تقرير يبرز أهمية تحقيق المملكة توازنًا بين الابتكار والمخاطر في التحول الرقمي
ويستند التقرير إلى استطلاع شمل 2450 تنفيذيًا في التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم، من بينهم 70 تنفيذيًا في السعودية، حيث يستكشف كيفية تكيف المنظمات مع التقنيات المتغيرة بسرعة وتحسين الاستثمارات ومعالجة التحديات، مثل: الديون التقنية والأمن السيبراني. ويتناول التقرير موضوعًا رئيسا يتمثل في الخوف من تفويت الفرص (FOMO)، الذي يدفع بعض المنظمات إلى تبني التقنيات الناشئة بسرعة. وبينما تُعد السرعة ضرورة، فإنَّ اتخاذ القرارات دون الاعتماد على أدلة قد يُعرض المؤسسات للمخاطر.
وقال روبرت بتازينسكي، شريك ورئيس قسم الابتكار والتحول الرقمي في شركة كي بي إم جي: "تُبرز نتائج هذا العام التقدّم الهائل الذي تُحققه السعودية في رحلتها للتحول الرقمي، مدفوعة بتركيز استراتيجي على تحقيق التوازن بين الابتكار والمرونة. ومع توجه المنظمات نحو تبني تقنيات ناشئة مثل: الذكاء الاصطناعي وكل شيء كخدمة XaaS))، يتضح أنَّ اتخاذ القرارات المستندة إلى الأدلة ومعالجة التحديات الأساسية مثل: الديون التقنية يُعتبر أمرًا حاسمًا لتحقيق قيمة طويلة الأجل".
وتشهد المنظمات في المملكة تقدمًا في التحول الرقمي، حيث أبلغ 75 % من المشاركين عن زيادة في الربحية من الاستثمارات التقنية خلال ال 24 شهرًا الماضية، بنسبة تراوحت بين 11 % و15 % في العادة.
ويعود هذا النجاح إلى القرارات المستندة إلى الأدلة، حيث أكدَّ 74 % من القادة أنهم يقومون بحساب قيمة المبادرات التقنية قبل الاستثمار. ورغم هذا التقدم، فقد أعرب 87 % من التنفيذيين عن قلقهم من سرعة التغيير التكنولوجي، وذكر 93 % أن تجنب المخاطر من قبل القيادة يُعد عائقًا أمام تبني التقنيات.
أعطى التنفيذيون في السعودية في عام 2024 الأولوية للحصول على توجيهات من جهات خارجية (بنسبة 99 %) وإجراء تجارب داخلية (بنسبة 83 %)، بدلًا من الاعتماد على مقارنة أداء المنافسين. ويعكس هذا التركيز المتزايد على التقنيات الناشئة، مثل: الذكاء الاصطناعي ونموذج كل شيء كخدمة وتحليلات البيانات.
وقد حدد 94 % من المشاركين تقنيات XaaS كأولوية استثمارية، مشيرين إلى المرونة وخفض التكاليف، بينما ركز 59 % على الذكاء الاصطناعي والأتمتة وتحليلات البيانات كما يتزايد الاهتمام بتقنيات Web3، حيث أبدى 69 % حماسهم لهذا الاختراع.
وتظل الديون التقنية عائقًا رئيسا، حيث أفادت 66 % من المنظمات بوجود اضطرابات مستمرة بسبب عيوب في البنية التحتية لتقنية المعلومات، وتعمل المنظمات ذات الأداء العالي على معالجة هذه الديون بشكل استباقي؛ مما يُمكنها من تبني التقنيات الناشئة بشكل أكثر سلاسة.
ويُنوه التقرير إلى أنَّ الخوف من تفويت الفرص قد يُشوِه الحكم، حيث يسعى 77 % من التنفيذيين لتبني تقنيات مثل: الواقع الافتراضي والمعزز للبقاء في المنافسة، ومع ذلك، أصبح المزيد من القادة يُعطون الأولوية لإثبات المفاهيم وإسقاطات العائد على الاستثمار بدلًا من اتباع الاتجاهات فقط.
وتقود السعودية العالم في نضوج الذكاء الاصطناعي، حيث أفاد 71 % من المشاركين بتحسينات في الإنتاجية نتيجة استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يبقى توسيع نطاق استخدامات الذكاء الاصطناعي تحديًا، حيث نجح 39 % فقط في نشر حالات الاستخدام على نطاق واسع. وتستمر المخاوف المتعلقة بالشفافية، حيث أشار 87 % إلى أن "الصندوق الأسود" للذكاء الاصطناعي يُثير قلق العاملين، حيث يُشجع 53 % من القادة التجارب ضمن أطر عمل منظمة، ويخطط الكثيرون إلى مركزية الجهود المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لضمان الكفاءة وإدارة المخاطر.
وشهد نضج البيانات تحسنًا كبيرًا، حيث أفاد 77 % من المشاركين بأن الممارسات المرتبطة بالبيانات أصبحت جزءًا من العمليات اليومية. ويرى جميع المشاركين تقريبًا (بنسبة 97 %) أنَّ البيانات والتحليلات جزء لا يتجزأ من استراتيجياتهم، وتشمل الأولويات المستقبلية استخدام البيانات لتحقيق ميزة تنافسية وتثقيف الموظفين وتعزيز أطر إدارة البيانات.
وتؤكد شركة كي بي إم جي أنَّ مواءمة الاستثمارات التقنية مع الأهداف الاستراتيجية ومعالجة الديون التقنية ودمج الأمن السيبراني وتعزيز ثقافة قائمة على البيانات، تُعد عناصر أساسية لتحقيق تقدم مستدام، وتُحرز المنظمات ذات الأداء العالي عالميًا وفي السعودية تقدمًا في التحول الرقمي من خلال التقييم الاستراتيجي للمحافظ التقنية وتحسين عملية اتخاذ القرارات وإدارة المخاطر.
ومع دخول السعودية المرحلة التالية من التحول الرقمي، يُبرز تقرير شركة كي بي إم جي أهمية التوازن بين السرعة والأمان والقيمة، ومن خلال مواءمة الاستثمارات التقنية مع الأهداف الاستراتيجية وتعزيز المرونة، يُمكن للشركات السعودية تحقيق نمو مستدام ومواكبة الابتكار العالمي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 9 ساعات
- سعورس
95 % من إجمالي المنشآت في المملكة «عائلية».. و66 % إسهامها في الناتج الإجمالي
يستند تقرير المنشآت العائلية لعام 2025، الذي أعدته كي بي إم جي بالتعاون مع STEP Project Global Consortium، على رؤى مستخلصة من 2,683 رئيسًا تنفيذيًا من 80 دولة حول العالم، ويسلط الضوء على الطريقة التي يمكن للمنشآت العائلية من خلالها أن تصمد في مشهد عالمي يشهد تحولات تتمثل بتعاقب الأجيال المختلفة، والمتغيرات الرقمية، وتغيّر توقعات الحوكمة وتطورها، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية والبيئية. وتعليقاً على التقرير أكد عبدالله أكبر، رئيس استشارات المنشآت العائلية والمؤسسات الخاصة في "كي بي إم جي" الشرق الأوسط، قائلًا: "لقد مثَّلت المنشآت العائلية الركيزة الأساسية التي قامت عليها اقتصادات منطقة الخليج، مُقدمةً إسهامات جليلة في مجالات التوظيف والابتكار وتعزيز الهوية الوطنية، ولكن مع دخولنا مرحلة جديدة من التحولات الاقتصادية، تواجه المنشآت ضرورة مُلِحّة لتحديث هياكل حوكمتها، وتنويع محافظها الاستثمارية، واستكشاف الخيارات المتاحة لمواجهة تحديات تعطل سلاسل الإمداد، والاستثمار في التكنولوجيا المتطورة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي، ووضع استراتيجيات مُحكمة لمواجهة التنافسية على المواهب وتهيئة الجيل القادم من القيادات وتأهيله". وتابع عبدالله أكبر:" لم يعد تخطيط تعاقب الأجيال مجرد خيار للنظر فيه، وإنما ضرورة استراتيجية؛ فالعقد القادم سيشهد انتقالًا غير مسبوق للثروات والمسؤوليات، وتلك المنشآت العائلية التي تخطو اليوم خطوات جريئة ومدروسة من خلال تعزيز مجالس إدارتها، وإشراك قادتها المستقبليين بفاعلية، والتوافق مع أولويات وممارسات الاستدامة المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات هي التي سترسم ملامح مستقبل القطاع الخاص". ويؤكد التقرير على أنَّ الحوكمة هي أساس تحقيق النجاح؛ إذ تبين أن المنشآت العائلية ذات الأداء المتميز تزداد احتمالية امتلاكها لهياكل مجالس إدارة رسمية بنسبة 10 بالمئة؛ ما يعزز أهمية اتخاذ القرارات والرقابة الاستراتيجية. وفي الواقع، أنشأت 67 بالمئة من المنشآت ذات الأداء المتميز على مستوى العالم مجالس إدارة، وفي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ارتفع هذا الرقم ليبلغ 89 بالمئة، وهو الأعلى على مستوى العالم. ويعد هذا الإقبال القوي على الحوكمة والتركيز عليها إشارة واضحة إلى أنَّ المنشآت العائلية في المنطقة أخذت تهيئ نفسها لتحقيق النمو المستدام والنجاح المستمر عبر الأجيال. ومع ذلك، فإنَّ الحوكمة وحدها لا تكفي؛ إذ يؤكد التقرير أنَّ ريادة الأعمال ونمو رأس المال أصبحا ضروريين بشكل متزايد. كما جاء في التقرير أنَّ نحو 500 منشأة عائلية على مستوى العالم دخلت في عمليات اندماج واستحواذ، حيث كانت 60 بالمئة من المنشآت المستحوذ عليها مملوكة للعائلات أيضًا على مدى السنوات الثلاث الماضية؛ ما يشير إلى الرغبة المتزايدة لدى المنشآت العائلية في التوسع من خلال إبرام شراكات استراتيجية ومتوافقة مع القيم، بدلاً من النمو وحده. كما تراقب شركات الأسهم الخاصة ذلك عن كثب، وتظهر اهتمامًا متزايدًا بالمنشآت العائلية ذات الإدارة الرشيدة والأداء الثابت والرؤية طويلة الأجل. تمثل المنشآت العائلية نسبة تقرب من 95 % من إجمالي المنشآت في المملكة العربية السعودية وحدها، وفقًا للأرقام الصادرة عن المركز الوطني للمنشآت العائلية. وتسهم هذه الشركات بنحو 66 % في الناتج الإجمالي المحلي للقطاع الخاص، وتوظف نحو 56 % من العاملين في القطاع الخاص، وتعمل هذه المنشآت في مختلف القطاعات الحيوية، بدءًا من التشييد والبناء والتصنيع وصولًا إلى قطاعات البيع التجزئة والضيافة والمالية. وفي الوقت الذي تمضي فيه السعودية قدمًا في تحقيق رؤيتها الطموحة 2030 ومستهدفاتها في التحول الاقتصادي، ستلعب الاستدامة طويلة الأجل لهذه المنشآت دورًا محوريًا لتحقيق أهداف النمو الوطنية. وفي الوقت الحالي، تتوسع العديد من المجموعات العائلية أيضًا خارج قطاعات الأعمال التقليدية لتدخل في قطاعات جديدة مثل: قطاعات التكنولوجيا والخدمات اللوجستية والتعليم والرعاية الصحية؛ ما يفتح آفاقًا جديدة وواعدة لنماذج استثمار وتعاون مثمر. ولعل ما هو أهم من ذلك هو تسليط التقرير الضوء على أهمية التفاعل بين الأجيال؛ فعلى الرغم من الدور الهام الذي تلعبه الأجيال الشابة في صياغة الابتكار والاستدامة، فإنَّ 52 بالمئة فقط من الجيل القادم من أفراد العائلات منخرطون حاليًا في صنع القرارات الاستراتيجية، تمثل هذه فرصة ضائعة، خاصة أنَّ خلفاء جيل الألفية وجيل إكس قادرون على ابتكار أفكار جديدة بشأن الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، والتحول الرقمي، والاستثمار المؤثر. وفي الوقت نفسه، أعرب ما يقرب من 40 بالمئة من أفراد العائلات المشاركين في الاستطلاع عن مخاوفهم بشأن مدى جودة التواصل بين أفراد العائلة؛ ما يشير إلى الحاجة إلى أدوار أكثر وضوحًا، وحوار أقوى، وهدف مشترك. ويختتم التقرير بدعوة إلى العمل: ينبغي على المنشآت العائلية أن تعيد فهم المعنى الحقيقي لكلمة "نجاح" في هذا العالم الذي يشهد تطورًا غير مسبوق، وأن تراجع غاياتها بعناية شديدة وتغيرها إذا لزم الأمر؛ فالقوة المالية لا تزال مهمة، ولكنَّ المرونة والقدرة على التكيف والتأثير المجتمعي لها نفس القدر من الأهمية. وبينما تواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها نحو التنويع الاقتصادي، فإنَّ المنشآت العائلية التي تركز على الغاية والحوكمة وريادة الأعمال وتضعها في صميم استراتيجيتها ستصمد وتحتل مركز الصدارة. عبدالله أكبر


شبكة عيون
منذ 7 أيام
- شبكة عيون
عمومية "ساكو" تقر عدم توزيع أرباح عن العام المالي 2024
عمومية "ساكو" تقر عدم توزيع أرباح عن العام المالي 2024 ★ ★ ★ ★ ★ الرياض - مباشر: وافقت الجمعية العامة العادية للشركة السعودية للعدد والأدوات – "ساكو" على توصية مجلس الإدارة بعدم توزيع أرباح نقدية للمساهمين عن العام المالي المنتهي في 31 ديسمبر 2024 . وأوضحت الشركة، في بيان على "تداول" اليوم الأحد، أن الجمعية وافقت على تفويض مجلس الإدارة بتوزيع أرباح مرحلية بشكل نصف سنوي، أو ربع سنوي عن العام المالي 2025 . كما وافقت على تعيين مكتب (كي بي إم جي) مراجعاً لحسابات الشركة من بين المرشحين بناءً على توصية لجنة المراجعة؛ وذلك لفحص ومراجعة وتدقيق القوائم المالية للربع الثاني، والربع الثالث، والسنوي من العام المالي 2025م، والربع الأول من العام المالي 2026. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية .. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر .. اضغط هنا ترشيحات : " بنك البلاد" يعلن الانتهاء من طرح صكوك رأس مال إضافي بـ650 مليون دولار المملكة تحقق قفزات في مجالات الاقتصاد الرقمي ضمن مستهدفات رؤية 2030 مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه السعودية مصر اقتصاد


مجلة رواد الأعمال
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- مجلة رواد الأعمال
التسويق العاطفي.. التعريفات والاستخدامات
في عالم يزدحم بالرسائل الإعلانية والمنتجات المتشابهة، لم يعد التميّز مرتبطًا بالجودة أو السعر وحدهما. بل بالقصّة التي تروى والعلاقة التي تبنى مع العميل. هنا يأتي دور التسويق العاطفي، ذلك النهج الذي يحوّل التفاعل بين العلامة التجارية والمستهلك من مجرد تبادل مادي إلى تجربة إنسانية عميقة، تحرك فيها المشاعر القرارات وتشكل الولاء. في هذا التقرير في 'رواد الأعمال' سنغوص في تعريف التسويق العاطفي، ونكشف آلية عمله. مع أمثلة واقعية لعلامات تجارية استخدمته ببراعة. وفقًا لما ذكره موقع 'doxee'. ما التسويق العاطفي التسويق العاطفي هو مجموعة من التكتيكات التي تهدف إلى تنشيط استجابات عاطفية معينة. يمكن بعد ذلك تسخير هذه الاستجابات، المعززة بشكل صحيح، لمساعدة الجماهير المستهدفة على التعرف على العلامة التجارية وتوجيههم على طول طريق شراء منتج أو خدمة. تضفي العواطف في التسويق معنى وعمقًا على تجربة العلامة التجارية أو المنتج أو الخدمة؛ وتخلق صلة بين العميل والشركة؛ وإذا تم رعايتها باستمرار، يمكن أن يؤدي هذا الرابط إلى مشاركة طويلة الأمد. من خلال التسويق العاطفي، تطمح العلامات التجارية إلى أن تصبح راسخة في حياة الناس. وتهدف إلى الاستقرار بمرور الوقت من خلال العمل على الخيال الجماعي والتواصل مع القضايا الراهنة من خلال التأثير على الاتجاهات الأكثر شعبية في وقت معين. وتقدم الموضوعات ذات الصلة مثل الشمولية أو حماية البيئة. على سبيل المثال، الكثير من المحفزات العاطفية لمبادرات الشركات لزيادة في أسعار المنتجات يمكن أن تُعزى إلى جهود تحويل معدات الإنتاج إلى شيء أكثر استدامة. وعلى سبيل المثال، هي مجرد بعض الإجراءات الممكنة؛ حيث يمكنك التواصل مع العملاء الحساسين تجاه هذه القضية. يظهر التسويق الناجح أن مستوى الاتصال الذي يتم إنشاؤه، وهو أكثر كثافة من أشكال التسويق الأخرى. يساعد على خلق شعور بولاء العملاء على المدى الطويل، وعلى المدى القصير. يمكن أن يخلق استجابة شراء أكبر وأكثر اقتناعًا. كيف يعمل التسويق العاطفي؟ قبل الخوض في تكتيكات التسويق العاطفي، سنسلط الضوء على تلك العواطف التي تبدو الأنسب لإستراتيجيات الشركات. ففي معظم الحالات. هذه ليست عواطف أولية وفطرية وعالمية (الحزن، الخوف، الفرح، الغضب، الاشمئزاز). بل هي عواطف ثانوية (ذات دلالات ثقافية)، مرتبطة بالتجربة المحددة للفرد وتحددها تفاعلاته الاجتماعية. 1. سرد القصص الحنينية يركز سرد القصص الحنينية على لحظة سعيدة في الماضي، ولكن يمكن، إلى حد ما، إعادة إنشائها من خلال تدخل العلامة التجارية. على الرغم من أن تأثير 'العودة إلى الماضي' هو تأثير يمكننا أن نفكر فيه على أنه يتعلق بشكل أساسي بالأجيال الأكبر سنًا. فإن عاطفة التذكر أو الحنين إلى الماضي، إذا تم تحفيزها بشكل صحيح. ويمكن أن تكون ناجحة جدًا مع المستهلكين الأصغر سنًا أيضًا. 2. توجيه العاطفة قد تختار علامة تجارية أن تقف علنًا لصالح حركة معينة أو أن تتخذ موقفًا واضحًا بشأن قضية حساسة. ويجب أن تحاول إستراتيجيتها في هذه الحالة توجيه مشاعر مثل الغضب والشعور بالانتقام (العاطفتين اللتين نربطهما غالبًا بالرغبة في التغيير، حتى التغيير الجماعي)، وربما دفع جمهورها المستهدف- ولكن أيضًا جماهير مختلفة- إلى وعي أكبر. قد يكون الارتباط بوعي قوي محفوفًا بالمخاطر. سواء لأن العلامة التجارية تقف ضمن استقطاب محتمل للرأي العام، ولأن خطر الفشل الذريع (مثل التنديد بشكل من أشكال 'التبييض') يلوح في الأفق دائمًا. 3. تضخيم الخوف من فوات الفرصة (FOMO) الخوف من فوات الفرصة هو عاطفة إنسانية قوية جدًا، تنبع من حقيقة أننا في الأساس كائنات اجتماعية منذ ملايين السنين من الحياة القبلية. ويسخر التسويق العاطفي هذه العاطفة القديمة جدًا – والتي تضخمت الآن بشكل غير متناسب في التواصل الفوري للشبكات الاجتماعية – لدفع جمهوره إلى اتخاذ قرارات شراء في الوقت المناسب. إنه يخلق إحساسًا بالإلحاح لدى المستهلكين الذين يستهدفهم. والذين يبدأون في التفكير (والشعور) بأنهم لا يستطيعون تحمل خسارة ما اشتراه أو اختبره 'الآخرون' بالفعل، خوفًا من الإقصاء الاجتماعي. 4. خلق الطموحات الفرح هو عاطفة تتميز بحالة من الرفاهية والشعور بالإمكانية، وغالبًا ما ينتج عن تحقيق هدف – وهذا يزداد بشكل خاص في مجتمع الأداء اليوم. يعرض التسويق العاطفي إمكانات يظهر فيها الآخرون (مرة أخرى، ما نشعر به يتم تحديده اجتماعيًا) شعورهم بالإنجاز (السعادة، ربما) من خلال استخدام منتج ما. هؤلاء الآخرون يشبهوننا ولكن ليس تمامًا؛ إنهم 'آخرون' طموحون. كيف يعمل التسويق العاطفي من خلال أي إجراءات يمكننا توجيه إمكانات العواطف؟ ما التقنيات التي تجعل من الممكن تعزيز العواطف من خلال دمجها في عمليات التسويق؟ بشكل عام، لا يمكن لإستراتيجية تسويق عاطفي جيدة أن تظهر نفسها على أنها غير محترمة أو عدوانية – لقد ولت أيام الإعلانات المطولة لحسن الحظ – ولكن يجب أن تضع نفسها على نفس مستوى العملاء. وتظهر لهم التفهم والتعاطف. 1. استخدام صور قوية يعد استخدام الصور، حتى في المحتوى السمعي البصري. أبسط وأكثر الطرق فعالية وفورية (ولكن ليست مبتذلة) لترجمة شيء غير مرئي إلى واقع محسوس ومعترف به. باستخدام الصور – وخاصة الأكثر دقة وطبقات وإيحاءً وقوة – يمكن للتسويق العاطفي. على سبيل المثال، توجيه قلق الجمهور (الذي يبحث عن حل لمشكلة ما) إلى إجراء مرغوب فيه، مثل المشاركة في محادثة مع العلامة التجارية، أو التحويل، أو الشراء. يمكنه أيضًا رعاية الآمال والتطلعات من خلال توفير حقائق موازية يمكّن فيها منتج أو خدمة شيئًا مرغوبًا فيه منذ فترة طويلة. تستغل الشركات منذ سنوات عديدة استعدادنا الفسيولوجي للانجذاب إلى القصص المرئية. يستخدم متخصصو التسويق والاتصال بشكل خاص الفيديو بشكل منهجي. ويدمجونه في إستراتيجياتهم لسرد القصص المرئية، لتحقيق عدد من الأهداف الحاسمة إستراتيجيًا: من توصيل جودة منتج أو خدمة بشكل أكثر فعالية. إلى بناء وتعزيز هوية العلامة التجارية، إلى بدء وتوطيد المحادثة مع العملاء المحتملين أو العملاء الحاليين. من خلال سرد القصص المرئية، تحسن الشركات العلاقة مع جمهورها من خلال توجيه المشاركة العاطفية للمشاهد وتحفيزهم على اتخاذ إجراء. 2. بناء دليل اجتماعي من خلال محتوى من إنشاء المستخدمين يهدف التسويق العاطفي أولًا وقبل كل شيء إلى بناء الثقة ولا يمكنه فعل ذلك إلا من خلال زيادة مشاركة جمهوره المستهدف. إحدى أكثر الطرق فعالية لتحقيق هذا الهدف هي من خلال الشهادات المشتركة، والدليل الاجتماعي الذي يظهره تلقائيًا أولئك الذين اشتروا بالفعل منتجًا أو خدمة معينة واكتسبوا منها تجربة إيجابية. يتمتع المحتوى الذي ينشئه المستخدمون (منشورات على القنوات الاجتماعية. ومراجعات، ومقاطع فيديو تعليمية مرتجلة، وما إلى ذلك) بقوة إقناع كبيرة وينظر إليه على أنه جدير بالثقة لأنه صادق وأصلي وحقيقي. يفضل الناس الوثوق بنصيحة مستهلك حقيقي بدلًا من النصيحة المقدمة مباشرة من العلامة التجارية. هذا هو السبب في أن المراجعات عبر الإنترنت و 'الكلام الشفهي' لهما تأثير كبير على قرارات الشراء.