logo
مخاطرة ترامب التي وضعت أمريكا في قلب المواجهة بين إيران وإسرائيل

مخاطرة ترامب التي وضعت أمريكا في قلب المواجهة بين إيران وإسرائيل

شفق نيوزمنذ 4 ساعات

اتخذ دونالد ترامب، الرئيس الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي متعهّداً بأن يكون "صانع سلام"، خطوة دراماتيكية بزجّ الولايات المتحدة في الصراع المحتدم بين إيران وإسرائيل.
فبدلًا من جلب السلام إلى الشرق الأوسط منذ تولّيه السلطة، يُشرف ترامب الآن على منطقة على شفا حرب أوسع، حيث أصبحت أمريكا طرفًا نشطاً فيها.
وفي خطاب تلفزيوني وجّهه إلى الأمة من البيت الأبيض، بعد ما يزيد قليلاً على ساعتين من إعلانه عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن القوات الأمريكية قصفت ثلاثة مواقع نووية في إيران، وصف الرئيس الأمريكي العملية بأنها "نجاح مذهل".
وأعرب ترامب عن أمله بأن تفتح خطوته الباب أمام سلامٍ طويل الأمد، حيث لن تملك إيران بعد الآن إمكانية التحول إلى قوة نووية.
لكن إيران أعلنت أن موقعها النووي المحصن في فوردو لم يلحق به سوى أضرار طفيفة، وقد يتضح لاحقاً أي الطرفين كان محقاً في روايته.
وخلال مؤتمر صحفي، كان موجوداً فيه نائب الرئيس، جي دي فانس، ووزير الخارجية، ماركو روبيو، ووزير الدفاع، بيت هيغسيث، حذّر ترامب إيران من أنه إذا لم تتخلَّ عن برنامجها النووي، فسوف تواجه ضربات مستقبلية "أسوأ بكثير وأسهل تنفيذاً".
وأضاف ترامب أن "هناك أهدافاً عديدة متبقية"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستلاحقها "بسرعة، ودقة، ومهارة".
ورغم نبرة الفخر عند الرئيس ترامب، فإن استمرار التدخل العسكري الأمريكي في إيران قد يشكل سيناريو كارثياً بالنسبة للولايات المتحدة، وللمنطقة، وللعالم.
وقد حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من "دوامة من الفوضى" التي قد تنجم عن قرار واشنطن بتصعيد الصراع، مشيراً إلى أن الشرق الأوسط "يقف على حافة الهاوية".
وإذا ردّت إيران على الهجوم، كما حذّر المرشد الأعلى علي خامنئي، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للرد على التصعيد.
"أسبوعان" أصبحا يومين
وقد وضعت تصريحات ترامب مطلع هذا الأسبوع، التي قال فيها إن على إيران "الاستسلام دون قيد أو شرط"، الرئيس في موقف يصعُب عليه التراجع عنه، في حين وجدت إيران نفسها، من خلال تهديداتها، في زاوية مشابهة.
وهكذا تبدأ الحروب، وهكذا يمكن أن تتّسع لتخرج عن نطاق السيطرة، وتتجاوز حدود خيال الأطراف المعنية.
ويوم الخميس الماضي، منح دونالد ترامب الإيرانيين مهلة أسبوعين، لكن تبيّن أنها أقصر مما توقّعه الجميع — يومان فقط؛ ففي ليلة السبت، أعلن الرئيس الأمريكي أنه اتخذ قراره.
فهل كانت مهلة الأسبوعين مجرد خدعة؟ وهل كانت محاولة لاستدراج الإيرانيين إلى شعور زائف بالأمان خلال عطلة نهاية الأسبوع؟ أم أن المفاوضات التي جرت خلف الكواليس، بقيادة مبعوث ترامب للسلام، ستيف ويتكوف، قد انهارت تماماً؟
BBC
بعد الضربات مباشرة، لم تتضح الكثير من التفاصيل. لكن ترامب حاول، من خلال منشوره على وسائل التواصل الاجتماعي وخطابه التلفزيوني، فتح باب للسلام.
وربما يبدو هذا التصوّر مفرطًاً في التفاؤل؛ ففي الوقت الذي تبذل فيه إسرائيل جهوداً كبيرة لإضعاف القدرات العسكرية الإيرانية، لا يزال المرشد الأعلى يمتلك عدة أوراق عسكرية يمكن استخدامها.
وقد تتدهور الأمور بسرعة.
والآن تبدأ لعبة الانتظار: كيف ستردّ إيران على الهجمات التي استهدفت ثلاثة من مواقعها، بينها منشأة فوردو، التي تُعدّ جوهرة برنامجها النووي؟
ويأمل ترامب، على ما يبدو، أن تؤدي هذه الضربات إلى دفع إيران نحو تقديم تنازلات أكبر على طاولة المفاوضات. لكن من غير المرجّح أن تكون دولة، رفضت الحوار أثناء الهجمات الإسرائيلية، أكثر استعداداً له بينما تتساقط عليها القنابل الأمريكية كذلك.
ورغم محاولة ترامب الإيحاء بأن الضربة الأمريكية كانت عملية واحدة وناجحة، فإن فشل هذا التصور قد يضاعف الضغط عليه لشنّ ضربات إضافية، وإلا سيكون قد خاض مغامرة سياسية كبيرة مقابل مكسب عسكري محدود.
الرئيس "صانع السلام" يخاطر برد فعل سياسي
هذا الخطر يشمل مخاوف على الصعيد السياسي الداخلي، وكذلك مسائل تتعلق بالأمن الدولي.
فاحتمالية شنّ هجوم أمريكي على إيران كانت قد أثارت انتقادات حادة، ليس من الديمقراطيين وحسب، بل من داخل حركة ترامب نفسها "أمريكا أولاً".
وقد يكون قرار الرئيس غير المعتاد بإلقاء خطابه محاطاً بثلاثة من أقرب مستشاريه محاولةً لإظهار وحدة الصف داخل حزبه.
عُرف جي دي فانس بمواقفه المؤيدة لسياسة خارجية أمريكية أقل تدخلاً. ومؤخراً، ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي مدافعًا عن فكرة أن ترامب ما يزال مؤمناً بعدم التدخل، ويستحق من مؤيديه أن يمنحوه الفرصة وحسن الظن.
وإذا كانت هذه الضربة عمليةً واحدة، فقد يتمكن ترامب من تهدئة الانقسامات داخل قاعدته الشعبية. أما إذا جرّت هذه الخطوة الولايات المتحدة إلى صراع أوسع، فقد يواجه الرئيس تمرّداً من داخل صفوف مؤيديه.
فالهجوم الذي نُفذ يوم السبت يُعدّ خطوة عدائية من قبل رئيس تفاخر طوال ولايته الأولى بعدم خوض حروب جديدة، وكثيراً ما انتقد سلفه على جرّ البلاد إلى صراعات خارجية أثناء حملته الانتخابية العام الماضي.
لقد اتخذ ترامب خطوته، لكن المرحلة المقبلة ليست بالكامل تحت سيطرته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: نفذنا هجومنا على المواقع النووية الثلاثة في إيران
ترامب: نفذنا هجومنا على المواقع النووية الثلاثة في إيران

شبكة الإعلام العراقي

timeمنذ 2 ساعات

  • شبكة الإعلام العراقي

ترامب: نفذنا هجومنا على المواقع النووية الثلاثة في إيران

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استهداف المواقع النووية الثلاثة في إيران (فوردو ونطنز وأصفهان). وقال ترامب في منشور على موقع 'تروث سوشيال': 'نفذنا هجومنا على المواقع النووية الثلاثة في إيران (فوردو ونطنز وأصفهان)'. وأضاف، أن 'جميع الطائرات الأمريكية الآن أصبحت خارج المجال الجوي الإيراني'، مبينا أنه 'تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الأساسي في فوردو'. وتابع، أنه 'لا يوجد جيش آخر في العالم يمكنه أن يفعل هذا'. المصدر : وكالة الانباء العراقية

'ستريت جورنال' تكشف .. رسائل دبلوماسية من واشنطن إلى طهران عبر وسطاء عرب لخفص التصعيد
'ستريت جورنال' تكشف .. رسائل دبلوماسية من واشنطن إلى طهران عبر وسطاء عرب لخفص التصعيد

موقع كتابات

timeمنذ 2 ساعات

  • موقع كتابات

'ستريت جورنال' تكشف .. رسائل دبلوماسية من واشنطن إلى طهران عبر وسطاء عرب لخفص التصعيد

وكالات- كتابات: ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، اليوم الأحد، إن الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، أثار موجة من الجهود الدبلوماسية الإقليمية التي تستهدف منع المزيد من التصعيّد، مع تطمينات من الرئيس؛ 'دونالد ترمب'، أنه لا يسّعى إلى تغييّر النظام في 'طهران'. ونقلت الصحيفة الأميركية في تقريرٍ لها نُشر باللغة الإنكليزية؛ عن مسؤولين عرب قولهم، إن: 'الولايات المتحدة استخدمتهم لكي ينقلوا رسائل إلى إيران مفادها أن هجماتها قد انتهت، وأن الوقت قد حان للعودة إلى التفاوض'. المفاوضات وإلا… ! وأشار التقرير إلى أن: 'هذه الرسائل كانت تعكس دعوات ترمب للسلام؛ بعدما شنّت الولايات المتحدة هجماتها على إيران،'، مذكرًا بما قاله الرئيس الأميركي بعدما نفذَّت الهجمات بكلمته في 'البيت الأبيض'، إذ أعلن وهو يُشيّر إلى الجيش الأميركي: 'إنني آمل ألا نحتاج إلى خدماتهم (الجيش) بعد الآن، وإذا لم يتحقق السلام بسرعة، فسنُلاحق الأهداف الأخرى بدقة وسرعة ومهارة'. ونقل التقرير عن المسؤولين العرب قولهم؛ إن: 'الولايات المتحدة نقلت أيضًا رسالة مفادها إنها لا تسعى إلى الإطاحة بالنظام الإيراني'، مضيفًا أن: 'هذه الرسالة تلقى ترحيبًا من الحكومات في المنطقة؛ والتي تشعر بالقلق من خطر عملية انتقال فوضوية في هذا البلد بالقرب من حدودها، والذي يبلغ عدد سكانه نحو: (90) مليون نسمة'. واشنطن تبلغ طهران بأنها لا تريد تغيير النظام.. كما نقل التقرير عن مسؤول أميركي قوله؛ إن: 'إدارة ترمب تواصلت مع إيران لكي توضح لها أن هذا هجوم وحيد، وليس بداية لحرب من أجل تغييّر النظام'، لافتًا إلى أن: 'دول الخليج التي ناشدّت الولايات المتحدة بعدم التدخل في الصراع، تستّعد لاحتمال حدوث مزيد من التصعيد في المنطقة'. وذكر التقرير أن: 'إيران كانت هدّدت مرارًا قبل الهجوم الأميركي عليها، بتوسيع مساحة الصراع في حال تدخلت واشنطن، بينما تخشى دول الخليج من أن يتسبب اتساع نطاق الحرب إلى تعطل اقتصاداتها وبُنيتها التحتية الحيوية، وإغراق منطقة الشرق الأوسط في سنوات إضافية من الصراع في ظل عدم وجود مخرج مؤكد من هذ الوضع'. وفي وقتٍ سابق؛ ذكرت محطة (سي. بي. إس) الأميركية، اليوم الأحد، أن 'واشنطن' أبلغت 'طهران'؛ عقب الضربات الأخيرة على المنشأت النووية، إنها لا تنوي تغيّير نظام الحكم في البلاد. ووفقًا للمحطة: 'تواصلت الحكومة الأميركية بشكلٍ مباشر مع طهران؛ يوم الأحد، لإبلاغها بأن الضربة العسكرية' التي نفذّتها ضد أهداف إيرانية: 'هي كل ما خططت له'، أي أنها لا تنوي توجيه ضربات جديدة، وأن 'الولايات المتحدة': 'لا تسّعى إلى تغيّير النظام' الإيراني، في محاولة واضحة لاحتواء التصعيد وعدم الانزلاق إلى حرب شاملة في المنطقة.

'ليتوقعوا دودًا قاسية' .. 'الحرس الثوري' يؤكد صناعة إيران النووية السلمية لن تدُمر
'ليتوقعوا دودًا قاسية' .. 'الحرس الثوري' يؤكد صناعة إيران النووية السلمية لن تدُمر

موقع كتابات

timeمنذ 3 ساعات

  • موقع كتابات

'ليتوقعوا دودًا قاسية' .. 'الحرس الثوري' يؤكد صناعة إيران النووية السلمية لن تدُمر

وكالات- كتابات: أصدر (الحرس الثوري) الإيراني؛ بيانًا بعد العدوان الأميركي الذي استهدف؛ فجر اليوم الأحد، (03) منشآت نووية إيرانية، وقال (الحرس) في بيانه، إن 'الولايات المتحدة' بعدوانها على المنشآت النووية الإيرانية: 'أصبحت على الخط المتَّقدم للعدوان'. وتوعد البيان بالرد على هذا العدوان: 'ردًا قاسيًا يجعلهم نادمين'. وأكد بيان (حرس الثورة) أن العدوان الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية تم بالتنسيّق التام مع الكيان الإسرائيلي، مشددًا على أنه: 'انتهاك صارخ للقوانين والمقررات الدولية ولسيّادة إيران'. ورأى البيان أنه ومنذ اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي على 'إيران'؛ كان دعم 'واشنطن' الشامل له مكشوفًا، وتابع: 'لكن العدوان الأميركي اليوم أثبت للمرة الألف عجز المعتدين عن تغييّر معادلات الميدان'. وكشف بيان (الحرس الثوري) أنه تم تحديد مواقع تحليق الطائرات المشاركة في هذا العدوان ورصدها. ردود قاسية.. وشدّد بيان (حرس الثورة) على أن 'إيران' وانطلاقًا من حقها المشروع بالدفاع عن النفس: 'ستستخدم خيارات تتجاوز فهم وحسابات جبهة المعتدي الوهمية، وعليهم أن يتوقعوا ردودًا قاسية'، وأشار في هذا السياق إلى أن: 'القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة ليست مصدر قوة لها بل تُزيد من ضعفها'. وأضاف: 'لن نخشى ضجيج ترمب والعصابة الإجرامية التي تحكم البيت الأبيض وتل أبيب… وسنواصل عملياتنا الدقيقة ضد البُنى التحتية والمراكز الاستراتيجية للكيان الإسرائيلي'. وختم بالتأكيد أن الصناعة النووية الإيرانية السلمية: 'لن تُدمر في أي هجوم، وشبابنا سينهضون ببرنامجنا النووي'. وكانت طائرات أميركية قد شنّت؛ فجر يوم الأحد، عدوانًا على المنشآت النووية في (نطنز)، و(فوردو) و'أصفهان'، وذلك عبر إعلان الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'. وفي أول رد فعل رسمي إيراني على العداون الأميركي الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية؛ فجر اليوم الأحد، قال وزير الخارجية الإيراني؛ 'عباس عراقجي': 'لقد ارتكبت الولايات المتحدة، انتهاكًا جسيمًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة حظر الانتشار النووي؛ بمهاجمتها المنشآت النووية السلمية الإيرانية'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store