logo
ترمب ينشر الحرس الوطني للسيطرة على مواجهات كاليفورنيا.. والجيش يتأهب

ترمب ينشر الحرس الوطني للسيطرة على مواجهات كاليفورنيا.. والجيش يتأهب

الشرق السعوديةمنذ 4 ساعات

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بنشر 2000 من عناصر الحرس الوطني في لوس أنجلوس لتفريق الاحتجاجات التي اندلعت إثر مداهمات لاحتجاز مهاجرين، بينما وصف وزير الدفاع الأميركي المواجهات بين المحتجين وعناصر إنفاذ القانون بأنها "غزو خطير" يمثل تهديداً للأمن القومي، مشيراً إلى أن قوات من مشاة البحرية الأميركية، تتأهب للتدخل والسيطرة على المواجهات المستمرة منذ يومين.
وتأتي الاعتقالات وسط حملة ترمب على المهاجرين، والتي شملت موجات من المداهمات وعمليات الترحيل في جميع أنحاء البلاد، وفق شبكة CNN.
وقال البيت الأبيض، إن ترمب وقّع المذكرة الرئاسية، السبت، وذلك بعد اندلاع مواجهات بين محتجّين وضباط فيدراليين لمدة يومين في لوس أنجلوس، حيث بدأت الاضطرابات، الجمعة، بعد احتجاز عشرات الأشخاص من قبل عملاء الهجرة الفيدراليين في مواقع مختلفة.
واشتبك أفراد أمن، السبت، مع المحتجين في مواجهات متوترة في منطقة باراماونت في جنوب شرق لوس أنجلوس، حيث شوهد أحد المحتجين يلوح بالعلم المكسيكي وغطى بعضهم أفواههم بأقنعة تنفس.
واستخدمت قوات إنفاذ القانون الأميركية التي ترتدي معدات مكافحة الشغب، الغاز المسيل للدموع والقنابل المضيئة لتفريق الحشود وسط مدينة لوس أنجلوس، ومدينة باراماونت على مدار يومين، حيث أبلغت السلطات عن اعتقالات متعددة، السبت.
وأشارت شبكة CNN، إلى أن ترمب استند إلى صلاحياته بموجب المادة 10 التي تسمح للرئيس باستدعاء الحرس الوطني عند الضرورة لـ"صد غزو" أو "قمع تمرد" أو "إنفاذ القوانين".
حاكم كاليفورنيا: "خطوة استفزازية"
من جانبه، قال حاكم كاليفورنيا الديمقراطي، جافين نيوسوم، إن إرسال الحرس الوطني أمر غير ضروري. وكتب على منصة "إكس": "هذه الخطوة استفزازية عن قصد ولن تؤدي إلا إلى تصعيد التوترات".
وأضاف نيوسوم: "سلطات لوس أنجلوس قادرة على طلب المساعدة الأمنية فوراً عند الحاجة. نحن على تنسيق وثيق مع المدينة والمقاطعة، ولا يوجد في الوقت الحالي أي احتياج لم تتم تلبيته".
وتابع: "فوضى دونالد ترمب تؤدي إلى تآكل الثقة، وتمزيق العائلات، وتقويض العمال والصناعات التي تدعم الاقتصاد الأميركي".
وردت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على انتقاد حاكم كاليفورنيا قائلة: "المهاجرون غير الشرعيين من أصحاب السوابق، والعصابات العنيفة، يرتكبون أعمال حرق متعمدة، ويرشقون المركبات بالحجارة، ويهاجمون قوات إنفاذ القانون الفيدرالية منذ أيام".
وأضافت: "جافين نيوسوم لم يفعل شيئاً لوقف هذا العنف. كان الأجدر به أن يشكر الرئيس ترمب على إعادة فرض القانون والنظام في كاليفورنيا، وهي قيمة أساسية فشل نيوسوم والديمقراطيون في الالتزام بها".
وزير الدفاع الأميركي: "غزو خطير"
وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، السبت، إن "الهجمات العنيفة التي شنّتها الحشود على ضباط الهجرة وإنفاذ القانون الفيدرالي تهدف إلى منع ترحيل المهاجرين غير الشرعيين من أصحاب السوابق الجنائية من أراضينا".
وأضاف عبر منصة "إكس"، واصفاً تلك الاحتجاجات بـ"غزو خطير يسهل تنفيذه من قبل كارتلات إجرامية (تُعرف أيضاً بالمنظمات الإرهابية الأجنبية)، ويمثل خطراً بالغاً على الأمن القومي".
وشدد على أنه في "عهد الرئيس ترمب، لن يتم التسامح مع العنف والتخريب الموجه ضد الضباط الفيدراليين والمرافق الفيدرالية. هذا أمر بديهي".
وأضاف هيجسيث "تقوم وزارة الدفاع بتعبئة الحرس الوطني على الفور لدعم سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية في لوس أنجلوس.. وإذا استمر العنف فسيتم أيضاً تعبئة مشاة البحرية الذين في الخدمة في قاعدة كامب بندلتون.. وهم في حالة تأهب قصوى".
وكتب نائب كبيرة موظفي البيت الأبيض، ستيفن ميلر، وهو من المتشددين في ملف الهجرة، على منصة "إكس"، إن احتجاجات، الجمعة، كانت "تمرداً ضد قوانين وسيادة الولايات المتحدة".
ووصف مسؤولون من إدارة ترمب، المتظاهرين بأنهم "مثيرو شغب خارجون عن القانون". وفي الوقت نفسه، قالت إدارة شرطة لوس أنجلوس، إن مظاهرات السبت داخل المدينة "ظلت سلمية"، و"انتهت الأحداث دون وقوع حوادث".
في مكان آخر في مقاطعة لوس أنجلوس، أصبح حشد من المتظاهرين في باراماونت "غاضباً بشكل متزايد، وألقوا أشياء وأظهروا سلوكاً عنيفاً تجاه العملاء الفيدراليين ونواب المأمور"، حسبما قالت إدارة شرطة لوس أنجلوس في بيان مساء السبت. ورداً على ذلك، طلبت الإدارة موارد إضافية على مستوى المقاطعة ونشرت نواباً إضافيين.
وفي كومبتون القريبة، أضرم المحتجون النار في سيارة في مكان تجمع المتظاهرين، حسبما أظهر مقطع فيديو من شبكة KABC التلفزيونية.
والجمعة، أظهر مقطع فيديو إلقاء العديد من المقذوفات على ضباط مجهزين بدروع واقية ودروع واقية خارج مركز احتجاز فيدرالي في لوس أنجلوس.
مخاوف من "نتائج عكسية"
وواجهت خطوة البيت الأبيض، انتقادات من بعض العاملين في مجال إنفاذ القانون، إذ يعتقد كثيرون أن نشر الحرس الوطني هو رد فعل مبالغ فيه ربما يأتي بـ"نتائج عكسية"، وربما يؤدي فقط إلى استفزاز المزيد من المحتجين، حسبما نقلت شبكة CNN عن مصدر رفيع المستوى في أجهزة إنفاذ القانون، شارك في الاستجابة لاحتجاجات لوس أنجلوس.
وأضاف المصدر، أن "قوات إنفاذ القانون رصدت العشرات من المتظاهرين الذين يحتمل أن يكونوا عنيفين في جميع أنحاء لوس أنجلوس حتى مساء السبت، وتعمل بنشاط للسيطرة عليهم".
وأظهرت مقاطع فيديو، الجمعة، ضباط إنفاذ القانون بملابس مكافحة الشغب، وهم يحملون الهراوات والدروع ويرمون قنابل الدخان على الحشود.
وردد المتظاهرون هتافات "أطلقوا سراحهم جميعاً"، وحملوا لافتات كتب عليها "الحقوق الكاملة لجميع المهاجرين"، و"أوقفوا عمليات الترحيل".
ويظهر في الفيديو العديد من رجال الشرطة بملابس مكافحة الشغب وهم يثبتون شخصاً واحداً على الأقل على الأرض. كما تظهر مقاطع فيديو أخرى مركز الاحتجاز عليه كتابات مناهضة لشرطة لوس أنجلوس مع بعض المتظاهرين الذين اعترضوا مركبات شرطة لوس أنجلوس بالقرب من المركز.
مزيد من التحقيقات
وقال نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، دان بونجينو، السبت، على منصات التواصل الاجتماعي، إن المكتب يحقق في حالات مزعومة لمتظاهرين يعرقلون عمليات إنفاذ قوانين الهجرة.
وقال نائب الرئيس جي دي فانس في منشور على منصة "إكس"، السبت: "يهاجم المتمردون الذين يحملون أعلاماً أجنبية ضباط إنفاذ قوانين الهجرة، بينما قررت نصف القيادات السياسية الأميركية أن إنفاذ قوانين الحدود شر".
فيما قالت عمدة المدينة، كارين باس، إن الكثيرين في مقاطعة لوس أنجلوس، يشعرون بالخوف بعد إجراءات إنفاذ قوانين الهجرة الفيدرالية الأخيرة، لافتة إلى أن التقارير عن "الاضطرابات مقلقة للغاية".
وأضافت باس في بيان، ليل السبت: "كنا على اتصال مباشر مع المسؤولين في واشنطن العاصمة، ونعمل بشكل وثيق مع سلطات إنفاذ القانون لإيجاد أفضل سبيل للمضي قدماً".
وتابعت: "لكل شخص الحق في التظاهر السلمي، ولكن اسمحوا لي أن أوضح أمراً: العنف والتدمير غير مقبول، وسيخضع المسؤولون عن ذلك للمساءلة".
وأدى الرد على الاحتجاجات إلى نزاع بين إدارة الهجرة والجمارك وإدارة شرطة لوس أنجلوس.
وقالت إدارة شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، إنها استجابت يوم السبت لاحتجاج في منطقة باراماونت، على بعد نحو 16 ميلاً (حوالي 25 كيلومتراً) جنوب وسط المدينة.
وأوضح بيان الإدارة: "عند وصول النواب، بدا أن ضباط إنفاذ القانون الفيدرالي كانوا في المنطقة، وأن أفراداً من العامة تجمعوا للاحتجاج". وأضافت الإدارة أنها لم تشارك في أي من العمليات الفيدرالية لإنفاذ القانون.
فيما قالت وزارة الأمن الداخلي في بيان لها، إن "1000 شخص من مثيري الشغب حاصروا مبنى اتحادي لإنفاذ القانون واعتدوا على أفراد إنفاذ القانون التابعين لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، وقاموا بثقب إطارات السيارات وتشويه المباني والممتلكات الممولة من دافعي الضرائب".
وأظهر بث مباشر، العشرات من أفراد الأمن بالزي الأخضر وهم يرتدون أقنعة واقية من الغاز، ويصطفون على طريق تتناثر فيه عربات تسوق مقلوبة، بينما تنفجر عبوات صغيرة وسط سحب الغاز.
الجولة الأولى من الاحتجاجات
وانطلقت الجولة الأولى من الاحتجاجات مساء الجمعة، بعد أن قام عملاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بتنفيذ عمليات في المدينة واعتقلوا 44 شخصاً على الأقل بتهمة ارتكاب انتهاكات مزعومة لقوانين الهجرة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية، الجمعة، قوافل من المركبات والشاحنات الصغيرة ذات الطراز العسكري غير المرقمة والمحملة بمسؤولين اتحاديين بالزي الرسمي تتدفق في شوارع لوس أنجلوس في إطار عملية لإنفاذ قوانين الهجرة.
وذكرت خدمة أخبار مدينة لوس أنجلوس CNS، أن موظفي وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية، استهدفوا عدة مواقع، بما في ذلك أحد متاجر هوم ديبوت بمنطقة ويتليك في المدينة، ومتجر ملابس في منطقة الأزياء ومستودع ملابس في جنوب لوس أنجلوس.
وتضع الاحتجاجات مدينة لوس أنجلوس التي يديرها الديمقراطيون، حيث تشير بيانات التعداد السكاني إلى أن جزءاً كبيراً من السكان من أصول لاتينية ومولودين في الخارج، في مواجهة البيت الأبيض الجمهوري الذي يقوده ترمب، والذي جعل من اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة سمة مميزة لولايته الثانية.وتعهد ترمب بترحيل أعداد قياسية من الأشخاص الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني وإغلاق الحدود الأميركية المكسيكية، إذ حدد البيت الأبيض هدفاً لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك باعتقال ما لا يقل عن 3000 مهاجر يومياً.
لكن الحملة الشاملة على المهاجرين شملت أيضاً الأشخاص المقيمين بشكل قانوني في البلاد، بما في ذلك بعض الأشخاص الذين يحملون إقامة دائمة، وأدت إلى طعون قانونية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس برلمان إيران: المقترح الأمريكي يتجاهل رفع العقوبات
رئيس برلمان إيران: المقترح الأمريكي يتجاهل رفع العقوبات

عكاظ

timeمنذ 34 دقائق

  • عكاظ

رئيس برلمان إيران: المقترح الأمريكي يتجاهل رفع العقوبات

أفصح رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، أن المقترح الأمريكي بشأن التوصل إلى اتفاق نووي، لا يتضمن حتى إشارة إلى رفع العقوبات، معتبراً أن سلوك الولايات المتحدة في المفاوضات متناقض ويفتقر إلى الصدق. وانتقد قالیباف، اليوم (الأحد)، سير المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين. وأفاد بأن إيران مستعدة، مقابل رفع العقوبات وتحقيق منفعة اقتصادية حقيقية، أن تقوم بإجراءات لبناء الثقة تُثبت الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي، مع الإبقاء على التخصيب داخل أراضيها. وخاطب الرئيس الأمريكي بقوله: «عليه أن يعلم أنه إذا كان يسعى إلى اتفاق، فعليه أن يغيّر نهجه ويتخلى عن التنسيق مع الكيان الصهيوني واتباع سياسات نتنياهو الفاشلة». من جانبه، جدد نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان محمود نبويان، التأكيد على أن طهران لن تتراجع عن التخصيب بنسبة 20%، مشدداً على أن مخزونات اليورانيوم لن تخرج من البلاد مطلقاً، مطالباً بضرورة رفع العقوبات عن البنك المركزي الإيراني تحت أي مسمّى كانت. أخبار ذات صلة وفيما تصرّ إيران على مواصلة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، تتمسك الولايات المتحدة بأنها لن تسمح لطهران حتى بالتخصيب بنسبة 0 %. وفي هذا السياق، قال المبعوث الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، «لقد وصلت إيران في بعض الحالات إلى تخصيب يزيد عن 60%، وهذا أمر غير مقبول، وتساءل: «كيف يزعمون أن برنامجهم النووي سلمي وهم يخصبون بمستويات تفوق 3.67%؟». وعُقدت حتى الآن 5 جولات من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة سلطنة عُمان، لكن لا يزال من غير الواضح متى وأين ستُعقد الجولة السادسة، خصوصاً في ظل مؤشرات على وصول المفاوضات إلى طريق مسدود حول قضية جوهرية تتعلق بمكان تخصيب اليورانيوم، سواء داخل إيران أو خارجها.

«واشنطن بوست»: إيلون ماسك ووزير الخزانة تبادلا اللكمات
«واشنطن بوست»: إيلون ماسك ووزير الخزانة تبادلا اللكمات

عكاظ

timeمنذ 43 دقائق

  • عكاظ

«واشنطن بوست»: إيلون ماسك ووزير الخزانة تبادلا اللكمات

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، ورجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، تبادلا اللكمات في البيت الأبيض في شهر أبريل الماضي، بحسب ما نقلت عن ستيف بانون المستشار السياسي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترمب. وفي منتصف أبريل، أدت الخلافات حول تفضيلاتهما لمفوض دائرة الإيرادات الداخلية بالإنابة إلى تبادل اللكمات بين ماسك وبيسنت. وبعد أن غادرا المكتب البيضاوي، حيث دعم ترمب اختيار بيسنت، بدأ الرجلان في تبادل الإهانات، إذ دفع ماسك كتفه في قفص بيسنت الصدري، ورد بيسنت بضربه ووصفه بأنه «محتال». ووفقاً لبانون، تدخل أشخاص عدة لفض الشجار. وفي وقت لاحق، علق ترمب على الحادثة، قائلاً إن «هذا كثير جداً». ووفقاً للصحيفة، فإن تكتيكات ماسك الوحشية، ونقص الحنكة السياسية، والخلافات الأيديولوجية مع قاعدة «اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»، تسببت في تدهور علاقته بكبار مسؤولي الإدارة، وفي النهاية مع الرئيس. أخبار ذات صلة وأفادت الصحيفة بأنه على الرغم من التوتر، فقد انحاز ترمب ونائب رئيس موظفيه ستيفن ميلر، إلى جانب ماسك. يذكر أنه في 2 أبريل الماضي، عندما طرح الرئيس ترمب الرسوم الجمركية التي تهدف إلى إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، لجأ ماسك إلى منصة «إكس» للتعبير عن استيائه من الرسوم، بينما في الخاص، قدم ماسك نداءات شخصية لترمب لعكس الرسوم الجمركية. ولم يمتثل ترمب، ولم يتراجع إلا بعد أيام من انخفاض حاد في أسواق السندات.

رغم تصريحات متباينة.. تحركات مكثفة لـ"التهدئة والمصالحة" بين ترمب وماسك
رغم تصريحات متباينة.. تحركات مكثفة لـ"التهدئة والمصالحة" بين ترمب وماسك

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

رغم تصريحات متباينة.. تحركات مكثفة لـ"التهدئة والمصالحة" بين ترمب وماسك

أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، عن اعتقاده بأن علاقته بالملياردير إيلون ماسك "انتهت" بعد تصاعد الخلاف بينهما، وسط دعوات إلى "تهدئة ومصالحة"، فيما يعتقد بعض حلفاء الرئيس الأميركي، أن هناك فرصة للتوصل إلى "هدنة"، رغم أن العلاقات لن تكون كما كانت عليه، وفق صحيفة "نيويورك تايمز". وحذّر الرئيس ترمب في مقابلة عبر الهاتف مع شبكة NBC News، من "عواقب وخيمة" في حال موّل ماسك مرشحين لخوض الانتخابات ضد الجمهوريين الذين صوّتوا لصالح مشروع قانون السياسة الداخلية للرئيس. وأضاف ترمب، أنه لا يعتزم التحدث مع ماسك، واصفاً ملياردير التكنولوجيا بأنه "لا يحترم" منصب الرئيس. وعند سؤاله عما إذا كانت لديه أي رغبة في إصلاح علاقته مع ماسك، أجاب الرئيس: "كلا". مع ذلك، استبعدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن يكون هذا هو القرار النهائي للرئيس في هذا الشأن، مشيرة، الأحد، إلى أنه على الرغم من قول الرئيس بشكل متكرر خلال الـ24 ساعة الماضية، إنه "لا يخصص أي وقت للتفكير في ماسك"، إلا أن ترمب تلقى العديد من المكالمات الهاتفية والأسئلة من الصحافيين التي شرح فيها علاقتهما. وفي رحلة على متن طائرة الرئاسة المتجهة إلى نيوجيرسي، الجمعة، أمضى ترمب بعض الوقت في مقصورته وهو يشاهد تغطية قناة FOX News للخلاف مع ماسك، قبل أن يتوجه إلى المقصورة الخلفية للإجابة على أسئلة الصحافيين بشأن الأمر. آراء متباينة ومحاولات للوساطة وذكرت "نيويورك تايمز" أن ترمب طرح آراءً متباينة في محادثاته خلال الأيام القليلة الماضية. ففي بعضها، وصف ماسك بأنه "شخص مجنون". وفي البعض الآخر، أعرب عن تعاطفه، كما لو كان ماسك "ابناً متمرداً"، لافتة إلى أن ترمب لديه تاريخ طويل من التصالح حتى مع أشد منتقديه. وأخبر ترمب مساعديه بأن ماسك "فقد صوابه تحت تأثير المخدرات"، لكنه في أحيان أخرى قال إنه "يتمنى له الخير"، وبدا أنه ترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية المصالحة، كما لوّح أيضاً بالتهديد بإلغاء العقود التي أبرمتها شركات ماسك مع الحكومة الفيدرالية الأميركية. وخلف الكواليس، حاول أشخاص مقربون من كلا الرجلين التوسط في الخلاف، وكانت هناك بعض علامات التهدئة، إذ حذف ماسك بعضاً من أبرز منشوراته على منصات التواصل الاجتماعي، وكان ترمب أكثر تحفظاً، وفقاً لمعاييره، في انتقاداته العلنية لماسك. وقال مستشارون للرئيس ترمب، إنهم يعتقدون أن "العلاقة لن تعود إلى سابق عهدها مجدداً"؛ لكن البعض يتوقعون التوصل إلى "هدنة محتملة"، وإن كانت هدنة قائمة على تسيير المعاملات في علاقتهما، إذ يدرك كلا الرجلين قدرتهما على مساعدة وإلحاق الضرر ببعضهما البعض. وأوضحت "نيويورك تايمز"، أن ترمب لديه القدرة على تعزيز أو عرقلة الأنشطة التجارية لماسك، وخاصة شركته "سبيس إكس" للصواريخ، التي تعتمد على العقود الفيدرالية. وماسك لديه نفوذه الخاص في المقابل، إذ أتيحت له فرصة الاطلاع على عالم ترمب الخاص، وقد أعرب بعض مستشاري الرئيس عن قلقهم من إمكانية تحويل تلك الأسرار إلى أسلحة، بالنظر إلى أنه أكبر متبرع في الأروقة السياسية للحزب الجمهوري، وتعهد بالتبرع بمبلغ 100 مليون دولار للّجان الخارجية الداعمة لترمب، ويمتلك أقوى منصة تواصل اجتماعي (إكس). وذكرت الصحيفة، أن ماسك، الذي ضخ ملايين الدولارات في حملة ترمب الانتخابية العام الماضي، قاد مشروعاً ضخماً لإعادة هيكلة الحكومة خلال الأشهر الأخيرة، وألغى آلاف الوظائف الفيدرالية قبل أن يعود إلى إدارة أعماله. وتسببت معارضته لمشروع قانون الرئيس، التي عبّر عنها على منصات التواصل الاجتماعي، في نشوب الخلاف بين الرجلين، الخميس الماضي؛ لكنه حذف منذ ذلك الحين أبرز منشوراته ضد ترمب. وأثار الملياردير الأميركي إيلون ماسك، جدلاً واسعاً بعد أن زعم أن إدارة ترمب كانت تمنع نشر معلومات عن جيفري إبستين المتهم بالاتجار في البشر، "لأن الملفات تورط الرئيس بطريقة ما"، الذي كان صديقاً لإبستين لسنوات قبل أن يختلف معه، دون أن يقدم ماسك أي دليل على هذا الادعاء. دعوات للمصالحة وأشارت صحيفة "فايننشال تايمز"، الأحد، إلى أن حلفاء الرئيس ترمب، وداعمه الملياردير إيلون ماسك، يحثونهما على إصلاح علاقتهما، في محاولة من الحد من الأضرار السياسية والتجارية الناجمة عن الخلاف المفاجئ. ويهدد الخلاف بين الثنائي القوي، الذي حدث في الظاهر بسبب مشروع قانون الضرائب الذي وقعه الرئيس، بعرقلة الأجندة التشريعية للبيت الأبيض وتدمير التحالف الذي تحقق بصعوبة بين وادي السيليكون، وواشنطن، بحسب الصحيفة البريطانية. ونقلت الصحيفة عن السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس تيد كروز، الذي كان في المكتب البيضاوي عندما انتقد ترمب ماسك، قوله، الجمعة: "إنه أمر مؤسف ...آمل أن يعودا معاً. يشعر الكثير من المحافظين بأن هذا ليس جيداً، دعونا نتعانق ونتصالح". وبدا الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، الذي أمضى الخميس في شن المزيد من الهجمات على ترمب، منفتحاً على ما يبدو على تسوية، إذ رد بشكل إيجابي على مدير صندوق التحوط بيل أكمان، الذي حض الثنائي على "صنع السلام لصالح بلدنا العظيم". كما تسابقت الشخصيات في مجال التكنولوجيا، التي دعمت الإدارة الأميركية، على أمل أن تبشر بعصر من التخفيضات الضريبية وإلغاء الضوابط التنظيمية، لاحتواء الخلاف، مع "نجاح محدود" بحسب "فاينانشيال تايمز". وقال أحد ممولي وادي السيليكون، وأحد كبار المتبرعين للمرشحين الجمهوريين لصحيفة "فاينانشيال تايمز": "إيلون لا يتلقى اتصالات من أي شخص. ليس من الأشخاص الذين استثمروا المليارات في شركاته... (رجال الأعمال في) الوادي يفقدون صوابهم". بدوره حض الملياردير تيم درابر، الذي استثمر في تسلا و"سبيس إكس"، ترمب وماسك على لم الشمل لإنقاذ وزارة "الكفاءة الحكومية"، وهي مبادرة حظيت بدعم الكثيرين في عالم التكنولوجيا ويعمل بها مديرون تنفيذيون في وادي السيليكون. وقال دريبر لصحيفة" فاينانشال تايمز": "يبدو أنهما يحرزان تقدماً جيداً معاً. نصيحتي: لا ترمي المولود مع ماء الاستحمام"، في إشارة إلى فقدان الشيء الثمين أثناء التخلص من الأمور غير المرغوب فيها. ويخشى حلفاء ماسك المتحالفون مع ترمب، من أن العديد من شخصيات وادي السيليكون الذين تبعوه إلى الحكومة ربما يجدون أن مناصبهم في خطر. وقال أحد الأشخاص المقربين من الإدارة الأميركية، إن سحب ترمب ترشيح رجل الأعمال جاريد إيزاكمان لرئاسة وكالة "ناسا"، وهو صديق لماسك، كان بداية "تطهير" متوقع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store