logo
روسيا والحرب غير المرئية.. كيف يقاتل الكرملين بالعقل قبل السلاح؟

روسيا والحرب غير المرئية.. كيف يقاتل الكرملين بالعقل قبل السلاح؟

الوئاممنذ 7 ساعات
ليست كل الحروب تُخاض بالدبابات والطائرات. ثمة جبهات تُرسم على شاشات التلفاز، وتُزرع ألغامها في عقول الجمهور، وتُخاض معاركها في الوعي الجماعي لا في الميدان. في هذه الحرب، لا يُسمع صوت الرصاص، بل يُسمع صدى الشك، والتضليل، والتلاعب بالحقائق.
إنها 'الحرب المعرفية' غير الملموسة التي توظّفها روسيا بدهاء لتعويض محدودية قوتها الصلبة، ولتطويع خصومها عبر هندسة عقولهم لا أجسادهم.
الحرب المعرفية
وفق ما نشرت مجلة فورين بولسي الأمريكية فإن الحرب المعرفية، كما تمارسها روسيا، تتجاوز التضليل الإعلامي أو حملات الأخبار الزائفة. هي استراتيجية شاملة تهدف إلى التأثير على طريقة تفكير الخصوم، بحيث يستبطنون رواية الكرملين،
ويعيدون ترتيب أولوياتهم بطريقة تخدم المصالح الروسية. هي محاولة ممنهجة لإقناع العالم بأن 'الواقع الروسي' هو الحقيقة الوحيدة الممكنة، وأن مقاومة موسكو عبثٌ لا طائل منه.
الغاية الكبرى من الحرب المعرفية ليست الانتصار العسكري، بل تقويض إرادة الخصم على الفعل. روسيا تدرك أنها لن تنتصر على الغرب أو الناتو ميدانيًا، لذلك تسعى لجعل خصومها يُقنعون أنفسهم بأن دعم أوكرانيا أمر لا جدوى منه، أو أن الانتصار الروسي حتميّ. فإذا اقتنع الجمهور الغربي والمسؤولون بأن المعركة خاسرة سلفًا، فستُترك أوكرانيا لمصيرها، وهو ما تسعى موسكو إليه دون إطلاق رصاصة.
السردية قبل القذيفة
روسيا لا تترك وسيلة إلا وتستخدمها في هذه الحرب، وسائل الإعلام، المؤتمرات الدولية، القنوات الدبلوماسية، الشخصيات العامة، بل وحتى المناورات العسكرية والتخريب والهجمات الإلكترونية. كل شيء يُستغل لبناء سردية موحّدة: روسيا قوية، عادلة، وضحية؛ والغرب، متآمر، متغطرس، ومذنب في استمرار الحرب.
هذا التلاعب الإدراكي يهدف إلى خلق ارتباك معرفي: من هو المعتدي؟ من الضحية؟ ما الحقيقة؟ فإذا نجحت روسيا في إقناع الآخرين بأن الإجابات ليست واضحة، فإنها تكون قد ربحت معركة الإدراك، حتى ولو خسرت بعض المواقع.
ضعف أمام الطموح
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يفتقر إلى الطموح من خلال إعادة إحياء روسيا كقوة عظمى، وفرض نفوذها على جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وتقويض هيمنة الولايات المتحدة. لكنه يفتقر إلى الأدوات الكافية لتحقيق هذه الطموحات. فروسيا، رغم امتلاكها للنفط والسلاح النووي، ليست شريكًا جذابًا، ولا تملك القدرة الكافية لفرض إرادتها عسكريًا أو اقتصاديًا على جيرانها.
هنا يأتي دور الحرب المعرفية، وهو ردم الفجوة بين الطموح والإمكانات عبر التأثير على وعي الخصم بدل مواجهته مباشرة.
جذور سوفيتية واستمرارية بوتينية
ليست الحرب المعرفية اختراعًا جديدًا، بل امتدادٌ لمفاهيم سوفيتية تعود إلى الستينيات، مثل 'التحكم الانعكاسي' التي وضع أسسها العالم فلاديمير ليفبفر، وهي تقوم على جعل الخصم يتخذ قرارات تخدم مصالحك دون أن يدرك ذلك.
أعاد بوتين إحياء هذه الممارسات بعد ثورات سلمية أطاحت بأنظمة موالية لموسكو في جورجيا (2003) وأوكرانيا (2004). هذه التحولات الديمقراطية هزّت الكرملين، فاندفع لإطلاق حملات إعلامية موسعة لإعادة تشكيل وعي شعوب تلك الدول، وزرع روايات الانقسام والانفصال داخلها.
من الانفصالية إلى السيطرة الإعلامية
بدأت روسيا بنسج سردية 'الانفصال' في أوكرانيا منذ 2004، لتُستخدم لاحقًا في عملياتها الهجينة عام 2014، ثم في الهجوم الكامل عام 2022. بالمقابل، سعت موسكو لتوسيع نفوذها الإعلامي عبر وكالات مثل RT وTASS وسبوتنيك، وأنشأت برامج تدريب لصحفيين موالين لها في الخارج.
وفي الداخل، أحكم بوتين قبضته على وسائل الإعلام الروسية منذ أوائل الألفية. كل عام جديد كان يعني قانونًا جديدًا للرقابة، أو منصة جديدة للمراقبة، حتى وصلت الرقابة إلى مستويات سجن مراهق بسبب قصيدة.
حدود واضحة
رغم نجاح روسيا في إرباك مواقف الغرب، وتثبيط بعض قرارات تسليح أوكرانيا، إلا أن هذه الحرب غير التقليدية تواجه حدودًا واضحة. فالمعطيات الميدانية لا يمكن إخفاؤها إلى الأبد. الخسائر الروسية الهائلة، والفشل في تحقيق الأهداف العسكرية، وانكشاف محدودية القدرات الروسية، كلها أمور تُضعف السردية الروسية وتعريها.
ربما لا تستطيع روسيا احتلال كييف بالدبابات، لكنها تحاول احتلال العقل الغربي بالسرديات المشوّهة. ومع أن هذه الاستراتيجية منحتها هامش مناورة واسع، إلا أنها تُظهر في الآن ذاته ضعفها البنيوي، وحاجتها الدائمة إلى 'إقناع الآخرين' لتعويض عجزها عن فرض إرادتها عليهم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيلينسكي يعلن اتفاقاً مع روسيا لتبادل 1200 أسير
زيلينسكي يعلن اتفاقاً مع روسيا لتبادل 1200 أسير

عكاظ

timeمنذ 5 ساعات

  • عكاظ

زيلينسكي يعلن اتفاقاً مع روسيا لتبادل 1200 أسير

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم (الأحد) اتفاقاً مع روسيا لتبادل 1200 اسم من أسرى الحرب، موضحاً أن العمل جارٍ على القائمة. وأوضح زيلينسكي في منشور على حسابه في «إكس» أن أمين عام مجلس الأمن القومي والدفاع الوطني رستم عمروف أكد وجود اتصالات مع الجانب الروسي ويجري الإعداد لتبادل 1200 من الأسرى حالياً، مشدداً على ضرورة إعادة الجميع إلى ديارهم، عسكريين ومدنيين، مهما كانت الصعوبة. ونقل زيلينسكي عن رئيس مكتبه أندريه يرماك قوله: «الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم الدعم، ونحن ممتنون لذلك»، مشيراً إلى أن الضغط على روسيا يمكن أن يُجدي نفعاً، بطريقة تجعلها تشعر بعواقب إطالة أمد الحرب. وأوضح زيلينسكي أنه ناقش مع فريقه في الاجتماع المحادثات التي عُقدت مع روسيا في إسطنبول في 23 يوليو واستمرار تبادل أسرى الحرب. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد الجمعة وجود الاتصالات بين بلاده والولايات المتحدة منذ بداية العام الحالي بشأن أوكرانيا ووصفها بـ«المثمرة للغاية» وأعطت نتائج ملموسة. وأوضح لافروف أن اللقاءات بين الجانبين لا تزال متواصلة على مستويات مختلفة، بما في ذلك المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترمب. ولفت إلى أن إعادة الإدارة الأمريكية الحالية فتح قنوات الحوار المباشر مع موسكو يتماشى تماما مع الأعراف الدبلوماسية السليمة، مبيناً أن «المفاوضات الجوهرية بشأن أوكرانيا بين موسكو وواشنطن منذ بداية العام كانت مفيدة للغاية ومثمرة، وبفضل إصرار الرئيس دونالد ترمب وافق نظام كييف على اقتراحنا باستئناف مفاوضات إسطنبول». أخبار ذات صلة

روسيا والحرب غير المرئية.. كيف يقاتل الكرملين بالعقل قبل السلاح؟
روسيا والحرب غير المرئية.. كيف يقاتل الكرملين بالعقل قبل السلاح؟

الوئام

timeمنذ 7 ساعات

  • الوئام

روسيا والحرب غير المرئية.. كيف يقاتل الكرملين بالعقل قبل السلاح؟

ليست كل الحروب تُخاض بالدبابات والطائرات. ثمة جبهات تُرسم على شاشات التلفاز، وتُزرع ألغامها في عقول الجمهور، وتُخاض معاركها في الوعي الجماعي لا في الميدان. في هذه الحرب، لا يُسمع صوت الرصاص، بل يُسمع صدى الشك، والتضليل، والتلاعب بالحقائق. إنها 'الحرب المعرفية' غير الملموسة التي توظّفها روسيا بدهاء لتعويض محدودية قوتها الصلبة، ولتطويع خصومها عبر هندسة عقولهم لا أجسادهم. الحرب المعرفية وفق ما نشرت مجلة فورين بولسي الأمريكية فإن الحرب المعرفية، كما تمارسها روسيا، تتجاوز التضليل الإعلامي أو حملات الأخبار الزائفة. هي استراتيجية شاملة تهدف إلى التأثير على طريقة تفكير الخصوم، بحيث يستبطنون رواية الكرملين، ويعيدون ترتيب أولوياتهم بطريقة تخدم المصالح الروسية. هي محاولة ممنهجة لإقناع العالم بأن 'الواقع الروسي' هو الحقيقة الوحيدة الممكنة، وأن مقاومة موسكو عبثٌ لا طائل منه. الغاية الكبرى من الحرب المعرفية ليست الانتصار العسكري، بل تقويض إرادة الخصم على الفعل. روسيا تدرك أنها لن تنتصر على الغرب أو الناتو ميدانيًا، لذلك تسعى لجعل خصومها يُقنعون أنفسهم بأن دعم أوكرانيا أمر لا جدوى منه، أو أن الانتصار الروسي حتميّ. فإذا اقتنع الجمهور الغربي والمسؤولون بأن المعركة خاسرة سلفًا، فستُترك أوكرانيا لمصيرها، وهو ما تسعى موسكو إليه دون إطلاق رصاصة. السردية قبل القذيفة روسيا لا تترك وسيلة إلا وتستخدمها في هذه الحرب، وسائل الإعلام، المؤتمرات الدولية، القنوات الدبلوماسية، الشخصيات العامة، بل وحتى المناورات العسكرية والتخريب والهجمات الإلكترونية. كل شيء يُستغل لبناء سردية موحّدة: روسيا قوية، عادلة، وضحية؛ والغرب، متآمر، متغطرس، ومذنب في استمرار الحرب. هذا التلاعب الإدراكي يهدف إلى خلق ارتباك معرفي: من هو المعتدي؟ من الضحية؟ ما الحقيقة؟ فإذا نجحت روسيا في إقناع الآخرين بأن الإجابات ليست واضحة، فإنها تكون قد ربحت معركة الإدراك، حتى ولو خسرت بعض المواقع. ضعف أمام الطموح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يفتقر إلى الطموح من خلال إعادة إحياء روسيا كقوة عظمى، وفرض نفوذها على جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وتقويض هيمنة الولايات المتحدة. لكنه يفتقر إلى الأدوات الكافية لتحقيق هذه الطموحات. فروسيا، رغم امتلاكها للنفط والسلاح النووي، ليست شريكًا جذابًا، ولا تملك القدرة الكافية لفرض إرادتها عسكريًا أو اقتصاديًا على جيرانها. هنا يأتي دور الحرب المعرفية، وهو ردم الفجوة بين الطموح والإمكانات عبر التأثير على وعي الخصم بدل مواجهته مباشرة. جذور سوفيتية واستمرارية بوتينية ليست الحرب المعرفية اختراعًا جديدًا، بل امتدادٌ لمفاهيم سوفيتية تعود إلى الستينيات، مثل 'التحكم الانعكاسي' التي وضع أسسها العالم فلاديمير ليفبفر، وهي تقوم على جعل الخصم يتخذ قرارات تخدم مصالحك دون أن يدرك ذلك. أعاد بوتين إحياء هذه الممارسات بعد ثورات سلمية أطاحت بأنظمة موالية لموسكو في جورجيا (2003) وأوكرانيا (2004). هذه التحولات الديمقراطية هزّت الكرملين، فاندفع لإطلاق حملات إعلامية موسعة لإعادة تشكيل وعي شعوب تلك الدول، وزرع روايات الانقسام والانفصال داخلها. من الانفصالية إلى السيطرة الإعلامية بدأت روسيا بنسج سردية 'الانفصال' في أوكرانيا منذ 2004، لتُستخدم لاحقًا في عملياتها الهجينة عام 2014، ثم في الهجوم الكامل عام 2022. بالمقابل، سعت موسكو لتوسيع نفوذها الإعلامي عبر وكالات مثل RT وTASS وسبوتنيك، وأنشأت برامج تدريب لصحفيين موالين لها في الخارج. وفي الداخل، أحكم بوتين قبضته على وسائل الإعلام الروسية منذ أوائل الألفية. كل عام جديد كان يعني قانونًا جديدًا للرقابة، أو منصة جديدة للمراقبة، حتى وصلت الرقابة إلى مستويات سجن مراهق بسبب قصيدة. حدود واضحة رغم نجاح روسيا في إرباك مواقف الغرب، وتثبيط بعض قرارات تسليح أوكرانيا، إلا أن هذه الحرب غير التقليدية تواجه حدودًا واضحة. فالمعطيات الميدانية لا يمكن إخفاؤها إلى الأبد. الخسائر الروسية الهائلة، والفشل في تحقيق الأهداف العسكرية، وانكشاف محدودية القدرات الروسية، كلها أمور تُضعف السردية الروسية وتعريها. ربما لا تستطيع روسيا احتلال كييف بالدبابات، لكنها تحاول احتلال العقل الغربي بالسرديات المشوّهة. ومع أن هذه الاستراتيجية منحتها هامش مناورة واسع، إلا أنها تُظهر في الآن ذاته ضعفها البنيوي، وحاجتها الدائمة إلى 'إقناع الآخرين' لتعويض عجزها عن فرض إرادتها عليهم.

مناورات صينية – روسية في بحر اليابان تستبق زيارة بوتين
مناورات صينية – روسية في بحر اليابان تستبق زيارة بوتين

Independent عربية

timeمنذ 9 ساعات

  • Independent عربية

مناورات صينية – روسية في بحر اليابان تستبق زيارة بوتين

بدأت الصين وروسيا اليوم الأحد مناورات عسكرية مشتركة في بحر اليابان، في إطار سعيهما إلى تعميق شراكتهما في مواجهة ما يعتبرانه هيمنة أميركية. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الصينية أن تدريبات "البحر المشترك- 2025" انطلقت قرب ميناء فلاديفوستوك الروسي. وأوضح البيان "أن الجيشين سيجريان عمليات إنقاذ غواصات ومعركة مشتركة ضد غواصات ودفاعاً جوياً مضاداً للصواريخ ومعارك بحرية". وإلى جانب السفن الروسية، تشارك في التدريبات أربع سفن صينية، من بينها مدمرتا الصواريخ الموجهة "شاوشينغ" و"أورومتشي"، بحسب الوزارة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبعد التدريبات التي تستمر ثلاثة أيام، ستجري روسيا والصين دوريات بحرية في "مياه المحيط الهادئ". ويجري البلدان تدريبات مشتركة بانتظام منذ أعوام، وبدأت مناورات "البحر المشترك" عام 2012، وأجريت مناورات "البحر المشترك- 2024" على طول ساحل الصين الجنوبي. وأكدت وزارة الدفاع الصينية الجمعة أن مناورات 2025 تهدف إلى "تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة" بين البلدين، وهي تسبق زيارة مقررة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين أواخر أغسطس (آب) الجاري. وسيحضر بوتين قمة لمنظمة "شنغهاي" للتعاون، واحتفالات في ذكرى مرور 80 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية، تشمل عرضاً عسكرياً. ومن المقرر أن يجري محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ. وشهدت العلاقات بين موسكو وبكين تقارباً منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا مطلع عام 2022. وبينما اعتمدت الصين رسمياً موقفاً محايداً في هذه الحرب، فإنها لم تندد بالهجوم الروسي، ولم تدع موسكو إلى الانسحاب من أراضي جارتها. ويعتقد كثير من حلفاء أوكرانيا الغربيين أن بكين وفرت الدعم لموسكو. وفي أبريل (نيسان) الماضي اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الصين بـ"تزويد روسيا بالأسلحة". وتنفي بكين هذه الاتهامات، وتصر على أنها طرف محايد، وتدعو مراراً إلى وضع حد للقتال، بينما تتهم البلدان الغربية بإطالة أمد النزاع عبر تسليح أوكرانيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store