logo
عسكريون مصابون بصدمات نفسية يطلقون حملة على الحكومة الإسرائيلية

عسكريون مصابون بصدمات نفسية يطلقون حملة على الحكومة الإسرائيلية

الشرق الأوسطمنذ 7 ساعات
في معركة شعبية واسعة قرروا خوضها، أقام ممثلو الضباط والجنود الإسرائيليين المصابين بصدمات نفسية خلال الخدمة العسكرية خيمة احتجاج كبرى أمام مقر وزارة الدفاع ورئاسة الأركان، وقرروا الخروج في مظاهرة كبرى، الخميس المقبل، والاستمرار في الاحتجاج، إلى أن يتدخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويضع خطة لمعالجة قضاياهم.
ويشكو هؤلاء الجنود والضباط من أن قيادة الجيش لا تفعل ما ينبغي عليها تجاههم، وفي بعض الأحيان لا تعترف بإصابتهم، بل تشكك في رواياتهم، وفي حالات كثيرة يُستدعى الألوف منهم إلى الخدمة العسكرية مرة أخرى.
ويشكون كذلك من تجاهل معاناتهم الاجتماعية؛ إذ دخل كثيرون منهم في أزمات شديدة مع عائلاتهم بسبب تصرفاتهم الغريبة، واضطروا للانفصال عن زوجاتهم وأولادهم.
وقال أبيتار سلطاني، أحد قادة هذه الحملة، إن المصابين «يعودون من الحرب عادة يحملون عُقداً ومشاكل نفسية، فلا يستطيعون النوم، وإن ناموا يرون كوابيس ويهبّون راكضين إلى الخارج، وتصيبهم نوبات عصبية ونوبات هلع، ويكسرون الأواني والأثاث»، حسبما ورد في تقرير بثته «القناة الـ11» للتلفزيون الإسرائيلي.
وزادت هذه الحالات بوضوح خلال الحرب على غزة التي طال أمدها وتراوحت مدة الخدمة الاحتياطية فيها بين 300 و500 يوم. وبات كثيرون ممن يعملون في أعمال حرة يعانون أزمات اقتصادية.
جنود إسرائيليون يعودون بمركبة مدرعة من شمال قطاع غزة إلى جنوب إسرائيل - 29 يوليو 2025 (أ.ب)
وقالت لجنة قيادة الحملة التي يخوضها أولئك العسكريون إن ما لا يقل عن 45 جندياً في الخدمة النظامية لقوا حتفهم انتحاراً منذ بداية الحرب الجارية. وكان قد تم تشخيص إصابة عدد منهم بمشاكل نفسية خطيرة قبل استدعائهم الأخير للخدمة، بما في ذلك تشخيصات باضطراب «ما بعد الصدمة».
ووفقاً لتحقيق موسع نشرته صحيفة «هآرتس»، فإن الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي تحول إلى ظاهرة، وصار السبب الثاني لفقدان الحياة في أثناء المعركة، في وقت يتعرض فيه جنوده لخسائر فادحة إثر الكمائن والفخاخ التي تنصبها المنظمات والفصائل الفلسطينية التي تخوض «حرب عصابات» ضدهم.
ويشكو جنود إسرائيليون كثيرون من اعتلال نفسي؛ بسبب خوفهم على حياتهم من جهة، وما ترتكبه أيديهم من قتل ودمار في غزة من جهة أخرى، خاصة بين المحاربين القدامى الذين احتاج 75 في المائة منهم إلى دعم نفسي، إلى جانب آلاف يعالجون من آثار اضطراب «ما بعد الصدمة»، ما اضطر الجيش إلى توفير نحو 800 اختصاصي نفسي لعلاجهم.
فلسطينيون ينقلون مصابين وجثامين إلى مستشفى العودة بمخيم النصيرات بعدما فتح جنود إسرائيليون النار عليهم - 4 أغسطس 2025 (د.ب.أ)
وتتحدث صحف إسرائيلية عن عجز الحكومة عن الإحاطة بالحالة المعنوية للجنود، وعدم قدرتها على تلبية طلبات كبيرة للدعم النفسي، وهي مسألة لفتت انتباه منظمة «كسر الصمت» للمحاربين القدامى، التي اتهمت الجيش بأنه يتكتَّم على التجارب النفسية للجنود والضباط.
واتهمت صحيفة «هآرتس» القيادة العسكرية بأنها سجلت حالات انتحار كثيرة بين العسكريين على أنها «إصابات حوادث».
ووفقاً للتحقيق، استُدعي مئات وربما آلاف العسكريين المصابين باعتلالات نفسية، والذين تواصلوا مع وزارة الدفاع، إلى الخدمة في الاحتياط خلال عمليات التعبئة الأخيرة، لكن لا أحد يعرف الأرقام الدقيقة، بسبب ما وصفه التقرير بالافتقار الفظيع للتنسيق بين وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي.
وكشف التحقيق عن أن وزارة الدفاع اعترفت بأن نحو 9 آلاف جندي مصابون نفسياً نتيجة الحرب الحالية. لكن لا توجد قائمة بجميع الجنود المصابين نفسياً، بمن فيهم من خدموا في حروب سابقة. وأشار إلى أن عدد هذه الحالات وصل إلى 27 ألفاً.
وتتوقع دراسات معمقة أن تزداد الظاهرة انتشاراً بعد الحرب، وأن يصل عدد المتقدمين لطلبات الاعتراف بهم بصفتهم مصابين نفسيين إلى 100 ألف في سنة 2028.
ويعتقد المحللون أن الجيش يحاول التقليل من شأن الظاهرة، حتى لا تستفيد حركة «حماس» من تبعاتها، ويترك آلاف الحالات تتخبط في أزماتها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئاسة الفلسطينية تندد بتصريحات أمريكية حول سيادة إسرائيل على الضفة الغربية
الرئاسة الفلسطينية تندد بتصريحات أمريكية حول سيادة إسرائيل على الضفة الغربية

صحيفة سبق

timeمنذ 29 دقائق

  • صحيفة سبق

الرئاسة الفلسطينية تندد بتصريحات أمريكية حول سيادة إسرائيل على الضفة الغربية

أكدت الرئاسة الفلسطينية رفضها القاطع لتصريحات رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، التي قال فيها إن الولايات المتحدة تعترف بما وصفه بـ"الحق التاريخي لإسرائيل في السيادة على الضفة الغربية". ووصف المتحدث باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، هذه التصريحات بأنها "مرفوضة ومدانة"، مشيرًا إلى أنها تخالف القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يعتبر الاستيطان غير شرعي، بما في ذلك في القدس الشرقية. وأضاف أبو ردينة أن ما صرح به جونسون يمثل تحديًا واضحًا للإجماع الدولي الداعم لحل الدولتين، ويتناقض بشكل مباشر مع اتفاق أوسلو. وأشار إلى أن هذه التصريحات تأتي قبيل انعقاد الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي من المتوقع أن تشهد دعمًا واسعًا لفلسطين وحقوقها المشروعة. وكان جونسون قد زار مستوطنة "آريئيل" في الضفة الغربية، برفقة 15 من أعضاء الكونغرس الأمريكي، في أول زيارة من نوعها بهذا المستوى السياسي، مشددًا على ما سماه "الأهمية الدينية والتاريخية" للمكان.

مسؤول أممي يحذر من «تداعيات كارثية» لتوسيع العمليات الإسرائيلية في غزة
مسؤول أممي يحذر من «تداعيات كارثية» لتوسيع العمليات الإسرائيلية في غزة

الشرق الأوسط

timeمنذ 29 دقائق

  • الشرق الأوسط

مسؤول أممي يحذر من «تداعيات كارثية» لتوسيع العمليات الإسرائيلية في غزة

حذّر مسؤول كبير في الأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة يهدد بـ«تداعيات كارثية»، فيما أوردت تقارير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينظر في احتلال كامل للقطاع المدمر. ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، قال ميروسلاف جينكا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أوروبا ووسط آسيا والأميركتين، خلال اجتماع لمجلس الأمن، إن توسيع نطاق الحرب «يهدد بتداعيات كارثية على ملايين الفلسطينيين، وقد يشكل خطراً أكبر على أرواح من تبقى من الرهائن في غزة». وأضاف جينكا: «ما من حلّ عسكري للنزاع في غزة أو للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني الأوسع نطاقاً». خلال زيارة لمعسكر تدريبي للجيش، الثلاثاء، قال نتنياهو إنه «من الضروري إتمام هزيمة العدو في غزة، لتحرير جميع رهائننا، وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل بعد الآن». على مدى 22 شهراً، دمّرت الضربات الإسرائيلية مساحات كبيرة من قطاع غزة، وسط تحذيرات متكرّرة من خطر المجاعة، وتزايد الضغوط على حكومة نتنياهو لوقف الحرب. وأدّى هجوم «حماس» غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى مقتل 1219 شخصاً في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد لوكالة الصحافة الفرنسية، يستند إلى بيانات رسمية. ومن أصل 251 رهينة، احتجزوا خلال الهجوم الذي أشعل فتيل الحرب الدائرة في غزة، ما زال 49 داخل القطاع، بينهم 27 تقول إسرائيل إنهم قُتلوا. وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بحملة عسكرية، أسفرت عن مقتل 61020 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، وهي أرقام تعدّها الأمم المتحدة موثوقاً بها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store