logo
هل يُعرّض ماسك إمبراطوريته الاقتصادية للخطر بخصومته مع ترمب؟

هل يُعرّض ماسك إمبراطوريته الاقتصادية للخطر بخصومته مع ترمب؟

الشرق السعوديةمنذ 14 ساعات

عندما شقَّ الملياردير المثير للجدل إيلون ماسك طريقه في السياسة الأميركية اختار تبنّي الشعبوية اليمينية، متحالفاً مع أحد أبرز نجوم هذا التيار في الولايات المتحدة والغرب عموماً، لكن ما أدخله إلى عالم صناعة القرار من أوسع الأبواب، قد يصبح على ما يبدو محطة فارقة في مسيرته المهنية، أو ربما تكون تبعاته أكثر خطورة وسلبية على مستقبله في عالم المال والأعمال.
تصدّر الخلاف بين ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترمب عناوين الأخبار حول العالم في الأيام الأخيرة، فحتى الأمس القريب كان الأول وزيراً للكفاءة الحكومية في إدارة الثاني، إلا أن العلاقة التي بدت وطيدة بين الرجلين تبيّن أنها تُخفي تناقضات واختلافاً وصل حد العداوة والتشهير ببعضهما البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكلاهما يملك منصة خاصة به، ولديهما عشرات ملايين المتابعين.
ورأى إدوارد لودلو، ولورين جروش، وجوشوا جرين في مقال مشترك نشرته "بلومبرغ"، أن ماسك بتأييده حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" التي يقودها ترمب وتُحظى بتأييد الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، دفع شريحة كبيرة من قاعدة عملائه الأصلية إلى النفور، ما أدى إلى تراجع علامة "تسلا" التجارية ومبيعاتها وحصتها السوقية حول العالم، ثم جاء الشقاق هذا الأسبوع على صورة انفصال شخصي وعلني عن ترمب، ما دفع الرئيس الذي يسيطر على أقوى حكومة في العالم إلى تهديدات بالانتقام.
وأضافوا: "بقطعه جسور التواصل مع عملائه، والآن مع الحركة السياسية التي موّلها وعززها لأشهر، يواجه ماسك الآن تلاقياً نادراً للتهديدات: انهيار الولاء للعلامة التجارية، وتذبذب الإيرادات، وتزايد المخاطر القانونية والتنظيمية، إذ تتعثر مبيعات (تسلا المتخصصة بإنتاج السيارات الكهربائية) بالفعل تحت وطأة الخلافات الحزبية. كما تواجه (سبيس إكس)، التي لطالما اعتُبرت رصيداً وطنياً استراتيجياً، تدقيقاً جديداً مع تحول الرياح السياسية. وقد تختفي قريباً البراعم الخضراء Greenshoots (مصطلح يستخدم بشكل عام للإشارة إلى علامات التعافي من الركود) في منصة (إكس) التي دفع ماسك 44 مليار دولار للحصول عليها، واستفاد لاحقاً من قربه للبيت الأبيض وإيرادات الإعلانات في دعمها".
وقال روس جيربر الرئيس التنفيذي لشركة "جيربر كاواساكي" التي قلّصت حصصها في شركة "تسلا" على مدى السنوات القليلة الماضية، إن "إيلون لا يعمل لصالح مساهميه".
وفي حديثه لتلفزيون "بلومبرغ" الخميس، بينما كان الانهيار لا يزال مستمراً، اعتبر جيربر أن سلوك ماسك يؤدي إلى "تفكيك إمبراطوريته في الوقت الفعلي".
"إجراءات انتقامية"
ومع وجود أعداء على كلا الجانبين، يجد ماسك نفسه في قلب عاصفة تُغذيها ثورة المستهلكين والعداء السياسي.
قال ستيف بانون، المستشار السابق لترمب، الذي لطالما انتقد ماسك، في مقابلة: "لن يشتري أحدٌ من اليمين سيارة تسلا، ولن يشتريها أحد من اليسار. إيلون ماسك رجلٌ بلا دولة".
وذهب بانون أبعد من ذلك، لافتاً إلى أنه "يُجري محادثاتٍ مستمرة على أعلى المستويات" في إدارة ترمب لدفعهم إلى إلغاء التصريح الأمني ​​لماسك واستخدام قانون الإنتاج الدفاعي للاستيلاء على "سبيس إكس"، و"ستارلينك"، بدعوى أنهما حيويتان للأمن القومي الأميركي.
وحتى لو لم يتخذ ترمب مثل هذه الإجراءات المتشددة، فإن خيارات الرد المتاحة للبيت الأبيض كثيرة. وقد يحاول الرئيس استخدام سلطة وكالات مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، والإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، وإدارة الطيران الفيدرالية لإلحاق ضررٍ حقيقي أو حتى مجرد إحداث فوضى تنظيمية متواصلة، تطال جميع أعمال ماسك ومصادر ثروته.
"انتكاسة اقتصادية"
ما أن خرج الخلاف بين ترمب وماسك إلى العلن حتى بدأت التداعيات الاقتصادية تظهر على إمبراطورية الثاني، إذ سرعان ما سجّلت بعض شركاته خسائر وتراجعاً في قيمتها.
وفي يوم واحد فقط، تسبب الخلاف بخسارة ماسك 34 مليار دولار من صافي ثروته الشخصية، وهي ثاني أكبر خسارة على الإطلاق في تاريخ مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات لأغنى 500 شخص على هذا الكوكب.
وفقدت شركة "تسلا" 153 مليار دولار من قيمتها السوقية الخميس، مع تراجع الأسهم الجمعة، وهي ليست المرة الأولى التي يواجه فيها ماسك خسارة للثروة، لكن تبدو الأمور متسارعة هذه المرة بفعل الخصومة الشديدة مع الرئيس الأميركي.
والحادثة الأكثر شهرة هي عندما كادت "تسلا" أن تُشهر إفلاسها بل أن تنهض من جديد وتصبح أكبر بائع للسيارات الكهربائية في العالم. ولاقى شراء ماسك لشركة "إكس" مقابل 44 مليار دولار انتقادات واسعة النطاق، إذ كانت ديون الشركة راكدة في دفاتر البنوك، لتنعكس تلك الثروات بعد انتخاب ترمب.
وأشار المقال إلى أن هناك أجنحة من المتشككين الذين تنبأوا على مر السنين بزوال "إمبراطورية ماسك" الوشيك، إلا أن أغنى رجل في العالم وأتباعه من المعجبين والممولين المستعدين لدفع مبالغ متزايدة من المال رهاناً على طموحاته أثبتوا خطأ هؤلاء المتشككين على الدوام.
وفي مقابلة الجمعة، على تلفزيون "بلومبرغ"، صرحت نانسي تينجلر، التي تمتلك شركتها 3.5% من محفظة نمو أسهم "تسلا" أن لدى ماسك "عادة التأرجح على حافة الدمار والتراجع في اللحظة الأخيرة".
وأشارت تينجلر، وهي الرئيسة التنفيذية وكبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة "لافر تينجلر" للاستثمارات، أن ماسك يحتاج لتخفيف حدة الخطاب والدراما والعودة إلى العمل، حيث "يمتلك المستثمرون أسهم تيسلا لتحقيق النمو، وليس للمبالغة".
وسيتعين على ماسك، حتى يحقق انتعاشاً جديداً لـ"تسلا"، إلى إقناع الناس بالبدء في شراء سياراته الكهربائية بوتيرة أسرع، وعكس التراجع المؤلم في المبيعات في الولايات المتحدة وأوروبا وحول العالم.
كما سيضطر أيضاً إلى جذب الركاب إلى خدمة سيارات الأجرة الآلية الجديدة في أوستن، حيث تراهن الشركة بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي والروبوتات والسيارات ذاتية القيادة. وضغط الملياردير على المشرعين للمساعدة في تمهيد الطريق أمام المركبات ذاتية القيادة، وهو أمر أيده ترمب في البداية.
وليس من الواضح الآن ما إذا كانت تداعيات خلاف ترمب وماسك ستُعقّد البيئة التنظيمية للسيارات ذاتية القيادة، وربما تُبطئ مسار شبكة سيارات الأجرة الآلية التابعة لشركة "تسلا".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد ضربات كييف بالمسيّرات.. هل تواجه واشنطن تهديداً مشابهاً؟
بعد ضربات كييف بالمسيّرات.. هل تواجه واشنطن تهديداً مشابهاً؟

العربية

timeمنذ 42 دقائق

  • العربية

بعد ضربات كييف بالمسيّرات.. هل تواجه واشنطن تهديداً مشابهاً؟

دفعت الضربة الأوكرانية المفاجئة بطائرات بدون طيار على أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية هذا الأسبوع، الجنرالات والمحللين إلى إعادة النظر في التهديدات التي تواجهها الطائرات الأميركية عالية القيمة في القواعد داخل البلاد وخارجها. وكشف الجنرال ديفيد ألفين، رئيس أركان القوات الجوية الأميركية، في مؤتمر دفاعي عُقد في واشنطن يوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة معرضة لهجمات مماثلة. "لا ملاذ آمناً في الأراضي الأميركية" فيما قال توماس شوجارت، الزميل المساعد في مركز الأمن الأميركي الجديد: "لا يوجد ملاذ آمن حتى في الأراضي الأميركية، لا سيما أن قواعدنا في الوطن غير محصنة تمامًا"، وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن". ويقصد شوجارت بـ "غير محصنة" عدم وجود ما يكفي من الملاجئ التي يمكن للطائرات الحربية الأميركية أن تستقر فيها، والتي تتمتع بالصلابة الكافية لحمايتها من الغارات الجوية، سواء كانت من طائرات بدون طيار أو صواريخ. كذلك شارك شوجارت في تأليف تقرير لمعهد هدسون في يناير/كانون الثاني، يُسلّط الضوء على التهديد الذي تُشكّله الصين على المنشآت العسكرية الأميركية في حال نشوب أي صراع بين القوتين العظميين. وكتب شوجارت وزميله تيموثي والتون: "تستطيع قوات جيش التحرير الشعبي الضاربة، من طائرات وقاذفات صواريخ أرضية وسفن سطحية وتحت سطحية وقوات خاصة، مهاجمة الطائرات الأميركية وأنظمة دعمها في المطارات حول العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة القارية". من جانبه، أوضح الجنرال المتقاعد في الجيش الأميركي ستانلي ماكريستال لشبكة "سي إن إن" يوم الثلاثاء: "نحن عُرضة للخطر إلى حد كبير". وتابع ماكريستال: "لدينا الكثير من الأصول عالية القيمة باهظة الثمن". في موازاة ذلك، أظهر محاكاة وتحليلات ألعاب الحرب أن "الغالبية العظمى من خسائر الطائرات الأميركية ستقع على الأرجح على الأرض في المطارات، وأن الخسائر قد تكون مدمرة"، كما كتب شوجارت ووالتون. قواعد بلا ملاجئ محصنة وأشار تقرير صادر عن مجلة القوات الجوية والفضائية العام الماضي إلى أن قاعدة أندرسون الجوية في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ، والتي تُعدّ ربما أهم منشأة جوية أميركية في المحيط الهادئ، والتي استضافت عمليات مناوبة لقاذفات بي-2 التي تبلغ قيمتها ملياري دولار، بالإضافة إلى قاذفات بي-1 وبي-52، لا تحتوي على ملاجئ مُحصّنة. في حين أقرّ ألفين، رئيس أركان القوات الجوية الأميركية، بالمشكلة يوم الثلاثاء. وقال ألفين في مؤتمر لمركز الأمن القومي الأميركي: "في الوقت الحالي، لا أعتقد أن هذا هو المكان الذي نحتاج أن نكون فيه". كما لفت ماكريستال إلى أنه يجب على الولايات المتحدة أن تنظر في كيفية حماية قواعدها والطائرات الموجودة عليها، ولكن أيضا في كيفية مراقبة المناطق المحيطة بتلك المنشآت. وأضاف ماكريستال: "هذا يُوسّع نطاق التهديدات التي يتعين عليك التعامل معها". إصابة 41 طائرة روسية يذكر أن مسؤولين عسكريين أوكرانيين صرحوا بأن 41 طائرة روسية أُصيبت في هجمات الأحد الماضي، بما في ذلك قاذفات استراتيجية وطائرات استطلاع، حيث دُمِّر بعضها وتضررت أخرى. وأظهرت التحليلات اللاحقة تدمير أو إتلاف ما لا يقل عن 12 طائرة، ولا تزال عمليات مراجعة صور الأقمار الصناعية مستمرة. ووفقاً لمصادر أوكرانية، استخدمت العملية الأوكرانية طائرات بدون طيار مُهرَّبة إلى الأراضي الروسية، مُخبَّأة في منازل خشبية متنقلة فوق شاحنات، وسُيِّرت بالقرب من أربع قواعد جوية روسية. وبعد الاقتراب من القواعد، فُتِحَت أسطح المنازل المتنقلة عن بُعد، ونُشِرَت الطائرات بدون طيار لشن ضرباتها. فيما كانت الطائرات الروسية رابضة مكشوفة على مدرج القواعد، تمامًا كما هو الحال مع الطائرات الحربية الأميركية في المنشآت داخل الولايات المتحدة وخارجها.

خلاف ترمب وماسك.. 5 رابحين من انفصال الرئيس والملياردير
خلاف ترمب وماسك.. 5 رابحين من انفصال الرئيس والملياردير

الشرق السعودية

timeمنذ 42 دقائق

  • الشرق السعودية

خلاف ترمب وماسك.. 5 رابحين من انفصال الرئيس والملياردير

أحدث الخلاف الحاد الذي نشب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإيلون ماسك هزة عنيفة في ديناميكيات السلطة بواشنطن، إذ في حين يهدم الملياردير جسوره مع البيت الأبيض وعالم MAGA (اجعل أميركا عظيمة مجدداً)، يستفيد العديد من منافسيه السياسيين والتجاريين من خلافه العلني. وبينما قد يستمتع أعداء ماسك بإقالته، قد يستفيد بعض أكبر منافسي ترمب أيضاً، إذ استعرضت صحيفة "ذا هيل" أبرز الرابحين من الحرب العلنية بين أغنى رجل في العالم والرئيس الأميركي. جيف بيزوس يمنح انفصال ماسك عن ترمب مؤسس شركة "أمازون" جيف بيزوس فرصة كبيرة لتحسين علاقته المضطربة مع الرئيس ودفع عجلة نمو شركته الفضائية "بلو أوريجين". وحتى قبل تحالف ماسك مع ترمب، كان الملياردير وبيزوس في خلاف لسنوات، حيث تنافس المليارديران على الهيمنة على سباق الفضاء في القطاع الخاص. وكانت شركة "سبيس إكس"، المملوكة لماسك، قد رسخت مكانتها كشركة رائدة في هذا المجال قبل انضمامها إلى ترمب، متجاوزةً "بلو أوريجين" بكثير في إجمالي عمليات الإطلاق، مع تقديم خدماتها لمحطة الفضاء الدولية. لكن علاقات ماسك المتنامية مع ترمب هددت بتعميق علاقة "سبيس إكس" بالحكومة، وسحب مليارات الدولارات من العقود الفيدرالية من "بلو أوريجين". ومع خروج ماسك من دائرة ترمب المقربة، أصبح لدى بيزوس الآن فرصة سانحة للبناء على أشهر من العمل لكسب ود الرئيس. وقبل انتخابات عام 2024، رفض بيزوس تأييد صحيفة "واشنطن بوست" لنائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، وهي خطوة سخر منها النقاد باعتبارها ذات مصلحة ذاتية. وفي مقال رأي لصحيفة "واشنطن بوست"، قال بيزوس إن قراره "اتخذ بناءً على مبادئ تحريرية فحسب"، لكنه أقر بأن إمبراطوريته التجارية أصبحت "معقدة". وكانت "أمازون" أيضاً واحدة من العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى التي تبرعت بمليون دولار لحفل تنصيب ترمب، ووقعت صفقة وثائقية مع ميلانيا ترمب بقيمة 40 مليون دولار. شركة بوينج يُعدّ خروج ماسك انتصاراً آخر لشركة "بوينج" بعد أشهر من التقدم المُحرز بعد سلسلة من الفضائح وثغرات السلامة. وفي الوقت الذي واجهت فيه "بوينج" تحقيقات فيدرالية في بروتوكولات السلامة الخاصة بالطائرات التجارية، عانت أيضاً من انتكاسة مُحرجة في جهودها المتعلقة بالمركبات الفضائية خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن. حيث أمضى رائدا الفضاء بوتش ويلمور وسوني ويليامز أشهراً عالقين في محطة الفضاء الدولية، بعد انطلاقهما من الأرض على متن مركبة "ستارلاينر" التابعة إلى "بوينج" في يونيو 2024، إذ تحوّلت المهمة التي كان من المفترض أن تستغرق أسبوعاً إلى محنة استمرت 9 أشهر، حيث تسببت العديد من مشاكل صيانة "ستارلاينر" في تأخير عودتهما إلى الأرض. ورفض بايدن آنذاك عرض ماسك بإعادة ويلمور وويليامز إلى الوطن مع مركبة "سبيس إكس دراجون"، وذلك في خضمّ خلافها مع الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا، إذ عقدت إدارة بايدن قمة للسيارات الكهربائية، لكنها تجاهلت ماسك، ما دفع الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إلى اتخاذ مسار مؤيد نحو ترمب. وهدّد ماسك، الخميس، بإيقاف مركبة "دراجون" في ظلّ تهديدات ترمب بإلغاء العقود الفيدرالية لشركة "سبيس إكس"، والتي كانت ستُضعف برنامج الفضاء الأميركي، وبينما تراجع ماسك عن هذا التهديد، فإنّ خلافه مع ترمب يمنح "بوينج" فرصةً للمضيّ قُدماً في أعقاب حادثة "ستارلاينر". سام ألتمان وOpenAI وقبل هذا الأسبوع، ربما كان أبرز خلاف بين ماسك وأحد حلفائه هو مع الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان. وخاض ماسك، أحد مؤسسي شركة الذكاء الاصطناعي غير الربحية التي تقف وراء تطبيق ChatGPT، معركة قضائية ضد ألتمان على الإنترنت بسبب قيادته للشركة. وانتقد ألتمان باستمرار خططه الرامية إلى تحويل OpenAI إلى شركة ربحية، وهي خطط أُلغيت منذ ذلك الحين، ورفع دعوى قضائية ضد الشركة بتهمة "الإخلال بالتزاماتها". كما أطلق ماسك شركة xAI، وهي واحدة من عدة شركات منافسة لـ OpenAI، ودمج روبوت الدردشة Grok في منصة X، منصة التواصل الاجتماعي التي يملكها أيضاً. ومع ذلك، تجاهل ترمب ازدراء ماسك لألتمان وجعل OpenAI لاعباً رئيسياً في مشروع Stargate، الهادف إلى بناء مراكز بيانات وطاقة للذكاء الاصطناعي. وأُجبر ماسك على قبول شراكة ترمب مع ألتمان، وتجاهل الرئيس اعتراض مستشاره على OpenAI عند الترويج لمزايا الصفقة. وقال ترمب في يناير، عندما سُئل عما إذا كان انتقاد ماسك يُزعجه: "لا، ليس كذلك.. إنه يكره أحد الأشخاص في الصفقة". ومع خروج منافس ألتمان اللدود من البيت الأبيض، أصبح الطريق ممهداً لدور أكبر في جهود ترمب لتعزيز الذكاء الاصطناعي. تحالف ترمب المناهض للهجرة وفي حين شارك ماسك ترمب دعمه لتشديد أمن الحدود، إلا أنه أمضى فترة عمله مع الرئيس على خلاف مع بعض أقرب مستشاريه وكبار قادة حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" MAGA. وحتى قبل تولي ترمب منصبه، اندلعت حرب حول تأشيرات H-1B بين ماسك وعدد من حلفاء ترمب الذين يعارضون بشدة استقطاب المهاجرين ويدعمون القيود الصارمة على الهجرة. واصطدم ماسك مع ستيف بانون، الخبير الاستراتيجي السابق لترمب، والناشطة اليمينية لورا لومر بشأن برنامج H-1B. وكتب ماسك، الذي ورد أنه حصل سابقاً على تأشيرة H-1B، في أحد منشوراته عبر منصته "إكس"، مدافعاً عن التأشيرات: "سأخوض حرباً بشأن هذه القضية التي لا يمكن أن تفهموها". وفي حين قال ماسك إن تأشيرات H-1B "ضرورية للتنافسية الأميركية"، اتهم بانون ولومر المليادرير ماسك بدعم "عملية احتيال" من شأنها تقويض برنامج ترمب "أميركا أولاً". كما اصطدم ماسك مع ستيفن ميلر، أحد كبار مستشاري ترمب في السياسة بالبيت الأبيض، ومهندس معظم أجندة الرئيس لتقييد الهجرة. في الأيام الأخيرة، كان ميلر في طليعة المدافعين عن مشروع قانون ترمب لخفض الضرائب والإنفاق، السبب الذي أدى إلى اندلاع الخلاف بين ماسك وترمب. وقال ميلر، الخميس، عبر حسابه في منصة "إكس": "مشروع قانون المصالحة يخفض الضرائب، ويغلق الحدود، ويُصلح نظام الرعاية الاجتماعية. إنه ليس مشروع قانون إنفاق. إنه أجندة الحملة المُقننة"، في هجوم واضح على ماسك، إن لم يكن بالاسم. وذهب بانون إلى أبعد من ذلك، حيث حثّ ترمب على الاستيلاء على شركة "سبيس إكس" وترحيل ماسك، وهو من مواليد جنوب إفريقيا، مشيراً إلى مزاعم بـ"انقضاء وضعه القانوني في البلاد". الحزب الديمقراطي وشهد الديمقراطيون بدايةً بائسة لعام 2025، لكن الخلاف بين ماسك وترمب يُعدّ بلا شك خبراً ساراً في الوقت الحالي. ومنحت المعركة الإلكترونية الفوضوية بين ترمب وماسك، الديمقراطيين بعض الراحة، بعد أشهر من المحاولات الفاشلة لعرقلة أجندة الرئيس، وتبادل الاتهامات بشأن انتخابات 2024، والانقسامات حول مستقبلهم، وغياب قيادة واضحة، ما أدى إلى تراجع شعبيتهم بشكل غير مسبوق. وسعى ترمب، الحريص على تهدئة الأمور، الجمعة، إلى تهدئة الخلاف مع ماسك، لكن أحد مساعديه في البيت الأبيض خلال ولايته الأولى قال إن "عزلة ماسك قد تؤدي إلى مزيد من الانقسامات في الحزب الجمهوري، ما قد يمنح الديمقراطيين متنفساً، بعد فترة صعبة استمرت 6 أشهر". وأضاف المساعد السابق في البيت الأبيض: "نعتقد أننا شهدنا جموداً تشريعياً حقيقياً، لكن مع إحياء قوة كتلة الحرية وزخمها، لا أعتقد أننا شهدنا شيئاً بعد.. ففي وقتٍ يحتاج فيه الجمهوريون إلى التوحد أكثر من أي وقت مضى، قد يتسارع إيقاع أخطر فصيل رأيته، وقد تجد قيادة الكونجرس قريباً أن سيطرتها أقل من أي وقت مضى". وكان الديمقراطيون يعتمدون بالفعل على أن يكون ماسك عبئاً انتخابياً في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، على الرغم من حذرهم من استغلال أمواله في السباق، وإذا نفذ ماسك تهديداته بمعاقبة الجمهوريين الذين صوتوا لصالح مشروع قانون ترمب، فإن هذا الانقسام في الساحة قد يعزز موقف الديمقراطيين أكثر.

«قرار ترمب» يدفع الإيرانيين للاستنجاد بـ«فيفا» قبل مونديال 2026
«قرار ترمب» يدفع الإيرانيين للاستنجاد بـ«فيفا» قبل مونديال 2026

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

«قرار ترمب» يدفع الإيرانيين للاستنجاد بـ«فيفا» قبل مونديال 2026

أثار حظر السفر الأخير الذي فرضه الرئيس الأميركي دونالد ترمب على 12 دولة، مخاوف في إيران بشأن وضع منتخب بلادها في بطولة كأس العالم، التي تقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك العام المقبل. وصعدت إيران رسمياً للمونديال المقبل، لكنها مدرجة على قائمة الدول المحظورة تماماً من دخول الولايات المتحدة، وهو ما أثار مخاوف من أن مشاركتها في البطولة قد تتأثر بقرار ترمب. ووصف موقع «شيعة نيوز» الإخباري قرار ترمب بأنه «جنوني» ودعا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للتدخل بأسرع وقت ممكن لمنع كارثة رياضية. وأضاف الموقع أن كأس العالم حدث رياضي عالمي وليس مكاناً لتسوية الخلافات السياسية. ووفقاً لمعلومات «وكالة الأنباء الألمانية» لا يرغب الاتحاد الإيراني لكرة القدم في التعليق على هذه القضية قبل إجراء القرعة الرسمية لمجموعات كأس العالم، حيث من الممكن أن تقام مباريات إيران في كندا أو المكسيك. وحتى لو لم يؤثر الحظر على المنتخب الإيراني، فإن دخول العديد من مسؤولي الاتحاد والصحافيين الرياضيين والمشجعين الإيرانيين غير مؤكد، وفقاً لما ذكره «شيعة نيوز». وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة منذ أكثر من 45 عاماً، ويعتبر البلدان عدوين سياسيين لدودين. ومع ذلك، يعيش ما يقرب من مليوني إيراني في الولايات المتحدة، وقد تمكن أفراد عائلاتهم دائماً من زيارتهم رغم الخلافات السياسية وصعوبة إجراءات الحصول على التأشيرة. وأصبحت هذه التجمعات العائلية محظورة الآن بسبب حظر الدخول الحالي. واتخذ ترمب قرار الحظر الأربعاء، قائلاً إنه «يجب عليه العمل لحماية الأمن القومي والمصالح الوطنية للولايات المتحدة وشعبها». ويقيد الحظر بشكل كامل دخول مواطني أفغانستان، وبورما، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store