logo
«خطة مصرية ــ فلسطينية» لإنقاذ غزة

«خطة مصرية ــ فلسطينية» لإنقاذ غزة

بوابة الأهرام١٢-٠٢-٢٠٢٥

يبدو أن لدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إصرارا استثنائيا على مشروعه تجاه قطاع غزة والذى طرح مرتكزاته الأساسية خلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نيتانياهو ــ الأسبوع المنصرم، فى البيت الأبيض، والتى تراوحت بين الاستيلاء عليه بالقوة العسكرية ــ وإن تراجع عن ذلك نسبيا فيما بعد ــ والشراء والتملك وتحويله إلى ريفيرا للشرق الأوسط وملاذ لأثرياء العالم، والأخطر هو تفريغ سكانه الذين يتجاوزون المليونى فلسطينى إلى خارجه، لاسيما إلى مصر والأردن باعتبارهما دولتى جوار، فضلا عن دول أخرى رشحها لذلك، فيما وصف بعملية تهجير قسرى تأخذ طابع التطهير العرقى، حسب الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية عدة.. والجميع تبنى الرفض المطلق لهذا المشروع الذى يعيد للأذهان العصر الاستعمارى، وإن بصورة إنسانية باهتة تأخذ فى حسبانها منظوره الاستثمارى العقارى والذى خرج من عباءته إلى البيئة السياسية فى واشنطن دون أن يقرأ محدداتها.
وحيال ذلك التصعيد، الذى يتبناه ترامب ولم يفتأ من ترديده، حتى خلال مباحثاته مع العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى أمس الأول، التى جدد فيها قناعاته بشأن القطاع، وكأنها مقادير يتعين على الفلسطينيين وعمقهم العربى أن يقبلوا بها، بل ويعلنونا الامتنان لها.. وإلا فإن سيف التهديد بقطع المساعدات سيطولهم، بالإضافة إلى ممارسة الضغوط وربما الإغراءات أحيانا، بلورت مصر رؤية بديلة مدعومة أيضا من ظهيرها العربى تنهض على أساس الخطة مقابل الخطة والمشروع مقابل المشروع وفق منهجية إيصال الحقيقة لإدارة ترامب التى لاتستوعب نخبتها الدبلوماسية والسياسية الجديدة معطيات المنطقة وطبيعة الصراع القائم فيها مع الكيان الإسرائيلى، لاسيما أن معظمهم ــ إن لم يكن جلهم ــ يتبنون السردية التى يقدمها هذا الكيان، وفى هذا السياق جاءت زيارة الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة لواشنطن ومباحثاته المكثفة مع نظيره الأمريكى ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومى مايك والتز، وأعضاء فى الكونجرس والتى طرح فيها الرؤية المصرية المتكاملة حيال التعامل مع إشكالية غزة ومختلف مفردات القضية الفلسطينية.
هذا أولا وثانيا: فإن كلا من مصر والأردن بحسبانهما الدولتين المستهدفتين باستقبال ملايين الفلسطينيين من غزة حاليا والضفة الغربية فى المستقبل القريب بعد إعلان ضمها للسيادة الكاملة للكيان الإسرائيلى، وفق ما أعلنه ترامب بحضور الملك عبدالله الثانى، أعلنتا عن خطة عربية بديلة لإعادة إعمار غزة بمعزل عن التهجير القسرى الذى يتبناه ترامب.
ووفقا لبيان وزارة الخارجية، فإن مصر ستطرح تصورا متكاملا لإعادة إعمار القطاع، وبصورة تضمن بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه، وبما يتسق مع الحقوق الشرعية والقانونية لهذا الشعب، ضمن رؤية تشدد على أن أى حل للقضية الفلسطينية، ينبغى أن يأخذ فى الاعتبار تجنب تعريض مكتسبات السلام فى المنطقة للخطر، بالتوازى مع السعى لاحتواء والتعامل مع مسببات وجذور الصراع من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأرض الفلسطينية، وتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتعايش المشترك بين شعوب المنطقة، وهو طرح يتسم بالعقلانية والرشد، فى مقابل التهور والشطط فى مشروع الإدارة الأمريكية.
وفى السياق ذاته، فإن وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى، أعلن بوضوح فى أعقاب مباحثات الملك عبدالله الثانى مع ترامب بواشنطن، أن ثمة خطة عربية مصرية فلسطينية من أجل إعادة بناء غزة دون التطرق إلى مسألة تهجير سكانه، مضيفا: لقد استمعنا للخطة الأمريكية وأبلغناهم بخطة عربية ستُقدَّم لواشنطن والمفاوضات مستمرة.
ثالثا: إن مصر تسعى لحشد وتعبئة الإسناد العربى والإسلامى لخطتها البديلة لمشروع ترامب، وذلك عبر استضافتها للقمة العربية الطارئة فى السابع والعشرين من فبراير الجارى، التى ستناقش طرحا عربيا يقابل مقترح أمريكا، يقوم على التوافق الفلسطينى والدعم العربى والدولى.
والسؤال الآن إلى أى مدى تقبل إدارة ترامب المتمسكة بتحالفها الإستراتيجى مع الكيان الإسرائيلى، الذى تجاوز كل ماقدمته الإدارات الأمريكية السابقة، بالطروحات المصرية والعربية البديلة لمشروعها الخطير فى غزة؟..

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اليابان تسعى لتسريع محادثات الرسوم مع واشنطن قبيل قمة مجموعة السبع
اليابان تسعى لتسريع محادثات الرسوم مع واشنطن قبيل قمة مجموعة السبع

مستقبل وطن

timeمنذ 4 دقائق

  • مستقبل وطن

اليابان تسعى لتسريع محادثات الرسوم مع واشنطن قبيل قمة مجموعة السبع

صرح رئيس الوزراء الياباني، شيجيرو إيشيبا، يوم الأحد الموافق 25 مايو، بأن طوكيو تسعى إلى تسريع وتيرة المحادثات المتعلقة بالرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى نتائج ملموسة خلال قمة مجموعة السبع المرتقبة في الشهر المقبل. وأكد إيشيبا، في مؤتمر صحفي عقده بمدينة كيوتو، أن المفاوضات شهدت تقدماً ملحوظاً، مشيراً إلى أن النقاشات شملت ملفات حيوية مثل توسيع نطاق التجارة، والتدابير غير الجمركية، وكذلك الجوانب المتعلقة بالأمن الاقتصادي. جولة ثالثة من المفاوضات في واشنطن في إطار الجهود الدبلوماسية المستمرة، عقد كبير المفاوضين اليابانيين بشأن الرسوم الجمركية، ريوسي أكازاوا، جولة ثالثة من المحادثات مع الجانب الأميركي في العاصمة واشنطن، يوم الجمعة. وفي تصريحات له من طوكيو يوم الأحد، أوضح أكازاوا أنه يتم حالياً العمل على ترتيب جدول المحادثات المقبلة، معبراً عن أمله في لقاء وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، خلال زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة. اتصال هاتفي بين إيشيبا وترامب قبيل القمة ضمن جهود تعزيز التعاون الثنائي، أجرى رئيس الوزراء إيشيبا اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الجمعة. واستغرقت المكالمة 45 دقيقة، وتناولت ملفات متعددة من أبرزها الأمن والدبلوماسية، بالإضافة إلى قضية الرسوم الجمركية. وأشار إيشيبا إلى أنه تبادل مع ترامب الرغبة المشتركة في عقد اجتماع شخصي على هامش قمة مجموعة السبع المقبلة. مبادرات تعاون جديدة في بناء السفن وكاسحات الجليد وفي سياق متصل، أعرب إيشيبا عن عزمه على تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في مجالات استراتيجية جديدة، تشمل بناء السفن وتطوير كاسحات الجليد، وذلك في إطار المفاوضات الجارية بشأن الرسوم الأميركية. وذكرت صحيفة "نيكاي" اليابانية، يوم الأحد، أن هذه المبادرة تأتي استناداً إلى تفوق اليابان في تقنيات كاسحات الجليد، لا سيما تلك المستخدمة في طرق التجارة بالقطب الشمالي، وهو ما قد يشكل مجالاً واعداً للتعاون بين البلدين. قمة السبع في كالغاري بانتظار مشاركة ترامب من جانبه، يعتزم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حضور القمة السنوية لمجموعة الدول السبع، والتي من المقرر عقدها في مدينة كالغاري بمقاطعة ألبرتا الكندية، خلال الفترة من 15 إلى 17 يونيو المقبل. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، هذه المشاركة في تصريحات أدلت بها للصحفيين يوم الخميس الموافق 22 مايو.

مستشار سابق لبوتين: "القبة الذهبية" مشروع أمريكي تصعيدي ومستبعد النجاح
مستشار سابق لبوتين: "القبة الذهبية" مشروع أمريكي تصعيدي ومستبعد النجاح

اليوم السابع

timeمنذ 8 دقائق

  • اليوم السابع

مستشار سابق لبوتين: "القبة الذهبية" مشروع أمريكي تصعيدي ومستبعد النجاح

محمد شرقاوى قال الدكتور سيرجي ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو تنظر إلى مشروع القبة الذهبية، الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتباره خطوة تصعيد خطيرة في سباق التسلح الفضائي، وتثير شكوكًا تقنية واقتصادية جدية لدى الخبراء الروس. وفي حديثه، أوضح ماركوف، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أن القيادة الروسية والخبراء العسكريين في موسكو يبدون تشككًا كبيرًا إزاء قدرة ترامب على إتمام مثل هذا المشروع، مشيرًا إلى أنه أجرى شخصيًا مناقشات معمقة مع شخصيات بارزة داخل مجلس السياسات الخارجية الروسي، بالإضافة إلى عدد من الجنرالات السابقين في الجيش الروسي. وأكد ماركوف أن جميع هؤلاء الخبراء العسكريين الروس أجمعوا على أن المشروع من حيث الإمكانية التقنية غير قابل للتنفيذ، خاصةً على المساحات الجغرافية الواسعة المستهدفة، مضيفًا: "روسيا نفسها حاولت في السابق تطوير أنظمة مماثلة، لكنها توصلت إلى قناعة بعدم جدواها، لا تقنيًا ولا اقتصاديًا." ورأى ماركوف أن المشروع يحمل أهدافًا سياسية أكثر منها دفاعية حقيقية، موضحًا أن ترامب يسعى من خلال الإعلان عن هذا المشروع إلى تعزيز صورته أمام الناخب الأمريكي، وإظهار نفسه كمحافظ على الأمن القومي، خاصة في ظل تصاعد التوترات الدولية والتنافس النووي بين الولايات المتحدة وروسيا والصين. وتابع: "حتى لو لم تكتمل القبة الذهبية فعليًا، فإن مجرد الإعلان عنها وضخ الاستثمارات في التكنولوجيا الدفاعية سيؤدي إلى نمو اقتصادي داخل الولايات المتحدة، وبالتالي رفع شعبية ترامب."

مستشار سابق لبوتين: «القبة الذهبية» مشروع أمريكي تصعيدي ومستبعد النجاح تقنيًا واقتصاديًا
مستشار سابق لبوتين: «القبة الذهبية» مشروع أمريكي تصعيدي ومستبعد النجاح تقنيًا واقتصاديًا

جريدة المال

timeمنذ 18 دقائق

  • جريدة المال

مستشار سابق لبوتين: «القبة الذهبية» مشروع أمريكي تصعيدي ومستبعد النجاح تقنيًا واقتصاديًا

قال الدكتور سيرجي ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو تنظر إلى مشروع القبة الذهبية، الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتباره خطوة تصعيد خطيرة في سباق التسلح الفضائي، وتثير شكوكًا تقنية واقتصادية جدية لدى الخبراء الروس. وفي حديثه، أوضح ماركوف، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج مطروح للنقاش، على فضائية القاهرة الإخبارية، أن القيادة الروسية والخبراء العسكريين في موسكو يبدون تشككًا كبيرًا إزاء قدرة ترامب على إتمام مثل هذا المشروع، مشيرًا إلى أنه أجرى شخصيًا مناقشات معمقة مع شخصيات بارزة داخل مجلس السياسات الخارجية الروسي، بالإضافة إلى عدد من الجنرالات السابقين في الجيش الروسي. وأكد ماركوف أن جميع هؤلاء الخبراء العسكريين الروس أجمعوا على أن المشروع من حيث الإمكانية التقنية غير قابل للتنفيذ، خاصةً على المساحات الجغرافية الواسعة المستهدفة، مضيفًا: "روسيا نفسها حاولت في السابق تطوير أنظمة مماثلة، لكنها توصلت إلى قناعة بعدم جدواها، لا تقنيًا ولا اقتصاديًا." ورأى ماركوف أن المشروع يحمل أهدافًا سياسية أكثر منها دفاعية حقيقية، موضحًا أن ترامب يسعى من خلال الإعلان عن هذا المشروع إلى تعزيز صورته أمام الناخب الأمريكي، وإظهار نفسه كمحافظ على الأمن القومي، خاصة في ظل تصاعد التوترات الدولية والتنافس النووي بين الولايات المتحدة وروسيا والصين. وتابع: "حتى لو لم تكتمل القبة الذهبية فعليًا، فإن مجرد الإعلان عنها وضخ الاستثمارات في التكنولوجيا الدفاعية سيؤدي إلى نمو اقتصادي داخل الولايات المتحدة، وبالتالي رفع شعبية ترامب."

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store