logo
سياسة غربية تخريبية في منطقتنا العربية

سياسة غربية تخريبية في منطقتنا العربية

الرأيمنذ 6 أيام
بعد هزيمة الدولة العثمانية وألمانيا في الحرب العالمية الأولى، نفّذ الإنكليز والفرنسيون اتفاقيتهم «سايكس بيكو 1916» في تقسيم وتقاسم المنطقة العربية الواقعة في الهلال الخصيب ومنها فلسطين، التي سلّمتها بريطانيا إلى عصابات الشتات الصهيوني وأقامت على أرضها، كيانها غير الشرعي بالقوة.
ومنذ ذلك الحين لم تهنأ الدول العربية بحالة من الهدوء والاستقرار. فقد كان الكيان الصهيوني، شوكة في جنب العرب، يحظى بكل الدعم المادي والعسكري والسياسي والإعلامي من أميركا والغرب، في كل حروبه التوسعية في المنطقة العربية.
ما نشاهده اليوم على الساحة السورية هو أحد تجليّات تلك الاتفاقية التقسيميّة، داخل الأقطار العربية.
بعد انهيار نظام السفاح الأسدي في سوريا، وعودة سوريا إلى أبنائها السوريين، بادر الكيان الصهيوني بالعدوان على المواقع العسكرية السورية، التي تركها النظام البائد، وتمدّد في بعض الأراضي السورية القريبة من الجولان المحتل منتهكاً اتفاقية وقف إطلاق النار 1974 ومتجاوزاً خط فض الاشتباك.
لم تقم الولايات المتحدة بأي دور لكبح جماح العدوان الصهيوني واعتبرت أن ذلك يدخل في سياسة الدفاع عن النفس.
وكانت أزمة المواجهة بين عشائر البدو في السويداء والميليشيات الدرزية الخاضعة للشيخ حكمت الهجري، فرصة مؤاتية لتدخّل الكيان الصهيوني في الشأن السوري الداخلي بحجة حماية الأقلية الدرزيّة، وقام بقصف قوات النظام السوري التي تدّخّلت لفض الاشتباك وإعادة الأمن للمحافظة...
وكأن محافظة السويداء تابعة للكيان الصهيوني، وخارج خريطة الدولة السورية. لكن الأزمة تعقدت كثيراً بتدخّل الصهاينة، حيث وحدّت العشائر البدوية في بادية الشام، التي أعلنت عن استعدادها في مواجهة المجموعات الدرزيّة، ما يجعل من الصعب على الكيان الصهيوني مواجهة زحف عشرات الآلاف من أفراد العشائر المسلّحين، وهو ما يدل على تهوّر الكيان الصهيوني، واعتقاده الخاطئ بمقدرته العسكرية في السيطرة على المحيط العربي الواسع، وهو غارق في مستنقع غزة ويعاني جيشه البري من إنهاك شديد.
رغم أن الولايات المتحدة ألغت عقوباتها الاقتصادية عن سوريا، لإعطائها فرصة إعادة الإعمار، بعد الدمار الواسع الذي خلّفه النظام الأقلوي الأسدي البائد، إلاّ أنها لا تريد الاستقرار لسوريا، وهي تغضّ الطرف عن اعتداءات الكيان الصهيوني، وتدخلّه في أزمة السويداء، وكأن الولايات المتحدة تعتمد الكيان الصهيوني وصياً على الأقليات في البلاد العربية، وهي محاولة تهدف إلى تكريس التقسيم، من خلال منح الأقليات كيانات مستقلة داخل البلاد العربية، والتدخّل إذا لزم الأمر تحت ذريعة حمايتها.
دعم الأميركان للأقلية الكردية في شمال سوريا، التي تُهدد وحدة سوريا وأمن تركيا، لا يختلف عن دعم الصهاينة للدروز في الجنوب، الذين يهددون وحدة الدولة السورية.
لكن يبقى الموقف التركي المناهض للأكراد المتمردين شمال سوريا في صالح وحدة الأراضي السورية، حيث تقف تركيا على أهبة الاستعداد العسكري لمواجهة استغلال الأكراد لأزمة السويداء، التي نجحت الحكومة السورية في احتوائها قبل تفاقمها.
ولا يخفى أن تدخّل الإرهابي نتنياهو في أحداث السويداء، هو من قبيل لفت انتباه العالم عن المجاعة التي يسببها حصاره على سكان غزة، وإطالة أمد بقائه في السلطة بافتعال الحروب، من أجل التهرّب من الملاحقة القضائية بسبب تهم الفساد والاحتيال وسوء استخدامه للسلطة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: يجب أن يتغير نسق القتال في غزة الآن
ترامب: يجب أن يتغير نسق القتال في غزة الآن

الأنباء

timeمنذ 2 ساعات

  • الأنباء

ترامب: يجب أن يتغير نسق القتال في غزة الآن

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ان الأطفال في غزة جوعى للغاية، وقد أخبرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن عليه اتخاذ نهج مختلف بشأن القتال في القطاع. وقال في تصريحات صحافية مشتركة مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يجب أن يتغير نسق القتال في غزة الآن.

لأول مرة.. هولندا تدرج إسرائيل على قائمة الدول المهدِّدة لأمنها
لأول مرة.. هولندا تدرج إسرائيل على قائمة الدول المهدِّدة لأمنها

الأنباء

timeمنذ 19 ساعات

  • الأنباء

لأول مرة.. هولندا تدرج إسرائيل على قائمة الدول المهدِّدة لأمنها

أدرجت الوكالة الوطنية للأمن في هولندا إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد. ووفقا لما ذكرته مواقع هولندية، نشرت الوكالة أمس تقريرا بعنوان «تقييم التهديدات من الجهات الحكومية»، وسلط الضوء على محاولات إسرائيل التأثير على الرأي العام الهولندي وصناعة القرار السياسي من خلال نشر معلومات مضللة. وأورد التقرير عددا من الأمثلة، من بينها: وثيقة تم توزيعها العام الماضي من قبل وزارة إسرائيلية على سياسيين وصحافيين هولنديين عبر قنوات غير رسمية، وتضمنت معلومات شخصية غير معتادة ومتطفلة عن مواطنين هولنديين، وسط توترات أثارتها مظاهرة لأنصار فريق «مكابي تل أبيب» لكرة القدم في أمستردام خلال تلك الفترة. وأعربت الوكالة عن قلق متزايد بشأن التهديدات المتزايدة من كل من إسرائيل والولايات المتحدة الموجهة ضد المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرا لها. وحذرت الوكالة في تقريرها من أن مثل هذا الضغط يهدد بإضعاف عمل المحكمة. وأوضحت أن هولندا باعتبارها الدولة المضيفة للهيئات القانونية الدولية الرئيسية، تتحمل «مسؤولية خاصة» لحماية عملها من التدخل الخارجي. الجدير بالذكر انه في 21 نوفمبر 2024 أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب على غزة.

إسرائيل والولايات المتحدة تبحثان خيارات بديلة لإطلاق سراح الرهائن في غزة
إسرائيل والولايات المتحدة تبحثان خيارات بديلة لإطلاق سراح الرهائن في غزة

اليوم الثامن

timeمنذ 3 أيام

  • اليوم الثامن

إسرائيل والولايات المتحدة تبحثان خيارات بديلة لإطلاق سراح الرهائن في غزة

غداة استدعاء إسرائيل والولايات المتحدة لوفديهما المفاوضين من الدوحة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب وواشنطن تدرسان "خيارات بديلة" لتأمين إطلاق سراح الرهائن في غزة دون الاعتماد على اتفاق تفاوضي مع حركة حماس. جاء هذا الإعلان في ظل توترات متصاعدة عقب فشل الجولات الأخيرة من المفاوضات في قطر، التي ركزت على وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا وتبادل الرهائن والأسرى. في بيان له، قال نتنياهو: «حماس هي العقبة أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن»، مؤكدًا أن إسرائيل، بالتعاون مع الولايات المتحدة، تبحث عن سبل لإعادة الرهائن وإنهاء حكم حماس وتحقيق سلام دائم في المنطقة. وأضاف أن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، كان محقًا في قراره باستدعاء الوفد الأمريكي، مشيرًا إلى أن رد حماس الأخير يظهر «عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار». وأعلن مكتب نتنياهو استدعاء الوفد الإسرائيلي من الدوحة لإجراء مشاورات، تلاه إعلان ويتكوف استدعاء الوفد الأمريكي، مع لهجة حملت اتهامات واضحة لحماس بعرقلة المفاوضات. وكتب ويتكوف على منصة "إكس": «رد حماس الأخير يُظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار، ولا يبدو أنها منسقة أو حسنة النية»، مضيفًا أن الولايات المتحدة ستدرس الآن خيارات بديلة لإعادة الرهائن وتهيئة بيئة أكثر استقرارًا في غزة. على النقيض، أشار رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح، الذي يتوسط في المفاوضات، إلى أن رد حماس على المقترح الإسرائيلي كان «واقعيًا وإيجابيًا»، داعيًا إسرائيل إلى الدخول في مفاوضات جادة وسريعة للتوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، أفادت مصادر إسرائيلية بأن رد حماس تضمن مطالب جديدة، منها الإفراج عن 200 سجين أمني فلسطيني و2000 معتقل من غزة، بما في ذلك عناصر النخبة المشاركين في هجوم 7 أكتوبر 2023، وهي أرقام تتجاوز المبادرة التي قدمها الوسطاء. طالبت حماس بالإفراج عن أعداد كبيرة من الأسرى والمعتقلين، بما في ذلك عناصر النخبة، مقابل إطلاق سراح 10 رهائن أحياء و18 جثة خلال هدنة مدتها 60 يومًا. إسرائيل رفضت هذه الأرقام، معتبرةً إياها غير مقبولة. اقترحت إسرائيل خرائط إعادة انتشار تتضمن بقاء قواتها في حوالي ثلث قطاع غزة، بما في ذلك محور موراج بين رفح وخان يونس، وهو ما رفضته حماس معتبرةً إياه استمرارًا للاحتلال. تصر حماس على توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة وشركائها، بينما تدعم إسرائيل والولايات المتحدة آلية مؤسسة الإغاثة الإنسانية في غزة (GHF)، التي انتقدتها الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية بسبب عدم سلامتها. رغم التصريحات الإيجابية السابقة من نتنياهو، التي أعرب فيها عن أمله في التوصل إلى اتفاق خلال أيام، أشار مسؤولون فلسطينيون إلى أن إسرائيل تستخدم المفاوضات لكسب الوقت، متهمين إياها بالسعي لتهجير الفلسطينيين تحت ستار خطط إنسانية. في المقابل، أكدت مصادر إسرائيلية أن المفاوضات لم تنهار تمامًا، بل تم استدعاء الوفد في إطار تنسيق مسبق، مع استمرار الخلافات حول "مفاتيح الصفقة" وشروط الانسحاب. تتزامن هذه التطورات مع استمرار التصعيد العسكري في غزة، حيث أفادت السلطات الصحية التي تديرها حماس بمقتل 22 شخصًا على الأقل في غارات إسرائيلية ليلية على خيام في خان يونس ومنزل في مخيم الشاطئ. وتشير تقديرات إسرائيل إلى أن 50 رهينة ما زالوا في الأسر، منهم 20 يُعتقد أنهم على قيد الحياة. تعثر مفاوضات الدوحة يكشف عن فجوات عميقة بين إسرائيل وحماس، مع اتهامات متبادلة بعرقلة التقدم. تصريحات نتنياهو وويتكوف تشير إلى تحول نحو البحث عن حلول خارج إطار المفاوضات الحالية، مما يثير تساؤلات حول الخطوات المقبلة وسط استمرار الأزمة الإنسانية في غزة. ومع تصاعد الضغوط الدولية والمحلية، تبقى احتمالات التوصل إلى اتفاق معلقة، في ظل تباين الروايات وتعقيد المطالب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store