
مديرة الاستخبارات الأميركية: أوباما قاد انقلاباً ومؤامرة عام 2016 ضد ترامب
دونالد ترامب
الصورة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968
الانتخابية لعام 2016"، وقالت إن مكتبها أحال الوثائق التي نشرت حديثا إلى وزارة العدل، في تصريحات تأتي بعد يوم من ترديد ترامب مزاعم مشابهة.
ولم تخرج اتهامات الإدارة لأوباما إلا بعد اشتعال الغضب بين القاعدة الشعبية للرئيس ترامب لرفض إدارته الإفراج عن وثائق متعلقة بقائمة عملاء جيفري أبستين، وسط انتشار نظرية قتله في سجنه لمنعه من التحدث، في حين أن نتائج التحقيقات الرسمية قالت إنه انتحر، ونشرت وزارة العدل فيديو الساعات الأخيرة من وفاته، غير أنه لم يتضمن الدقائق الأخيرة للوفاة، مما أثار التساؤلات.
ونشرت "وول ستريت جورنال" الأيام الماضية
رسالة فاحشة زعمت أن ترامب أرسلها إلى أبستين
في عيد ميلاده الخمسين، مما أشعل المطالبات بالإفراج عن الوثائق. وفي إطار رده على سؤال حول وثائق جيفري أبستين المدان بجرائم جنسية، زعم ترامب أمس أن أوباما قاد "انقلابا" في التحقيقات التي جرت حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، وهو ما دفع المتحدث باسم أوباما، باتريك رودنبوش، للرد على الاتهامات واصفا إياها بأنها "سخيفة ومحاولة لصرف الانتباه".
أخبار
التحديثات الحية
أوباما يرد على اتهامات ترامب له بالخيانة: ادعاءات سخيفة
وأعلنت مديرة الاستخبارات الأميركية من على منصة البيت الأبيض اليوم، أن "الرئيس أوباما أمر بتحريف تقييم الاستخبارات لتشمل تأكيدا أن روسيا تعمل بشكل مباشر لانتخاب ترامب"، وقالت: "هناك أدلة توضح بالتفصيل أن الرئيس أوباما وفريقه للأمن القومي وجه بإنشاء تقييم لمجتمع الاستخبارات بأن روسيا تعمل لانتخاب ترامب، وأنهم كانوا يعلمون أنه كاذب، وأنه وجه انقلابا طويل المدة ومؤامرة خيانة ضد الشعب الأميركي والرئيس ترامب بعد فوزه بانتخابات 2016 بعد قيام إدارته بتلفيق معلومات استخباراتية لتقويض فوزه بالانتخابات وربطه بروسيا".
وردا على سؤال عما إذا كانت ستجري إحالة ملف الرئيس باراك أوباما إلى وزارة العدل بشأن التبعات الجنائية، قالت: "نعم، الأدلة تشير بشكل مباشر إلى أن الرئيس أوباما هو الذي قاد عملية تلفيق التقييم الاستخباراتي المزيف الذي يربط ترامب بروسيا". فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن أوباما "خان البلاد وتآمر ضد الرئيس ترامب بطرق شريرة"، وأن "إدارته لفقت معلومات استخباراتية مسيّسة استخدمت فيما بعد لمحاولة تشويه ونزع الشرعية عن فوز ترامب حتى قبل توليه منصبه"، مؤكدة أن الرئيس ترامب "يريد التحقيق في الأمر".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 12 دقائق
- العربي الجديد
مقدمة برامج سابقة تتولى أبرز منصب قضائي في واشنطن
صدّق مجلس الشيوخ الأميركي، السبت، على تعيين القاضية ومقدمة البرامج التلفزيونية السابقة جانين بيرو في منصب قضائي بارز، لتكون بذلك أحدث شخصية تلفزيونية يضمها دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 إلى إدارته. وأُكد تعيين بيرو في منصب المدعية العامة لمنطقة كولومبيا بغالبية 50 صوتاً مقابل 45، حيث كان ترامب قد حض مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون على الانتهاء من الموافقة على ترشيحاته خلال عطلة نهاية الأسبوع. وعُينت بيرو في هذا المنصب بشكل مؤقت في مايو/ أيار من قبل ترامب الذي منح العديد من المناصب الحكومية المؤثرة لمذيعين في شبكات تلفزيونية. وسبق أن وصف ترامب المدعية العامة السابقة لمقاطعة ويست تشستر في نيويورك والبالغة 74 عاماً بأنها امرأة "لا مثيل لها". واشتهرت بيرو بتقديمها لبرنامج "القاضية جانين بيرو" التلفزيوني بين عامي 2008 و2011، ثم برنامج "العدالة مع القاضية جانين" على قناة فوكس نيوز، واستمر 11 عاماً. تقارير دولية التحديثات الحية أزمة ديمقراطيي أميركا: عجز عن توحيد الصفوف ومواجهة ترامب وشاركت أيضاً في تقديم برنامج "الخمسة" على قناة فوكس نيوز، إلى أن تولت منصبها المؤقت الذي يُعد من أقوى مناصب المدعين العامين في الولايات المتحدة. وبهذا تنضم بيرو إلى سلسلة مذيعين آخرين تولوا مناصب رسمية، مثل وزير الدفاع بيت هيغسيث الذي شارك في تقديم برنامج "فوكس آند فريندز ويك إند" ووزير النقل شون دافي الذي شارك في برنامج من نوع تلفزيون الواقع وبتقديم برنامج "فوكس بيزنس". وقال كبير الديمقراطيين في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ ديك دوربين، إن بيرو "لا ينبغي أن تكون مدعية عامة دائمة للولايات المتحدة"، واصفاً اختيارها بأنه "موافقة سطحية لدونالد ترامب". وبرر دوربين موقفه بترويج بيرو لنظريات المؤامرة في ما يتعلق بانتخابات عام 2020 التي خسرها ترامب أمام جو بايدن. كذلك نشرت كتباً عدة بينها كتاب "كاذبون، مسرّبون، وليبراليون" عام 2018 الذي يتناول المؤامرة على ترامب، وقد وصفته صحيفة واشنطن بوست بأنه "متملق". ودين زوجها السابق ألبرت بيرو بالتهرب الضريبي عندما كانت مدعية عامة في نيويورك، لكن ترامب عفا عنه خلال ولايته الرئاسية الأولى. وفي إطار التصديق السريع على ترشيحات ترامب، عُين محامي ترامب السابق إميل بوف قاضياً استئنافياً فدرالياً الأسبوع الماضي. (فرانس برس)


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
بين تونس وواشنطن
ليست العلاقات التونسية الأميركية جيّدة، خلافاً لما تسوّقه البيانات الرسمية للمسؤولين في البلدَين، فزيارة المستشار الخاص للرئيس ترامب لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، تونس أخيراً، ضمن جولة مغاربية، لم تقرّب الشقّة بين الطرفَين، رغم تغيّر أولويات السياسة الخارجية الأميركية. عندما استولى الرئيس قيس سعيّد على مؤسّسات الدولة، وغيّر صلاحياتها، انتقدت إدارة الرئيس جو بايدن معظم الإجراءات التي أقدم عليها، من دون أن تصف ما حصل بـ"الانقلاب". ودار يومها خلافٌ بين الطرفَين في مسألة الحريات وتعطلّ مسار الانتقال الديمقراطي. وحاولت واشنطن أن تضغط على السلطات التونسية من دون القطع معها، وهو ما دفع النظام نحو تسريع الخطى في اتجاه التقارب مع محور روسيا – الصين - إيران، وهو المحور الذي اتسعت خلافاته مع الغرب، حتى بلغت درجة إعلان الحرب المفتوحة. تغيّرت الإدارة الأميركية ولم تتغيّر سياسات سعيّد. فاجأه الرئيس سعيّد مبعوث ترامب، عند استقباله، بصور أطفال غزّة المهدّدين جوعاً، وهي حركة رمزية لم يستسغها الضيف، ورأى فيها "خرقا للأعراف الدبلوماسية"، حسب مجلة "جون أفريك". كانت تلك رسالة صريحة من الرئيس التونسي أراد منها التعبير عن رفضه السياسة الوحشية المتبعة من الكيان الصهيوني، والمدعومة أميركيا. وهي في الوقت نفسه رفض ضمني لأحد أهداف الزيارة التي منها توسيع دائرة الدول العربية المنخرطة في اتفاقيات أبراهام المؤدّية إلى التطبيع الكامل مع إسرائيل، والتي تعتبر من ثوابت السياسة الخارجية للرئيس ترامب. الورقة الثانية التي يمكن لواشنطن أن تمارس من خلاها الضغط على بلاد ضعيفة مثل تونس، التعاون الاقتصادي والعسكري. في هذا المفصل الحسّاس، لم يتردّد سعيّد في التأكيد في المحادثات على أن تونس اختارت مبدأ تعدّد الشراكات، والبحث عن شركاء اقتصاديين من شأنهم تخفيف الضغط عليها وتمكينها من مجال أوسع يحرّرها من الضغوط عليها، وأن تتم هذه الشراكة بعيداً من الرغبة في الهيمنة والابتزاز. هكذا يتبين أن زيارة مسعد بولس الاستطلاعية تونس لم تحقّق أهدافها من وجهة نظر واشنطن، على الرغم من أن المحادثات لم تتطرّق إلى المسائل الحرجة التي يرفض قيس سعيّد الخوض فيها، ويعتبرها شأنا داخلياً لا يحقّ لأيّ جهة أجنبية التحدّث في شأنها. وهي تمسّ ملفّ حقوق الإنسان والمساجين السياسيين واستقلالية القضاء والحريات والصحافة، فهذه المسائل لم تعد من أوليات الرئيس الأميركي الحالي. من جانب آخر، تشير المصادر إلى رفض واشنطن مجمل المساعدات التي طلبها الطرف التونسي، بحجّة أن سياسة البيت الأبيض تجاه العلاقة بأفريقيا قائمة على "التجارة لا المعونة"، وهي سياسة تضرّرت منها (ولا تزال) تونس التي تمرّ بأوضاع اقتصادية ومالية صعبة ومعقّدة، فالقرار الذي أصدره ترامب، وتُفرَض بموجبه رسومٌ جمركيةٌ بنسبة 25% على السلع التونسية بداية من أول أغسطس/ آب 2025، من شأنه أن يزيد من نسبة الضغط على الأوضاع المالية في البلاد، رغم أن هذا القرار لا يستهدف تونس بالذات بقدر ما يشمل مختلف الدول، في ظلّ الحرب التجارية المتواصلة التي تخوضها واشنطن حالياً. وفي الآن نفسه، دليل على أن تونس لم يعد ينظر إليها بلداً صديقاً ومدللاً لأميركا. المؤكّد أن العلاقات بين البلدَين أصبحت فاترةً، وأن السياسة الأميركية الراهنة لم تترك مجالاً للرهان عليها، خصوصاً في ظلّ تراجع الدبلوماسية التونسية. فما يتّخذه ترامب (وما يعلنه) من مواقف يجعل السلطة والمعارضة تسحبان ثقتهما من الإدارة الأميركية، وتتجنّبان التعامل معها، ولا تراهنان عليها. حتى أطراف المعارضة التي كانت من قبل توظّف لصالحها المواقف الرسمية الأميركية الناقدة للسلطة في مجال حقوق الإنسان، أصبحت اليوم تعتمد على نفسها في صراعها مع النظام القائم في تونس. لم يبقَ من أميركا سوى الوجه القبيح لإدارتها.


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
الجميلة والوحش... وإخوة يوسف
لو حاولنا رواية ما يحدث في غزّة بعيداً من التحليلَيْن، السياسي والقانوني، سنخلص إلى وحشٍ يقود حرب إبادة ضدّ شعب كامل، بأحدث الأسلحة، ولا يكتفي، بل يستعمل التجويع لإنزال الموت البطيء من خلال فرض حصار مُحكَم، ثمّ يأتي العالم ويتوسّل إليه بأن يسمح بتمرير فتات الطعام إلى ضحاياه، ويقبل شروطه، ويتصرّف وكأنّ هناك قحطاً أو كارثة طبيعيّة في منطقةٍ نائيةٍ يصعب الوصول إليها، فيما نُغفِل القاتل ونطلب رضاه. وأهل غزّة هم أفضل من يكتب روايتهم، ولكنّني أحاول أن أكتب عارَنا ولن أنجح؛ هو عارٌ لن نستطيع غسله، بل نتابع ونشاهد كيف يأتي مزوّد أسلحة الوحش، ويُتحفنا بفيلم نزوله في غزّة على ظهر مقاتلةٍ حربيةٍ يتحقّق من المصيدة التي نصبها سيّده في البيت الأبيض، تحت مسمّى "مراكز إعانة وتوزيع" بكلّ برود، ليطمئننا بأنهم سيزيدون حجم الفتات. لكن ستيف ويتكوف لا يقبل (ولا يريد) أن يضمن توقّف عمليات القنص والقصف أو التجويع. مشهد لا يمكن أن يتخيّله أيّ كاتب فيلم ذعر في هوليوود، مع أنّ المقتلة مصوّرة حركةً وصوتاً، وتصل إلى مختلف أرجاء المعمورة. ويتكوف رسول الموت، الذي يلوم الضحية ويغذّي الوحش لينهش لحم الجميلة غزّة، ويجول في العواصم العربية بحرّية، ونحن مجرّد مشاهدين شلّنا العجز، وشلّ حكوماتنا الخوف على ضياع السلطة. لكن المشهد أقبح من ذلك. قبل ذلك يلتقي المجتمع الدولي والدول الكبرى في نيويورك للاعتراف بـ"دولة فلسطينية"، فيما الشعب الذي تُراد له الدولة يذوي، والوحش يقرض أراضيه في سلسلة من إرهاب الجيش الإسرائيلي في غزّة، وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلّتَين. تلتقي دول في نيويورك للاعتراف بـ"دولة فلسطينية"، فيما الشعب الذي تراد له الدولة يذوي، والوحش الإسرائيلي يقرض أراضيه طبعاً، راعي الوحش (يزوّده بطعام ويشحذ أظافره وأنيابه) يرفض (ويلعن) إعلان نيويورك، لأن الوحش الإسرائيلي وحده المخوّل بتقرير مصير الشعب الفلسطيني، فهو ملْك له، ينهشه متى يرغب، ويرميه متى يشاء. هي صورة قاتمة، لكن هناك نقطة ضوء، أو نقاط تضيء وتخفت، وسيّد البيت الأبيض يزداد جنوناً في سعيه لطمس أيّ بقعة منها، من تغيّر في الموقف الأوروبي (وإنْ جاء متأخّراً جدّاً) إلى (وهي الأهم) قوة موجة الشعوب التي تنتصر لفلسطين، ولا تكتفي بالتضامن معها فقط. أصبحت فلسطين قضيتها وليست قضيةً بعيدةً لشعب بعيد، بل هي ردّة روح في إنسانيتها وإرادتها التي أغشت بصيرتها أكاذيب الإعلام ولغة القوة. الموجة الإنسانية التي يتوسّع هديرها هي مصدر الضوء الأقوى، الذي نحاول أن يبقى وينير لنا الطريق، لأن آهات الجوع وصرخات الموت تقبض على نفوسنا، وتحيلها كتلة حزنٍ وإحباطٍ وخوفٍ من استمرار المقتلة، كيف لا والدول الشقيقة والقريبة تتسابق على التطبيع مع الوحش، أي القبول بالوحش، والاعتراف بشرعية زجّه الشعب الفلسطيني في معسكر اعتقال في أرضهم، وتدخل معه لعبة إسقاط رزمات الطعام من الجو بدلاً من فتح بوابات السجن الكبير. لن أزاود... ولن أدّعي أن أيّ مساعدة تصل إلى غزّة غير مفيدة؛ لكنّ نقاط الموت ينتجها الاستسلام لإملاءات الوحش، ويجعلنا شركاء في الجريمة، مهما كانت نيّاتنا أو أوهامنا، إذ إننا نأخذ الطريق الأسهل، فتبدأ الدول القريبة والشقيقة ببناء أحلامها بمستقبل مزدهر، وتنسى ألّا مستقبل يمرّ فوق أجساد أطفال غزّة. ما تقدّم ليس إنشاءً، فلستُ بارعة في هذا اللون، ولكنّه حقيقةَ واقعِنا، ولا هروب من ذلك، إلا إذا أصبحنا فاعلين، فحين ينزل مئات الألوف في شوارع عشرات العواصم والمدن الأوروبية واللاتينية، وحتى في قلب أميركا نفسها، وتنشد "ليفا بالستينا" و"دمّي فلسطيني"، تُمنع المظاهرات، ويُمنع رفع علم فلسطين في بعض العواصم العربية، ويكاد يختفي من المهرجانات الغنائية والثقافية، وأصبح هناك ثمن يدفعه الفنان حين يتوشّح بالعلم الفلسطيني أو الحديث عن فلسطين بكلمة، فيما يرفع الفنّانون والجمهور العلم الفلسطيني في مهرجانات الموسيقى والسينما في العالم. تساهم دولنا في خفت الضوء، لخوفها من اشتعال شعلة التغيير، مع أنه ليس هناك معارضة قوية في دولة عربية تحاول الانقلاب عليها (أو تستطيع)، لكنّها ترى شرعيتها من الخارج، وليس من الداخل، فواشنطن أهم من الشعوب بأكملها. لكنّ الخلل ليس في الدول فقط، يبعث أهل غزّة العزّة رسائل لتحويل أموال يسدّون بها حاجاتهم، بينما تتراكم الثروات في وطنه الأكبر، فيكتشف أهل غزّة أن لا وطن أكبر لهم، وأن "بلاد العُرب...". سيحاسبوننا يوماً، وجميعنا يستحقّ المحاسبة، وبالأخص من يخاف أن يفلت قرشاً من ثروته لشفاء جريح وإنقاذ حياة طفل غزّي، ومن لهث ويلهث ليثبت للعالم أنه حضاري "ويعشق إسرائيل"، بل وضع لائحة من الأعذار والحجج التي تفكّر فيها إسرائيل لتبرير جرائمها ووحشيتها. تبني الدول القريبة والشقيقة أحلامها بمستقبل مزدهر، وتنسى ألّا مستقبل يمرّ فوق أجساد أطفال غزّة هناك تغيير في العالم، وهذا المقال ليس دعوةً إلى التشاؤم، بل لمواجهة أنفسنا لئلا نبدّد هذا التحوّل، فالسكون هو استهتار بحياة كلّ فلسطيني، فإذا احتاج بعض الإعلاميين والسياسيين إلى 60 ألف شهيد فلسطيني للاستيقاظ، فإلى كم نحتاج نحن؟ طبعاً يأتيك السؤال ماذا نفعل؟... الخيارات صعبة، ولكن الشرط هو عدم اليأس، وهناك من يفعل كثيراً، فلننضمّ إليهم. أعترف أن ليس لدي الإجابات الأكثر نجاعةً، لكن المشاركة في حركة المقاطعة هي إحدى الإجابات، وإحدى الوسائل المهمة، بل مهمّة جدّاً. المشاركة في بعث التبرّعات، وفي نشر الوعي، فمن أصعب ما نواجهه يومياً هو شباب وشابّات لا يعرفون عن فلسطين شيئاً، ولا عن أوطانهم وقضاياهم العربية، ولا يفهمون ما يجري، ولا يستلهمون شباب العالم الذي أصبح خبيراً ومدافعاً بليغاً عن القضية الفلسطينية. في المقابل؛ بزغ جيل ناشط لا يقبل الهوان ولا الاستسلام، ويتحدّث بقوة وشجاعة وفهم وعلم. صحيح أن طريقنا طويل، لكن واجبنا بثّ روح الأمل، لأنّ الهزيمة هي فقدان الأمل والثقة بالنفس، وليس لدينا رفاهية الاستسلام إذ يُرسَم مصيرنا. فما تفعله أميركا وإسرائيل واضح، ولا تخفيانه، تقولان لنا إننا منطقة نفوذ إسرائيلية، وليس لنا إلا السكوت على الجريمة، وأن نكون إخوة يوسف، وبذلك يكون خلاصنا الجمعي بخضوعنا وخنوعنا. غير أننا بذلك لا نفعل إلا أن نزيد شهية الوحش، الذي يرى وجوده واستمراره بإلغاء كينونتنا.