logo
ما بدأ في غزة… انتهى في داخل إيران

ما بدأ في غزة… انتهى في داخل إيران

المغرب اليوممنذ 7 ساعات

إسرائيل قررت أخيرا الذهاب إلى لعبة مختلفة كليا على الصعيد الإقليمي وهي لعبة جرت إليها الولايات المتحدة التي راعت النظام الإيراني إلى حد كبير منذ قيامه في العام 1979.
كيف تردّ 'الجمهوريّة الإسلاميّة' على الحرب التي تعرّضت لها، علما أنّها حرب تسببت بها أصلا؟ بات على إيران الآن دفع ثمن ممارسة لعبتها المفضلة. تقوم هذه اللعبة على استغلال الأحداث الإقليمية إلى أبعد حدود من جهة والدفاع عن النظام الإيراني عن طريق ميليشيات مذهبيّة أو أدوات أخرى، مثل النظام السوري السابق أو 'حماس' من جهة أخرى. يجمع بين هذه الميليشيات والأدوات الإيرانيّة التي في مقدّمها 'حزب الله' في لبنان أنّها تدافع عن النظام الإيراني وتلبّي طلباته من دون أن تكون في داخل إيران.
للمرّة الأولى منذ انتهاء الحرب العراقيّة – الإيرانيّة في العام 1988، تدور معارك على أرض إيران. مثلما لم يكن مسموحا في العام 1988 بانتصار إيراني على العراق، ليس مسموحا الآن لـ'الجمهوريّة الإسلاميّة' بتحقيق انتصار في الحرب التي شنتها عليها إسرائيل، وهي حرب تأتي في سياق 'طوفان الأقصى'، أي الهجوم الذي نفّذته 'حماس' بقيادة الراحل يحيى السنوار في السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر 2023. غيّر ذلك الهجوم وجه المنطقة. ما بدأ بغزّة انتهى في داخل إيران التي كانت، بطريقة أو بأخرى، جزءا لا يتجزأ من الهجوم الذي شنته 'حماس' على مستوطنات إسرائيليّة في منطقة تسمّى غلاف غزّة.
باختصار شديد، تواجه إيران في الوقت الحاضر السيناريو الذي طالما سعت إلى تجنبّه. استخدمت أدواتها في كلّ حين من أجل ابتزاز دول المنطقة. إلى ما قبل فترة قصيرة، كانت تكلّف 'حزب الله' بمهاجمة هذه الدولة العربيّة أو تلك من لبنان. كانت صواريخ الحوثيين ومسيراتهم تستهدف المملكة العربيّة السعوديّة ودولا عربيّة أخرى مثل دولة الإمارات انطلاقا من الأراضي اليمنيّة. وكانت الميليشيات المذهبية العراقيّة التابعة لـ'الحرس الثوري' مستعدة في كلّ وقت لتهديد الأردن…
توجد أوساط فلسطينية اعترضت منذ البداية على أي حديث عن دور إيران في 'طوفان الأقصى'. لكنّ الواقع يؤكد، مع مرور الوقت، سخافة هذه الاعتراضات في ضوء العلاقة التاريخيّة التي ربطت 'حماس' بـ'الحرس الثوري' الإيراني. ركزت تلك العلاقة في الماضي على إفشال أي عمليّة سلميّة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ توقيع اتفاق أوسلو في خريف العام 1993. من يريد أن يتذكّر استثمار إيران في 'حماس' نفسها وفي العمليات الانتحارية التي نفّذتها والتي صبت في نهاية المطاف في خدمة اليمين الإسرائيلي، بل شخص بنيامين نتنياهو بالذات؟
متى تتوقف الحرب التي لا يمكن لـ'الجمهوريّة الإسلاميّة' إلّا أن تخرج منها خاسرة؟ لا جواب عن مثل هذا السؤال، لكن الثابت أن هذه الحرب ستستمر إلى نهاية الشهر الجاري في أقلّ تقدير. الثابت أيضا أنّ إيران أخرى مختلفة ستخرج من هذه الحرب التي لم تستطع القيادة في طهران تفاديها.
تكمن أهمّية الحرب التي تتعرّض لها 'الجمهوريّة الإسلاميّة' في أنّ إسرائيل قررت أخيرا الذهاب إلى لعبة مختلفة كلّيا على الصعيد الإقليمي، وهي لعبة جرّت إليها الولايات المتحدة التي راعت النظام الإيراني، إلى حدّ كبير، منذ قيامه في العام 1979. تغاضت الإدارات الأميركيّة المختلفة عن كلّ التجاوزات الإيرانية، بدءا باحتجاز دبلوماسيي السفارة الأميركية في طهران طوال 444 يوما مرورا بتفجير السفارة الأميركيّة في بيروت ثم نسف مقر المارينز قرب مطار العاصمة اللبنانية وقتل نحو 240 عسكريا أميركيّا…
كانت لعبة إسرائيل، في مرحلة ما قبل 'طوفان الأقصى'، تقوم على 'قواعد اشتباك' تم التوصل إليها بين طهران من جهة وكلّ الميليشيات المذهبية التابعة لها في المنطقة، مثل 'حزب الله' اللبناني أو أدوات أخرى مثل النظام العلوي برئاسة بشّار الأسد في سوريا، من جهة أخرى. شملت هذه اللعبة 'حماس'، بطبيعة الحال. لم يكن من مهمّة لـ'حماس' غير تغيير طبيعة الشعب الفلسطيني في اتجاه تعميم التخلف. هذا ما حدث بالفعل في قطاع غزّة حيث أقامت 'حماس' منذ منتصف 2007 'إمارة إسلاميّة' على طريقة طالبان. الأهمّ من ذلك كلّه أن 'حماس' كرست الانقسام الفلسطيني الذي لا يزال مستمرّا إلى اليوم.
انقلب السحر على الساحر الإسرائيلي. لم يقتصر الأمر على غزّة فحسب، بل شمل لبنان ودور 'حزب الله' أيضا. بعد شنّ حرب 'إسناد غزّة' انطلاقا من جنوب لبنان، لم يعد من وجود لـ'قواعد الاشتباك' التي كان يتحدث عنها الراحل حسن نصرالله.
ثمة قواعد جديدة للعبة التي ارتدّت على بنيامين نتنياهو الذي قرّر نقل حرب غزّة إلى إيران، بعد محطتي لبنان وسوريا حيث انتهى النظام العلوي الذي حمته إسرائيل منذ قيامه ولكن بشكل خاص منذ العام 1974. في أيار – مايو من تلك السنة، توصل حافظ الأسد إلى نقاط تفاهم مع هنري كيسنجر في شأن ضمان حمايته للأمن الإسرائيلي في الجولان.
ستكشف الأسابيع المقبلة آفاق اللعبة الإسرائيلية الجديدة وأبعادها. هناك 'قواعد اشتباك' مختلفة ولدت من رحم 'طوفان الأقصى'. تبدو هذه القواعد في غاية الوضوح. تقوم على استحالة تطوير 'الجمهوريّة الإسلاميّة' لبرنامج نووي نظرا إلى أنّه يمكن أن يسمح لها بامتلاك القنبلة الذرّية يوما. لا يستطيع العالم العيش في ظلّ وجود قنبلة ذرّية إيرانيّة. لا تستطيع المنطقة، بكلّ دولها، تحمّل ذلك. لم يعد الحلف غير المعلن بين اليمين الإسرائيلي والإسلام السياسي الذي تتزعمه إيران ممثلا بـ'حماس' و'حزب الله' وغيرهما مفيدا للدولة العبريّة. أخذ فشل الحلف غير المعلن مع النظام الإيراني نتنياهو إلى حرب مع 'الجمهوريّة الإسلاميّة'… إلى أين ستأخذه اللعبة الجديدة التي فرضها، في الأصل 'طوفان الأقصى'؟ هل يتمكن نتنياهو من تغيير النظام في إيران؟ ذلك هو سؤال المرحلة الراهنة؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هجوم إسرائيل على إيران وتداعياته المحتملة
هجوم إسرائيل على إيران وتداعياته المحتملة

كواليس اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • كواليس اليوم

هجوم إسرائيل على إيران وتداعياته المحتملة

قد يكون هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية مبررًا إذا ما أُخذ تفسير نتنياهو على محمل الجدّ. ومع ذلك، أشك في أن يكون هو وترامب قد فكرا مليًا في التداعيات الإقليمية الوخيمة للهجوم، وما إذا كانت المفاوضات للحدّ من البرنامج النووي الإيراني ستؤدي إلى نتائج أكثر إيجابية. أخيرًا نفّذ نتنياهو ما كان يتوق إليه منذ سنوات عديدة – مهاجمة المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية وتصفية العديد من قادتها العسكريين وعلمائها النوويين. ورغم أن ترامب بدا في البداية وكأنه ينأى بنفسه عن العملية الإسرائيلية، فلا شك أنه أعطى الضوء الأخضر لها، ولولا ذلك لما تجرأ نتنياهو على اتخاذ مثل هذه الخطوة التي قد تجرّ الولايات المتحدة إلى المعركة وتُغرق المنطقة بأكملها في حرب، قد تكون لها عواقب وخيمة. وضع ترامب ونتنياهو استراتيجية تُنكر بموجبها الولايات المتحدة أي تورط لها في قرار إسرائيل بمهاجمة إيران. حذّروا طهران، كما صرّح وزير الخارجية ماركو روبيو: 'لسنا متورطين في ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة. أبلغتنا إسرائيل بأنها تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن نفسها. وقد اتخذ الرئيس ترامب وإدارته جميع الخطوات اللازمة لحماية قواتنا، وظلوا على اتصال وثيق بشركائنا الإقليميين. دعوني أكون واضحا ً: ينبغي ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأمريكيين'. ويوم الأربعاء أعرب ترامب عن شكوكه بشأن التوصل إلى اتفاق تفاوضي خلال الجولة السادسة من المفاوضات بين الممثلين الأمريكيين والإيرانيين المقرر عقدها الأحد المقبل في قطر. كان بحلول ذلك الوقت على علم بهجوم نتنياهو المرتقب. وعلى الرغم من أن العديد من كبار الديمقراطيين والجمهوريين رفضوا تجرّؤ نتنياهو على اتخاذ مثل هذا الإجراء المشؤوم عند تحديد جولة أخرى من المحادثات، إلا أنهم يبدون غافلين عما تم الإتفاق عليه خلف الكواليس بين ترامب ونتنياهو: وهو أنّ نتنياهو سيشن هجومًا وستنأى الولايات المتحدة بنفسها عن هذا الهجوم لمنع إيران من مهاجمة أهداف عسكرية أمريكية في المنطقة، لعلمها أن إيران سترغب في تجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، ستدافع الولايات المتحدة عن إسرائيل باعتراض الصواريخ الباليستية القادمة. رد ترامب على الهجوم على موقعه 'تروث سوشيال' يُظهر كل شيء، مُهددًا بشن المزيد من الهجمات ما لم تقبل إيران بالإتفاق النووي. وفي منشور مُطول قال: 'لقد منحت إيران فرصة تلو الأخرى لإبرام صفقة. قلت لهم، بأشد العبارات، 'افعلوا ذلك فحسب'، ولكن مهما حاولوا، ومهما اقتربوا، لن يتمكنوا من إنجازها. قلت لهم إنها ستكون أسوأ بكثير مما يعرفونه أو يتوقعونه… تحدث بعض المتشددين الإيرانيين بشجاعة، لكنهم لم يكونوا يعلمون ما سيحدث. لقد ماتوا جميعًا الآن، وسيزداد الأمر سوءًا! لقد كان هناك بالفعل موت ودمار هائلان، ولكن لا يزال هناك وقت لإنهاء هذه المذبحة مع هجمات مُخطط لها مسبقًا ستكون أكثر وحشية. يجب على إيران إبرام صفقة قبل أن يضيع كل شيء وإنقاذ ما كان يُعرف سابقًا بالإمبراطورية الإيرانية. لا مزيد من الموت، لا مزيد من الدمار. فقط إقبلوا الصفقة قبل فوات الأوان !' وعلاوة على ذلك، وصف ترامب الهجوم الإسرائيلي بأنه 'ممتاز' في مقابلة مع قناة ABC، وحذّر من أن 'هناك المزيد في المستقبل – الكثير جدًا'، ما لم توافق إيران على اتفاق. المشكلة هنا هي أنه بغض النظر عن مدى ضعف إيران نتيجة حملة إسرائيل الناجحة لتقليص محور المقاومة الإيراني، حزب الله وحماس، وأنظمة دفاعهما الجوي المحطمة نتيجة الهجوم الإسرائيلي قبل بضعة أشهر، فإن إيران لا تزال تحتفظ بقوة عسكرية هائلة ولن تستسلم. إن الإيحاء بأن آية الله سيستأنف المفاوضات بعد إذلاله هو أمر أحمق. لن تستسلم إيران وسترد على إسرائيل. وبغض النظر عن حجم الضرر والدمار الذي ستتكبده، ستسعى إيران للحفاظ على كبريائها، ولهذا، ستكون على أتمّ الإستعداد للتضحية بالكثير. الشعب الإيراني الذي يكره معظمه نظامه سيدعمه الآن، إذ يعتبر الهجوم الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة ليس مهينًا فحسب، ولكنه سيفاقم الوضع الإقتصادي في البلاد الذي يعاني منه الشعب بالفعل. ومن نتائج سوء التقدير الإسرائيلي -الأمريكي أيضًا أن الهجوم عزّز أصوات العديد من المسؤولين الإيرانيين المتشددين الذين يعارضون المفاوضات مع الولايات المتحدة في المقام الأول. كانت لديهم شكوك جدية حول النوايا الحقيقية للولايات المتحدة، والآن يشعرون بالرّضا بعد أن اتضح بشكل متزايد أن ترامب قد منح نتنياهو مباركته. وعلاوة على ذلك، ورغم أن دول الخليج العربي قد تُرحب بهدوء بالدمار الذي ألحقته إسرائيل بإيران، إلا أنها الآن في حالة ليس فقط من القلق، بل من الخوف من أن تُجرّ إلى حرب لا تريدها. فأي حرب إقليمية ستكون لها تداعيات اقتصادية جسيمة تُعيق تنميتها الإقتصادية التي تُقدّرها أشد التقدير، وخاصةً مخاوفها من انقطاع صادراتها النفطية التي تُمثل القلب النابض لاقتصاداتها. إن هجوم إسرائيل على إيران بدعم أمريكي سيدفعها أكثر إلى أحضان روسيا والصين. وبالنسبة لهاتين الدولتين، يُعد هذا تطورًا مُباركًا، ولن تدخرا جهدًا في استغلاله والإستفادة منه على حساب الولايات المتحدة تحديدًا. وأخيرًا، حتى لو تمكنت إسرائيل من تدمير جميع المنشآت النووية الإيرانية، وهو أمر مستبعد، فلن يكون الأمر سوى مسألة وقت قبل أن تُعيد بناء برنامجها النووي واستئنافه، إلا أنها هذه المرة ستفعل ذلك بقوة وعزيمة أكبر لإنتاج أسلحة نووية. علاوة على ذلك، من المرجح أن تنسحب إيران من معاهدة حظر الإنتشار النووي، مما سيفتح الباب أمام الإنتشار النووي الإقليمي، وهو ما سعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى تجنبه. يبدو أن ترامب ونتنياهو قد نسيا أن إيران قوة إقليمية عظمى إذ يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، ولديها موارد طبيعية وبشرية هائلة وتتمتع بموقع جيوستراتيجي بالغ الأهمية وتاريخ غني يمنحها حضورًا إقليميًا فريدًا. حتى بعد معاناتها من حرب مدمرة، ستبرز إيران مجددًا كقوة عظمى يجب على ترامب ونتنياهو أخذها في الحسبان. إيران وجدت لتبقى وسيتعين على إسرائيل والولايات المتحدة التعايش مع هذه الحقيقة. وبغض النظر عن كيفية انتهاء الأعمال العدائية الحالية، فإن الحل طويل الأمد للبرنامج النووي الإيراني مطروح على طاولة المفاوضات. ربما كانت رغبة ترامب في التوصل إلى حلّ سريع لإظهار بعض النجاح، خاصة بعد فشله في إنهاء الحروب في أوكرانيا وغزة، قد أدت إلى إفشال المفاوضات مع إيران. ولكن نتنياهوالذي يعاني من مأزق سياسي في الداخل ويتوق إلى مهاجمة إيران ويريد أن يظهر بمظهر البطل قرّر استغلال ضعف إيران دون أن يفكر مليّا في أن الثمن الذي قد تضطر إسرائيل إلى دفعه في وقت لاحق سوف يفوق بكثير ما كان يمكن أن يكسبه اليوم.

ما بدأ في غزة… انتهى في داخل إيران
ما بدأ في غزة… انتهى في داخل إيران

المغرب اليوم

timeمنذ 7 ساعات

  • المغرب اليوم

ما بدأ في غزة… انتهى في داخل إيران

إسرائيل قررت أخيرا الذهاب إلى لعبة مختلفة كليا على الصعيد الإقليمي وهي لعبة جرت إليها الولايات المتحدة التي راعت النظام الإيراني إلى حد كبير منذ قيامه في العام 1979. كيف تردّ 'الجمهوريّة الإسلاميّة' على الحرب التي تعرّضت لها، علما أنّها حرب تسببت بها أصلا؟ بات على إيران الآن دفع ثمن ممارسة لعبتها المفضلة. تقوم هذه اللعبة على استغلال الأحداث الإقليمية إلى أبعد حدود من جهة والدفاع عن النظام الإيراني عن طريق ميليشيات مذهبيّة أو أدوات أخرى، مثل النظام السوري السابق أو 'حماس' من جهة أخرى. يجمع بين هذه الميليشيات والأدوات الإيرانيّة التي في مقدّمها 'حزب الله' في لبنان أنّها تدافع عن النظام الإيراني وتلبّي طلباته من دون أن تكون في داخل إيران. للمرّة الأولى منذ انتهاء الحرب العراقيّة – الإيرانيّة في العام 1988، تدور معارك على أرض إيران. مثلما لم يكن مسموحا في العام 1988 بانتصار إيراني على العراق، ليس مسموحا الآن لـ'الجمهوريّة الإسلاميّة' بتحقيق انتصار في الحرب التي شنتها عليها إسرائيل، وهي حرب تأتي في سياق 'طوفان الأقصى'، أي الهجوم الذي نفّذته 'حماس' بقيادة الراحل يحيى السنوار في السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر 2023. غيّر ذلك الهجوم وجه المنطقة. ما بدأ بغزّة انتهى في داخل إيران التي كانت، بطريقة أو بأخرى، جزءا لا يتجزأ من الهجوم الذي شنته 'حماس' على مستوطنات إسرائيليّة في منطقة تسمّى غلاف غزّة. باختصار شديد، تواجه إيران في الوقت الحاضر السيناريو الذي طالما سعت إلى تجنبّه. استخدمت أدواتها في كلّ حين من أجل ابتزاز دول المنطقة. إلى ما قبل فترة قصيرة، كانت تكلّف 'حزب الله' بمهاجمة هذه الدولة العربيّة أو تلك من لبنان. كانت صواريخ الحوثيين ومسيراتهم تستهدف المملكة العربيّة السعوديّة ودولا عربيّة أخرى مثل دولة الإمارات انطلاقا من الأراضي اليمنيّة. وكانت الميليشيات المذهبية العراقيّة التابعة لـ'الحرس الثوري' مستعدة في كلّ وقت لتهديد الأردن… توجد أوساط فلسطينية اعترضت منذ البداية على أي حديث عن دور إيران في 'طوفان الأقصى'. لكنّ الواقع يؤكد، مع مرور الوقت، سخافة هذه الاعتراضات في ضوء العلاقة التاريخيّة التي ربطت 'حماس' بـ'الحرس الثوري' الإيراني. ركزت تلك العلاقة في الماضي على إفشال أي عمليّة سلميّة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ توقيع اتفاق أوسلو في خريف العام 1993. من يريد أن يتذكّر استثمار إيران في 'حماس' نفسها وفي العمليات الانتحارية التي نفّذتها والتي صبت في نهاية المطاف في خدمة اليمين الإسرائيلي، بل شخص بنيامين نتنياهو بالذات؟ متى تتوقف الحرب التي لا يمكن لـ'الجمهوريّة الإسلاميّة' إلّا أن تخرج منها خاسرة؟ لا جواب عن مثل هذا السؤال، لكن الثابت أن هذه الحرب ستستمر إلى نهاية الشهر الجاري في أقلّ تقدير. الثابت أيضا أنّ إيران أخرى مختلفة ستخرج من هذه الحرب التي لم تستطع القيادة في طهران تفاديها. تكمن أهمّية الحرب التي تتعرّض لها 'الجمهوريّة الإسلاميّة' في أنّ إسرائيل قررت أخيرا الذهاب إلى لعبة مختلفة كلّيا على الصعيد الإقليمي، وهي لعبة جرّت إليها الولايات المتحدة التي راعت النظام الإيراني، إلى حدّ كبير، منذ قيامه في العام 1979. تغاضت الإدارات الأميركيّة المختلفة عن كلّ التجاوزات الإيرانية، بدءا باحتجاز دبلوماسيي السفارة الأميركية في طهران طوال 444 يوما مرورا بتفجير السفارة الأميركيّة في بيروت ثم نسف مقر المارينز قرب مطار العاصمة اللبنانية وقتل نحو 240 عسكريا أميركيّا… كانت لعبة إسرائيل، في مرحلة ما قبل 'طوفان الأقصى'، تقوم على 'قواعد اشتباك' تم التوصل إليها بين طهران من جهة وكلّ الميليشيات المذهبية التابعة لها في المنطقة، مثل 'حزب الله' اللبناني أو أدوات أخرى مثل النظام العلوي برئاسة بشّار الأسد في سوريا، من جهة أخرى. شملت هذه اللعبة 'حماس'، بطبيعة الحال. لم يكن من مهمّة لـ'حماس' غير تغيير طبيعة الشعب الفلسطيني في اتجاه تعميم التخلف. هذا ما حدث بالفعل في قطاع غزّة حيث أقامت 'حماس' منذ منتصف 2007 'إمارة إسلاميّة' على طريقة طالبان. الأهمّ من ذلك كلّه أن 'حماس' كرست الانقسام الفلسطيني الذي لا يزال مستمرّا إلى اليوم. انقلب السحر على الساحر الإسرائيلي. لم يقتصر الأمر على غزّة فحسب، بل شمل لبنان ودور 'حزب الله' أيضا. بعد شنّ حرب 'إسناد غزّة' انطلاقا من جنوب لبنان، لم يعد من وجود لـ'قواعد الاشتباك' التي كان يتحدث عنها الراحل حسن نصرالله. ثمة قواعد جديدة للعبة التي ارتدّت على بنيامين نتنياهو الذي قرّر نقل حرب غزّة إلى إيران، بعد محطتي لبنان وسوريا حيث انتهى النظام العلوي الذي حمته إسرائيل منذ قيامه ولكن بشكل خاص منذ العام 1974. في أيار – مايو من تلك السنة، توصل حافظ الأسد إلى نقاط تفاهم مع هنري كيسنجر في شأن ضمان حمايته للأمن الإسرائيلي في الجولان. ستكشف الأسابيع المقبلة آفاق اللعبة الإسرائيلية الجديدة وأبعادها. هناك 'قواعد اشتباك' مختلفة ولدت من رحم 'طوفان الأقصى'. تبدو هذه القواعد في غاية الوضوح. تقوم على استحالة تطوير 'الجمهوريّة الإسلاميّة' لبرنامج نووي نظرا إلى أنّه يمكن أن يسمح لها بامتلاك القنبلة الذرّية يوما. لا يستطيع العالم العيش في ظلّ وجود قنبلة ذرّية إيرانيّة. لا تستطيع المنطقة، بكلّ دولها، تحمّل ذلك. لم يعد الحلف غير المعلن بين اليمين الإسرائيلي والإسلام السياسي الذي تتزعمه إيران ممثلا بـ'حماس' و'حزب الله' وغيرهما مفيدا للدولة العبريّة. أخذ فشل الحلف غير المعلن مع النظام الإيراني نتنياهو إلى حرب مع 'الجمهوريّة الإسلاميّة'… إلى أين ستأخذه اللعبة الجديدة التي فرضها، في الأصل 'طوفان الأقصى'؟ هل يتمكن نتنياهو من تغيير النظام في إيران؟ ذلك هو سؤال المرحلة الراهنة؟

الغارديان: إسرائيل دمرت سمعتها في غزة وهجوم إيران محاولة متأخرة لاستردادها
الغارديان: إسرائيل دمرت سمعتها في غزة وهجوم إيران محاولة متأخرة لاستردادها

الأيام

timeمنذ 14 ساعات

  • الأيام

الغارديان: إسرائيل دمرت سمعتها في غزة وهجوم إيران محاولة متأخرة لاستردادها

Getty Images تصاعدت ألسنة اللهب والدخان في سماء طهران إثر هجوم إسرائيلي استهدف مستودع للنفط، 15 يونيو 2025 تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل جذب اهتمام الصحف العالمية، إذ أشار مقال في صحيفة (الغارديان) إلى سعي إسرائيل لاستعادة دعم حلفائها عبر فتح جبهات جديدة، فيما تناول مقال في صحيفة (وول ستريت جورنال) ازدياد الانقسامات داخل النظام الإيراني. وحذرت صحيفة صينية من تصاعد دوامة "الانتقام" واحتمال اندلاع حرب إقليمية. نفتتح جولتنا في عرض الصحف بمقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية بقلم الكاتبة نسرين مالك. إذ ترى الكاتبة أن هناك وجهتي نظر للأحداث في الشرق الأوسط خلال العام ونصف العام الماضيين. الأولى تعتبر رد إسرائيل على هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 "انتقاميا متجاوزا الحدود القانونية والجغرافية، شمل إبادة في غزة وغزو جنوب لبنان واحتلال مناطق بسوريا وهجمات على إيران". أما الرأي الآخر بحسب الكاتبة، فيرى أن هذه الأحداث جزء من استمرارية تاريخية، حيث كان السلام الإقليمي قائما على وضع "هش" معرض للانهيار. وتشير مالك إلى أن هذا التوازن الدقيق انهار بسبب "حكومة إسرائيلية تركز على تنفيذ أجندتها الخاصة، وتعيد صياغة مستقبل المنطقة بمفردها بأساليب لا تقدر على تفسيرها ولا تسعى للسيطرة عليها". ويذكر المقال أن أحد عوامل السلام "الهش" يكمن في دور قوى دول الخليج كوسطاء، وتوضح مالك أن تقارب الخليج مع إيران لم يكن بدافع التجارة أو التعاطف، بل نتيجة حاجة عملية للاستقرار. تضيف أن بعض الدول الخليجية اعترفت بإسرائيل من خلال توقيع الاتفاقات الإبراهيمية، لكنها تجد نفسها الآن محاصرة بين طرفين متنازعين، ومعرضة لخطر عزلة الحليف الرئيسي لإسرائيل، الولايات المتحدة، التي تجمعها بها علاقات عسكرية واقتصادية وثيقة. وبالنظر إلى الحرب في غزة، ترى الكاتبة أن الأحداث كشفت "نوايا إسرائيل للعالم"، ما دفع "إيران ووكلاءها، مثل حزب الله والحوثيين في اليمن"، إلى تبني دور المدافعين عن الحقوق الفلسطينية. وتؤكد أنه بمجرد انخراط إيران في هذا السياق، وشعور إسرائيل بأنها قادرة على التصرف بلا تردد أو مساءلة، لم يعد هناك مجال للتراجع. في إطار التحليل، ترى الكاتبة أن مبررات أفعال إسرائيل "تجاوزت كل حدود المعقول". وبالنظر إلى اعتبار سلامة الشعب اليهودي سببا للدعم المطلق، وأهمية إسرائيل كشريك استراتيجي وثيق، منحت الولايات المتحدة وحلفاؤها إسرائيل حرية مطلقة للدفاع عن نفسها، بحسب المقال. في المقابل، تشير مالك إلى أن الرد الإسرائيلي "لم يقتصرعلى المبالغة في مواجهة التهديدات فحسب، بل حوّل تلك الردود إلى سلاح أصبح عاملاً رئيسياً في زعزعة أمنها وأمن باقي دول المنطقة". وتذكر الكاتبة في مقالها أن علاقة إسرائيل مع حلفائها خضعت للاختبار بسبب غزة، خاصة مع تصاعد الضغط الشعبي داخل الدول الغربية، "المدفوع بصور الأطفال الجائعين والمستشفيات المحترقة ورفوف الجثث المتتالية". فتح جبهة جديدة مع عدو آخر يمنح الحكومة الإسرائيلية فرصة لاستعادة دعم رعاتها وتأكيد دورها كـ"ضحية بريئة بحاجة للمساعدة بسبب الضربات المدنية من جار معاد"، بحسب المقال. تشير مالك إلى أن قصص الموت جوعا في غزة والهجمات على الضفة الغربية وتوسع المستوطنات غير القانونية اختفت من العناوين، والضغط على إسرائيل للسماح بالمساعدات واحترام وقف إطلاق النار استبدل بالدفاعات "الفضفاضة" والنداءات المعتادة لـ"ضبط النفس"، وكأن الساعة أُعيد ضبطها. وترى الكاتبة أن إسرائيل استلهمت دروس حرب العراق، مدعية أنها تصرفت دفاعاً استناداً إلى معلومات استخباراتية يُطلب من العالم قبولها بثقة. وتختم الكاتبة مقالها بالقول إن حملتي إسرائيل "الدعائية والميدانية" تشتركان في رؤية الشرق الأوسط كساحة للسياسة الداخلية. لكنها تؤكد أن المنطقة ليست ملكا لإسرائيل وحدها، بل هي منازل لشعوب أخرى لها سياساتها وتاريخها واحتياجاتها الأمنية الخاصة، والتي باتت تخضع بشكل متزايد لأجندة إسرائيل فقط، بحسب ما ورد في المقال. "نظام آية الله في إيران أضعف من أي وقت مضى" Getty Images ملصق يظهر صور جنرالات عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي فجر 13 يونيو 2025، معلق على جسر في طهران. كتب جون بولتون مقالا في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أكد فيه أن رد إيران على عملية "الأسد الصاعد" التي استهدفت برنامجها النووي ودفاعاتها الجوية وقيادتها العسكرية، كان "متفاوتاً وغير فعال". وأضاف أن الحرب العالمية الثالثة لم تندلع، ولن تندلع كما يروج البعض. ويرى الكاتب أن الطريق الوحيد لضمان سلام وأمن مستدامين في الشرق الأوسط هو الإطاحة بنظام "آية الله"، وأن هذا ينبغي أن يكون الهدف الأساسي لأمريكا. يشير المقال إلى أن النظام في طهران يواجه استياء شعبياً متزايداً، مع امتداد المعارضة إلى جميع أنحاء إيران. كما يرى أن الاقتصاد الإيراني يعاني من أزمات مستمرة منذ عقود، ويعتقد الكاتب أن الضربات الإسرائيلية على مصافي النفط تزيد من تفاقم وضعه الاقتصادي. يضيف بولتون أن النظام الإيراني لم يجلب سوى "الدمار" لشعبه، وأنه أنفق مليارات على دعم وكلائه "الإرهابيين" بالإضافة إلى مشاريع نووية وصاروخية كبيرة لم تعد ذات جدوى. يشير المقال إلى أن أكثر من 60% من الإيرانيين تحت سن 30 يتطلعون لحياة مختلفة عما يفرضه النظام، مستوحين ذلك من دول الخليج مثل الإمارات. كما تسعى جميع الأقليات العرقية في إيران لمزيد من الاستقلال. يرى الكاتب أن الهجمات الإسرائيلية لم تؤد إلى "اندفاع قومي إيراني"، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني يدرك حجم المخاطر. لافتاً إلى أنه بعد سقوط الأسد في سوريا، شهد النظام صراعات داخلية واسعة امتدت لعامة الشعب، ومن المتوقع أن تتسع هذه الانقسامات أكثر في الوقت الراهن، بحسب المقال. يؤكد الكاتب أن القوات الأمريكية والإسرائيلية لن تنفذ "غزواً برياً لإيران"، منتقداً من يروجون لفكرة أن توحيد الصفوف في الداخل الإيراني، ودعم المعارضين الإيرانيين للملالي يعني "حرباً لا نهاية لها"، معتبراً ذلك مجرد دعاية عشوائية. ويشير المقال إلى أن إيران يقودها المرشد الأعلى علي خامنئي، وهو في الثمانين من عمره ويعاني من المرض، دون وجود خليفة واضح. ورغم أن ابنه يبدو مهتماً بتولي المنصب، إلا أنه لا يتمتع بقبول شعبي واسع، بحسب الكاتب. ويشير بولتون أنه "لا يوجد مسار واضح أو راسخ لعملية الخلافة، والفوضى الداخلية ستزيد من صعوبة الأمر"، مضيفاً أن استهداف إسرائيل لقيادات بارزة في الجيش الإيراني زاد من حالة "الارتباك"، على حد تعبيره. يدعو الكاتب إلى استغلال الأزمة الحالية لتعميق الانقسامات داخل قيادة النظام الإيراني، مشيراً إلى أنه إذا أعلنت شخصيات بارزة في الجيش النظامي والحرس الثوري رفضها قمع الشعب، فقد يؤدي ذلك إلى سقوط سريع للنظام. كما يرى أن تقديم العفو لمسؤولي النظام الذين ينقلبون على القيادة قد يكون وسيلة فعالة لدعم وحدة المعارضة وتعزيز موقفها، بحسب الكاتب. الشرق الأوسط يعيش "مرحلة حرجة" Getty Images خريطة طبوغرافية للشرق الأوسط - صورة أرشيفية نقرأ في افتتاحية صحيفة تشاينا ديلي الصينية تأكيداً على ضرورة تحرك جميع الأطراف لنزع فتيل الأزمة، مشيرة إلى أن الشرق الأوسط يمر بمرحلة "حرجة" عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران. وترى الصحيفة أن تلك الهجمات "أشعلت دوامة خطيرة من الانتقام، وزادت من احتمالات اندلاع حرب إقليمية". كما أبرزت الصحيفة سرعة ووضوح الموقف الصيني، مؤكدة التزام بكين بتهدئة الأوضاع وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. وذكرت الافتتاحية أن الصين تدين بشدة الهجمات العسكرية الإسرائيلية، معتبرة إياها "انتهاكاً صارخاً لسيادة إيران وللقانون الدولي". تشير الصحيفة إلى أن التصعيد الناتج عن عداءات طويلة الأمد يهدد بحرب إقليمية واسعة ذات تبعات كارثية، مشيرة إلى أن تنسيق إسرائيل مع الولايات المتحدة وتهديداتها لإيران زاد من حدة التوتر. وتؤكد الافتتاحية دعم الصين لكل الجهود الهادفة إلى تهدئة التوتر والعودة إلى طاولة الحوار، داعية إسرائيل وإيران إلى الاستجابة لنداءات المجتمع الدولي وتغليب الدبلوماسية على القوة. وتشير إلى أن التجربة التاريخية تثبت أن السلام الدائم لا يُبنى إلا عبر مسارات سياسية شاملة. وأفادت الصحيفة بأن الصين دعت، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، جميع الأطراف إلى تجنب الأعمال الاستفزازية، وجددت دعمها لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وترى الصحيفة في تحليلها أن على الولايات المتحدة تكثيف جهودها للضغط على تل أبيب لوقف أعمالها "المتهورة"، مشيرة إلى أن استمرار الصراع قد يؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى انجرار الولايات المتحدة في حرب مع إيران، وهو ما يُعتقد أنه هدف إسرائيل الأساسي. وتختتم الصحيفة بالقول إنه نظراً لخطورة الوضع في الشرق الأوسط، فإن تنسيق الجهود الدبلوماسية، مثل تلك التي تبذلها الصين، أصبح أمراً ضرورياً لنزع فتيل هذه الأزمة المتوترة والقابلة للاشتعال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store