٍ بحجم معجزة. فالبلاد، كما يصوّر، خرجت من حكم استبدادي دام لعقود بـ "كومة من الحطام الاقتصادي" تتطلب جهوداً شبه خارقة لإزالتها، ويقارن البعض حجم الدمار بما واجهته ألمانيا واليابان عقب الحرب العالمية الثانية، في إشارة إلى ضخامة المهمة المنتظرة. ويشير الكاتب في مقاله بصحيفة "ديلي صباح" التركية، إلى أن أكثر كلمة تتردد في سوريا اليوم هي "إعادة الإعمار"، وهي ليست فقط عملية عمرانية، بل مشروع متكامل لإعادة بناء الدولة والمواطن. ويقول: "إنه مشروعٌ شاقٌّ يبدأ من الصفر، وسط اقتصاد منهار، وفقر يكاد يصل إلى المجاعة، ودولة عاجزة عن تقديم خدماتها الأساسية". ويؤكد الكاتب أن النظام السابق لم يكن لديه أي نية للإصلاح، بل استخدم موارد الدولة لخدمة آلة الحرب والقمع. ويضيف: "ما تبقّى من الثروة الوطنية تم تسخيره لعسكرة الاقتصاد، وتحولت القيمة المضافة إلى محرّك للتدمير والانهيار". ويتساءل شحادات: "كم من الوقت تحتاج سوريا لتنهض من ركامها؟" ويرى أن العودة إلى مستوى ما قبل الحرب قد يستغرق عقداً من الزمن - هذا في حال توفر الاستقرار السياسي والدعم الدولي. ومع أن رفع العقوبات الغربية، خاصة الأمريكية، أتاح بعض الانفراج في حركة الأموال والاستثمارات، إلا أن إعادة بناء اقتصاد بهذا الحجم تحتاج ما هو أكثر من مجرد رفع القيود، بحسب شحادات. ويستحضر الكاتب التجربة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية كنموذج يمكن التعلم منه، مشيراً إلى أن "المعجزة الألمانية" لم تكن عشوائية، بل نتاج تخطيط اقتصادي محكم، ودعم مالي عبر "خطة مارشال"، واستثمار في التعليم والبنية التحتية. ويتساءل شحادات: "هل يمكن أن تحقق سوريا معجزة اقتصادية؟" ثم يجيب: "ولِمَ لا؟" إذا توفرت الشروط المناسبة. فبحسب رأيه، تمتلك سوريا مقومات حقيقية: رأس مال بشري متعلم، كفاءات صناعية، مغتربون متفوقون في الخارج، وموقع استراتيجي، إضافة إلى ثروات طبيعية وزراعية وفيرة. ويحذّر الكاتب من التفاؤل المفرط، لافتاً إلى أن الواقع الجيوسياسي لسوريا أكثر تعقيداً مما واجهته ألمانيا. ويضيف: "سوريا جارة لإسرائيل، التي لا تريد نهوضها، ولم تُحاسَب ألمانيا على خلفية دينية أو أيديولوجية كما تُحاسَب سوريا اليوم"، في إشارة من الكاتب إلى المعايير المزدوجة في التعامل الدولي. ويشير شحادات إلى أنه لا يدعو إلى "مدينة فاضلة"، بل إلى "أمل واعٍ". ويرى في الختام أنه إذا توفر الالتزام الصادق بالعمل وإعادة البناء، فإن ثمار هذه الجهود سوف تظهر حتماً. جهود ترامب لتحقيق السلام في أوكرانيا مبنية على ثلاثة أوهام Getty Images وفي صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يرى الكاتب ديفيد إغناطيوس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعامل مع ملف الحرب الروسية الأوكرانية بعقلية الشعارات، وليس من خلال استراتيجية مدروسة جيداً. فتصريحه المتفائل "دعوا العملية تبدأ!"، عقب مكالمته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يبدو واعداً للوهلة الأولى، لكن الكاتب يُشكّك في جدية الأسس التي تُبنى عليها هذه "العملية". ويشير إغناطيوس إلى أن حديث ترامب عن إمكانية التفاوض بين الطرفين مباشَرةً، دون تدخلات أو شروط مسبقة، يُعد نوعاً من "التفكير السحري". ويضيف: "بوتين، في الواقع، يرفض حتى الآن فكرة وقف إطلاق النار، ومع ذلك يوافقه ترامب ضمنياً بأن "الشروط يجب أن يتفاوض عليها الطرفان فقط لأنهما يعلمان التفاصيل"، وكأن تعقيد الصراع يُحل بالإيماءات الدبلوماسية لا بالخطط المدروسة"، بحسب الكاتب. ويرى الكاتب أنه يتعين على ترامب أن يكون أكثر تماسكاً في تنظيم عملية التفاوض، وإلا ستفشل، بحسب تعبيره. ويشرح: "المبادرات الأمريكية بدأت باقتراحات لهدنٍ محدودة تخص البنَى التحتية ومناطق الملاحة، لكنها فشلت. ثم طُلب من الطرفين صياغة "مسودات تفاهم" - لكنها كانت متناقضة تماماً. انتقل الفريق بعدها إلى محادثات مباشرة، والتي تعطلت في إسطنبول، ثم تحوّلت أخيراً إلى ما يمكن وصفه بـ "عملية ترامب-بوتين". ويقول إغناطيوس بلهجة ناقدة: "يبدو أن ترامب يريد من الأطراف أن يحلّوا الأمر بأنفسهم". ويصف هذه المقاربة بأنها "عشوائية ومتغيرة باستمرار"، وهو ما يجعل فرص النجاح ضئيلة للغاية. ويرى الكاتب أن المشكلة الأكبر تكمن في عدم تقديم بوتين أي دليل على رغبته بالسلام، بينما يعزز ترامب قناعاته بأن أوكرانيا لا يمكن أن تكون دولة أوروبية، كما تريد، بل يجب أن تبقى تحت الهيمنة الروسية. أما المشكلة الثانية بحسب الكاتب، فهي فكرة ترامب بأن روسيا تمثّل منجمَ ذهبٍ اقتصاديٍ محتمَلاً للولايات المتحدة. ويرى الكاتب أنه لو كان لدى ترامب تقييم اقتصادي أكثر واقعية، لكان رأى رهاناً اقتصادياً أفضل في أوكرانيا. ويضيف: "خلفت الحرب، رغم قسوتها، بيئة ابتكار في كييف قد تكون الأكثر إنتاجية في أوروبا. فبدلاً من شراء طائرات بدون طيار من إيران، تُصنّع أوكرانيا طائراتها الخاصة بشكل أكثر تطوراً". والمشكلة الثالثة تتمثل في إمكانية إجبار أوكرانيا المتعثرة على الاستسلام، لكن اتضح أن لدى أوكرانيا ورقة ضغط قوية للغاية، وهي الدعم القوي من أوروبا، بحسب الكاتب. ويضيف إغناطيوس: "لن يتمكن ترامب من إجبار زيلينسكي على إبرام صفقة سيئة لأن حلفاءه الأوروبيين مستعدون للمقاومة". ويرى أن لدى أوكرانيا فرصة مميزة في المفاوضات المقبلة، إذا لمس بوتين أن كييف مستعدة لمواصلة القتال بدعم من أوروبا. ويقول إن كبار حكومة زيلنسكي يريدون نجاح مبادرة ترامب للسلام، لكنهم يستعدون لاحتمال فشلها.


عين ليبيا
منذ يوم واحد
- عين ليبيا
بوتين وترامب في محادثة تاريخية.. أمريكا توقف فرض عقوبات جديدة على روسيا
ذكرت الخدمة الصحفية للكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتصل بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مركز 'سيريوس' التعليمي في موسكو، وأجريا محادثة هاتفية استمرت أكثر من ساعتين تناولت عدة ملفات مهمة تتعلق بالصراع في أوكرانيا. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، أن المحادثة الهاتفية استمرت أكثر من ساعتين مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، ووصفها بأنها كانت ذات معنى وصريحة ومفيدة للغاية. وأعرب بوتين عن امتنانه لترامب لمشاركة الولايات المتحدة في استئناف المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا. وأكد بوتين أن روسيا تؤيد وقف الأعمال القتالية، مشددًا على ضرورة تطوير أكثر المسارات فعالية نحو السلام. وأضاف أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا لفترة زمنية معينة ممكن إذا تم التوصل إلى الاتفاقات ذات الصلة، مشيرًا إلى ضرورة إيجاد حلول وسط تناسب جميع الأطراف. وقال بوتين: 'اتفقنا مع الرئيس الأمريكي على أن روسيا ستقترح وهي مستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني بشأن مذكرة حول معاهدة سلام مستقبلية، تشمل مبادئ التسوية وتوقيت اتفاق السلام المحتمل، وكذلك وقف إطلاق النار المحتمل لفترة معينة إذا تم التوصل إلى الاتفاقات ذات الصلة'. وأشار بوتين إلى أن الاتصالات بين المشاركين في الاجتماع والمفاوضات في إسطنبول قد استؤنفت، مما يعطي سببا للاعتقاد بأن الأمور تسير في الطريق الصحيح، مؤكدًا أن موقف روسيا واضح ويركز على القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة في أوكرانيا. من جهته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن محادثته مع بوتين سارت بشكل جيد للغاية، وقال في تغريدة على منصة 'تروث سوشيال': 'انتهيت للتو من محادثة استمرت ساعتين مع الرئيس الروسي بوتين، وأعتقد أنها سارت بشكل جيد للغاية'. وأكد ترامب أن موسكو وكييف ستبدآن على الفور مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع في أوكرانيا. وأضاف ترامب: 'ستبدأ روسيا وأوكرانيا على الفور مفاوضات لإنهاء إطلاق النار، والأهم من ذلك، إنهاء الحرب'. وأوضح أن شروط تثبيت وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع سيتم الاتفاق عليها بشكل مباشر بين الطرفين، لأن هذا هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة. وفي تصريح هام، أكد ترامب أنه لن يفرض عقوبات جديدة على روسيا، معتبراً أن هناك فرصة حقيقية لتسوية الصراع في أوكرانيا، وقال في حديثه للصحفيين في البيت الأبيض: 'لأنني أعتقد أن هناك فرصة لتحقيق شيء ما'. كما أعرب عن ثقته بحدوث تغيرات بشأن التسوية، مضيفًا: 'أعتقد أن شيئًا ما سيحدث، وإذا لم يحدث.. سأنسحب'. وعن الجهود الأوكرانية لوقف إطلاق النار، قال ترامب: 'أفضل أن أجيب على هذا السؤال خلال أسبوعين.. لا أستطيع أن أقول نعم أو لا'. وردًا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا مترددة في حل الصراع، قال: 'أعتقد أن الرئيس بوتين قد سئم، فهذا الوضع مستمر منذ ثلاث سنوات'. ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ'الرجل اللطيف' بعد محادثة هاتفية تناولت حل الصراع في أوكرانيا. وقال ترامب خلال حفل عشاء لمجلس أمناء مركز جون كينيدي للفنون المسرحية إن المحادثة كانت قصيرة وجيدة، وأحرزوا تقدمًا في النقاش. من جانبه، صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أن بوتين وترامب ناقشا خلال المكالمة الهاتفية موضوع استمرار الاتصالات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك على أعلى المستويات. وأضاف بيسكوف: 'لم يتم اتخاذ قرارات محددة بشأن مكان استمرار الاتصالات حتى الآن'، مشيرًا إلى أنه 'لا يوجد موعد نهائي لإعداد مذكرة تفاهم بين روسيا وأوكرانيا ولا يمكن أن يكون هناك موعد نهائي في هذه المسألة'. وأكد بيسكوف أن 'القضاء على الأسباب الجذرية للصراع الأوكراني هو النقطة الأساسية التي ستصيغها روسيا في جميع مشاريعها'، مشيرًا إلى أن 'جهود الوساطة الأمريكية لتسوية الصراع الأوكراني فعالة'. كما أشار إلى أن 'مبادرة الفاتيكان للمشاركة في التسوية الأوكرانية معروفة، لكنها لم تُناقش بالتفصيل خلال المحادثة بين بوتين وترامب'. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن تسوية الأزمة الأوكرانية عملية معقدة تتطلب عملاً مضنيًا ووقتًا طويلًا لدراسة ومناقشة عدد كبير من التفاصيل الدقيقة. وأكد بيسكوف في تصريحات للصحفيين، الثلاثاء، أن موسكو مستعدة للعمل على هذه التفاصيل من أجل التوصل إلى اتفاق. وأشار بيسكوف إلى أن صياغة مذكرة تفاهم بين موسكو وكييف بشأن وقف إطلاق النار وعملية السلام لن تكون سهلة، مشددًا على عدم وجود مواعيد نهائية محددة للتوصل إلى اتفاق نهائي. وقال: 'لا توجد مواعيد نهائية ولا يمكن أن يكون هناك أي مواعيد نهائية… الشيطان يكمن في التفاصيل'. وأوضح أن الجانبين الروسي والأوكراني سيعملان على صياغة مسودات الوثائق المتبادلة، تليها سلسلة من الاتصالات المعقدة بهدف التوصل إلى نص موحد يعكس توافقًا بين الطرفين. يذكر أنه في 12 فبراير الفائت، أجرى الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي اتصالاً هاتفياً بحثا خلاله القضية الأوكرانية والمشاكل المتراكمة في العلاقات بين البلدين، واتفقا على مواصلة الاتصالات، بما في ذلك تنظيم لقاءات شخصية. كما جرى اتصال هاتفي آخر في 18 مارس الفائت، حيث ناقشا قضايا التسوية في أوكرانيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية.


أخبار ليبيا 24
منذ 4 أيام
- أخبار ليبيا 24
بوتين يدعو القادة العرب إلى أول قمة روسية عربية في أكتوبر
بوتين يدعو القادة العرب إلى أول قمة روسية عربية في أكتوبر أخبار ليبيا 24 أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت عن دعوته جميع قادة الدول العربية، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، لحضور أول قمة روسية-عربية تُعقد في 15 أكتوبر المقبل. تعزيز التعاون المتعدد الأوجه بين روسيا والدول العربية جاء ذلك في بيان صدر عن الكرملين، ونقلته وكالات الأنباء الروسية، حيث أعرب بوتين عن ثقته في أن هذا الاجتماع سيساهم في تعزيز التعاون المتعدد الأوجه بين روسيا والدول العربية، وسيساعد على تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. التنافس بين موسكو وواشنطن وتأتي هذه الدعوة في توقيت حساس، يعكس تزايد التنافس بين موسكو وواشنطن على النفوذ في المنطقة. فقد أنهى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جولة خليجية الأسبوع الماضي، شهدت توقيع اتفاقيات كبرى، من بينها استثمارات سعودية بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، وصفقات أسلحة بمليارات الدولارات، وشراكات تكنولوجية مع الإمارات. القمة العربية الـ34 في بغداد وتزامناً مع ذلك، انطلقت القمة العربية الـ34 في بغداد بمشاركة واسعة من القادة العرب ورؤساء منظمات دولية، وتناقش ملفات رئيسية مثل الأمن القومي العربي، والقضية الفلسطينية، والتنمية المستدامة، والتكامل الاقتصادي لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية. القمة العربية تتضمن عدة جلسات، تبدأ بكلمة رئيس القمة السابقة، تليها كلمة الأمين العام للجامعة العربية، ثم كلمات القادة المشاركين. كما ستُعقد جلسة للقمة التنموية، يصدر عنها 'إعلان بغداد'، ويتبعها مؤتمر صحفي مشترك. اهتمام موسكو بتوسيع دورها الإقليمي تعكس الدعوة الروسية مؤشراً إلى اهتمام موسكو بتوسيع دورها الإقليمي، ومحاولة إعادة التوازن في العلاقات الدولية في المنطقة، في وقت تسعى فيه الدول العربية لتعزيز شراكاتها الاستراتيجية بما يحقق مصالحها الاقتصادية والسياسية.