
«ضربة» محتملة لإيران.. حسابات الكلفة والتأثيرات الإقليمية
تم تحديثه الجمعة 2025/3/28 10:58 ص بتوقيت أبوظبي
في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، يظل شبح المواجهة العسكرية حاضرا، وهو ما يطرح تساؤلات حول تداعيات ذلك.
مجلة "فورين بوليسى" وفي تحليل لها طالعته "العين الإخبارية"، استعرضت التداعيات المحتملة لأي ضربة أمريكية-إسرائيلية، وانعكاساتها على ميزان القوى الإقليمي إلى تأثيرها على الاستراتيجية الأمريكية العالمية، وحتى تداعياتها على المشهد الداخلي في إيران نفسها.
ونظرا لخطر المواجهة العسكرية بشأن البرنامج النووي الإيراني - الذي يُشير بعض المحللين إلى أنه على بُعد أسابيع فقط من إنتاج سلاح نووي قابل للاستخدام - طلبت مجلة "فورين بوليسي" من خبراء تقييم مدى تأثير ضربةٍ من الولايات المتحدة أو إسرائيل أو كليهما معا على السياسة الإيرانية، والديناميكيات الإقليمية على نطاق أوسع.
وأمس الخميس، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن بلاده أرسلت ردا على الرسالة التي بعث بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودعا فيها طهران إلى مفاوضات حول برنامجها النووي.
ولم يحدد عراقجي طبيعة الرد الإيراني ولا تاريخ إرساله.
وكانت الولايات المتحدة انسحبت عام 2018 خلال ولاية ترامب الأولى من اتفاق دولي مع إيران.
وبعد عودته إلى البيت الأبيض أعلن ترامب استعداده للتحاور مع طهران لتأطير أنشطتها النووية.
وفي موازاة ذلك، عزز ترامب سياسته القائمة على "الضغوط القصوى" بحق ايران، مع فرض عقوبات إضافية عليها والتهديد بعمل عسكري في حال رفضت العرض التفاوضي.
الهجوم قد يُرهق القدرات الأمريكية في آسيا
مهسا روحي، باحثة في معهد الدراسات الاستراتيجية الوطنية بجامعة الدفاع الوطني، أعربت عن اعتقادها أن أي ضربة عسكرية أمريكية إسرائيلية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية ، قد تؤدي إلى تداعيات إقليمية وعالمية واسعة.
ولفتت الباحثة إلى عدة سيناريوهات للعمل العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.
أحد تلك السيناريوهات الأكثر ترجيحا- بحسب روحي- هو شن غارات جوية منسقة تستهدف المنشآت النووية والبنية التحتية العسكرية ومراكز القيادة، بما في ذلك المواقع المحصنة تحت الأرض.
ويجادل المدافعون عن هذا النوع من العمليات بأنه قد يؤخر طموحات إيران النووية بشكل كبير على أقل تقدير، وقد يؤدي إلى استسلامها وتراجعها عن برنامجها النووي.
في المقابل، يرى المعارضون أن الضربة قد تدفع إيران إلى تسريع جهودها النووية بدلا من التخلي عنها. تضيف الباحثة نفسها.
وبغض النظر عن مدى نجاح الضربة في تأخير البرنامج النووي الإيراني، تشير روحي إلى أن التكلفة البعيدة المدى لمنع إيران من التسلح النووي ستكون "مرتفعة".
فمثل هذا العمل العسكري- برأيها- سيتطلب التزاما عسكريا طويل الأمد، وقد يتسبب في تصعيد إقليمي، مما يزيد من احتمالية دفع إيران نحو تطوير سلاح نووي فعليا.
علاوة على ذلك، قد يؤدي الهجوم إلى إرهاق الموارد العسكرية الأمريكية، مما قد يعرقل أولويات واشنطن الاستراتيجية، لا سيما في مواجهة تصاعد النفوذ الصيني.
ومن المرجح أيضا، أن تتصاعد الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية المحتملة، إلى صراع أوسع نطاقا، نظرًا لاحتمالية أكبر لشن ضربات انتقامية.
الداخل الإيراني والانتقام
سعيد جعفري، صحفي إيراني ومحلل في شؤون الشرق الأوسط، يقول إن أية ضربة عسكرية تستهدف إيران سيكون لها تداعيات بعيدة المدى، لا سيما على السياسة الداخلية الإيرانية.
وأشار جعفري إلى أن بعض جماعات المعارضة الإيرانية ترى في التدخل العسكري الأجنبي "فرصة محتملة لإحداث التغيير".
مستدركا "لكن بناء على التجارب السابقة، يبدو من المشكوك فيه أن يساعد مثل هذا الهجوم معارضي النظام الحاكم على الاقتراب من أهدافهم".
وأضاف "من غير الواضح ما إذا كان الهجوم العسكري سيمنع إيران حقا من تجاوز عتبة الأسلحة النووية".
إضافة إلى ذلك، قد تدفع الضربة العسكرية طهران إلى مراجعة استراتيجيتها النووية.
فبدلا من التخلي عن مشروعها النووي، قد ترى في السلاح النووي الضمانة الوحيدة لأمنها القومي وردع التهديدات المستقبلية، مما يسرّع سعيها لامتلاك قنبلة نووية.
كما قد يكون التأثير الإقليمي وخيما. بحسب االمحلل الإيراني. فقد حذرت طهران مرارا وتكرارا من أن أي ضربة عسكرية ضدها ستحول المصالح الأمريكية في المنطقة إلى أهداف مشروعة للرد.
aXA6IDQ1LjYxLjk5LjIyOSA=
جزيرة ام اند امز
US

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 37 دقائق
- البيان
«نووي إيران».. تقدم في المحادثات من دون حسم
وعقد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، جولة خامسة من المحادثات، بوساطة سلطنة عمان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، للتلفزيون الرسمي في روما: «الجولة الحالية من المحادثات حساسة بشكل خاص.. علينا أن ننتظر الموضوعات التي سيطرحها الطرف الآخر.. وسنحدد مواقفنا بناء على ذلك». وكتب عراقجي في تغريدة له على منصة «إكس»: «عشية سفري إلى روما للجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا.. معادلة التوصل إلى اتفاق ليست معقدة: سلاح نووي صفر = لدينا اتفاق.. تخصيب صفر = لا اتفاق.. لقد حان وقت اتخاذ القرار»، وفقاً لوكالة أنباء مهر الإيرانية. وأشارت الوكالة، إلى أن وزير الخارجية رئيس الوفد التفاوضي الإيراني، غادر صباح الجمعة، على رأس وفد سياسي يضم خبراء قانونيين وسياسيين ومصرفيين وماليين. إلى روما لإجراء الجولة الخامسة من هذه المحادثات مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف. ومن المقرر أن تدخل المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني مرحلة حاسمة في اجتماع روما.


صحيفة الخليج
منذ 39 دقائق
- صحيفة الخليج
سوريا ورفع العقوبات
استحقت سوريا رفع العقوبات الأوروبية عنها، وقبلها وعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعطاء دمشق فرصة في البناء وإعادة تأهيل البلاد بعد سنوات عجاف طويلة وصراع مرير من قتل وتدمير وتهجير ما جعل من سوريا دولة فاشلة رغم أهميتها وثقلها الإقليمي. رفع العقوبات ربما يكون الخطوة الأولى وخط البداية نحو وضع أسس متينة لدولة جديدة تحكمها العدالة والقانون وتسعى لمحو آثار الحرب، وقادرة على إدارة مكوناتها المجتمعية، ومواردها المادية بحكمة واتزان، ومن دون العودة إلى ثارات الماضي، أو تهميش، أو محسوبيات وفساد، وهذا ما يأمله كل سوري وعربي خصوصاً بعدما جربت كل صنوف العذاب والحرمان. لكن القصة لم تنته برفع العقوبات، بل إن الاستفادة من ذلك مرهون بشرط وضع خطط قوية لإعادة تأهيل الاقتصاد يقودها مختصون أكفاء، واستقرار أمني يجذب شركات الإعمار والاستثمار، وانفتاح سياسي على الأسواق العربية والعالمية، ونسج علاقات جيدة على أساس المصالح المتبادلة. ورغم التفاؤل، إلا أن التحديات القادمة كثيرة، والعثرات متتالية، خصوصاً أن الدولة تواجه تشظ داخلي، وعدم ثقة بين العديد من المكونات ما يهدد باشتباك داخلي. فقد حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ من أن «تقييمه هو أن السلطة الانتقالية، في ضوء التحديات التي تواجهها، قد تكون على بعد أسابيع - وليس عدة أشهر - من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد مدمرة، تؤدي فعلياً إلى تقسيم البلاد»، وهو لا يستند إلى قراءات فردية بل إلى رصد استخباراتي وقراءة سياسية عميقة لما يحدث في سوريا. وهذا ما يتحتم الالتفات إليه وقطع الطريق على هذه الحرب، التي لو اندلعت بالفعل، فإنها ستكون مقتلة يكتوي الكل السوري بها، وستدمر المزيد من البلاد المحطمة أصلاً، والتي تعاني الكثير، وهذا ما يسعى إليه المتربصون الكثر، الذين لا يريدون لسوريا تجاوز كبوتها والاستقرار. كما أن سوريا وجدت ظهيراً عربياً يدعمها ويقف معها في أزمتها، وهذه فرصة أخرى مهمة جداً في طريق عودتها إلى حضنها العربي الاستراتيجي، فهي تقوى بهذه العودة، كما العرب يقوون بسوريا قوية يكون لها كلمتها في المنطقة والعالم، فهذه البلاد تمتلك من المقومات ما يجعلها ذا مكانة بكل المجالات، في ظل شعب يعشق الانطلاق والنظر إلى الأمام، إذ إن النجاح كان دوماً رفيقه خلال سنوات الحرب، وما بعدها ستكون الانطلاقة صاروخية نحو النهوض إذا توفرت له الأرضية المناسبة. يقع على عاتق دمشق الآن الكثير، فالمهمة ليست سهلة، والتصرف بحكمة وروية وانضباط يعجل بقطف الثمار، وغير ذلك فإن سوريا التاريخ والحضارة معرضة لمزيد من الانهيار والسقوط، وهذا ما لا يريده أي عربي من المحيط إلى الخليج.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
روسيا وأوكرانيا تتبادلان 780 أسيراً في إطار عملية أعلنها ترامب
وصرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن العملية اكتملت بالفعل، لكن كييف وموسكو لم تؤكدا ذلك، في حين قال المصدر العسكري الأوكراني إنها لا تزال جارية. وكتب ترامب في منشور على موقع «تروث سوشيال»: «اكتملت للتو عملية تبادل رئيسية للسجناء بين روسيا وأوكرانيا.. العملية ستدخل حيز التنفيذ قريباً.. تهانينا للجانبين على هذه المفاوضات.. هل يمكن أن تفضي إلى أمر كبير؟». في الأثناء، أبدى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، شكوكاً بأن يكون الفاتيكان مكاناً محتملاً لإجراء محادثات السلام مع أوكرانيا. وقال لافروف: «سيكون من غير اللائق كثيراً بالنسبة إلى دول أرثوذكسية أن تناقش على أرضية كاثوليكية مسائل تتعلق بإزالة الأسباب الجذرية للصراع»، متهما كييف بتدمير الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية. وأضاف: «بالنسبة إلى الفاتيكان نفسه، لن يكون من المريح، في ظل هذه الظروف، استضافة وفود من دول أرثوذكسية». «مكان انعقاد المحادثات لا يمكن أن يقرره طرف واحد، يجب أن يحظى بموافقة الجانبين، في الوقت الحالي، لا يوجد قرار أو اتفاق بشأن موقع المفاوضات المقبلة.. هذا القرار سيتم اتخاذه عندما يحين الوقت المناسب». «لا يوجد حالياً مجال للتسوية».وأضاف إن هذه هي الطريقة الوحيدة لإجبار روسيا على أن تركن للسلام.وكتب قائلاً: «لن يتحقق السلام إلا عندما تعجز روسيا عن الهجوم». وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «دمرت منظومات الدفاع الجوي واعترضت 112 طائرة مسيرة أوكرانية، 24 منها كانت تتوجّه إلى موسكو». وفي منطقة ليبيتسك، على مسافة نحو 450 كيلومتراً جنوب شرق موسكو، تسبب تحطم طائرة مسيرة في منطقة صناعية في مدينة يليتس باندلاع حريق أدى إلى إصابة 8 أشخاص بجروح، وفق ما قال حاكم المنطقة إيغور أرتامونوف على «تلغرام».