
الغارديان: إسرائيل دمرت سمعتها في غزة وهجوم إيران محاولة متأخرة لاستردادها
Getty Images
تصاعدت ألسنة اللهب والدخان في سماء طهران إثر هجوم إسرائيلي استهدف مستودع للنفط، 15 يونيو 2025
تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل جذب اهتمام الصحف العالمية، إذ أشار مقال في صحيفة (الغارديان) إلى سعي إسرائيل لاستعادة دعم حلفائها عبر فتح جبهات جديدة، فيما تناول مقال في صحيفة (وول ستريت جورنال) ازدياد الانقسامات داخل النظام الإيراني. وحذرت صحيفة صينية من تصاعد دوامة "الانتقام" واحتمال اندلاع حرب إقليمية.
نفتتح جولتنا في عرض الصحف بمقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية بقلم الكاتبة نسرين مالك. إذ ترى الكاتبة أن هناك وجهتي نظر للأحداث في الشرق الأوسط خلال العام ونصف العام الماضيين. الأولى تعتبر رد إسرائيل على هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 "انتقاميا متجاوزا الحدود القانونية والجغرافية، شمل إبادة في غزة وغزو جنوب لبنان واحتلال مناطق بسوريا وهجمات على إيران". أما الرأي الآخر بحسب الكاتبة، فيرى أن هذه الأحداث جزء من استمرارية تاريخية، حيث كان السلام الإقليمي قائما على وضع "هش" معرض للانهيار. وتشير مالك إلى أن هذا التوازن الدقيق انهار بسبب "حكومة إسرائيلية تركز على تنفيذ أجندتها الخاصة، وتعيد صياغة مستقبل المنطقة بمفردها بأساليب لا تقدر على تفسيرها ولا تسعى للسيطرة عليها". ويذكر المقال أن أحد عوامل السلام "الهش" يكمن في دور قوى دول الخليج كوسطاء، وتوضح مالك أن تقارب الخليج مع إيران لم يكن بدافع التجارة أو التعاطف، بل نتيجة حاجة عملية للاستقرار. تضيف أن بعض الدول الخليجية اعترفت بإسرائيل من خلال توقيع الاتفاقات الإبراهيمية، لكنها تجد نفسها الآن محاصرة بين طرفين متنازعين، ومعرضة لخطر عزلة الحليف الرئيسي لإسرائيل، الولايات المتحدة، التي تجمعها بها علاقات عسكرية واقتصادية وثيقة. وبالنظر إلى الحرب في غزة، ترى الكاتبة أن الأحداث كشفت "نوايا إسرائيل للعالم"، ما دفع "إيران ووكلاءها، مثل حزب الله والحوثيين في اليمن"، إلى تبني دور المدافعين عن الحقوق الفلسطينية. وتؤكد أنه بمجرد انخراط إيران في هذا السياق، وشعور إسرائيل بأنها قادرة على التصرف بلا تردد أو مساءلة، لم يعد هناك مجال للتراجع. في إطار التحليل، ترى الكاتبة أن مبررات أفعال إسرائيل "تجاوزت كل حدود المعقول". وبالنظر إلى اعتبار سلامة الشعب اليهودي سببا للدعم المطلق، وأهمية إسرائيل كشريك استراتيجي وثيق، منحت الولايات المتحدة وحلفاؤها إسرائيل حرية مطلقة للدفاع عن نفسها، بحسب المقال. في المقابل، تشير مالك إلى أن الرد الإسرائيلي "لم يقتصرعلى المبالغة في مواجهة التهديدات فحسب، بل حوّل تلك الردود إلى سلاح أصبح عاملاً رئيسياً في زعزعة أمنها وأمن باقي دول المنطقة". وتذكر الكاتبة في مقالها أن علاقة إسرائيل مع حلفائها خضعت للاختبار بسبب غزة، خاصة مع تصاعد الضغط الشعبي داخل الدول الغربية، "المدفوع بصور الأطفال الجائعين والمستشفيات المحترقة ورفوف الجثث المتتالية". فتح جبهة جديدة مع عدو آخر يمنح الحكومة الإسرائيلية فرصة لاستعادة دعم رعاتها وتأكيد دورها كـ"ضحية بريئة بحاجة للمساعدة بسبب الضربات المدنية من جار معاد"، بحسب المقال. تشير مالك إلى أن قصص الموت جوعا في غزة والهجمات على الضفة الغربية وتوسع المستوطنات غير القانونية اختفت من العناوين، والضغط على إسرائيل للسماح بالمساعدات واحترام وقف إطلاق النار استبدل بالدفاعات "الفضفاضة" والنداءات المعتادة لـ"ضبط النفس"، وكأن الساعة أُعيد ضبطها. وترى الكاتبة أن إسرائيل استلهمت دروس حرب العراق، مدعية أنها تصرفت دفاعاً استناداً إلى معلومات استخباراتية يُطلب من العالم قبولها بثقة. وتختم الكاتبة مقالها بالقول إن حملتي إسرائيل "الدعائية والميدانية" تشتركان في رؤية الشرق الأوسط كساحة للسياسة الداخلية. لكنها تؤكد أن المنطقة ليست ملكا لإسرائيل وحدها، بل هي منازل لشعوب أخرى لها سياساتها وتاريخها واحتياجاتها الأمنية الخاصة، والتي باتت تخضع بشكل متزايد لأجندة إسرائيل فقط، بحسب ما ورد في المقال.
"نظام آية الله في إيران أضعف من أي وقت مضى"
Getty Images
ملصق يظهر صور جنرالات عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي فجر 13 يونيو 2025، معلق على جسر في طهران.
كتب جون بولتون مقالا في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أكد فيه أن رد إيران على عملية "الأسد الصاعد" التي استهدفت برنامجها النووي ودفاعاتها الجوية وقيادتها العسكرية، كان "متفاوتاً وغير فعال". وأضاف أن الحرب العالمية الثالثة لم تندلع، ولن تندلع كما يروج البعض. ويرى الكاتب أن الطريق الوحيد لضمان سلام وأمن مستدامين في الشرق الأوسط هو الإطاحة بنظام "آية الله"، وأن هذا ينبغي أن يكون الهدف الأساسي لأمريكا. يشير المقال إلى أن النظام في طهران يواجه استياء شعبياً متزايداً، مع امتداد المعارضة إلى جميع أنحاء إيران. كما يرى أن الاقتصاد الإيراني يعاني من أزمات مستمرة منذ عقود، ويعتقد الكاتب أن الضربات الإسرائيلية على مصافي النفط تزيد من تفاقم وضعه الاقتصادي. يضيف بولتون أن النظام الإيراني لم يجلب سوى "الدمار" لشعبه، وأنه أنفق مليارات على دعم وكلائه "الإرهابيين" بالإضافة إلى مشاريع نووية وصاروخية كبيرة لم تعد ذات جدوى. يشير المقال إلى أن أكثر من 60% من الإيرانيين تحت سن 30 يتطلعون لحياة مختلفة عما يفرضه النظام، مستوحين ذلك من دول الخليج مثل الإمارات. كما تسعى جميع الأقليات العرقية في إيران لمزيد من الاستقلال. يرى الكاتب أن الهجمات الإسرائيلية لم تؤد إلى "اندفاع قومي إيراني"، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني يدرك حجم المخاطر. لافتاً إلى أنه بعد سقوط الأسد في سوريا، شهد النظام صراعات داخلية واسعة امتدت لعامة الشعب، ومن المتوقع أن تتسع هذه الانقسامات أكثر في الوقت الراهن، بحسب المقال. يؤكد الكاتب أن القوات الأمريكية والإسرائيلية لن تنفذ "غزواً برياً لإيران"، منتقداً من يروجون لفكرة أن توحيد الصفوف في الداخل الإيراني، ودعم المعارضين الإيرانيين للملالي يعني "حرباً لا نهاية لها"، معتبراً ذلك مجرد دعاية عشوائية. ويشير المقال إلى أن إيران يقودها المرشد الأعلى علي خامنئي، وهو في الثمانين من عمره ويعاني من المرض، دون وجود خليفة واضح. ورغم أن ابنه يبدو مهتماً بتولي المنصب، إلا أنه لا يتمتع بقبول شعبي واسع، بحسب الكاتب. ويشير بولتون أنه "لا يوجد مسار واضح أو راسخ لعملية الخلافة، والفوضى الداخلية ستزيد من صعوبة الأمر"، مضيفاً أن استهداف إسرائيل لقيادات بارزة في الجيش الإيراني زاد من حالة "الارتباك"، على حد تعبيره. يدعو الكاتب إلى استغلال الأزمة الحالية لتعميق الانقسامات داخل قيادة النظام الإيراني، مشيراً إلى أنه إذا أعلنت شخصيات بارزة في الجيش النظامي والحرس الثوري رفضها قمع الشعب، فقد يؤدي ذلك إلى سقوط سريع للنظام. كما يرى أن تقديم العفو لمسؤولي النظام الذين ينقلبون على القيادة قد يكون وسيلة فعالة لدعم وحدة المعارضة وتعزيز موقفها، بحسب الكاتب.
الشرق الأوسط يعيش "مرحلة حرجة"
Getty Images
خريطة طبوغرافية للشرق الأوسط - صورة أرشيفية
نقرأ في افتتاحية صحيفة تشاينا ديلي الصينية تأكيداً على ضرورة تحرك جميع الأطراف لنزع فتيل الأزمة، مشيرة إلى أن الشرق الأوسط يمر بمرحلة "حرجة" عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران. وترى الصحيفة أن تلك الهجمات "أشعلت دوامة خطيرة من الانتقام، وزادت من احتمالات اندلاع حرب إقليمية". كما أبرزت الصحيفة سرعة ووضوح الموقف الصيني، مؤكدة التزام بكين بتهدئة الأوضاع وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. وذكرت الافتتاحية أن الصين تدين بشدة الهجمات العسكرية الإسرائيلية، معتبرة إياها "انتهاكاً صارخاً لسيادة إيران وللقانون الدولي". تشير الصحيفة إلى أن التصعيد الناتج عن عداءات طويلة الأمد يهدد بحرب إقليمية واسعة ذات تبعات كارثية، مشيرة إلى أن تنسيق إسرائيل مع الولايات المتحدة وتهديداتها لإيران زاد من حدة التوتر. وتؤكد الافتتاحية دعم الصين لكل الجهود الهادفة إلى تهدئة التوتر والعودة إلى طاولة الحوار، داعية إسرائيل وإيران إلى الاستجابة لنداءات المجتمع الدولي وتغليب الدبلوماسية على القوة. وتشير إلى أن التجربة التاريخية تثبت أن السلام الدائم لا يُبنى إلا عبر مسارات سياسية شاملة. وأفادت الصحيفة بأن الصين دعت، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، جميع الأطراف إلى تجنب الأعمال الاستفزازية، وجددت دعمها لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وترى الصحيفة في تحليلها أن على الولايات المتحدة تكثيف جهودها للضغط على تل أبيب لوقف أعمالها "المتهورة"، مشيرة إلى أن استمرار الصراع قد يؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى انجرار الولايات المتحدة في حرب مع إيران، وهو ما يُعتقد أنه هدف إسرائيل الأساسي. وتختتم الصحيفة بالقول إنه نظراً لخطورة الوضع في الشرق الأوسط، فإن تنسيق الجهود الدبلوماسية، مثل تلك التي تبذلها الصين، أصبح أمراً ضرورياً لنزع فتيل هذه الأزمة المتوترة والقابلة للاشتعال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ 6 ساعات
- الأيام
وول ستريت جورنال الأمريكية: ارتفاع أسعار النفط الذي لم يحدث
Reuters يعد النزاع المتواصل في منطقة الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران منذ خمسة أيام نواة للمواد الإخبارية والتحليلية في الصحف العالمية، ونستعرض في جولة عرض صحف اليوم جملةً من التحليلات المرتبطة بالآثار الاقتصادية المترتبة على الهجوم المتبادل، إضافة إلى سيناريوهات تطور الصراع بينهما. ونستهل جولتنا مع افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، بعنوان "ارتفاع أسعار النفط الذي لم يحدث"، حيث تناقش الصحيفة التأثيرات الاقتصادية المحتملة للهجوم المتبادل بين إيران وإسرائيل. وتقول إنه وعلى الرغم من تصاعد التوترات وارتفاع أسعار النفط بشكل بسيط، إلّا أن السوق لم يشهد "ذعراً"، ويعود السبب في ذلك إلى "وفرة المعروض العالمي". وتُبين الصحيفة أن "إنتاج النفط العالمي في وضع معقول لمواجهة أي شيء سوى اضطراب كارثي"، مشيرة إلى زيادة في الإنتاج من قبل دول منتجة للنفط مثل السعودية وغيانا والبرازيل وكندا. ما هي أسوأ السيناريوهات المحتملة في الصراع بين إيران وإسرائيل؟ وتؤكد أهمية إنتاج النفط الأمريكي، حيث وصل إنتاجها مستوى قياسيا بلغ 13.5 مليون برميل يوميا في مارس الماضي، مما يساعد في استقرار السوق، وأن الأسعار المستدامة فوق 70 دولارا تدعم المنتجين الأمريكيين. وتنتقد الصحيفة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، لتخفيفها العقوبات على إيران ورفضها فرض عقوبات صارمة على روسيا، بحجة حماية أسعار البنزين في الولايات المتحدة، وهذا قد سمح لروسيا وإيران بالاستفادة من عائدات النفط لدعم برامجهما العسكرية والنووية. وتدعو الولايات المتحدة إلى "تشديد العقوبات" على الدول التي تستورد النفط الروسي والإيراني، مثل الصين والهند، باعتبار أنها تستفيد من شراء النفط الخام بأسعار مُخفّضة، معتقدة أن ذلك سيكون أكثر فعالية من مجرد تحديد سقف سعري. وتقول إن "الفكرة الأكثر فعالية تتمثّل في فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري الطاقة الروسية، وفقاً لمشروع قانون معاقبة روسيا لعام 2025، حيث تُفرض بموجبه رسوماً جمركية بنسبة 500 في المئة على الدول التي تشتري الطاقة الروسية". وتختتم الصحيفة افتتاحيتها، بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التعلّم من أخطاء بايدن وألا يجعل أسعار النفط تسيطر على قراراته الاستراتيجية، خصوصاً فيما يتعلق بدعم إسرائيل وأوكرانيا. "بالنسبة للأسواق، انتهت الحرب بين إسرائيل وإيران بالفعل" Reuters وننتقل إلى مقال في صحيفة بلومبيرغ البريطانية، بعنوان "بالنسبة للأسواق، انتهت الحرب بين إسرائيل وإيران بالفعل" ، للكاتب جون أوثرز. ويعرض الكاتب التفاؤل الذي تبديه الأسواق العالمية تجاه التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، رغم خطورة الموقف واحتمالات تفاقمه. ويقول "يبدو أن الأسواق العالمية قد أقنعت نفسها بأن الكارثة الأخيرة في الشرق الأوسط يمكن تجاوزها بسهولة، كما هو الحال مع جميع نزاعات المنطقة الأخرى خلال العقد الماضي". ويشير إلى "انخفاض أسعار النفط والذهب، وارتفاع عوائد سندات الخزانة، وانخفاض تقلبات الأسهم يوم الاثنين، مع استمرار إسرائيل وإيران في تبادل الضربات الصاروخية"، إضافة إلى أن "الأسهم تُعد في أقوى حالاتها منذ اليوم الذي تلا تنصيب الرئيس دونالد ترامب". وأضاف أن "هناك جانباً إيجابياً في غياب أي تطورات قد تُقلص إمدادات النفط بشكل كبير، كإغلاق مضيق هرمز من قِبل إيران، أو تضرر إنتاج النفط الإيراني من قِبل إسرائيل". ويبرر الكاتب هذا التفاؤل من خلال قراءة للتاريخ، مبيناً أن الأسواق غالباً ما تتجاوز الأزمات الجيوسياسية بسرعة، ما لم تؤدِ إلى صدمات كبيرة مثل أزمة النفط في السبعينات أو غزو فرنسا في الحرب العالمية الثانية. ويبيّن أن أسعار النفط اليوم بعيدة جداً عن المستويات التي تُسبب ركوداً اقتصادياً في الغرب، الأمر الذي يجعل السوق أقل قلقاً من احتمال اندلاع أزمة اقتصادية. بالمقابل، لا يرى الكاتب أن هذا التفاؤل مبرر بالكامل، لافتاً إلى مخاطر حقيقية قد تؤدي إلى خسارة بعض الأموال، كأن "تسعى إيران لامتلاك سلاح نووي وتغلق مضيق هرمز إضافة إلى وجود خطر وشيك بتغيير النظام". ويتحدّث الكاتب عن مخاوف من إقدام إيران على استهداف منشآت نفطية أو مسارات الإمداد في المنطقة لإجبار الولايات المتحدة على كبح جماح إسرائيل، مبيناً أن هذا النوع من التصعيد قد يُسبب اضطرابات في الاقتصاد العالمي. "كيف قد تتطور الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟" ونختتم جولتنا مع صحيفة الفايننشال تايمز، ومقال للكاتب جدعون رحمان بعنوان "كيف قد تتطور الحرب الإسرائيلية الإيرانية" . ويرى الكاتب أن التطورات الأخيرة في المنطقة "لا يمكن التنبؤ بها"، حتى من قبل الإسرائيليين والإيرانيين أنفسهم. ويقترح الكاتب عدة سيناريوهات للتطورات الأخيرة، منها توجيه ضربات سريعة على غرار حرب 1967، أو تكرار حرب العراق 2003 التي بدأت بنجاح ثم تحولت إلى مستنقع دموي، أو أن يتخذ الصراع مساراً خاصاً، مع احتمال تصعيد غير تقليدي من إيران. ويقول "من المرجح أن تتبع الحرب الإسرائيلية الإيرانية مساراً مختلفاً. أحد السيناريوهات التي تُقلق مسؤولي الأمن الغربيين وهو أن يُقرر النظام الإيراني اليائس الرد بوسائل غير تقليدية". ويطرح الكاتب سيناريوهات أخرى في حال شعرت إيران بأنها في طريقها للهزيمة؛ فإما "أن تتقبل الوضع برحابة صدر وتحاول التفاوض للخروج من المأزق. أو أن تُصعّد بوسائل غير تقليدية..، وقد تختار إيران استعراض سلاح نووي بدائي لمحاولة صدم إسرائيل ودفعها إلى إنهاء الحرب، أو تفجير "قنبلة قذرة". وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أيضاً أن إيران تمتلك مخزوناً كبيراً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة. ويعتقد بشكل عام أن طهران ستحتاج إلى الوصول إلى مستوى التخصيب بنسبة 90 في المائة حتى تتمكن من صنع سلاح نووي. ومن الممكن أن يتم ذلك في غضون أيام، على الرغم من أن التسليح سيستغرق وقتًا أطول بكثير. ويناقش الكاتب النجاحات الإسرائيلية الأولية، مستدركاً حديثه بأن تدمير منشآت إيران النووية، وخاصة تلك الموجودة تحت الأرض مثل "فوردو"، مهمة صعبة، معتقداً أن إسرائيل لا تملك القنابل القادرة على تدمير هذه المواقع، ما قد يدفع أمريكا للتدخل. ويشير إلى أصوات في واشنطن تطالب بمشاركة أمريكية لتدمير منشآت إيران النووية، مبيناً أن حتى هذا التدخل قد لا يضمن إنهاء البرنامج النووي. ويحذر الكاتب في ختام مقاله من تدخل أمريكي جديد، خاصة تحت قيادة ترامب الذي وعد بالسلام، معتبراً أن ذلك سيكون تناقضاً كبيراً وفشلاً سياسياً على حد وصفه.


الأيام
منذ 6 ساعات
- الأيام
هل تشي تغريدات ترامب وتصريحاته بهجوم أمريكي وشيك على إيران؟
Getty Images دونالد ترامب قال للصحفيين على متن طائرته الرئاسية في طريق عودته من كندا إنه يريد "إذعانا تاما" من قبل إيران. تثير التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن الحرب بين إسرائيل وإيران تساؤلات عدة حول الموقف الأمريكي الحقيقي منها وما إذا كانت نيته تميل حقا إلى وقف تلك الحرب كونها تمثل خطرا جسيما على حلفائه العرب وغير العرب في المنطقة في حال توسعها أو خروجها عن نطاق السيطرة، أم أن الهدف المضمر من تلك الحرب لا يختلف عن هدف إسرائيل المعلن وهو تدمير البرنامج والمنشآت النووية الإيرانية وإضعاف النظام السياسي الإيراني وربما الإطاحة به. سارعت الإدارة الأمريكية، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة 13 يونيو/ حزيران الجاري، إلى التأكيد على النأي بنفسها عن المشاركة الفعلية فيه. ورغم أنها ساعدت إسرائيل في اعتراض الصواريخ أوضحت واشنطن أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتصرف بمفردها في الهجوم على إيران وأن واشنطن كانت على علم بموعده ووافقت على شنه.وكان موقع "أكسيوس" قد نقل عن مصدرين في الشرق الأوسط أن إدارة الرئيس ترامب أبلغت حلفاءها في المنطقة بعدم اعتزامها الانخراط الفعلي في الحرب بين إسرائيل وإيران، ما لم تقدم طهران على استهداف قواعد أو مصالح أمريكية في منطقة الخليج.ورغم تنديد بعض من قادة الدول العربية والغربية والإسلامية بالهجوم الإسرائيلي على إيران ودعوات ضبط النفس ومناشدات خفض التصعيد، توالت تغريدات الرئيس ترامب بصيغ مختلفة تبرر الغارات الإسرائيلية على طهران.و اكتست تصريحاته صيغة تحذيرية وخطيرة على نحو متصاعد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ففي أحدث منشوراته على موقع "تروث سوشل" للتواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء قال ترامب، وكأن الصراع قائم بين واشنطن وطهران، إن صبر الولايات المتحدة من إيران بدأ ينفد مطالبا إياها بالاستسلام غير المشروط مضيفا:" نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى في إيران... هو هدف سهل ولن نقضي عليه على الأقل في الوقت الحالي".ويرى محللون أن الرئيس ترامب ربما بدأ يغلق الباب أمام الفرص الديبلوماسية لوقف الحرب بعد تصريحات أدلى بها لشبكة "سي إن إن" الأمريكية بعد عودته من مؤتمر مجموعة الدول السبع الكبرى في كندا قال فيها إن الستين يوما التي أمهلها لإيران انتهت دون إبرام أي اتفاق. وأضاف: "إيران لا تكسب هذه الحرب ويجب عليها التفاوض على الفور قبل فوات الأوان". وعلى غرار الجيش الإسرائيلي دعا ترامب سكان العاصمة طهران إلى إخلائها فورا.وإثر عودته السريعة من قمة مجموعة الدول السبع واحتدام الصراع بين إيران وإسرائيل عقد الرئيس اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي الأمريكي وأعلنت القوات الأمريكية قرار نقل 28 طائرة تزود بالوقود إلى المنطقة وعشرات المقاتلات فيما أبحرت حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" من بحر الصين الجنوبي باتجاه المنطقة. كما أرسلت بريطانيا ودول غربية أخرى طائرات حربية إلى قبرص تحسبا لأي تصعيد يقتضي مساعدة عسكرية فعلية أوروبية للجهد العسكري الإسرائيلي.ويرى محللون أن تصريحات ترامب ليست مجرد مواقف انفعالية ومتناقضة أحيانا، بل أنها أتت في سياق استباق تطورات خطيرة محتملة في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية ربما تقتضي التدخل الأمريكي المباشر لحسم الحرب.قد لا تنتظر الولايات المتحدة استهداف إيران المصالح والقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط لتتدخل عسكريا إلى جانب إسرائيل لكن لهجة الرئيس ترامب وتهديداته وتحذيراته تشي، طبقا لمحللين، أن الساعات والأيام القليلة الماضية قد تكون فاصلة في تاريخ المنطقة.برأيكم هل تشي تغريدات الرئيس ترامب بهجوم أمريكي وشيك على إيران؟ لماذا قرر الرئيس تصعيد لهجته التحذيرية ضد إيران؟ هل يقدم ترامب فعلا على خوض حرب على طهران دعما لإسرائيل؟ كيف تتوقع تطور الحرب في حال قررت الولايات المتحدة ضرب لإيران؟ ما المخاطر المترتبة على تعرض إيران لضربات عسكرية امريكية؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 18 يونيو/حزيران.خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewarيمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.


كواليس اليوم
منذ 8 ساعات
- كواليس اليوم
هجوم إسرائيل على إيران وتداعياته المحتملة
قد يكون هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية مبررًا إذا ما أُخذ تفسير نتنياهو على محمل الجدّ. ومع ذلك، أشك في أن يكون هو وترامب قد فكرا مليًا في التداعيات الإقليمية الوخيمة للهجوم، وما إذا كانت المفاوضات للحدّ من البرنامج النووي الإيراني ستؤدي إلى نتائج أكثر إيجابية. أخيرًا نفّذ نتنياهو ما كان يتوق إليه منذ سنوات عديدة – مهاجمة المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية وتصفية العديد من قادتها العسكريين وعلمائها النوويين. ورغم أن ترامب بدا في البداية وكأنه ينأى بنفسه عن العملية الإسرائيلية، فلا شك أنه أعطى الضوء الأخضر لها، ولولا ذلك لما تجرأ نتنياهو على اتخاذ مثل هذه الخطوة التي قد تجرّ الولايات المتحدة إلى المعركة وتُغرق المنطقة بأكملها في حرب، قد تكون لها عواقب وخيمة. وضع ترامب ونتنياهو استراتيجية تُنكر بموجبها الولايات المتحدة أي تورط لها في قرار إسرائيل بمهاجمة إيران. حذّروا طهران، كما صرّح وزير الخارجية ماركو روبيو: 'لسنا متورطين في ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة. أبلغتنا إسرائيل بأنها تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن نفسها. وقد اتخذ الرئيس ترامب وإدارته جميع الخطوات اللازمة لحماية قواتنا، وظلوا على اتصال وثيق بشركائنا الإقليميين. دعوني أكون واضحا ً: ينبغي ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأمريكيين'. ويوم الأربعاء أعرب ترامب عن شكوكه بشأن التوصل إلى اتفاق تفاوضي خلال الجولة السادسة من المفاوضات بين الممثلين الأمريكيين والإيرانيين المقرر عقدها الأحد المقبل في قطر. كان بحلول ذلك الوقت على علم بهجوم نتنياهو المرتقب. وعلى الرغم من أن العديد من كبار الديمقراطيين والجمهوريين رفضوا تجرّؤ نتنياهو على اتخاذ مثل هذا الإجراء المشؤوم عند تحديد جولة أخرى من المحادثات، إلا أنهم يبدون غافلين عما تم الإتفاق عليه خلف الكواليس بين ترامب ونتنياهو: وهو أنّ نتنياهو سيشن هجومًا وستنأى الولايات المتحدة بنفسها عن هذا الهجوم لمنع إيران من مهاجمة أهداف عسكرية أمريكية في المنطقة، لعلمها أن إيران سترغب في تجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، ستدافع الولايات المتحدة عن إسرائيل باعتراض الصواريخ الباليستية القادمة. رد ترامب على الهجوم على موقعه 'تروث سوشيال' يُظهر كل شيء، مُهددًا بشن المزيد من الهجمات ما لم تقبل إيران بالإتفاق النووي. وفي منشور مُطول قال: 'لقد منحت إيران فرصة تلو الأخرى لإبرام صفقة. قلت لهم، بأشد العبارات، 'افعلوا ذلك فحسب'، ولكن مهما حاولوا، ومهما اقتربوا، لن يتمكنوا من إنجازها. قلت لهم إنها ستكون أسوأ بكثير مما يعرفونه أو يتوقعونه… تحدث بعض المتشددين الإيرانيين بشجاعة، لكنهم لم يكونوا يعلمون ما سيحدث. لقد ماتوا جميعًا الآن، وسيزداد الأمر سوءًا! لقد كان هناك بالفعل موت ودمار هائلان، ولكن لا يزال هناك وقت لإنهاء هذه المذبحة مع هجمات مُخطط لها مسبقًا ستكون أكثر وحشية. يجب على إيران إبرام صفقة قبل أن يضيع كل شيء وإنقاذ ما كان يُعرف سابقًا بالإمبراطورية الإيرانية. لا مزيد من الموت، لا مزيد من الدمار. فقط إقبلوا الصفقة قبل فوات الأوان !' وعلاوة على ذلك، وصف ترامب الهجوم الإسرائيلي بأنه 'ممتاز' في مقابلة مع قناة ABC، وحذّر من أن 'هناك المزيد في المستقبل – الكثير جدًا'، ما لم توافق إيران على اتفاق. المشكلة هنا هي أنه بغض النظر عن مدى ضعف إيران نتيجة حملة إسرائيل الناجحة لتقليص محور المقاومة الإيراني، حزب الله وحماس، وأنظمة دفاعهما الجوي المحطمة نتيجة الهجوم الإسرائيلي قبل بضعة أشهر، فإن إيران لا تزال تحتفظ بقوة عسكرية هائلة ولن تستسلم. إن الإيحاء بأن آية الله سيستأنف المفاوضات بعد إذلاله هو أمر أحمق. لن تستسلم إيران وسترد على إسرائيل. وبغض النظر عن حجم الضرر والدمار الذي ستتكبده، ستسعى إيران للحفاظ على كبريائها، ولهذا، ستكون على أتمّ الإستعداد للتضحية بالكثير. الشعب الإيراني الذي يكره معظمه نظامه سيدعمه الآن، إذ يعتبر الهجوم الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة ليس مهينًا فحسب، ولكنه سيفاقم الوضع الإقتصادي في البلاد الذي يعاني منه الشعب بالفعل. ومن نتائج سوء التقدير الإسرائيلي -الأمريكي أيضًا أن الهجوم عزّز أصوات العديد من المسؤولين الإيرانيين المتشددين الذين يعارضون المفاوضات مع الولايات المتحدة في المقام الأول. كانت لديهم شكوك جدية حول النوايا الحقيقية للولايات المتحدة، والآن يشعرون بالرّضا بعد أن اتضح بشكل متزايد أن ترامب قد منح نتنياهو مباركته. وعلاوة على ذلك، ورغم أن دول الخليج العربي قد تُرحب بهدوء بالدمار الذي ألحقته إسرائيل بإيران، إلا أنها الآن في حالة ليس فقط من القلق، بل من الخوف من أن تُجرّ إلى حرب لا تريدها. فأي حرب إقليمية ستكون لها تداعيات اقتصادية جسيمة تُعيق تنميتها الإقتصادية التي تُقدّرها أشد التقدير، وخاصةً مخاوفها من انقطاع صادراتها النفطية التي تُمثل القلب النابض لاقتصاداتها. إن هجوم إسرائيل على إيران بدعم أمريكي سيدفعها أكثر إلى أحضان روسيا والصين. وبالنسبة لهاتين الدولتين، يُعد هذا تطورًا مُباركًا، ولن تدخرا جهدًا في استغلاله والإستفادة منه على حساب الولايات المتحدة تحديدًا. وأخيرًا، حتى لو تمكنت إسرائيل من تدمير جميع المنشآت النووية الإيرانية، وهو أمر مستبعد، فلن يكون الأمر سوى مسألة وقت قبل أن تُعيد بناء برنامجها النووي واستئنافه، إلا أنها هذه المرة ستفعل ذلك بقوة وعزيمة أكبر لإنتاج أسلحة نووية. علاوة على ذلك، من المرجح أن تنسحب إيران من معاهدة حظر الإنتشار النووي، مما سيفتح الباب أمام الإنتشار النووي الإقليمي، وهو ما سعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى تجنبه. يبدو أن ترامب ونتنياهو قد نسيا أن إيران قوة إقليمية عظمى إذ يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، ولديها موارد طبيعية وبشرية هائلة وتتمتع بموقع جيوستراتيجي بالغ الأهمية وتاريخ غني يمنحها حضورًا إقليميًا فريدًا. حتى بعد معاناتها من حرب مدمرة، ستبرز إيران مجددًا كقوة عظمى يجب على ترامب ونتنياهو أخذها في الحسبان. إيران وجدت لتبقى وسيتعين على إسرائيل والولايات المتحدة التعايش مع هذه الحقيقة. وبغض النظر عن كيفية انتهاء الأعمال العدائية الحالية، فإن الحل طويل الأمد للبرنامج النووي الإيراني مطروح على طاولة المفاوضات. ربما كانت رغبة ترامب في التوصل إلى حلّ سريع لإظهار بعض النجاح، خاصة بعد فشله في إنهاء الحروب في أوكرانيا وغزة، قد أدت إلى إفشال المفاوضات مع إيران. ولكن نتنياهوالذي يعاني من مأزق سياسي في الداخل ويتوق إلى مهاجمة إيران ويريد أن يظهر بمظهر البطل قرّر استغلال ضعف إيران دون أن يفكر مليّا في أن الثمن الذي قد تضطر إسرائيل إلى دفعه في وقت لاحق سوف يفوق بكثير ما كان يمكن أن يكسبه اليوم.