
البيجيدي يرفض.. هل وصلت مهمة تقييم دعم "الفراقشية" إلى طريق مسدود؟
القضية التي اكتسبت بعداً إعلامياً تحت اسم "دعم الفراقشية"، تحوّلت من ملف تقني محض إلى ساحة تجاذب سياسي محتدم، انكشف من خلاله حجم التباينات داخل لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، والتي لم تتمكن حتى اللحظة من التوافق حول تشكيل المهمة الاستطلاعية التي كان يُنتظر منها أن تضع حداً لحالة الغموض التي تلف هذا الملف، سواء على مستوى كلفة الدعم العمومي أو الجهات المستفيدة منه.
وفي خطوة مفاجئة، أعلنت المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، يوم الجمعة، رفضها المشاركة في المهمة الاستطلاعية، معتبرة أن تشكيلها يشوبه خرق للنظام الداخلي لمجلس النواب، ويفتقر إلى السند القانوني السليم.
وجاء هذا الرفض في رسالة رسمية وجهها عبد الله بووانو، رئيس المجموعة، إلى رئيس لجنة القطاعات الإنتاجية، رداً على مراسلة سابقة تطلب منه تعيين ممثل للمجموعة ضمن تركيبة المهمة.
قرار البيجيدي يضيف مزيداً من التعقيد إلى مسار تشكيل هذه الآلية الرقابية المؤقتة، التي اتُفق داخل اللجنة على إطلاقها بهدف الوقوف على البرامج والإجراءات الحكومية المتعلقة بدعم استيراد الأبقار والأغنام واللحوم، ومدى تحقيقها للأهداف المعلنة، خاصة ما يتعلق بحماية القدرة الشرائية للمواطنين وضمان استقرار أسعار اللحوم في السوق الوطنية.
ويبدو أن المسألة تتجاوز مجرد تباين تقني في قراءة النظام الداخلي، لتلامس عمق الخلافات السياسية بشأن شفافية تدبير المال العام، وآليات توزيع الدعم، والمسؤوليات المرتبطة بتتبع تنفيذه وتقييم أثره الفعلي على المستهلكين، لا سيما في سياق اقتصادي واجتماعي حساس.
ويُشار إلى أن هذا الملف أثار جدلاً واسعاً بسبب تضارب الأرقام الرسمية المتعلقة بكلفة الدعم، حيث صرّح وزير التجهيز والماء، نزار بركة، في وقت سابق، بأن كلفة الدعم بلغت 13 مليار درهم، وهو رقم أثار موجة من التساؤلات، قبل أن يخرج رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، لينفي صحته بشكل قاطع، مؤكداً أن الكلفة الحقيقية لم تتجاوز 300 مليون درهم.
ولمحاولة تطويق الجدل وتهدئة المخاوف، تدخلت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بإصدار توضيح رسمي، أكدت فيه أن الكلفة الإجمالية للدعم بلغت 437 مليون درهم، موزعة بين سنتي 2023 و2024، وهو ما يسلّط الضوء على الفارق الكبير بين التصريحات الرسمية، ويدفع بمزيد من الأصوات البرلمانية والإعلامية إلى المطالبة بكشف شامل للحقائق.
وفي ظل استمرار هذا التباين وعدم التوافق السياسي، بات من غير المستبعد أن تدخل المؤسسة التشريعية في حالة انسداد حقيقي على مستوى ممارسة دورها الرقابي، ما يثير تساؤلات حول حدود الشفافية في تدبير الدعم العمومي، ومآلات التجاذب الحزبي حول قضايا ترتبط مباشرة بالأمن الغذائي للمغاربة.
ويأتي هذا كله في سياق يتسم بارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وتنامي الضغوط الاجتماعية، ما يجعل من قضية "دعم الفراقشية" اختباراً حقيقياً لمدى قدرة البرلمان المغربي على القيام بدوره الدستوري في مساءلة السياسات العمومية وتقييم أثرها الاجتماعي والاقتصادي، بعيداً عن منطق التموقعات السياسية الضيقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 43 دقائق
- هبة بريس
مشاريع تنموية ترى النور بإقليم جرسيف احتفالًا بالذكرى الـ26 لعيد العرش المجيد
هبة بريس- محمد بودهان في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، شهد إقليم جرسيف يوم الإثنين 28 يوليوز الجاري، إعطاء انطلاقة سلسلة من المشاريع التنموية ، بإشراف عامل الإقليم، وبحضور مسؤولين ومنتخبين وممثلي فعاليات المجتمع المدني. وفي مقدمة هذه المشاريع، تم إطلاق أشغال بناء منشأة فنية بالطريق الجهوية رقم 502 على مستوى جماعة مزكيتام، بميزانية تقدر بـ10 ملايين درهم، ممولة من طرف وزارة التجهيز والماء. ويهدف هذا المشروع إلى تحسين السلامة الطرقية، وضمان انسيابية حركة السير، وتيسير الربط بين الجماعات القروية والمراكز الحضرية المجاورة، عبر إزالة نقطة الانقطاع الناتجة عن الفيضانات ، ويبلغ طول الطريق المعنية 425.70 مترًا، فيما يمتد المنشأ المائي على طول 46 مترًا، ومن المرتقب أن تنتهي الأشغال في غضون ثمانية أشهر. كما تم في نفس اليوم، إعطاء انطلاقة أشغال توسيع وتقوية الطريق الوطنية رقم 6، انطلاقًا من النقطة الكيلومترية 300+359 إلى النقطة الكيلومترية 371+400 بجماعة تادرت، بتمويل من وزارة التجهيز والماء، وبتكلفة مالية تبلغ 41 مليون درهم، هذا المشروع من شأنه تعزيز جودة البنية الطرقية وتقوية الربط بين جرسيف والمدن المجاورة، مما يُسهم في تحسين التنقل ودعم التنمية المحلية. وفي خطوة تُعد من بين أبرز الأوراش المبرمجة، من المنتظر أن تُعطى يوم الثلاثاء 29 يوليوز الجاري، انطلاقة أشغال بناء المركز الاستشفائي الإقليمي الجديد بمدينة جرسيف، بكلفة مالية تناهز 450 مليون درهم، ممولة من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ويُرتقب أن يُحدث هذا المشروع تحولًا نوعيًا في العرض الصحي بالإقليم، من خلال توفير خدمات طبية عصرية وبنية تحتية متقدمة لفائدة ساكنة جرسيف والمناطق المجاورة. ويتضمن برنامج الاحتفالات بهذه المناسبة الوطنية تنظيم مراسيم الإنصات للخطاب الملكي السامي مساء الثلاثاء، بحضور عامل الإقليم والوفد الرسمي، على أن تُقام صباح الأربعاء مراسيم تحية العلم الوطني بمقر عمالة جرسيف، في أجواء يغمرها الاعتزاز بالانتماء الوطني وروح المواطنة.


هبة بريس
منذ 43 دقائق
- هبة بريس
تازة.. تدشين مشاريع تنموية كبرى بمناسبة عيد العرش
هبة بريس- ع محياوي بمناسبة تخليد الذكرى السادسة والعشرون لعيد العرش المجيد، أشرف عامل إقليم تازة مصطفى المعزة، رفقة السلطات القضائية، والعسكرية، والأمنية، والمنتخبون المحليون، ورجال السلطة المحلية، ورؤساء المصالح اللاممركزة بالإقليم وأعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، اليوم الإثنين 28 يوليوز 2025، بمقر عمالة إقليم تازة، على حفل تسليم مفاتيح ثمانية وعشرون (28) سيارة للنقل المدرسي لفائدة تسعة عشر (19) جماعة ترابية بالإقليم ويتعلق الأمر بجماعات واد أمليل، الزراردة، مطماطة، تازارين، آيت سغروشن، أولاد ازباير، بوشفاعة، بني فراسن ، مكناسة الشرقية، بوحلو، برارحة، بني افتح، تيناست ، مغراوة، كلدمان ، بني لنث ، باب مرزوقة ، باب بودير ، بورد. وقد تم إنجاز هذا المشروع التربوي الهام، الذي سيستفيد منه حوالي 1500 مستفيد ومستفيدة، والذي بلغت قيمته الإجمالية ب 10.080.000.00 درهم، بموجب اتفاقية شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الشمال بالمملكة والجماعات الترابية المستفيدة. وستنضاف هذه الحافلات إلى عشرين (20) حافلة أخرى، تم تخصيصها نهاية الأسبوع الماضي من طرف جهة فاس مكناس لفائدة 20 جماعة ترابية بالإقليم. وللإشارة فان هذه العملية تساهم في تعزيز حظيرة النقل المدرسي بالإقليم التي ارتفعت إلى 254 حافلة للنقل المدرسي. ويندرج اقتناء هذه الحافلات في إطار برنامج مندمج يقوم على أربعة محاور تتجلى فيما يلي: دعم وتعميم مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دور الطالب والطالبة- من خلال عمليات التمويل والبناء والتوسيع والتجهيز ومنح التسيير: في هذا الإطار، فقد بلغ عدد دور الطالب والطالبة المنجزة أو التي في طور الإنجاز 32 مؤسسة منها 27 مشتغلة و04 في طور الإنجاز و09 في طور التهيئة، كما يقدر عدد المستفيدين من المؤسسات المشتغلة حاليا ما مجموعه 3216 تلميذ وتلميذة. دعم وتعميم التعليم الأولي بالإقليم: ارتفع عدد وحدات التعليم الأولي بالإقليم إلى 625 وحدة منها 203 تم إنجازها من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتم تسليمها للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس التي أشرفت بدورها على أنجاز 422 وحدة للتعليم الأولي، ويستفيد من خدمات هذه المؤسسات التي تتمركز جلها بالعالم القروي قرابة 12660 تلميذ وتلميذة منها 5980 مستفيدة. دعم الصحة المدرسية: في إطار تجويد برامج الصحة المدرسية بالإقليم، بادرت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مند سنة 2019 بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية على تنزيل مجموعة من الأنشطة الصحية بمختلف المؤسسات التربوية التابعة لنفوذ تراب الإقليم ويتعلق الأمر باقتناء النظارات، وآلات طبية لتصحيح وعلاج السمع، وصحة الأسنان والفم، فضلا عن إجراء فحوصات طبية خاصة بداء السكرى للأطفال المتمدرسين. الدعم المدرسي: تمول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية برنامجا في مجال الدعم المدرسي، يستهدف تنظيم مجموعة من الأنشطة الموازية التي تندرج في إطار التفتح الفني والثقافي والرياضي بتعاون مع كافة الشركاء المعنيين لفائدة تلميذات وتلاميذ دور الطالب والطالبة، وكذا الاستفادة من دروس الدعم والتقوية في اللغات الحية والمواد العلمية خصوصا في مواد الرياضيات والفرنسية والانجليزية بهدف تقوية القدرات والمهارات المعرفية، فضلا عن متابعة ومواكبة المتفوقين في الدراسة لولوج المدارس والمعاهد العليا.


كازاوي
منذ ساعة واحدة
- كازاوي
الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء – سطات تسرّع وتيرة إنجاز المحطات المتنقلة لتحلية مياه البحر وإزالة المعادن
تُميز الفترة الحالية بضغط مائي كبير، تفاقمه آثار التغير المناخي والضغط الديموغرافي. وخلال فصل الصيف، يتزايد الطلب على الماء الصالح للشرب، خاصة على مستوى جهة الدار البيضاء – سطات. وتفرض هذه التحديات إيجاد حلول عاجلة ومبتكرة لضمان تزويد السكان بالماء الشروب. ووعياً بطبيعة هذه التحديات، قررت وزارة الداخلية، من خلال شركائها، وفي مقدمتهم مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، إطلاق برنامج استعجالي يهدف إلى تلبية الحاجيات الفورية وتعزيز قدرة الأقاليم على مواجهة ندرة المياه. ويتضمن هذا البرنامج الطموح إنجاز 28 محطة متنقلة لتحلية مياه البحر وإزالة المعادن من المياه الجوفية، بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 8 ملايين متر مكعب في السنة. ويعتمد إنجاز هذه المحطات على تقنية التناضح العكسي، التي تُمكن من الحصول على مياه معالجة بجودة عالية، كما أنها تُعد حلاً إيكولوجياً. ▪︎تقدم المشروع والاستثمار تبلغ الميزانية المخصصة لهذا المشروع 400 مليون درهم، منها مساهمة بقيمة 128 مليون درهم من جهة الدار البيضاء – سطات. وتشرف على تنفيذه الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء – سطات. وقد بلغ معدل تقدم الأشغال حالياً أكثر من 60%، حيث تم بالفعل تشغيل 17 محطة: ثمانٍ بإقليم سطات، وخمسٍ بإقليم الجديدة، ومحطتين بإقليم برشيد، ومحطتين بإقليم سيدي بنور. وبحسب محسن مرسلي، رئيس قسم استغلال الماء الصالح للشرب بالشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء – سطات، «يُعد هذا المشروع دليلاً على التزام الشركة الجهوية بضمان تزويد سكان الجهة بالماء الصالح للشرب». وأضاف: «نواصل العمل على هذا المشروع بعزيمة، ونسعى إلى إتمام إنجاز المحطات الـ28 المبرمجة خلال هذه السنة». وتتميز هذه المحطات المتنقلة بعدة مزايا من بينها سرعة الإنجاز ، بفضل تصميمها المُعياري الذي يسمح بتركيب أسرع بكثير مقارنة بالمحطات التقليدية، مما يوفر استجابة فعالة وفورية للتزويد بالماء الشروب. وتُعد الكلفة الاقتصادية ميزة إضافية، إذ يسمح تصميمها المبسط ونظام تشغيلها باستخدام أمثل للموارد، سواء البشرية أو المالية.