logo
مع انتشار التجويع الجماعي في غزة... أكثر من 100 منظمة تدق ناقوس الخطر

مع انتشار التجويع الجماعي في غزة... أكثر من 100 منظمة تدق ناقوس الخطر

الديارمنذ 4 أيام
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في الوقت الذي يجوِّع فيه حصار الحكومة الإسرائيلية سكان غزة، ينضم عمال الإغاثة الآن إلى نفس طوابير انتظار الغذاء، ويخاطرون بإطلاق النار عليهم فقط من أجل إطعام أسرهم، ومع نضوب الإمدادات الآن بشكل كلي، تشاهد المنظمات الإنسانية طواقمها وشركاءها يذوون أمام أعينهم.
بعد شهرين بالضبط من بدء تشغيل البرنامج الذي توجهه الحكومة الإسرائيلية، أي مؤسسة غزة الإنسانية، تدق أكثر من 100 منظمة ناقوس الخطر، وتحث الحكومات على التحرك: فتح جميع المعابر البرية؛ واستعادة التدفق الكامل للغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية ومواد المأوى والوقود من خلال آلية ذات مبادئ تقودها الأمم المتحدة؛ وإنهاء الحصار، والموافقة على وقف إطلاق النار الآن.
وقال أحد ممثلي الوكالة: "كل صباح، يتردد نفس السؤال في جميع أنحاء غزة: هل سآكل اليوم؟".
تحدث المذابح في مواقع توزيع الأغذية في غزة بشكل شبه يومي. وحتى 13 تموز، أكدت الأمم المتحدة مقتل 875 فلسطينياً أثناء سعيهم للحصول على الغذاء، منهم 201 على طرق المساعدات والباقي في نقاط التوزيع. وجرح آلاف آخرون. وفي الوقت نفسه، شردت القوات الإسرائيلية قسراً ما يقرب من مليوني فلسطيني ، وكان أحدث أمر تهجير جماعي صدر في 20 تموز ، ما يحشر الفلسطينيين في أقل من 12 في المئة من مساحة غزة. يحذر برنامج الأغذية العالمي من أن الظروف الحالية تجعل العمليات متعذرة. وأن تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب هو جريمة حرب.
خارج غزة مباشرة، في المستودعات - وحتى داخل غزة نفسها - توجد أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود، ولا تستطيع المنظمات الإنسانية أن تمسها، حيث مُنعت من الوصول إليها أو تسليمها. لقد خلقت القيود والتأخيرات والتشظي الذي تفرضه حكومة إسرائيل في ظل حصارها الشامل حالة من الفوضى والمجاعة والموت. تحدَّث أحد عمال الإغاثة الذين يقدمون الدعم النفسي والاجتماعي عن التأثير المدمر على الأطفال: "يخبر الأطفال والديهم أنهم يريدون الذهاب إلى الجنة، لأن الجنة فيها طعام على الأقل".
يبلغ الأطباء عن معدلات قياسية لسوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال وكبار السن، وتنتشر أمراض مثل الإسهال المائي الحاد. الأسواق فارغة، والنفايات تتراكم، والبالغون ينهارون في الشوارع من الجوع والجفاف. يبلغ متوسط التوزيعات في غزة 28 شاحنة فقط في اليوم، وهو أقل بكثير من العدد الكافي لأكثر من مليوني شخص، وقد أمضى العديد منهم أسابيع دون مساعدة.
لم يفشل النظام الإنساني الذي تقوده الأمم المتحدة، بل تم منعه من العمل.
تمتلك الوكالات الإنسانية القدرة والإمدادات للاستجابة على نطاق واسع. ولكن، مع منع الدخول، لا يمكننا الوصول إلى المحتاجين، بما في ذلك فرقنا المنهكة والجائعة. في 10 تموز، أعلن الاتحاد الأوروبي وإسرائيل عن خطوات لزيادة المساعدات. لكن وعود "التقدم" هذه تبدو جوفاء عندما لا يكون هناك تغيير حقيقي على الأرض. كل يوم دون تدفق مستمر يعني أن المزيد من الناس يموتون من أمراض يمكن الوقاية منها. الأطفال يتضورون جوعاً أثناء انتظار وعود لا تصل أبداً.
الفلسطينيون محاصرون في دائرة من الأمل والخيبة، في انتظار المساعدة ووقف إطلاق النار، فقط ليستيقظوا على ظروف أكثر تدهوراً. هو ليس مجرد عذاب جسدي، بل نفسي. إذ يلوح البقاء على قيد الحياة مثل سراب. لا يمكن للنظام الإنساني أن يعمل بوعود كاذبة. لا يمكن للعاملين في المجال الإنساني العمل وفقاً لجداول زمنية متغيرة أو انتظار الالتزامات السياسية التي تفشل في تأمين الوصول.
يجب على الحكومات التوقف عن انتظار الإذن للتصرف. لا يمكننا الاستمرار في تمنّي نجاح الإجراءات الحالية. لقد حان الوقت لاتخاذ إجراء حاسم: المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار ؛ ورفع جميع القيود البيروقراطية والإدارية ؛ وفتح جميع المعابر البرية ؛ وضمان الوصول إلى الجميع في جميع أنحاء غزة ؛ ورفض نماذج التوزيع التي يتحكم بها الجيش ؛ واستعادة الاستجابة الإنسانية القائمة على المبادئ بقيادة الأمم المتحدة ومواصلة تمويل المنظمات الإنسانية القائمة على المبادئ والمحايدة. يجب على الدول اتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار، مثل وقف نقل الأسلحة والذخيرة.
الترتيبات الجزئية واللفتات الرمزية، مثل الإنزال الجوي للمساعدات أو صفقات المساعدات المعيبة، هي بمثابة ذر الرماد في العيون للتغطية على التقاعس. ولا يمكنها أن تحل محل الالتزامات القانونية والأخلاقية للدول بحماية المدنيين الفلسطينيين وضمان الوصول المجدي على نطاق واسع. تستطيع الدول ويجب عليها إنقاذ الأرواح قبل أن لا يتبقى شيء لإنقاذه.
1. American Friends Service Committee (AFSC)
2. A.M. Qattan Foundation
3. A New Policy
4. ACT Alliance
5. Action Against Hunger (ACF)
6. Action for Humanity
7. ActionAid International
8. American Baptist Churches Palestine Justice Network
9. Amnesty International
10. Asamblea de Cooperación por la Paz
11. Associazione Cooperazione e Solidarietà (ACS)
12. Bystanders No More
13. Campain
14. CARE
15. Caritas Germany
16. Caritas Internationalis
17. Caritas Jerusalem
18. Catholic Agency for Overseas Development (CAFOD)
19. Center for Mind-Body Medicine (CMBM)
20. CESVI Fondazione
21. Children Not Numbers
22. Christian Aid
23. Churches for Middle East Peace (CMEP)
24. CIDSE- International Family of Catholic Social Justice Organisations
25. Cooperazione Internazionale Sud Sud (CISS)
26. Council for Arab‑British Understanding (CAABU)
27. DanChurchAid (DCA)
28. Danish Refugee Council (DRC)
29. Doctors against Genocide
30. Episcopal Peace Fellowship
31. EuroMed Rights
32. Friends Committee on National Legislation (FCNL)
33. Forum Ziviler Friedensdienst e.V.
34. Gender Action for Peace and Security
35. Global Legal Action Network (GLAN)
36. Global Witness
37. Health Workers 4 Palestine
38. HelpAge International
39. Humanity & Inclusion (HI)
40. Humanity First UK
41. Indiana Center for Middle East Peace
42. Insecurity Insight
43. International Media Support
44. International NGO Safety Organisation
45. Islamic Relief
46. Jahalin Solidarity
47. Japan International Volunteer Center (JVC)
48. Kenya Association of Muslim Medical Professionals (KAMMP)
49. Kvinna till Kvinna Foundation
50. MedGlobal
51. Medico International
52. Medico International Switzerland (medico international schweiz)
53. Medical Aid for Palestinians (MAP)
54. Mennonite Central Committee (MCC)
55. Médecins Sans Frontières (MSF)
56. Médecins du Monde France
57. Médecins du Monde Spain
58. Médecins du Monde Switzerland
59. Mercy Corps
60. Middle East Children's Alliance (MECA)
61. Movement for Peace (MPDL)
62. Muslim Aid
63. National Justice and Peace Network in England and Wales
64. Nonviolence International
65. Norwegian Aid Committee (NORWAC)
66. Norwegian Church Aid (NCA)
67. Norwegian People's Aid (NPA)
68. Norwegian Refugee Council (NRC)
69. Oxfam International
70. Pax Christi England and Wales
71. Pax Christi International
72. Pax Christi Merseyside
73. Pax Christi USA
74. Pal Law Commission
75. Palestinian American Medical Association
76. Palestinian Children's Relief Fund (PCRF)
77. Palestinian Medical Relief Society (PMRS)
78. Peace Direct
79. Peace Winds
80. Pediatricians for Palestine
81. People in Need
82. Plan International
83. Première Urgence Internationale (PUI)
84. Progettomondo
85. Project HOPE
86. Quaker Palestine Israel Network
87. Rebuilding Alliance
88. Refugees International
89. Saferworld
90. Sabeel‑Kairos UK
91. Save the Children (SCI)
92. Scottish Catholic International Aid Fund
93. Solidarités International
94. Støtteforeningen Det Danske Hus i Palæstina
95. Swiss Church Aid (HEKS/EPER)
96. Terre des Hommes Italia
97. Terre des Hommes Lausanne
98. Terre des Hommes Nederland
99. The Borgen Project
100. The Center for Mind-Body Medicine (CMBM)
101. The Glia Project
102. The Global Centre for the Responsibility to Protect (GCR2P)
103. The International Development and Relief Foundation
104. The Institute for the Understanding of Anti‑Palestinian Racism
105. Un Ponte Per (UPP)
106. United Against Inhumanity (UAI)
107. War Child Alliance
108. War Child UK
109. War on Want
110. Weltfriedensdienst e.V.
111. Welthungerhilfe (WHH)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

متري: لبنان ما زال ملتزماً بالمبادرة العربية للسلام بما فيها حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم
متري: لبنان ما زال ملتزماً بالمبادرة العربية للسلام بما فيها حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم

LBCI

timeمنذ 22 دقائق

  • LBCI

متري: لبنان ما زال ملتزماً بالمبادرة العربية للسلام بما فيها حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم

أكد نائب رئيس الحكومة طارق متري أن لبنان ما زال ملتزماً إلتزاماً ثابتاً بالمبادرة العربية للسلام، بما فيها حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم. وقال متري خلال إلقائه كلمة لبنان في "المؤتمر الدولي رفيع المستوى المعني بالتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتحقيق حل الدولتين": "منذ النكبة، تقاسي فلسطين المآسي عاماً بعد عام وشهراً بعد شهر إحتلالاً وإقتلاعاً وتهجيراً ونفياً. وها هي الجرائم تتضاعف أمام أعيننا في غزة. ونحن مطالبون بالعمل معاً وبسرعة لوقف المجزرة والحفاظ على صدقية القانون الدولي، التي باتت تحت السؤال لدى الذين يؤمنون بإحقاق الحق في مواجهة غطرسة القوة". وأضاف: "لا يخفى على أحد أن معالم الطريق إلى الحلول السياسية معروفة، كتبها المجتمع الدولي بحبر أممي وحفرها على جدران هذه المنظمة العالمية. فالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية قد نصّت على عدم شرعية الإحتلال وممارساته وقالت بحل الدولتين. من جهتهم، دعا القادة العرب إلى حل دائم وشامل يقضي بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وذلك مقابل السلام مع إسرائيل. ولم يتغير هذا الموقف منذ قمة بيروت لعام 2002، وكانت قد بادرت إليه المملكة العربية السعودية. ما زال لبنان ملتزماً إلتزاماً ثابتاً بالمبادرة العربية للسلام، بما فيها حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم". من جهة أخرى، أشار متري الى أن لبنان يعاني منذ سنتين أهوال العدوان الإسرائيلي المتكرر على سيادته وأرضه وشعبه. وقال: "على الرغم من إلتزامه الكامل بتنفيذ القرار 1701، وعلى الرغم من إلتزام لبنان بترتيبات وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني 2024، وعلى الرغم من قيام الجيش اللبناني بمعاونة قوات اليونيفيل بالإنتشار على طول الحدود اللبنانية الدولية وحصر السلاح في يد الدولة في جنوب الليطاني، وعلى الرغم من كل الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة للوصول إلى حصر السلاح في يد الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، ما زالت إسرائيل تعتدي على الأراضي اللبنانية كل يوم، وتنتهك سيادة لبنان وتقتل مواطنيه. كما تستمر بإحتلال خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية، وقد قامت بإنشاء منطقتين عازلتين، ناهيك عن إستمراراها إحتلال مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، وخراج بلدة الماري". وأضاف: "أغتنم الفرصة من هذا المنبر لأشكر الأمم المتحدة على كل الدعم التي تقدمه للبنان من خلال وكالاتها، وخصوصا من خلال قوات اليونيفيل التي نؤكد أهمية دورها في مؤازرة الجيش اللبناني وفي الحفاظ على الإستقرار على طول الحدود الدولية المعترف بها. وقد طلب لبنان تجديد مهمتها لمدة سنة من دون تعديل في ولايتها".

غوتيريش: غزة على شفا مجاعة... والواقع يتكشّف أمام أعيننا
غوتيريش: غزة على شفا مجاعة... والواقع يتكشّف أمام أعيننا

الديار

timeمنذ 22 دقائق

  • الديار

غوتيريش: غزة على شفا مجاعة... والواقع يتكشّف أمام أعيننا

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الفلسطينيين في غزة "يعانون كارثة إنسانية مروعة" نتيجة سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال "الإسرائيلي" في إطار حرب الإبادة المستمرة على القطاع. وفي منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، قال غوتيريش إن التحذير الأخير الصادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) "يؤكد ما كنا نخشاه: غزة على شفا مجاعة"، مضيفًا أن "الحقائق واضحة ولا يمكن إنكارها"، مشددًا على أن "هذا ليس تحذيرًا بل واقع يتكشف أمام أعيننا". ودعا الأمين العام إلى مضاعفة وتيرة المساعدات الإنسانية، قائلاً: "يجب أن يتحول التدفق البسيط للمساعدات إلى بحر، وأن تصل كميات هائلة من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى القطاع من دون عوائق". وشدد غوتيريش على أن إنهاء هذا السيناريو الكارثي "يتطلب بذل كل الأطراف قصارى الجهد الآن"، مؤكداً الحاجة إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري ودائم، وإلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى، وضمان وصول إنساني كامل وغير مقيّد إلى كل أنحاء غزة".

تجربة العودة الطوعية المنظمة لبنانيّاً بغطاء دولي... ناجحة تنظيميّاً وخجولة عددياً (صور)
تجربة العودة الطوعية المنظمة لبنانيّاً بغطاء دولي... ناجحة تنظيميّاً وخجولة عددياً (صور)

النهار

timeمنذ 40 دقائق

  • النهار

تجربة العودة الطوعية المنظمة لبنانيّاً بغطاء دولي... ناجحة تنظيميّاً وخجولة عددياً (صور)

انطلقت اليوم من البقاع التجربة الأولى لبرنامج "العودة الطوّعية المنظّم ذاتياً" للاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم، في إطار خطة رسمية لبنانية بغطاء دولي تتمثل بدعم الأمم المتحدة والدول المانحة لها. وتقضي الخطة بأن يحصل كل فرد من العائدين على مبلغ 100 دولار في لبنان على أن تحصل العائلة المخوّلة على 400 دولار بعد عودتها إلى سوريا، إلى جانب المساعدة القانونية المتعلقة بالأوراق الثبوتية، تأمين النقليات، وإعفاء الأمن العام اللبناني الأشخاص المشاركين في البرنامج من الرسوم الإدارية عند المغادرة، بما في ذلك رسوم تجاوز مدة الإقامة ورسوم الخروج. وقد عاد بموجب البرنامج اليوم 71 شخصاً موزعين على 14 عائلة، أقلتّهم ثلاث حافلات، ونقلت أمتعتهم شاحنتان، عبر الحدود اللبنانية – السورية. وكان 77 شخصاً سجّلوا للمغادرة، فآثر شخصان منهم الرحيل من تلقاء نفسيهما، وتراجع 4 عن قرارهم العودة، علماً أنه بمجرد إصدار ملف "نموذج العودة"، يتم تجهيز المبلغ المالي تلقائياً، وبالتالي يغلق ملف مقدم الطلب لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون الللاجئين، فلا يعود يتلقى المساعدات منها. وقد تمت المغادرة اليوم، وسط تنسيق عال ما بين الأمن العام اللبناني، الذي أشرف على العملية من الجانب اللبناني، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي كانت قد توّلت الجانب الإداري من تسجيل طلبات الراغبين في العودة، وتأمين الأوراق اللازمة، وإصدار "ملف العودة"، وإتمام عملية دفع الأموال لمن أتموا شروط المغادرة، فيما تولّت "المنظمة الدولية للهجرة" الأمور اللوجستية للعودة. استهلت الإجراءات من متوسطة بر إلياس الرسمية المختلطة حيث توافد المغادرون من بلدات بقاعية مختلفة، بدءاً من السادسة صباحاً، وجنّد لها الأمن العام جمهرة من عناصره وضبّاطه، ومن الموظفين الأممين، بحضور ممثل مكتب مفوضية اللاجئين في لبنان إيفو فرايجسن، وممثل المنظمة الدولية للهجرة ماثيو لوسيانو، كما رافق رئيس بلدية بر إلياس رضا الميس وأعضاء من نادي النهضة – بر إلياس العملية، وواكبها الجيش اللبناني والصليب الأحمر اللبناني، وحظيت بتغطية إعلامية لبنانية وعربية، فأضحى المغادرون أقليّة بين جمهور المواكبين لعودتهم بـ"طنة ورنة". تلقى المغادرون معاملة 5 نجوم، غير مألوفة في محطات العودة الطوعية، بدءاً من استقبالهم حتى مغادرتهم الأراضي اللبنانية. خصص حمّالون لنقل أمتعتهم، وجرى جمعها بشكل منظمّ وتغليفها داخل الشاحنة مع ملصقات بأسماء أصحابها وتحت إشرافهم، مع تخييرهم بين ما يريدون نقله بالشاحنة وما يرغبون في نقله معهم في حافلة الركاب، بعد أن كان الأمن العام قام بتفتيشها بواسطة كلب مدرّب. وقد اتّسمت المعاملة باللطف والإنسانية، بدءاً من تأكّد عناصر الأمن العام، عند مدخل المدرسة، من ورود أسماء العائدين على اللوائح، ليتولاهم من بعدها موظفو منظمة الهجرة ويضعوا أساور ورقية حول معاصمهم، قبل أن يدخلوا إلى مكتب للأمن العام، استُحدث ظرفيّاً للمناسبة في داخل المبنى، لتسجيل أسمائهم والكشف على أوراقهم. وقد وضعت خارجه كراس بلاستيكية للاستراحة، ووفّرت الكراسي المتحركة لكبار السنّ. وبعد انتهاء الإجراءات انتقل العائدون إلى صالة انتظار، وخضعوا لفحص طبي. وقبل صعودهم إلى الحافلة، وزّعت عليهم عدّة نظافة شخصية ووجبة غداء. وتوزع العائدون بين عائلات من 3 أجيال: الأجداد والأولاد والأحفاد، وعائلات فتيّة، عبرّوا أمام الكاميرات والميكروفونات عن فرحتهم بالعودة إلى بلادهم. ولكن الحديث معهم بعيداً من الإعلام أفصح عن قلق، وخصوصاً لدى العائلات الفتية، لمغادرة حياة كاملة ألفوها إلى عالم جديد يكتشفونه اسمه الوطن. وقد وضبوا في أكياس وما توافر من حقائب 14 سنة من اللجوء، مما خفّ حمله وثمنه، وعلت قيمته لكونه سيساعدهم في تأسيس حياتهم الجديدة في سوريا. من جهة ثانية، أوضحت المتحدثة باسم مكتب لبنان في مفوضية اللاجئين، ليزا أبو خالد، لـ"النهار" أن هذه التجربة هي الأولى لبرنامج "العودة الطوّعية المنظّم ذاتياً"، وستعمم لاحقاً على بقية المناطق اللبنانية. وشرحت رداً على سؤال أن على الراغبين في الإفادة من البرنامج التواصل مع المفوضية التي تجري مقابلات معهم وتقيّم أوضاعهم، كما تساعدهم في تأمين الأوراق الثبوتية والمستندات التي سيحتاجونها لتسجيل الولادات، وتسجيل أولادهم في المدارس بعد عودتهم؛ ذلك أن الغاية هي أن تكون هذه العودة مستدامة. وأشارت إلى أنه بعد سقوط حكومة الأسد عبّر مزيد من اللاجئين عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم، وأنه في عام 2025 جرى شطب 120 ألف شخص من ملفات المفوضية، بعد التأكد من أنهم عادوا إلى بلادهم، من خارج البرنامج المذكور. العودة الطوعية للسوريين (النهار).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store