
إقالة رئيس مجلس إدارة بورصة فلسطين سمير حليلة وسط جدل سياسي واقتصادي
أعلنت بورصة فلسطين، يوم الأحد، عن تغييرات جوهرية في مجلس إدارتها، حيث أنهت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو" تمثيل سمير حليلة في مجلس إدارة البورصة اعتبارًا من 2 مارس 2025، وتم تعيين رولا شنار وجعفر أبو لبده كممثلين جدد عن الشركة.
كما أفصحت شركة أركان العقارية عن إنهاء تمثيل حليلة في مجلس إدارتها اعتبارًا من التاريخ ذاته، ما يعني فقدانه لمنصب رئيس مجلس إدارة بورصة فلسطين.
انعكاسات التغيير على أداء بورصة فلسطين
أثار هذا القرار تساؤلات حول تأثير غياب حليلة على استقرار السوق المالي الفلسطيني، خاصةً أنه كان يقود سلسلة من الإصلاحات والمبادرات لتعزيز أداء السوق المالي خلال فترة رئاسته.
وبحسب البيانات المالية الأولية التي نشرتها بورصة فلسطين في 19 فبراير 2025، فقد بلغ صافي أرباح الشركات المدرجة لعام 2024 ما يقارب 115 مليون دولار، بزيادة 9% عن أرباح عام 2023 التي بلغت 106 ملايين دولار.
ورغم أن هذه الإقالة قد تتسبب في حالة من عدم الاستقرار الإداري المؤقت، إلا أن الخبراء يتوقعون أن تؤدي إلى هبوط محدود في حجم التداولات، في حين يمكن أن يتعافى السوق سريعًا إذا تم تعيين شخصية قيادية معروفة وقادرة على استعادة الثقة بالسوق المالي.
جدل سياسي حول قرار الإقالة
في الوقت الذي أكدت فيه مصادر اقتصادية أن قرار الإقالة لم يكن مرتبطًا بمخالفات تنظيمية أو حوكمة مالية، أشارت تقارير إعلامية بريطانية إلى أن إقالة حليلة جاءت في أعقاب تقرير نشرته صحيفة "الهيل" البريطانية، والتي زعمت أن حليلة كان يعمل مع شركة ضغط سياسي للتأثير على مستقبل الحكم في قطاع غزة.
وبحسب التقرير، فإن حليلة وقع عقدًا استشاريًا بقيمة 300 ألف دولار مع شركة كندية متخصصة في "حملات الضغط" بهدف التأثير على السياسات الأمريكية والإقليمية بشأن غزة.
رد حليلة على الاتهامات
وفي تصريحات خاصة لموقع "معًا"، نفى سمير حليلة الادعاءات التي نشرتها الصحيفة البريطانية، موضحًا أن العقد الذي أُبرم مع شركة "Dickens and Madson" كان جزءًا من مناقشات حول مقترحات الحكم في غزة، وأنه لم يكن يسعى للحصول على منصب سياسي.
وقال في توضيحه: "اتصلت بي الشركة الكندية بتاريخ 22 يوليو 2024 وعرضت تقديم خدمات استشارية، لكنني رفضتها في البداية، ثم أبلغت الرئاسة الفلسطينية التي طلبت مني الاستمرار في الحوار فقط لمعرفة مواقف الأطراف الإقليمية والدولية حول مستقبل الحكم في غزة."
وأضاف:
"التواصل مع الشركة كان بهدف استكشاف الرؤى الدولية حول إدارة غزة، وليس من أجل الترويج لي شخصيًا أو تقديمي كمرشح لمنصب قيادي. لم يكن هناك أي ترويج شخصي أو لقاءات مع جهات دولية لغرض دعم ترشيحي."
وختم حديثه قائلاً: "لقد كنتُ لسنوات جزءًا لا يتجزأ من الشرعية الفلسطينية، أساعد في بنائها وأدافع عنها وأحميها. فكيف يمكن التفكير للحظة أنني قد ضيعت المسار والرؤية؟"
تقرير صحيفة "الهيل" البريطانية
في المقابل، ذكرت صحيفة "الهيل" البريطانية أن حملة العلاقات العامة التي قادها حليلة جاءت في وقت تدرس فيه الإدارة الأمريكية وبعض القادة العرب خططًا لمستقبل غزة في إطار إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأشارت الصحيفة إلى أنها تواصلت مع حليلة، الذي صرّح خلال مكالمة هاتفية قصيرة بأنه يتمتع بـ "نزاهة وسجل حافل" يؤهله ليكون "قوة موحدة للفلسطينيين" في غزة والضفة الغربية، لكنه نفى السعي لمنصب سياسي بشكل مباشر.
مستقبل بورصة فلسطين بعد الإقالة
يرى خبراء اقتصاديون أن تأثير إقالة حليلة على بورصة فلسطين سيكون قصير الأمد، حيث تعتمد استدامة السوق على إدارة البورصة الجديدة ومدى قدرتها على تعزيز الثقة واستقطاب المستثمرين.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن تؤدي التطورات السياسية الإقليمية إلى تأثير أكبر على السوق المالية الفلسطينية، خاصة مع استمرار الضغوط الدولية بشأن مستقبل الحكم في غزة.
المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
منذ 3 ساعات
- جريدة الايام
جرّاء انخفاض أسعار النفط"أرامكو" تدرس بيع أصول لتوفير السيولة
دبي، نيويورك - رويترز: قال مصدران مطلعان إن شركة أرامكو السعودية تدرس احتمال بيع أصول لتوفير السيولة في ظل سعيها للتوسع دولياً والتغلب على تأثير انخفاض أسعار النفط الخام. وأرامكو هي أكبر شركة منتجة للنفط في العالم والمصدر الرئيس لإيرادات المملكة. وستخفض الشركة توزيعات أرباحها بنحو الثلث هذا العام مع تأثر دخلها بانخفاض أسعار النفط. وقال المصدران إن الشركة طلبت من بنوك الاستثمار تقديم أفكار حول كيفية جمع الأموال من أصولها. وأحجم المصدران عن تحديد الأصول التي يمكن بيعها أو أسماء البنوك المعنية. وأحجمت أرامكو عن التعليق. وقال مصدران مطلعان آخران إن أرامكو تسعى إلى تحسين الكفاءة وخفض التكاليف. وذكر أحدهما أن أحد الخيارات المطروحة هو بيع الأصول. وطلبت المصادر الأربعة عدم الكشف عن هوياتها لأنها غير مخولة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وشركة النفط العملاقة هي محرك الاقتصاد السعودي، وتمتد محفظة أعمالها لقطاعات الطيران والبناء والرياضة. واحتفظت أرامكو بحصص أغلبية عندما باعت أصولاً في الماضي، ومنها صفقاتها المتعلقة بالبنية التحتية لخطوط الأنابيب. وتضغط الحكومة السعودية على قطاعاتها لتحسين الربحية في ظل انخفاض أسعار النفط الخام، وفي الوقت نفسه تنفق إيراداتها من الهيدروكربونات على قطاعات جديدة لخفض الاعتماد على النفط. تواجه المملكة عجزاً متزايداً في الميزانية، ويقول صندوق النقد الدولي إن الرياض بحاجة إلى أن يتجاوز سعر النفط 90 دولاراً للبرميل لسد هذا العجز، بينما حامت أسعاره في الأسابيع الماضية حول 60 دولاراً. وسعت أرامكو خلال السنوات الماضية إلى توسيع نطاق وجودها عالمياً إذ تضمنت محفظتها الاستثمار في مصافي تكرير صينية وشركتي إسماكس التشيلية لتجارة الوقود بالتجزئة وميد أوشن الأميركية للغاز الطبيعي المسال. وأعلنت الشركة السعودية هذا الشهر توقيع 34 اتفاقاً تمهيدياً بقيمة قد تصل إلى 90 مليار دولار مع شركات أميركية عقب زيارة الرئيس دونالد ترامب للمملكة.


جريدة الايام
منذ 3 ساعات
- جريدة الايام
باكستان تؤكد التزامها بتحقيق الانضباط المالي
واشنطن - د ب أ: أكدت باكستان مجدداً التزامها بتعزيز أوضاع المالية العامة، بينما أعلن صندوق النقد الدولي إجراء مراجعته التمويلية التالية للبلاد خلال النصف الثاني من هذا العام. وقال الصندوق، في بيان، أمس: إن السلطات الباكستانية تهدف لتحقيق فائض أولي بنسبة 6ر1% في إجمالي الناتج المحلي خلال السنة المالية 2026. وأضاف: "لا يزال الحفاظ على سياسة نقدية متشددة تعتمد على البيانات أولوية لضمان تثبيت معدل التضخم في النطاق الذي يستهدفه البنك المركزي الباكستاني على المدى المتوسط، بما يتراوح بين 5 و7%. ووافق المجلس التنفيذي للصندوق، في وقت سابق من الجاري، على تقديم قرض لباكستان بقيمة نحو مليار دولار أميركي. وأوضح الصندوق أن إعادة تكوين احتياطي النقد الأجنبي في باكستان، مع السماح بمرونة أكبر في سعر الصرف، أمران بالغا الأهمية لتعزيز القدرة على الصمود أمام الصدمات الخارجية.


جريدة الايام
منذ 3 ساعات
- جريدة الايام
ترامب يعلن عن "شراكة" بين شركتي صلب أميركية ويابانية
واشنطن - شينخوا: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إقامة "شراكة مخطط لها" بين شركتي يو أس ستيل الأميركية ونيبون ستيل اليابانية تتضمن استثمارات كبيرة من الشركة اليابانية في الشركة الأميركية. وأكد ترامب في منشور أن "يو أس ستيل ستبقى في أميركا"، مشيراً إلى أن الشراكة ستخلق 70 ألف فرصة عمل وتضخ 14 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي، مع تنفيذ الجزء الأكبر من الاستثمار خلال الـ14 شهراً المقبلة. وعلى الرغم من عدم استخدام مصطلح "اندماج" بشكل صريح، إلا أن صحيفة (بولتيكو) قالت إن تصريحات ترامب أشارت إلى موافقته على صفقة شراء نيبون ستيل لشركة يو أس ستيل، وهو ما يعد "تحولا عن موقفه خلال الحملة الانتخابية". يذكر أن من ترامب وبايدن كانا أعربا عن رغبتهما ببقاء الشركة الأميركية تحت ملكية محلية.