لهذه الأسباب الثلاثة تفشل "إسرائيل" في غزة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
ذكرت مقالة في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن أحد أبرز الدروس المستفادة من حروب "إسرائيل" المتواصلة يتمثل في المفارقة بين أدائها في الساحات الإقليمية مثل إيران ولبنان، وبين فشلها في قطاع غزة، مرجحا أن ذلك يعود إلى الإخفاق في المواءمة بين الأهداف المعلنة للحرب والواقع الميداني.
وفي مقالة للباحث الإسرائيلي والضابط السابق مايكل ميلشتاين، ذكر الكاتب أنه رغم الإنجازات الخارجية المزعومة ل"إسرائيل" في لبنان وإيران من خلال توجيه ضربات أفشلت ما كانا يعتقدان أنه فرصة تاريخية لتقويض "إسرائيل" على خلفية أزماتها الداخلية، إلا أنها لم تحقق إنجازا في غزة.
ويقول إن "إسرائيل" لا تزال "عالقة في المستنقع الغزّي"، حيث لم تحقق هدفي الحرب المعلنين: القضاء على البنية العسكرية والسلطوية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واستعادة جميع المحتجزين، ويقدم 3 تفسيرات لهذا الفشل.
تفسيرات ثلاثة
ويشرح مايكل ميلشتاين أن فجوة تعريف الهدف تعد السبب الأول لهذا الفشل، متابعا أن "إسرائيل"، في تعاملها مع إيران أو لبنان، تبنت أهدافا واضحة ومحددة يمكن قياسها، مثل تحييد التهديد العسكري لحزب الله أو إنهاء البرنامج النووي الإيراني.
في المقابل، فإن شعار "الانتصار الكامل" في غزة بقي غامضا وغير محدد، مما أدى إلى حرب مفتوحة دون أفق، تُعلن فيها "إسرائيل" بين الحين والآخر أنها باتت على أعتاب النصر، دون أن يتجسّد ذلك على الأرض.
ورغم أنه تجنب الإشارة إلى استمرار المقاومة الفلسطينية في غزة، ودورها في منع "إسرائيل" من تحقيق أهدافها، فإنه رأى أن هذه الضبابية في الهدف تُنتج خيبة أمل دائمة، وتُغذّي الانطباع بغياب إستراتيجية متكاملة.
كما أشار إلى بُعد آخر يزيد من تعقيد المواجهة في غزة، وهو الطابع الأيديولوجي والديني الذي يميّز العدوان الإسرائيلي هناك.
فمنذ بداية الحرب، رُفعت شعارات تتعلّق بضرورة ضم أراضٍ من القطاع وإعادة الاستيطان فيها، وهي شعارات لا تُرفَع في ساحات الصراع الأخرى مثل لبنان أو إيران.
ويعتقد الباحث أن هذا البعد الأيديولوجي يُغذي الشكوك والانقسام الداخلي بشأن أهداف الحرب، في مقابل إجماع إسرائيلي عادة ما يرافق المواجهات مع حزب الله أو إيران.
أما عن السبب الثاني، فيقول الباحث الإسرائيلي إن شكل القتال والمناورة البرية منعتا إسرائيل من تحقيق النصر.
ويوضح أن طبيعة الحرب في غزة، وبخلاف إيران ولبنان، تتسم بمستويات عالية من التعقيد والمخاطر بسبب المناورة البرية واسعة النطاق، والاحتكاك المباشر مع السكان المدنيين، وتكلفة السيطرة الأمنية والبشرية على القطاع.
ويضيف أن "إسرائيل" تمتص خسائر متواصلة، وأن الحرب تتحول شيئا فشيئا إلى حرب استنزاف غير منتجة.
ويلفت إلى أن ملف المحتجزين كان السبب الثالث لهذا الفشل، قائلا إن "وجود العشرات من الأسرى الإسرائيليين في قبضة حماس يضعف قدرة "إسرائيل" على المناورة، ويقيّد صانع القرار، كما أن الأسرى يشكّلون تذكيرا دائما بفشل 7 تشرين الاول، ويجعلون من كل تقدم عسكري قابلا للتراجع تحت ضغط المجتمع الإسرائيلي".
ويخلص الكاتب إلى أن الفجوة بين الأهداف المعلنة والواقع أدت إلى انزلاق "إسرائيل" إلى أوهام وخطط غير واقعية، مثل "تطوير حكم عشائري في غزة، أو استيراد نماذج نزع التطرف، أو محاولة شراء الولاءات عبر مساعدات غذائية أو دعم مليشيات محلية، وصولا إلى الحلم القديم بتطبيق "صفقة القرن" وإقامة مشروع "ريفييرا غزة" الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
ويصف هذه التصورات بأنها أوهام سياسية تنتج تعقيدا متزايدا وتعيق تحقيق الأهداف، وتؤدي إلى حرب استنزاف طويلة.
ويحذر الضابط السابق من أن إصرار القيادة الإسرائيلية الحالية، التي تتحمل فشل 7 تشرين الأول 2023، على تغيير الواقع في غزة يترافق مع غياب أي تفكير جدي في كلفة الاحتلال الكامل للقطاع أو تبعاته.
ويقول إن "استنزاف الجيش، خصوصا جنود الاحتياط، وتزايد أعباء التعامل مع مليوني فلسطيني في بيئة معادية، كل ذلك سيشكل قنبلة اجتماعية وأمنية موقوتة داخل إسرائيل نفسها"، وفق تعبيره.
ويختم بأن الدرس الأهم من المواجهة في غزة يتمثل في ضرورة تقليص الفجوة بين الأهداف والوسائل، والاعتراف بأن ما وصفه بـ"النموذج الناجح في مواجهة إيران ولبنان" لا بد أن يتضمن أيضا رؤية سياسية موازية للعمل العسكري، لا سيما إذا أرادت "إسرائيل" تجنب الوقوع في مستنقع لا نهاية له.
ويختتم ميلشتاين مقاله بالقول إن "النجاح في الساحة الإيرانية -إن حصل- قد يشكّل بوابة للانسحاب المنظم من غزة، بما يتيح إطلاق سراح الرهائن وفتح صفحة جديدة من التعافي في المجتمع الإسرائيلي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 2 ساعات
- الميادين
إيران تكسر "السماء الحديدية".. صواريخ طهران تخترق 8 طبقات من الدفاع الجوي الإسرائيلي
ثماني طبقات من الدفاع الجوي المحصّن، والتي كلّف إنشاؤها مليارات الدولارات، جعلت "إسرائيل" تطلق على أجوائها لقب "السماء الحديدية"، في إشارة إلى أنها لا يمكن أن تُختَرَق، بيد أن الصواريخ الإيرانية، أثبتت عدم صحة هذه المقولة، إذ بثت الفضائيات على الهواء مباشرةً، مشاهد السقوط المباشر للصواريخ على أهدافها في "تل أبيب" وحيفا والجنوب الفلسطيني المحتل. وتتألّف منظومة الدفاع الأكبر في العالم، نسبةً إلى مساحة الأراضي، من أنظمة إسرائيلية وأخرى أميركية، فضلاً عن بطاريات الدفاع الجوي المنتشرة في بلدان محيطة بفلسطين المحتلة. فما هي هذه الطبقات؟ وكيف استطاع السلاح الصاروخي الإيراني اختراقها؟ طوّرت "إسرائيل" العديد من أنظمة الدفاع الجوي، وأشهرها القبة الحديدية. وأُنشِئ هذا النظام، بتعاون بين شركة "رافائيل" للصناعات العسكرية، التي استهدفت إيران مقراً لها منذ أيام، وشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، بالإضافة إلى جهات أميركية. "القبة الحديدية" ترصد الصواريخ قصيرة المدى (4-70 كلم)، وتوفّر نطاق حماية يصل إلى 155 كلم مربع، وتتألّف بطاريتها من رادار لرصد الأهداف، ووحدة تحكم (أجهزة تحكم وتوجيه وعناصر بشرية)، إضافة إلى 3-4 منصات إطلاق لكل بطارية. وتبلغ كلفة صناعة البطارية الواحدة نحو 100 مليون دولار، فيما تبلغ كلفة صناعة الصاروخ قرابة 50 ألف دولار، وتطلق منصة الإطلاق الواحدة 20 صاروخاً اعتراضياً. إضافةً إلى "القبة الحديدية"، تشترك شركة "رافائيل" الإسرائيلية مع شركة Raytheon في صناعة نظام "مقلاع داوود"، الذي دخل الخدمة في عام 2017، وتبلغ كلفة صناعة البطارية الواحدة منه 250 مليون دولار، فيما تتراوح كلفة صناعة الصاروخ الاعتراضي الواحد بين 700 ألف ومليون دولار أميركي. ويتصدّى "مقلاع داوود" للمروحيات العسكرية، وبعض المقاتلات الجوية، فضلاً عن الطائرات المسيّرة، والصواريخ الباليستية متوسّطة المدى. ويبلغ مدى الصاروخ الاعتراضي 300 كلم كحد أقصى. شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI) ، بدأت منذ التسعينيات، بالشراكة مع شركة "BOEING" الأميركية، تطوير منظومة "السهم"، التي وصلت إلى جيلها الثالث ويجري العمل لصناعة الجيل الرابع، منذ إعلان إيران عن دخول صواريخ "فتاح 1" و"فتاح 2" إلى ترسانتها الصاروخية. وتُستخدَم هذه المنظومة لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وتعدّ أكثر أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية كلفة، إذ تبلغ كلفة صناعة صاروخ اعتراضي واحد لها نحو 3 مليون دولار أميركي. وترصد المنظومة 30 هدفاً "معادياً" في الوقت نفسه، وتطلق 6 صواريخ اعتراضية في المرة الواحدة. الكلفة المرتفعة لتشغيل نظام "القبة الحديدية"، دفعت الاحتلال الإسرائيلي، إلى إنشاء نظام أقل كلفة، وهو منظومة "الشعاع الحديدي"، والذي دخل الخدمة عام 2020، لكنه لم يُفَعّل بشكل كامل حتى الآن. ويتصدى هذا النظام، كما "القبة الحديدية"، للصواريخ قصيرة المدى، لكنه يعتمد في التصدي على أنظمة الليزر. سلاح الجو الإسرائيلي، شريك أيضاً، في تكوين "السماء الحديدية"، إذ يتم استخدام الطائرات الحربية النفاثة، والمروحية، والطائرات من دون طيار الهجومية، لصدّ هجمات المسيّرات، إضافة إلى بعض صواريخ "كروز" التي يتم رصدها مبكراً، في حالات قليلة. ويعدّ هذا الأسلوب في التصدي مكلفاً جداً، بالنظر إلى تكاليف الوقود ومصاريف الطيارين والفنيين، ناهيك بالصيانة بعد كل طلعة جوية. بالنظر إلى العرض السابق، يتبيّن أن الأنظمة الإسرائيلية تشكّل 5 طبقات حماية جوية، فيما تشكّل أنظمة الدفاع الجوي الأميركية المنتشرة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، طبقتين إضافيتين هما بطاريات "ثاد" و"باتريوت"، إضافة إلى سلاح الجو، الأميركي هذه المرة. بحسب شركة "Defense express"،المتخصّصة في تغطية السياسات العسكرية والصناعات الدفاعية، تستحوذ "إسرائيل" على 8 بطاريات "باتريوت"، معدّة "للاستخدام المحلي في إسرائيل"، فيما لا يوجد رقم معلن بشأن منصات إطلاق الصواريخ الاعتراضية التابعة لهذه المنظومة، لكنّ التقديرات تشير إلى وجود 32 منصة. وتتراوح تكلفة صناعة الوِحدة من هذه الأنظمة بين مليار وملياري دولار، فيما تبلغ كلفة تصنيع صاروخها الاعتراضي، الذي يصل مداه إلى 160 كلم، إلى 4 ملايين دولار كحد أدنى و10 كحد أقصى. ويُذكر أن هذا العدد لا يشمل البطاريات المنتشرة في القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، والتي تشترك في إسقاط الصواريخ الإيرانية. الأب الروحي لمنظومة "السهم" الإسرائيلية، نظام "ثاد"، وصل الأراضي المحتلة بعد تنفيذ القوات المسلحة الإيرانية عملية "الوعد الصادق 2"، في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، بأمر مباشر من الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، بهدف التصدي للصواريخ الباليستية التي تُطلق من اليمن أو إيران. ويتصدى "ثاد" للصواريخ الباليستية بمدى 200 كلم، ويستطيع رصد المقذوف على بعد 1800 كلم. ترفع هذه المميزات من تكلفة إنشاء وِحدة واحدة من هذا النظام، لتبلغ 1.25 مليار دولار، فيما تبلغ قيمة الصاروخ الاعتراضي الواحد المستخدم فيه نحو 12 مليون دولار. كمثيله الإسرائيلي، يشترك سلاح الجو الأميركي في التصدي للأجسام التي تستهدف "إسرائيل"، إذ تستخدم حاملات الطائرات الأميركية الموجودة في المنطقة، مقاتلاتها وأجهزة الرصد التابعة لها، فضلاً عن بعض السفن الحربية، في التصدي لتلك الأجسام. وتكلف عملية التصدي الواحدة الخزانة الأميركية ملايين عدة من الدولارات، في حين قد تصل هذه الكلفة إلى مليارات الدولارات في المعارك التي تستمر لأسابيع. رغم عدم مشاركتها الكبيرة في التصدي للمقذوفات التي تستهدف الأراضي المحتلة، فإن بعض أنظمة الدفاع، في ما يسمى "دول الطوق"، تشارك في بعض الأحيان في التصدي للمسيرات الإيرانية، المتجهة نحو الأراضي المحتلة، أو تساهم في الإنذار المبكر لرفع جهوزية أنظمة داخل كيان الاحتلال. وعلى الرغم من هذه الطبقات الثماني من أنظمة الدفاع الجوي، استطاعت الصواريخ الإيرانية إصابة أهداف مباشرة، منها لمواقع حساسة وذات أهمية داخل الكيان، كمحيط مقر "الموساد"، ومقر وزارة "الأمن" (الكرياه)، ومبنى البورصة الإسرائيلية، ومعهد "وايزمان"، كما حقّقت المسيرات إصابات مباشرة أيضاً، آخرها كان ما أعلنت عنه وسائل إعلام عبرية، اليوم السبت، في منطقة بيسان، شمال شرق القدس المحتلة. يمتلك الاحتلال الإسرائيلي، أكبر منظومة دفاع جوي، نسبة للأراضي التي يحتلها، لكن هذه المنظومة تحمل ثغرة، كما كل أنظمة الدفاع في العالم، وهي استخدام الطرف المهاجم أسلوب الإغراق، حيث يُستخدم في العمليات أساليب مركبة، تقوم على إرسال عدد من الطائرات المسيّرة الانتحارية والصواريخ التي من شأنها إنهاك الدفاعات لفتح المجال الجوي أمام الصواريخ الأكثر دقة وقدرة تدميرية. في السياق، قال حرس الثورة في إيران، خلال إعلانه عن إحدى موجات "الوعد الصادق 3"، قبل يومين، إنه بدأ "هجمات المركبة بالصواريخ والطائرات المسيّرة". ومع محدودية المخزون الإسرائيلي من الصواريخ الاعتراضية لمنظومتي "ثاد" و"السهم"، تلجأ "إسرائيل" إلى إعطاء الأولوية للدفاع عن الأهداف "الحساسة"، واختيار أهداف الصواريخ الاعتراضية بعناية. تقييمات استخبارية أميركية وإسرائيلية، أوردتها "واشنطن بوست"، نقلاً عن مصدر مطلع، أفادت بأن "إسرائيل قادرة على الحفاظ على دفاعها الصاروخي لمدة 10 أو 12 يوماً إضافياً، إذا حافظت إيران على وتيرة ثابتة للهجمات، من دون إمدادات من الولايات المتحدة أو مشاركة أكبر من القوات الأميركية". وأضاف المصدر أن أنظمة "إسرائيل" قد لا تتمكن، في وقت مبكر من هذا الأسبوع، من اعتراض سوى نسبة أقل من الصواريخ، نظراً لضرورة ترشيد الذخائر الدفاعية، وتابع: "سيتعيّن عليهم اختيار ما يريدون اعتراضه، النظام مُثقل بالفعل"، بحسب الصحيفة. أعلن التلفزيون الإيراني،في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الصواريخ التي استخدمها حرس الثورة لأول مرة هي صواريخ "فتّاح"، وأن الصواريخ هذه المرة "غير قابلة للاعتراض". وفي بيان نقلته وكالة "تسنيم"، حذّر حرس الثورة الإيراني من أن الضربات القادمة "ستشهد استخداماً أوسع للصواريخ الفرط صوتية". ويستطيع الصاروخ الفرط صوتي تجاوز الصواريخ الاعتراضية بسرعة تفوقها، إلى جانب تخطي مناطق تغطية الرادارات المعادية، والالتفاف حول العوائق أياً كان نوعها سواء كانت جبالاً أو مباني أو غيرها. الميزة الثانية، وربما الأهم، أن هذا الصاروخ يستطيع تغيير اتجاهه إلى مسارات منخفضة قريبة من سطح الأرض، محافظاً على سرعته الهائلة. ونتيجة لذلك، فإن رادارات الإنذار المبكر المعادية لا تلتقط إشارات التحذير إلا قبل فترة وجيزة جداً من وصول الضربة، وهو ما يعطّل القدرة على اتخاذ قرار الاعتراض في الوقت المناسب. ويشترك في عملية تجاوز الدفاعات الجوية، أساليب أخرى كالخرق السيبراني، بحسب ما تفيد به وسائل إعلام عديدة، فيما تظل بقية الأساليب قيد الغموض، مع عدم الإفصاح عنها.


ليبانون ديبايت
منذ 2 ساعات
- ليبانون ديبايت
رسمياً... مرقد نصرالله ينعى "درع السيد"!
نعى مرقد سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رض)، مساء اليوم السبت، الشهيد الحاج حسين خليل، في بيان جاء فيه: "بمزيد من الرضا والتسليم بقضاء الله تعالى، وبالفخر بالوفاء بالعهود، ينعي مرقد سيد شهداء الأمة (رض) الحاج حسين خليل (أبو علي)، خادم المرقد الشريف والوفي للسيد (رض) في حياته وبعد استشهاده، والذي ارتقى شهيداً جراء العدوان الإسرائيلي على إيران". وأضاف البيان، "نسأل الله تعالى أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان". وقد استُشهد أبو علي الخليل، المرافق الشخصي للأمين العام السابق لحزب الله، الشهيد السيّد حسن نصرالله، في غارة جوية إسرائيلية دقيقة استهدفت مركبة كانت تقله داخل الأراضي الإيرانية، أثناء عبوره من العراق باتجاه طهران، برفقة القيادي في الحشد الشعبي السيّد حيدر الموسوي. وبحسب معلومات مؤكدة، نُفّذت الغارة بواسطة طائرة مسيّرة إسرائيلية بعد وقت قصير من دخول الخليل والموسوي إلى إيران، عبر أحد المعابر الحدودية البرية.


شبكة النبأ
منذ 3 ساعات
- شبكة النبأ
معركة المصير وبداية زوال الكيان الصهيوني
يعاني الكيان سياسياً من حكومة إئتلافية ضعيفة للغاية، ليس لها أغلبية إلا بفارق نائب واحد في الكنيست، وتشقق وتصدع حاد بين الفرقاء وصراع زعامات، وتباين في جهات النظر والاختلاف إزاء معظم القضايا، فضلاً عن التصدع الاجتماعي داخل المجتمع الصهيوني، وتراجع العقيدة في بقاء أو استمرار الكيان... دأب الكيان الصهيوني انطلاقاً من طبيعته العدوانية القائمة على العلو والاستكبار وتجاهل حقائق الميدان التي باتت تتغير بسرعة كبيرة لغير صالحه، وتجاهله لتحذيرات الحلفاء قبل الخصوم من إقدامه على أي عمل عسكري عدواني، أقدم على اغتيال القائد في حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس (الجناح العسكري للحركة) تيسير الجعبري. وإن ما قام به الكيان الصهيوني يرجح أن يتلقى عنه رداً عنيفاً قاسياً، في ضوء مؤشرات ردود المقاومة الفلسطينية خلال جميع المواجهات السابقة، خاصة في حرب سيف القدس التي دامت 11 يوماً قبل أقل من عام من الآن، إذ تكبد خلالها هذا الكيان خسائر فادحة رغم التكتم الشديد عن طبيعتها الحقيقية، وبات شعب الكيان رهين الملاجئ طيلة أيام تلك الحرب، وتعطلت مطاراته وحركة الحياة العامة فيه. بيد أن العوامل المستجدة في هذه المواجهة التي لم يتأملها بتعقل، أو يدركها وفق المعطيات المتغيرة لغير صالحه محلياّ وإقليمياً ودولياً، سواء بسواء. فعلى الصعيد الأول يعاني الكيان سياسياً من حكومة إئتلافية ضعيفة للغاية، ليس لها أغلبية إلا بفارق نائب واحد في الكنيست، وتشقق وتصدع حاد بين الفرقاء وصراع زعامات، وتباين في جهات النظر والاختلاف إزاء معظم القضايا، فضلاً عن التصدع الاجتماعي داخل المجتمع الصهيوني، وتراجع العقيدة في بقاء أو استمرار الكيان، وحديث بعض قادة الكيان مما يسموه لعنة العقد السابع، إذ جرت مجريات التاريخ وفق اعتقاداتهم أن دولهم التي قامت، لم تعمر أكثر من سبعين عاماً، وقد بلغت دولتهم الآن هذا الأمد! كما دأب الكيان على شراء بعض الجزر من اليونان وسواها تحسباً لأي طارئ أو ترجمة فعلية لمخاوفهم التي يعيشونها. أما على الصعيد الإقليمي الذي فشلت فيه جميع المشاريع الصهيونية مع كل الدفع والضغط والتهديد الأمريكي، آخرها في قمة التنمية والأمن في جدة التي حضرها الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن لحث بعض الدول العربية والخليجية على إنشاء ناتو عربي أو شرق أوسطي بقيادة الكيان، بحجة الوقوف بوجه إيران، فضلاً عن تزايد حدة الأزمات مع بعض دول الجوار للكيان، نتيجة قيام الأخير بمحاولة التنقيب و سرقة الغاز من الحقول اللبنانية كحقل كريش مما دفع أمين عام حزب الله حسن نصر الله للتهديد أكثر من مرة، وفي آخره حدد موعد حرب سيبدأها الحزب بين شهر آب وأيلول إن لم يسحب الكيان سفنه. كما تعددت اعتداءات الكيان وقصفه لسورية بحجج شتى منها تواجد قوات إيرانية أو نقل أسلحة لحزب الله. وعلى الصعيد العالمي فالكيان يعاني أكثر مما مضى من قلة التأييد والدعم المعتاد من حيث الشدة والكثافة من حلفاء استراتيجيين يأتي في مقدمتهم الولايات المتحدة والغرب، بفعل تزايد أكلاف دعم الكيان وتزايد عدوانه، وما يعانيه هؤلاء الداعمين جراء الحرب الروسية الأوكرانية ومعاناتهم من أزمات طاقة وركود اقتصادي وتضخم، وتصاعد أصوات الضجر والملل والسخط الشعبي نتيجة سياسات حكوماتهم، وخشية هذه الحكومات من خروج تظاهرات واحتجاجات وفوضى بفعل تلكم الأزمات، وهو ما نرجح وقوعه قريباً. على ألا ننسى تدهور العلاقات الروسية - الصهيونية بسبب من دعم الكيان لأوكرانيا، ولهذا نتائج بالضد من مصلحة الكيان فقد تلجأ روسيا للانتقام من الأخير بوسائل شتى، منها جواز استخدام القوات السورية صواريخ S300 التي زودتها بها، فبوسع تلك الصواريخ إسقاط أحدث الطائرات الصهيونية الــ F35 الأمريكية، وهذا يعني كسر لقواعد اشتباك لم تكن مألوفة من قبل طوال تاريخ الصراع العربي الصهيوني، ويزيل عنصر التفوق الصهيوني الذي دأب الكيان حسمه لصالحه. ولعل أهم ما يجعل هذه المعركة مصيرية وحاسمة ولصالح قوى المقاومة وقد تكسر شوكة الكيان الصهيوني وتنذره بالزوال السريع هو: 1. توحد مواقف قوات المقاومة على مختلف توجهاتها وجغرافيتها. 2. السلاح الذي تمتلكه قوات المقاومة من حيث الكم والنوع ودخول سلاح المسيرات الذي نجح في تغيير وكسر معادلات عسكرية حكمت لصالح الكيان في المواجهات السابقة، وقد برعت قوى المقاومة في صناعته واستخدامه بشكل كبير يصعب مواجهته أو الحد من أضراره، والذي سيشل القبة الحديدية الصهيونية والتي عجزت عن صد صواريخ حماس في معركة سيف القدس نتيجة كثافتها، فضلاً عما تخبئه المقاومة من صواريخ نوعية لم يجرب الكيان التعامل معها من قبل. 3. طبيعة الضربات التي سيتلقاها الكيان من حيث طبيعتها ومكانها، إذ ستطال كامل إقليم الكيان وبناه التحتية، وقد تستهدف معامل غاز الأمونيا كما هدد أمين حزب الله السيد حسن نصر الله، أو قد تذهب ابعد من ذلك في استهداف مفاعل ديمونة النووي. 4. قد تدخل إيران في المعركة مباشرة إذا ما تطلب الوضع وطبيعة المواجهة وأبعادها خاصة إذا تعرضت قواتها أو حلفاءها لأي ضربات موجعة، أو كانتقام لعملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني وعلماء إيرانيين فضلاً عن الأعمال التخريبية داخل المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية. وتأسيساً على ما سبق فإن الكيان قد وقع في خطأ الحساب الاستراتيجي، وإن الكيان الصهيوني بعد هذه المواجهة ليس هو ما قبلها، وإنه على مشارف الزوال إذ يعيش لحظات لفظ الأنفاس الأخيرة، فغدت مسألة زواله مسألة وقت قصير ليس إلاّ، وعلى الشعوب العربية والإسلامية زيادة الدعم والإسناد مادياً ومعنوياً لديمومة زخم قوات المقاومة والتعجيل بنهاية هذا الكيان المصطنع، فالعالم على مشارف أبواب نظام عالمي جديد ليس للكيان الصهيوني مكان مؤثر فيه، وأن عصر الأفول الأمريكي الغربي قد بدأ فعليا لاسيما بعد تصاعد الدور الروسي في إضعاف الهيمنة الأمريكية على العالم والذي عززته المواقف والأفعال الصينية والإيرانية في هذا الاتجاه وبالتزامن مع الانتصارات الروسية في الحرب مع أوكرانيا. * متخصص في العلاقات الدولية والدبلوماسية