
"أزمة السكن".. الحلقة المفقودة في حملة المرشح الأبرز لانتخابات ألمانيا
تعهد فريدريش ميرز، المرشح المحافظ الأوفر حظاً لمنصب المستشار الألماني، بتنفيذ خطة من 15 إجراءاً بشكل فوري، إذا حصل على السلطة بعد انتخابات 23 فبراير. وستشمل التدابير وقف الهجرة غير الشرعية، وخفض أسعار الطاقة، فيما يخلو برنامجه من أي اقتراح لتخفيف النقص المتزايد في الإسكان في البلاد.
ونقلت "بلومبرغ"، أن الأمر لا يقتصر على الكتلة التي يقودها الديمقراطيون المسيحيون، بزعامة ميرز، إذ ابتعدت الأحزاب الألمانية عن القضية الشائكة (السكن)، على الرغم من أنها "واحدة من المصادر الرئيسية للقلق الاجتماعي وتثقل كاهل الاقتصاد".
وقال لوكاس سيبنكوتن، الذي يرأس جمعية المستأجرين الألمان: "لعبت قضية الإيجارات والإسكان حتى الآن دوراً ثانوياً تماماً في الحملة الانتخابية".
وتابع: "هذا على الرغم من حقيقة، أن واحداً من كل 3 من الأسر المستأجرة البالغ عددها 21 مليون أسرة مثقلة الآن بتكاليف السكن".
وعادة ما توصف ألمانيا بـ"بلد المستأجرين"، إذ إن أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 84 مليون نسمة يستأجرون بيوتهم، وهو أعلى معدل في الاتحاد الأوروبي.
كما أن هناك نقص حالياً في حوالي نصف مليون شقة، وسوف تكون هناك حاجة إلى ما يقرب من مليون وحدة سكنية اجتماعية إضافية بحلول عام 2030 لتخفيف الأزمة، وفقاً لتقديرات رسمية.
في المدن الكبرى مثل هامبورغ وميونيخ وفرانكفورت، ارتفعت تكاليف الإيجارات الجديدة بأكثر من 10% في نهاية عام 2024 مقارنة بعامين سابقين، وفقاً لدراسة أجراها المعهد الاقتصادي الألماني في كولونيا. في برلين، ارتفعت الإيجارات الجديدة بأكثر من 20% في تلك الفترة.
ضعف الاستثمار
ولكن بعد انكماش الاقتصاد لمدة عامين متتاليين وتوقعات النمو البطيء في عام 2025، فإن الرواتب في العديد من القطاعات لا تواكب الوتيرة.
وذكرت "بلومبرغ"، أن السبب الجذري للأزمة هو الافتقار إلى الاستثمار في بناء المساكن، فقد أدت أسعار الفائدة المرتفعة والتضخم إلى إضعاف النشاط في سوق الإسكان خلال العامين الماضيين، ولا يوجد أي انتعاش في الأفق.
ويمثل قطاع البناء عنصراً مهماً في الاقتصاد في حد ذاته. ووفقاً لدراسة نشرتها DIW (مؤسسة بحثية متخصصة في الاقتصاد) ومقرها برلين، فإن حوالي 14% من القيمة المضافة الإجمالية في ألمانيا وواحدة من كل 7 وظائف مرتبطة بأنشطة البناء السكني. وهذا يعني أن البناء السكني المهتز يمكن أن يكون له تأثيرات واسعة النطاق على الاقتصاد.
وعلى الرغم من حجم المشكلة وإلحاحها، إلا أن الإسكان ظل العنصر الغائب في الحملات الانتخابية، وذلك يرجع إلى حد كبير إلى عدم وجود إجابات سهلة. في حين تعترف جميع الأحزاب بالحاجة إلى توفير المزيد من المساكن بأسعار معقولة، فإن المقترحات غامضة مع القليل من التفاصيل الملموسة أو التمويل، وفق "بلومبرغ".
فشل رهان شولتز
ولم ينجح المستشار أولاف شولتز، في كسب رهان بناء 400 ألف منزل سنوياً منذ توليه السلطة في ديسمبر 2021. فحتى نوفمبر 2024، انخفض عدد تصاريح البناء الصادرة حديثاً بنسبة 19% إلى حوالي 195 ألفاً، وفقًا لمكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني.
وعلى الرغم من أن الأحزاب تقلل من أهمية القضية، إلا أن النشطاء يحاولون إبقاءها على جدول الأعمال. ففي السبت، انطلق تحالف من 60 مجموعة مدنية بالمنشورات والملصقات في جميع أنحاء المدن بما في ذلك برلين وكولونيا ولايبزيج للضغط من أجل فرض ضوابط أكثر صرامة على الإيجار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 4 ساعات
- العربية
إيشيبا يقترح تعاون بلاده مع أميركا في بناء السفن
أعرب رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا عن اعتزامه تعزيز التعاون الياباني-الأميركي لبناء السفن وتطوير كاسحات الجليد، وذلك ضمن المفاوضات المستمرة بشأن الرسوم الأميركية، حسبما أفادت صحيفة نيكاي اليوم الأحد. وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء اليوم الأحد أن إيشيبا قال إن اليابان تتمتع بالقوة التكنولوجية في مجال كاسحات الجليد لطرق المنطقة القطبية الشمالية. وأضاف أن اليابان يمكن أن تساعد أيضا في إصلاح السفن البحرية الأميركية. نقلت صحيفة نيكاي عن إيشيبا القول إنه من المتوقع أن تقوم كاسحات الجليد بدورين لوجستي وأمني، في الوقت الذي تزداد فيه الأهمية الاستراتيجية لطرق المنطقة القطبية الشمالية بسبب تزايد النشاط من جانب الصين وروسيا.


الوئام
منذ 5 ساعات
- الوئام
أزمة الرسوم الجمركية.. ألمانيا تدعو أمريكا إلى 'مفاوضات جدية'
دعا وزير المال الألماني لارس كلينغبايل، اليوم الأحد، إلى 'مفاوضات جديّة' مع الولايات المتحدة بعدما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض رسوم نسبتها 50 في المئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي. وجاء تهديد ترمب الجمعة إذ قال إن 'المباحثات مع الاتحاد الأوروبي لا تقود إلى أي نتائج'، مضيفًا أنه سيتم تطبيق الرسوم اعتبارًا من الأول من يونيو، أي بعد أسبوع فقط. وفي حال فرضت، ستزيد بشكل كبير نسبة الرسوم الأساسية البالغة 10 في المئة مع زيادة التوترات بين اثنتين من كبرى القوى الاقتصادية في العالم. وأفاد كلينغبايل صحيفة 'بيلد' 'لا نحتاج إلى استفزازات إضافية، بل إلى مفاوضات جديّة'، مضيفًا أنه ناقش المسألة مع نظيره الأمريكي سكوت بيسنت. وقال ترمب الجمعة إن رسومه ليست بهدف التوصل إلى اتفاق، مكررًا وجهة نظر قائمة لديه منذ مدة طويلة مفادها أن الاتحاد الأوروبي 'اجتمع على استغلالنا'. من جانبه، لفت كلينغبايل إلى أن 'الرسوم الجمركية الأمريكية تعرّض الاقتصاد الأمريكي إلى الخطر بقدر ما تعرض اقتصادات ألمانيا وأوروبا' إلى الخطر. وتراجعت أسواق الأسهم بعد تصريحات ترمب في ظل المخاوف من اضطراب الاقتصاد العالمي مجددًا، وسجّل الدولار انخفاضًا أيضًا. ورد مسؤول التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش على ترمب بالقول إن التكتل 'ملتزم التوصل إلى اتفاق مفيد للطرفين'، وشدد على أن العلاقات التجارية 'يجب أن يوجهها الاحترام المتبادل، لا التهديدات'. وشدد كلينغبايل على دعم ألمانيا لكيفية تعامل الاتحاد الأوروبي مع المحادثات مع الولايات المتحدة. وأضاف 'نحن متحدون كأوروبيين وعازمون على تمثيل مصالحنا'.


قاسيون
منذ 7 ساعات
- قاسيون
ترامب يصعّد ابتزاز أوروبا جمركياً والأخيرة تطالبه «باحترامها»
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال" يوم الجمعة 23 أيار: "محادثاتنا معهم لن تُفضي إلى أي نتيجة!"، واصفاً التعامل مع الدبلوماسيين الأوروبيين بأنه "صعبٌ جداً"، مشيراً إلى أن المحادثات معهم عالقةٌ في مكانِها. كما هدد بزيادة التعريفات الجمركية على الواردات الأوروبية بنسبة 50%، مُضيفاً أنه لن تُفرض أي رسوم جمركية على المنتجات المُصنّعة في الولايات المتحدة. وقال ترامب للصحفيين لاحقاً: "لا أسعى إلى اتفاق. لقد اتفقنا عليه"، قبل أن يضيف أن استثماراً كبيراً من شركة أوروبية في الولايات المتحدة قد يجعله منفتحاً على تأجيل القرار. من جانبه، صرّح المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي بأن التكتل المؤلف من 27 دولة ملتزم بإبرام صفقة تجارية مع الولايات المتحدة قائمة على "الاحترام" وليس على "التهديدات". وأكد مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، بعد اتصال هاتفي مع الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير ووزير التجارة هوارد لوتنيك: "الاتحاد الأوروبي ملتزم تماماً بإبرام صفقة تخدم مصالح الطرفين"، مشدداً على أن "التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا مثيل لها، وينبغي أن تُبنى على الاحترام المتبادل وليس على التهديدات. نحن على أهبة الاستعداد للدفاع عن مصالحنا". كما هدّد ترامب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 25٪ على هواتف آيفون المصنعة خارج الولايات المتحدة عند دخولها إلى البلاد، قائلاً: "أبلغت تيم كوك منذ فترة طويلة أنني أتوقع أن تُصنع أجهزة آيفون المباعة في الولايات المتحدة وتُطور فيها، وليس في الهند أو أي مكان آخر". وأضاف: "إذا لم يتحقق ذلك، فسوف تدفع شركة أبل تعريفة جمركية بنسبة 25% على الأقل".