
قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين قد تحدد شكل العلاقات الدولية: الدوافع وحزمة المقايضات المحتملة
انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي
(ناتو)، وضرورة الانطلاق من الأوضاع الميدانية على الأرض، وإلقاء مسؤولية استمرار الحرب على الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
اجتماع ويتكوف ـ بوتين
شكل الاجتماع الخامس بين المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وبوتين، الأربعاء الماضي، في موسكو، نقطة انعطاف في جهود إنهاء الحرب الأوكرانية، وربما يشكل نقطة تحول في علاقات البلدين والسياسة العالمية. وعلى الرغم من أن اجتماع ويتكوف ـ بوتين، جاء قبل يومين من انتهاء مهلة حددها ترامب لروسيا للشروع في مسار سلمي لإنهاء الحرب، وإلا تعرضت مع حلفائها لعقوبات، إلا أن التسريبات المتتالية منذ انتهاء الاجتماع، كشفت أن ويتكوف ناقش في الكرملين اقتراح الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وقدم عرضاً إيجابياً للغاية يصعب رفضه بالنسبة لروسيا. وحسب ما رشح، فإن العرض الأميركي يسمح لبوتين بإنهاء الحرب مع وقف إطلاق النار في أوكرانيا، والبدء بتسوية سياسية تتضمن الاعتراف الفعلي بالمكاسب الإقليمية التي حققتها موسكو جراء الحرب، عبر تأجيل هذه القضية لمدة 49 أو 99 عاماً. ولاحقاً ظهرت تسريبات تفيد بأن بوتين وافق على وقف إطلاق النار عند الخطوط الحالية في زابوريجيا وخيرسون في حال انسحبت أوكرانيا من كامل أراضي دونيتسك ولوغانسك.
العرض الأميركي يسمح لبوتين بإنهاء الحرب مع وقف إطلاق النار
وحسب التسريبات، فإن الولايات المتحدة توافق على رفع معظم العقوبات المفروضة على روسيا، وعلى المدى البعيد العودة إلى التعاون في مجال الطاقة، أي استيراد الغاز والنفط الروسيين، حسب جدول زمني يتم التوافق عليه. ولم تتلقَّ موسكو أي وعدٍ بوقف الدعم العسكري لأوكرانيا، ولكن إدارة ترامب لم تقرّ أي حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا. وفي حال توافق الزعيمان على إنهاء الحرب، فسيقدم ترامب تنازلات كبيرة لروسيا، وسيوافق بوتين على وقف إطلاق النار من دون تحقيق أهدافه كاملة.
في هذا الإطار، بدا أن بوتين سعى إلى تمهيد أجواء قمة ألاسكا عبر تقديم تنازلات، ولكن مع الترويج بأنها انتصار له، وفي نهاية الأسبوع الماضي اتصل بوتين بزعماء تسع دول، وفي مقدمهم الحلفاء في مجموعة "بريكس"، مثل الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، إضافة إلى زعماء من دول الاتحاد السوفييتي السابق. كما عقد اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي كان لافتاً فيه عدم مشاركة نائب رئيس المجلس، الرئيس السابق دميتري ميدفيديف، في إشارة واضحة إلى رغبة روسيا بالذهاب إلى قمة ألاسكا بإيجابية، لمنع خطر انزلاق البلدين إلى مواجهة نووية، بعد السجال بين ترامب وميدفيديف وقرار
ترامب نشر غواصتين نوويتين
. ومما يوحي بتوجه بوتين نحو حلول وسط مع ترامب، عدم اتصاله بأهم حليفين قدما دعماً عسكرياً له في الحرب مع أوكرانيا وهما إيران وكوريا الشمالية.
تقارير دولية
التحديثات الحية
ألاسكا... ولاية باعتها روسيا لأميركا تستضيف قمة ترامب وبوتين
في المقابل، فإن ترامب الراغب بقوة في الحصول على جائزة نوبل للسلام، حصل على لقاء مع بوتين بعد أشهر من التعثر في الوصول إلى تحقيق واحد من أهم وعوده الانتخابية وهو وضع حد للحرب. ومن الواضح أن ترامب لا يهمه بشكل كبير شكل الاتفاق الممكن أن ينتج عن قمة ألاسكا المرتقبة، لأسباب عدة، أهمها أنه لا ينظر إلى أوكرانيا كقضية وجودية للأمن القومي الأميركي، وهو ما يبرر وقف المساعدات العسكرية والاقتصادية وعدم الضغط على بوتين. وربما يجد ترامب في القمة سلماً للنزول من الشجرة العالية التي صعد إليها، بعد زيادة الضغوط الغربية والداخلية من أجل الحسم مع بوتين. ويعجز ترامب عن فرض عقوبات ثانوية على جميع مشتري النفط والغاز من روسيا، رغم أن فرض هذه العقوبات سيعني توقف صادرات المواد الخام الروسية، وسيؤدي حتماً إلى انهيار الاقتصاد والميزانية الروسية. وينطلق ترامب من أن
العقوبات الثانوية
يمكن أن تتسبب في ارتفاع كبير لأسعار موارد الطاقة والإضرار بجهوده لخفض التضخم وإثارة غضب الأميركيين. وفرض ترامب عقوبات على الهند، ولكن الأرجح أنها جاءت في إطار جهوده لإجبارها على التفاوض بشأن التعرفات الجمركية، ويصعب عليه فرض مثل هذه الرسوم على الصين.
قمة ألاسكا مخرج للرئيسين
وتشكل قمة ألاسكا مخرجاً مناسباً للرئيسين، ومن المؤكد أن الكشف عن موعدها لم يكن عبثياً، فقد جاء الإعلان قبل يوم واحد فقط من انتهاء مهلة ترامب، التي ألزمت روسيا بإنهاء الحرب أو مواجهة جولة جديدة من العقوبات والتعرفات الجمركية على شركائها التجاريين الرئيسيين. ولا يستطيع بوتين تحمّل الاستسلام، لكن ترامب لا يستطيع فرض عقوبات إلا إذا كان متأكداً من فعاليتها. لا يريد أي منهما إظهار الضعف. وعليه فإن قمة ألاسكا المرتقبة هي المخرج لهما، وهو ما يسمح لترامب بالقول إن تهديداته نجحت، لكنه في المقابل ليس كافياً ليبدو بوتين وكأنه يستسلم. والأرجح أن بوتين سيستغل قمة ألاسكا لإقناع ترامب برغبته في إنهاء الحرب، مع سعيه لتحقيق أهدافها القصوى، والتي تُعدّ بمثابة استسلام فعلي لأوكرانيا. ومع الاعتراضات الأوروبية ستحاول روسيا مجدداً تصوير الوضع على أساس أن أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين، وليس روسيا، هم المسؤولون عن إطالة أمد الصراع. ومن المؤكد أن رفض كييف أو الحكومات الغربية لمقترحات ترامب يُعدّ أيضاً انتصاراً دبلوماسياً للكرملين.
يراهن بوتين على إجراء انتخابات في أوكرانيا خلال فترة محددة
وواضح أن الجانب الروسي يراهن على إثارة اهتمام ترامب "المقاول ورجل الأعمال"، فقد دارت النقاشات بين ويتكوف وكيريل دميترييف، المسؤول في الكرملين عن التعاون الاستثماري مع دول العالم في مجال الطاقة، وكذلك منح الشركات الأميركية فرصة للاستثمار في المعادن النادرة في روسيا والمناطق التي احتلتها في أوكرانيا. ومنذ صعود ترامب إلى الحكم مرة ثانية في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدا أنه يتعجل الوصول إلى إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، ولكنه يفتقر إلى خطة واضحة للتأثير على بوتين وإجباره على إنهاء الحرب. وعلى عكس ترامب، فإن بوتين لم يكن في عجلة من أمره، وقام بما يكفي لجعل ترامب يعتقد أنه ملتزم بالتوصل إلى نهاية تفاوضية للحرب. وأثبتت الوقائع الميدانية منذ بداية الحرب، من
تحرير كورسك
الروسية من القوات الأوكرانية، وتسارع وتيرة احتلال روسيا الأراضي في شرق أوكرانيا، بما فيها مقاطعات سومي ودنيبروبتروفسك وخاركيف، التي لم تضمها روسيا رسمياً ولا تطالب بها، أن بوتين قادر على الاستمرار في القتال لعدة أشهر من دون دفع أثمان كبيرة، فاحتياطيات أوكرانيا القتالية تضاءلت مع وقف المساعدات الأميركية، ونقص أعداد الجنود، وعجز أوروبا عن سد الفجوة.
وزاد إصرار بوتين على تحقيق أهدافه القصوى مع تحول العلاقات بين الولايات المتحدة من العداء الشديد في عهد جو بايدن إلى ودية بشكل لا يمكن تصوره في عهد ترامب. ومنذ البداية أظهر ترامب وأركان إدارته عدم تحمسهم لدعم أوكرانيا، والاستعداد للتفاوض على رأس أوكرانيا وشركائها الأوروبيين، وإذا لزم الأمر توجيه الضغط على زيلينسكي لقبول المتطلبات الأميركية للمحادثات. وأدرك الكرملين أن ترامب يولي أهمية ضئيلة للعلاقات مع الحلفاء التقليديين لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ولا يلتزم بالحلف. وتنطلق موسكو من أن ترامب يتوق إلى الحصول على جائزة نوبل للسلام ويحتاج إلى إثبات أن جهوده قد حققت سلاماً دائماً، مقابل أنه لا يهتم بالتسوية العادلة لأوكرانيا.
تقارير دولية
التحديثات الحية
س/ج | ما نعرفه عن القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين
وهذا ما يخلق الفرصة لبوتين لفرض شروط من شأنها إضعاف قدرة أوكرانيا على المقاومة على المدى الطويل، وتشمل الأولويات الحد من حجم الجيش الأوكراني ومنع انتشار القوات الأوروبية على الأراضي الأوكرانية. وتعززت آمال روسيا بالحصول على كل ما تريد مع شلل الديمقراطيين في الولايات المتحدة بسبب هزيمتهم في الانتخابات، وصمتهم إزاء هجوم ترامب على الحكومة الفيدرالية والاستعداد للتخلي عن مواقف القوة الصلبة والناعمة الأميركية التي تراكمت على مدى عقود، وخوف الجمهوريين المعتدلين من تبعات تحدي ترامب. بناء على تحليل الأوضاع السابقة، وانطلاقاً من قناعة في موسكو بأن إدارة ترامب تشعر بالارتياح تجاه القوى العظمى التي تملي شروطها على الدول الأصغر حجماً، وجد بوتين الفرصة سانحة لإقناع ترامب بفرض تسوية سلمية مصممة روسياً على أوكرانيا.
روسيا وأهمية قمة ألاسكا
تأمل روسيا في أن تكون قمة ألاسكا بمثابة "يالطا جديدة"، في إشارة إلى
قمة يالطا
في شبه جزيرة القرم في عام 1945، حين تقاسم المنتصرون في الحرب العالمية الثانية على ألمانيا النازية النفوذ في العالم. ومؤكد أن بوتين سيسعى إلى الحصول على اعتراف أميركي بسيطرة قواته على مناطق جديدة في أوكرانيا، وتحويل مكاسبه المؤقتة إلى مكاسب دائمة. قد يقبل بوتين نوعاً من الاعتراف الضمني أو الفعلي بدلاً من الاعتراف الرسمي. ولكن السياسة الخارجية الأميركية والأوروبية ليست موحدة حينما يتعلق الأمر بالاعتراف بالشرعية، ما يجعل الموقف أكثر تعقيداً بالنسبة للأوروبيين. الحديث عن اعتراف قانوني رسمي أو إعادة ترسيم الحدود غير مطروح، ولكن قد يُتوصل إلى نوع من الاعتراف الفعلي. وقد تستخدم لغة مشابهة لتوفير اعتراف فعلي من الولايات المتحدة من دون أن يكون قانونياً أو رسمياً. ولكن روسيا التي بدأت تعاني من تأثيرات الحرب اقتصادياً وبشرياً، ويمكن أن تتعمق مشكلاتها في حال تغير وجهة ترامب نحو الضغط عليها، يمكن أن تقبل بتهدئة مؤقتة مرحلية، فهدف بوتين كما يتضح من مقالاته وتصريحاته وكذلك تصريحات كبار مساعديه تنطلق من أن لا فرصة لأوكرانيا إلا مع روسيا، مع منطلقات ترتكز إلى عدم وجود أساس للدولة الأوكرانية.
الجانب الروسي يراهن على إثارة اهتمام ترامب "المقاول ورجل الأعمال"
ويراهن بوتين على إجراء انتخابات في أوكرانيا خلال فترة محددة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، والهدف من ذلك هو أن يجلب إلى السلطة قوى سياسية لا ترى بديلاً عن العلاقات الوثيقة مع روسيا من أجل بقاء أوكرانيا. وتشكل الاعتراضات الأوكرانية والأوروبية عثرة في إمكانية وقف الحرب وفق الشروط الروسية. ورغم التعب من آثار الحرب في أوكرانيا، فإن قسماً من المجتمع الأوكراني ما زال مصراً على رفض الشروط الروسية ومواصلة القتال. ويمكن أن يساهم "تحالف الراغبين" الأوروبي في دعم أوكرانيا بالصمود، ولكن قدرة البلدان الأوروبية على توفير دعم لزيلينسكي من أجل استعادة الأراضي التي احتلتها روسيا غير واقعي على المدى المنظور ولسنوات عدة.
تشدّد أوروبي
في بيان، السبت الماضي، بعد الإعلان عن قمة بوتين ـ ترامب، أكد قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا وإيطاليا وفنلندا ورئيسة المفوضية الأوروبية، أنه "لا يمكن إجراء مفاوضات جادّة إلا في سياق وقفٍ لإطلاق النار، أو خفض ملموس في وتيرة الأعمال العدائية"، وأنه يتعين التمسك بمبدأ أن "الحدود الدولية لا يجوز تغييرها بالقوة. وينبغي أن يكون خط التماس الحالي هو نقطة الانطلاق لأي مفاوضات". وجدد القادة "تمسكهم الثابت بسيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها ووقوفهم الحازم إلى جانب أوكرانيا"، وشددوا على أن "أي حلّ دبلوماسي يجب أن يراعي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا". واستبق الكرملين الاعتراضات الأوروبية عبر تقديم الدول الأوروبية الملتزمة بدعم أوكرانيا باعتبارها تخرب السلام، على أمل أن يهدد ترامب بتوجيه نيران أميركا الاقتصادية نحوها عقاباً لها.
من غير الواضح بعد ما إذا كان ممكناً
إنهاء الحرب الأوكرانية
في قمة واحدة جرى التحضير لها على عجل، ولكن من المؤكد أن قمة ألاسكا ستحدد شكل العلاقات الدولية في السنوات المقبلة. وفي حال نجاح بوتين وترامب في التوصل إلى تفاهمات لإنهاء الحرب وفق ما تسرب عن لقاء بوتين مع ويتكوف، فإن واشنطن تقرّ عملياً بدور عالمي جديد لموسكو، والموافقة على مبدأ تقاسم النفوذ يؤثر على أمن أوروبا كاملة، وتنطلق لمرحلة ثانية للتوافق مع الصين على مناطق شرق آسيا والمحيط الهادئ. وفي حال الفشل، فإن ترامب أمام خيارات صعبة لا تتعلق فقط بخسارة جائزة نوبل للسلام، بل بتعديل مخططاته، والإقرار بخطأ الرهان على تسوية مع بوتين. وبانتظار القمة، سيكثف الأوكرانيون والأوروبيون جهودهم لإقناع ترامب بعدم تقديم تنازلات، ولكن أوروبا تقف أمام خيارات صعبة بشأن مستقبل أمنها واستقرارها وقيمها.
طاقة
التحديثات الحية
أسواق النفط تترقب قمة ترامب وبوتين.. والأسعار تواصل التراجع

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
بعد 'مكالمة مطولة'.. زيلينسكي يعلن عن لقاء مع ترامب في واشنطن الإثنين 'لمناقشة تفاصيل إنهاء القتل والحرب'
واشنطن- كييف: أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 'مكالمة مطوّلة' مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء عودته إلى واشنطن على متن الطائرة الرئاسية، بعد القمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت. وقالت ليفيت للصحافيين على متن 'إير فورس وان' إنّ ترامب تحدث أيضاً مع قادة حلف شمال الأطلسي. ونزل ترامب من الطائرة في الساعة 2,45 صباح السبت بالتوقيت المحلي (6,45 بتوقيت غرينتش). ولم يجب على أسئلة الصحافيين. من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني السبت أنّه سيتوجه الإثنين إلى واشنطن لمناقشة 'إنهاء القتل والحرب' مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب. وجاء إعلان زيلينسكي بعد محادثة هاتفية أجراها مع ترامب، وقال إنّ الأخير أطلعه خلالها على 'النقاط الرئيسية' في محادثته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. وأضاف زيلينسكي: 'الإثنين، سألتقي مع الرئيس ترامب في العاصمة واشنطن، لمناقشة كافة التفاصيل المتعلّقة بإنهاء القتل والحرب'. وأضاف: 'أنا ممتن لهذه الدعوة'. وأشار زيلينسكي إلى أنّه أجرى 'مكالمة مطوّلة وموضوعية مع ترامب'، بدأت كمحادثة ثنائية، قبل أن ينضم إليها قادة أوروبيون. في المقابل، قال الرئيس الأمريكي السبت إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيزور البيت الأبيض يوم الاثنين. وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال 'إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعدا لعقد اجتماع مع الرئيس بوتين'. وأضاف 'أفضل سبيل لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا هو التوجه مباشرة نحو اتفاقية سلام تنهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار'. ويعقد اللقاء في واشنطن، بعد ثلاثة أيام من محادثات أجراها ترامب مع بوتين في ألاسكا، لم يتم التوصل خلالها إلى إعلان عن وقف لإطلاق النار، كما لم تشهد اختراقاً مهماً يؤدي إلى إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر من أكثر من ثلاث سنوات. وغداة القمة الأمريكية-الروسية، دعا زيلينسكي القادة الأوروبيين إلى الانخراط في 'كلّ مرحلة' من المحادثات. كذلك أكد أنّه مستعد لعقد اجتماع ثلاثي مع ترامب وبوتين، وهو ما كانت تدفع كييف نحوه، بينما رفضه الكرملين. وقال زيلينسكي إنّ 'أوكرانيا تؤكد أنّ القضايا الأساسية يمكن مناقشتها على مستوى الرؤساء'، مشيراً إلى أنّ 'الصيغة الثلاثية مناسبة لذلك'. (وكالات)


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
زيلينسكي إلى واشنطن الاثنين: ندعم قمة ثلاثية مع روسيا وأميركا
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، أنّه سيتوجه الاثنين إلى واشنطن لمناقشة "إنهاء القتل والحرب" مع نظيره الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 . وجاء إعلان زيلينسكي بعد محادثة هاتفية أجراها مع ترامب، قال إنّ الأخير أطلعه خلالها على "النقاط الرئيسية" في محادثته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 في ألاسكا . وأكد زيلينسكي أن كييف مستعدة للتعاون البنّاء وتدعم عقد قمة ثلاثية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا. وكتب على منصة إكس، "أوكرانيا تؤكد استعدادها للعمل بأقصى جهد ممكن لتحقيق السلام"، وأضاف "ندعم اقتراح الرئيس ترامب بعقد اجتماع ثلاثي بين أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا. تؤكد أوكرانيا أن القضايا الرئيسية يمكن مناقشتها على مستوى القادة، وأن القمة الثلاثية مناسبة لذلك". We had a long and substantive conversation with @POTUS . We started with one-on-one talks before inviting European leaders to join us. This call lasted for more than an hour and a half, including about an hour of our bilateral conversation with President Trump. Ukraine reaffirms… — Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) August 16, 2025 وكان ترامب قال في حديث إلى شبكة "فوكس نيوز" الأميركية بعيد قمة ألاسكا الجمعة، إن زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيعقدان اجتماعاً لمحاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، وأضاف: "الآن، الأمر متروك حقاً للرئيس زيلينسكي لإنجاز ذلك. وأود أن أقول أيضاً إنّ على الدول الأوروبية أن تتدخل قليلاً. ولكن الأمر متروك للرئيس زيلينسكي... وإذا رغبوا في ذلك، فسأكون في الاجتماع المقبل"، وأضاف: "سيُعدون اجتماعاً الآن بين الرئيس زيلينسكي والرئيس بوتين وبيني، على ما أعتقد". أخبار التحديثات الحية ترامب: بوتين وزيلينسكي سيعقدان اجتماعاً وأنصح الأخير بإبرام اتفاق وفي السياق، أعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، اليوم السبت، أن الجانبين الروسي والأميركي، لم يبحثا بعد عقد اجتماع ثلاثي بين بوتين وترامب وزيلينسكي. وقال أوشاكوف للقناة الأولى الروسية، رداً على سؤال حول إمكانية عقد اجتماع ثلاثي: "لم يجرِ التطرق إلى الموضوع بعد"، حسب ما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. وأضاف أنه لا يعرف حتّى الآن متى سيُعقد الاجتماع المقبل بين الرئيسين الروسي والأميركي. وأعلن البيت الأبيض، أن ترامب أجرى محادثة هاتفية مطوّلة مع زيلينسكي بعد اجتماعه مع بوتين، ويجري حالياً محادثات هاتفية مع زملائه في حلف شمال الأطلسي (الناتو). واختتم ترامب وبوتين أول اجتماع مباشر لهما في قمة ألاسكا، دام قرابة ثلاث ساعات، وظهرا لأول مرة معاً بعد مرور ما يقارب من 6 سنوات من آخر لقاء جمعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان 2019، وعلى غير العادة تحدّث الضيف الروسي أولاً. ولم يُعلَن أي اتفاق على وقف إطلاق النار، رغم أن الرئيس الأميركي دخل هذا الاجتماع بغرض وقف إطلاق النار إما فوراً وإما لاحقاً. (فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
بعد قمة ألاسكا: هل تكتفي واشنطن بدور "المرسال" في حرب أوكرانيا
انتهت قمة ألاسكا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ونظيره الروسي فلاديمير بوتين حسب ما كان متوقعاً، فلا الأول تمكّن من انتزاع أي تنازل من سيد الكرملين، ولا هذا الأخير قدّم أي شيء من هذا القبيل. وكأن بوتين جاء لإبلاغ شروطه وليس لنقاشها، وفي المقابل بدا الرئيس المضيف كأنّه تفهّم وضع الكرملين، واعداً بانه سيتولى دور المرسال ونقل ما جرى الى حلف "ناتو" وإلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفي مقابلة فور نهاية القمة ، قال ترامب إنّ الأمر متروك لزيلينسكي والأوروبيين. وبذلك تراجع عن التوّعد بردّ تترتب عليه "عواقب وخيمة" لو رفض بوتين المضي بوقف إطلاق النار. والمعروف أن ترامب كان تشاور، عشية القمة، مع الجانبَين الأوكراني والأوروبي وجرى التوافق على "خمسة مبادئ" تشكل إطار مباحثاته مع الرئيس الروسي، وعلى رأسها قضية وقف النار (بالإضافة إلى وجوب إشراك أوكرانيا وعدم طرح مسألة تبادل الأراضي والتشديد على الضمانات الأمنية، وأخيراً التلويح بالمزيد من الضغوط الاقتصادية لو فشلت القمة)، لكن في ضوء كلامه وبحدود ما تكشف خلال المؤتمر الصحافي وبعده بقيت هذه البنود في أحسن أحوالها معلّقة. منذ البداية، أوحت مقدمات القمة بترجيح الفشل في حمل بوتين على التزحزح عن شروطه التي وُصفت بالتعجيزية. فمن جهة كانت فترة الإعداد للقمة غير كافية، كما أن البيت الأبيض سارع في الأيام الأخيرة إلى خفض سقف التوقعات من خلال وضع القمة في مقام جلسة "استماع" لبوتين، وأن اللقاء سيكون فرصة "لتحسُّس" ما يضمره، وليس لتأكيد حيثيات وقف الحرب. ورافق ذلك غياب الحديث عن مطلب وقف النار بنداً جدّياً على جدول المباحثات، خصوصاً وأن التصعيد الميداني الروسي، عشية القمة، كان بلغ درجة غير مسبوقة. وكان ترامب حذر بوتين من "اللعب بالنار" لو امتنع عن القبول بوقف النار. وبذلك بدا وكأن اللقاء كان غاية بحدّ ذاته. والمرجح أن المحادثات لم تأخذ صيغة المجادلة بقدر ما كانت أشبه باستعراض للمواقف والمطالب. وربما يفسر ذلك قصر مدتها، استمرت أقل من 3 ساعات، بعد أن كان تردد بأنها قد تطول إلى ضعف هذا الوقت بحيث يمكن إجراؤها على جولتين. وجاء المؤتمر الصحافي بعد نهاية القمة الذي لم يستمر هو الآخر سوى 11 دقيقة، مدة كلمتي الرئيسين (8 دقائق لبوتين و3 لترامب) ومن دون فتح المجال لأسئلة الصحافة، ليعكس هذه الملابسات. وتردّد أن إغلاق باب الأسئلة جرى بناء على طلب بوتين "للابقاء على سرية ما تناولته القمة". وفي بعض القراءات فإنّه ربما قد يكون الأخير طرحَ عروضاً من الأفضل عدم التطرق بل عدم التلميح إليها، قبل التداول بشأنها مع أوكرانيا والأوروبيين، وكلام ترامب عن عزمه على وضع هذه الجهات في صورة ما جرى عرضه، يعزّز هذا الاحتمال. ومن غير المستبعد أن يكون موضوع هذا الطرح هو ما أشار إليه بوتين في كلمته أمام الصحافة حول وجوب الذهاب إلى "جذور المشكلة"، التي قيل إنه يعني بذلك "تجريد كييف من الأسلحة وضمان عدم انضمامها إلى حلف الناتو". والمعروف أن مثل هذه الشروط سبق وجرى رفضها من أوكرانيا وبعض دول الحلف، وأيضاً من فريق واسع من الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس. أخبار التحديثات الحية قادة أوروبا اطلعوا على نتائج قمة ترامب وبوتين: نهج حذر وسط الضبابية وفي ضوء هذه المجريات بدت القمة، وبإجماع واسع في صفوف المراقبين، أنها جاءت بمثابة تعويم لبوتين. ورأى ترامب فيها نجاحاً له بدرجة عشرة من عشرة، في حين أنها لم تحقق أي اختراق، وربما يقول ترامب ذلك ليعفي نفسه من فرض عقوبات إضافية قاسية على روسيا كما وعد، في حال الفشل. من البداية جرى التحذير من أن السعي لعقد هذه القمة "مجازفة كبيرة ". وهكذا كانت.