logo
دبلوماسيون غربيون كانوا قرب وزارة الدفاع السورية أثناء تعرضها لقصف إسرائيلي

دبلوماسيون غربيون كانوا قرب وزارة الدفاع السورية أثناء تعرضها لقصف إسرائيلي

الجزيرةمنذ 4 أيام
نقلت رويترز عن مصدرين أن القصف الإسرائيلي، أمس الأربعاء، لمقر وزارة الدفاع السورية تزامن مع تواجد دبلوماسيين غربيين بالقرب من المكان.
وكشف شخصان أحدهما شاهد سوري أن دبلوماسيين غربيين كانوا يمرون قرب وزارة الدفاع السورية في دمشق بمركبات مصفحة عندما قصفت إسرائيل المبنى بعدة صواريخ أمس الأربعاء.
وأضاف المصدران أن السيارات لم يلحق بها أذى وواصلت الطريق إلى وجهتها، وأحجما عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول جنسيات الدبلوماسيين أو عددهم.
يُذكر أن الجيش الإسرائيلي شن الأربعاء غارات جوية على نحو 160 هدفا بمحافظتي السويداء ودرعا جنوبي سوريا. كما قصف وسط دمشق ، ما خلف 3 قتلى وعشرات الجرحى.
وتنفذ إسرائيل منذ أشهر عدوانا عسكريا متكررا على سوريا، وتستخدم حماية الدروز في سوريا ذريعة لتبرير انتهاكاتها المتكررة لسيادة البلاد، ومنها رغبتها في جعل جنوب سوريا منزوع السلاح.
لكن معظم زعماء الطائفة الدرزية بسوريا أكدوا، عبر بيان مشترك في وقت سابق، إدانتهم أي تدخل خارجي وتمسكهم بسوريا الموحدة، ورفضهم التقسيم أو الانفصال.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هذا هو حلم إسرائيل الأكبر في سوريا
هذا هو حلم إسرائيل الأكبر في سوريا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

هذا هو حلم إسرائيل الأكبر في سوريا

دعا حكمت الهجري، أحد المرجعيات الدرزية الروحية في محافظة السويداء السورية، إلى فتح معبر دولي بين السويداء والأردن جنوبًا، وفتح الطرقات التي توصل السويداء بمنطقة شرق الفرات شمالًا، وهي المنطقة التي تسيطر عليها قوات حماية الشعب الكردية "قسد". هذه الدعوة من الرجل المعروف بتعاونه مع الاحتلال الإسرائيلي، جاءت مباشرة عقب مغادرة الجيش السوري والأجهزة الأمنية محافظة السويداء نتيجة قصف الطيران الإسرائيلي المكثف لها. وكانت تعبيرًا عن شعور بالانتصار على الدولة السورية بدعم إسرائيلي مباشر، وبأن الوقت حان لتمهيد الطريق لخروج السويداء عن حكم السلطة في دمشق، ما دام الحديث بات عن معبر سيادي خاص بالمحافظة مع الأردن. الطائفية وإسرائيل الهجري لا يمثل بالضرورة الأغلبية الدرزية في سوريا، في ظل وجود مرجعيات روحية أخرى أمثال الحنّاوي وجربوع، رافضة للتدخل الإسرائيلي، بالإضافة إلى الشيخ ليث البلعوس، القيادي في تجمع رجال الكرامة، الذي يقف ضد الهجري ويتمسك بوحدة الدولة السورية. خروج الهجري عن الصف الدرزي والوطني، منذ سقوط نظام الأسد، تقاطع مع سياسات إسرائيل التي عملت على تدمير مقدرات الجيش السوري عبر مئات الغارات الجوية، بالإضافة إلى احتلالها مرتفعات جبل الشيخ، وأراضيَ سورية تقع خلف خط هدنة العام 1974، بعمق يصل إلى نحو 3 كيلومترات. وما كان له أن يقف ضد الحكم الجديد في دمشق، لولا دعم إسرائيل له بالمال والسلاح، وبتدخلها مباشرة عبر سلاح الطيران لصالحه، ما يعني أن إسرائيل هي المحرك، وهي من يرسم حدوده وسقفه. إسرائيل، المتهمة بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، ورئيس وزرائها مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، والتي تقتل يوميًا 28 طفلًا فلسطينيًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى الآن، حسب إحصاءات الأمم المتحدة، ليست أخلاقية أو إنسانية، وليست أهلًا لدعم حقوق شريحة من طائفة في بلد آخر. وواقع الحال يشير إلى أن إسرائيل تستخدم الهجري لتحقيق أهدافها السياسية الاستعمارية في سوريا، ومنها إقامة ما يسمى بـ"ممر داود" في عمق الأراضي السورية، والذي يمر حُكمًا بمحافظة السويداء التي يقطنها الرجل وأتباعه. ما هو "ممر داود"؟ حسب التنظير الصهيوني التوراتي، فإن إسرائيل تتطلع لإقامة محور أو ممر جيوسياسي ينطلق من شمال فلسطين عبر الجولان ومحافظتي درعا والسويداء، ومن ثم التمدد في الأراضي السورية الشرقية نحو الشمال، عبر منطقة التنف (نقطة التقاء الحدود السورية مع الأردن والعراق) وصولًا إلى شرق الفرات على الحدود التركية العراقية، والدخول بلسان جغرافي من محافظة الأنبار العراقية إلى كردستان العراق. هذا المخطط يرتبط بفكرة إسرائيل الكبرى ودولة بني إسرائيل في عهد النبي داود، وهي دولة مزعومة، ليس لها ما يدل عليها في علم الآثار في بلاد الشام أو العراق، ما يشير إلى أهداف إسرائيل الاستعمارية الرامية إلى التمدد والسيطرة عبر التحكم بالجغرافيا. إسرائيل تحتل الآن أجزاء واسعة من محافظة القنيطرة السورية المحاذية لفلسطين، وهي تعمل بالتعاون مع حكمت الهجري لإنشاء كيان موالٍ لها في محافظة السويداء، في وقت تدعم فيه قوات "قسد" الكردية المسيطرة واقعيًا على شرق الفرات. إذا استطاعت إسرائيل، تحت إشرافها وسيطرتها، الوصل جغرافيًا بين محافظة القنيطرة التي تحتل أجزاء منها جنوب غرب سوريا، وبين السويداء جنوب شرق سوريا، ومن ثم فتحت طريقًا بين السويداء جنوبًا وشرق الفرات شمالًا- وهو ما طالب به حكمت الهجري كما أُشير له في بداية المقال- فإن ذلك سيُعد نجاحًا إستراتيجيًا لإسرائيل، سيكون له الكثير من التداعيات الجيوسياسية. التمدد الجغرافي داخل الأراضي السورية، وصولًا إلى شرق الفرات، سيكون توطئة للوصول إلى كردستان العراق عبر محافظة الأنبار العراقية، فيكتمل هنا ما يسمى "ممر داود". إنجاز هذا المشروع الاستعماري يعتمد على مستوى نجاح إسرائيل في توظيف الأقليات الطائفية (الدروز) والعرقية (الأكراد)؛ وهذا ما تعمل عليه إسرائيل وقوى الاستعمار بإثارتها الأبعاد الطائفية والعرقية، بعيدًا عن الحس الوطني أو الانتماء لفكرة الأمة، لإبقاء دول المنطقة ممزقة، مستنزفة، وغير قادرة على حماية نفسها. التهديد الوجودي لطالما كان للجغرافيا تأثير كبير على سلوكيات البشر والكيانات السياسية، فالدول المطلة على البحار، سلوكها ونظريات أمنها القومي تختلف عن الدول الداخلية، كما الدول ذات المساحة الصغيرة والدول التي تحظى بمساحات كبيرة ارتباطًا بالتعداد السكاني. إسرائيل، منذ إنشائها وحتى الآن، تعيش عقدة الديمغرافيا قليلة العدد، وانحسار الجغرافيا لمحدودية مساحة فلسطين المحتلة، ما يجعلها على الدوام تتحدث عن مواجهتها تهديدات وجودية، وذلك لعدة أسباب، منها: 1- الشعور العميق لدى الإسرائيليين بالاغتراب، وعدم الأصالة، وانعدام اليقين؛ فإسرائيل نبتٌ من خارج نسيج المنطقة العربية، واتصالها بالغرب وسياساته الاستعمارية يجعلها دائمة القلق. وهذا يفسر سبب حرصها الدائم طوال 77 سنة من الاحتلال على اعتراف الشعب الفلسطيني بشرعية وجودها كدولة يهودية. 2- محدودية مساحتها وفقدانها العمق الجغرافي؛ فرغم قوتها العسكرية المدعومة من واشنطن وعموم المنظومة الغربية، فإنها تعيش خشية متعاظمة مع مرور الزمن، لا سيما في السنوات الأخيرة، مع التقدم الكبير في منظومات الصواريخ والمسيرات الهجومية التي أصبحت متاحة لأغلب الدول، كما هو الحال مع إيران التي قصفت بعنف مواقع إسرائيلية حساسة بصواريخها الفَرط صوتية ردًا على العدوان الإسرائيلي عليها في الشهر الماضي. 3- توسع ظاهرة المقاومة المناهضة للاحتلال الإسرائيلي من داخل فلسطين وعبر الحدود، كما تقوم بذلك حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني، إضافة إلى خشية إسرائيل من تداعيات ارتفاع منسوب العداء لها من قبل الشعوب العربية؛ بسبب سياساتها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني، والتي دفعت الشعب اليمني لنصرة غزة في مواجهة الإبادة الجماعية. في ظل هذه البيئة السياسية الرافضة للاحتلال، تعيد إسرائيل النظر في محددات أمنها القومي، بإدخال عنصر التوسع الجغرافي في المنطقة لمواجهة تحدياتها الأمنية الوجودية، مستعينةً بأساطير توراتية لتضفي القداسة والشرعية اللاهوتية على احتلالها أراضي الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة. الجغرافيا والأمن القومي مشروع "ممر داود" يشكل رأس جسرٍ بري لاختراق بلاد الشام حتى شمال العراق، توطئة لاختبار إمكانية تمدد الاحتلال في أراضي الدول العربية، تحقيقًا لفكرة إسرائيل الكبرى. الأهداف المنشودة لمشروع "ممر داود"، تتمثل في عدة أمور منها: توسيع مساحة إسرائيل بالسيطرة على أراضٍ عربية كجزء من إسرائيل الكبرى إن استطاعت إلى ذلك سبيلًا، وإن لم تتوفر الظروف والبيئة المناسبة لذلك، فيمكن تحويل الممر إلى منطقة هيمنة لإسرائيل بالتعاون مع "الدروز" جنوبًا و"الأكراد" شمالًا، وبغطاء أميركي، حيث تتواجد القوات الأميركية شرق الفرات. خلق بيئة لتقسيم سوريا على أساس طائفي وعرقي؛ كيان درزي جنوب سوريا في السويداء، وكردي شرق الفرات، وعَلوي على الساحل، وسني عربي في الوسط، ما يؤدي إلى إضعاف سوريا وإنهاكها على المدى الطويل. الفصل بين سوريا والعراق، وإضعاف فرص التنسيق بينهما كدولتين عربيتين مهمتين مناهضتين للاحتلال الإسرائيلي. إضعاف النفوذ الإيراني بقطع خط التواصل بين طهران وبيروت، عبر السيطرة على الحدود الشرقية لسوريا مع العراق، ما يعني إضعاف حزب الله كقوة مقاومة ضد إسرائيل. الاقتراب من حدود تركيا الجنوبية وتهديد أمنها الإقليمي كدولة منافسة ومزاحمة لإسرائيل في الشرق الأوسط، وتقليص نفوذها داخل سوريا بعد نجاح الثورة السورية. التدخل في الشؤون العراقية الداخلية عبر المكونات الطائفية والعرقية. الاستفادة من مصادر الطاقة والأراضي الزراعية شرق الفرات. ختامًا اشتباكات محافظة السويداء بين مليشيات درزية تابعة لـ (حكمت الهجري) وبين العشائر العربية في منتصف يوليو/ تموز الجاري، ربما كانت فعلًا مقصودًا بتحريض إسرائيلي، لدفع الجيش السوري والأجهزة الأمنية للتدخل، ما يؤدي إلى تكرار تدخل إسرائيل في المشهد السوري بذريعة الدفاع عن الدروز، لتثبيت واقع نزع سلاح الدولة السورية في المحافظات الجنوبية، ولتدمير ما يمكن تدميره لإعاقة البناء والنهوض في سوريا، بعد نجاح الإدارة السورية الجديدة في اختراق الحصار المضروب عليها. هذا الاشتباك بين الدروز من أتباع (حكمت الهجري) والعشائر العربية، أعطى مؤشرًا مهمًا على دور إسرائيل التخريبي في سوريا، ولعبها على وتر الطوائف والأقليات، لإنهاك سوريا، وتعظيم التدخل والنفوذ الإسرائيلي فيها. إسرائيل متحفزة لاستمرار ضغطها على دمشق لدفعها للقبول بشروطها، وفي مقدمتها الاعتراف بإسرائيل، والتطبيع معها، والتنازل عن هضبة الجولان وأراضٍ سورية أخرى في الجنوب السوري. إن حصل اعتراف دمشق بوجود إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة، وهو أمر مستبعد، فلن يحول دون أطماع إسرائيل في سوريا والأراضي العربية، لقناعة إسرائيل بأن العرب لا يأتون إليها إلا مذعنين ضعفاء تحت سيف القوة، ما يزيد شراهتها الاستعمارية وتطلعها لكسب المزيد. في هذا السياق، فإن فكرة مشروع "ممر داود" تُعد تحديًا إستراتيجيًا لسوريا والعراق ولبنان وإيران وتركيا، ما يستدعي النظر إليه باهتمام، والنظر في كيفية مواجهته، ومواجهة عبث إسرائيل في أمن المنطقة التي تعيش حالة من انعدام اليقين، بسبب رعونة إسرائيل التي ترى نفسها فوق القانون وخارج نطاق المحاسبة.

وزير الإعلام السوري يتهم 4 دول بنشر خطاب طائفي مزيف لتأجيج الوضع
وزير الإعلام السوري يتهم 4 دول بنشر خطاب طائفي مزيف لتأجيج الوضع

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

وزير الإعلام السوري يتهم 4 دول بنشر خطاب طائفي مزيف لتأجيج الوضع

اتهم وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى 4 دول بنشر خطاب طائفي وتأجيج الوضع في بلاده، مشيرا إلى أن خصوم الدولة السورية الجديدة ينشرون أخبارا زائفة ويقومون بحملات وفق وتيرة غير مسبوقة. وجاء حديث المصطفى للجزيرة في إطار تعليقه على أحداث محافظة السويداء جنوبي سوريا والتدخل الإسرائيلي تحت ذريعة "حماية الدروز" وجعل منطقة الجنوب "منزوعة السلاح" وحسب المصطفى، فإن للدولة السورية الجديدة خصوما في 4 دول -لم يسمها- ينشرون خطابا طائفيا مزيفا لتأجيج الوضع، مشيرا إلى أن البعض يحاول الاستثمار في خطاب الكراهية الذي تبناه النظام السابق. وقال الوزير السوري إن "التدخل الإسرائيلي لمحاولة قلب الوقائع في السويداء حال دون تدخل الدولة السورية". ودارت اشتباكات دامية منذ الأحد الماضي بين عشائر بدوية ومجموعات درزية في السويداء تطورت إلى عمليات انتقامية، في حين عرقلت غارات جوية -شنتها إسرائيل على محافظات سورية بزعم "حماية الدروز"- جهود القوات الحكومية لاحتواء الأزمة. وكشف المصطفى أن دمشق وافقت على مطالب الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري ، لكنه تبرأ من الاتفاق لاحقا مستقويًا بالخارج. وأطلق الهجري مناشدات للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتدخل من أجل ما سمّاه "إنقاذ السويداء". كما طالبت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز -في بيان- بما وصفتها بالحماية الدولية على خلفية خطورة الوضع في المحافظة. واتهم الوزير السوري مجموعات الهجري بارتكاب جرائم في السويداء بهدف إحداث تغييرات ديمغرافية، مشيرا إلى أن "الخطاب الانعزالي" لبعض الجماعات في السويداء قوّض الجهود السياسية. وأعرب عن ثقته في أن السويداء "لن تبدل انتماءها الوطني"، كما ترحب الدولة بمشاركتها في العملية السياسية، مؤكدا أن الشعب السوري تمكن عبر تاريخه من التغلب على السياسات الانعزالية. وأكد أن الدولة الجديدة تعهدت بأن تكون الحاميةَ لمواطنيها، فالدولة الجديدة قائمة على أساس شعب واحد وجيش واحد وحكومة واحدة. وحسب المصطفى، فإن الاشتباكات توقفت في المناطق المركزية من محافظة السويداء، في وقت تعمل فيه الدولة على إعادة الاستقرار للمحافظة وتثبيته لإنجاح الحلول السياسية. وكانت الاشتباكات قد تصاعدت عقب انسحاب القوات الحكومية مساء الأربعاء الماضي بموجب اتفاق مع الجماعات المحلية في المحافظة. وأعلنت وزارة الداخلية السورية لاحقا توقف الاشتباكات في مدينة السويداء وإخلاء المنطقة من مقاتلي العشائر عقب انتشار قوات الأمن السورية لتطبيق وقف إطلاق النار ، في حين توعد مجلس القبائل والعشائر بالرد على أي خرق للاتفاق. وأفادت وزارة الصحة السورية بمقتل 260 شخصا وإصابة 1698 آخرين في اشتباكات السويداء، في حين وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 321 شخصا خلال القتال منذ الأحد الماضي، من بينهم عاملون في الخدمات الطبية ونساء وأطفال. ومنذ مايو/أيار الماضي يتولى إدارة الأمن في السويداء مسلحون دروز بموجب الاتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات، لكن ينتشر في ريف المحافظة أيضا مسلحون من عشائر البدو السنة.

أميركا وإسرائيل تريدان إضعاف سوريا لكنهما مختلفتان على الطريقة
أميركا وإسرائيل تريدان إضعاف سوريا لكنهما مختلفتان على الطريقة

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

أميركا وإسرائيل تريدان إضعاف سوريا لكنهما مختلفتان على الطريقة

يبدو إضعاف سوريا الجديدة هدفا أميركيا إسرائيليا مشتركا، لكن الخلاف حاليا على طريقة تحقيق هذا الهدف، حيث تريد واشنطن بناء بلد مرهون بالدعم الخارجي طيلة الوقت بينما إسرائيل تسعى إلى أن تصبح سوريا بلدا مفككا على أسس طائفية ومذهبية. ففي الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ضرورة دعم استقرار حكومة دمشق ومساعدتها في بناء نهضة البلاد، يعمل (رئيس الحكومة الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – بدأب على تفكيك سوريا اعتمادا على ما فيها من أقليات، وخصوصا الدروز. فقد اتخذت إسرائيل من حماية الدروز ذريعة لتدخلها العسكري ورفضها أي وجود أمني لحكومة لدمشق جنوب البلاد كله، لكن وكالة "أسوشيتد برس" نقلت عن المبعوث الأميركي توم براك أن إسرائيل "تفضل سوريا مجزأة على دولة مركزية قوية تسيطر على البلاد". ولا تعكس هذه المسافة -في الموقفين الأميركي والإسرائيلي- خلافا على شكل سوريا المستقبلية وإنما على طريقة الوصول إليه، بحيث تظل دمشق سائرة في ركب الرؤية طويلة الأمد التي تهدف لتطويع المنطقة كلها بيد إسرائيل. تفكيك المنطقة كلها فرؤية الأميركيين، والجمهوريين تحديدا، لا تقف عند حد إضعاف سوريا -التي يمثل نهوضها خطرا على إسرائيل- لكنها تمتد إلى إضعاف كافة دول المنطقة، كما يقول رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي. ومن هذا المنطلق، فإن الخلاف الأميركي الإسرائيلي في سوريا يتلخص في تعامل واشنطن مع مشكلة السويداء كأزمة طارئة تتطلب حلا عاجلا، بينما تتعامل معها إسرائيل كمسألة استراتيجية. وحسب ما قاله الشوبكي خلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر" فقد حاول نتنياهو تقرير مستقبل قطاع غزة منفردا استنادا لوثيقة أميركية قديمة صدرت في التسعينيات وتعطي إسرائيل حرية التصرف بالمنطقة. ولتعويض هذا الفشل، حاول تحقيق نجاح في سوريا، عبر بناء جسور مع الأقليات. وعلى هذا، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل متفقتان على إضعاف سوريا، لكنهما تختلفان في الطريقة، ففي حين يسعى نتنياهو لتفكيكها جغرافيا، يحاول ترامب رهن استقرارها السياسي والاقتصادي بالدعم الخارجي حتى يجبرها على السير في خططه المستقبلية للمنطقة. ويتفق الباحث السياسي السوري ياسر النجار مع الطرح السابق، لكنه يعتقد أن إدارة ترامب سمحت لإسرائيل بالتحرك مع الدروز الملاصقين للجولان السوري المحتل بينما لم تسمح لها بأي عمل في المناطق التي توجد بها واشنطن بشكل مباشر كما هي الحال مع الأكراد في الشمال. كما تحاول واشنطن ضم دمشق لقطار التطبيع، بينما تريد إسرائيل إلزامها بعدم الوجد الأمني والعسكري في الجنوب السوري كله وليس بمنطقة فض الاشتباك فقط، فضلا عن تنازلها رسميا عن الجولان المحتل. وكانت إسرائيل قد خرقت حدود فض للاشتباك كان منصوصا عليها باتفاقية 1974، فور سقوط نظام بشار الأسد ، وتوغلت فيما بعد الجولان المحتل إلى قلب الجنوب السوري. لكن الحكومة السورية الجديدة لا يمكنها التنازل عن الجنوب ولا حتى عن الجولان المحتل، فضلا عن أنها لن تتمكن من توقيع اتفاقية تطبيع دون وجود مجلس تشريعي يقر هذه الاتفاقية، كما يقول النجار. لذلك، فإن الموقف الأميركي الإسرائيلي في سوريا يبدو تكامليا أكثر من كونه متباينا لأن الولايات المتحدة تمارس الدبلوماسية وتترك لإسرائيل ممارسة الفعل العسكري لإخضاع حكومة دمشق التي يبدو أنها أبدت خالفت توقعات ترامب ونتنياهو منها. ولعل هذه الترتيبات التي كان متوقعا الإعلان عنها خلال زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن، وهو ما لم يحدث، هي التي جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي يرجع بضوء أخضر للتحرك عسكريا في سوريا، برأي الشوبكي. وقف عربدة نتنياهو ورغم هذا الضوء الأخضر، فقد تدخلت واشنطن سريعا لوقف عربدة نتنياهو الذي تصرف بشكل جنوني في سوريا، على حد وصف مسؤولين أميركيين لموقع "أكسيوس" الإخباري. غير أن هذا التدخل الأميركي لكبح جماح إسرائيل لن يتجاوز نقطة الضغوط الدبلوماسية لما هو أبعد من ذلك، برأي كبير الباحثين بالمجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز الذي يعتقد أن ترامب يريد إنهاء هذه الاضطرابات سلميا حتى يتمكن من تحقيق الازدهار الاقتصادي الذي يريده بالمنطقة. ولمنع تكرار التدخلات الإسرائيلية، سيكون على الحكومة السورية الوقوف على مسافة واحدة من كل الأقليات، والتعامل بحياد لفض أي نزاع، حتى لا تتعرض للمحاسبة، كما يقول روبنز. ولا يريد ترامب أن يكون الجولان المحتل عائقا أمام تحسين العلاقات السورية مع إسرائيل، بينما تبدي الأخيرة تمسكا بالبقاء فيه وفرض سيادة عليه وتريد من دمشق الاعتراف بهذه السيادة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store