logo
المجلس الأطلسي: ترامب وميلوني يملكان الفرصة لكسر الجمود في ليبيا

المجلس الأطلسي: ترامب وميلوني يملكان الفرصة لكسر الجمود في ليبيا

الوسط٠٥-٠٤-٢٠٢٥

حض مقال نشره المجلس الأطلسي (أتلانتيك كاونسل) الولايات المتحدة وإيطاليا على التدخل لحل الأزمة السياسية المستمرة في ليبيا منذ أكثر من عشر سنوات، محذرًا من أن استمرار الجمود الراهن يمنع دخول الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ويهدد بانزلاق البلاد صوب شبكة أكثر تعقيدا من التدخلات الأجنبية.
وقال كاتب المقال الباحث في برنامج رفيق الحريري بالمجلس الأطلسي ياسين رشيد، إنه يمكن لواشنطن وروما اسغلال وضعهما على المسرح الدولي لمحاربة «اللصوصية والفساد» المستشريان في ليبيا، وتسهيل عملية سياسية يقودها الليبيون أنفسهم، وحث إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على دعم خطة «ماتي» الإيطالية.
وأوضح أن الحافز لهذا التعاون الأميركي – الإيطالي يتمثل في تنسيق أكبر لمواجهة الطموحات الروسية والصينية المتنامية في ليبيا.
«احتكار» حفتر لموارد الطاقة في ليبيا
وفي حين تستعد المؤسسة الوطنية للنفط لطرح جولة التراخيص النفطية، هي الأولى منذ العام 2007، أشار المقال إلى «تقلب الإنتاج النفطي في ليبيا»، وتحدث عما سماه بـ«احتكار قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر لموارد الطاقة الوطنية خلال السنوات الماضية، ما تسبب في مزيد الهشاشة بالإنتاج النفطي».
كما لفت إلى تقارير سابقة كشفت تفاصيل «صفقة بين حفتر والصين» لشراء مسيرات عسكرية بمليارات الدولارات مقابل خام النفط، وقال: «استخدم حفتر شحنات الأسلحة تلك لاستعراض قوته، مستغلا مسؤولين تابعين للأمم المتحدة لتسهيل تلك الصفقة»، معتبرًا أن تلك الخطوة «تعكس رفض حفتر أي عملية سياسية تيسرها الأمم المتحدة من شأنها تهديد سلطته».
وأضاف المقال: «في ظل الجمود الراهن، لا يوجد ضمان للمستثمرين المحتملين أن حفتر أو القوات التابعة له لن تفرض إغلاقا شاملا للعمليات النفطية. من الصعب تخيل أن تفوز أي شركة بحقوق التنقيب والاستكشاف في حوض سرت دون موافقة معسكر حفتر مقابل ضمانات أمنية».
استغلال الشراكات الدولية
تابع كاتب المقال ياسين رشيد: «قد يستغل حفتر وحكومة (الوحدة الوطنية الموقتة) في طرابلس نتائج عمليات التنقيب، إذا كانت واعدة، للتفاوض على صفقات وخطط إنتاج مربحة بالنسبة لكل منهما، مما يعزز قبضتهما على المؤسسات الحكومية، ويفتح الباب أمام تدخل أجنبي أكبر».
يشمل ذلك، حسب رشيد، تقارب أكبر مع روسيا، في الوقت الذي تنسحب فيه الأخيرة من سورية عقب سقوط حليفها بشار الأسد. ورجح أن يفضل حفتر الاستثمارات الروسية والصينية في قطاع الطاقة على أوروبا أو الولايات المتحدة.
كما توقع أن «تضمن روسيا استمرار بيع نفطها في حين يعتمد حفتر على الدعم الأمني لموسكو للتفاوض من أجل دور رئيسي في مستقبل البلاد. ومن خلال العمل مع روسيا والصين، يبدو حفتر أكثر استعدادا لاستخدام العقود لتأمين الوصول إلى شحنات الأسلحة غير القانونية مقابل النفط».
إحياء التعاون الأميركي – الإيطالي لحل الأزمة الليبية
أمام الجمود السياسي الراهن، حذر المقال من أن «أي انخراط دولي في ليبيا دون دور أميركي واضح لتسهيل التوصل إلى اتفاق سياسي يهدد بانزلاق ليبيا نحو شبكة أكثر تعقيدا من التدخلات الأجنبية وعرقلة أي آفاق للنمو».
وأكد رشيد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحليفته المقربة رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني لاعبان رئيسيان في ليبيا، وقد سمح غيابهما لموسكو وبكين بتوسيع نفوذهما في البلاد.
وأوضح: «من خلال قيادة عملية سياسية متجددة، يمكن للولايات المتحدة وإيطاليا الاستفادة من تأمين عقود التنقيب عن موارد الطاقة في البلاد، ومساعدة أوروبا في تلبية احتياجاتها من الطاقة، مع ضمان حصول الليبيين على الديمقراطية التي أرادوها منذ العام 2011».
خطة «ماتي» الإيطالية
أشار المقال في هذا إلى خطة «ماتي» التي تعمل روما على تطويرها، داعيا ترامب إلى دعمها. وتهدف «ماتي» إلى ضمان وتسهيل مبيعات النفط والغاز الطبيعي من ليبيا إلى أوروبا، لتقليل اعتماد الأخيرة على الموارد الروسية. كما أنها تخدم طموحات روما في أن تصبح الوسيط الرئيسي للطاقة في أوروبا.
وقال رشيد: «تدرك ميلوني جيدا أنه دون حل سياسي واضح في ليبيا، ستظل هناك مخاطر تهدد أي استثمارات مباشرة في قطاع الطاقة»، واقترح أن تبدأ الولايات المتحدة وإيطاليا في دعم عملية سياسية جديدة، وفرض عقوبات على من وصفهم بـ«الطبقة اللصوصية في ليبيا» التي تسببت في عرقلة أي مساعٍ لحل الأزمة.
كما حض المقال واشنطن وروما على التركيز بشكل أكبر على المجتمع المدني ومجموعة موسعة من الخبراء في الشأن السياسي والاقتصادي داخل ليبيا وخارجها من أجل قيادة عملية انتقالية بتفويض وأطر زمنية وسلطات محددة وواضحة تقود البلاد صوب انتخابات وطنية.
وقد تشمل تلك العملية المتجددة كذلك التفاوض بشأن دور حفتر المستقبلي، وهنا تملك الولايات المتحدة النفوذ الأكبر لإقناعه بالجلوس على طاولة المفاوضات معتمدة على بعض الأوراق، بينها الجنسية الأميركية التي يحملها، وأصوله وممتلكاته في واشنطن.
كما أنشأ حفتر علاقة عمل ودية مع الرئيس ترامب خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض، مما يمنح الإدارة الأميركية الحالية فرصة غير مسبوقة للتفاوض مع معسكره بشأن مستقبل البلاد. وقال المقال: «أثبت ترامب أنه لا يخشى التفكير خارج الصندوق في ولايته الثانية، وهو موقف يمكن أن يساعد في إبرام اتفاق يُنهي الجمود الراهن في ليبيا»

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

CNN: إدارة ترامب كانت ترغب في استئجار الطائرة الهدية من قطر
CNN: إدارة ترامب كانت ترغب في استئجار الطائرة الهدية من قطر

أخبار ليبيا 24

timeمنذ 6 ساعات

  • أخبار ليبيا 24

CNN: إدارة ترامب كانت ترغب في استئجار الطائرة الهدية من قطر

أخبار ليبيا 24 إدارة ترامب تواصلت مع دولة قطر بشأن شراء طائرة من طراز بوينغ 747 كشفت شبكة CNN، نقلًا عن أربعة مصادر مطلعة، أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هي من بادرت بالتواصل مع دولة قطر بشأن شراء طائرة من طراز بوينغ 747، بهدف استخدامها كطائرة رئاسية مؤقتة، في ظل تأخر تسليم الطائرات الجديدة من قبل شركة بوينغ. هذه التفاصيل تناقض بشكل واضح تصريحات ترامب التي أكد فيها أن الطائرة كانت 'هدية مجانية' من القيادة القطرية. إدارة ترامب ترغب فى استئجار الطائرة وليس شراؤها وبحسب المصادر، فإن البنتاغون هو من بدأ التواصل مع شركة بوينغ مطلع ولاية ترامب، عندما تبيّن أن تسليم الطائرات الرئاسية الجديدة سيتأخر لأكثر من عامين. وأوضحت بوينغ حينها أن لديها عملاء دوليين، بينهم قطر، يملكون طائرات يمكن الاستفادة منها. وعليه، بدأت محادثات مع الدوحة بهدف استئجار الطائرة وليس شراؤها في البداية. كُلّف ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، بالتنسيق حول هذه الصفقة، وساعد في تسهيل التواصل مع الجانب القطري. ترامب: الطائرة كانت 'مساهمة' من قطر لصالح مكتبته الرئاسية رغم ذلك، أصر ترامب علنًا على أن الطائرة كانت 'مساهمة' من قطر لصالح مكتبته الرئاسية، ما أثار تساؤلات حول دقة تصريحاته، وأدى إلى موجة اعتراض من نواب في الكونغرس، بعضهم من حزبه الجمهوري. تحذّير من صعوبة تجهيز طائرة أجنبية كما حذّر مختصون في الأمن القومي من صعوبة تجهيز طائرة أجنبية سابقة للاستخدام الرئاسي الأمريكي، مشيرين إلى التكاليف المرتفعة والمخاطر الأمنية المرتبطة بإعادة تركيب أنظمة الاتصالات والحماية. قطر: الصفقة لا تزال قيد التفاوض القانوني من جانبها، أكدت الحكومة القطرية أن الصفقة لا تزال قيد التفاوض القانوني بين وزارتي الدفاع في البلدين، وستتم فقط في حال توافرت الشروط القانونية والأمنية المناسبة.

ترامب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية باسم «القبة الذهبية»
ترامب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية باسم «القبة الذهبية»

الوسط

timeمنذ 11 ساعات

  • الوسط

ترامب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية باسم «القبة الذهبية»

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية باسم «القبة الذهبية» بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض «خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا» مضيفا: «يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة». وقال إن الكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى «حوالى 175 مليار دولار» عند إنجازه، بحسب وكالة «فرانس برس».

حفتر اجتذب حلفاء كثُرًا للدبيبة.. تقرير فرنسي يكشف عن خطوات «الرجمة» لتصبح «مركزًا دبلوماسيًا جديدًا لليبيا»
حفتر اجتذب حلفاء كثُرًا للدبيبة.. تقرير فرنسي يكشف عن خطوات «الرجمة» لتصبح «مركزًا دبلوماسيًا جديدًا لليبيا»

الوسط

timeمنذ 13 ساعات

  • الوسط

حفتر اجتذب حلفاء كثُرًا للدبيبة.. تقرير فرنسي يكشف عن خطوات «الرجمة» لتصبح «مركزًا دبلوماسيًا جديدًا لليبيا»

استعرض تقرير فرنسي تحرك قائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر لمضاعفة المبادرات في إطار تعزيز علاقاته الدولية؛ حيث تعمل بنغازي على تحسين صورة دبلوماسيتها الرسمية، في حين تعقد تحالفات جديدة خلف الكواليس. وتحصي وجرى استقبال وفد عسكري أميركي في فبراير، ووزير الداخلية الإيطالي في مارس، بالإضافة إلى مسؤولين أتراك، وهي لقاءات تبدو عادية بالنسبة لبلد معرّض بشدة للتدخلات الخارجية على غرار ليبيا؛ لكنها ليست كذلك حسب رأي المجلة الفرنسية، فمنذ انتهاء الحرب في أكتوبر 2020، صارت حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» في طرابلس، برئاسة عبدالحميد الدبيبة، هي الممثلة الوحيدة لليبيا على الصعيد الدولي، خاصة بالاعتراف التي خصّتها به الأمم المتحدة، لكن من الواضح أن الحال لم يعد تمامًا على هذا الوضع. ويقول مصدر دبلوماسي أوروبي للمجلة يشتغل على الملف الليبي إن حفتر «صار ليس مقبولًا فحسب، بل أصبح لا يُستغنى عنه». وأضاف التقرير الفرنسي أنه «في حين زلزلت مواجهات عنيفة العاصمة طرابلس منذ 12 مايو، تتميز بنغازي باستقرار نسبي، بين العامين 2020 و2025، إذ تمكن المشير حفتر من تعزيز سلطته على شرق وجنوب البلاد، بفضل جهاز عسكري مُوحَّد، يرأسه حفتر»، على حد تعبير المصدر. وفيما يخشى البعض من أن تستغل قوات «القيادة العامة» الفوضى في طرابلس لشن هجوم جديد نحو غرب البلاد، كانت أول عملية اتصالية قامت بها بنغازي في 15 مايو، نشرت سلطات شرق ليبيا بيانًا دعت فيه الدبلوماسيين إلى «التحوّل إلى بنغازي الآمنة والمزدهرة»، ما كشف عن طموحات فريق حفتر على الصعيد الدبلوماسي. «شرعية» ذات بُعد دولي ولتعزيز ما سمته المجلة «هجومها الدبلوماسي»، طوّرت بنغازي جهازًا أكثر احترافية، ولئن بقي المشير وأبناؤه في دائرة الضوء، فإن حكومته أو السلطة التنفيذية الموازية التي أقيمت في بنغازي منذ 2022، لديها أيضًا وزارة شؤون خارجية. ويديرها الدبلوماسي المخضرم عبدالهادي الحويج في حي الفويهات جنوب بنغازي. ومنذ صيف 2023، يدير فريقه استراتيجيته الاتصالية أساسًا على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة «فيسبوك»، ويشارك في منشوراته صور الزيارات والمقابلات الرسمية العديدة. ووفق «أوريان 21»، يكمن المؤشر الرئيسي على تطبيع صورة محيط حفتر في زيارة وفود صغيرة من دول أو منظمات كانت في الأصل بعيدة جدًا عن بنغازي. في شهر أبريل 2025 وحده، التقى عبدالهادي الحويج بممثلي السفارة الفليبينية، وسفير الفاتيكان في ليبيا، والمدير الإقليمي للمنظمة غير الحكومية الفرنسية «أكتد». ويشرح المختص في العلوم السياسية والمتخصص في الشأن الليبي، جلال حرشاوي، «إنه أمر سطحي، لكنه يظهر أنه لم تعد هناك أي رغبة في تهميش حفتر مقارنة بالدبيبة». ويشير حرشاوي إلى «تغير موقف الأمم المتحدة تجاه حكومة الوحدة الوطنية أيضًا، لأن الدبيبة لم يترك السلطة في نهاية عام 2021، على الرغم من أنه التزم بذلك». وفي الأشهر الأخيرة، مد الشرق الليبي يده أيضًا إلى جهات تظهر حيادها بشكل علني. فبعد عدة زيارات إلى طرابلس منذ العام 2022، التقى السفير السويسري رسميًا المشير حفتر للمرة الأولى في سبتمبر 2024. وتؤكد المجلة أنه باسم هدف المصالحة، تضع الأمم المتحدة أيضًا أكثر فأكثر المعسكريْن على قدم المساواة، على الرغم من استمرار الاعتراف الرسمي بحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة». وحتى لو اتُهِمت بنغازي بتسهيل تدفقات المهاجرين إلى الولايات المتحدة أو تنظيم حصار نفطي في العام 2024، فقد أثبتت حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» أيضًا عدم قدرتها على ضمان الاستقرار في هذين المجالين؛ لذلك يستفيد فريق حفتر من الفقدان المتزايد للشرعية الديمقراطية والدبلوماسية لطرابلس. وقال المحلل السياسي جلال حرشاوي: «القول بأن بنغازي أصبحت المركز الدبلوماسي الجديد لليبيا سيكون مبالغًا فيه». ومع ذلك يبقى أن «النشاط الدبلوماسي للشرق يؤثر حتى على أقوى اللاعبين في المنطقة، هذه المرة بفضل الشبكات غير الرسمية واللقاءات المباشرة مع فريق حفتر، إلى درجة طمس نظام تحالفات كان حتى الآن مُجَزَّأ للغاية». تحالفات ومصالح جديدة وحاليًا، بدأ حتى الحلفاء التاريخيون لحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» في التقارب مع منافسيها من الشرق، على غرار تركيا، التي لعبت دورًا حاسمًا في الدفاع عن طرابلس في العام 2019، وقد أرسلت عدة وفود إلى حفتر في العامين 2024 و2025. وفي فبراير الماضي، أعلنت أنقرة نيتها فتح قنصلية في بنغازي، في حين استُقبل صدام حفتر باحتفال كبير من قبل رئيس أركان الجيش التركي في 4 أبريل 2025، لمناسبة الذكرى السنوية للهجوم الذي شنه حفتر على طرابلس قبل ست سنوات. كما نجح فريق حفتر أيضًا في اجتذاب حليف آخر كبير للدبيبة بسرعة، وهي إيطاليا، التي دعمت الغرب خلال حرب 2019. وتواصل روما الحفاظ على روابط مهمة مع نخب طرابلس، بمن فيهم قادة الميليشيات. وجهود التعاون التي تبذلها إيطاليا مع ليبيا في مكافحة الهجرة لا تخفي مطلقًا المصالح الاقتصادية التي تعتزم رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني تحقيقها في البلاد. وقد أعلنت روما، وهي أكبر شريك تجاري لليبيا، عن تنظيم أول منتدى أعمال في نهاية يونيو في بنغازي، مما سيصاحب استئناف رحلات شركة طيران إلى المدينة. يذكّر جلال حرشاوي أنه «من جانبهم، يركز الأتراك قبل كل شيء على الأعمال». بينما نجد الشركات التركية الكبرى للبناء والأشغال العامة بالفعل في مواقع البناء في مدينة درنة، التي دمرتها عاصفة دانيال في سبتمبر 2023 وفق التقرير الفرنسي. كما تعد «إعادة الإعمار» الكبرى التي أطلقها بلقاسم حفتر في أوائل العام 2024 أيضًا بأن تصبح ناقلًا قويًا للتقارب مع دول ابتعدت في وقت ما عن السوق الليبية. فالصين، المتهمة بالفعل بتسهيل نقل الطائرات المسيَّرة العسكرية إلى شرق ليبيا أعادت تنظيم غرفة التجارة في طرابلس، وأعلنت في 20 أبريل عن رغبتها في فتح مكاتب في بنغازي وسبها. في نهاية أبريل، زار بلقاسم أيضًا واشنطن بهدف مقابلة شركات أميركية والترويج لمشاريع صندوق إعادة الإعمار الخاص به، قبل أن يستقبله وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في باريس. في يونيو 2023، ثم في نوفمبر 2024، زارت العديد من الشركات البريطانية أيضًا بنغازي من أجل منتديات الأعمال، يرافقها سفير المملكة المتحدة مارتن لونغدن. من جهته، رافق نظيره الفرنسي، مصطفى مهراج، وفدين من حركة المؤسسات الفرنسية إلى صندوق إعادة الإعمار الخاص ببلقاسم حفتر، في يونيو ثم نوفمبر 2024. كلّ هذه جهود تندرج ضمن «ديناميكية إعادة الانخراط الاقتصادي في جميع أنحاء البلاد»، كما يشير مصدر دبلوماسي فرنسي. الإشكال في مجال الدفاع ومع ذلك، تظل بنغازي رسميًا غير قادرة على توقيع معاهدات ثنائية بين دولتين، مما يحبس بلقاسم حفتر في موقعه كمفاوض باسم صندوق إعادة الإعمار فقط. وفي وقت نجح المشير حفتر في إضفاء الطابع الرسمي على شراكة استراتيجية في عدة مجالات مع بيلاروسيا في فبراير 2025، يبقى الإشكال في مجال الدفاع، فمن حيث المبدأ، يمنع حظر الأسلحة الذي صوتت عليه الأمم المتحدة في العام 2011 أي شكل من أشكال التعاون العسكري. ومع ذلك، ينص تعديل أُدخل في يناير 2025 على استثناء «للمساعدة الفنية أو تدريب قوات الأمن المرافقة فقط لعملية إعادة التوحيد». وتوضح المجلة أن قلة من البلدان تبدو مستعدة لاتخاذ الخطوة والدخول في شراكة عن طريق الأسلحة مع فريق حفتر. وحتى باريس، التي أرسلت قواتها الخاصة لدعم «القيادة العامة» للتحرير خلال حملة ضد الجماعات المسلحة في عام 2016، تحافظ الآن على مسافة أمان. ووجب على فريق حفتر الاعتماد على حلفائه المقربين، وعلى قوى عالمية نادرة مثل أبوظبي وخاصة موسكو. وتوجد المجموعات شبه العسكرية الروسية مثل فاغنر و«أفريكا كوربس» منذ سنوات في عدة قواعد تسيطر عليها قوات «القيادة العامة». ويقود العسكريون الزيارات الروسية إلى الشرق، فقد زار نائب وزير الدفاع، يونس بك يفكوروف، بنغازي خمس مرات بين أغسطس 2023 ونوفمبر 2024. وفي مواجهة الطموحات الأفريقية للكرملين، تدمج الولايات المتحدة أكثر فأكثر «القيادة العامة» في تحركها الإقليمي. ودعت واشنطن جنودها إلى عدة مناورات مشتركة مع قوات طرابلس العام 2024، وشاركوا للتو في مناورات «الأسد الأفريقي 2025» في تونس - وهو يُعدّ أكبر تدريب سنوي للقيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم). وفي أوائل مارس 2025، نظمت الولايات المتحدة أيضًا تدريبًا جويًا بين ضباط من الغرب والشرق في سماء سرت على بعد كيلومترات قليلة من قاعدة القرضابية الجوية، المعروفة بإيواء العسكريين الروس. وإجابة على سؤال «لوريان 21» عن الموقف الأميركي تجاه التقارب بين موسكو وبنغازي، تؤكد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا أن «الهدف هو إظهار أن الولايات المتحدة هي أفضل شريك، سواء للقيادة العامة أو لحكومة الوحدة الوطنية، وأنها تقدم المسار الأكثر ملاءمة نحو التوحيد».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store